دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم القرآن الكريم > مكتبة التفسير وعلوم القرآن الكريم > الوجوه والنظائر > تحصيل الوجوه والنظائر للحكيم الترمذي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 ربيع الثاني 1432هـ/11-03-2011م, 11:00 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي الذكر

15- الذكر

وأما قوله: الذكر على كذا وجه، فالذكر هو ركض القلب إلى الله، واهتياجه من حبه، وشوقه؛ فكل مؤمن حبه، وشوقه إليه كائن فيه، ولكن لا يظهر عنده لأنه بقى لحب الشهوات، فخفي على هذا المؤمن المخلط المشغول بنفسه، وإنما يظهر ذلك عن الأولياء: للهيج والغلبة، فإذا هاج: فإنما يهيج لرياح البهجة عند هبوبها فإذا تحركت رياح البهجة في ملك البهجة: هاج الذكر من قلوب المؤمنين على قدره، وعندها يقع المشتاقون في أودية الحنين، وتقع في قلوب الموحدين في بحار الوله.
فبدو ذكر العباد من الله تبارك اسمه، لأن الله تبارك اسمه فرح بعباده الموحدين، ومن باب الفرح أهدى إليهم التوحيد، ومن باب المعرفة خلقهم، ألا ترى إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله أفرح بتوبة العبد: من رجل ضل بعيره في مفازة مهلكة فما زال يجد في طلبه حتى أيس منه، وتوطن للموت، فرجع إلى مكانه الذي أضله فوجده، عليه زاده وسقاؤه».
[تحصيل نظائر القرآن: 51]
فبدو الذكر من تحرك رياح البهجة بالعباد الأحباب وهم الموحدون، فإذا تحركت هناك: تحرك فرح المؤمن بالله، فاعترض الذكر فذكره، فإذا ذكره هاجت البهجة كلها فتوسع العباد في الذكر وطاب.
1- الصلاة: فإنما صار الذكر تأويله في هذا المكان الصلاة لأن الصلاة إنما هي أقوال وأفعال، وأقوالها في العدد أكثر من أفعالنا وفي الوزن أوزن من أفعالها وفي الملكوت أشهر وأعظم وأنفذ سلطانا من أفعالها فالغلبة للذكر في ك وقت من الصلاة، وعلى كل حال، ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«إنما أمروا بالطواف والسعي ورمي الجمار والمشاعر: لإقامة ذكر الله».
فأمرنا بالصلاة وفي كل فعل منها ذكر، وأمرنا بالحج وفي كل فعل منه ذكر، وأمرنا بالجهاد، وفي كل ذلك تنزيل، أمرنا بالذكر فيه، فقال تعالى: {إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا}.
[تحصيل نظائر القرآن: 52]
وأما ذكره باللسان، فإن ذلك إفاضة الذكر وتشهيره، لتقوى السموات والأرضون والجبال وتشتد، فإن السموات والأرضين مخسرات لنا، والجبال أوتاد الأرض، والأرض مهادنا وبساطنا، وفراشنا ومستقرنا، وكذلك سماها في تنزيله؛ والسماء موضع أرزاقنا، منها تنزل من تحت العرش، وهو ماء الحياة، فتحيا به أرضنا فتنبت، وذلك قوله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون}.
فروى عن سعيد بن جبير أنه قال: «الرزق المطر، وما توعدون: الثلج، وقال: وكل عين دائمة لا تنقطع فهي من الثلج».
حدثنا بذلك: داود بن حماد القيسي، قال حدثنا يحيي بن يمان
[تحصيل نظائر القرآن: 53]
وأشعث القمي، عن جعفر، عن سعيد بن جبير وقد قال تعالى: {ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت}.
فقال: خاشعة: أي ميتة: وإنما تهتز وتتحرك وتربو للحياة التي حلت بها، ثم بين ذلك فقال: {إن الذي أحياها لمحيي الموتى}.
[تحصيل نظائر القرآن: 54]
وقال تعالى: {ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد}.
فذلك ماء الحياة، ثم قال جل شأنه: {رزقا للعباد}.
فإذا ظهر المشرك شركه، وأظهرت اليهود والنصارى الفرية على الله: كادت السموات أن تنفطر، والأرض أن تنشق، وتخر الجبال هدا، لعظيم الهول الذي حل بهن من عظيم الفرية، فإذا سبح المؤمن فقد نزهه عن الفرية، وإذا وحده، فقد نزهه عن العلائق، وحمده عن كفران الموحدين، ومجده عن غفلة المؤمنين، وقدسه عن وساوس المخلطين: اشتدت السموات والأرضون الجبال، ورجعت القوى إليهن، وازددن قوة، فلذلك ندب المؤمنون إلى إفاضة الذكر باللسان من أجل السموات والأرضين والجبال والبحار والملائكة والشمس
[تحصيل نظائر القرآن: 55]
والقمر والنجوم وجميع الخلق، ولله في الأرض سوى الثقلين جنود لا يعلمهم إلا هو، وقد قال في تنزيله: {وما يعلم جنود ربك إلا هو}.
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «خلق الله في الأرض ألف أمة، ستمائة منه في البحر، وأربعمائة في البر، وإن أولها هلاكا الجراد، فإذا أهلك الجراد، تتابعت الأمم كلها هلاكا».
فهذه الأمم كلها والسموات والأرضون والشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب والملائكة وجميع الخلق: كلهم يسجدون له، ويسبحون الليل والنهار لا يفترون، وقد قال تعالى: {تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهمن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم}.
فالكافر يسجد ويسبح ظله، وجثته معطلة، لأنه لا شيء، ولا يعبأ الله به، وهو وقود النار وطعامها، أي: حطمها وحشوها، وهو
[تحصيل نظائر القرآن: 56]
عدو الله، عداء هربا منه، فحرم تسبيحه وسجوده، فصيره لا شيء، ولا أحد، ولا يعبأ به، وذلك قوله تعالى:
{قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم}.
أي لو توحيدكم، ولذلك عظم الإثم ف قول الرجل لأخيه المؤمن «يا لا أحد»، لأن اسم لزم الكافر، فالمؤمن يسجد ويسبح ويقدس ويمجد ويوحد ويحمد، فهو إمام الخلق في ذلك، وإنما صار إماما: لأن الخلق كلهم مجبورون على ذلك، والآدمي ليس بمجبور، بل هو مستعمل فلذلك صار إمام الخلق والخليقة في هذه الأشياء التي ذكرنا، فإذا صارت الأمور إلى الله فإنما تعرض عليه أحوال الموحدين من بين الأمم التي في البر والبحر، فأمور الآدميين سميت «أعمالا» وأمور من سواهم لا تسمى «عملا»، وإنما تسمى «فعلا» و «أمرا» قال الله تبارك اسمه في ذكر الملائكة:
{ويفعلون ما يؤمرون}.
وسائر الخلق في سخرة الآدميين، والآدمي في خدمة الرب تبارك اسمه، فأمور أهل السخرة وأمور الآدميين، أعمال، وإنما سميت: «أعمالا» لأنه مشتق من العلامة وهي العلم، فإنهم أعطوا معرفة الفطرة
[تحصيل نظائر القرآن: 57]
عنى جميع الآدميين- برهم وفاجرهم- ومن معرفة الفطرة: دعوا الله مخلصين له الدين، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون، فلما من الله تعالى على المؤمن بتوحيده: برز نور توحيده إلى الصدر، فذاك النور الذي في صدره: علامة لما في قلبه من التوحيد، فقيل علم، ثم أمر بأمور، فلما ائتمر بتلك الأمور وفعلها: سمى ذلك منه عملا، لأنه علامة ما في الصدر، فقيل لما في الصدر «علم» ولما في الجوارح: «عمل»، وكلاهما ثلاثة أحرف، قدم العين مرة وأخر الميم مرة أخرى، وكلاهما أريد به العلامة، ألا ترى إلى قوله تعالى:
{وإنه لعلم للساعة} وفي قراءة أخرى: {وإنه لعلم للساعة}.
يعنى به- عيسى بن مريم-؛ فإنما صارت أمور الموحدين أعمالا: للزومها اسم العمل، لأنه علامة ما في قلبه من نور التوحيد، وأمور المشركين يلزمها اسم العمل لأنه علامة ما في قلبه من ظلمة الشرك ونقض التوحيد، فإنما خص الأول بالعمل من بين الخلق لأنه ممتحن مبتلى، فسلك الشرك في قلوب المجرمين، وأجرى التوحيد في قلوب المحبوبين،
[تحصيل نظائر القرآن: 58]
ثم دعاهم إلى أن يقولوا: لا إله إلا الله، وإلى الوفاء بما في هذه المقالة: من الطاعة له، فمن نطق به، وقام بوفائه قبولا له وعزما عليه: سمى أمره عملا حسنا، ومن أبي أن ينطق به، وذهب برقبته عن العبودية والوفاء له بذلك: سمى أمره عملا سيئا، ولا يقال لمن سوى الآدميين أن لهم أعمالا، بل يقال: أفعالهم وأمورهم، لأنهم لم يبتلوا ولم يمتحنوا وهم مجبورون على تلك الأمور والأفعال: فالآدميون الموحدون: من الرأفة أظهر خلقهم، وبالرحمة طهرهم، وبالمحبة حلاهم وطيبهم، وبنور البهاء زينهم، وبالجود ستر عليهم ذنوبهم وجاد بالغفران لهم، وبالعظمة قربهم ومكن لهم بين يديه وصيرهم خدما وقلوبهم خزائنه، فلم يطلع عليها ملكا مقربا ولا نبيا مرسلان بل صيرهم في قبضته، وأمسكهم بين أصبعين من أصابعه، يقلبها كيف يشاء، وبسطها قبالة وجهه الكريم، فمن لحظ إليه: صرف عنه شر الدنيا والآخرة، ومن نظر إليه: لم يعذبه أبدا، واوجب له دار السلام بتلك النظرة الواحدة، والملائكة وسائر الخلق والخليقة، لحظ إليهم من ملك الجبروت، فملأهم من خوفه، وقهرهم بجبره، فانقطع الخطاب والخصام، فمروا في السخرة منقادين لله فعلة للآدميين فعل السخرة فتكون السخرة منهم قواما للخدمة؛ ولولا السخرة لم تعم الخدمة، فنحن معاشر الآدميين نسعى إلى الله بالخدمة مخلصين له، ولذلك أمرنا بالدعاء في الوتر بقوله: «إياك نعبد، ولك
[تحصيل نظائر القرآن: 59]
نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد» أي: نخدم، وهي منزلة من السماء وعدها أبي بن كعب سورة متلوة من القرآن، والسورة الأخرى: «اللهم إن نستعينك...» فهما سورتان في مصحف أبي بن كعب، وقال أنس بن مالك: «والله إن نزلتا إلا من السماء».
فالسعاية والخدمة لنا، والسخرة لسائر الخلق، فالسعاية بالقلوب، والخدمة بالأبدان، فإنما تتم الخدمة بالسعاية، وقد قال في تنزيله: {إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله}.
[تحصيل نظائر القرآن: 60]
وقال أيضا:
{ومن أراد الآخرة وسعى له سعيها وهو مؤمن}.
فالسعي: بإرادة القلب، وقد قال سبحانه: {لتجزي كل نفس بما تسعى}.
فإنما تجزى عل قصد القلوب والنفوس المشتركين في الإرادات والنيات، فسائر الخلق يصيرون ترابا، وتطوى السموات والأرضون وترد إلى حيث شاء الله، وكذلك الشمس والقمر، ويبقى الثقلان: الجن والإنس، فجزاء الآدميين: دار الله، ولقاء الله في داره، وجزاء الجن- ممن وحد الله وأطاعه-: النجاة من النار، ثم الله أعلم إلى أين مصيره، والملائكة زوار أهل الجنة، وحملة الهدايا، ومنه قهار جهنم وخزنتها، فالبشرى للآدميين، والنذارة للجن، ولذلك قوله تعالى: {فلما قضى ولوا إلى قومهم منذرين}. ولم يقل مبشرين، وقال سبحانه في سورة الجن:
[تحصيل نظائر القرآن: 61]
{ومن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا}
وقال للموحدين والآدميين: {أعد الله لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار}.
وقال جل شأنه: {وعد الله المؤمنين والمؤمنات جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم}.
فهؤلاء خدم في دار الدنيا، وملوك في داره غدا، لما أعتقهم من الخدمة أحبابا أحرارا، فإنما صارت أمور الآدميين تسمى عملا، من أجل ما قلنا، أنهم ممتحنون ومبتلون، فصارت أمورهم علامة ما في الباطن لاختبار سرائرهم التي هي منن الله عليهم، ولذلك قيل بالأعجمية: «كار» وهو بالعربية: افعل، وقيل للموحد «كاردار» لأنه يفعل، ويجيء به إلى المعرض، فيعرض على ربه يوم العرض لقبض الجزاء «فالفعل هو بالأعجمية «كادار»...» والعمل «كاردار» أي: يعمل ويجيء به، فبقوله
[تحصيل نظائر القرآن: 62]
دار صار ذلك فعلا، لأنه يجئ بعلامة ما كان في قلبه لله من المعرفة والتوحيد.
2- الخوف: وإنما صار الذكر في مكان آخر تأويله «الخوف» فمن أجل أنه لا يهيج الخوف إلا من الذكر، فإنما نسب إلى الخوف لأنه ذكر بالعز والعظمة.
3- الخبر: وإنما صار الذكر «خبرا» في مكان آخر، لأنه المبتغي من ذلك خبر إبراهيم، فأمر بأن يذكر ذلك الخبر لهم حيث قال:
{واذكر في الكتاب إبراهيم}.
4- الحفظ: وإنما صار الذكر في مكان آخر «الحفظ»... بأن يكون على الدوام ذلك الذكر، فالحفظ، قرين العقل وأيد الله هذه الأمة بالحفظ حتى قووا على حفظ القرآن، فقرأوه عن ظهر قلب، وقرأت سائر الأمم كتبهم نظرا من الصحف، لأنهم يعطوا ذلك، وإنما أعطيته هذه الأمة، فمن الحفظ يبدوا العلم، لأن العلم في الصدر، ومستودعه الحفظ، وعند الحاجة تظهر في الصدر بين عيني
[تحصيل نظائر القرآن: 63]
الفؤاد صورة الحروف المنتسخة فيها، مثل ينبوع العين تجرى تسلسلا شيئا بعد شيء على المواترة والمتابعة.
5- الوعظ: وإنما صار الذكر «وعظا»، في مكان آخر، لأنه لا يخلو الوعظ من ذلك.
6- الشرف: وإنما صار الذكر «الشرف» في مكان آخر، لأنه لا يكون شرف حتى يذكر الله، فيكون بذلك الذكر مشرفا على الناس في الدنيا وفي القيامة.
7- القرآن: وإنما صار الذكر «القرآن» في مكان آخر، لأنه محشو بالذكر لأنه إنما هو فعله وصنعه، وذكر ملكه وقدرته، وجنته وناره، فبالقرآن يذكر لأنه كلامه.
8- الجهاد:وإنما صار الذكر «الجهاد» في مكان آخر، لأنه إنما يجاهد «لا إله إلا الله»، ولإقامتها، وللذب عنها، فذلك الفعل هو الذكر.
9- أم الكتاب: وإنما صار الذكر «أم الكتاب» الذي عند
[تحصيل نظائر القرآن: 64]
الله، لأن جميع الكائنات إلى قيام الساعة فيها، فتلك قضية الله وتقديره وتدبيره، يجرى من ذلك مجرى الإمام، وهو الذكر الحكيم إلى العرش، ومنه إلى الثرى، فجميع الكتب ذكر الله بذكر الخلق وأمورهم فالإمام إنما سمى إماما لأن الكتب كلها في هذا الإمام، ومنه خرجت الكتب وسائر أمور الخلق، لأن سائر الخلق سبحوه، وقدسوا له من ملك الجبروت، والآدميون: سبحوه، وقدسوا له من ملك الحب، ومن ملك الجود، ومن ملك الرأفة؛ فصار فعلهم إماما، وفعل سائر الخلق تبعا، وإذا عرض على الله، فسائر الخلق يخرج هذا منهم إلى الله من معدن الخوف والخشية، والآدميون: يخرج هذا منهم من معدن الحب والجود ببذل النفوس، وعاملوه على الأنس والرغبة في مقام الهيبة، فلذلك صارت أفعالهم وأقوالهم: إماما لأفعال الخلق، وسائر الخلق تبع لهم في ذلك.
وروى عن خلد بن يزيد، عن حريز بن عقمان الرحبي، عن
[تحصيل نظائر القرآن: 65]
عبد الله بن بسر اليحصبي قال سمعت أبا أمامة يقول: «ما من عبد يسبح تسبيحة إلا سبح الله ما خلق من شيء، قال الله تعالى:»
{وإن من شيء إلا يسبح بحمده}.
وما من عبد يكبر تكبيرة: إلا ملأت ما بين السماء والأرض، وما من عبد يحمد تحميدة: إلا خففت عن كل ذات حمل حملها، وما من عبد يهلل تهليلة ينهنهها دون العرش شيء، ولذلك قيل: تهليل، لأن الإهلال: رفع الصوت، ولذلك سمى الهلال، لأن الناس يرفعون أصواتهم برؤيته، ولذلك قيل في شأن الإحرام: «أهل بالحج»،
[تحصيل نظائر القرآن: 66]
لرفع الصوت بالتلبية، فإنما قيل تهليل لمن تكلم بكلمة الإخلاص وهي: «لا إله إلا الله»- وإن خفض الصوت-: لأن صوته هناك موجود عند ذي العرش، لا ينهنهه شيء، حيث ينتهي الصوت بنوره الذي خرج معه إلى العرش، فيقف بين يدي الله؛ وإنما قيل في الحمد: إنه يخفف عن كل ذات حمل حملها: لأن الشكر قد أثقلت الخلق أعباؤه فإذا حمد الآدمي: خفف أعباء الشكر عن كل ذات حمل مسخر حمل سخرته؛ وإنما قيل في التكبير: إنه يملأ ما بين السماء والأرض، لقوله تعالى: {وله الكبرياء في السموات والأرض}.
وروى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أنه قال:
«يقول الله: لعظمة إزاري، والكبرياء ردائي، فمن نازعني فيهما ألقيته في النار».
ولذلك نهى عن جر الإزار: خيلاء، وقد يقل إنه جر رداءه، جودا وكرما.
فإذا كبر العبد: استنار الكبرياء في أرضه، فملأ ما بين السماء والأرض.
[تحصيل نظائر القرآن: 67]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الذكر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:46 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir