مجلس مذاكرة دورة مختصر تفسير سورة الفاتحة

[رشيد لعناني]

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الرابعة:

س1: هل سورة الفاتحة مكية أو مدنية؟ بيّن إجابتك بالدليل.
سورة الفاتحة مكية لقول الله تعالى: {ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم}. الآية من سورة الحجر المكية المذكور فيها السبع المثاني وهي الفاتحة، والعلماء مجمعون على أنها مكية إلا ما شذ من أقوال كقول مجاهد أنها نزلت بالمدينة، ولقد علق على هذا الأمر الحسين بن الفضل البجلي قائلا: (لكل عالم هفوة، وهذه مُنكرة من مجاهد لأنّه تفرَّد بها، والعلماء على خلافه). ذكره الثعلبي. والقول على أنه نزل نصفها بمكة ونصفها بالمدينة قول باطل كما ذكره أبو الليث السمرقندي في تفسيره. وذكر القشيري في تفسيره أنها نزلت مرتين: مرة بمكَّة ومرة بالمدينة ونسب القول إلى الحسين بن الفضل البجلي وفي نسبته هذه نظر.

س2: هل تُقرأ الاستعاذة بالتجويد؟
نعم، لأن المشهور عن القراء ترتيلها كما جرى عمل كثير من القراء ممن اختار الجهر بالاستعاذة على ترتيلها وتجويدها، ومن العلماء من منع ذلك بحجة أنها ليست من القرآن.

س3: ما معنى اسم الرحمن؟ وما معنى اسم الرحيم؟ وما الحكمة من اقترانهما؟
الرحمن ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء، ووقوعه على وزن فعلان صيغة مبالغة بمعنى السعة وبلوغ الغاية، وهو اسم مختصّ بالله تعالى، لا يُسمَّى به غيره.
الرحيم عظيم الرحمة، وكثير الرحمة، وهو على وزن فعيل أيضا من صيغ المبالغة.
الحكمة من اقترانهما
لن نجد أبلغ من قول ابن القيم رحمه الله تعالى: ( (الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم؛ فكان الأول للوصف والثاني للفعل.
فالأول دال على أن الرحمة صفته، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته.

س4: ما القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين} وما أثرها على المعنى؟ وما موقفنا من هذه القراءات؟
- القراءات الواردة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
هناك قراءتان:
الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي.
والثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.
- أثرها على المعنى:
المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه.
إضافة ملك إلى يوم الدين تفيد الاختصاص. لا مَلِك يومئذ إلا الله.

أما المالك فهو الذي يملك كل شيء يوم الدين. وكلا المعنيين صفة كمال.

- موقفنا من هذه القراءات
أن نؤمن بها جميعا وأن نستحضر أحد المعاني عند القراءة إذا لم يمكن الجمع بينها.

س5: بيّن معنى الاستعانة وأقسامها.
المعنى: طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ.
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب
القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا

س6: ما الحكمة من تعدية فعل الهداية بنفسه في قوله تعالى: {اهدنا الصراط المستقيم}
البيان والدلالة والإلهام والتوفيق والتهيئة معاني كلها جمعت عندما لم يتعد الفعل بإلى أو ل، فالعبد كما قال ابن القيم طالبٌ من الله أن يُعرِّفَه إيَّاه ويبّينه له ويلهمه إياه ويقدره عليه؛ فيجعل في قلبه علمَه وإرادتَه والقدرةَ عليه؛ فجَرَّدَ الفعلَ من الحرف، وأتى به مجرَّدا معدىً بنفسه ليتضمَّن هذه المراتب كلَّها.

س7: هل يجهر المأموم بالتأمين؟
نعم يرفع صوته بالتأمين (وبه يقول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعين، ومن بعدهم: يرون أن يرفع الرجل صوته بالتأمين، ولا يخفيها، وبه يقول الشافعي، وأحمد، وإسحاق).
والتأمين سنة مؤكدة ثابتة.

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
سورة الفاتحة سورة عظيمة ترافقنا على الأقل سبع عشرة مرة في اليوم فيها حوار بين العبد وربه.
- تجعل العبد يستحضر معنى الحمد لله مالك الملك.
- تجعله يستحضر أن العون من الله وحده ومنه يطلب، وبذلك يتحقق توحيد الربوبية.
- وأنه لا معبود بحق إلا الله وهذا توحيد الألوهية الذي لا يزيد العبد إلا عزا.
- استعانة التعبد واستعانة التسبب تجعل العبد صارفا العون لله متوكلا عليه تمام التوكل.
- طلب الهداية دائم مستمر لا سيما هداية التوفيق والمعونة.
- طلب مجانبة طريق المغضوب عليهم اليهود، والضالين النصارى.
- جامعة لأصول الأحكام وأسباب الهدى وحاوية لمعاني القرآن كله .