دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > دورات التفسير وعلوم القرآن الكريم > دورة تلخيص دروس علوم القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الآخرة 1436هـ/29-03-2015م, 12:35 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي الدرس الثالث : أمثلة وتطبيقات على التحرير العلمي لأقوال العلماء

الدرس الثالث : أمثلة وتطبيقات على التحرير العلمي لأقوال العلماء

بسم الله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، محمد صلى الله عليه وسلم ، أما بعد :
في الدرس الثامن تعلمنا كيف نستخلص عناصر الدروس العلمية وما يمكن أن نجمعه تحتها من مسائل ، وفي هذا الدرس سنطبق الخطوة الثالثة من خطوات تلخيص الدروس العلمية وهي : التحرير العلمي ، وقبل أن نبدأ بالأمثلة والتطبيقات ؛ أذكركم بالخطوات المؤدية إلى التحرير العلمي الجيد ، كما ذكرها الشيخ عبد العزيز الداخل - حفظه الله - في الدرس الثالث من دروس هذه الدورة ، حيث قال :

اقتباس:

مرحلة التحرير العلمي هي لبّ عمل التلخيص، وأهمّ ما فيه، ولذلك ينبغي أن يعتني به الطالب جيداً.
لتيسير عمل التحرير العلمي لأقوال العلماء في المسائل العلمية ينبغي للطالب أن يقوم بأربعة أمور مهمة:
1. جمع ما يتعلق بكلّ مسألة من أقوال العلماء في ذلك الدرس ولو كان كلامهم في تلك المسألة متفرقا في مواضع من الدرس، وذلك لأجل أن يلمّ الطالب بأطراف المسألة.
2. التعرف على أقوال العلماء في تلك المسألة؛ هل هي متّفقة أو مختلفة؟ وإذا كانت مختلفة فكم عدد الأقوال فيها؟
3. التعرّف على حجّة كلّ قول وما يتّصل بها.
4. إسناد كلّ قول إلى قائله، فإن كان القائل من الصحابة أو التابعين فيُذكر من رواه عنه إن ذكر ذلك في الدرس، وإلا اكتفى بالنصّ على من ذكره.
ترتيب الأقوال في كل مسألة ينبغي أن يكون ترتيباً له مناسبة؛ فإما أن يرتبها على التسلسل التاريحي إن تيسرت له معرفته، أو يرتبها على الأقرب فالأقرب إلى الصحة، أو إذا كانت الأقوال صحيحة ومن الأقوال قول يجمع ما قيل في تلك المسألة من الأقوال فالأحسن تأخير هذا القول الجامع.
بعض المسائل والأقوال ينصّ عليها المفسّرون ، وبعضها تُستخرج بالنظر والتأمل في أقوالهم ودلالاتها.

بعد تحرير أقوال المفسرين أحذف الرموز من العناوين لعدم الحاجة إليها؛ لأنني سأذكر أسماءهم بلا رموز في تفاصيل الكلام في المسائل.






وتعتمد فكرة التحرير العلمي لمسائل الدرس على فهم مفاصل الكلام في المسألة، والتمكن من تمييز كل مفصل والتعبير عنه بعبارة تدلّ عليه.

مسائل الدروس العلمية لا تخلو من كونها مسائل اتفاق أو مسائل اختلاف، ولذلك سنبيّن فكرة التحرير العلمي بثلاثة أمثلة لمسائل ليس فيها خلاف، وثلاثة أمثلة لمسائل مختلف فيها، ونرجو أن تسهّل هذه الطريقة على طالب العلم دراسة المسائل العلمية، وقد يبدو للناظر في بعض الدروس العلمية أنها لا تقتضي التلخيص والتحرير لتيسّر فهم مسائلها من أوّل قراءة، وهذا الحكم المتعجّل قد يحرم بعض الطلاب من الفهم العميق للمسائل العلمية؛ لأنّه يقرأ الدرس قراءة من يريد فهم مدلول الألفاظ فقط؛ وهذا فيه خلل وقصور يتبيّنه الطالب إذا أوردت عليه بعض الأسئلة والإشكالات والاعتراضات على بعض ما ذكر في الدرس؛ فيقف الطالب حائراً لا جواب لديه.
وهذا يدلّ على أنّ الطالب بحاجة إلى بناء مَلَكة علمية يتمكّن بها - بإذن الله - من الفهم العميق لمسائل الدرس ، وتوقّع الأسئلة والإشكالات قبل وقوعها، ومحاولة التعرّف على جوابها عند قراءته للدرس.
وسبيل بناء هذه الملكة هو التدرّب على تمييز مفاصل كلام العلماء في كلّ مسألة، ثم تنمية هذه الملكة بكثرة الأمثلة والتطبيقات؛ حتى تتضح له أنواع تلك المفاصل من كثرة ما ترد عليه، فإذا تمرّس في ذلك، عرف أن الكلام في كلّ مسألة علمية لا بدّ أن يكون له متطلّبات يتمكّن من توقّع كثير منها بمجرّد معرفة اسم المسألة؛ فإذا قرأ درساً من الدروس كان نظره متّجها إلى تمييز المسائل ومفاصلها؛ فإذا طوي شيء منها في الدرس علم أنّ ثمّت أمر مهمّ ينبغي ذكره لم يُذكر، وأثار ذلك سؤالاً لديه، يحتاج إلى البحث عن جوابه؛ فيقوده البحث إلى معرفة الجواب، واكتساب فوائد أخرى في معرفة أدوات البحث وحلّ الإشكالات، فإذا تكرر ذلك كثيراً من طالب العلم كان من أهل العلم المحقّقين الذين يُرجع إليهم في حلّ الإشكالات، وبيان المعضلات.
وسنعود الآن إلى بيان أوّل ما تُبنى به هذه الملَكة بأمثلة يسيرة إن شاء الله تعالى.


الأمثلة
المثال الأول :
أنواع الالتفات :
قال الشيخ ابن عثيمين في " أصول في التفسير " :
اقتباس:
الالتفات: تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر، وله صور منها:
1- الالتفات من الغيبة إلى الخطاب كقوله تعالى:{الحمد للّه ربّ العالمين*الرّحمن الرّحيم*مالك يوم الدّين* إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} [الفاتحة] فحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب في قوله:{إياك}.
2- الالتفات من الخطاب إلى الغيبة كقوله تعالى:{حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} [يونس: 22] فحول الكلام من الخطاب إلى الغيبة بقوله وجرينا بهم.
3- الالتفات من الغيبة إلى التكلم، كقوله تعالى:{ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً} [المائدة: 12] فحول الكلام من الغيبة إلى التكلم في قوله وبعثنا.
4- الالتفات من التكلم إلى الغيبة، كقوله تعالى:{إنّا أعطيناك الكوثر (1) فصلّ لربّك} [ الكوثر: 1،2] فحول الكلام من التكلم إلى الغيبة بقوله: {لربك}.


سنركز على عنصر " أنواع الالتفات " :
ونذكر تحته كل نوع ، وتحت كل نوع عدد من المسائل ، فيكون التلخيص كالآتي :


أنواع الالتفات:
للالتفات أنواع عديدة منها :
1: الالتفات من الغيبة إلى الخطاب
مثال : قوله تعالى:{الحمد للّه ربّ العالمين*الرّحمن الرّحيم*مالك يوم الدّين* إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} [الفاتحة]
موضع الالتفات :
{ إياك }

2: الالتفات من الخطاب إلى الغيبة
مثال :
قوله تعالى:{حتّى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم} [يونس: 22]
موضع الالتفات :
{ وجرين بهم }

3:
الالتفات من الغيبة إلى التكلم
مثال :
قوله تعالى:{ولقد أخذ اللّه ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيباً}
موضع الالتفات : { وبعثنا }

4:
الالتفات من التكلم إلى الغيبة
مثال :
قوله تعالى:{إنّا أعطيناك الكوثر (1) فصلّ لربّك} [ الكوثر: 1،2]
موضع الالتفات :
{ لِربك }

ولعل هذا المثال قد وضّح لكم مفاصل الكلام في المسألة، وحصل بذلك تقريب للمادة العلمية وتيسير لدراستها ومراجعتها بعد ذلك.





المثال الثاني :
أنواع المشترك :

هذا هو العنصر الذي استخرجناه من شرح الشيخ عبد الكريم الخضير وشرح الشيخ محسن المساوي لدرس المشترك من منظومة الزمزمي.
ونريد أن نطبق المراحل التي سبق ذكرها أعلاه :
1: نجمع ما قيل فيه ونحدد مسائله.

قال الشيخ عبد الكريم الخضير :
اقتباس:
المشترك
اللفظ الذي يحتمل أكثر من معنى ،فإذا قلت رأيت عيناً هل يستطيع الإنسان أن يقول كذبت وأنت رأيت ذهب مثلاً أو عينا جارية أو عينا باصرة؟
فإذا رأيت أحد هذه الأمور التي يشملها اللفظ المشترك فلا يستطيع أحد أن يجزم بأنك لم تر جميع ما يطلق عليه المشترك؛ أي لا يجزم بأنّك لم تر أيّ فرد من أفراد المشترك، فلا يستطيع أن يقول: كذبت.
لكن هل يستطيع أن يقول: كذبت في مواجهتك؛ إذا كنت وجهاً لوجه معه؟
أو يقول: رأيت عيناً، فتقول له: كذبت ما عندك ذهب ولا عين جارية؛ هذا اللفظ المشترك هو المراد به المشترك اللفظي.
قال الشيخ محسن المساوي :

اقتباس:
المراد بالمشترك هنا: المشترك اللفظي، إذ هو المنصرف إليه عند الإطلاق، لا المعنوي، والفرق بينهما: أن المشترك اللفظي: هو ما تعدد فيه الوضع والمعنى، دون اللفظ، كما ستأتي أمثلته، والمشترك المعنوي: هو ما اتحد فيه الوضع والمعنى واللفظ، لكنه يشمل أفراداً، فهو المعنى بالكلي عند علماء الميزان، وذلك كلفظ العين المراد به الباصرة، فإن لفظه واحد، وكذلك الوضع والمعنى، لكنه يشمل عين زيد وعمرو وبكر وغيرهم، وكالإنسان فإن لفظه ووضعه ومعناه واحد، وهو الحيوان الناطق، لكنه يشمل أفراداً كزيد وبكر وخالد، هذا، وأما القدر المشترك، فهو القدر الذي يشترك فيه الجزئيات المختلفة الحقائق، كالحيوانية في القدر الذي يشترك فيه الإنسان والبقر، وكالجسمية في القدر الذي يشترك فيه الإنسان والحجر، وقد اكتفى الناظم عن تعريفه بذكر بعض أمثلته.


2: من الملاحظ أن أقوالهما متفقة ولكن لدى كلّ واحد منهما قدر زائد تفرّد به عن الآخر ، ومهمتنا في التلخيص أن نعيد ترتيب المسائل، ونتعرّف على مفاصل الكلام فيها، لنتمكّن من تحرير الأقوال وإحسان صياغتها والتعبير عنها بتعبير جامع بأسلوبنا.

وهذا أنموذج للتلخيص:

أنواع المشترك :
1: المشترك اللفظي :
تعريفه : هو ما تعدد فيه الوضع والمعنى دون اللفظ.
مثاله : لفظ "العين" يراد بها: الذهب، والعين الباصرة، والعين الجارية.
توضيح المثال : اتحد اللفظ وهو " العين " واختلف معناه باختلاف المراد به.

2: المشترك المعنوي :
تعريفه :
هو ما اتحد فيه الوضع والمعنى واللفظ، لكنه يشمل أفراداً تدخل في مسمّاه، فهو المراد بالمعنى الكلي.
مثال: الإنسان : اتحد لفظه ووضعه ومعناه، ولكنه يشمل زيدًا وعمرًا وغيرهما ممن يشتركون في الإنسانية.

توضيح المثال : اتحد اللفظ وهو " الإنسان " واتّحد معناه وموضوعه، ولكن اختلف ما يشمله هذا اللفظ من الأفراد؛ فزيد إنسان، وعمرو إنسان؛ فلفظ الإنسان مما يشترك فيه زيد وعمرو وغيرهما من الناس.
مثال آخر: "العين الباصرة": اتحد لفظها ووضعها ومعناها، ولكنها تشمل عين زيد وعين عمرو وأعين غيرهما.




المثال الثالث :
أهمية علم الغريب لطالب العلم :
قال الزمزمي
اقتباس:

يُرْجَعُ فِي النَّقْلِ لَدَى الْغَرِيبِ.........................................

قال السيوطي:
اقتباس:
الأول: الغريب
أي معنى الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في اللغة، ومرجعه النقل والكتب المصنفة فيه، ولا نطوّل بأمثلته، ومن أشهر تصانيفه: غريب العزيزي وهو محرر سهل المأخذ، ولأبي حيان فيه تأليف لطيف في غاية الاختصار، وتتأكد العناية به.

قال الشيخ عبد الكريم الخضير ( مفرّغٌ من شرح صوتي):

اقتباس:
الغريب: يعني غريب القرآن وقل مثل هذا في غريب الحديث فن ونوع من أهم المهمات لأنه الوسيلة لفهم النصوص ،يعني معرفة الغريب هو الوسيلة لفهم النصوص ،وهذا النوع وكما قال أهل العلم في غريب الحديث وغريب القرآن أنهم قالوا:"هذا الفن جدير بالتحري حري بالتوقي " ما معنى هذا الكلام؟
يعني أن طالب العلم عليه أن يهتم به من جهة، وأن يحتاط لنفسه من جهة أخرى فلا يهجم على كلمة يفسرها من كلام الله جل وعلا أو من كلام نبيه عليه الصلاة والسلام وليس عنده بها أصل يرجع إليه .
الإمام أحمد يُسأل عن معنى حديث أو معنى كلمة فيقول:"سلوا أهل الغريب".
والإمام أحمد الذي يروي سبعمائة ألف حديث ومعلوم أنه إذا جاء لفظ من هذه الألفاظ التي يرويها عنده من طرقه العشرات بل المئات التي يوضح بعضها بعضاً .

والأصمعي وهو يحفظ ستة عشر ألف قصيدة لما سئل عن السقب في حديث ((الجار أحق بسقبه))
قال: (أنا لا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن العرب تزعم أن السقب هو : اللزيق) يعني الجار الملاصق.
فهم يحتاطون لأنفسهم، وإذا كان هذا في الحديث ففي القرآن من باب أولى، وليحذر طالب العلم كل الحذر أن يهجم على كتاب الله فيفسر غريبه دون أن يرجع؛ فإنه حينئذ يتقوَّل على الله جل وعلا أن معنى هذا اللفظ كذا .


قال الشيخ محسن المساوي - رحمه الله- :
اقتباس:

أما الغريب فهو معنى الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في اللغة، ومرجعه النقل، والكتب المصنفة فيه كما يأتي للناظم، قال في الإتقان: وقد أفرده في التصنيف خلائق لا يحصون، منهم أبو عبيدة، وابن دريد، ومن أشهرها كتاب العزيزي، فقد أقام في تأليفه خمس عشرة سنة، فحرره وشيخه أبو بكر ابن الأنباري، ومن أحسنها المفردات للراغب، ولأبي حيان في ذلك تأليف مختصر في كراسين، ثم قال: وينبغي الاعتناء به، فقد أخرج البيهقي من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه)).
والمراد بإعرابه: معرفة معاني الألفاظ، وليس المراد الإعراب المصطلح عليه عند النحاة، وهو ما يقابل اللحن، لأن القراءة مع فقده ليست بقراءة ولا ثواب فيها،
وعلى الخائض في ذلك التثبت والرجوع إلى كتب أهل الفن، وعدم الخوض بالظن.


هذه نقول مختارة من درس علم الغريب، وقد تحدّث العلماء فيها عن عدد من العناصر، وهذا تلخيص لما ورد في أقوالهم بطريقة الجمع والمكاملة بين الشروح:

أ: معنى علم الغريب
- علم الغريب هو العلم الذي يُعنى بمعاني الألفاظ التي يحتاج إلى البحث عنها في كتب اللغة.

ب: المرجع في علم الغريب:
- مرجعه النقل، والكتب المصنّفة فيه.

ج: الكتب المصنّفة في علم الغريب
- المؤلفات في علم الغريب كثيرة.
- من أشهر الكتب المؤلفة فيه: كتاب لأبي عبيدة وآخر لابن دريد، وغريب العزيزي، والمفردات للراغب وكتاب أبي حيان.
- أقام العزيزي في تأليف كتابه في الغريب خمس عشرة سنة؛ فحرّره هو وشيخه أبو بكر ابن الأنباري.

د: أوجه أهمية علم الغريب :
1: علم الغريب يعين على فهم النصوص؛ فمن لا يعرف معاني الألفاظ الغريبة فيها لا يمكنه فهم النص الذي وردت فيه تلك الألفاظ.
2: حصول الانتفاع بقراءة القرآن وتدبّره.
3: تجنب القول على الله بغير علم.

هـ: الحثّ على الاعتناء بعلم الغريب :
1: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه " أخرجه البيهقي.
- المراد بإعراب القرآن هنا معرفة معاني الألفاظ وليس الإعراب المصطلح عليه عند النحاة.
2:
قال أهل العلم: (هذا العلم جدير بالتحرّي حريّ بالتوقّي)؛ أي ينبغي أن يهتمّ به ويحتاط فيه.
3: لمّا سئل الإمام أحمد عن مسألة في الغريب قال: (سلوا أهل الغريب).

و: تورّع السلف عن القول في الغريب بلا علم
- كان الإمام أحمد ربّما سئل عن معنى كلمة في الحديث فيأبى القول فيها ويحيل على أهل الغريب.
-
لما سئل الأصمعي عن السقب في حديث ((الجار أحق بسقبه)) قال: (أنا لا أفسر كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكن العرب تزعم أن السقب هو : اللزيق) يعني الجار الملاصق.

ه: خطر القول في غريب القرآن بلا علم
- من تكلّم في معنى كلمة في القرآن من غير مستند صحيح فقد قال على الله بغير علم.

ز: شروط الكلام في غريب القرآن
وعلى الخائض في هذا العلم:
1: التثبت.
2: الرجوع إلى كتب التفسير وغريب القرآن.
3: عدم الخوض في هذا العلم بالظن
والتخرّص.

وصيّة:
يوصى الطالب بأن يتدرّب على تنظيم ملخّصه وترتيب عناصره واستخلاص ما يتعلّق بكل عنصر من أقوال العلماء باعتماد مراجع قليلة حتى يتقن طريقة التلخيص ، وتحصل له فيها ملكة ومهارة جيّدة؛ ثمّ يتوسّع قليلاً في المراجع مع تحصيل مهارات علمية أخرى؛ وسيجد نفع هذه الطريقة كبيراً بإذن الله تعالى.

تنبيه:
ما مضى كان أمثلة على تلخيص المسائل غير الخلافية بطريقة الجمع والمكاملة بين الشروح؛ لينتج لنا ملخّص مكتمل مرتّب منظم العناصر، وسنعرض في المشاركة التالية أمثلة لتلخيص المسائل الخلافية بعون الله تعالى وتوفيقه.


للدرس بقية


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 05:36 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي


أمثلة على المسائل الخلافية

المثال الأول:
الخلاف في أول ما نزل من القرآن :

قال الزمزمي:

اقتباس:
اقْرَأْ عَلَى الْأَصَحِّ فَالْمُدَّثَِّرُ = أَوَّلُهُ وَالْعَكْسُ قَوْمٌ يُكْثِرُ

قال السيوطي في إتمام الدراية :

اقتباس:
النوع الحادي عشر أول ما نزل الأصح أنه اقرأ باسم ربك ثم المدثر وقيل عكسه لما في الصحيحين عن أبي سلمة بن عبد الرحمن سألت جابر بن عبد الله أي القرآن انزل قبل قال يا أيها المدثر قلت أو اقرأ باسم ربك قال أحدثكم بما حدثنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي فنوديت فنظرت أمامي وخلفي وعن يميني وعن شمالي ثم نظرت إلى السماء
فإذا هو يعنى جبريل فأخذتني رجفة فاتيت خديجة فأمرتهم فدثروني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر قم فأنذر ))
وأجاب الأول بما في الصحيحين أيضا عن أبي سلمة عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه (( فبينما أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت رأسي فإذا الملك الذي أتاني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرجعت فقلت زملوني زملوني فدثروني فأنزل الله تعالى يا أيها المدثر )) فقوله صلى الله عليه وسلم الملك الذي جاءني بحراء دال على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي فيها اقرأ باسم ربك قال البلقيني ويجمع بين الحديثين بأن السؤال كان عن نزول بقية إقرا والمدثر فأجاب عنه بما تقدم
وفي المستدرك عن عائشة أول ما نزل من القرآن اقرأ باسم ربك الذي خلق و أول ما نزل بالمدينة ويل للمطففين وقيل البقرة نقل البلقيني الأول عن علي بن الحسين والثاني عن عكرمة
قال الشيخ عبد الكريم الخضير
( في شرحه المفرّغ على منظومة الزمزمي):
اقتباس:

يقول المؤلف_رحمه الله تعالى_: في النوع الحادي عشر:
( أوّل ما نزل): من القرآن مطلقًا (اقرأ) في قصة بدء الوحي الشهيرة المـُخرجة في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة، والنبيّ_عليه الصلاة والسلام_ أوّل ما بُديء به من الوحي الرؤيا الصادقة، وفي الحديث:(كان يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد) يعني: يتعبد، (وبينما هو كذلك إذ نزل عليه الملك فجاءهُ الملك فقال له: اقرأ، فقال: (( ما أنا بقاريء)) ، ثمّ قال له: اقرأ، فقال:((ما أنا بقاريء))، ثمّ قال له:((اقرأ باسم ربك الذي خلق)). السورة المعروفة.
اقرأ على الأصح وخبرُها والدليل عليها، في الصحيحين وغيرهما، وهذا قول الأكثر وهو القول الصحيح، فالمدثر هذا القول الثاني وهو: أن أوّل ما نزل المـُدثر..

..........................
أَوَّلُهُ ، والعَكْسُ قَومٌ يَكْثُرُ
العكس القول بعكس ما ذهب إليه أصحاب القول الثاني، ذهب إليه قوم يكثرُ عددهم، ويصعُبُ حصرُّهم.
يقول المؤلف_رحمه الله تعالى_: النوع الحادي عشر: أوّل ما نزل:اقرأ على الأصح، وهو قول الأكثر، وقال به قومٌ يكثُرُ عددهم ويستعصي حَصرُهم والدليل فيه صحيحٌ صريح.
(فالمـُدثرُ أوّلُه): العطف بالفاء للترتيب ، يعني: أوّل ما نزل من القرآن، وهذا ثبت في الصحيح من حديث جابر_ رضي الله تعالى عنه_:(أنّه سُئل عن أوّل ما نزل؟، فقال: المـُدثر)، وجاء بالقصة التي تفيد أن اقرأ قبل المـُدثر؛ لقوله في خبره:((فجائني الملك الذي جائني بحراء))، فدّل على أن قصة حراء التي فيها نزول "أقرأ" مُتقدمة على القصة التي فيها الأمر بالإنذار.
..................فالمُدَّثِّرُ
أَوَّلُهُ ، والعَكْسُ قَومٌ يَكْثُرُ
(أوّله): هذا بالنسبة للأوّلية المـُطلقة، خلاف الأوّلية المـُطلقة هل هي اقرأ أو المـُدثر؟
الأكثر والأصح: أنّها اقرأ، أما الأوّلية النسبية بالنسبةِ للرسالة والتبليغ فأوّل ما نزل عليه المـُدثر، وتكون حينئذٍ أوّلية نسبية، وهذا يُحمل حديث جابر، أما الأوّلية المـُطلقة فهي: "اقرأ".


قال الشيخ محسن المساوي رحمه الله :
اقتباس:
(اقرأ) خبر مقدم (على الأصح فالمدثر) أي بعده (أوله) أي أول ما نزل، وهو بالرفع مبتدأ مؤخر، وذلك لما في الصحيحين وغيرهما من حديث بدء الوحي، (والعكس) وهو أن المدثر أنزل أولاً، ثم اقرأ (قوم يكثر) أي قوم كثير على القول به، وذلك لما في الصحيحين عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل قبل؟ قال: {يا أيها المدثر}. قلت: أو {اقرأ باسم ربك}؟ قال: أحدثكم بما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، ثم نظرت إلى السماء، فإذا هو (يعني جبريل) فأخذتني رجفة، فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر * قم فأنذر} )) وأجاب الأول عنه بحديث الصحيحين أيضاً، عن أبي سلمة عن جابر سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عن فترة الوحي، فقال في حديثه: ((فبينا أنا أمشي إذا سمعت صوتا من السماء، فرفعت رأسي، فإذا الملك الذي أتاني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض، فرجعت فقلت: زملوني زملوني، فدثروني. فأنز الله تعالى: {يا أيها المدثر} )). فقوله صلى الله عليه وسلم ((فإذا الملك الذي جاءني بحراء))، دال على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي فيها اقرأ باسم ربك. قال البلقيني، كما في شرح النقاية: ويجمع بين الحديثين بأن السؤال أي في الحديث الأول كان عن بقية اقرأ والمدثر، فأجاب عنه بما تقدم.


سنُركّز على مسألة الخلاف في أول ما أُنزل من القرآن الكريم ونتجاوز الحديث عما لا يتعلّق بهذه المسألة لأن المراد من المثال توضيح خطوات التحرير العلمي للمسائل الخلافية باعتماد النقول المختارة فقط:
فنقول:

اختلف العلماء في أول ما نزل من القرآن على قولين : [هذا الجزء هو رأس المسألة]
القول الأول : الآيات الأولى من سورة اقرأ، وهو قول جمهور العلماء، وهو القول الصحيح، كما ذكر ذلك السيوطي والمساوي والخضير.
الدليل :
قصة بدء الوحي الشهيرة المـُخرجة في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم أوّل ما بُديء به من الوحي الرؤيا الصادقة..) الحديثَ، وفيه: أنه (كان يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد؛ فبينا هو كذلك إذ نزل عليه الملكُ فقال له: اقرأ، فقال: (( ما أنا بقاريء)) ، ثمّ قال له: اقرأ، فقال:((ما أنا بقاريء))، ثمّ قال له:((اقرأ باسم ربك الذي خلق)). الحديثَ.

القول الثاني : الآيات الأولى من سورة المدثر، وهذا قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
الدليل : حديث
أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل قبل؟ قال: {يا أيها المدثر}. قلت: أو {اقرأ باسم ربك}؟ قال: أحدثكم بما حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إني جاورت بحراء فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت الوادي، فنوديت، فنظرت أمامي وخلفي، وعن يميني وعن شمالي، ثم نظرت إلى السماء، فإذا هو (يعني جبريل) فأخذتني رجفة، فأتيت خديجة، فأمرتهم فدثروني، فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر * قم فأنذر} ))

الترجيح:
الراجح هو القول الأول، و
قوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر المتقدّم: ((فإذا الملك الذي جاءني بحراء)) يدلّ على أن هذه القصة متأخرة عن قصة حراء التي نزل فيها "اقرأ باسم ربك".

الجمع بين القولين:

- ذهب بعض أهل العلم إلى أن القول الأوّل هو القول الصحيح، وذهب بعضهم إلى محاولة الجمع بين القولين، واختلفوا في هذا الجمع على وجهين:
الوجه الأول: أن أولية نزول صدر سورة اقرأ أولويّة مطلقة، وأوّلية نزول صدر سورة المدثر أولية نسبية؛ بمعنى أنّها أوّل ما نزل بعد فترة الوحي، أو أنّها أوّل ما نزل في التبليغ والإرسال
، وقد ذكر هذا الوجه الخضير في شرحه على منظومة الزمزمي.
الوجه الثاني: أن السؤال في حديث جابر بن عبد الله كان عن بقية اقرأ والمدثر، فيكون المراد أن الآيات الأولى من سورة المدثر نزلت قبل بقية سورة اقرأ، وهذا الوجه ذكره السيوطي عن البلقيني، ويردّه أن أبا سلمة في الحديث أورد على جابر رضي الله عنه السؤال عن صدر سورة اقرأ.




المثال الثاني: الخلاف في وجود المعرَّب في القرآن الكريم :

قال الزمزمي رحمه الله:

اقتباس:
النوع الأول والثاني : الغريب والمعرب
يُرْجَعُ فِي النَّقْلِ لَدَى الْغَرِيبِ ..... مَا جَاءَ كَالْمِشْكَاةِ فِي التَّعْرِيبِ
أَوَّاهُ وَالسِّــجِلُّ ثُمَّ الْكِــــفْــــلُ ..... كَذلِكَ الْقِسْطَاسُ وَهْوَ الْعَدْلُ
وَهـذِهِ وَنَحْــــوُهَا قَدَ انْــكَرَا ..... جُمْهُورُهُمْ بِالْوَفْقِ قَـــالُـــوا إحْذَرَا



قال السيوطي - رحمه الله - في إتمام الدراية:
اقتباس:
الثاني: المعرَّب، بتشديد الراء وهو لفظ استعملته العرب في معنى وضع له في غير لغتهم، واختلف في وقوعه في القرآن:
فقال قوم: نعم؛ كالمشكاة للكوة بالحبشية، والكفل للضعف بها، والأواه: الرحيم بها، والسجيل الطين المشوي بالفارسية، والقسطاس العدل بالرومية.
وجمعت نحو ستين لفظا ونظمت في أبيات ومنها:الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية الليل وغيرها.
وأنكرها الجمهور، وقالوا بالتوافق: أي بأنها عربية وافقت فيه اللغة العرب لغة غيرهم حذرا من أن يكون في القرآن لفظ غير عربي، وقد قال تعالى: {قرآنا عربيا}.
وقد أجاب غيرهم: بأن هذه الألفاظ القليلة لا تخرجه عن كونه عربيا؛ فالقصيدة العربية التي فيها كلمة فارسية لا تخرج بها عن كونها عربية وبالعكس.


وقال الشيخ محسن المساوي رحمه الله:
اقتباس:

ثم شرع في بيان الخلاف في وقوع المعرب في القرآن، فقال: (وهذه) الكلمات (ونحوها) مما استعملت في لغة أخرى (قد أنكرا) بألف الإطلاق (جمهورهم) كونه معرباً، بل قالوا: هي من توافق اللغتين، وكما أشار إليه الناظر بقوله (بالوفق) بكسر الواو، أي التوافق، وهو متعلق بقوله (قالوا)، وهو مذهب الأكثرين، كما في الإتقان، منهم الشافعي رضي الله عنه، وابن جرير، وأبو عبيدة، والقاضي أبو بكر، وابن فارس؛ وهو الأصح عند الأصوليين، وذلك لقوله تعالى: {قرآناً عربياً}، وقوله تعالى: {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته * أأعجمي وعربي}؟!
وقد شدد إمامنا الشافعي في رسالته على القائل بوجود المعرَّب في القرآن، وأجاب هؤلاء كما في شرح النقاية، بأن هذه الألفاظ القليلة، لا تخرجه عن كونه عربياً، فالقصيدة العربية التي فيها كلمة فارسية، لا تخرج عن كونها عربية، وبالعكس.
قال في الإتقان: قال أبو عبيد القاسم بن سلام: والصواب عندي مذهب فيه تصديق للقولين جميعاً؛ وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية، كما قال الفقهاء، ولكنها وقعت للعرب، فعربتها بألسنتها، وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها، فصارت عربية، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب، فمن قال إنها عربية فهو صادق، ومن قال إنها أعجمية فصادق.

ومال إلى هذا القول الجواليقى وابن الجوزي وآخرون، وقوله (احذرا) بالألف المنقلبة عن نون التوكيد الخفيفة، تكملة، أي احذرن من أن تقول: إن في القرآن لفظاً غير عربي، والله أعلم.



وقال الشيخ عبد الكريم الخضير ( في شرحه المفرّغ على منظومة الزمزمي):
اقتباس:
أهل العلم يجمعون على أن القرآن ليس فيه جمل ولا تراكيب أعجمية هذا محل إجماع ،كما أنهم يجمعون على وجود الأعلام الأعجمية إجماع ،لكن ألفاظ ليست بتراكيب ولا أعلام هذه محل خلاف.
...
(قد أنكر جمهورهم)
:أنكر وجودَ ألفاظ غير عربية في القرآن جمهورُ العلماء ، وجود مثل هذه الكلمات المعروفة عند غير العرب قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات.
(جمهورهم) كالشافعي وابن جرير وغيرهم، جمع وفير من أهل العلم.

(بالوفق قالوا احذرَ): احذر أن تقول في القرآن كلاما لا تتحقق منه، تلزم بلوازمه فتضل وتضل؛ لأنه قد يجزم الإنسان
أحياناً بشيء لا يدري ما الآثار المترتبة عليه، لا سيما فيما يتعلق بالله جل وعلا، أو ما جاء عن الله جل وعلا؛ فمثل هذا يحذر الإنسان أن يقول شيئاً يلزمه عليه لوازم .


هذا القدر من الدرس تضمّن مسائل عدّة، لكننا سنقتصر على مسألة واحدة؛ للتمثيل لطريقة التحرير العلمي وخطواته، وهي مسألة الخلاف في جود المعرّب في القرآن الكريم.

فنقول:

تحرير محلّ النزاع:

- أجمع أهل العلم على أن القرآن ليس فيه جمل ولا تراكيب أعجمية.
- وأجمعوا أيضاً على وجود أعلام أعجمية في القرآن؛ كأسماء الأنبياء من غير العرب.
- واختلفوا في وجود ألفاظ معرّبة ليست بتراكيب ولا أعلام على ثلاثة أقوال:


القول الأول: في القرآن ألفاظ معرّبة.

ومثّلوا لذلك: بالمشكاة للكوَّة بالحبشية، والكفل للضعف بها، والأوَّاه: الرحيم بها، والسجيل: الطين المشوي بالفارسية، والقسطاس: العدل بالرومية.
- وقد جمع السيوطي نحو ستين لفظا مما قيل بأنّه معرّب ونظمها في أبيات، وذكر منها:الإستبرق والسندس والسلسبيل وكافور وناشية الليل وغيرها.

- وقالوا: إن هذه الألفاظ القليلة لا تخرجه عن كونه عربيا؛ فالقصيدة العربية التي فيها كلمة فارسية لا تخرج بها عن كونها عربية، فالقرآن عربيّ ولو وجدت فيه ألفاظ معرّبة.

القول الثاني: لا وجودَ للمعرّب في القرآن، بل كل ألفاظ القرآن عربية.

- وهذا القول قال به جمهور العلماء منهم: الشافعي وأبو عبيدة وابن جرير والقاضي أبو بكر وابن فارس، وغيرهم.

- وشدّد الشافعي في الرّسالة على من قال بوجود المعرّب في القرآن.

واستدلّوا بقوله تعالى : {قرآناً عربياً}، وقوله تعالى: {ولو جعلناه قرآناً أعجمياً لقالوا لولا فصلت آياته * أأعجمي وعربي}.
وأجابوا عن الأمثلة التي أوردها القائلين بوجود بالمعرّب بأنّها من باب التوافق بين اللغات، أي ما تشترك فيه اللغة العربية وغيرها.

القول الثالث: هذه الألفاظ أصولها أعجمية، ولكنها وقعت للعرب فعرَّبتها بلسانها.
- وهذا هو قول أبي عبيد القاسم بن سلام، ورجّحه الجواليقي وابن الجوزي.
- المراد بتعريب الألفاظ في هذه القول أن العرب أخذت تلك الألفاظ الأعجمية ونطقتها على طريقة العرب وأوزان كلامهم، فتحوّلت من ألفاظ العجم إلى ألفاظ العرب، فصارت بذلك ألفاظاً عربية وإن كان أصلها أعجمياً.
- ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب؛ فمن قال إنها عربية فهو صادق باعتبار ما آلت إليه، ومن قال إنها أعجمية فهو صادق باعتبار أصلها.




المثال الثالث:

هل في القرآن فاضل ومفضول ؟
قال الزمزمي:

اقتباس:
وَالْمَفْضُولَهْ
مِنْهُ عَلَى الْقَوْلِ بِهِ كَتَبَّتِ = وَالْفَاضِلُ الَّذْ مِنْهُ فِيهِ أَتَتِ
قال السيوطي في إتمام الدراية :
اقتباس:
( ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره كسورة تبت كذا ذكره الشيخ عز الدين بن عبد السلام، وهو مبنى على جواز التفاضل بين الآي والسور وهو الصواب الذي عليه الأكثرون منهم مثل إسحاق ابن راهويه والحليمي والبيهقي وابن العربي، وقال القرطبي: إنه الحق الذي عليه جماعة من العلماء والمتكلمين.
وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة) وحديث مسلم: (أعظم آية في القرآن آية الكرسي) وحديث الترمذي: (سيدة آي القرآن آية الكرسي وسنام القرآن البقرة) وغير ذلك.
ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.
وقد ظهر لي أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما وقد بينته في التحبير.


قال الشيخ محسن المساوي - رحمه الله - :
اقتباس:

ثم شرع في تعريف الآية، فقال (والآية) أي حدها (الطائفة) أي الجملة (المفصولة) أي المميزة بفصل، وهو آخر الآية حال كون تلك الطائفة (من كلمات منه) أي من القرآن (والمفضولة) وهو كلامه تعالى في حق غيره (منه) أي من القرآن (على القول بـ) وجود (ـه كـ) سورة (تبت) يدا أبي لهب (والفاضل) وهو كلام الله في الله، كما قال الناظم (الذ) لغة في الذي (منه) أي من الله (فيه) أي في الله (أتت) أي تلك الآية، والظرفان متعلقان بأتت، والجملة صلة اللذ، وذلك كآية الكرسي وسورة الفاتحة.
ثم القول بوجود الفاضل والمفضول في آيات القرآن، كما في شرح النقاية هو الصواب الذي ذكره ابن عبد السلام والأكثرون، لورود النصوص بالتفضيل، كحديث البخاري: ((أعظم سورة في القرآن الفاتحة))، وحديث مسلم: ((أعظم آية في القرآن آية الكرسي))، وحديث الترمذي: ((سيدة آي القرآن آية الكرسي وسنام القرآن: البقرة))، وغير ذلك، ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه،
ثم قال: وقد ظهر لي أن القرآن ينقسم إلى أفضل وفاضل ومفضول، لأن كلام الله بعضه أفضل من بعض كفضل الفاتحة وآية الكرسي على غيرهما.


قال الشيخ عبد الكريم الخضير ( في شرحه المفرّغ على منظومة الزمزمي):
اقتباس:

(من كلمات منه): يعني من القرآن.
(والمفضولة): يعني منه الفاضلة والمفضولة.
(على القول به): يعني مسألة: هل في القرآن فاضل ومفضول؟
قالوا: نعم في القرآن فاضل ومفضول.
المتكلم هو الله - جل وعلا - بالجميع؛ لكن الكلام يتفاضل.
فالآيات أو السور التي تتكلم أو تتحدث عن الله-جل وعلا- أفضل من الآيات التي تتحدث عن الأحكام.
والآيات التي تتكلم في العقائد - مثلاً - أفضل من التي في الأحكام، فضلاً عن كونها تتحدث عن قصة رجلٍ كافر كـ( تبت ).
وجاء في فضل {قل هو الله أحد} سورة الإخلاص، وأنها تعدل ثلث القرآن.
وجاء في فضل آية الكرسي وجاء في فضل الفاتحة، وغير ذلك من السور والآيات التي جاءت بها النصوص.
ولا يعني هذا تنقص بعض السور أو قلة الأجر في قراءتها
بل سورة {تبت} في كل حرف عشر حسنات كغيرها من السور؛
لكن هل تعدل ثلث القرآن مثل ( قل هو الله أحد )؟
الجواب: لا، ويقال في مثل هذا الخلاف ما يقال في التفضيل بين الأنبياء.
قال الله - جل وعلا -: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
وأما قول النبي-عليه الصلاة والسلام -: (( لا تفضلوا بين الأنبياء، لا تفضلوني على موسى، لا تخيروا بين الأنبياء، لا تفضلوني على يونس بن متى ))
فيراد به ما إذا أدى هذا التفضيل إلى تنقص المفضول، فإنه يمنع حينئذ التفضيل سواء كان في الآيات أو بين الرسل لأن بعض الناس، لاسيما من بعض الفرق المبتدعة لا يقرأ سورة {تبت} لأنها تتحدث عن أبي لهب وهو عم النبي- عليه الصلاة والسلام - وعم الرجل صنو أبيه قاولوا: إن هذه إهانة للنبي-عليه الصلاة والسلام-أن نتكلم في عمه.
هذا عندهم - نسأل الله السلامة والعافية -
فإذا أدى هذا إلى التنقص فيمنع التفضيل.

(والمفضولة منه على القول به ): على القول بأن فيه فاضل ومفضول
الواو استئنافية.
(والمفضولة منه): أي من القرآن.
(على القول به): جواز التفضيل به كـ( تبت).

(والفاضِلُ الَّذْ مِنْهُ فيهِ أَتَتِ)
(الَّلذ) هي الذي تحذف الياء أحياناً ولا سيما في
اقتباس:
الشعر؛
كما قال ابن مالك في ألفيته:
صُغْ مِنْ مَصوغٍ منهُ للتَّعَجُّـبِ = أَفعلَ للتفضيلِ وَأْبَ اللَّـذْ أبِـي
فتحذف الياء للنظم.
( منه): من القرآن. ( فيه): أي في الله - جل وعلا - (أَتَتِ)

ورد في هذا الشرح مسائل متعددة لكننا سنركز على مسألة واحدة هي: هل في القرآن فاضل ومفضول ؟
فنقول:

اختلف العلماء في تفضيل بعض سور القرآن وآياته على بعض على قولين :

القول الأول: يوجد في القرآن فاضل ومفضول، وهذا القول ذكره السيوطي عن
إسحاق ابن راهويه والحليمي والبيهقي وابن العربي والعزّ بن عبد السلام.
وقال القرطبي: إنه الحق الذي عليه جماعة من العلماء والمتكلمين.

وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل.


الأدلّة: الأحاديث التي ذُكر فيها فضل بعض الآيات والسور مثل:
1: قول الرسول صلى الله عليه وسلم :
((أعظم سورة في القرآن الفاتحة)) رواه البخاري.
2: قول الرسول صلى الله عليه وسلم بأن سورة { قل هو الله أحد } تعدل ثلث القرآن.
3:
وقوله صلى الله عليه وسلم:((أعظم آية في القرآن آية الكرسي)) رواه مسلم.
4:
وقوله صلى الله عليه وسلم :((سيدة آي القرآن آية الكرسي، وسنام القرآن: البقرة)) رواهُ الترمذي.

القول الثاني: لا يوجد في القرآن فاضل ومفضول، وهذا القول ذكره السيوطي عن بعض أهل العلم ولم يسمّهم.
حجّتهم:
أن القول بتفضيل بعض السور والآيات على بعض
يوهم نقص المفضول، ولا يجوز تنقّص شيء من القرآن.

الترجيح:
الراجح هو القول الأول لـما يلي:

1: ثبوت الأحاديث الصحيحة في تفضيل بعض سور القرآن وآياته.
2: القول بأن التفضيل يوهم نقص المفضل عليه لا يصح؛ لأنّ المتكلم بالجميع هو الله عز وجل؛ فيصحّ تفاضل الكلام من غير نقص ولا ضعف في المفضول.
3: قاس الشيخ عبد الكريم الخضير مسألة تفاضل الآيات على تفاضل الأنبياء، وقد قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ}.
تنبيه: التفضيل الذي يفهم منه التنقّص يُنهى عنه بخصوصه؛ وأمّا التفاضل الذي يكون معه إقرار بكمال الآيات كلّها وأنه لا نقص فيها ولا اختلاف؛ فهذا هو الذي دلّت عليه الأحاديث الصحيحة.
- حُمل النهي عن التفضيل في قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في أحاديث: (( لا تفضلوا بين الأنبياء))، ((لا تفضلوني على موسى))، ((لا تخيروا بين الأنبياء))، ((لا تفضلوني على يونس بن متى ))
على النهي عن التفضيل الذي يؤدي إلى انتقاص المفضول.


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 05:38 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي


أخطاء شائعة في تحرير الأقوال

من المهمّ للطالب أن يجتنب الأخطاء الشائعة في تلخيص أقوال العلماء وتحريرها، وذلك مثل:

1: النسخ الحرفي لكلام العلماء:
وقد يكون فيه إطالة خاصة إن كان شرحًا لأحد العلماء على متن ، ومقام التلخيص الاختصار بينما مقام الشرح الإطناب.
2: تكرار الأقوال المتوافقة
كأن يقول في مسألة " الخلاف في وجود المعرب في القرآن " :
اقتباس:
القول الأول :
قال الشيخ عبد الكريم الخضير :

قد أنكر جمهورهم :أنكر وجود ألفاظ غير عربية في القرآن جمهور العلماء ،طيب وجود مثل هذه الكلمات المعروفة عند غير العرب قالوا إن هذه مما توافقت فيه اللغات جمهور كالشافعي وابن جرير وغيرهم من جمع وفير من أهل العلم .
وقال الشيخ محسن المساوي :

(وهذه) الكلمات (ونحوها) مما استعملت في لغة أخرى (قد أنكرا) بألف الإطلاق (جمهورهم) كونه معرباً، بل قالوا: هي من توافق اللغتين، وكما أشار إليه الناظر بقوله (بالوفق) بكسر الواو، أي التوافق.
فجمع بهذا بين خطأ النسخ الحرفي لأقوال العلماء وخطأ التكرار.


3: إغفال بعض الأقوال المهمّة، ومن الملاحظ في الشروح أنّ بعض الأقوال التي يذكرها العلماء قد لا تكون مصدّرة بالنصّ على أنّها قول في المسألة، وإنما يستخرجها الطالب من كلام الشارح.
مثال ذلك:
اقتباس:
( ثم منه) أي من القرآن (فاضل) وهو كلام الله في الله كآية الكرسي (ومفضول) وهو كلامه تعالى في غيره ...
وقال أبو الحسن بن الحصار: العجب ممن يذكر الاختلاف في ذلك مع النصوص الواردة بالتفضيل كحديث البخاري: (أعظم سورة في القرآن الفاتحة) وحديث مسلم: (أعظم آية في القرآن آية الكرسي) وحديث الترمذي: (سيدة آي القرآن آية الكرسي وسنام القرآن البقرة) وغير ذلك.
ومن ذهب إلى المنع قال: لئلا يوهم التفضيل نقص المفضل عليه.

فقوله: (ومن ذهب إلى المنع قال...) إلخ ؛ فيه ذكر للقول الثاني وحجّته.
فإذا لم يتفطّن لذلك الطالب فاته ذكر القول الثاني في هذه المسألة.


4: إغفال نسبة الأقوال لقائليها في المسائل الخلافية.
نسبة الأقوال لقائليها في المسائل الخلافية مهمّة جداً لطالب العلم، وتدرّبه عليها من أوّل الأمر يفيده في اكتساب مهارات التعرّف على الأقوال ونشأتها وعللها فيما بعد.
وإذا لم يذكر الشراح نسبة القول لقائله في بعض المسائل فيفضّل أن ينصّ الطالب على من ذكره بغير نسبة كما في المثال الثالث من المسائل الخلافية في هذا الدرس.
وأمّا المسائل التي ليس فيها خلاف فالأفضل أن يكامل الطالب بين أقوال العلماء وأدلتهم وتعبيرهم عنها ليكون الكلام في الملخّص وافياً بما ذكروه، وهذا يصعب معه أن ينصّ في كلّ موضع على مصدره، فلذلك كان الأفضل في مثل هذه المسائل أن تلخّص بطريقة المكاملة بين الشروح.


5: إبهام عرض الأقوال:
من الأخطاء الشائعة أن تكون الأقوال في الملخّص غير ظاهرة؛ وهذا يضعف لدى الطالب ملكة تمييز الأقوال ومعرفة ما يتعلّق بها.
ومن الأفضل أن يسير الطالب على هذا التسلسل ما أمكن:
1: البدء بتحرير محلّ النزاع أو برأس المسألة.
2: سرد الأقوال التي قيلت في تلك المسألة.
3: نسبة كلّ قول إلى قائله.
4: ذكر حجّة كلّ قول أمامه.
5: الجمع أو الترجيح بين الأقوال؛ مع ذكر وجه الترجيح وعلّة القول المرجوح - إن أمكن -.

فيقترح أن تكون طريقة عرض المسائل الخلافية هكذا :

اختلف العلماء في مسألة [كذا وكذا ] ... على # أقوال:
القول الأول : ....... ، قال به فلان وفلان.
وحجته:
القول الثاني : ....... ، قال به فلان وفلان.
وحجته:
القول الثالث : ...... ، قال به فلان.
وحجّته:
الترجيح:
- والراجح هو كذا وكذا لـلمرجّحات التالية: [ثمّ يذكرها]


6: ضعف التنسيق:
- ينبغي لطالب العلم أن يعتاد تنسيق ملخّصه بما يعينه على حسن الفهم وسرعة القراءة، وحسن تصوّر ما تضمّنه ملخّصه، وتمييز مفاصل الكلام في كلّ مسألة بالنظر السريع، ولذلك فوائد جمّة ينتفع بها الطالب كثيراً بإذن الله.
- وإذا أغفل الطالب تنسيق تلخيصه ضعف لديه تمييز مفاصل الكلام في كلّ مسألة، ولم يمكنه ذلك إلا بجهد وتدقيق وتركيز عال.
- ولأجل ذلك نوصي الطالب باستخدام الألوان المناسبة وأحجام الخطوط المتفاوتة بين العناوين والتفصيلات، وأن يوحّد منهجه في التنسيق ما أمكن ذلك.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 جمادى الآخرة 1436هـ/9-04-2015م, 12:06 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

التطبيقات


التطبيق الأول:
حرِّر الخلاف في مسألة " اعتبار آية تحويل القبلة مما نزل ليلا ؟ " :
من درس " الليلي والنهاري من منظومة الزمزمي ":

قال الزمزمي - رحمه الله - :
اقتباس:
وَسُورَةُ الْفَتْحِ أَتَتْ فِي اللَّيْلِ = وَآيَةُ الْقِبْلَةِ أَيْ فَوَلَِّ
قال السيوطي في إتمام الدراية :
اقتباس:
آية القبلة ففي الصحيحين
بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وقد أمر أن يتقبل القبلة


قال الشيخ عبد الكريم الخضير :

اقتباس:
في الليل
وآيةُ القِبْلَةِ أَيْ { فول }


على الخلاف بين العلماء تبعاً لما جاء في الأحاديث في أول صلاة صلاها النبي-صلى الله عليه وسلم-إلى مكة، إلى القبلة. آية القبلة: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } [3] حولت القبلة.

وكان النبي-عليه الصلاة والسلام-يتشوف إلى هذا التحويل، فصلى بعد أن نزلت عليه هذه الآية إلى الكعبة، بدلاً من الصلاة إلى بيت المقدس. وكان النبي-عليه الصلاة والسلام-بعد هجرته يصلي إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهراً، ثم حولت القبلة إلى الكعبة.
- فمنهم من رجح: أن أوّل صلاةٍ صلاها النبي-عليه الصلاة والسلام-هي صلاة الصبح؛ وعلى هذا يكون نزول الآية: بالليل.
- ومنهم من يقول: أن أول صلاةٍ صلاها هي صلاة العصر. وأما صلاة الصبح فهي الصلاة في قباء؛ صلاة أهل قباء الذين مرّ بهم الصحابي الذي صلى مع النبي-عليه الصلاة والسلام-قبل ذلك ، وأخبرهم بأن القبلة حولت إلى الكعبة، فاستداروا كما هم. يكون بلوغهم الخبر في أثناء صلاة العصر، وإذا كان هذا بالنسبة لأهل قُباء فالنبي-عليه الصلاة والسلام-صلاها قبل ذلك؛ لأن هذا الصحابي صلاها مع النبي-عليه الصلاة والسلام-. إذا كان أهل قباء صلوها الصبح وجاءهم الجائي ممن صلى مع النبي- عليه الصلاة والسلام-وأخبرهم فيكون صلاها مع النبي-عليه الصلاة والسلام- العصر، وحينئذٍ تكون الآية نزلت ليلاً أو نهاراً؟ نهاراً لا يعقل أنها تنزل بالليل ولا يصلي النبي-عليه الصلاة والسلام-إلا صلاة العصر، لا يمكن أن يحصل هذا { فول وجهك } ثم يصلي إلى بيت المقدس.
قال الشيخ محسن المساوي :
اقتباس:
(وآية القبلة أي فول) وجهك شطر المسجد الحرام. كذلك نزلت في الليل، لما في الصحيحين "بينما الناس بقباء في صلاة الصبح إذ جاءهم آت فقال: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل القبلة




التطبيق الثاني :
حرّر الخلاف في مسألة تخصيص الكتاب بالسنة :
من درس العام والخاص من منظومة الزمزمي :

قال الزمزمي - رحمه الله - :

اقتباس:
تَخْصِيْصُهُ بِسُنَّةٍ قَدْ وَقَعَا...... فَلَا تَمِلْ لِقَولِ مَنْ قَدْ مَنَعَا
آحَادُهَا وغَيْرُها سَوَاءُ....... فَبِالْعَرَايَا خُصَّتِ الرِّبَـاءُ
قال السيوطي في إتمام الدراية :
اقتباس:
الرابع ما خص من الكتاب بالسنة هو جائز خلافا لمن منعه قال تعالى وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم وواقع كثيرا وسواء متواترها وآحادها مثال ذلك تخصيص وحرم الربا بالعرايا الثابت بحديث الصحيحين حرمت عليكم الميتة والدم بحديث أحلت لنا ميتتان ودمان السمك والجراد والكبد والطحال رواه الحاكم وابن ماجة من حديث ابن عمر مرفوعا والبيهقي عنه موقوفا وقال هو في معنى المسند وإسناده صحيح وتخصيص آيات المواريث بغير القاتل والمخالف في الدين المأخوذ من الأحاديث الصحيحة
قال الشيخ عبد الكريم الخضير :
اقتباس:
( ما خص منه): أي من الكتاب بالسنة ،مسألة تخصيص الكتاب بالسنة، التخصيص رفع جزئي للحكم:
_ فجمهور أهل العلم يرون عدم نسخ الكتاب بالسنة لأنه رفع كلي وأما التخصيص الذي هو رفع جزئي لا يرون به بأساً، وأن السنة تخُصص الكتاب، بخلاف النسخ فالجمهور على أن السنة لا تنسخ الكتاب.
_ وإن قال بعض أهل التحقيق بجواز ذلك لأن الكل وحي،الكل وحي.
فيقول الناظم رحمه الله تعالى:
( تخصيصه) :يعني الكتاب بسنة صحيحة أو حسنة ( قد وقعا): وقعا، فالألف هذه للإطلاق، ووقوع هذا النوع كثير:
*ففي قوله _جل وعلا_: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ}[1]، "الميتة" من ألفاظ العموم لأن (أل) جنسية خُص منه بالسنة السمك والجراد ، ميتتان ودمان، السمك والجراد ميتة لكنها مخصوصة بالسنة من عموم قوله _جل وعلا_:{حرمت عليكم الميتة} فهذا مثال.
يقول:
تَخْصِيْصُهُ بِسُنَّةٍ قَدْ وَقَعَا
فلا تَمِلْ لِقَولِ مَنْ قَدْ مَنَعَا

(المنع):يُذكر عن أبي حنيفة _رحمه الله_ وأن في التخصيص وإن كان رفعاً جزئياً إلا أنه إلغاء لبعض الأفراد التي يتناولها العامة فهي مُشبهه للنصف من وجه وإن لم يكن رفع كلي إلا أنه رفع جزئي؛ فلا يكون ذلك إلا بما يقاوم المرفوع في القوة والسنة لا تقوم الكتاب في قوته، فالنسخ والتخصيص عنده هو من باب واحد.
(آحادها): يعني آحاد السنة هو ما لم يبلغ حد التواتر
(وغيرها ):أي غير الآحاد من المتواتر سواء يعني يخصص الكتاب بما ثبت في السنة سواء بلغ حد التوتر أو لم يبلغ .
(فبالعرايا): جمع عرية كعطية وضحية وعطايا وضحايا.
(خُصت الرباء):استثنية العرايا، والعرايا من المزابنة التي جاء تحريمها والمزابنة مُفظية إلى الربا؛ لأنه لا يتحقق فيها المماثلة ،بيع التمر رطباً على رؤوس النخل بتمرٍ جاف بكيله من الجاف أو بما يؤول إليه من الجاف هذه مزابنة ولعدم تحقق المماثلة أوجد الربا في هذه الصورة استثني من هذه الصورة العرايا في خمسة أوسق أو مادون خمسة أوسق ، العرايا نوع من المزابنة ينطبق عليها تعريفها إلا أنها خُصت بقوله_عليه الصلاة والسلام_ ((إلا العرايا))، والعرايا كما هو معلوم أن يحتاج إلى تمر رطب يأكله مع أولاده وأسرته مع الناس ولا يكون عنده مايشتري به إلا التمر الباقي من تمر العام الماضي الجاف، فلو باعه ما حصلت له القيمة التي يريد ويشتري بها ما يكفيه ويكفي أولاده، فيقال له: رفقاً به "لك أن تشتري به رطباَ،" وهذا مخصوص من المزابنة .
الربا ثبت تحريمه بالكتاب {وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا}[2] حرم بالكتاب وبالنصوص القطعية في أكثر من آية محرمة خُص بالعرايا، وإن كان فيها ربا إلا أنها مخصصة والحاجة التي يحتاجها من يريد التمر الرطب لولا النص ما أبيح الربا القطعي لمجرد الحاجة لكن النص أجاز العرايا، ولذا لا يقال:" أن كل حاجة تبيح المحرم" وقد تكون بعض الحاجات أشد من حاجة مُريد العرية؛ لكن لا يجوز له أن يتجاوز ما حرم الله عليه إلا بنص، أو ضرورة إذا كان التحريم بنص من الكتاب ومن السنة فلا يبيحه إلا الضرورة على ما ذكرناه مراراً أما ما مُنع باعتباره فرد من أفراد قاعدة عامة مثلا ،أو قاعدة أغلبية ، أو حرم بعمومات لم يُنص عليه بذاته، فمثل هذا من أهل العلم من يرى أن الحاجة تُبيحه ، المزابنة ربا والعرايا ربا ،ربا لعدم التماثل فاستثنائها تخصيص لتحريم الربا، لا هي ربا إذا لم تتحقق المماثلة عدم العلم بالتساوي كالعلم بالتفاضل ، ولم تتحقق في المزابنة ولا في العرايا ،المزابنة باقية على النهي والعرايا مستثناة ، فهي مُخرجة من تحريم الربا.. نعم.
[1]سورة (المائدة:3)
[2]سورة (البقرة:275)
قال الشيخ المساوي :

اقتباس:

النوع الرابع: ما خص منه، أي من الكتاب، بالسنة

(تخصيصه) أي الكتاب (بسنة) صحيحة أو ما هو بمنزلتها (قد وقعا) بألف الإطلاق، أي وقع وقوعاً كثيراً، وذلك كتخصيص قوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم} بحديث ((أحلت لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد، والكبد والطحال)) رواه الحاكم وابن ماجه، من حديث ابن عمر مرفوعاً، وكتخصيص آيات المواريث بغير القاتل، والمخالف في الدين، المأخوذ من الأحاديث الصحيحة، إذا عرفت ذلك (فلا تمل) بفتح التاء، وكسر الميم، من الميل (لقول من قد منعا) بألف الإطلاق، كأبي حنيفة وغيره، مستدلين بأن الكتاب قطعي، والسنة ظنية، والقطعي لا يخصص بالظني، كما أنه لا ينسخ به، إذ التخصيص نسخ الحكم عن بعض الأفراد، ويجاب بأن النسخ أشد من التخصيص، إذ هو رفع الحكم عن المحكوم به، رأساً، بخلاف التخصيص، فإنه قصر الحكم على البعض، وبأن محل التخصيص إنما هو دلالته لا متنه وثبوته، ودلالة العام على كل فرد بخصوصه ظنية، بخلاف ثبوت ذلك العام ومتنه في القرآن، فإنه قطعي، وليس الكلام فيه.
ثم قال: (آحادها) أي السنة (وغيرها) أي الآحاد (سواء) أي: مستوفى جواز تخصيص الكتاب بها؛ فإذا علمت ذلك (فبـ) حديث (العرايا)، وهو ما رواه الشيخان، أنه صلى الله عليه وسلم رخص بيع العرايا، والعرايا: هو بيع تمر برطب، فيما دون خمسة أوسق، قد (خصت الرباء) أي: آية الربا، وهي قوله تعالى: {وحرم الربا ...} الآية، فإنها شاملة للعرايا ولغيرها، فأخرج العرايا من التحريم، بالحديث المذكور، وهو آحاد. والله أعلم.



التطبيق الثالث :
استخرج المسائل الواردة في النقول الآتية ، مع تلخيص الأقوال تحت كل مسألة :
من درس تفسير القرآن بالسنة من مقدمة التفسير :

قال ابن تيمية - رحمه الله - :

اقتباس:
فَإِنْ أَعْيَاكَ ذَلِكَ فَعَلَيْكَ بِالسُّنَّةِ : فَإِنَّهَا شَارِحَةٌ لِلْقُرْآنِ ، وَمُوَضِّحَةٌ لَهُ ، بَلْ قَدْ قَالَ الإِمامُ أَبُوعَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيُّ : " كُلُّ مَا حَكَمَ بِهِ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَهُوَ مِمَّا فَهِمَهُ مِن الْقُرْآنِ : قَالَ اللهُ تَعَالَى : {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللهُ وَلاَ تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا}[سُورَةُ النِّسَاءِ : 105]، وَقَالَ تَعَالَى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [سُورَةُ النَّحْلِ : 44]، وَقَالَ تَعَالَى : {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُم الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [سُورَةُ النَّحْلِ : 64].
وَلِهَذَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " أَلاَ إِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ " يَعْنِي : السُّنَّةَ .
وَالسُّنَّةُ أَيْضًا تَنْزِلُ عَلَيْهِ بِالْوَحْيِ كَمَا يَنْزِلُ الْقُرْآنُ ، لاَ أَنَّهَا تُتْلَى كَمَا يُتْلَى . وَقَد اسْتَدَلَّ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ ، وَغَيْرُهُ مِن الأَئِمَّةِ ، عَلَى ذَلِكَ بِأَدِلَّةٍ كَثِيرَة ، لَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ ذَلِكَ .
وَالغَرَضُ أَنَّكَ تَطْلُبُ تَفْسِيرَ القُرْآنِ مِنْهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ فَمِن السُّنَّةِ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِمُعاذٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى اليَمَنِ : " بمَ تَحْكـُمُ ؟ " قَالَ : بِكِتَابِ اللهِ ، قَالَ :" فَإِنْ لَمْ تَجِدْ ؟"قَالَ : فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللهِ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ تجِدْ ؟ قَالَ : أجتهدُ رَأْيِي" قَالَ : فَضَرَبَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم- بِصَدْرِهِ وَقَالَ : " الْحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسَولَ رَسُولِ اللهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللهِ " وَهَذَا الْحَدِيثُ فِي الْمَسَانِيدِ وَالسُّنَنِ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ .


قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ :


اقتباس:
. . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -: (فإن أعيا ذلك فتذهب إلى السنة؛ لأن السنة شارحة للقرآن موضحة له مبينة له) وهذا ظاهر بيّن، السنة بيان للقرآن وبيان السنة للقرآن، في طلب التفسير يكون أيضاً على أنحاء:
الأول: منها أن يكون في السنة تفسير للآية بظهور كما فسر النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم آياً كثيرة معروفة كتفسير المغضوب عليهم، وتفسير الضالين، وتفسير الخيط الأبيض، والخيط الأسود وأشباه ذلك من التفسير: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فقال: ألا إن القوة الرمي، وما شابه ذلك وهذا ظاهر بين.
النوع الثاني: من التفسير بالسنة: أن يكون هناك توضيح للمعنى المختلف فيه بالسنة مثل تفسير (القرء) في آيات الطلاق {والمطلقات يتربصن بأنفسهم ثلاثة قروء} والقرء هنا اختلف فيه هل هو الحيض أم هو الطهر؟
النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذكر ذلك قال في المرأة: ((أليست تدع الصلاة أيام أقرائها)) قالت: بلى.
فقوله: ((أليست تدع الصلاة أيام أقرائها)) دل على أن القرء هناك هو الحيض وذلك من جهتين:
الجهة الأولى: السياق أنها تدع الصلاة أيام القرء ومعناه الحائض لا تصلي فصارت القروء هنا هي الحيضات.
والجهة الثانية: وهي المختلف فيها بين أهل العلم وذكر الاختلاف ابن السيب البطل يوسي في أول كتابه المهم (الانصاف) وأطال عليها أنه هنا قال الإقراء في الآية جمع القرء بالقروء وقال أنه إذا كان المراد بالقرء هو الطهر فلا يكون جمعه (قروء) وإنما يكون الجمع أقراء الطهر وهنا دل الحديث على أن كلمة (الأقراء) تصلح للحيض كما أنها تصلح للطهر فصار هنا لفظ القرء الواحد يجمع على قروء وعلى أقراء باعتبار الحيض وهذا ظاهر من تفسير الآية بدليل من السنة ليس المقصود منه تفسير الآية ولكن هو يفسر الآية.
الثالث: أن السنة تبين المجمل تقيد المطلق تخصص العام وهو نوع من التفسير كما هو معروف.
الرابع: أن يكون السنة العملية للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم فيها تفسير للآية أو للآيات كقوله – جل وعلا -: {واعلموا أنما غنمتم فأن لله خمسه وللرسول} الآية، فالنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم كيف يقسم ذلك، وهل قسمها بالتساوي أو قسمها بهذا فالسنة العملية مفسرة لهذا الأمر.
وفي قولـه: {وأتموا الحج والعمرة لله} كيف فسرها النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بسنته العملية {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام} كيف يكون الذكر عند المشعر الحرام فسرها النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بالسنة العملية. {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل} ما معنى هذا فسرها بالسنة العملية وهذا كثير بيّن في هذا الصدد.
إذاً فحصل من هذا مما قاله شيخ الإسلام – رحمه الله تعالى – إن أعظم ما يعتنى به بالتفسير تفسير القرآن بالقرآن على أحد الأنحاء التي ذكرت، ثم إن أعيا ذلك فسرتها بالسنة بأحد الأنحاء أيضاً وقلَّ ما تحتاج إذا طبقت هذين الأصلين تحتاج إلى تفاسير الصحابة بعد ذلك، بل تجد أن تفاسير الصحابة مستقاة من أحد هذين الوجهين أو منهما معاً ولابد
قال الشيخ مساعد الطيار :
اقتباس:
. . . المسألةُ الثانيةُ التي ذكرها شيخُ الإسلامِ في قولِه: " فإنْ أَعْياكَ ذلك فعليكَ بالسُّنَّةِ فإنها شارحةٌ للقرآنِ موضِّحةٌ له"... إلى آخِرِ كلامِه , هي قضيةُ تفسيرِ القرآنِ بالسُّنَّةِ النَّبويةِ.
وإذا رجعتَ إلى التفسيرِ بالسُّنَّةِ فإنكَ ستجِدُ أنه على نوعين:
النوعُ الأولُ: تفسيرٌ مباشرٌ للآياتِ، وهو قليلٌ، ومِن أمثلَتِه آيةُ الظُّلمِ المذكورةُ سابقًا: {الَّذين آمَنُوا ولم يَلْبِسُوا إيمانَهم بظُلْمٍ} فسَّرَها النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ بالشِّركِ وذَكرَ الآيةَ الأخرى: {إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظيمٌ}.
النوعُ الثاني: استفادةُ المفسِّرِ من السُّنَّةِ في تفسيرِ القرآنِ، وهو كثيرٌ، ومثالُه ما يَذكُرُه بعضُ المفسِّرين عندَ قولِه تعالى: {وجِيءَ يومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ} من قولِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((يُؤْتَى بجَهنَّمَ لها سبعون ألفَ زِمامٍ , لكُلِّ زمامٍ سبعون ألفَ ملَكٍ يَجُرُّونها)).
فالتطابُقُ واضحٌ بينَ معنى الآيةِ ومعنى الحديثِ؛ فلهذا تُعتبرُ تفسيرًا لها، وكذلك قولُه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((أمَّا عثمانُ فقد أتاهُ اليَقينُ من رَبِّهِ)). وذَكرَ الطبريُّ في تفسيرِ قولِه تعالى: {واعْبُدْ ربَّكَ حتى يَأتِيَكَ اليَقينُ} أن المرادَ باليقينِ الموتُ، ثم أورَدَ هذا الحديثَ.
وكذلك ما ذَكرهُ البخاريُّ رحمهُ اللَّهُ في قولِه تعالى: {وهو أَلَدُّ الخِصامِ}. حيث ذَكرَ الحديثَ الواردَ عن عائشةَ رَضِيَ اللَّهُ عنها: ((أبْغَضُ الرجالِ إلى اللَّهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ)). مع أنَّ هذا ليس فيه بيانٌ لمعنى الآيةِ، وإنما ذَكرهُ البخاريُّ؛ لأن اللفظَ الذي وَردَ في الآيةِ هو نَفسُ اللفظِ الذي وَردَ في الحديثِ.
كما يَذكرُ البخاريُّ أيضًا في تفسيرِ قولِه تعالى: {وَرَفَعْنَاهُ مكانًا عَلِيًّا} قولَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((ورأيتُ إدريسَ في السَّماءِ الرابعةِ)).
وكذلك قولُه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((كُتِبَ على ابنِ آدَمَ حظُّهُ من الزِّنا أَدْرَكَ ذلك لا محالةَ، فالعينانِ تَزْنِيان وزِناهُما النظَرُ، واليدانِ تَزْنِيانِ وزِناهُما البطْشُ)) الحديثَ , يَسْتَشْهِدُ به ابنُ عباسٍ في تفسيرِ قولِه تعالى: {إلَّا اللَّمَمَ} فيَجعلُ اللَّمَمَ هو هذه الأعمالَ التي ذَكرَها الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.
والأمثلةُ على هذا النوعِ كثيرةٌ جدًّا، وأحسَنُ مَن استفادَ من السُّنَّةِ في التفسيرِ هو ابنُ كثيرٍ رَحمهُ اللَّهُ، وإن كان هذا المنهجَ الذي نَهَجَهُ المحدِّثون قَبلَه في كُتبِ السُّنَّةِ كالبخاريِّ والترمذيِّ والنَّسائيِّ وسعيدِ بنِ منصورٍ والحاكمِ في المُستدرَكِ، وأعلاهم شأنًا في ذلك هو البخاريُّ رحمهُ اللَّهُ.
والمقصودُ أنَّ الاستفادةَ من السُّنَّةِ في بيانِ القرآنِ متنوِّعةٌ وكثيرةٌ، فأحيانًا قد يكونُ فيها بيانٌ للفظِ، وأحيانًا قد يكونُ مجرَّدَ بيانِ أنَّ هذا اللفظَ المذكورَ في الآيةِ وَردَ ذِكرُه في الحديثِ.
وإذا نظرتَ إلى هذا ونظرتَ أيضًا إلى أنَّ اللَّهَ سبحانه وتعالى ذَكرَ مُجمَلاتٍ في العباداتِ وغيرِها لا تَتَبَيَّنُ إلا مِن طريقِ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، كمعرفةِ عددِ الصلواتِ المأمورِ بها في قولِه تعالى: {وَأقِيمُوا الصَّلاةَ} ونحوِ ذلك.
فإذا أَدخلْتَ مثلَ هذا التفسيرِ في التفسيرِ النبويِّ فلا شكَّ أنَّ التفسيرَ بالسُّنَّةِ سيكونُ كثيرًا، وهذا ما أراده الأئمةُ مِثلُ الشافعيِّ حينما قال: كُلُّ ما حَكمَ به الرسولُ فهو من مفاهيمِ القرآنِ.
فإذا كان ما حَكمَ به يدخُلُ في ذلك فمعنى هذا أنَّ ما أراد بيانَه يدخُلُ من بابٍ أولى.


هناك مسألةٌ متعلِّقةٌ بهذا الموضوعِ، وهي أنَّ الترتيبَ الذي ذَكرَهُ شيخُ الإسلامِ لمصادِرِ التفسيرِ حينَما قدَّمَ القرآنَ على السُّنَّةِ وقدَّمَ السُّنَّةَ على الصحابةِ وقدَّمَ أقوالَ الصحابةِ على أقوالِ التابعين، هل هذا الترتيبُ من جهةِ استعمالِ المفسِّرِ لها يُعتبرُ ترتيبًا فنيًّا أو هو ترتيبٌ عِلميٌّ؟
الواقعُ أنه ترتيبٌ فنيٌّ، قُصِدَ منه التنْبِيهُ على أنَّ التفسيرَ يُستفادُ من هذه الطرقِ الأربعِ، وليس المرادُ أنها مراحِلُ، إذا لم نَجِدْ كذا نَنزِلُ إلى كذا؛ لأنَّ مَن عَرَفَ طريقةَ التفسيرِ وَجدَ أنَّ هذه المصادِرَ الأربعةَ وغيرَها تتداخلُ، ولا يمكنُ فصلُ بعضِها عن بعضٍ، فأحيانًا تُذكرُ الآيةُ ويُذكرُ معها ما وَردَ من آياتٍ مماثلةٍ لها في المعنى، وأحيانًا تُذكرُ الآيةُ , ويقالُ: اختلفَ أهلُ التفسيرِ فيها على أقوالٍ: القولُ الأولُ كذا ويَشهدُ له حديثُ كذا، والقولُ الثاني كذا وتَشهدُ له آيةُ كذا.
إذًا هنا تداخُلٌ بينَ مصادرِ التفسيرِ حالَ إعمالِ المفسِّرِ لهذه المصادِرِ التي ذَكرَها، وليس المَقامُ هنا مَقامَ ترتيبِ مصادرِ الاستدلالِ، واللَّهُ أعلمُ، هذا الذي أراه في تقسيمِ شيخِ الإسلامِ لهذه المصادرِ، وإنما ذَكَرْتُه؛ لأنَّ بعضَ المعاصرِين فَهِمَ من كلامِ شيخِ الإسلامِ أنه أراد ترتيبًا علميًّا، فيبتدئُ الإنسانُ بالمصدرِ الأولِ ثم الثاني وهكذا. وهذا لا يلزمُ أن يكونَ في جميعِ الآياتِ، قد يَنطبقُ على تفسيرِ بعضِ الآياتِ، ولكن في جملةِ التفسيرِ لا يمكنُ أن يَنضبِطَ هذا المنهجُ، وشيخُ الإسلامِ لم يُطبِّقْ هذا المنهجَ حتى يقالَ: إنَّ هذا التقسيمَ مرادٌ به الترتيبُ عندَه، بل طريقَتُه في تفسيراتِه دَمجُ هذه الطُرقِ بعضِها ببعضٍ، ولكن الذي يَبدو أنه إنما أرادَ التَّنْبِيهَ على مُجمَلِ هذه الطُّرقِ.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 24 جمادى الآخرة 1436هـ/13-04-2015م, 09:05 AM
نسرين محمد نسرين محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 213
افتراضي

التطبيق الأول

http://afaqattaiseer.net/vb/showpost...6&postcount=33

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 24 جمادى الآخرة 1436هـ/13-04-2015م, 10:32 AM
ورده ماجد الجابري ورده ماجد الجابري غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 118
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم
رابط التطبيق الأول:
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...024#post193024

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 24 جمادى الآخرة 1436هـ/13-04-2015م, 04:36 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...d=1#post193103

تم حل التطبيق الأول والثاني والثالث

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 جمادى الآخرة 1436هـ/14-04-2015م, 07:07 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

أديت التطبيق الأول بفضل الله في صفحتي

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 26 جمادى الآخرة 1436هـ/15-04-2015م, 01:17 PM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

السلام عليكم
تم بفضل الله التطبيق الأول
هذا هو الرابط
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...3673#post19367
وجزاكم الله خيراً

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 جمادى الآخرة 1436هـ/17-04-2015م, 03:12 PM
زينب محمد كنيوه زينب محمد كنيوه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: Birmingham 'uk
المشاركات: 196
افتراضي

رابط التطبيق اﻷول على الدرس التاسع
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...1&postcount=26

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 جمادى الآخرة 1436هـ/18-04-2015م, 06:47 PM
منيرة خليفة أبوعنقة منيرة خليفة أبوعنقة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 618
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7&postcount=28
تطبيق 1

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 2 رجب 1436هـ/20-04-2015م, 09:28 AM
ورده ماجد الجابري ورده ماجد الجابري غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 118
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله لكم
هذا رابط التطبيق الثاني من الدرس التاسع
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...269#post195269

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 2 رجب 1436هـ/20-04-2015م, 10:18 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

السلام عليكم
أديت التطبيق الثاني على صفحتي بفضل الله وتوفيقه

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 3 رجب 1436هـ/21-04-2015م, 08:56 PM
نسرين محمد نسرين محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 213
افتراضي

التطبيق الثاني

http://afaqattaiseer.net/vb/showpost...0&postcount=35

جزيتم خيرا

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 رجب 1436هـ/26-04-2015م, 03:57 PM
فاطمة موسى فاطمة موسى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 470
افتراضي

هل علينا حل التلخيصات هذه ؟

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 رجب 1436هـ/26-04-2015م, 05:48 PM
فاطمة موسى فاطمة موسى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 470
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...4&postcount=50
تم اداء التطبيق الأول وأشرع في الثاني والثالث

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م, 03:59 AM
الشيماء سعيد الشيماء سعيد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 119
افتراضي

رابط إجابة التطبيق الأول
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...t=26921&page=2

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 01:16 AM
خولة حافظ خولة حافظ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 239
افتراضي

التطبيق الأول: على الدرس التاسع
http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...009#post201009

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 08:24 AM
ماهر القسي ماهر القسي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 467
افتراضي الطالب ماهر غازي القسي التطبيق الأول من الدرس التاسع

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7&postcount=30

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 12:36 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي

التطبيق الأول من الدرس التاسع
وهذا هو الرابط

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...696#post202696

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 29 رجب 1436هـ/17-05-2015م, 12:50 AM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا هو التطبيق الثاني :من الدرس التاسع
وهذا رابط التطبيق


http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...d=1#post202703

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 2 شعبان 1436هـ/20-05-2015م, 11:45 PM
فاطمة موسى فاطمة موسى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 470
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7&postcount=54
تم أداء التطبيق الثاني من الدرس الثاني

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 12:00 AM
فاطمة موسى فاطمة موسى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 470
افتراضي

الخلاف في مسألة تخصيص الكتاب بالسنة :


تحرير محلّ النزاع:
أجمع أهل العلم على عدم نسخ الكتاب بالسنة
جمهور أهل العلم يرون عدم نسخ الكتاب بالسنة ، لأن النسخ رفع كلي ، فالسنة لا تنسخ الكتاب
اختلف أهل العلم في تخصيص الكتاب بالسنة على قولين :
القول الأول :
الجواز
جمهور أهل العلم على أنه لا بأس من تخصيص الكتاب بالسنة ، لأن التخصيص رفع جزئي وليس كليا ، وقال بعض أهل التحقيق إن كلا منهما وحي. ذكر ذلك السيوطي والخضير والمساوي
حجتهم
كتخصيص قوله تعالى: {حرمت عليكم الميتة والدم} بحديث ((أحلت لنا ميتتان ودمان: السمك والجراد، والكبد والطحال)) رواه الحاكم وابن ماجه، من حديث ابن عمر مرفوعاً، وكتخصيص آيات المواريث بغير القاتل، والمخالف في الدين، المأخوذ من الأحاديث الصحيحة.
القول الثاني :
المنع
ومنهم من منع تخيصيص الكتاب بالسنة كابي حنيفة وعدّه بابا واحدا ، وإن كان النسخ رفعا كليا ، والتخصيص رفع جزئي ، إلا أنه على قولهم فيه رفع لبعض الأفراد ، ولا يكون الرفع إلا بما يقوم المرفوع في القوة ، والسنة لا تقوم الكتاب في القوة . ذكر ذلك الخضير المساوي
حجتهم
بأن الكتاب قطعي، والسنة ظنية، والقطعي لا يخصص بالظني، كما أنه لا ينسخ به، إذ التخصيص نسخ الحكم عن بعض الأفراد، ويجاب بأن النسخ أشد من التخصيص، إذ هو رفع الحكم عن المحكوم به، رأساً، بخلاف التخصيص، فإنه قصر الحكم على البعض، وبأن محل التخصيص إنما هو دلالته لا متنه وثبوته، ودلالة العام على كل فرد بخصوصه ظنية، بخلاف ثبوت ذلك العام ومتنه في القرآن، فإنه قطعي، وليس الكلام فيه.

الترجيح
جمهور أهل العلم على أنه لا بأس من تخصيص الكتاب بالسنة ، لأن التخصيص رفع جزئي وليس كليا .

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 3 شعبان 1436هـ/21-05-2015م, 12:03 AM
فاطمة موسى فاطمة موسى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 470
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...7&postcount=23
تم أداء التطبيق الثاني على االدرس
التاسع

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 4 شعبان 1436هـ/22-05-2015م, 12:00 AM
خولة حافظ خولة حافظ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 239
افتراضي

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...003#post204003
تم أداء التطبيق الثاني على االدرس
التاسع

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثالث, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:32 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir