1-لا يغرنك إمهال الله لك, إذ لم يعاجلك بالعقوبة أول مرة, فإنما ذلك من كرمه سبحانه, فتب إليه واستغفر, وإلا فاحذر فإن أخذه أليم شديد, فقد قال الله تعالى مهددا: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم).
2-الجهل بالله تعالى من أعظم الآفات التي تورد صاحبها المهالك, فما حمل الإنسان على عصيان ربه وقد خلقه وسواه, إلا جهله بحق ربه, أو بشديد عذابه.
لذلك ندب النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى التفقه في الدين, فقال: "من يرد الله به خيرا يفقه في الدين".
ودل على جهل الإنسان بربه قوله سبحانه: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك).
4-الجاهل الجاحد لابد من تذكيره بالنعمة, حتى يتنبه ويتعظ, وإلا فاغسل يديك منه, قال الله تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم. الذي خلقك فسواك فعدلك. في أي صورة ما شاء ركبك. كلا بل تكذبون بالدين).
5-راقب ربك في السر والعلن, فإن عليك ملائكة حفظة كراما, فلا تقابهم بالقبائح فإنهم يكتبون ما تفعله.
قال الله تعالى: (وإن عليكم لحافظين. كراما كاتبين. يعلمون ما تفعلون).
6- من إكرام الملائكة الكرام عدم التعري, كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "أكرموا الكرام الكاتبين الذين لا يفارقونكم إلا عند إحدى حالتين: الجنابة والغائط, فإذا اغتسل أحدكم فليستتر", قال تعالى: (وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين).
7-شأن الاستغفار عظيم, فقد قال صلى الله عليه وسلم: "ما من حافظين يرفعان إلى الله عز وجل ما حفظا في يوم فيرى في أول الصحيفة وفي آخرها استغفارا إلا قال الله تعالى: قد غفرت لعبدي ما بين طرفي الصحيفة", قال تعالى: (وإن عليكم لحافظين. كراما كاتبين).
8- إن الله الكريم خلق فسوى وعدل, وصور فركب, وجعل كراما حافظين يكتبون ما نفعل, فلا يليق بالعبد إلا أن يخضع وينقاد لربه, وأن يحب ربه الكريم ويعظمه, وأن يكرم ملائكته, لا أن يقابل ذلك بالكفر والجحود والتكذيب.
دل على ذلك مجمل الآيات المذكورة, والله تعالى أعلم.