دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 جمادى الآخرة 1441هـ/11-02-2020م, 03:36 AM
جيهان بودي جيهان بودي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 171
افتراضي


مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
ج1: تعددت الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف على تفاضل سور القرآن وتفاضل آياته، ولم يخالف في ذلك إلا القليل من علماء السلف منهم مكي ابن أبي طالب، والباقلاني، وأبو الحسن الأشعري.
ومن أدلة التفاضل من القرآن:
-قال الله تعالى:"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها".
-قال تعالى:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات".
-وقال تعالى:"ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم".
ومن أدلة التفاضل من السنة:
-
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله:"استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم". ثم قال لي:(لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، قال:("الحمد لله رب العالمين"،هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).رواه البخاري
- عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال:(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم". قال: فضرب في صدري، وقال:(والله ليهنك العلم، أبا المنذر).رواه مسلم
-
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال:(يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل).رواه النسائي وابن حبان.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي: من فضائل آية الكرسي:
1) أنها أعظم آية في القرآن والدليل حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
2) أن من قرأها عند الصباح والمساء لا يقربه الجن، والدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان...).
3) من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، والدليل حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه وهو حديث حسن وله ما يؤيده من حيث المعنى؛ فإن قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كل صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونورا يوم القيامة.
والثاني: صحة إيمانه باعتقاده ما دلت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحا ومساءً
ومن صحت له هذه الأمور الثلاث كان من خيار عباد الله المؤمنين.
2:
سورة آل عمران.
ورد في فضل سورة آل عمران أدلة كثيرة منها:
1.حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...)الحديث.
2. حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)الحديث.
3. حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)الحديث.
4. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه)،والحديث بمجموع طرقه حسنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.

3:
سورة النساء
ج3: مما ذكر في فضائل سورة النساء:
1) أنها من السبع الطوال كما قال ابن عباس في تفسير قول الله تعالى:" ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم".
2) حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أخذ السبع فهو حبر).وإن كان الخلاف في تعيين السبع الطوال قديم لكن لا خلاف في دخول سورة النساء فيها.
3)وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول:( تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإن فيهن الفرائض)،رواه الحاكم والبيهقي ، وإسناده صحيح.
4)وقال ابن مسعود رضي الله عنه:(من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
5)وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
-
قوله عز وجل:"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما".
-
وقوله:"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما".
-
وقوله:"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
-
وقوله:"ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما".
-
وقوله:"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة
-حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:(ما في القرآن مثلها)،تفرد به سليم بن مسلم عن الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمه، متروك الحديث.

-حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:(أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض)،
رواه الدارقطني وقال: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه. وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ:(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)،
فلعل ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
-حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:(فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات)،ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.

2:
سورة البقرة
-حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه...) الحديث ، وفيه:(ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة)،وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
-حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء)، والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
- وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم):لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرس(، حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع،قال الترمذي:هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
ج4: حتى يكون الحديث صحيحا يشترط فيه :
-صحة السند. –صحة المتن.
أما صحة السند فتتحقق بالأمور التالية:
1)أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم وهو العدل الضابط، فإذا تحققت العدالة وكان سبب الجرح الضبط فهذا لايقبل مطلقا ولا يترك بالكلية، فإن كان لحديثه شواهد تجبر ضعفه قبل، وأما إن كان سبب الجرح العدالة كأن يكون كذوب أو وضاع فهؤلا تترك روايتهم ولايجبرها متابعة ويلحق بهم من كان متساهلا في الرواية عن الواهين دون تثبت.
2) اتصال السند دون انقطاع فانقطاع السند يضعف الحديث.
3) أن يسلم الحديث من العلل القادحة في صحة السند، كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
وأما صحة المتن فلا تتحقق إلا بأمرين:
الأول: صحة الإسناد إليه.
الثاني: انتفاء العلة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخل، والتصحيف والتحريف، وغيرها.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
ج5: المرويات هي الأحاديث المسندة المرفوعة عن النبي والمرسلة عنه وكذلك ما روي عن الصحابة والتابعين، وهي درجات خمس:
الأولى: المرويات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الإسناد ولا في المتن.وهذه يحتج بها.
الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يجبر بالشواهد وتعدد الطرق، ويكون المتن سالما من العلة القادحة، وهذه يحتج بها.
الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفا محتملا، وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية لو وجدت.وهذه من أهل العلم من يحتج بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتج بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسنا، أو لينبه على ضعفه مع شهرته.
الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية، وهذهلا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدون ذكر الإسناد تبيينا لحالها
الخامسة: المرويات الموضوعة، وهي التي يتبين أنها مكذوبة مختلقة.وهذه لا تحل روايتها إلا على سبيل التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
ج6: هذا الحديث من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن وهو مكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه وجاء فيه ذكر فضائل القرآن سورة سورة.
وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" كما ذكره في الموضوعات ابن وقال عنه: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شره جمهور المحدثين، فإن من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنه قد صح عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أنه قال:(من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين). ثم روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤملا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
1) دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
مثال: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت:"فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين"، وقال تعالى: "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".
فتبين بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب
2)ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.وهي إما أن تكون مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم،وإماأن تكون مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الإذن الشرعي. ومثال ذلك ما حدث به أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:"فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك"الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:"هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم".
وقد حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
3) ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.ومثال ذلك ما روي عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال:(من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات من"وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم"، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
4) الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، ومن أمثلته:
-
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أن صاحبه المروزي أصابته حمى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين"، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين)، والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
ج8: إن الغلو في باب خصائص القرآن أدى إلى فساد كبير وانحراف خطير عن الدين، ومن أكثر الطوائف الذين شاع فيهم هذا الفساد والإفساد هم الصوفية، فقد ابتدع بعض غلاتهم في خواص القرآن دعاوى وضلالات، واستعملوا أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق تبين للمحققين أنها من طلاسم السحر، لكنهم لبسوا بها على أتباعهم، وسموا الأشياء بغير أسمائها، فسّوا الشياطين الذين يتقربون إليهم خدام الآيات، وسموا الاستغاثات الشركية عزائم، وسموا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، وقد اعترف بذلك بعض من من الله عليه بالتوبة من السحر من أصحاب تلك الطرق، وذكر أنه كان يعتقد أنه يكلم الملائكة ويخاطبهم، وأن ما هو فيه إنما هو من الكرامات التي يُؤتاها الأولياء والأقطاب عندهم. وكان منهم من يكتب التمائم والأحجبة ويبيعها مدعيا قدرتها على دفع الشرور وجلب السعادة. ولبعضهم مؤلفات يدعون فيها خواص للقرآن مكذوبة . من ذلك كتاب "السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " لأبي الحسن الشاذلي زعيم الطريقة الشاذلية، وهو كتاب سحر في حقيقته. وقد كتب في هذا الباب من غير الصوفية من خلط فيه وأساء، وجمع فيه ما يجمع حاطب الليل من الغث والسمين، والضعيف والصحيح، والباطل المكذوب، وحكايات يظهر عليها أمارات الكذب والاختلاق من أمثال الدهلوي الذي ادعى خصائص غيبية لا تظهر لكل أحد وإنما تتلى الآيات وينتظر تاليها مايفتح له من علم الغيب من أسرارها، وهذا كله من الباطل الذي يلبس على العامة والجهال وأصحاب الأهواء.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 جمادى الآخرة 1441هـ/13-02-2020م, 10:38 PM
هيئة التصحيح 3 هيئة التصحيح 3 غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 2,990
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جيهان بودي مشاهدة المشاركة

مجلس مذاكرة القسم الثاني من دورة فضائل القرآن
اختر إحدى المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:.

المجموعة الثانية:
س1: دلل على تفاضل سور القرآن؟
ج1: تعددت الأدلة من الكتاب والسنة وأقوال السلف على تفاضل سور القرآن وتفاضل آياته، ولم يخالف في ذلك إلا القليل من علماء السلف منهم مكي ابن أبي طالب، والباقلاني، وأبو الحسن الأشعري.
ومن أدلة التفاضل من القرآن:
-قال الله تعالى:"ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها".
-قال تعالى:"هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب وأخر متشابهات".
-وقال تعالى:"ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم".
ومن أدلة التفاضل من السنة:
-
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه، قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي؛ فقال: ألم يقل الله:"استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم". ثم قال لي:(لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن، قبل أن تخرج من المسجد). ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج، قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن، قال:("الحمد لله رب العالمين"،هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته).رواه البخاري
- عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال:(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟) قال: قلت: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم". قال: فضرب في صدري، وقال:(والله ليهنك العلم، أبا المنذر).رواه مسلم
-
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف، فقال:(يا عقبة، اقرأ بقل أعوذ برب الفلق؛ فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغ عنده منها، فإن استطعت أن لا تفوتك فافعل).رواه النسائي وابن حبان.

س2: بيّن بإيجاز فضائل ما يلي:
1:
آية الكرسي: من فضائل آية الكرسي:
1) أنها أعظم آية في القرآن والدليل حديث أبي بن كعب رضي الله عنه.
2) أن من قرأها عند الصباح والمساء لا يقربه الجن، والدليل حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: (وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان...).
3) من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت، والدليل حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه وهو حديث حسن وله ما يؤيده من حيث المعنى؛ فإن قراءة آية الكرسي بإيمان دبر كل صلاة يلزم منها ثلاثة أمور:
الأول: محافظة صاحبها على الصلوات كلها، ومن حافظ عليها كانت له نجاة ونورا يوم القيامة.
والثاني: صحة إيمانه باعتقاده ما دلت عليه هذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن.
والثالث: كثرة الذكر؛ بتكرار هذه الآية بإيمان ويقين في مواقيت الصلوات صباحا ومساءً
ومن صحت له هذه الأمور الثلاث كان من خيار عباد الله المؤمنين.
2:
سورة آل عمران.
ورد في فضل سورة آل عمران أدلة كثيرة منها:
1.حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وآل عمران...)الحديث.
2. حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اقرءوا الزهراوين البقرة، وسورة آل عمران، فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان..)الحديث.
3. حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعاً: (تعلموا سورة البقرة وآل عمران، فإنهما الزهراوان، وإنهما تظلان صاحبهما يوم القيامة...)الحديث.
4. وحديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه مرفوعاً: (اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث: في البقرة، وآل عمران، وطه)،والحديث بمجموع طرقه حسنه الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة.

3:
سورة النساء
ج3: مما ذكر في فضائل سورة النساء:
1) أنها من السبع الطوال كما قال ابن عباس في تفسير قول الله تعالى:" ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم".
2) حديث عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من أخذ السبع فهو حبر).وإن كان الخلاف في تعيين السبع الطوال قديم لكن لا خلاف في دخول سورة النساء فيها.
3)وعن المسور بن مخرمة أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول:( تعلموا سورة البقرة، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الحج، وسورة النور، فإن فيهن الفرائض)،رواه الحاكم والبيهقي ، وإسناده صحيح.
4)وقال ابن مسعود رضي الله عنه:(من قرأ آل عمران فهو غنيّ، والنساءُ مُحبِّرة). أي أنها زينة وجمال لصاحبها.
5)وقال عبد الله بن مسعود: (إن في النساء خمس آيات، ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها، ولقد علمت أن العلماء إذا مروا بها يعرفونها:
-
قوله عز وجل:"إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما".
-
وقوله:"إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما".
-
وقوله:"إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء".
-
وقوله:"ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما".
-
وقوله:"ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما".
س3: اذكر ثلاثة أحاديث ضعيفة مما اشتهر في فضائل السور التالية مع بيان سبب الحكم بضعفها:
1:
سورة الفاتحة
-حديث سليم بن مسلم، عن الحسن بن دينار، عن يزيد الرشك قال: سمعت أبا زيد، وكانت له صحبة قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض فجاج المدينة، فسمع رجلا يتهجد ويقرأ بأم القرآن، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فاستمع حتى ختمها، ثم قال:(ما في القرآن مثلها)،تفرد به سليم بن مسلم عن الحسن بن دينار هو ابن واصل التميمي ودينار زوج أمه، متروك الحديث.

-حديث عبادة بن الصامت مرفوعاً:(أم القرآن عوض من غيرها، وليس غيرها منها بعوض)،
رواه الدارقطني وقال: (تفرد به محمد بن خلاد عن أشهب عن ابن عيينة).
ومحمد بن خلاد مختلف فيه؛ وقد احترقت كتبه فصار يحدّث من حفظه ويروي بالمعنى فيقع في بعض حديثه ما يُنكر عليه. وهذا الحديث قد رواه البخاري ومسلم وغيرهما من طريق سفيان بن عيينة عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت بلفظ:(لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)،
فلعل ابن خلاد روى الحديث بالمعنى فأخطأ فيه.
-حديث يوسف بن عطية، عن سفيان، عن زاهر الأزدي، عن أبي الدرداء مرفوعاً:(فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات)،ويوسف بن عطية الصفار كثير الوهم والخطأ متروك الحديث.

2:
سورة البقرة
-حديث عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله وحرموا حرامه...) الحديث ، وفيه:(ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة)،وعبيد الله بن أبي حميد متروك الحديث.
-حديث معاوية بن صالح، أن أبا الزاهرية، حدثه عن جبير بن نفير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله ختم سورة البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلموهما، وعلموهما نساءكم وأبناءكم، فإنهما صلاة وقرآن ودعاء)، والحديث ضعّفه الألباني في ضعيف الجامع.
- وحديث حكيم بن جبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم):لكل شيء سنام، وإن سنام القرآن سورة البقرة وفيها آية هي سيدة آي القرآن، هي آية الكرس(، حكيم بن جبير الأسدي متروك الحديث لسوء حفظه وغلوّه في التشيع،قال الترمذي:هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث حكيم بن جبير، وقد تكلم شعبة في حكيم بن جبير وضعفه
س4: ما هي شروط صحّة الحديث؟
ج4: حتى يكون الحديث صحيحا يشترط فيه :
-صحة السند. –صحة المتن.
أما صحة السند فتتحقق بالأمور التالية:
1)أن يكون رجاله ممن تقبل روايتهم وهو العدل الضابط، فإذا تحققت العدالة وكان سبب الجرح الضبط فهذا لايقبل مطلقا ولا يترك بالكلية، فإن كان لحديثه شواهد تجبر ضعفه قبل، وأما إن كان سبب الجرح العدالة كأن يكون كذوب أو وضاع فهؤلا تترك روايتهم ولايجبرها متابعة ويلحق بهم من كان متساهلا في الرواية عن الواهين دون تثبت.
2) اتصال السند دون انقطاع فانقطاع السند يضعف الحديث.
3) أن يسلم الحديث من العلل القادحة في صحة السند، كالمخالفة، والتدليس، والاضطراب.
وأما صحة المتن فلا تتحقق إلا بأمرين:
الأول: صحة الإسناد إليه.
الثاني: انتفاء العلة القادحة في المتن؛ كالمخالفة، والنكارة، والاضطراب، والرواية بالمعنى المخل، والتصحيف والتحريف، وغيرها.
س5: بيّن درجات المرويات في فضائل القرآن.
ج5: المرويات هي الأحاديث المسندة المرفوعة عن النبي والمرسلة عنه وكذلك ما روي عن الصحابة والتابعين، وهي درجات خمس:
الأولى: المرويات الصحيحة لذاتها، وهي التي ثبتت بإسناد صحيح من غير شذوذ ولا علة قادحة في الإسناد ولا في المتن.وهذه يحتج بها.
الثانية: المرويات الصحيحة لغيرها، وهي التي يكون في أسانيدها بعض الضعف الذي يجبر بالشواهد وتعدد الطرق، ويكون المتن سالما من العلة القادحة، وهذه يحتج بها.
الثالثة: المرويات الضعيفة ضعفا محتملا، وهي التي يكون متنها غير منكر من جهة المعنى، وفي الإسناد ضعف قابل للتقوية لو وجدت.وهذه من أهل العلم من يحتج بها في الفضائل والرقاق والأخبار، ومنهم من يستأنس بها ولا يحتج بها، ومنهم من يذكرها لفائدة كأن يكون المتن حسنا، أو لينبه على ضعفه مع شهرته.
الرابعة: المرويات الواهية، وهي التي يكون في إسنادها ضعف شديد، أو يكون متنها منكرا مخالفا للنصوص الصحيحة والقواعد الشرعية، وهذهلا يجوز أن تذكر إلا لبيان ضعفها، والتنبيه على عللها، وقد يرويها بعض المحدثين لفوائد عارضة أو لغرض جمع الطرق ويعدون ذكر الإسناد تبيينا لحالها
الخامسة: المرويات الموضوعة، وهي التي يتبين أنها مكذوبة مختلقة.وهذه لا تحل روايتها إلا على سبيل التبيين، وقد ورد الوعيد الشديد في التحديث بما هو مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم.
س6: بيّن حال الحديث الطويل المرويّ عن أبيّ بن كعب رضي الله عنه في فضائل سور القرآن.
ج6: هذا الحديث من أشهر الموضوعات في فضائل القرآن وهو مكذوب على أبيّ بن كعب رضي الله عنه وجاء فيه ذكر فضائل القرآن سورة سورة.
وقد رواه أبو بكر بن أبي داود السجستاني في "فضائل القرآن" كما ذكره في الموضوعات ابن وقال عنه: (وقد فرق هذا الحديث أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره فذكر عند كل سورة منها ما يخصها وتبعه أبو الحسن الواحدي في ذلك ولم أعجب منهما لأنهما ليسا من أصحاب الحديث، وإنما عجبت من الإمام أبي بكر بن أبي داود كيف فرقه على كتابه الذي صنفه في فضائل القرآن وهو من أهل هذا الشأن ويعلم أنه حديث محال ولكن شره جمهور المحدثين، فإن من عادتهم تنفيق حديثهم ولو بالبواطيل، وهذا قبيح منهم؛ فإنه قد صح عن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أنه قال:(من حدث عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين). ثم روى ابن الجوزي بإسناده عن محمود بن غيلان شيخ الترمذي أنه قال: (سمعت مؤملا يقول حدثني شيخ بفضائل سور القرآن الذي يروي عن أبي بن كعب، فقلت للشيخ من حدثك؟ فقال حدثني رجل بالمداين وهو حي فصرت إليه فقلت من حدثك؟ فقال حدثني شيخ بواسط وهو حي فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه
فقال حدثني شيخ بعبادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت يا شيخ من حدثك؟ فقال لم يحدثني أحد ولكنا رأينا الناس قد رغبوا من القرآن فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا وجوههم إلى القرآن).
س7: عدّد دلائل معرفة خواصّ القرآن مع التمثيل بمثال واحد لكلّ دلالة.
1) دلالة نصوص الكتاب والسنة الصحيحة على تأثير بعض السور والآيات في أحوال مخصوصة.
مثال: قول الله تعالى في شأن يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت:"فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين"، وقال تعالى: "فلولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون".
فتبين بدلالة الآيتين أثر التسبيح والتوحيد في النجاة من الغم والكرب
2)ما ثبت عن الصحابة رضي الله عنهم.وهي إما أن تكون مما تعلموه من النبي صلى الله عليه وسلم،وإماأن تكون مما فعلوه اجتهادا بناء على أصل الإذن الشرعي. ومثال ذلك ما حدث به أبو زميل، قال: سألت ابن عباس، فقلت: ما شيء أجده في صدري؟ قال: ما هو؟ قلت: والله ما أتكلم به، قال: فقال لي: أشيء من شك؟ قال: وضحك، قال: ما نجا من ذلك أحد، قال: حتى أنزل الله عز وجل:"فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك"الآية ، قال فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئا فقل:"هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم".
وقد حسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
3) ما ثبت عن الصالحين من التابعين وتابعيهم.ومثال ذلك ما روي عن المغيرة بن سبيع العجلي أنه قال:(من قرأ عند منامه آيات من البقرة لم ينس القرآن: أربع آيات من"وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم"، وآية الكرسي، والثلاث آيات من آخرها).
4) الاجتهاد في إدراك التناسب بين الآيات والأحوال المخصوصة.
ومن ذلك أن يرقي الراقي كل حالة بما يناسبها من الآيات، ومن أمثلته:
-
أن الإمام أحمد بن حنبل بلغه أن صاحبه المروزي أصابته حمى؛ فكتب إليه رقعة فيها: (بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله، وبالله، محمد رسول الله، "قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم . وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين"، اللهم رب جبرائيل، وميكائيل، وإسرافيل، اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك، إله الحق آمين)، والمغيرة تابعي ثقة من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه، والإسناد إليه صحيح.
س8: بيّن خطر الغلو في باب خواصّ القرآن.
ج8: إن الغلو في باب خصائص القرآن أدى إلى فساد كبير وانحراف خطير عن الدين، ومن أكثر الطوائف الذين شاع فيهم هذا الفساد والإفساد هم الصوفية، فقد ابتدع بعض غلاتهم في خواص القرآن دعاوى وضلالات، واستعملوا أشياء غير معقولة المعنى من رسوم وأحوال، وجداول وأوفاق تبين للمحققين أنها من طلاسم السحر، لكنهم لبسوا بها على أتباعهم، وسموا الأشياء بغير أسمائها، فسّوا الشياطين الذين يتقربون إليهم خدام الآيات، وسموا الاستغاثات الشركية عزائم، وسموا غرائب أسماء الشياطين أسراراً، وقد اعترف بذلك بعض من من الله عليه بالتوبة من السحر من أصحاب تلك الطرق، وذكر أنه كان يعتقد أنه يكلم الملائكة ويخاطبهم، وأن ما هو فيه إنما هو من الكرامات التي يُؤتاها الأولياء والأقطاب عندهم. وكان منهم من يكتب التمائم والأحجبة ويبيعها مدعيا قدرتها على دفع الشرور وجلب السعادة. ولبعضهم مؤلفات يدعون فيها خواص للقرآن مكذوبة . من ذلك كتاب "السر الجليل في خواص حسبنا الله ونعم الوكيل " لأبي الحسن الشاذلي زعيم الطريقة الشاذلية، وهو كتاب سحر في حقيقته. وقد كتب في هذا الباب من غير الصوفية من خلط فيه وأساء، وجمع فيه ما يجمع حاطب الليل من الغث والسمين، والضعيف والصحيح، والباطل المكذوب، وحكايات يظهر عليها أمارات الكذب والاختلاق من أمثال الدهلوي الذي ادعى خصائص غيبية لا تظهر لكل أحد وإنما تتلى الآيات وينتظر تاليها مايفتح له من علم الغيب من أسرارها، وهذا كله من الباطل الذي يلبس على العامة والجهال وأصحاب الأهواء.
أكثرتِ من النسخ أختي ولو عبرتِ بأسلوبك لكان أنفع لكِ.
التقييم: ب

وفقكِ الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir