دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #20  
قديم 1 رمضان 1436هـ/17-06-2015م, 04:46 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي تلخيص الرسالة التفسيرية الثانية

تلخيص رسالة في تفسير قول الله تعالى: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء}
للحافظ ابن رجب الحنبلي
عناصر الرسالة:
*مقصد الآية.
* أثبات الخشية للعلماء.
*نفي الخشية عن غيرهم علي القول الصصحيح
*معني إنما في الآية.
*إثبات الخشية لكل واحد من العلماء وليس لجنس العلماء.
*كون الحصر مستوي الطرفان.
*تفسير السلف للخشية وعلاقتها بالعلم.
-الآدلة من القرآن علي علاقة العلم بالخشية.
-أقوال السلف في معني دلالة الآية.
*وجوة كون العلم مستلزم الخشية.
*إن فقد العلم يستلزم فقد الخشية.
*كون الخشية ملازمة للعلم.
المسائل الأستطرادية:
*حكم التائب من الذنب ،وشروط التوبة،وآثارها.
*أنواع العلماء.
*معني الحياة الطيبة.
تفسير قوله تعالي(وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون)،وخلاف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه.
تلخيص الرسالة:
*مقصد الآية.
دلّت هذه الآية على إثبات الخشية للعلماء بالاتفاق وعلى نفيها عن غيرهم على أصح القولين، وعلى نفي العلم عن غير أهل الخشية أيضًا.
* أثبات الخشية للعلماء.
إنما أسلوب حصر علي القول الصحيح،
والحصر في قوله تعالي: {إنّما يخشى اللّه من عباده العلماء} يقتضي أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم، ويقتضي أيضًا أنّ العالم من يخشى اللّه.
*نفي الخشية عن غيرهم علي القول الصحيح.
وهذا بمفهوم المخالفة ،لما حصر الخشية في عباد الله العلماء فيكون فقد العلم مستلزم لفقد الخشية، فمن جهة الحصر أيضا فإنّ الحصر المعروف المطرد فهو حصر الأول في الثاني، وهو هاهنا حصر الخشية في العلماء، وأما حصر الثاني في الأول فقد ذكره الشيخ أبو العباس ابن تيمية - رحمه الله.
*معني إنما في الآية.
إنما في الآية تفيد الحصر وهي علي أقوال:
القول الأول:- قول الجمهور وأنّ "ما" هي الكافة فيقول إذا دخلت "ما" الكافة على "إنّ " أفادت الحصر هذا هو الصحيح، وقد حكاه بعض العلماء عن جمهور الناس وهو قول أصحابنا كالقاضي، وابن عقيلٍ، والحلواني،وهو قول أكثر الشافعية كأبي حامدٍ وأبي الطيب، والغزالي والهرّاسي، وقول طائفةٍ من الحنفية كالجرجاني، وكثيرٌ من المتكلمين ، وغيره،واختلفوا في دلالة (ما )علي النفي هل هو بطريق المفهوم أو المنطوق ،وكذلك اختلفوا في دلالتها علي النفي بطريق النص أو الظاهر.
القول الثاني:-ذهبت طائفةٌ من الأصوليين وأهل البيان إلى أن "ما" هذه نافيةٌ واستدلّوا بذلك على إفادتها الحصر.
وأنّ "إن" أفادت الإثبات في المذكور، و"ما" النفي فيما عداه وهذا باطلٌ باتفاق أهل المعرفة باللسان فإنّ "إن" إنما تفيد توكيد الكلام إثباتًا كان أو نفيًا لا تفيد الإثبات ،وقدنسب القول بأنها نافية إلي أبي علي الفارسي.
القول الثالث:-إن أغلب مواردها لا تكون فيها للحصر فإنّ قوله تعالى: {إنّما اللّه إلهٌ واحدٌ}، لا تفيد الحصر مطلقًا فإنّه سبحانه وتعالى له أسماءٌ وصفاتٌ كثيرةٌ غير توحّده بالإلهية،وكذلك قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحد}،
فإنّه لم ينحصر الوحي إليه في هذا وحده.
وكذلك قوله: {إنّما أنت منذرٌ}وكقوله تعالي:{إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم}،وقوله صلي الله عليه وسلم "إنما الربا في
النسيئة"ٌ ، ومثل هذا كثيرٌ جدًّا
القول الرابع:-ما موصولة فأنها تفيد الحصر من جهةٍ أخرى وهو أنّها إذا كانت موصولةً فتقدير الكلام "إن الذين يخشون الله هم العلماء" وهذا أيضًا يفيد الحصر" فإنّ الموصول يقتضي العموم لتعريفه.
والراجح:أنّها تدلّ على الحصر، ودلالتها عليه معلومٌ بالاضطرار من لغة العرب، كما يعلم من لغتهم بالاضطرار معاني حروف الشرط والاستفهام والنفي والنّهي وغير ذلك ولهذا يتوارد "إنّما" وحروف الشرط والاستفهام والنّفي الاستثناء كما في قوله تعالى: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون}.
وقوله: {إنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ}
*إثبات الخشية لكل واحد من العلماء وليس لجنس العلماء.
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول: ثبوت الخشية للعلماء الرهط.
القول الثاني : ثبوتها لجنس العلماء.
والراجح والصحيح هو القول الثانيوذلك من جهتان:
1-أ ن الحصر هاهنا من الطرفين، حصر الأول في الثاني وحصر الثاني في الأول، كما تقدّم بيانه، فحصر الخشية في العلماء يفيد أنّ كلّ من خشي اللّه فهو عالم
2-أن المحصور مقتضي للمحصور فيه.قاله الشيخ أبو العباس.
والمقصود هنا أنّ العلم إذا كان سببًا مقتضيًا للخشية كان ثبوت الخشية عامًا لجميع أفراد العلماء لا يتخلف إلا لوجود مانع ونحوه.
*كون الحصر مستوي الطرفان.
أن انحصار الخشية في العلماء كانحصار كل من خشي الله فهو عالم.
*تفسير السلف للخشية وعلاقتها بالعلم.
فسر السلف بيان دلالة الآية على أنّ من خشي اللّه وأطاعه وامتثل أوامره واجتنب نواهيه فهو عالم لأنه لا يخشاه إلا عالمٌ، وعلى نفي الخشية عن غير العلماء، ونفي العلم عن غير أولي الخشية أيضًا، وأنّ من لم يخش اللّه فليس بعالم.
-الآدلة من القرآن علي علاقة العلم بالخشية.
قوله تعالى: {أمّن هو قانتٌ آناء اللّيل ساجدًا وقائمًا يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربّه قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون). وكذلك قوله تعالى: (إنّما التّوبة على اللّه للّذين يعملون السّوء بجهالةٍ ثمّ يتوبون من قريبٍ}.
وقوله: {أنّه من عمل منكم سوءًا بجهالةٍ ثمّ تاب من بعده وأصلح فأنّه غفورٌ رّحيمٌ}.
وقوله: {ثمّ إنّ ربّك للّذين عملوا السّوء بجهالةٍ ثمّ تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ (119)}.
-أقوال السلف في معني دلالة الآية.
محور أقوال السلف علي أن من خشي الله وخافه فهو العالم:
فعن ابن عباس قال: "يريد: إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزّتي وجلالي وسلطاني".
وعن مجاهدٍ والشعبيّ: "العالم من خاف اللّه".
وعن ابن مسعودٍ قال: "كفى بخشية اللّه علمًا وكفى بالاغترار باللّه جهلاً".
وذكر ابن أبي الدنيا عن عطاءٍ الخراسانيّ في هذه الآية: "العلماء باللّه الذين يخافونه".
وعن الربيع بن أنسٍ في هذه الآية قال: من لم يخش اللّه فليس بعالمٍ.
ألا ترى أنّ داود قال: ذلك بأنّك جعلت العلم خشيتك، والحكمة والإيمان بك وما علم من لم يخشك وما حكم من لم يؤمن بك.
*وجوة كون العلم مستلزم الخشية،وكيفية تحصل المرء خشية الله؟.
1-العلم باللّه تعالى وما له من الأسماء والصفات كالكبرياء والعظمة والجبروت، والعزة وغير ذلك يوجب خشيته، وعدم ذلك يستلزم فقد هذه الخشية، وبهذا فسّر الآية ابن عباسٍ، فقال: "يريد إنما يخافني من علم جبروتي، وعزتي، وجلالي، وسلطاني "، ويشهد لهذا قول النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إني لأعلمكم باللّه وأشدّكم له خشيةً" وكذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا" وفي "المسند" وكتاب الترمذيّ وابن ماجة من حديث أبي ذرٍّ عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعونإنّ السماء أطّت وحقّ لها أن تئطّ، ليس فيها موضع أربع أصابع إلا وملكٌ واضعٌ جبهته ساجدٌ للّه - عز وجلّ - واللّه لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله عزّ وجلّ".
وقال الترمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
والمقصود أنّ العلم باللّه وأسمائه وصفاته وأفعاله من قدره، وخلقه، والتفكير في عجائب آياته المسموعة المتلوة، وآياته المشاهدة المرئية من عجائب مصنوعاته، وحكم مبتدعاته ونحو ذلك مما يوجب خشيته وإجلاله، ويمنع من ارتكاب نهيه، والتفريط في أوامره؛ وهو أصل العلم النافع،وعلي هذا الوجه يستلزم الخشية العلم بالله بجلاله
وعظمته.
2-أنّ العلم بتفاصيل أمر اللّه ونهيه، والتصديق الجازم بذلك ومما يترتب عليه من الوعد والوعيد والثواب والعقاب، مع تيقن مراقبة اللّه واطّلاعه، ومشاهدته، ومقته لعاصيه وحضور الكرام الكاتبين، كلّ هذا يوجب الخشية، وفعل المأمور وترك المحظور، وإنّما يمنع الخشية ويوجب الوقوع في المحظورات الغفلة عن استحضار هذه الأمور، والغفلة من أضداد العلم، والغفلة والشهوة أصل الشرّ، قال تعالى: {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتّبع هواه وكان أمره فرطًا (28)}.
3-أنّ تصور حقيقة المخوف يوجب الهرب منه، وتصور حقيقة المحبوب توجب طلبه فإذا لم يهرب من هذا ولم يطلب هذا دلّ على أنًّ تصوره لذلك ليس تامًّا،فعن الحسن وروي مرسلاً عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "العلم علمان، فعلم في القلب، فذاك العلم النافع، وعلمٌ على اللسان، فذاك حجة الله على ابن آدم".
4-أنّ كثيرًا من الذنوب قد يكون سبب وقوعه جهل فاعله بحقيقة قبحه وبغض اللّه له وتفاصيل الوعيد عليه وإن كان عالمًا بأصل تحريمه وقبحه لكنّه يكون جاهلاً بما ورد فيه من التغليظ والتشديد ونهاية القبح، فجهله بذلك هو الذي جرّأه عليه وأوقعه فيه،
ولو كان عالمًا بحقيقة قبحه لأوجب ذلك العلم تركه خشيةً من عقابه
5-رجاحة عقل المرء حتي يتبين له ما ينفعه مما يضرهفالعاقل لا يقدم على ما يضرّه مع علمه بما فيه من الضرر إلا لظنّه أنّ منفعته راجحة.
6- أن لذّات الذنوب لا نسبة لها إلى ما فيها من الآلام والمفاسد ألبتة فإنّ لذاتها سريعة الانقضاء وعقوباتها وآلامها أضعاف ذلك ولهذا قيل: "إن الصبر على المعاصي أهون من الصبر على عذاب اللّه"، وقيل: "ربّ شهوة ساعة أورثت حزنًا طويلاً" وما في الذنوب من اللذات كما في الطعام الطيب المسموم من اللذة، فهي مغمورة بما فيه من المفسدة ومؤثر لذة الذنب كمؤثر لذة الطعام المسموم الذي فيه من السموم ما يمرض أو يقتل ومن هاهنا يعلم أنه لا يؤثر لذات الذنوب إلا من هو جاهل بحقيقة عواقبها.
7-إن المقدم علي الذنب يرجي أن يتخلصمن تبعته بسببٍ من الأسباب ولو بالعفو المجرد فينال به لذةً ولا يلحقه به مضرةٌ، وهذا من أعظم الجهل، والأمر بعكس باطنه، فإن الذنوب تتبعها ولابدّ من الهموم والآلام وضيق الصدر والنكد، وظلمة القلب، وقسوته أضعاف أضعاف ما فيها من اللذة، ويفوت بها من حلاوة الطاعات، وأنوار الإيمان، وسرور القلب ببهجة الحقائق والمعارف، ما لا يوازي الذرة منه جميع لذات الدنيا، فيحصل لصاحب المعصية العيشة الضنك، وتفوته الحياة الطيبةوالدليل قوله تعالي: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشةً ضنكًا}،وقال في أهل الطاعة: {من عمل صالحًا من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمنٌ فلنحيينّه حياةً طيّبةً}.
*إن فقد العلم يستلزم فقد الخشية.
إن العلم يكون موجب للخشية عند اتباعه والاهتداء به ، فإذا انتفت فائدة العلم ومقتضاه وهو اتباعهانتفي العلم وثبت الجهل،ويصبح جاهلا كمن له سمع وبصر وعقل ولا ينتفبه في معرفة الحق فيصبح كما قال الله فيه{ صم بكم عمي فهم لا يعقلون}،فانتفاء العلم مع وجوده وأثبات الجهل يكون لانتفاء مقصوده وفائدته ،ولأن العلم له موجب ومقتضي.
*كون الخشية ملازمة للعلم.
الخشية ملازمةٌ للعلم بأوامر الله ونواهيه وأحكامه وشرائعه وأسرار دينه وشرعه وخلقه وقدره، ولا تنافي بين هذا العلم والعلم باللّه؛ فإنّهما قد يجتمعان وقد ينفرد أحدهما عن الآخر، وأكمل الأحوال اجتماعهما جميعًا وهي حالة الأنبياء - عليهم السلام - وخواصّ الصديقين ومتى اجتمعا كانت الخشية حاصلةٌ من تلك الوجوه كلها، وإن انفرد أحدهما حصل من الخشية بحسب ما حصّل من ذلك العلم، والعلماء الكمّل أولو العلم في الحقيقة الذين جمعوا الأمرين.
المسائل الأستطرادية:
*حكم التائب من الذنب ،وشروط التوبة،وآثارها.
هل يمكن أن يعود إلي ما كان عليه قبل المعصية؟
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول :لا يمكن عوده إلي ما كان عليه ،قاله أبي سليمان الدراني وغيره.
القول الثاني:يمكن عوده إلي ما كان عليه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
-هل إذا استكملت التوبة شروطها هل يجزم بقبولها؟
اختلف العلماء علي قولين:
القول الأول: لا يجزم بقبولها ،قاله القاضي أبو بكر وغيره من المتكلمين.
القول الثاني: يقطع بقبولها ، قاله أكثر أهل السنة والمعتزلة.
آثارالذنوب حتي بعد التوبة:
1- فاته ثواب المحسنين.
2- ما يلحقه من الخجل والحياء من الله عزوجل عند عرضه عليه.
*أنواع العلماء
العلماء ثلاثةٌ: "فعالمٌ باللّه ليس عالمًا بأمر اللّه، وعالمٌ بأمر اللّه ليس عالمًا باللّه، وعالمٌ باللّه عالمٌ بأمر اللّه".رواه الثوري عن ابن حيان
فالعالم باللّه وبأوامر اللّه: الذي يخشى اللّه ويعلم الحدود والفرائض
والعالم باللّه ليس بعالم بأمر اللّه: الذي يخشى اللّه ولا يعلم الحدود والفرائض.
والعالم بأمر اللّه ليس بعالم باللّه: الذي يعلم الحدود والفرائض، ولا يخشى اللّه عزّ وجلّ.
*معني الحياة الطيبة في قوله تعالي:{من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة}
قال الحسن وغيره من السلف: "لنرزقنّه عبادةً يجد حلاوتها في قلبه"
وفسرت بالقناعة، والرضي بالمعيشة فإنّ الرّضى، كما قال عبد الواحد بن زيدٍ:"جنة الدنيا ومستراح العابدين".
ففي الطاعة من اللذة والسرور والابتهاج والطمأنينة وقرة العين،
كان بعض السلف يقول: "لو يعلم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف"،والمعاصي تقطع هذه الموادّ، وتغلق أبواب هذه الجنة المعجلة، وتفتح أبواب الجحيم العاجلة من الهمّ والغمّ، والضيق والحزن والتكدر وقسوة القلب وظلمته وبعده عن الربّ - عزّ وجلّ - وعن مواهبه السّنيّة الخاصة بأهل التقوى.
كما ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي - رضي الله عنه - قال: "جزاء المعصية الوهن في العبادة، والضيق في المعيشة، والتعس في اللذة. قيل: وما التعس في اللذة؟ قال: لا ينال شهوةً حلالاً، إلا جاءه ما يبغّضه إيّاها".
وعن الحسن قال: "العمل بالحسنة نورٌ في القلب وقوةٌ في البدن، والعمل بالسيئة ظلمةٌ في القلب ووهن في البدن".
وروى ابن المنادي وغيره عن الحسن، قال: "إن للحسنة ثوابًا في الدنيا وثوابًا في الآخرة، وإنّ للسيئة ثوابًا في الدنيا، وثوابًا في الآخرة، فثواب الحسنة في الدنيا البصر في الدّين، والنور في القلب، والقوة في البدن مع صحبةٍ حسنةٍ جميلةٍ، وثوابها في الآخرة رضوان اللّه عزّ وجلّ وثواب السيئة في الدنيا العمى في الدنيا، والظلمة في القلب، والوهن في البدن مع عقوباتٍ ونقماتٍ، وثوابها في الآخرة سخط اللّه عزّ وجلّ والنار".
تفسير قوله تعالي(وبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون) ،وخلاف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه.
أخبرتعالي أنهم علموا أنّ من اشتراه أي تعوض به في الدنيا فلا خلاق له في الآخرة ثم قال: {ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون} ، فيدلّ هذا على أنّهم لم يعلموا سوء ما شروا به أنفسهم
وقد اختلف المفسرون في الجمع بين إثبات العلم ونفيه علي أقوال:
1- المقصودالشياطين الذين يعلمون الناس السحر.
2- المقصود اليهودالذين اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان،حكاه ابن جرير وهو قول خطأ مخالف لإجماع أهل التأويل
3-إنما نفى عنهم العلم بعدما أثبته لانتفاء ثمرته وفائدته، وهو العمل بموجبه ومقضتاه،حكاه ابن جريرٍ وغيره، وحكى الماوردي قولاً بمعناه، لكنه جعل العمل مضمرا، وتقديره لو كانوا يعملون بما يعلمون.
4-نهم علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له، أي لا نصيب له في الآخرة من الثواب، لكنهم لم يعلموا أنه يستحق عليه العقاب مع حرمانه الثواب، وهذا حكاه الماورديّ وغيره، وهو ضعيف أيضًا.
5-علموا أنّ من اشتراه فلا خلاق له في الآخرة، لكنهم ظنّوا أنهم ينتفعون به في الدنيا، ولهذا اختاروه وتعوّضوا به عن بوار الآخرة وشروا به أنفسهم، وجهلوا أنه في الدنيا يضرّهم أيضًا ولا ينفعهم، فبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ذلك،حكاه الماورديّ وغيره.
والراجح والصحيح القول الخامس والأخير.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir