دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 محرم 1442هـ/12-09-2020م, 06:35 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الحادي عشر : القسم الثاني من دورة "سير أعلام المفسرين"

اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته

رسالة تعريفية في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

«ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر»

إن المتأمل في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقف متعجبا من كثرة الدروس والعبر في سيرته فمن العبادة والزهد الى الشجاعة والقوة ومن العلم والإفتاء الى الحكمة والبعد عن الفتن ومن التواضع الى محبة الناس ولكن ما يظهر جليا في سيرته هو مقدار حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وشدة تمسكه بسنته وما أدل على ذلك من شهادة السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها «ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر».

وعبدالله بن عمر هو عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي ابن أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اسلم مع ابيه بمكة وهاجر معه الى المدينة وهو صغير وقد عرضه ابوه على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه وشهد الخندق وما بعدها وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه يوم فتح مكة.

و كان عبد الله رضي الله عنه محبا للنبي صلى الله عليه وسلم يبكى كلما ذكره ومتمسكابسنته ومن ذلك مارواه الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكنت غلاما شابا عزبا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال فلقيهما مَلَك فقال لي: لم تُرَع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل». قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا. متفق عليه. وكان عبدالله حريصا على اتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أنه كان يغدو كل سبت الى قباء ماشيا فيصلي فيه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. قال أيوب السختياني عن محمد بن سيرين قال: نُبئت أن ابن عمر كان يقول: (إني لقيت أصحابي على أمر، وإني أخاف إن خالفتهم خشية ألا ألحق بهم). رواه ابن سعد و قال عمر بن حمزة: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب ، قال : قالت عائشة : (ما أعلم رجلا سلَّمه الله من أمور الناس، واستقام على طريقة مَن كان قبله استقامةَ عبد الله بن عمر). رواه ابن أبي شيبة.

ومن المعالم الرئيسة في سيرة هذا الصحابي الجليل اعتزاله للفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان على بصيرة مما يجب عليه فعله ولم يتردد في اجتنابها
ومما يدل على فقهه أنه لما عرضت عليه الخلافة أبى ان يقبلها الا باتفاق من المسلمين ويروى عنه انه قال ما يسرني أن لي الدنيا وما فيها وأن يُقتل بسببي رجل واحد، أو كلاماً هذا معناه.

وكان عبدالله رضي الله عنه من أكثر الصحابة صلاة وصيام وتلاوة للقرآن قال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما). رواه ابن سعد.

وكان عبدالله من أهل الفتوى والتحديث حتى عد من القلة المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع ذلك كان حريصا في التثبت في الفتيا واداء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعه ولا يجد غضاضة اذا سُئل عما لا يعلم ان يقول لا أعلم. روى هشام بن عروة عن أبيه قال: سئل ابن عمر عن شيء فقال: (لا علم لي به) فلما أدبر الرجل قال لنفسه: (سُئل ابن عمر عما لا علم له به؛ فقال لا علم لي به). رواه ابن سعد، وروى نحوه ابن عساكر من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر.

وكان عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله، حتى ربما ذهل عن حاجة نفسه، وروي أنه أعتق أنفساً كثيرة، وأنه إذا أعجبه شيء من ماله قرّبه لله. وكان جوادا متواضعا حريصا على الالفة بين المسلمين وإفشاء السلام وكان محبوبا من الناس، مشهودا له بذلك.

حدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أكابر أصحابه فأكثر وأطاب، وأفتى ونصح وجاهد، واجتهد في فعل الخيرات، والتعبد بأنواع العبادات، وعمّر حتى أدرك مقتل ابن الزبير ، وحجّ في تلك السنة، وكان الحجاج قد غلب على مكّة، ونشر عسكره في المشاعر بأسلحتهم، وحجّ ابن عمر في تلك السنة؛ فأصابه رمح في رجله وهو يرمي الجمرات من الزحام؛ فكان ذلك سبب موته وكان موته رضي الله عنه سنة 74هـ وله أربعة وثمانون عاماً.

ومما يستفاد من دراسة سيرة هذا الصحابي الجليل:
١- أهمية العمل بعد العلم فسيرة عبد الله بن عمر مليئة بالمواقف التي تدل على أنه يعمل بما يعلم ويتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا يخالفها.
٢- أهمية الحكمة وبعد النظر ويتجلى هذا في اجتناب عبدالله بن عمر الفتنة وعدم الحوض فيها.
٣- أهمية الجمع بين العبادات المختلفة فهذا عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله وهو مع ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.
٤- أهمية الحرص في الفتوى والتثبت في نقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٥- أهمية الحرص على الألفة بين المسلمين وإفشاء السلام بينهم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 صفر 1442هـ/22-09-2020م, 02:53 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
المجلس الحادي عشر : القسم الثاني من دورة "سير أعلام المفسرين"

اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته

رسالة تعريفية في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه

«ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر»

إن المتأمل في سيرة الصحابي الجليل عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليقف متعجبا من كثرة الدروس والعبر في سيرته فمن العبادة والزهد الى الشجاعة والقوة ومن العلم والإفتاء الى الحكمة والبعد عن الفتن ومن التواضع الى محبة الناس ولكن ما يظهر جليا في سيرته هو مقدار حبه للنبي صلى الله عليه وسلم وشدة تمسكه بسنته وما أدل على ذلك من شهادة السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها «ما رأيت ألزم للأمر الأول من عبد الله بن عمر».

وعبدالله بن عمر هو عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي القرشي ابن أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد اسلم مع ابيه بمكة وهاجر معه الى المدينة وهو صغير وقد عرضه ابوه على النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد وهو ابن أربع عشرة سنة فلم يجزه ثم عرضه يوم الخندق وهو ابن خمس عشرة سنة فأجازه وشهد الخندق وما بعدها وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أثنى عليه يوم فتح مكة.

و كان عبد الله رضي الله عنه محبا للنبي صلى الله عليه وسلم يبكى كلما ذكره ومتمسكابسنته ومن ذلك مارواه الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: كان الرجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رأى رؤيا قصَّها على رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم، قال: وكنت غلاما شابا عزبا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال فلقيهما مَلَك فقال لي: لم تُرَع، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل». قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا. متفق عليه. وكان عبدالله حريصا على اتباع سنن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك أنه كان يغدو كل سبت الى قباء ماشيا فيصلي فيه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل. قال أيوب السختياني عن محمد بن سيرين قال: نُبئت أن ابن عمر كان يقول: (إني لقيت أصحابي على أمر، وإني أخاف إن خالفتهم خشية ألا ألحق بهم). رواه ابن سعد و قال عمر بن حمزة: أخبرني الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب ، قال : قالت عائشة : (ما أعلم رجلا سلَّمه الله من أمور الناس، واستقام على طريقة مَن كان قبله استقامةَ عبد الله بن عمر). رواه ابن أبي شيبة.

ومن المعالم الرئيسة في سيرة هذا الصحابي الجليل اعتزاله للفتنة التي وقعت بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه فكان على بصيرة مما يجب عليه فعله ولم يتردد في اجتنابها
ومما يدل على فقهه أنه لما عرضت عليه الخلافة أبى ان يقبلها الا باتفاق من المسلمين ويروى عنه انه قال ما يسرني أن لي الدنيا وما فيها وأن يُقتل بسببي رجل واحد، أو كلاماً هذا معناه.

وكان عبدالله رضي الله عنه من أكثر الصحابة صلاة وصيام وتلاوة للقرآن قال حبيب بن الشهيد: قيل لنافع: ما كان يصنع ابن عمر في منزله؟ قال: (لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما). رواه ابن سعد.

وكان عبدالله من أهل الفتوى والتحديث حتى عد من القلة المكثرين من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع ذلك كان حريصا في التثبت في الفتيا واداء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم كما سمعه ولا يجد غضاضة اذا سُئل عما لا يعلم ان يقول لا أعلم. روى هشام بن عروة عن أبيه قال: سئل ابن عمر عن شيء فقال: (لا علم لي به) فلما أدبر الرجل قال لنفسه: (سُئل ابن عمر عما لا علم له به؛ فقال لا علم لي به). رواه ابن سعد، وروى نحوه ابن عساكر من طريق الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر.

وكان عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله، حتى ربما ذهل عن حاجة نفسه، وروي أنه أعتق أنفساً كثيرة، وأنه إذا أعجبه شيء من ماله قرّبه لله. وكان جوادا متواضعا حريصا على الالفة بين المسلمين وإفشاء السلام وكان محبوبا من الناس، مشهودا له بذلك.

حدّث عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أكابر أصحابه فأكثر وأطاب، وأفتى ونصح وجاهد، واجتهد في فعل الخيرات، والتعبد بأنواع العبادات، وعمّر حتى أدرك مقتل ابن الزبير ، وحجّ في تلك السنة، وكان الحجاج قد غلب على مكّة، ونشر عسكره في المشاعر بأسلحتهم، وحجّ ابن عمر في تلك السنة؛ فأصابه رمح في رجله وهو يرمي الجمرات من الزحام؛ فكان ذلك سبب موته وكان موته رضي الله عنه سنة 74هـ وله أربعة وثمانون عاماً.

ومما يستفاد من دراسة سيرة هذا الصحابي الجليل:
١- أهمية العمل بعد العلم فسيرة عبد الله بن عمر مليئة بالمواقف التي تدل على أنه يعمل بما يعلم ويتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولا يخالفها.
٢- أهمية الحكمة وبعد النظر ويتجلى هذا في اجتناب عبدالله بن عمر الفتنة وعدم الحوض فيها.
٣- أهمية الجمع بين العبادات المختلفة فهذا عبدالله كثير الإنفاق في سبيل الله وهو مع ذلك لا ينام من الليل إلا قليلا.
٤- أهمية الحرص في الفتوى والتثبت في نقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٥- أهمية الحرص على الألفة بين المسلمين وإفشاء السلام بينهم.

التقويم: أ
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الحادي

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir