المجموعة الأولى :
قوله تعالى : (وَمَا هُوَ بِقَوۡلِ شَيۡطَٰنٖ رَّجِيمٖ )
المقصود بعائد الضمير المنفصل (هو ) :
المراد به القرآن الكريم , ذكره ابن كثير , والسعدي, والأشقر.
واستدل ابن كثير لذلك بقول الله تعالى : (وَمَا تَنَزَّلَتۡ بِهِ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢١٠ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُمۡ وَمَا يَسۡتَطِيعُونَ ).
قوله تعالى : (وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ ٤ )
المراد بالاسم الموصول (ما ) في الآية :
اتفقت أقوال المفسرين على أن المراد بها الأرض , ونصوا على أوصاف الأرض وإن لم يجر لها ذكر عندهم لظهور المعنى والله أعلم , ذكره ابن كثير , والسعدي , والأشقر .
وعزاه ابن كثير إلى مجاهد وسعيد وقتادة .
قوله تعالى : (وَشَاهِدٖ وَمَشۡهُودٖ).
اختلفت أقوال المفسرين في المراد من الشاهد على عدة أقوال:
الأول: أنه يوم الجمعة .
الثاني : أنه محمد –صلى الله عليه وسلم- , قاله الحسن بن علي , وابن عباس.
الثالث : أنه يوم الذبح .
الرابع: أنه ابن آدم, قاله مجاهد وعكرمة والضحاك.
الخامس: أنه الله -عز وجل - , قاله سعيد بن جبير.
السادس :أنه يوم عرفة .
الاستدلال لأقوال المفسرين :
أولا : أنه يوم الجمعة :
1- أخرج ابن أبي حاتم عن أبي هريرة مرفوعا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : (اليوم الموعود (يوم القيامة ), والشاهد (يوم الجمعة ), وفيه ساعة لا يوافيها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه الله , ولا يستعيذ من شر إلا أعاذه , (ومشهود ) يوم عرفة ).
2- و أخرج الإمام أحمد في مسنده عن زيد بن علي , عن أبي هريرة مرفوعا أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم - قال في هذه الآية : (وشاهد ومشهود) قال : يعني الشاهد : يوم الجمعة , ويوم مشهود: يوم القيامة ).
3- وعنه عن أبي هريرة موقوفا مثله.
4- وأخرج الطبري عن أبي مالك الأشعري قال : قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :( اليوم الموعود (يوم القيامة ) , والشاهد (يوم الجمعة ) , ويوم الجمعة ذخره الله لنا ).
5- وعنه عن سعيد بن المسيب أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: (إن سيد الأيام يوم الجمعة , وهو الشاهد , والمشهود يوم عرفة ).
ثانيا : أنه محمد –صلى الله عليه وسلم - :
1-أخرج ابن جرير الطبري في تفسيره عن ابن عباس قال : (الشاهد (هو محمد –صلى الله عليه وسلم- ) , والمشهود (يوم القيامة ) , ثم قرأ : ( ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود).
2- وروى ابن حميد عن سماك انه قال : سأل رجل الحسن بن علي عن قوله تعالى: ( وشاهد ومشهود) قال :سألت أحدا قبلي , قال : نعم , سألت ابن عمر وابن الزبير فقالا : يوم الذبح ويوم الجمعة , فقال : لا , ولكن الشاهد : محمد-صلى الله عليه وسلم- ثم قرأ : (فَكَيۡفَ إِذَا جِئۡنَا مِن كُلِّ أُمَّةِۢ بِشَهِيدٖ وَجِئۡنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ شَهِيدٗا ), والمشهود (يوم القيامة ) , ثم قرأ : (ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود).
ثالثا: يوم النحر:
أخرج الطبري في تفسيره عن مجاهد عن ابن عباس أنه قال : (يوم الذبح ).
وعنه عن إبراهيم أنه قال : (يوم الذبح ويوم عرفة ).
قوله تعالى : ( ومشهود):
جاء في بيان المشهود في الآية عند العلماء عدة أقوال:
القول الأول : يوم عرفة , وهو مروي عن أبي هريرة يرفعه إلى النبي –صلى الله عليه وسلم – وموقوفا عليه, وأبي مالك الأشعري مرفوعا , وعن سعيد ابن المسيب مرسلا.
القول الثاني: يوم القيامة وهو مروي عن ابن عباس , ومجاهد وعكرمة والضحاك.
القول الثالث : يوم الجمعة , وهو مروي عن أبي الدرداء مرفوعا , وعكرمة .
القول الرابع : المراد به الناس , وهو مروي عن سعيد ابن المسيب .
وهذه الأقوال بأسانيدها ساقها ابن كثير رحمه الله في تفسيره , ثم رجح ما عليه الأكثرون وهو القول بأن الشاهد يوم الجمعة , والمشهود يوم عرفة , أما السعدي فجعل المعنى عاما في كل من يصح اتصافه بهذه الأوصاف من راء ومرئي , وحاضر ومحضور.