دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > دروس التفسير لبرنامج إعداد المفسّر > دروس تفسير سورة النساء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 ربيع الأول 1440هـ/17-11-2018م, 02:59 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تفسير سورة النساء [ من الآية (13) إلى الآية (14) ]

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13) وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14)}

تفسير قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (13)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ( {تلك حدود اللّه ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم}أي: الأمكنة التي لا ينبغي أن تتجاوز.
{ومن يطع اللّه ورسوله}أي: يقيم حدوده على ما حدّ.
{يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها}أي: يدخلهم مقدّرين الخلود فيها، والحال يستقبل بها، تقول: مررت به معه باز صائدا به غدا، أي: مقدرا الصيد به غدا). [معاني القرآن: 2/27]

قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى: {تلك حدود اللّه ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذابٌ مهينٌ (14)}.
وقوله: تلك حدود اللّه الآية تلك إشارة إلى القسمة المتقدمة في المواريث، والحد: الحجز المانع لأمر ما أن يدخل على غيره أو يدخل عليه غيره، ومن هذا قولهم للبواب حداد لأنه يمنع، ومنه إحداد المرأة وهو امتناعها عن الزينة، هذا هو الحد في هذه الآية، وقوله: من تحتها يريد من تحت بنائها، وأشجارها الذي من أجله سميت جنة، لأن أنهار الجنة إنما هي على وجه أرضها في غير أخاديد، وحكى الطبري: « أن الحدود عند السدي هنا شروط الله» ، وعند ابن عباس: «طاعة الله»، وعند بعضهم: «سنة الله» ، وعند بعضهم:« فرائض الله» ، وهذا كله معنى واحد وعبارة مختلفة، وخالدين قال الزجاج: هي حالة على التقدير، أي مقدرين خالدين فيها، وجمع خالدين على معنى من بعد أن تقدم الإفراد مراعاة للفظ من، وعكس هذا لا يجوز). [المحرر الوجيز: 2/489]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تلك حدود اللّه ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مهينٌ (14) }
أي: هذه الفرائض والمقادير الّتي جعلها اللّه للورثة بحسب قربهم من الميّت واحتياجهم إليه وفقدهم له عند عدمه، هي حدود اللّه فلا تعتدوها ولا تجاوزوها؛ ولهذا قال: {ومن يطع اللّه ورسوله} أي: فيها، فلم يزد بعض الورثة ولم ينقص بعضًا بحيلةٍ ووسيلةٍ، بل تركهم على حكم اللّه وفريضته وقسمته {يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مهينٌ} أي، لكونه غيّر ما حكم اللّه به وضادّ اللّه في حكمه. وهذا إنّما يصدر عن عدم الرّضا بما قسم اللّه وحكم به، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن أيّوب، عن أشعث بن عبد اللّه، عن شهر ابن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«إنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنةً، فإذا أوصى حاف في وصيّته، فيختم بشرّ عمله، فيدخل النار؛ وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشّرّ سبعين سنةً، فيعدل في وصيّته، فيختم له بخير عمله فيدخل الجنّة». قال: ثمّ يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم {تلك حدود اللّه} إلى قوله: {عذابٌ مهينٌ}.
وقال أبو داود في باب الإضرار في الوصيّة من سننه: حدّثنا عبدة بن عبد اللّه أخبرنا عبد الصّمد، حدّثنا نصر بن عليٍّ الحدّاني، حدّثنا الأشعث بن عبد اللّه بن جابرٍ الحدّاني، حدّثني شهر بن حوشب: أنّ أبا هريرة حدّثه: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«إنّ الرّجل ليعمل أو المرأة بطاعة اللّه ستّين سنةً، ثمّ يحضرهما الموت فيضاران في الوصيّة، فتجب لهما النّار » وقال: قرأ عليٌّ أبو هريرة من هاهنا: {من بعد وصيّةٍ يوصى بها أو دينٍ غير مضارٍّ} حتّى بلغ: {وذلك الفوز العظيم}.
وهكذا رواه التّرمذيّ وابن ماجه من حديث ابن عبد اللّه بن جابرٍ الحدّاني به، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، وسياق الإمام أحمد أتم وأكمل). [تفسير القرآن العظيم: 2/232-233] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ (14)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): ( {ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}أي: يجاوز ما حدّه الله وأمر به.
{يدخله نارا خالدا فيها}خالدا من نعت النار.
ويجوز أن يكون: منصوبا على الحال، أي: يدخله مقدّرا له الخلود فيها). [معاني القرآن: 2/27]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: ومن يعص اللّه ورسوله الآية، قرأ نافع وابن عامر «ندخله» بنون العظمة، وقرأ الباقون، يدخله بالياء فيهما جميعا، وهذه آيتا وعد ووعيد، وتقدم الإيجاز في ذلك، ورجّى الله تعالى على التزام هذه الحدود في قسمة الميراث، وتوعد على العصيان فيها بحسب إنكار العرب لهذه القسمة، وقد كلم فيها النبي صلى الله عليه وسلم عيينة بن حصن وغيره). [المحرر الوجيز: 2/489]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تلك حدود اللّه ومن يطع اللّه ورسوله يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم (13) ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مهينٌ (14) }
أي: هذه الفرائض والمقادير الّتي جعلها اللّه للورثة بحسب قربهم من الميّت واحتياجهم إليه وفقدهم له عند عدمه، هي حدود اللّه فلا تعتدوها ولا تجاوزوها؛ ولهذا قال: {ومن يطع اللّه ورسوله} أي: فيها، فلم يزد بعض الورثة ولم ينقص بعضًا بحيلةٍ ووسيلةٍ، بل تركهم على حكم اللّه وفريضته وقسمته {يدخله جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم ومن يعص اللّه ورسوله ويتعدّ حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذابٌ مهينٌ} أي، لكونه غيّر ما حكم اللّه به وضادّ اللّه في حكمه. وهذا إنّما يصدر عن عدم الرّضا بما قسم اللّه وحكم به، ولهذا يجازيه بالإهانة في العذاب الأليم المقيم.
قال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر، عن أيّوب، عن أشعث بن عبد اللّه، عن شهر ابن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
«إنّ الرّجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنةً، فإذا أوصى حاف في وصيّته، فيختم بشرّ عمله، فيدخل النار؛ وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشّرّ سبعين سنةً، فيعدل في وصيّته، فيختم له بخير عمله فيدخل الجنّة». قال: ثمّ يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم {تلك حدود اللّه} إلى قوله: {عذابٌ مهينٌ}.
وقال أبو داود في باب الإضرار في الوصيّة من سننه: حدّثنا عبدة بن عبد اللّه أخبرنا عبد الصّمد، حدّثنا نصر بن عليٍّ الحدّاني، حدّثنا الأشعث بن عبد اللّه بن جابرٍ الحدّاني، حدّثني شهر بن حوشب: أنّ أبا هريرة حدّثه: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال:
«إنّ الرّجل ليعمل أو المرأة بطاعة اللّه ستّين سنةً، ثمّ يحضرهما الموت فيضاران في الوصيّة، فتجب لهما النّار » وقال: قرأ عليٌّ أبو هريرة من هاهنا: {من بعد وصيّةٍ يوصى بها أو دينٍ غير مضارٍّ} حتّى بلغ: {وذلك الفوز العظيم}.
وهكذا رواه التّرمذيّ وابن ماجه من حديث ابن عبد اللّه بن جابرٍ الحدّاني به، وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ، وسياق الإمام أحمد أتم وأكمل). [تفسير القرآن العظيم: 2/232-233] (م)


* للاستزادة ينظر: هنا

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تفسير, سورة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir