بسم الله الرحمن الرحيم
بين معنى التعالم و واذكر مظاهرها!
التعالم هو ادّعاء العلم والتظاهر به.
والتعالُمُ «تفاعُلٌ» من العلم، ومن معاني صيغة «تفاعل» في اللغة إظهار خلاف الباطن. وتأتي هذه الصيغة لمعانٍ أخر.
والمقصود أن التعالم في اللغة هو ادّعاء العلم، والتظاهر به، وحقيقة المرء على خلاف ذلك.
فالمتعالم هو الجاهل الذي يدّعي المعرفة ويتظاهر بالعلم؛ فيتلبس بلباس أهل العلم، ويتحدث بلسانهم، ويستعمل شيئاً من أدواتهم وعباراتهم، وهو لم يسلك سبيلهم في تحصيله ورعايته، ولم يتحمل مشقّته، ولم يحمل أمانته.
فيتكلم في مسائل العلم على غير هدى، ويقول بغير علم، فيفتن نفسه ومن يستمع إليه، ممن يشتبه عليه تضليله وتلبيسه.
و من مظاهرها, هي:1.التوصية بمناهج تعليمية لم يدرسها ولم يجرّبها، وليس له من التمكن في التخصص ما يؤهّله لإصدار تلك الوصايا المنهجية في الكتب والشيوخ.
2.نقد الكتب والرجال، والكلام فيهم بغير علم، وتتبع عثرات العلماء، وترصّد زلاتهم، وهو من أشهر مسالك المتعالمين، وأقرب طرقهم إلى الشهرة.
3. الفتوى بغير علم، والتسرّع إليها، وهي داء دوي لا يكاد يسلم منه متعالم.
4. التصدّر للوعظ والتذكير عن غير تأهّل.
5.التصدر للتدريس قبل التأهل، وهو من أخطر مظاهر التعالم؛ ولا سيما إذا كان التصدّر نظامياً؛ فيغتر به الطلاب.
6. التصدر للتأليف وتحقيق الكتب قبل اكتمال الأداة العلمية، فيقع في عظائم وطوام، وتعالم فجّ، يتأذّى به الصادقون من طلاب العلم، ويغترّ به الجاهلون.
7. استغلال مواضع الحاجة عند العامة والدخول عليهم من تلك المداخل ثم التصدر بذلك في مسائل العلم، كالرقية وتعبير الرؤى والاستشارات الاجتماعية والدورات التدريبية.