دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو القعدة 1441هـ/15-07-2020م, 10:34 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي المجلس السادس: مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر والأخير من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 187- 200)



اكتب رسالة تفسيرية في واحد مما يلي:
1: قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}.

2: قوله تعالى: {لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197) لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ (198)}.


والحمد لله الذي بنعمته تتمّ الصالحات.




تنبيه:
يذكر نوع الأسلوب المختار، كذلك مراجع الرسالة.


تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 ذو الحجة 1441هـ/7-08-2020م, 09:33 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

رسالة تفسيرية في واحد مما يلي:
1: قوله تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}.


اخترت الأسلوب الوعظي :

بسم الله الرحمن الرحيم , الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ,
اللهم علمنا , وانفعنا بما علمتنا , وزدنا علما .

المتأمل في كلام الله- جل وعلا - لا تكاد يخطئ نظره دوران الأمر بالتأمل والتفكر في آيات الله , سواء آياته الشرعية أو آياته الكونية , فهي من الأمور التي تكرر ذكرها في القرآن كثيرا , كما قال تعالى :
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
وقال : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}
{وَأَنزَلْنَا إلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}
وقال : {قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لَّا يُؤْمِنُونَ}

وقد ذم الله سبحانه من لم يُعمل عقله النظر فيما أمره الله أن ينظر إليه ويتفكر فيه , فقال :
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].

وغيرها الكثير من الآيات التي يجب على المؤمن أن يتوقف ويتسائل عن سبب كثرة تكرار ها في القرآن , وسبب ذم من لم يقم به !

ولكي تتضح هذه الحقيقة , ويتبين لنا أهمية هذه العبادة ; فلنقرأ ما عرف الجرجاني به التفكر , حيث قال :
إعمال القلب في النظر في الأدلة .
وكلامه يشمل الأدلة الشرعية والأدلة الكونية , فإعمال النظر فيها بطريقة صحيحة لا بد أن يوصل إلى المقصود , ويوصل القلب إلى مستقره الذي يركن إليه , ويطمئن فيه وله .

وما معنا اليوم من الآيات , وهي قوله تعالى في آخر سورة آل عمران :
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191)}

تجمعان الأمر , والوسيلة , والأثر , فمن أراد تحقيق المعادلة كاملة فليقي سمعه , وليفرغ قلبه من الشواغل , فيكون حاضرا بقلبه , حاضرا بحواسه , مستعملها فيما خلقت له .

عباد الله :
جاء عن سعيد بن جبير أنه قال : (انطلقت قريش إلى اليهود فسألوهم ما أتى به موسى من الآيات , فذكروا عصاه ويده , وأتوا النصارى فقالوا كيف كان عيسى ؟ فقالوا كان يبرىء الأكمه والأبرص , فأتوا النبي فقالوا : ادع لنا ربك يجعل لنا ربك يجعل لنا الصفا ذهبا , فأنزل الله تعالى هذه الآية).

وهنا قد يقول قائل : ما علاقة هذه الآية بما طلبوه من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
والجواب عل ذلك : أنهم طلبوا ما زعموا بأنه آية تدل على صدق ما جاء به عليه الصلاة والسلام !
طلبوا آية تدل على صدق ما أمرهم به من توحيد الله -سبحانه- ونبذ ما سواه من المعبودات الباطلة !

فنزلت هذه الآيات تبكيتا لهم , وكأنه يقال لهم :
وَلَيسَ يَصِحّ في الأفهامِ شيءٌ
إذا احتَاجَ النّهارُ إلى دَليلِ

وهذا كقوله تعالى : {أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} !

وكقول الأعرابي لما سألوه بما عرفت ربك فقال :
البَعرةُ تدل على البعير، والأثَر يدل على المسير، ليل داجٍ، ونهار ساجٍ، وسماء ذات أبراج، أفلا تدل على الصانع الخبير؟!

وكأنه يقال لهم :
إن الدليل الدال على وحدانيته سبحانه موجود حولكم لو كنتم تعقلون !
بل موجود في أنفسكم أفلا تبصرون !؟

فهذه الأمور المذكورة في الآية , وهي خلق السماوات، وخلق الأرض، وتعاقب الليل والنهار ; من أعظم الدلائل على العليم الحكيم ، ومن صح عقله لا يمكن أن يدعي بأن إلها آخر غير الله يقدر عليه أو على بعضه!

ومن أمعن نظره وفكره فيها انبهر لها وذهل ، وضاق ذهنه عن تصور حقيقتها , وأيقن وأقر على وحدانية الخالق سبحانه.

لذا نبه على عظم السموات والأرض بقوله : ﴿إن في خلق السماوات والأرض﴾ فهذه إشارة إلى النظر فيهما , النظر إلى السماء وإلى ارتفاعها واتساعها، وإلى الأرض في انخفاضها وكثافتها , وما فيهما من الآيات العظيمة :
فالسماء مليئة بالكواكب السيارات : فهي تسير في نظام محكم متقن لها , وأودع فيها-سبحانه- قوانين لتحكم سير الكواكب والنجوم على وجه لا يعتريه خلل , كما قال تعالى : ﴿لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون﴾ .

والأرض جعل فيها -سبحانه- من الأمور المتنوعة المتقابلة , ففيها البحار، وفيها الجبال الثوابت والقفار , والأشجار والنبات والزروع والثمار، وبث فيها الحيوانات على اختلاف أنواعها , كما قال تعالى : { فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَىٰ أَرْبَعٍ ۚ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } , ومنها من يطير في السماء , ومنها من يعيش في البحر , ومنها من يعيش على الأرض , ومنها من يعيش في باطنها , فسبحان من {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } فهيأ لهم المسكن , وساق لهم الرزق على كثرتهم , وتنوعهم واختلافهم اختلافا كبيرا , وجعل في الأرض المعادن والمنافع ، وألهم المخلوق كيف يستخرجها وينتفع بها .

والإنسان تغلب عليه الغفلة في كثير من أوقاته , ويألف ما حوله مما هو مستقر ثابت يراه يوميا مثل السموات والأرض , فيعتاده ويغفل عما فيه من عظمة , لذا ذكر الله سبحانه بعدها بعضا من الآيات المتغيرة التي تحدث حولنا , لزيادة التنبيه على عظمة الخالق ووحدانيته فقال : ﴿واختلاف الليل والنهار﴾ فنيه -سبحانه- على تعاقبهما , فهذا يأتي فيذهب الآخر , وتارة يطول النهار ويقصر الليل ، ثم يعتدلان، ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرا، ويقصر الذي كان طويلا وكل ذلك تقدير العزيز الحكيم.

لكن هذا لا يوقد إلا أصحاب العقول النيرة , لذا جاء في ختام الآية قوله : ﴿لأولي الألباب﴾ , وهم أصحاب العقول التامة الذكية التي تدرك الأشياء بحقائقها الجلية ، ودل هذا على أن غيرهم ليسوا أهلا للانتفاع بها , كما قال تعالى فيهم : ﴿وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون. وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون﴾.

وهنا لا بد للمؤمن الفطن أن يقف وقفة ليسأل عن صفات من أخبر الله عنهم بأنهم {أولي الألباب} , حتى يحذو حذوهم , ويمشي على خطاهم , فيفوز بهذا المديح والثناء من رب العالمين -حشرنا الله في زمرتهم- , فجاءت الآية التي تليها واصفة لهم , فقال تعالى عنهم :{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ,

هذا هو حالهم في هذه الدنيا , اتخذوها دار سفر , فعملوا فيها بما يوصلهم بسلام وأمان إلى الدار الآخرة ...

فبعدما أقروا بوحدانيته في ربوبيته ; وحدوه في ألوهيته , فصرفوا العبادات له وحده سبحانه , فلم يتوقف نظرهم على الخلق , بل تخطاه إلى الحق سبحانه ، فهم {يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم }
فيذكرونه بالتأمل في مخلوقاته والاستدلال عليه بها...
يذكرونه بألسنتهم ; فهي دائمة اللهج بذكره بالتهليل والتسبيح والتكبير وقراءة القرآن وغيره...
يذكرونه بقلوبهم , فقلوبهم محبة له , راغبة إليه , راهبة منه , مستعينة به , متوكلة عليه ...
يذكرونه بجوارحهم بالقيام والقعود والركوع والسجود في الصلاة ، و بالطواف ببيته ، وأداء مناسكه...
يذكرونه بكل عبادة يتعبدون لله تعالى بها يريدون بها وجهه سبحانه , يريدون رضاه ويرجون رحمته ويخافون عذابه , كم قال تعالى :{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}

وهم {ويتفكرون في خلق السماوات والأرض} فتتفكر قلوبهم في عضمة خالقها , وكمال قدرته , وفي أسمائه وصفاته سبحانه , وأثرها على جميع الموجودات حولهم .

والتفكر عبادة عظيمة لعظيم أثرها على القلب كما اسلفنا , وقد قيل لأم الدرداء: ما كان شأن أبي الدرداء ؟ قالت: كان أكثر شأنه التفكر، قيل له: أترى التفكر عملا من الأعمال ؟ قال: نعم، هو اليقين). رواه ابن القاسم عن مالك في جامع العتبية .

هذا وصفهم , وهذه هي حالهم الدائمة , يحدثون عبادة تلو أخرى , لذا جاء التعبير عن أفعالهم بصيغة الفعل المضارع , ومن كانت هذه حاله وصل .

ححقوا العبودية لخالقهم ; عبودية اللسان، ,عبودية الجوارح والأعضاء، وعبودية القلب ، وهذه هي كمال العبودية لله سبحانه , لأن اللسان إذا كان مستغرقا في الذكر، والجوارح مستغرقة في العبادة والشكر ، والقلب مثلهم ; دل هذا على أن العبد مستغرقا بجميع أجزائه في العبودية .

لذا لما وصلوا إلى هذا الحال اعترفوا وأقروا فقالوا : ﴿رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا﴾ أي لم تخلقه سبحانك عبثا , لا لحكمة مقصودة ;
بل خلقته بالحق ...
وخلقته دليلا عليك...
خلقته دليلا على صدق ما بعثت به رسلك ...
خلقته لحكم عالية...
خلقته لأجل أن تذكر وتشكر ، فتكرم الشاكرين الذاكرين، وتهين الكافرين في دار عذاب...

فلهجت ألسنتهم وقلوبهم بقول ﴿سبحانك﴾ تنزيها لخالقهم عن العبث واللعب ، وتنزيها أن يكون خلقهما باطلا ، فهذا ظن الظانين بالله ظن السوء من الكفار الذين جحدوا بآيات ربهم ورسله , وجحدوا نعمه , كما قال تعالى :{﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ﴾ .

ولما وصلوا إلى هذه المرحلة من اليقين ; كانت الدار الآخرة ماثلة أمامهم , وتيقنوا الجنة والنار , تيقنوا الثواب والعقاب , وعلموا تقصيرهم وعجزهم عن أداء حق الشكر كاملا ; ففزعوا إلى ركنهم الشديد , وفروا من الله إليه , واستعاذوا به , واحتموا بجنابه , فذلت ألسنتهم بسؤاله النثبات والنجاة فقالوا ﴿فقنا عذاب النار﴾ , وهذا يتضمن :
- سؤالهم الله أن يعصمهم من السيئات والموبقات التي تؤدي بصاحبها إلى النار.
- سؤالهم الله أن يوفقهم إلى الأعمال الصالحات , أن يوفقهم لما يحب ويرضى حتى تتم لهم النجاة من النار .
- سؤالهم الله الجنة , لأن من نجا من النار دخل الجنة .
فجمعوا بين الخوف والرجاء , وساروا بها إلى الله معبودهم الحق .

فحري بنا أن نتأمل في هذه الآيات...
وحري بنا أن نعي معناها ...
وحري بنا أن نعمل بمقتضاه...ا

وقد ثبت في صحيح ابن حبان وغيره مرفوعاً قول النبي صلى الله عليه وسلم : «لقد نزلت عليَّ الليلة آيةٌ ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها... ثم تلا هذه الآية» , وهذا يدل على عظم ما لها من أثر على القلوب الحية , القلوب التي تريد الحق , القلوب التي سلمت من أمراض الشبهات والشهوات .

وجاء أيضا في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه , من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : (بتّ عند خالتي ميمونة، فتحدّث رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم مع أهله ساعةً، ثمّ رقد، فلمّا كان ثلث اللّيل الآخر، قعد فنظر إلى السّماء، فقال: {إنّ في خلق السّموات والأرض واختلاف اللّيل والنّهار لآياتٍ لأولي الألباب} ، ثمّ «قام فتوضّأ واستنّ فصلّى إحدى عشرة ركعةً» ، ثمّ أذّن بلالٌ، «فصلّى ركعتين ثمّ خرج فصلّى الصّبح»).

فلنحرص أحبتي على الاقتداء به -صلى الله عليه وسلم - فنعمل العقول والقلوب تدبرا في آياته , لكن لنحذر أن يكون الهم والقصد هو مجرد النظر لرؤية عظيم خلق الله فقط , بل يجب علينا أن نعلم بأن هذه مجرد وسيلة يفترض أن تثمر محبة الله , والحرص على الإخلاص له , فيكون تدبرا يلحقه عملا , فيزيد العمل بزيادة العلم , ويزيد العلم بزيادة العمل .

وقد قال ابن عون: الفكرة تُذهِب الغفلة، وتُحدِث للقلب الخشية، كما يُحدِث الماءُ للزرع النباتَ، وما جُليت القلوبُ بمثل الأحزان، ولا استنارت بمثل الفكرة.

وفقنا الله لما يحب ويرضى , ورزقنا علما نافعا وقلبا خالصا وعملا متقبلا.
وصل اللهم وسلم على نبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .


---------------------------------------------------------------------------
المصادر
جامع البيان — ابن جرير الطبري (٣١٠ هـ)
تفسير القرآن العظيم مسندًا — ابن أبي حاتم الرازي (٣٢٧ هـ)
الهداية إلى بلوغ النهاية — مكي بن أبي طالب (٤٣٧ هـ)
أسباب النزول للواحدي (468 هـ)
معالم التنزيل — البغوي (٥١٦ هـ)
المحرر الوجيز — ابن عطية (٥٤٦ هـ)
النكت والعيون — الماوردي (٤٥٠ هـ)
زاد المسير — ابن الجوزي (٥٩٧ هـ)
مفاتيح الغيب — فخر الدين الرازي (٦٠٦ هـ)
البحر المحيط — أبو حيان (٧٤٥ هـ)
فتح القدير — الشوكاني (١٢٥٠ هـ)
روح المعاني — الآلوسي (١٢٧٠ هـ)
تيسير الكريم الرحمن — السعدي (١٣٧٦ هـ)
تفسير القرآن الكريم — ابن عثيمين (١٤٢١ هـ)
أيسر التفاسير — أبو بكر الجزائري (١٤٣٩ هـ)

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 ذو الحجة 1441هـ/17-08-2020م, 08:24 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الثاني عشر والأخير من تفسير سورة آل عمران

(الآيات 187- 200)

فداء حسين أ+
أحسنت وأجدت، بارك الله فيك ونفع بك.
احرصي على عزو جميع الأحاديث والآثار.
وتوجد أخطاء إملائية في الرسالة فأرجو مراجعة أي مادة قبل اعتمادها حتى لا تؤثّر مثل هذه الأخطاء على جودة العمل.
وفقك الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السادس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir