دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 01:31 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي فهرسة موضوع: أنواع النسخ في القرآن الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


في هذا الموضوع توضع تطبيقات الطلاب الذين اختاروا فهرسة موضوع:

- أنواع النسخ في القرآن الكريم




تعليمات:
- لا يطلع الطالب على مشاركات زملائه إلا بعد اعتماد موضوعه
- بعد اعتماد الطالب لموضوعه، يمكنه الاطّلاع على نموذج الإجابة الخاص به، وكذلك بقية نماذج الإجابة الخاصة ببقية الموضوعات (هنا)
- يضع الطالب نسخة من مشاركته في صفحته لدراسة أصول التفسير وعلوم القرآن
- يصحح للطالب موضوعه في صفحته الخاصّة.


وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 03:20 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

رابط الفهرسة

http://afaqattaiseer.net/vb/showthre...d=1#post199454

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 03:25 PM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كوثر التايه مشاهدة المشاركة
المطلوب هو وضع نسخة من التلخيص
وليس الرابط
بارك الله فيكِ

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 08:48 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

فهرسة : ( أنواع النسخ في القرآن )
عناصر الفهرسة :
اجماع الصحابة على قبول جمع مصحف عثمان
تعريف النسخ :
أنواع النسخ في القرآن:
النوع الأول : نسخ التلاوة والحكم :
النوع الثاني : ما نسخت تلاوته وبقي حكمه :
النوع الثالث : نسخ الحكم وبقاء التلاوة
قول السيوطي في مانسخ حكمه وبقيت تلاوته : :
الاستدلال في التفسير بما نسخت تلاوته :
تقسيم الواحدي لأنواع النسخ :
تقسيم مكي بن أبي طالب لأنواع النسخ في القرآن :
اجماع الصحابة على قبول جمع مصحف عثمان
قال أبو عبيد: إنه كان مأمونا على ما أسقط، كما هو مأمون على ما نسخ.
وقال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلمفضائل القرآن لأبي عبيد
تعريف النسخ :
لغة : الرفع للشيء
شرعا : الحكم الناسخ يرفع حكم المنسوخ: الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
أنواع النسخ في القرآن:
النوع الأول : نسخ التلاوة والحكم :
الحكمة من نسخ التلاوة والحكم :
نسخهما جميعا فلا تجوز تلاوته ولا العمل به ، وقال أبو بكر الرازي ليندرس مع الأيام كسائر الكتب القديمة ويرفعه الله من الأذهان البرهان في علوم القرآن للسيوطي
وهذا الضرب كثير :
عن ابن عمر، قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). [فضائل القرآن: لأبي عبيد، التحبير للسيوطي/]
عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). [فضائل القرآنلأبي عبيد ، التحبير للسيوطي د]
عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية.
فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
[فضائل القرآن لأبي عبيد، التحبير في علم التفسير للسيوطي:
-محو ما في الصدور مما نسخ حكمه وتلاوته :
عن أبي أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيء إلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيهالتحبير في علوم التفسير للسيوطي.
-عن ابن شهاب قال فيه: وابن المسيب جالس لا ينكر ذلك. نسخ هذه السورة ومحوها من صدورهم من براهين النبوة والحديث صحيح). [تاريخ الإسلام للذهبيونقله السيوطي في التحبير]
-سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) ). [التحبير في علم التفسير:]
-أثار نسخت تلاوتها وحكمها
-ما رواه مسلم في "صحيحه" عن أبي موسى الأشعري: (إنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني أحفظ منها، لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها، يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامةالبرهان في علوم القرآن للزركشي.
-عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب]. [الناسخ والمنسوخ لابن حزمالناسخ والمنسوخ لابن سلامة
-عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن وهو ثلاث وسبعون آية).فضائل القرآن لأبي عبيد ، التحبير للسيوطي.
-عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كم كانت تعد سورة الأحزاب؟-
قلنا: ثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
قلت: وما آية الرجم؟ قال: (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم)، أخرجه الحاكم مختصراً وصححه). [التحبير في علم التفسير للسيوطي،فضائل القرآ، للسيوطي:]
-وروى عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
-روي أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم}.
فقال عمر: (لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب).
فأتيا أبي بن كعب فقال: (يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟).
فقال أبي: (كانت فيما أسقط).
قال عمر: (فأين كنت عنها؟).
فقال: (شغلني عنها ما لم يشغلك)). [فضائل القرآن لأبي عبيد:]
-وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس: (ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا) ). [التحبير في علم التفسير للسيوطي
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن ...: المرشد الوجيز لأبي شامة، التحبير للسيوطي،الاتقان للسيوطي، البرهان في علوم القرآن للسيوطي
هل يكفر من جحد آثار ما نسخ حكمه وتلاوته ؟
قال أبو عبيد يحكم بالكفر على من جحد ما بين اللوحين ، وغير ذلك لم يجعلوه كافرا فضائل القرآن لأبي عبيد
النوع الثاني : ما نسخت تلاوته وبقي حكمه :
ما الحكمة في نسخ التلاوة وبقاء الحكم ؟
لاختبار الأمة في سرعة الاستجابة دون تفصيل: االبرهان في علوم القرآن للزركشي نقلا عن الفنون : الاتقان للسيوطي نقلا عن الزركشي
عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر: التحبير في علم التفسير للسيوطي
حجة من أنكر نسخ التلاوة وبقاء الحكم والرد عليها ::
حكى أبو القاضي في الانتصار عن قوم أنكروا نسخ التلاوة وبقاء الحكم .
حجتهم :
لأن الأخبار فيه آخبار أحاد ولا يجوز القطع على انزال قرآن ونسخه بأخبار أحاد لاحجة فيها
وجه الاشكال :
قال في "البرهان" في قول عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها يعني آية الرجم ظاهره أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه فإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة؛ لأن هذا شأن المكتوب.
وقد يقال: لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر ولم يعرج على مقالة الناس؛ لأن مقالة الناس لا تصلح مانعا.
وبالجملة هذه الملازمة مشكلة ولعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم، ومن هنا أنكر ابن ظفر في "الينبوع" عد هذا مما نسخ تلاوته، قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن.
قال: وإنما هذا المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه. انتهى.
الرد عليها :
-إن كان يعتقد أنه خبر واحد مردود فقد صح أنه تلقاها من النبي صلى الله عليه وسلم كما أخرج الحاكم : من طريق كثير بن الصلت، قال: كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان المصحف فمرا على هذه الآية فقال زيد: (سمعت رسول الله يقول: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة))، فقال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟
فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم
-قال ابن حجر في شرح المنهاج – نأخذ من هذا الحديث أن السبب في نسخ تلاوتها لكون العمل على غير الظاهر من عمومها
-قال السيوطي : سبب نسخ التلاوة التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا ، لأنه أثقل الاحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفي الاشارة إلى استحباب الستر
-قال ابن حجر أن السبب في رفع تلاوتها هو الاختلاف
وأخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" عن يعلى بن حكيم عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: (لا تشكّوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر).
الاتقان في علوم القرآن للسيوطي

آثار ما نسخت تلاوته وبقي حكمه :
عن عمر رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ [ألا ترغبوا الرغبة عنهما] بمعنى الإعراض عن آبائكم، ومن ذلك [الشيخ والشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم] معناه المحصن والمحصنة). الناسخ والمنسوخ لابن حزم،المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي، الناسخ والمنسوخ لابن حزم، البرهان في علوم القرآن للزركشي، فضائل القرآن لأبي عبيدة
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن : المرشد الوجيز لأبي شامة، التحبير للسيوطي،الاتقان للسيوطي
النوع الثالث : نسخ الحكم وبقاء التلاوة :
الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة :
-القرآن كما يتلى لمعرفة الأحكام فهو يتلى للتعبد به فهو كلام الله
-غالبا النسخ للتخفيف فبقيت التلاوة مع نسخ الحكم للتذكير بالنعم ورفع المشقة
البرهان في علوم القرآن للزركشي ، الاتقان للسيوطي
وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة . الناسخ والمنسوخ لابن سلامة،البرهان في علوم القرآن للزركشي
مما ذكر من الآيات التي نسخ حكمها وبقيت تلاوتها
-أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: {فأينما تولوا فثم وجه الله} فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: {فول وجهك شطر المسجد الحرام}:الناسخ والمنسوخ لابن حزم ، الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
-وكقوله تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: 65]، نسخ بقوله: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: التحبير في علم التفسير للسيوطي ، مواقع العلوم للبلقيني].
وكقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة..} إلى قوله: {فأمسكوهن في البيوت} الآية [النساء: 15]، نسخ بقوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور: 2] ). التحبير في علم التفسير للسيوطي، مواقع العلوم للبلقيني
-كقوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً} الآية [البقرة: 234] فكانت المرأة إذا مات زوجها لزمت التربص بعد انقضاء العدة حولا كاملا ونفقتها في مال الزوج ولا ميراث لها وهذا معنى قوله: {مَتَاعاً إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ} الآية [البقرة: 240] فنسخ الله ذلك بقوله:
{يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً} الآية [البقرة: 234] وهذا الناسخ مقدم في النظم على المنسوخ. –البرهان في علوم القرآن للزركشي ، المرشد الوجيز لأبي شامة المقدسي ، التحبير في علم التفسير للسيوطي
-قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} الآية [الأحزاب: 50] فإنها
ناسخة لقوله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ} الآية [الأحزاب: :البرهان في علوم القرآن للزركشي].
-و قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} الآية [البقرة: 142] هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة
بقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} الآية [البقرة: 144].
البرهان في علوم القرآن للزركشي
قول السيوطي في مانسخ حكمه وبقيت تلاوته :
إن أكثر الناس من تعداد الآيات في هذا النوع إلا أنه قليل جدا ومما أورده الناس في ذلك على أقسام :
-قسم ليس من النسخ ولا التخصيص : كقوله تعالى : {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك.
قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.
-قسم من المخصوص لا المنسوخ : كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء: 224-225]، {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ
- وقسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن: كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب.
قالوا: وإنما حق الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية. الاتقان في علوم القرآن للسيوطي.
ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته : وهو أضرب
-ما نسخه كتاب الله تعالى :
- كقوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً وصية لأزواجهم متاعاً إلى الحول..} الآية [البقرة: 240]، فإنه منسوخ بقوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً} الآية [البقرة: 234].
-وكقوله تعالى: {إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: 65]، نسخ بقوله: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين..} الآية [الأنفال: 66].
-وكقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة..} إلى قوله: {فأمسكوهن في البيوت} الآية [النساء: 15]، نسخ بقوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور: 2] ). [التحبير في علم التفسير للسيوطي
الاستدلال في التفسير بما نسخت تلاوته :
وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ({حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر})، وكقراءة ابن مسعود: ({والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم})، ومثل قراءة أبي بن كعب: ({للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...})، وكقراءة سعد: ({فإن كان له أخ أو أخت من أمه})، وكما قرأ ابن عباس: ({لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج})، وكذلك قراءة جابر: ({فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم}).
فهذه الحروف صارت في تفسير القرآن وهي كانت موجودة في مصاحف الصحابة وصار العمل بها على ذلك .
وكذلك يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ يقص و في قراءة عبد الله: ({يقضي بالحق})، أنما هي: يقضي الحق، فتقرأها كما في المصحف وتعتبر صحتها بتلك القراءة، وكذلك قراءة من قرأ: {أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم في قراءة أبي: ({تنبئهم})، وجه القراءة: تكلمهم، في أشياء من هذه كثيرة لو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه). [فضائل القرآن لأبي عبيد
تقسيم الواحدي لأنواع النسخ :
- نسخ ما ليس بثابت التلاوة كعشر رضعات
- نسخ ما هو ثابت التلاوة بما ليس بثابت التلاوة كنسخ الجلد في حق المحصنين بالرجم ،والرجم غير متلو ( الحكم ثبت والتلاوة لا تثبت ) البرهان في علوم القرآن للزركشي
تقسيم مكي بن أبي طالب لأنواع النسخ في القرآن :
الأول: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، (ومنع) الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه) مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم.
الثاني: ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف) المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ، ولا يكون في الأخبار و تمثيله في آية (الزواني) المنسوخة بالجلد (المجمع عليه) في سورة النور، كلاهما باقٍ متلوّ كلّه.
الثالث: ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف، نحو قوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
أمروا بذلك كلّه وفرض عليهم لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش ، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله، وبقي اللفظ متلوًّا ثابتًا) في المصحف.
الرابع: ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.
ومنه ما روي عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال: نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت، وذكر أنه حفظ منها شيءٌ أضربت أنا عن ذكره لأن القرآن لا يؤخذ بالأخبار.
الخامس: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما جاء من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
السادس: ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: {فاجتنبوه} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه.
السابع: نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: {وقوموا لله قانتين}.
ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. وهو كثير:
وقد يدخل في هذا نسخ القبلة نحو بيت المقدس- على قول من قال-: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى إليها باجتهاده لا بنص من الله.
. [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لابن مكي بن أبي طالب:]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 11:33 PM
كريمة داوود كريمة داوود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 192
افتراضي


أنواع النسخ في القرآن
عناصر الموضوع:
معنى النسخ
نسخ التلاوة والحكم
نسخ التلاوة وبقاء الحكم

- الحكمة من رفع التلاوة مع بقاء الحكم
- الرد على من أنكر رفع التلاوة مع بقاء الحكم.

- السبب في بقاء الرسم والتلاوة
- الحكمة من رفع الحكم مع بقاء التلاوة
- أقسام الأقوال فيما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته
خلاصة أقوال العلماء في أنواع النسخ في القرآن
معنى النسخ
النسخ لغةً هو رفع الشيء ، وشرعاً هو رفع الناسخ لحكم المنسوخ . ذكره ابن سلامة في [ الناسخ والمنسوخ ]

- روى عن عبد الله بن مسعودقال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أوقال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منهاإلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛فقال :( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة) . ذكره ابن سلامة في [ الناسخ والمنسوخ ]
- وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه . ذكره المقدسي في [ المرشد الوجيز ]

ذكر المقدسي في أثر عائشة السابق ( كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي: ... والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
قال: وقولها(وهن مما يقرأ من القرآن) يعني عند من لم يبلغه نسخ تلاوته قرآنا.
قال الزركشي في [ البرهان في علوم القرآن ] ما نسخ في تلاوته وبقي حكمه فيعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ،كما روى أنه كان يقالفي سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته نكالا من الله"، ولهذا قالعمر: ( لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتهابيدي). رواه البخاري في صحيحه معلقا.
- الحكمة من رفع التلاوة مع بقاء الحكم
قال الزركشي في [البرهان ] والسيوطي في [ الإتقان ] :
ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟ وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمهاوثواب تلاوتها ؟
وأجاب صاحب "الفنون"، فقال: إنما كانكذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غيراستفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمناموالمنام أدنى طرق الوحي .
- الرد على من أنكر رفع التلاوة مع بقاء الحكم
أنكر ابن ظفر في ( الينبوع ) نسخ التلاوة لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ، ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها .
وقال: وإنما هذا المنسأ لا النسخ،وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه .
- وقال أبو بكرالرازي: نسخ الرسم والتلاوة إنما يكون :بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم،ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته، وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه في قوله: {إن هذا لفي الصحفالأولى صحف إبراهيم وموسى}الآية[الأعلى: 18-19]، ولايعرف اليوم منها شيء.
ثم لا يخلو ذلك من أن يكون فيزمان النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا توفي لا يكون متلوا في القرآن أو يموت وهومتلو موجود بالرسم ثم ينسيه الله الناس ويرفعه من أذهانهم ،وغير جائز نسخ شيء من القرآن بعد وفاةالنبي صلى الله عليه وسلم.

- السبب في بقاء الرسم والتلاوة
عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة:{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحولغير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي،لا أغير شيئا عن مكانه. ذكره المقدسي في [ المرشد الوجيز ].
- الحكمة من رفع الحكم مع بقاء التلاوة
أحدهما ليُثاب المرء على تلاوته كلام الله عز وجل .
والثاني أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيتالتلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة .
- أقسام الأقوال فيما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته
قال السيوطي :أن الذي أورده المكثرون فيما نُسخ حكمه وبقيت تلاوته أقسام:
قسم ليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه.
وذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون}الآية[البقرة: 3]، و{أنفقوا ممارزقناكم}الآية[البقرة: 254]، ونحو ذلك. قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق
وقسم هو منقسم المخصوص لا من قسم المنسوخ .
كقوله تعالى : {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}الآية[العصر: 2-3]،
{والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا}الآية[الشعراء: 224-225]،{فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}الآية[البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية.
وقد أخطأ منأدخلها في المنسوخ.
وقسم رفع ماكان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن ، وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره .
قال الذهبي في [ تاريخ الإسلام ]: عن أبي أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروهأن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيءإلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلمفأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه.
نسخ هذه السورة ومحوها من صدورهم من براهين النبوة والحديث صحيح .

ذكر الهروي في [ فضائل القرآن ]
عن ابن عمر، قال:( لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله ومايدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهرمنه)
عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن).

ذكر الهروي في [ فضائل القرآن ]
- عن أبي أمامة بن سهل، أن خالته، قالت: (لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: {الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيامن اللذة})
- عن زيد بن أرقم، قال: (كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :{لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث. ولا يملأ بطن ابنآدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب})
ذكر السيوطي في [ التحبير في علم التفسير ] :
- عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ عليَّ أبي وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: ({إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما}، وعلى الذين يصلون الصفوف الأول)، قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
- قال عمر: (كنا نقرأ: { لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم } ثم قال لزيد بن ثابت: (أكذلك)، قال: (نعم).
- عن المسور بن مخرمة قال: قال عمر لعبد الرحمنبن عوف: (ألم تجد فيما أنزل علينا: (أن جاهدوا كما جاهدتم أول مرة) فإنا لا نجدها؟
قال:(أسقطت فيما أسقط من القرآن).
- عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس: (ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع ) أن بلغواعنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا )
ذكر السيوطي في [ الإتقان في علوم القرآن ]
- عن أبي موسى الأشعري قال:(كنا نقرأ سورة نشبهها المسبحات فأنسيناها غير أني حفظت منها: { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة }
- وفي "المستدرك" عن حذيفة قال: (ما تقرءون ربعها يعني براءة).

إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
قال علي رضي الله عنه: لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان .
وقال مصعب بن سعد:
أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم . ذكره الهروي في [ فضائل القرآن ]
قال الهروي في [ فضائل القرآن ] :
فأما ما جاء من هذه الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفهاالخاصة من العلماء دون عوام الناس، فإنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه، وذلك كقراءة حفصة وعائشة: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر}، وكقراءة ابن مسعود: {والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم}، ومثل قراءة أبي بن كعب: {للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...}
فهذه الحروف وأشباه لها كثيرة قد صارت مفسرة للقرآن ، ... فهو الآن أكثر من التفسير وأقوى، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل. على أنها من العلم الذي لا تعرف العامة فضله، إنما يعرف ذلك العلماء.

قال مكي بن طالب القيسي :
المنسوخ من القرآن ينقسم إلى سبعة أقسام :
الأول: ما رفع الله -جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، (ومنع) الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه) مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم التي تقدّم ذكرها
الثاني: ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف) المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ، ولا يكون في الأخبار على ما قدّمنا، وقد مضى تمثيله في آية (الزواني) المنسوخة بالجلد (المجمع عليه) في سورة النور، كلاهما باقٍ متلوّ كلّه
الثالث: ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف.
نحو قوله تعالى{ وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار }وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا } أمروا بذلك كلّه بسبب المهادنة التي كانت بين النبي عليه الصلاة السلام وبين قريش في غزوة الحديبية، إذ صدّوه عن البيت، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله، وبقي اللفظ متلوًّا ثابتًا في المصحف .
الرابع: ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب .
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد ) ، ومنه ما روي عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال: نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت.
الخامس: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما ذكرنا من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس .
السادس: ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى }، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: {فاجتنبوه} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه .
السابع:نسخ السّنّة بالقرآن المتلوّ نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: {وقوموا لله قانتين }
ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين }

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 11:53 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

أنواع النسخ في القرآن الكريم
عناصر الموضوع:
نسخ التلاوة والحكم
نسخ التلاوة وبقاء الحكم
نسخ الحكموبقاء التلاوة
محو الآيات من الصدور
الحكمة من رفع التلاوة معبقاء الحكم
الحكمةمن رفع الحُكم مع بقاء التلاوة
الردّ على من أنكر نسخ التلاوة مع بقاء الحكم
بيان كثرة ما نسخت تلاوته
ما أُثر مما نسخت تلاوته
إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم

الشرح : أنواع النسخ في القرآن الكريم

نسخ التلاوة والحكم:
- مثاله :
n روي عن أنس بن مالك أنه قال: (كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة نعدلها بسورة التّوبة ما أحفظ منها غير آية واحدة وهي{لو أن لأبن آدم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التّراب ويتوب الله على من تاب }- الناسخ والمنسوخ لابن حزم ، الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
n عن عبد الله بن مسعودقال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة -الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
n روى البخاري عن عائشة:(كان فيما أنزل: عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات - التحبير في علم التفسير وكذلك الإتقان للسيوطي – المرشد الوجيز للمقدسي

نسخ التلاوة وبقاء الحكم:
n عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن وهو ثلاث وسبعون آية). قاله الجلالان. - السيوطي في التحبير، وفي الإتقان
n عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (كأي تعد سورة الأحزاب؟)، قلت: اثنتين وسبعين آية أو ثلاثة وسبعين آية، قال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم). قلت: وما آية الرجم؟، قال: (إذا زنى الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم). السيوطي في التحبير ، وفي الإتقان
n روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: (لولا أن أخشى أن يقول النّاس قد زاد عمر في القرآن ما ليس فيه لكتبت آية الرّجم وأثبتها في المصحف، وواللّه لقد
قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا ترغبوا عن آبائكم فإن ذلك كفر بكم] [الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم - ).[الناسخ والمنسوخ لابن حزم - الناسخ والمنسوخ لابن سلامةالزَّرْكَشِيُّ في البرهان

نسخ الحكموبقاء التلاوة:
n أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: {فأينما تولوا فثم وجه الله}فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: {فول وجهك شطر المسجد الحرام - الناسخ والمنسوخ لابن حزم، الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
n كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها{يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْراً}الآية [البقرة: 234}.وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه - المرشد الوجيز للمقدسي ، الزركشي في البرهان – السيوطي في التحبير
- المنسوخ دائماً متقدم على الناسخ إلا في موضعين :
- أية عدة الوفاة
- قوله: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ}الآية [الأحزاب: 50] فإنها
ناسخة لقوله: {لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ}الآية [الأحزاب: 52].- البُلقِينيُّ في مواقع العلوم
n وقوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم}الآية [النساء: 15]، نسخها قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة}الآية [النور: 2]البُلقِينيُّ في مواقع العلومالسيوطي في التحبير
n ومن ذلك قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين}الآية [الأنفال: 65]، ثم نسخ ذلك قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا}إلى قوله: {الصابرين}الآية [الأنفال: 66البُلقِينيُّ في مواقع العلومالسيوطي في التحبير
n ومنه قوله: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}الآية [البقرة: 190] قيل: منسوخ بقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ}الآية [البقرة: 194].
n وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ}الآية [الأحقاف: 9] نسختها آيات القيامة والكتاب والحسابالزركشي في البرهان في علوم القرآن
n أسباب تعداد الآيات في نسخ الحكم دون التلاوة مع أنه في الحقيقة قليل يرجع ذلك :
- قسمليس من النسخ في شيء ولا من التخصيص ولا له بهما علاقة بوجه من الوجوه:
n ذلك مثل قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون}الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم}الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك. قالوا: إنه منسوخ بآية الزكاة وليس كذلك بل هو باق.


ü أما الأولى فإنها خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وذلك يصلح أن يفسر بالزكاة وبالإنفاق على الأهل وبالإنفاق في الأمور المندوبة كالإعانة والإضافة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة.
ü والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك.
n قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين}الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف وليس كذلك؛ لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
n قوله في البقرة: {وقولوا للناس حسنا}الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف. وقد غلطه ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه.
- وقسمهو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ :
- قوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا}الآية [العصر: 2-3]،
- والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا}الآية [الشعراء: 224-225]
- {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره}الآية [البقرة: 109]، وغير ذلك من الآيات التي خصت باستثناء أو غاية. وقد أخطأ من أدخلها في المنسوخ.
- ومنه قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن}الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب}الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.


-
- قسمرفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن:
- كإبطال نكاح نساء الآباء
- ومشروعية القصاص
- والدية
- وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب. قالوا: وإنما حق الناسخ والمنسوخ أن تكون آية نسخت آية. السيوطي في الإتقان

محو الآيات من الصدور:
n عن أبي موسى قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: ياأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم- تاريخ الإسلام للذهبي
n عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) ). [التحبير في علم التفسير - تاريخ الإسلام للذهبي

الحكمة من رفع التلاوة معبقاء الحكم :
n أجاب صاحب "الفنون":عن ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟ وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها ، فقال: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي – الزَّرْكَشِيُّفي البرهان ، والسيوطي في الإتقان


الحكمةمن رفع الحُكم مع بقاء التلاوة:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
وثانيهما:أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة وأما حكمة النسخ قبل العمل كالصدقة عند النجوى فيثاب على الإيمان به وعلى نية طاعة الأمر. الزركشي في البرهان ، السيوطي في الإتقان

الردّ على من أنكر نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:
ذهب جمهور العلماء إلى جواز وقوع نسخ التلاوة والرسم مع بقاء الحكم الشرعي المتضمن في الآية ثابتا .واستدلوا على ذلك بما نقل عن الصحابة رضوان الله عليهم من نصوص تدل على ذلك ، ومثال ذلك:
1-
نسخ تلاوة آية الرجم.
دليله قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه – وهو يخطب الناس على المنبر - :
(
إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِى كِتَابِ اللَّهِ . فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ . وَالرَّجْمُ فِى كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ أَوْ كَانَ الْحَبَلُ أَوْ الاِعْتِرَافُ ) رواه البخاري (6830) ومسلم (1691) .
يقول أبو العباس أحمد بن عمر القرطبي رحمه الله:
"
وقول عمر : ( كان مما أنزل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الرَّجم ، فقرأناها ، ووعيناها ، وعقلناها ) ، هذا نصٌّ من عمر رضى الله عنه على أنَّ هذا كان قرآنًا يُتلى . وفي آخره ما يدلُّ على أنَّه نُسخً كَونُها من القرآن ، وبقي حُكْمُها معمولاً به ، وهو الرَّجم . وقال ذلك عمر بمحضرِ الصحابة رضى الله عنهم ، ولم يسمع في الصحابة ولا فيمن بعدهم من أنكر شيئًا مِمَّا قاله عمر ، ولا راجعه في حياته ولا بعد موته ، فكان ذلك إجماعًا منهم على صحة هذا النوع من النسخ ، وهو نسخ التلاوة مع بقاء الحكم
- هذا المقطع - الردّ على من أنكر نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:- استصعب علي فهرسته ، وأخذت ماكتبته من غير المصدر المعتمد
- انتظر التصحيح لأعرف كيف اعمل فهرسة له

بيان كثرة ما نسخت تلاوته
n عن نافع عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر).السيوطي في التحبير - فضائل القرآنالهراوي
n عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن وهو ثلاث وسبعون آية). قاله الجلالان. - السيوطي في التحبير، وفي الإتقان ، فضائل القرآنالهراوي

ما أُثر مما نسخت تلاوته:
n عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال: (ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت - فضائل القرآن للهراوي
n عن عمر، قال: (لقد هممت أن أكتب في ناحية المصحف: شهد عمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجم ورجمنا - فضائل القرآن للهراوي
n عن عمرو بن دينار، عن بجالة، أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم}.
فقال عمر: (لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب).فأتيا أبي بن كعب فقال: (يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟).فقال أبي: (كانت فيما أسقط).قال عمر: (فأين كنت عنها؟).فقال: (شغلني عنها ما لم يشغلك - - فضائل القرآن للهراوي
n عن أبي واقد الليثي، قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم، فقال:((إن الله يقول: {إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون له الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون له الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب- - فضائل القرآن للهراوي – الزركشي في البرهان– السيوطي في التحبير
n عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: (كنا نقرأ:{لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم})، ثم قال لزيد بن ثابت: (أكذاك يا زيد؟). قال: (نعم)). [فضائل القرآن للهراوي - – السيوطي في التحبير
n عن نافع بن عمر الجمحي، قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: (ألم نجد فيما أنزل علينا أن {جاهدوا كما جاهدتم أول مرة}؟).قال: (فإنا لا نجدها).فقال: (أسقطت فيما أسقط من القرآن). فضائل القرآن للهراوي - – السيوطي في التحبير
n عن ابن جريج أخبرني ابن أبي حميد عن حميدة بنت أبي يونس قالت: قرأ عليَّ أبيّ وهو ابن ثمانين سنة في مصحف عائشة: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون في الصفوف الأول)
قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.). فضائل القرآن للهراوي– السيوطي في التحبير
n ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، وتسمى: سورتي الخلع والحفد - السيوطي في الاتقان – الزركشي في البرهان

إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
n قال أبو عبيد: يقول: إنه كان مأمونا على ما أسقط، كما هو مأمون على ما نسخ.
n قال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
n قال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم
n الذي ألفه عثمان، وهو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل - فضائل القرآن للهراوي
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير:
n هذه الآيات لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس،
n إنما أراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه ، وصارت مفسرة للقرآن
n من أمثلتها :
- قراءة حفصة وعائشة: ({حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر})،
- قراءة ابن مسعود: ({والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم})،
- قراءة أبي بن كعب: ({للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...})،
- قراءة سعد: ({فإن كان له أخ أو أخت من أمه})،
- و قرأ ابن عباس: ({لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج})،
- كذلك قراءة جابر: ({فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم}).

تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم:
- الأول:ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، (ومنع) الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه) مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم .
الثاني:ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف) المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ، ولا يكون في الأخبار على ما قدّمنا، وقد مضى تمثيله في آية (الزواني) المنسوخة بالجلد (المجمع عليه) في سورة النور، كلاهما باقٍ متلوّ كلّه.
الثالث:ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف،
- نحو قوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكمإلى الكفار} -الآية-
- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا}وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}. – كان لعلة المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش في سنة ستٍ في غزاة الحديبية
الرابع:ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.
ومنه ما روي عن أبي موسى الأشعريّ أنه قال: نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت، وذكر أنه حفظ منها شيءٌ.
الخامس:ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما ذكرنا من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
السادس:ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: {فاجتنبوه}إلى قوله: {فهل أنتم منتهون}فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه وبقي من المنسوخ قسم سابع وهو نسخ السّنّة بالقرآن المتلوّ.
السابع:نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: {وقوموا لله قانتين}.
ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه – مكي بن أبي طالب القيسي



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 11:57 PM
روان ابن الأمير روان ابن الأمير غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 213
افتراضي

(المسائل)

* معنى النسخ:
* أنواع النسخ:
- نسخ التلاوة والحكم:
- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:
- نسخ الحكم مع بقاء التلاوة:
* الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة:
* رفع التلاوة مع بقاء الحكم:
- الحكمة منه:
- الرد على من أنكر نسخ التلاوة وبقاء الحكم:
- بيان كثرة ما نسخت تلاوته:
- أمثلة في نسخ التلاوة:
- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير:
* إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام:
* أقسام المنسوخ في القرآن:
الأول: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه:
الثاني: ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى:
الثالث: ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف:
الرابع: ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب:
الخامس: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب:

السادس: ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا:
السابع: نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه في بعض ما كانوا عليه:

(تلخيص المسائل)

* معنى النسخ:
النّسخ في كلام العرب هو الرّفع للشّيء وجاء الشّرع بما تعرف العرب إذ كان النّاسخ يرفع حكم المنسوخ. الناسخ والمنسوخ لابن سلامة.
* أنواع النسخ:
- نسخ التلاوة والحكم:
وذلك يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم، ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته، وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه.
مثال: أنس بن مالك أنه قال: (كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة نعدلها بسورة التّوبة ما أحفظ منها غير آية واحدة وهي {لو أن لأبن آدم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التّراب ويتوب الله على من تاب}). الناسخ والمنسوخ لابن حزم
أيضاً قول عائشة:(كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات فنسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن). الإتقان في علوم القرآن

كذلك ما رواه عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال:(( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ). الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:
ما نسخ في تلاوته وبقي حكمه فيعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول كما روى أنه كان يقال في سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبته نكالا من الله"، ولهذا قال عمر: (لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي). البرهان في علوم القرآن
وقول ابن عمر (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر). دليل على هذا النوع. التحبير في علم التفسير

- نسخ الحكم مع بقاء التلاوة:
أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: {فأينما تولوا فثم وجه الله} فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس . الناسخ والمنسوخ لابن حزم
قول عبدالله بن الزبير لعثمان رضي الله عنه في الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه. المرشد الوجيز.
يقول هبة الله بن سلامة وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة مثل الصّلاة إلى بيت المقدّس والصّيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين. الناسخ والمنسوخ لابن سلامة
* الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة:
- بقيت التلاوة حتى يتلوها القارئ ويثاب عليها.
- أن النسخ سببه غالباً التخفيف فبقيت التلاوة تذكير بالنعمة ورفع للمشقة. الإتقان في علوم القرآن
* رفع التلاوة مع بقاء الحكم:
- الحكمة منه:
حتى يتبين مقدار طاعة هذه الأمة وسعيها للقيام بالأحكام من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به اقتداء بفعل الخليل إبراهيم عليه السلام حينما قدم لبح ابنه بمجرد رؤيا في منامه. الإتقان في علوم القرآن
- الرد على من أنكر نسخ التلاوة وبقاء الحكم:
قول ابن حجر في حديث كثير بن الصلت، قال: كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان المصحف فمرا على هذه الآية فقال زيد: (سمعت رسول الله يقول: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة))، فقال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟
فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم).
قال ابن حجر: في "شرح المنهاج" فيستفاد من هذا الحديث السبب في نسخ تلاوتها لكون العمل على غير الظاهر من عمومها.

كما أن هناك سبب حسن لعدم بقاء التلاوة وهو التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا؛ لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفيه الإشارة إلى ندب الستر.
- بيان كثرة ما نسخت تلاوته:
عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). فضائل القرآن
عن ابن عمر، قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). فضائل القرآن

- أمثلة في نسخ التلاوة:
- عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: (كنا نقرأ:{لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم})، ثم قال لزيد بن ثابت: (أكذاك يا زيد؟). قال:(نعم)). فضائل القرآن.
- عن زيد بن أرقم، قال: (كنا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم :{لو كان لابن آدم واديان من ذهب وفضة لابتغى الثالث. ولا يملأ بطن ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب})). فضائل القرآن.
- حديث حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى}.
قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
فضائل القرآن

- حديث أبي موسى الأشعري: (إنا كنا نقرأ سورة كنا نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني أحفظ منها، لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منها، يأيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة). البرهان في علوم القرآن
- وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس: (ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا) ). التحبير في علم التفسير
- قال الحسين بن المنادي في كتابه "الناسخ والمنسوخ": ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، وتسمى: سورتي الخلع والحفد). الإتقان في علوم القرآن

- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير:
الحروف التي لم يؤخذ علمها إلا بالإسناد والروايات التي يعرفها الخاصة من العلماء دون عوام الناس، فمراد أهل العلم منها أن يستشهدوا بها على تأويل ما بين اللوحين، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه، وذلك مثل: كقراءة حفصة وعائشة: ({حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر})، وكقراءة ابن مسعود: ({والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم})، ومثل قراءة أبي بن كعب: ({للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...})، وكقراءة سعد: ({فإن كان له أخ أو أخت من أمه})، وكما قرأ ابن عباس: ({لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج})، وكذلك قراءة جابر:({فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم}).

* إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام:
- قول علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان). فضائل القرآن
- قول مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم. فضائل القرآن

* أقسام المنسوخ في القرآن:
الأول: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه:
وهذا القسم منع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن، ولكن أجمعوا على بقاء حكمه، مثل آية الرجم.
الثاني: ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى:
هذا القسم هو الأكثر في المنسوخ، ولا يكون في الأخبار، وذلك مثل آية (الزواني) المنسوخة بـ (الجلد).
الثالث: ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف:
نحو قوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
أمروا بذلك كلّه لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش فلما ذهبت المهادنة سقط العمل بذلك كله، وبقي اللفظ متلوًّا ثابتًا في المصحف.

الرابع: ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب:
وهذا النوع (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.
الخامس: ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب:

هذا القسم منع الإجماع تلاوته على أنه قرآن، كما أنه كالقسم السابق يؤخذ من طريق الأخبار، وذلك نحو ما ورد في حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
وإنما وقع الاختلاف في التحريم برضعةٍ على نصّ القرآن في قوله: {وأخواتكم من الرضاعة} أو بخمس رضعاتٍ على قول عائشة أنها نسخت العشر وكانت مما يتلى.

السادس: ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا:
نحو قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: {فاجتنبوه} إلى قوله: {فهل أنتم منتهون} فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه.
السابع: نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه في بعض ما كانوا عليه:
ما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: {وقوموا لله قانتين}.
ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}. الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م, 11:20 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

مسائل أنواع النسخ في القرآن الكريم
1- معنى النسخ في لغة العرب.
2- أنواع النسخ ويشمل:
- نسخ التلاوة والحكم.
- الأمثلة عليه.
- نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الأمثلة عليه.
- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
- الأمثلة عليه.
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
5- محو الآيات من الصدور.
6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحفوجمعه الناس على مصحف واحد.

تفصيل المسائل:
1- معنى النسخ في لغة العرب.
هو الرّفع للشّيء وجاء الشّرع بما تعرف العرب إذ كان النّاسخ يرفع حكم المنسوخ.
2- أنواع النسخ ويشمل ثلاثة أنواع:
أ‌- نسخ التلاوة والحكم والأمثلة عليه:
- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية (لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب))الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.(المرشد الوجيز 42/43)
- معنى قول عائشة رضي الله عنه:(فتوفي رسول الله وهن مما يقرأ من القرآن ):
فإن في قولها وهن مما يقرأ فإن ظاهره بقاء التلاوة وليس كذلك.
وأجيب: بأن المراد: قارب الوفاة أو أن التلاوة نسخت أيضا ولم يبلغ ذلك كل الناس إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتوفي وبعض الناس يقرؤها. )الإتقان في علوم القرآن: 1441-1440(

ب‌- نسخ التلاوة وبقاء الحكم والأمثلة عليه.
- عن عمر رضي الله عنه قال:(كنا نقرأ [ألا ترغبوا الرغبة عنهما] بمعنى الإعراض عن آبائكم، ومن ذلك (الشيخ و الشيخة إذا زنيا فرجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم)معناه المحصن والمحصنة.)الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9(
- )الشّيخ والشّيخة إذا زنيا فارجموهما البتّة نكالا من الله والله عزيز حكيم(( الناسخ والمنسوخ لابن سلامة )

- الرد على منكري نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
- ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:(لولا أن أخشى أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن ما ليس منه لكتبت آية الرجم وأثبتها في المصحف،ووالله لقد قرأناها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم:(( لا ترغبوا عن آبائكم....)) رواه البخاري في صحيحه.
وفي هذا سؤالان:
أ‌- ما فائدة ذكر الشيخ والشيخة؟ولم لم يقل المحصن والمحصنة؟
أجاب ابن الحاجب في "أماليه" عن هذا بأنه من البديع في المبالغة وهو أن يعبر عن الجنس في باب الذم بالأنقص فالأنقص وفي باب المدح بالأكثر والأعلى، فيقال: لعن الله السارق يسرق ربع دينار فتقطع يده، والمراد: يسرق ربع دينار فصاعدا إلى أعلى ما يسرق وقد يبالغ فيذكر مالا تقطع به كما جاء في الحديث ((لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده وقد علم أنه لا تقطع في البيضة))
- في قول عمر:(( لولا أن يقول الناس قد زاد عمر في القرآن......)):
1- أن كتابتها جائزة وإنما منعه قول الناس والجائز في نفسه قد يقوم من خارج ما يمنعه وإذا كانت جائزة لزم أن تكون ثابتة؛ لأن هذا شأن المكتوب.
2- لو كانت التلاوة باقية لبادر عمر رضي الله عنه ولم يعرج على مقال الناس؛ لأن مقال الناس لا يصلح مانعا.
3- لعله كان يعتقد أنه خبر واحد والقرآن لا يثبت به وإن ثبت الحكم.
4- قيل: وإنما هذا من المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما: أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه ويثبت أيضا وكذا قاله في غيره القراءات الشاذة كإيجاب التتابع في صوم كفارة اليمين ونحوه أنها كانت قرآنا فنسخت تلاوتها لكن في العمل بها.
5- وقيل: أن هذا كان مستفيضا عندهم وأنه كان متلوا من القرآن فأثبتنا الحكم بالاستفاضة وتلاوته غير ثابتة بالاستفاضة (البرهان في علوم القرآن:4/36)

ت‌- الحكمة من رفع التلاوة وبقاء الحكم.
أورد بعضهم سؤالا وهو: ما الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم؟
وهلا أبقيت التلاوة ليجتمع العمل بحكمها وثواب تلاوتها؟وأجاب صاحب "الفنون"، فقال: إنما كان كذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طرق الوحي(البرهان في علوم القرآن:4/37)


ج‌- نسخ الحكم وبقاء التلاوة و الأمثلة عليه:
- أوله أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: (فأينما تولوا فثم وجه الله)فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل: (فول وجهك شطر المسجد الحرام)ونظائرها كثيرة سيأتي ذكرها في موضعه إن شاء الله(الناسخ والمنسوخ لابن حزم:9)
- وأما ما نسخ حكمه وبقي خطه فهو في ثلاث وستّين سورة مثل الصّلاة إلى بيت المقدّس والصّيام الأول والصفح عن المشركين والإعراض عن الجاهلين (الناسخ والمنسوخ لابن سلامة:23)
- آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها )أربعة أشهر وعشرا).وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج(، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه)المرشد الوجيز:44(
- آية الحشر في قوله تعالى (مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ)(الآية الحشر: 7(فإنه لم يذكر فيها شيء للغانمين ورأى الشافعي أنها منسوخة بآية الأنفال وهي قوله) وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ)الآية (الأنفال: 41).
- قوله (وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ)) الآية البقرة: 190(قيل: منسوخ بقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ)(الآية البقرة: 194(
- قوله (وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ)) الآية الأحقاف:9) نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب(البرهان في علوم القرآن:38-4/39)
- قوله تعالى (واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم)الآية (النساء: 15(، نسخها قوله تعالى (الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة)(الآية النور: 2(.
- قوله تعالى (يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين)(الآية الأنفال: 65)، ثم نسخ ذلك قوله تعالى)الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا)إلى قوله: (الصابرين)) الآية الأنفال: 66(.
- والجهاد وقع النسخ فيه مرارا، فكان النبي صلى الله عليه وسلم مأمورا أولا بالمتاركة، فكان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى)لتبلون في أموالكم وأنفسكم(إلى قوله (وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور)) الآية آل عمران: 186)
ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله (فإن قاتلوكم فاقتلوهم)الآية (البقرة: 191)، ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم)الآية (التوبة:5).
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله(واقتلوهم حيث وجدتموهم)الآية (النساء: 89).

ح‌- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة.
أ‌- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
ب‌- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة.

3- ما أثر مما نسخت تلاوته .
- عن أبي أمامة بن سهل، أن خالته، قالت(لقد أقرأنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آية الرجم: ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة)) (فضائل القرآن: 2/155(
- عن ابن عباس، قال: خطب عمر فقال)ألا إن ناسا يقولون: ما بال الرجم، وإنما في كتاب الله الجلد؟، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجمنا معه. والله لولا أن يقول قائلون: زاد عمر في كتاب الله لأثبتها كما أنزلت). ((فضائل القرآن: 2/155(
- أن عمر بن الخطاب، مر برجل يقرأ في المصحف:
(النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم)
.
فقال عمر) لا تفارقني حتى نأتي أبي بن كعب)
فأتيا أبي بن كعب فقال) يا أبي، ألا تسمع كيف يقرأ هذا هذه الآية؟(
فقال أبي:)كانتفيما أسقط(
قال عمر: )فأين كنت عنها؟(
فقال)شغلني عنها ما لم يشغلك) (فضائل القرآن: 2/155)
- عن أبي واقد الليثي، قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوحي إليه أتيناه، فعلمنا مما أوحي إليه، قال: فجئته ذات يوم، فقال: ))إن الله يقول: {إنا أنزلنا المال لإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولو أن لابن آدم واديا من ذهب لأحب أن يكون له الثاني، ولو كان له الثاني لأحب أن يكون له الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب). (فضائل القرآن: 2/155(
- عن أبي موسى الأشعري، قال) نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها {إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب) (فضائل القرآن(:
- عن حميدة بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي، وهو ابن ثمانين سنة، في مصحف عائشة: {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى}.
قالت: قبل أن يغير عثمان المصاحف.
قال: قال ابن جريج: وأخبرني ابن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن هرمز وغيره مثل ذلك في مصحف عائشة). [فضائل القرآن: 2/155)
- عن عدي بن عدي، قال: قال عمر: (كنا نقرأ:)لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم(، ثم قال لزيد بن ثابت)أكذاك يا زيد؟(
قال: (نعم). [فضائل القرآن: 2/155(
- عن المسور بن مخرمة، قال: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف) ألم نجد فيما أنزل علينا أن {جاهدوا كما جاهدتم أول مرة}؟).
قال: (فإنا لا نجدها).
فقال: (أسقطت فيما أسقط من القرآن).فضائل القرآن)
- عن أبي بن كعب قال )قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم))): إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن((، فقرأ(( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين))الآية (البينة: 1)، ومن بقيتها))لو أن ابن آدم سأل وادياً من مال فأُعطيه سأل ثانياً وإن سأل ثانياً فأعطيه سأل ثالثاً، وإن سأل ثالثاً فأعطيه سأل رابعاً ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب، وإن ذات الدين عند الله الحنيفية غير اليهودية ولا النصرانية، ومن يعمل خيراً فلن يكفره)).
- عن أبي سفيان الكلاعي أن مسلمة بن مخلد الأنصاري، قال لهم ذات يوم)أخبِروني بآيتين من القرآن لم يكتبا في المصحف(، فلم يخبروه، وعندهم أبو الكنود سعد بن مالك، فقال مسلمة ((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ألا أبشروا أنتم المفلحون. والذين آووهم ونصروهم وجادلوا عنهم القوم الذين غضب الله عليهم أولئك لا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون)).
- وفي الصحيحين عن أنس في قصة بئر أصحاب معونة الذين قتلوا وقنت صلى الله عليه وسلم يدعو على قاتليهم قال أنس ((ونزل فيهم قرآن قرأناه، حتى رفع: (أن بلغوا عنا قومنا إنا لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا))(التحبير في علم التفسير: 256-259)
- ذكر الإمام المحدث أبو الحسين أحمد بن جعفر المنادي في كتابه "الناسخ والمنسوخ" مما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، قال: ولا خلاف بين الماضين والغابرين أنهما مكتوبتان في المصاحف المنسوبة إلى أبي بن كعب وأنه ذكر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أقرأه إياهما وتسمى: سورتي الخلع والحفد) البرهان في علوم القرآن:4/36(

4- الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها بالتفسير.
أ‌- أن هذه الآيات المنسوخة مفسرة للقرآن، وقد كان يرى مثل هذا عن بعض التابعين في التفسير فيستحسن ذلك، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم.
ب‌- توضح المعنى أكثر من التفسير،وذلك كقراءة حفصة وعائشة: ((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر))، وكقراءة ابن مسعود)) والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم((، ومثل قراءة أبي بن كعب)) للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...((، وكقراءة سعد)) فإن كان له أخ أو أخت من أمه(( ، وكما قرأ ابن عباس)) لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج(( ، وكذلك قراءة جابر)) فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم((.
ت‌- معرفة صحة التأويل
ث‌- يعتبر بها وجه القراءة، كقراءة من قرأ يقص الحق فلما وجدتها في قراءة عبد الله ((يقضي بالحق))، علمت أنت أنما هي: يقضي الحق، فقرأتها أنت على ما في المصحف، واعتبرت صحتها بتلك القراءة.

5- محو الآيات من الصدور.
- عن أبي موسى قال: كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة. أخرجه مسلم) (تاريخ الإسلام للذهبي:1/412)
- عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال) إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها). )التحبير في علم التفسير:259(

6- أقسام ما ألف في الناسخ والمنسوخ.
أ‌- قسم ليس في النسخ من شيئ ولا من التخصيص: - كقوله تعالى:(( ومما رزقناهم ينفقون )) وقوله:(( أنفقوا مما رزقناكم )).
- كقوله تعالى:(( أليس الله بأحكم الحاكمين )) نسخت بآية السيف وليس كذلك لأنه تعالى أحكم الحاكمين أبدا ولا تقبل صفاته النسخ
- وقوله:(( وقولوا للناس حسنا )) نسخت بآية السيف وغلطه اب الحصار بأن الآية حكاية عن ما أخذه بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه.
ب‌- من المخصوص لا من المنسوخ:
- كقوله تعالى:(( إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا)) وقوله تعالى:(( والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا )) وقوله:(( فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره ))
ج‌- رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو ما كان في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن:كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وعدم إدخاله في النسخ رجحه مكي وغيره وعللوه لأنه لو عد من النسخ لعد جميع القرآن منه،إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب(الإتقان في علوم القرآن 1442/1443)

7- تقسيم مكي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
المنسوخ من القرآن ينقسم إلى ستة أقسام:
- ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، ومنع الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه مجمعًا عليه، نحو آية الرّجم
- ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ مثل: آية الزنا المنسوخة بالجلد .
- : ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف، نحو قوله)):وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار)) -الآية- وقوله تعالى (وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا)وقوله (فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا)

أمروا بذلك كلّه وفرض عليهم لسبب المهادنة التي كانت بين النبي –عليه السلام- وبين قريش في سنة ستٍ في غزاة الحديبية، إذ صدّوه عن البيت، فلما ذهبت المهادنة وزال وقتها سقط العمل بذلك كله،
- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد) وذلك نحو ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.

-
ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن.
وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار نحو ما ذكرنا من حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
- ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا نحو قوله (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه)إلى قوله (فهل أنتم منتهون)فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم ذلك منه متلوًّا قد نسخ أيضًا بما نسخ ما فهم منه، فيكون فيه نسخان: نسخ حكمٍ ظاهرٍ متلوّ ونسخ حكم ما فهم من متلوه
- ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله(وقوموا لله قانتين)
- واستغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين( وهو كثير:
وقد يدخل في هذا نسخ القبلة نحو بيت المقدس- على قول من قال-: إن النبي - صلى الله عليه وسلم- صلى إليها باجتهاده لا بنص من الله.
فأما من قال: إنه - صلى الله عليه وسلم- صلّى إليها بأمرٍ من الله له بدليل قوله (وما جعلنا القبلة التي كنت عليها). فليس من هذا الفصل. وهو من الفصل الثاني لأن (الناسخ والمنسوخ) متلوّان باقيان. (الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه:67- 71)
8- إجماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان في المصاحف
- قال علي رضي الله عنه(لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان (
- وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
- وأن هذا الذي ألفه عثمان، هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل (فضائل القرآن: 2/155)

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 رجب 1436هـ/8-05-2015م, 01:21 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

فهرسة أنواع النسخ في القرآن


معنى النسخ لغة
معنى النسخ اصطلاحا
- أنواع النسخ في القرآن
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه
- حكمه
- طريقة نسخه
النوع الثاني :
- ما نسخ تلاوته وبقي حكمه
- حكمه : فيه قولان
- القول الأول
- القول الثاني
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم
النوع الثالث :
- أمثلة عليه
- أقسام ما اورد المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن
- الحكمة من رفع الحكم وبقاء التلاوة
بيان كثرة ما نسخت تلاوته
حكم من جحد بما نسخت تلاوته
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
- أمثلة على ذلك
الاستدلال بالقراءات في التفسير
- أمثلة على التفسير من القراءات
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم

تلخيص فهرسة أنواع النسخ في القرآن


معنى النسخ لغة :
الرفع للشيء
معنى النسخ اصطلاحا :
أن الناسخ يرفع حكم المنسوخ
أنواع المنسوخ في القرآن :
1- ما نسخ خطه وحكمه
2- ما نسخ خطه وبقي حكمه
3- ما نسخ حكمه وبقي خطه
ذكره ابن حزم الأندلسي ، وبن نصر المقري ، وأبو شامة المقدسي ، والسيوطي .
النوع الأول :
- ما نسخ خطه وحكمه
- أمثلة عليه :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان مما أنزل من القرآن: "عشر رضعات معلومات يحرمن". ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن") رواه الشيخان .
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه، والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
2- عن عمر قال : (إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها) رواه البخاري .
3- عن أنس بن مالك قال : (كنا نقرأ سورة تعدل سورة التوبة ما أحفظ منها إلا هذه الآية [لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى إليهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله على من تاب) ، ذكره ابن حزم وابن نصر المقري.
4- عن ابن مسعود قال : (أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم آية أو قال سورة فحفظتها وكتبتها في مصحفي؛ فلمّا كان اللّيل رجعت إلى مضجعي فلم أرجع منها إلى شيء فغدوت إلى مصحفي فإذا الورقة بيضاء فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال: (( يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة )) ، ذكره ابن نصر المقري .
- حكمه :
ذكر الزركشي أن هذا النوع لا تجوز قراءته ولا العمل به .
- طريقة نسخه :
محو الآيات من الصدور :
1- عن أبي موسى قال : "كنا نقرأ سورة نشبهها في الطول والشدة ببراءة فأنسيتها غير أني حفظت منها: لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. وكنا نقرأ سورة نشبهها بإحدى المسبحات فأنسيتها غير أني حفظت منه: يأيها الذين آمنوا لا تقولوا ما لا تفعلون فتكتب شهادة في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامة" أخرجه مسلم .
2- وعن الزهري: أخبرني أبو أمامة بن سهل أن رهطا من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه أن رجلا قام في جوف الليل يريد أن يفتتح سورة كانت قد وعاها فلم يقدر منها على شيء إلا (بسم الله الرحمن الرحيم) فأتى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصبح ليسأله عن ذلك ثم جاء آخر حتى اجتمعوا فسأل بعضهم بعضا ما جمعهم؟
فأخبر بعضهم بعضا بشأن تلك السورة، ثم أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه خبرهم وسألوه عن السورة فسكت ساعة لا يرجع إليهم شيئا، ثم قال: نسخت البارحة؛ فنسخت من صدورهم ومن كل شيء كانت فيه.
3- وعن الزهري عن سالم عن أبيه قال: قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرآن بها فقاما ذات ليلة يصليان فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له فقال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)) .
قال أبو بكر الرازي: نسخ الرسم والتلاوة إنما يكون بأن ينسيهم الله إياه ويرفعه من أوهامهم ويأمرهم بالإعراض عن تلاوته وكتبه في المصحف فيندرس على الأيام كسائر كتب الله القديمة التي ذكرها في كتابه في قوله: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} الآية [الأعلى: 18-19]، ولا يعرف اليوم منها شيء .
النوع الثاني :
ما نسخ تلاوته وبقي حكمه :
- حكمه
فيه قولان :
- القول الأول :
أنه قرآن يعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول ، وهو قول : ابن حزم وابن نصر المقري والزركشي والسيوطي
حجتهم :
1- عن عمر (لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي) رواه البخاري .
2- عن أبي بن كعب قال : (كانت سورة الأحزاب توازي سورة النور فكان فيها، "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما") رواه ابن حبان في صحيحه .
3- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم قد أخذت القرآن كله، قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر).
4- عن زر بن حبيش قال: قال لي أبي بن كعب: (كم كانت تعد سورة الأحزاب؟) قلنا: ثنتين وسبعين آية أو ثلاثاً وسبعين آية، فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم). أخرجه الحاكم في صحيحه .
- القول الثاني :
حكاه القاضي أبو بكر في "الانتصار" وهو أن قوما أنكروا هذا النوع ، لأن الأخبار فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها.
وقد أنكر ابن ظفر في "الينبوع" عد هذا مما نسخ تلاوته، قال: لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن ، وإنما هذا المنسأ لا النسخ، وهما مما يلتبسان والفرق بينهما أن المنسأ لفظه قد يعلم حكمه .
- السبب في نسخ تلاوة آية الرجم :
ذكر السيوطي في الإتقان :
1- التخفيف على الأمة بعدم اشتهار تلاوتها وكتابتها في المصحف وإن كان حكمها باقيا؛ لأنه أثقل الأحكام وأشدها وأغلظ الحدود وفيه الإشارة إلى ندب الستر.
2-قال ابن حجر : ولكون العمل على غير الظاهر من عمومها ، أخرج الحاكم من طريق كثير بن الصلت، قال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟ فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم).
3- قال ابن حجر : السبب في رفع تلاوتها هو الاختلاف ، فقد أخرج ابن الضريس في "فضائل القرآن" عن يعلى بن حكيم عن زيد بن أسلم أن عمر خطب الناس، فقال: (لا تشكّوا في الرجم فإنه حق ولقد هممت أن أكتبه في المصحف فسألت أبي بن كعب فقال: أليس أتيتني وأنا أستقرئها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعت في صدري، وقلت: تستقرئه آية الرجم وهم يتسافدون تسافد الحمر).
- الحكمة في رفع التلاوة مع بقاء الحكم :
نقل الزركشي والسيوطي عن صاحب "الفنون" بأن الحكمة في ذلك : (ظهور مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طريق الوحي) .
النوع الثالث :
نسخ الحكم وبقاء التلاوة
- أمثلة عليه :
1- عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه : {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه) رواه البخاري .
2- قوله تعالى: {سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} ] هي متقدمة في التلاوة ولكنها منسوخة بقوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ} [البرهان في علوم القرآن].
3- قوله تعالى: {مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ} منسوخة بآية الأنفال وهي قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ} [البرهان في علوم القرآن].
4- قوله: {وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} الآية [البقرة: 190] قيل: منسوخ بقوله تعالى: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ} [البرهان في علوم القرآن].
5- وقوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ} الآية [الأحقاف: 9] نسختها آيات القيامة والكتاب والحساب ). [البرهان في علوم القرآن]
6- قوله تعالى: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم} الآية [النساء]، نسخها قوله تعالى: {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة} الآية [النور]
7- قوله تعالى: {يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} الآية [الأنفال: 65]، ثم نسخ ذلك قوله تعالى: {الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} إلى قوله: {الصابرين} الآية [الأنفال: 66].
8- كان الجهاد ممنوعا في ابتداء الإسلام، وأمر بالصبر على أذى الكفار بقوله تعالى: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم} إلى قوله: {وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} الآية [آل عمران: 186].
ثم أذن الله – سبحانه وتعالى – في القتال للمسلمين إذا ابتدأهم الكفار بالقتال بقوله: {فإن قاتلوكم فاقتلوهم} الآية [البقرة: 191]،
ثم أباح الله القتال ابتداء لكن في غير الأشهر الحرم بقوله: {فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} الآية [التوبة: 5].
ثم أمرهم من غير قيد بشرط ولا زمان بقوله: {واقتلوهم حيث وجدتموهم} الآية [النساء: 89].
- أقسام ما أورده المكثرون فيما نسخ حكمه وبقيت تلاوته :
ذكر الإمام السيوطي أن هذا النوع على الحقيقة قليل جدا وأما ما أورده المكثرون أقسام :
1- قسم ليس من النسخ أو التخصيص في شيء :
أمثلة :
- قوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} الآية [البقرة: 3]، و{أنفقوا مما رزقناكم} الآية [ البقرة: 254]، ونحو ذلك قالوا : إنه منسوخ بآية الزكاة
الرد على ذلك : الآية الأولى خبر في معرض الثناء عليهم بالإنفاق وهو من الأمور المندوبة وليس في الآية ما يدل على أنها نفقة واجبة غير الزكاة .
والآية الثانية يصلح حملها على الزكاة وقد فسرت بذلك .
- قوله تعالى: {أليس الله بأحكم الحاكمين} الآية [التين: 8]، قيل: إنها مما نسخ بآية السيف .
الرد على ذلك : أن الله تعالى أحكم الحاكمين أبدا لا يقبل هذا الكلام النسخ وإن كان معناه الأمر بالتفويض وترك المعاقبة.
- قوله : {وقولوا للناس حسنا} الآية [البقرة: 83]، عده بعضهم من المنسوخ بآية السيف.
الرد على ذلك : قال ابن الحصار: بأن الآية حكاية عما أخذه على بني إسرائيل من الميثاق فهو خبر لا نسخ فيه .
2- قسم هو من قسم المخصوص لا من قسم المنسوخ :
وقد أخطأ من أدخلها من المنسوخ
- كقوله: {إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا} الآية [العصر: 2-3]،
- وقوله : {والشعراء يتبعهم الغاوون إلا الذين آمنوا} الآية [الشعراء].
- {فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره} الآية [البقرة: 109].
- قوله: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن} الآية [البقرة: 221]، قيل: أنه نسخ بقوله: {والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب} الآية [المائدة: 5]، وإنما هو مخصوص به.
3- قسم رفع ما كان عليه الأمر في الجاهلية أو في شرائع من قبلنا أو في أول الإسلام ولم ينزل في القرآن :
كإبطال نكاح نساء الآباء ومشروعية القصاص والدية وحصر الطلاق في الثلاث وهذا إدخاله في قسم الناسخ قريب ولكن عدم إدخاله أقرب، وهو الذي رجحه مكي وغيره ووجهوه: بأن ذلك لو عد في الناسخ لعد جميع القرآن منه إذ كله أو أكثره رافع لما كان عليه الكفار وأهل الكتاب. [الإتقان في علوم القرآن]
- الحكمة في رفع الحكم وبقاء التلاوة :
ذكر الزركشي والسيوطي أن الحكمة في ذلك على وجهين :
1- أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
2- أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا للنعمة ورفع المشقة.
بيان كثرة ما نسخت تلاوته :
1- عن ابن عمر قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه)). [فضائل القرآن: 2/155]
2- عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت: (كانت سورة الأحزاب تقرأ في زمان النبي صلى الله عليه وسلم مائتي آية، فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدر منها إلا على ما هو الآن)). [فضائل القرآن: 2/155]
3- عن زر بن حبيش، قال: قال لي أبي بن كعب: (يا زر، كأين تعد؟)، أو قال: (كأين تقرأ سورة الأحزاب؟).
قلت: اثنتين وسبعين آية، أو ثلاثا وسبعين آية. فقال: (إن كانت لتعدل سورة البقرة، وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم).
حكم من جحد بما نسخت تلاوته :
قال أبو عبيد : لم يجعل العلماء من جحده كافرا ، ويحكم بالكفر على الجاحد لهذا الذي بين اللوحين خاصة وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار، وإسقاط لما سواه ثم أطبقت عليه الأمة، فلم يختلف في شيء منه، يعرفه جاهلهم كما يعرفه عالمهم، وتوارثه القرون بعضها عن بعض، وتتعلمه الولدان في المكتب .
إجماع الصحابة على صنع عثمان في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام :
قال أبوعبيد :
قال علي رضي الله عنه: (لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
قال أبو مجلز: ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ.
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.
الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير
قال أبو عبيد :
استشهد أهل العلم بهذه االآيات على تأويل ما بين اللوحين ، وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه ، فقد صارت مفسرة للقرآن ، وقد كان بعض التابعين يروى مثل هذا ، فكيف إذا روي عن كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
-أمثلة على ذلك :
1- قراءة حفصة وعائشة: (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر).
2- قراءة ابن مسعود: (والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم).
3- قراءة أبي بن كعب: (للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...).
4- قراءة سعد: (فإن كان له أخ أو أخت من أمه).
5- قراءة ابن عباس: (لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج).
6- قراءة جابر: (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم).
الاستدلال بالقراءات في التفسير
يعتبر أيضا في التفسير وجه القراءة ، فلو تدبرت وجد فيها علم واسع لمن فهمه .
- أمثلة على التفسير من القراءات :
1- قراءة عبد الله: (يقضي بالحق) في قوله تعالى : (يقص الحق) .
2- قراءة أبي : (تنبئهم) في قوله تعالى : (أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم) .
تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم
1- ما رُفع رسمه بغير بدل منه ، وبقي حفظه وحكمه ، كآية الرجم.
2- ما رفع حكمه بحكم آية آخرى وكلاهما ثابت في المصحف وهذا الأكثر في المنسوخ ، كآية الزواني المنسوخة بالجلد في سورة النور .
3- ما فرض العمل به لعلة ثم زال العمل له لزوال العلة ، وبقي متلوا ثابتا في المصحف نحو قوله (وإن فاتكم شيء من أزواجكم
إلى الكفار} -الآية- وقوله تعالى: {وآتوهم ما أنفقوا واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا} وقوله: {فعاقبتم فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا}.
4- ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب ، وهذا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، نحو ما روي عن أبي موسى أنه قال : نزلت سورةٌ نحو سورة براءة، ثم رفعت .
5- ما رُفع رسمه وزال حكمه ولم يرفع حفظه من القلوب ، ومنع الأجماع من تلاوته على أنه قرآن ، وهذا أيضا يؤخذ فيه بأخبار الآحاد ، كقول عائشة رضي الله عنها في العشر رضعات .
6- نسخ حكم ظاهر متلو ونسخ حكم ما فهم من متلوه ، نحو قوله: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى)، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: (فاجتنبوه) إلى قوله: (فهل أنتم منتهون).
7- نسخ السنة بالقرآن المتلو ، نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: (وقوموا لله قانتين) ، ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: (ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين) .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 5 شعبان 1436هـ/23-05-2015م, 10:36 PM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي فهرسة أنواع النسخ في القرآن الكريم

أنواع النسخ في القرآن الكريم
عناصر الموضوع
· نسخالتلاوةوالحكم.
· النوعالثاني: نسخالتلاوةوبقاءالحكم.
· النوعالثالث: نسخالحكموبقاءالتلاوة.
· محوالآياتمنالصدور.
· الردعلىمنأنكرنسخالتلاوةوبقاءالحكم.
· بيانكثرةمانسختتلاوته.
· ماأثرممانسختتلاوته.
· جماعالصحابةعلىقبولماصنععثمانرضياللهعنهفيالمصاحفوجمعهالناسعلىالمصحفالإمام
· الاستدلالبالآياتالمنسوختلاوتهافيالتفسير.
· تقسيممكّيبنأبيطالبلأقسامالنسخفيالقرآنالكريم.


**************************************************************************
خُلاصة أقوال العلماء
· النوع الأول نسخ التلاوة والحكم.
مثاله :
ما روي عن أنس بن مالك أنه قال:( كنّا نقرأ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة نعدلها بسورة التّوبة ما أحفظ منها غير آية واحدة وهي{لو أن لأبن آدم واديين من ذهب لابتغى لهما ثالثا ولو أن له ثالثا لابتغى إليه رابعا ولا يملأ جوف ابن آدم إلّا التّراب ويتوب الله على من تاب}).
وأثر ابن مسعود وفيه ((يا ابن مسعود تلك رفعت البارحة)).خُلاصة ما ذكره الهروي ، والزركشي ، والسيوطي
· النوع الثاني: نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
مثاله :
ما في صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: (إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها).
وكذلك آية الرضاع، وغيرها.
حكمه:
يُعمل به إذا تلقته الأمة بالقبول. ذكره الزركشي في البرهان.
الحكمة منه :
أجاب صاحب "الفنون": بأن ذلك ليظهر به مقدار طاعة هذه الأمة في المسارعة إلى بذل النفوس بطريق الظن من غير استفصال لطلب طريق مقطوع به فيسرعون بأيسر شيء كما سارع الخليل إلى ذبح ولده بمنام والمنام أدنى طريق الوحي وأمثلة هذا الضرب كثيرة. ذكره الزركشي في البرهان ، والسيوطي في الإتقان

· النوع الثالث: نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
مثاله :
أمر القبلة بأن المصلي يتوجه حيث شاء لقوله تعالى عز وجل: {فأينما تولوا فثم وجه الله}فنسخ ذلك، والتوجه إلى بيت المقدس بقوله عز وجل : {فول وجهك شطر المسجد الحرام}ونظائرها.
وآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها، وغيرها ، والآيات في ذلك كثيرة. خُلاصة ما ذكره ابن حزم والمقري والزركشي والبلقيني والسيوطي .
عدد السور التي فيها نسخ الحكم وبقاء التلاوة.
ثلاث وستّين سورة . ذكره المقري والزركشي.
الحكمة منه:
من وجهين:
أحدهما: أن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه والعمل به فيتلى لكونه كلام الله تعالى فيثاب عليه فتركت التلاوة لهذه الحكمة.
وثانيهما:أن النسخ غالبا يكون للتخفيف فأبقيت التلاوة تذكيرا بالنعمة ورفع المشقة وأما حكمة النسخ قبل العمل كالصدقة عند النجوى فيثاب على الإيمان به وعلى نية طاعة الأمر. ذكره الزركشي في البرهان ، والسيوطي في الإتقان
· محو الآيات من الصدور.
معناه:
أنه مما نُسخت تلاوتة وحكمه وأُمحي من الصدور.
مثاله:
أثر سالم بن عبدالله عن أبيه وفيه أن رسول الله قال: ((إنها مما نُسخ وأُنسي فالهوا عنها)).
حكمه:
اللهو عنه ، لقوله في أثر سالم(( فالهوا عنهما)).مفهوم مما ذكره الذهبي والسيوطي
· الرد على من أنكر نسخ التلاوة وبقاء الحكم.
حجة الإنكار لنسخ التلاوة.
قولهم أن الأخبار فيه أخبار آحاد ولا يجوز القطع على إنزال قرآن ونسخهبأخبارآحاد لا حجة فيها.
الرد عليهم:
ما رواه الحاكم من طريق كثير بنالصلت، قال: كان زيد بن ثابت وسعيد بن العاص يكتبان المصحف فمرا على هذه الآية فقال زيد: سمعت رسول الله يقول (( الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة))، فقال عمر: لما نزلت أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أكتبها؟
فكأنه كره ذلك، فقال عمر: ألا ترى أن الشيخ إذا زنى ولم يحصن جلد، وأن الشاب إذا زنى وقد أحصن رجم).
وما روي عن عمر وفيه ((فقال: يا رسول الله اكتب لي آية الرجم، قال: ((لا تستطيع)) .
خُلاصة ما ذكره السيوطي في كتابه الإتقان.
· بيان كثرة ما نسخت تلاوته.
وهذا يدُل عليه ما ذكره الهروي من أثار ومنها :
ما روي عن ابن عمر، قال: (لا يقولن أحدكم: قد أخذت القرآن كله وما يدريه ما كله؟ قد ذهب منه قرآن كثير، ولكن ليقل: قد أخذت منه ما ظهر منه( . ذكره الهروي في فضائل القرآن

· ما أثر مما نسخت تلاوته.
1- آية الرجم ، {الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة بما قضيا من اللذة} . روي عن عمر ، وغيره.
2- قوله: (( وهو أبوهم )) في قوله: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أبوهم}. روي عن عمر وأُبي بن كعب
3- سورة نحو براءة، ثم رفعت، وحفظ منها{إن الله سيؤيد هذا الدين بأقوام لا خلاق لهم. ولو أن لابن آدم واديين من مال لتمنى واديا ثالثا. ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب. ويتوب الله على من تاب}. روي عن أبي مرسى الأشعري ، وزيد بن أرقم .
4- {إن الله وملائكته يصلون على النبي. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يصلون الصفوف الأولى}.روي عن حميدة بنت أبي يونس
5- قال عمر: (كنا نقرأ:{لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم}، ( ثم قال لزيد بن ثابت: (أكذاك يا زيد؟ قال: نعم.
6- {جاهدوا كما جاهدتم أول مرة}.روي عن عبدالرحمن بن عوف.
7- قال الحسين بن المنادي في كتابه "الناسخ والمنسوخ": ومما رفع رسمه من القرآن ولم يرفع من القلوب حفظه سورتا القنوت في الوتر، وتسمى: سورتي الخلع والحفد).
وهذا خُلاصة ما ذكره الهروي والسيوطي والزركشي.
حكمه.
لا يكفُر من جحد هذا النوع من القرآن ، وإنما يكفر من جحد هذا القرآن الي بين اللوحين ، وهو ما ثبت في الإمام الذي نسخه عثمان بإجماع من المهاجرين والأنصار. ذكره الهروي في فضائل القرآن عن أبي عبيدة.
وقال الهروي أيضاً: والذي ألفه عثمان، هو الذي بين ظهري المسلمين اليوم، وهو الذي يحكم على من أنكر منه شيئا بما يحكم على المرتد من الاستتابة، فإن أبى فالقتل
· جماع الصحابة على قبول ما صنع عثمان رضي الله عنه في المصاحف وجمعه الناس على المصحف الإمام
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ: عن أبو مجلز قال : ألا تعجب من حمقهم؛ كان مما عابوا على عثمان تمزيقه المصاحف، ثم قبلوا ما نسخ.
قال أبو عبيد: يقول: إنه كان مأمونا على ما أسقط، كما هو مأمون على ما نسخ.
وقال علي رضي الله عنه: ( لو وليت المصاحف لصنعت فيها الذي صنع عثمان).
وقال مصعب بن سعد: أدركت الناس حين فعل عثمان ما فعل، فما رأيت أحدا أنكر ذلك، يعني من المهاجرين والأنصار وأهل العلم.

· الاستدلال بالآيات المنسوخ تلاوتها في التفسير.
يجوز الاستدلال بها ، بل يُستحسن الاستشهاد بها في تأويل القرآن ،وتكون دلائل على معرفة معانيه وعلم وجوهه ، وأدنى ما يستنبط من علم هذه الحروف معرفة صحة التأويل. خُلاصة ما ذكره الهروي في فضاءل القرآن
أمثله :
قراءة حفصة وعائشة: {حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر}.
وقراءة ابن مسعود: {والسارقون والسارقات فاقطعوا أيمانهم}.
وقراءة أبي بن كعب: { للذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر، فإن فاءوا فيهن...... } الآية
وقراءة سعد: {فإن كان له أخ أو أخت من أمه}.
وقراءة ابن عباس: { لا جناح عليكم أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج}.
وقراءة جابر: {فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم}.

· تقسيم مكّي بن أبي طالب لأقسام النسخ في القرآن الكريم.
قال مكي بن أبي طالب :
المنسوخ من القرآن ينقسم إلى سبعة أقسام:
الأول:ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه بغير بدلٍ منه، وبقي حفظه في الصدور، (ومنع) الإجماع على ما في المصحف من تلاوته على أنه قرآن، وبقي حكمه) مجمعًا عليه.
مثاله:
آية الرّجم التي تقدّم ذكرها.
الثاني:ما رفع الله حكمه من الآي بحكم آيةٍ أخرى، (وكلاهما ثابتٌ في المصحف) المجمع عليه متلوّ، وهذا هو الأكثر في المنسوخ، ولا يكون في الأخبار .
مثاله:
آية (الزواني) المنسوخة بالجلد (المجمع عليه) في سورة النور.
الثالث:ما فرض العمل به لعلّةٍ، ثمّ زال العمل به لزوال تلك العلّة، وبقي متلوًّا ثابتًا في المصحف.
مثاله :
قوله: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفار}الآية.
الرابع:ما رفع الله رسمه وحكمه وزال حفظه من القلوب.
وهذا النوع إنما (يؤخذ بأخبار الآحاد).
مثاله :
ما روى عاصم بن بهدلة المقري –وكان ثقة مأمونًا- عن زرٍّ أنه قال: قال لي أبيّ: يا زرّ إن كانت سورة الأحزاب لتعدل سورة البقرة.
الخامس:ما رفع الله –جل ذكره- رسمه من كتابه فلا يتلى، وأزال حكمه، ولم يرفع حفظه من القلوب، ومنع الإجماع من تلاوته على أنه قرآن،وهذا أيضًا إنما يؤخذ من طريق الأخبار .
مثاله :
حديث عائشة –رضي الله عنها- في العشر الرضعات والخمس، فالأمة مجمعة على أن حكم العشر غير لازم، ولا معمول به عند أحد.
السادس:ما حصل من مفهوم الخطاب فنسخ بقرآن متلو وبقي المفهوم ذلك منه متلوًا.
مثاله :
قوله: {لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى}، فهم من هذا الخطاب أن السكر في غير قرب الصلاة جائز فنسخ ذلك المفهوم قوله: {فاجتنبوه}إلى قوله: {فهل أنتم منتهون}فحرم الخمر والسّكر: مثل الخمر، وبقي المفهوم.
السابع:نحو ما نسخ الله من فعل النبيّ وأصحابه مما كانوا عليه من الكلام في الصلاة، فنسخه الله بقوله: {وقوموا لله قانتين}.
ونحو استغفاره - صلى الله عليه وسلم- لعمه أبي طالب، فنسخه الله بقوله: {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين}.وهو كثير.الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
موضوع, فهرسة

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir