دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #10  
قديم 19 رمضان 1443هـ/20-04-2022م, 03:52 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
توكلت على الذي بيده قلوب العباد

المجلس الأول

مجلس مذاكرة القسم الأول من دورة أعمال القلوب


س1. لماذا عد علم السلوك لب العلوم وروحها ؟
- خلق الله الإنسان لعبادته وحده، وبلوغ الإحسان في عبادة الله عز وجل هى أعلى مراتب الدين، وعلم السلوك علم غايته بلوغ مرتبة الإحسان في العبادة.
- وقد علم أن المقصود الأعظم من العلوم هو الوصول إلى عبادة الله كما يحب ويرضى، وحصول ذلك لا يكون إلا بتقوى تعمر القلب، ونفس زاكية، وجوارح مستقيمة، وذلك يكون من خلال علم السلوك الذي به اليقين والتبصر، في الدين، وإدراك الحقائق وانكشاف البواطن، وبيان سبيل النجاة من الفتن والابتلاءات.
ولما كان محل نظر الرب هو القلب، فكان الواجب معرفة أدواء القلوب وأمراضها وعللها، والبحث في سبل شفائها وارتقائها وذلك أيضا من خلال علم السلوك الذي صار بذلك لب العلوم وروحها.

س2. ما هو تعريف العبادة؟ وما هو الفرق بين العبادة الكونية والعبادة الشرعية؟
- العبودية في لغة العرب الذلة، ويقال طريق معبد أي ذللته الأقدام وطئا.
-والعبادة لغة: الطاعة مع الخضوع والذل للمعبود.
- وهى على نوعين:
- عبادة كونية، قال الله تعالى: ( وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)، فالخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم خاضعون لله، وتحت قهره وسلطانه، خضعوا لقدره وأمره الكوني طوعا وكرها فهم لا يخرجون عن ملكه.
- وعبادة شرعية: وهى التي وعد الله عليها بالثواب للمؤمن، والعقاب للكافر، قال الله تعالى: (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر عظيم* والذين كفروا وكذلوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم).
- وعرفها شيخ الإسلام ابن تيمية بأنها اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة.
وهذا النوع من العبادة لا يكون إلا اختيارا من العبد بعد توفيق الله له، فيخضع لله، منقادا لأمره مسلما لشرعه، وحد تلك العبادة هو كل ما شرع للعبد أن يتعبد به لله في شريعة الإسلام.

س3. اذكر أنواع القلوب وبين فائدة معرفة هذه الأنواع؟
- قلوب العبد على أنواع ثلاثة:
- قلب حي صحيح، وقلب مريض، وقلب ميت.
- فأما القلب الحي : فهو قلب المؤمن الذي ينبض بحب الله وخشيته ورجاءه وخوفه، يسمع الذكر فينتفع به، ويستجيب لأمر الله وشرعه.
قال الله تعالى: (إن في ذلك ذكرى لمن كان له قلب )، وأريد بالقلب هنا القلب الحي الذي تنفعه الذكرى.
- وهذاالقلب يتفاوت وصفه بحسب ما غلب عليه فهو مع كونه حيا صحيحا فهو قلب ذاكر دائم الذكر لله عز وجل، ومنه قلب منيب رجاع لله عز وجل، ومنه قلب خاشع، ومنه قلب مخبت خاضع ذليل لمولاه.

- أما القلب المريض: فهو قلب الفاسق، والمنافق نفاقا أصغر.
- وهذا القلب اختلطت فيه مادتي الخير والشر، أيهما غلب على الآخر صار صاحبه أقرب لما غلب.
- وأما مرضه فهو بسبب شهوة أو شبهة أو تعلق بغير الله، او آفة فيه كالحسد والكبر والغل والبطر.

- أما القلب الميت: فهو قلب الكافر والمنافق نفاقا أكبر.
- قلب فارقته مادة الخير، واستوطنت فيه مادة الشر فاستشرت في أكنافه فأخرجت صاحبه من الملة.
- وأما أسباب موته فأكبرها الشرك وهو قاطع كل خير، والنفاق، والكفر، والإلحاد، فأخذ ينتقل من ذنب لذنب ومن معصية لأخرى حتى عمته مادة الشر، وطبع عليه فوصل إلى الكفر والشرك.

-وأما فائدة معرفة هذه الأنواع، هى أن يدرك العبد لأي نوع من أنواع القلوب ينتمي قلبه، فإن كان قلبه حيا، حمد الله وسأله الثبات والزيادة في الصلاح، وإن كان قلبه مريضا، بحث عن مرض قلبه وطلب له الدواء وسأل الله الشفاء، وإن كان ميتا فلعل الله يقذف في قلبه نور الهداية فينسلخ من موته ويبعث من جديد، والله على كل شيء قدير، وهو العليم الحكيم.

س4. (المحبة أصل الدين). وضح ذلك.
- أصل الدين وأصل أعمال القلوب محبة الله عز وجل، وذلك على وجوه ثلاثة:
1. أن الحامل على الأعمال الدينية هو محبة الله، ومحبة ثوابه، ومحبة النجاة من عقابه، فالرجاء في ثواب الله عز وجل والخوف من فوات السلامة والخوف من سخط الله مبناهما على المحبة أيضا.
- وكل عمل قلبي كالتوكل والخشية الإنابة والتوبة وغيرهم من أعمال قلبية، إنما تصدر عن محبة الله وما يتبعها من محبة ثوابه والنجاة من عقابه.
2. تسمية الأعمال التعبدية بالعبادة لكونها صادرة عن محبة عظيمة مقرونة بالخضوع والتعظيم والانقياد، وإلا فلا تكون عبادة.
3. أن الإخلاص وما ترتب عليه من أعمال هو ثمرة المحبة الصادقة لله عز وجل، فكل عمل يتقرب به لله ويبتغى به ثوابه ورضاه هو ثمرة تلك المحبة النابعة من قلب المؤمن لمولاه.

- وكل محبة تابعة لمحبة الله عز وجل كمحبة كتابه ومحبة دينه ومحبة رسوله صلى الل عليه وسلم، تعد أصلا للدين وهى علامة يتميز بها المؤمن عن المنافق.

س5. ما هو خوف السر، وما حكمه؟
- خوف السر أو خوف التعبد، هو في حقيقته خوف العبد من اطلاع المعبود على سر عمله، وحقيقة شأنه، وحال قلبه، فيخشى أن يؤاخذ بسوء قصده أو فساد قلبه وتحل عليه العقوبة.

- وهذا المعنى يتجلى باستحضار اسم الله الرقيب، فالمؤمن المتقي يخشى اطلاع الله على سريرته، وسوء قصده أو فساد نيته، فيسارع إلى تطهير نفسه وتزكيتها خوف العقوبة السخط.
- وهذه عبادة من أجل العبادات التي تصرف لله، ولا يفطن إلى لطفها إلا العارفون، ومن الناس من ضل فصرفها لأصحاب القبور والأولياء فأنزلهم منزلة الإله الحق، وهذا شرك أكبر.
نسأل الله العافية.

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:19 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir