دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > السلوك والآداب الشرعية > متون الآداب الشرعية > منظومة الآداب

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 محرم 1430هـ/3-01-2009م, 02:44 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي الذكر وحفظ اللسان والجوارح


241- وَخَيْرُ مَقَامٍ قُمْتَ فِيْهِ وَخَصْلَةٍ = تَحَلَّيْتَهَا: ذِكْرُ الإِلَهِ بِمَسْجِدِ
242- وَكُفَّ عَنِ الْعَوْرَى لِسَانَكَ، وَلْيَكُنْ = دَوَامًا: بِذِكْرِ اللَّهِ يَا صَاحِبِي نَدِيْ
243- وَحَصِّنْ عَنِ الْفَحْشَا الْجَوَارِحَ كُلَّهَا = تَكُنْ لَكَ فِي يَوْمِ الْجَزَا: خَيْرَ شُهَّدِ

  #2  
قديم 7 محرم 1430هـ/3-01-2009م, 02:47 AM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 6,511
افتراضي غذاء الألباب شرح منظومة الآداب / السفاريني

مطلب : خير الخصال ذكر الله في المساجد : وخير مقام قمت فيه وخصلة تحليتها ذكر الإله بمسجد ( وخير مقام ) من مقامات الدنيا ( قمت فيه ) من سائر الأرض ( و ) خير ( خصلة ) قال في القاموس : الخصلة الخلة والفضيلة والرذيلة وقد غلبت على الفضيلة وجمعها خصال ( تحليتها ) أي اتخذتها حليا والحلي ما يزين به من مصوغ المعدنيات أو الحجارة وجمعه حلي كدلي ، أو هو جمع والواحد حلية كظبية ، والحلية بالكسر الحلي ، وحليت المرأة كرضيت حليا فهي حال وحالية استفادت حليا أو لبسته كتحلت أو صارت ذات حلي ، وحلاها تحلية ألبسها حليا أو اتخذه لها أو وصفها ونعتها . قاله في القاموس . وقال الجوهري : الحلي حلي المرأة وجمعه حلي مثل ثدي وثدي وقد تكسر الحاء لمكان الياء مثل عصي ، وقد قرئ { من حليهم عجلا } بالضم والكسر ، انتهى . يعني أن خير خصلة تزين العبد بها ( ذكر الإله ) المعبود بحق جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه ( بمسجد ) مراد الناظم أن خير مقام قمت فيه قيامك ، بمسجد ، وخير خصلة تحليت بها ذكر الله سبحانه على طريق اللف والنشر المشوش . وقد تقدم الكلام على فضل المساجد وآدابها بما فيه كفاية . وأما الذكر فقد قال تعالى { اذكروني أذكركم } . وقال عليه الصلاة والسلام : فيما يروي عن ربه تعالى { من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم } . { وقال : عليه الصلاة والسلام وآمركم أن تذكروا الله فإن مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في أثره سراعا حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله } ، فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد أن لا يفتر لسانه عن ذكر الله سبحانه ، فكيف وقد علمت أن الذكر سبب لذكر مولاه له ، وهذه من أعظم الفوائد بل هي أعظمها .

مطلب : فوائد الذكر . وقد ذكر الإمام المحقق ابن القيم للذكر أكثر من مائة فائدة ، منها طرد الشيطان وقمعه ، وأنه يرضي الرحمن ويزيل الهم والغم عن القلب ، ويجلب له الفرح والسرور ، ويقوي البدن والقلب ، ويجلب الرزق ، ويكسي الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة ، ويورثه المحبة التي هي روح الإسلام وقطب رحى الدين ومدار السعادة والنجاة ، فقد جعل الله لكل شيء سببا ، وجعل سبب المحبة دوام الذكر ، فمن أراد أن ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره ، فإن الدرس والمذاكرة كما أنه باب العلم ، فالذكر باب المحبة وطريقها الأعظم ، وصراطها الأقوم ، ويورث الذكر الذاكر المراقبة حتى يدخله في باب الإحسان فيعبد الله كأنه يراه ، ويورثه الإنابة وهي الرجوع إلى الله والقرب منه ، ويفتح له بابا عظيما من أبواب المعرفة ، ويورثه الهيبة لربه وإجلاله لشدة استيلائه على قلبه وحضوره مع الله بخلاف الغافل ، وحياة القلب . قال ابن القيم : سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول : الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء . ويورث جلاء القلب من صداه ، فكل شيء له صدى وصدى القلب الغفلة والهوى ، وجلاء الذكر والتوبة والاستغفار ، ويحط الخطايا ويذهبها ؛ لأنه من أعظم الحسنات ، والحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين . ويزيل الوحشة بين العبد وبين ربه ، وهو منجاة للعبد عن عذاب الله ، كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعا { ما عمل آدمي عملا أنجى له من عذاب الله من ذكر الله } وهو سبب لنزول السكينة على العبد ، وغشيان الرحمة له ، وحفوف الملائكة به وهو غراس الجنة . فقد روى الترمذي وقال حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال لي يا محمد أقرئ أمتك السلام ، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء ، وأنها قيعان ، وأن غراسها سبحان الله ، والحمد لله ، ولا إله إلا الله ، والله أكبر } . وروي من حديث جابر وقال حسن صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة } قال الترمذي حديث حسن صحيح .

مطلب : يستحب لكل أحد أن يديم الذكر في جميع الأحيان . واعلم أن المستحب لكل أحد أن يديم الذكر في جميع الأحيان ، وأن يكون في حال ذكره على أكمل الأحوال وأتمها ، متطهرا من الحدثين ، خاشعا حاضر القلب ، كأنك ترى مذكورك وتخاطبه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال تعالى لنبيه { ولا تكن من الغافلين } . وقد ثبت في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه } . وقد أجمع المسلمون على جواز الذكر لمحدث سواء كان حدثا أكبر أو أصغر ، وكذا الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بخلاف قراءة القرآن . وقد كره بعضهم الذكر للمحدث مستدلا بما في مسلم وغيره عن ابن عمر رضي الله عنه قال { مر رجل بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه فلم يرد عليه } . وبما روى أبو داود وغيره عن المهاجر بن قنفذ القرشي رضي الله عنه { أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فلم يرد عليه حتى توضأ ثم اعتذر إليه فقال إني كرهت أن أذكر الله تعالى إلا على طهر أو قال على طهارة } إسناده صحيح .

مطلب : في كف اللسان عن الفحشاء وأن يكون على الدوام رطبا بذكر الله : وكف عن العورى لسانك وليكن دواما بذكر الله يا صاحبي ندي ( وكف ) أي ادفع واصرف ( عن ) المقالة والكلمة ( العورى ) بالقصر لضرورة الوزن . قال في القاموس : العوراء الكلمة أو الفعلة القبيحة ، انتهى . ومنه حديث عائشة رضي الله عنها { يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب ولا يتوضأ من العوراء يقولها } . قال في النهاية أي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرشد ( لسانك ) تقدم الكلام عليه بما فيه غنية ( وليكن ) اللام للأمر والفعل مجزوم بها واسم يكن يعود على اللسان و ( دواما ) منصوب بنزع الخافض أي وليكن لسانك على الدوام والاستمرار في كل أحيانك وشئونك إلا ما استثني ( بذكر الله ) تعالى متعلق " بندي " ( يا صاحبي ) السامع لنظامي والممتثل لكلامي ( ندي ) أي رطبا وهو منصوب خبر يكن ، وإنما وقف عليه بالسكون على لغة من يسكن الياء في النصب . قال أبو العباس المبرد : وهو من أحسن ضرورات الشعر ؛ لأنه حمل حالة النصب على حالتي الرفع والجر . ومقتضى كلام الأشموني في شرح الألفية أن ذلك لغة لا ضرورة . وكلام المبرد صريح بأنه ضرورة ، واستدل لذلك بقول المجنون قيس بن الملوح : ولو أن واش باليمامة داره وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا قلت : وهذا البيت في قصيدة مجنون عامر وهو قيس بن الملوح المذكور ، توفي رحمه الله سنة سبعين وهو من التابعين ، وهذه القصيدة طويلة جدا وفيها يقول :
ألا أيها الركب اليمانون عرجوا علينا فقد أمسى هوانا يمانيا
يمينا إذا كانت يمينا فإن تكن شمالا ينازعني الهوى من شماليا
أصلي فلا أدري إذا ما ذكرتها أثنتين صليت الضحى أم ثمانيا
أراني إذا صليت يممت نحوها بوجهي ولو كان المصلى ورائيا
وما بي إشراك ولكن حبها كمثل الشجا أعيا الطبيب المداويا
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالليل خاليا
خليلي لا والله لا أملك الذي قضى الله في ليلى ولا ما قضى ليا
قضاها لغيري وابتلاني بحبها فهلا بشيء غير ليلى ابتلانيا
ولو أن واش باليمامة داره وداري بأعلى حضرموت اهتدى ليا
وماذا لهم لا أحسن الله حالهم من الحظ في تصريم ليلى حباليا
والشاهد في قوله : ولو أن واش ، فكان مقتضى الظاهر أن يقول واشيا ؛ لأن الفتحة تظهر على المنقوص ، تقول رأيت قاضيا ولكن أجراه مجرى المرفوع والمجرور ، فإذا وقف عليه قال ولو أن واشي بالياء مثل قول الناظم ندي ، فندي منصوب بفتحة مقدرة على الياء لإجراء حالة النصب مجرى حالتي الرفع والجر والله أعلم . وهذا الذي ذكره الناظم لما رواه الترمذي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد عن عبد الله بن بشر رضي الله عنه { أن رجلا قال يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث - أي أتعلق - به قال : لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله } . ورواه ابن أبي الدنيا عن مالك بن يخامر ولفظه { أن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال لهم إن آخر كلام فارقت عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قلت أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله } ورواه الطبراني واللفظ له والبزار إلا أنه قال : { أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله } . وكذا ابن حبان في صحيحه . وعن أبي المخارق قال { قال النبي صلى الله عليه وسلم مررت ليلة أسري بي ، برجل مغيب في نور العرش ، قلت من هذا ملك ؟ قيل لا ، قلت نبي ؟ قيل لا ، قلت من هو ؟ قال هذا رجل كان في الدنيا لسانه رطب من ذكر الله تعالى وقلبه معلق بالمساجد ولم يستسب لوالديه قط } رواه ابن أبي الدنيا هكذا مرسلا والله أعلم .

ولما ذكر الناظم كف اللسان عن العوراء خشي أن يتوهم متوهم اختصاص ذلك باللسان ، فدفع هذا الوهم بقوله : مطلب : ينبغي تحصين الجوارح عن الفحشاء كلها لتشهد له يوم القيامة : وحصن عن الفحشا الجوارح كلها تكن لك في يوم الجزا خير شهد ( وحصن ) بتشديد الصاد المهملة أي منع ( عن ) جميع ( الفحشا ) بالقصر ضرورة من القول والعمل ، وكل ما اشتد قبحه من الذنوب ، وكل ما نهى الله عنه ، وأكثر ما تستعمل في الزنا واللواط ، كقوله تعالى { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } . { أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين } . والفحشاء البخل في أداء الزكاة . ومراد الناظم كل قبيح نهى الله ورسوله عنه فكف وحصن ( الجوارح ) جمع جارحة ( كلها ) وهي العين والأذن واللسان والبطن والفرج واليد والرجل . وتقدم الكلام عليها في صدر الكتاب ، فإن أنت حصنتها عن الفواحش ( تكن ) الجوارح المذكورة ( لك ) أيها الأخ المتقي لله فيها المحصنها عن كل ما يشينها ( في يوم الجزاء ) الذي هو يوم القيامة فيجازي كل أحد بما عمل من المليح والقبيح ولا يظلم ربك أحدا ( خير شهد ) بضم الشين المعجمة وفتح الهاء مشددة جمع شاهد . وفي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال { كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك ، فقال : هل تدرون مم أضحك ؟ قلنا الله ورسوله أعلم ، قال من مخاطبة العبد ربه فيقول : يا رب ألم تجرني من الظلم ، يقول بلى ، فيقول إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني ، فيقول كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا والكرام الكاتبين شهودا ، قال فيختم على فيه ويقال لأركانه انطقي فتنطق بأعماله ، ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعدا لكن وسحقا فعنكن كنت أناضل } أي بالضاد المعجمة يعني أجادل وأخاصم وأدافع ، فإذا لم يكن العبد عمل بالجوارح مكروها لم تشهد عليه إلا بخير أعماله وسديد أفعاله وطيب أقواله ، فهي حينئذ خير شهود له عند ربه ومولاه . وفي القرآن العظيم { ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا الله } الآيات .

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذكر, وحفظ

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir