دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 ربيع الثاني 1438هـ/22-01-2017م, 05:01 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى علي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم

تطبيق على أسلوب الحجاج (الرد على شبهة الشريك والولد)

قال تعالى :(بلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (90)مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَما كانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (91) عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ (92) ) سورة المؤمنون



في هذه الآيات نفى الله - سبحانه وتعالى- ما زعم المشركون من أنّ له ولد أو معه إله يشاركه وأثبت وحدانيته سبحانه , وردّ عليهم زعمهم الباطل من عدة أوجه :
أحدها : أن الله – عز وجل – أكدّ أنّ القرآن الذي أنزله على رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - الدالّ على وحدانية الله وألوهيته وتعاليه عن الشريك والولد , وما يتضمنه من الحقوق الواجبة والأخبار الصادقة هو الحق , وأما ما يزعمه هؤلاء المشركون من وصف الله بما لا يليق به أو وصف رسوله أو القرآن بما ليس فيهما , فإنما هو كذب وباطل محض مخالف لما أخبر به سبحانه من الحق , فقال – عز وجل – (بلْ أَتَيْناهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ (90)) فكيف يزعم هؤلاء أن ما يخبرون به هو الحق , بل هو افتراء على الله ومخالفة لما أخبر به .

وثانيها : أن الله – عز وجل – نفى ما زعم هؤلاء بما النافية فقال : ( ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله) فأجابهم على زعمهم بدلالة التمانع, فأخبر أنه يمتنع أن يكون له ولد كما زعم بعضهم من أن الملائكة بنات الله أو يكون معه شريك في الألوهية كالأصنام كما زعموا , فإنه – سبحانه – المتفرد بالخلق والألوهية غني عما سواه , وعلى فرض التسليم بأن قُدِّر أن يكون معه إله – سبحانه - لفسد نظام الكون واختل توازنه, كما قال تعالى في موضع آخر (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا) الأنبياء , ولاستقل كل إله بما يملك من الخلق , وغلب وقهر بعضهم بعض إذ لو اختلفت إرادة كل إله اختلاف تضاد, فعجز كل منهما عن إنفاذ إرادته لوصفا بالعجز جميعا وهذا نقص مناف للألوهية , ويمتنع إنفاذ الإرادتين لتضادهما , فتعين إنفاذ إرادة أحدهما دون الآخر , فغلب القوي منهم الضعيف ؛ والضعيف المقهور لا يصلح أن يكون إلها , فتعين أن يكون الإله واحد , وهذا ممتنع وغير حاصل أيضا لاتساق الكون وجريان الأمور على نظام واحد محكم بديع وسنن واحدة بلا خلل ولا تناقض ولا معارضة .
ثم إن الله تعالى استدل على شبهة الآلهة دون شبهة الولد لكونها أعم , فنفي الأعم يقتضي انتفاء الأخص إذ أنه لو قدّر أن يكون لله ولد – سبحانه- لكان إلها اتباعا للأصل كما قال تعالى : ( قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ ) الزخرف , لكن هذا ممتنع لامتناع الأعم .
وقد رد - سبحانه وتعالى- أيضا على زعمهم أن له ولد بدلالات أخرى إضافة إلى دليل التمانع في غير هذا الموضع , منها ما جاء في سورة الأنعام من قوله تعالى : ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم (101)) فأجابهم هنا بدلالة المعارضة , فإن كانوا يزعمون أن له ولد , فمعلوم أن الولد يستلزم وجود الصاحبة وهذا ممتنع بحق الله – عز وجل- فعارض زعمهم بما يبين بطلان دعواهم .

وثالثها : أن الله – عز وجل – أخبر أنه هو المتصف بكمال العلم فقال : (عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ) وقرئت عالمِ بالجر على أنها صفة , وبالرفع على أنه خبر , والمعنى أن علمه - سبحانه- محيط بكل شيء كما دلت عليه لام التعريف الدالة على الاستغراق , فهو – سبحانه- يعلم كل ما يغيب عن المخلوقات و كل ما يشاهدونه , فإن كان الله - عز وجل - عالم الغيب والشهادة أخبر بأنه منزه عن الشريك والولد , أفَهُم يزعمون خلاف ذلك أفَهُم أعلم أم الله ؟ بل إنما صدر هذا منهم عن جهل وقول على الله بغير علم .

ورابعها: أن الله – عز وجل – متصف بصفات الكمال منزه عن كل ما لا يليق به , وهذا الزعم الباطل من اتخاذ الشريك والولد منافٍ لما عليه الله من صفات الكمال , إذ يلزم من قولهم هذا الحاجة والافتقار إلى الغير , وعدم كمال الملك , والله – عز وجل منزه عن ذلك كله مترفع عنه , ولذلك قال : (سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ) أي عما يصفه به المشركون الظالمون , وقال: (فَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) أي ترفع سبحانه وتنزه عن ذلك .


هذا ما تيسر جمعه وبيانه – والله تعالى أعلم




المراجع:
جامع البيان في تأويل القرآن للطبري ت (310ه)
تفسير الماتريدي لمحمد الماتريدي ت (333ه)
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية ت (542هـ)
زاد المسير في علم التفسير لجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي ت (597هـ)
الجامع لأحكام القرآن لأبو عبد الله محمد القرطبي ت (671هـ)
تفسير القرآن الكريم (ابن القيم)لمحمد بن أبي بكر ابن قيم الجوزية ت (751هـ)
تفسير القرآن العظيم لابن كثير ت (774هـ)
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن السعدي ت (1376هـ)
التحرير والتنوير لابن عاشور ت (1393هـ)
أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين الشنقيطي ت ( 1393هـ)
أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك بيان بعض أدوات الحجاج الواردة في الآيات.
- خصمت نصف درجة بسبب التأخير.
التقويم: ب+
وفقك الله وسدّدك.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ربيع الثاني 1438هـ/22-01-2017م, 08:01 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
أحسنتِ بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك بيان بعض أدوات الحجاج الواردة في الآيات.
- خصمت نصف درجة بسبب التأخير.
التقويم: ب+
وفقك الله وسدّدك.
جزاكم الله عنا خيرا وأحسن إليكم
هل يمكنكم الإشارة فقط إلى اسم ما فات من الأدوات للفائدة أثابكم الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir