س1: ما معنى الوقف في القرآن؟ وما سبب وقوف بعض أهل الحديث؟
الوقف في القرآن هو: أن يقول القرآن كلام الله و يقف, فلا يقول مخلوق أو غير مخلوق.
وقد وقف بعض أهل الحديث الذين رأوا أن القول بخلق القرآن قولا محدثا لا ينبغي لهم التكلم فيه و رأوا أن يكونوا على ما كان عليه السلف وهذا اجتهاد منهم و لكن أنكر عليهم الامام أحمد انكارا شديدا , لانه اذ عمت الفتنة وجب عليهم أن يبينوا للعامة لدفع الفتنة و رفع اللبس.
س2: بيّن سبب اختلاف الأفهام في مسألة اللفظ.
اختلف أهل السنة في مسألة اللفظ على فريقين:
الفريق الاول: و منهم الامام أحمد, و اسحق بن راهوية و الامام البخاري, منعوا منعا شديدا الكلام في مسألة اللفظ سواء بقول مخلوق أو غير مخلوق و بدعوا كلا الفريقين, لأنه قول مبهم يزيد الالتباس على العوام و لا يتبين به الحق.
الفريق الثاني: و منهم محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري, صرحوا بالقول اللفظ بالقرآن غير مخلوق, ظنا منهم أنهم بذلك يقطعون الطريق على الجهمية.
و لذلك قال ابن قتيبة: لم يختلف أهل السنة في شئ من القول الا اختلافهم في مسألة اللفظ.
و سبب هذا الاختلاف أن لفظ: القراءة و التلاوة و اللفظ كلها تحتمل أن تأتي بمعنى المصدر أو المفعول.
فالفريق الاول يرى أن التلاوة غير المتلو, فالتلاوة هي فعل العبد و هي مخلوقة كسائر أفعال العباد, أما المتلو فهو كلام الله غير مخلوق, و لذلك ينكر هذا الفريق النفي و الاثبات في مسألة اللفظ, و انما يقول أن القرءان غير مخلوق و لكن أفعال العباد مخلوقة.
ما الفريق الثاني فيرى أن التلاوة هي نفس المتلو, و هو كلام الله ولذلك يصرحون بأنه غير مخلوق.
س3: ما سبب محنة الإمام البخاري رحمه الله ؟ وبيّن موقفه من مسألة اللفظ.
الامام البخاري لم يكن يحب الكلام في مسألة اللفظ لما رأى ما أصاب الامام أحمد منها و كان يرى أنها مسألة مشئومة,
اذ أن هذا القول كان قولا مبهما يحتمل أكثر من معنى حسب ما يريده قائله, و كان من ضمن أهل السنة الذين يرون أن هذا القول خطأ نفيا و اثباتا.
و في أواخر حياتة عاد الامام البخاري الى بلاده و لكنه لم يحب البقاء في بخارى نظرا لكثرة المخالفين له, فذهب الى نيسابور حيث خرج أهلها وعلماؤها عن بكرة أبيهم لاستقباله, و اجتمع في الدار أعداد كبيرة حتى امتلات الدار, فقام أحد الحاسدين -و كان يعلم موقفه من مسألة اللفظ- فسأله عن قوله في المسألة, فأعرض عنه الامام البخاري, فأعاد السؤال فأعرض عنه الثانية, فلما كانت الثالثة قال له البخاري القرآن كلام الله غير مخلوق, و أفعال العباد مخلوقة, فقال أحدهم انظروا هذا قال لفظي بالقرآن مخلوق و صاح آخر بل لم يقل هذا و ضجت الدار , و حمل الكلام الى محمد بن يحيى الذهلي شيخ البخاري و الذي كان ممن يصرحون بأن اللفظ بالقرآن غير مخلوق, فغضب غضبا شديدا من البخاري و منع كل من يجالس البخاري أن يقرب مجلسه.
خرج البخاري متوجها الى بخارى و مكث بها قليلا ثم خرج منها و قد أصابه من الاذى و الهم ما أصابه حتى كفره بعضهم, فدعا ربه أن الارض ضاقت عليه بما رحبت فلا يطيل بقاءه فيها فقبضه الله اليه, رحمه الله.
س4: بيّن سبب نشأة فتنة اللفظية.
أول من أحدث هذه الفتنة هو حسين بن علي الكرابيسي, و قد كان من أهل العلم و لكن كان له سقطات مردية و من ذلك أنه ألف كتابا حط فيه على بعض الصحابة, و قال ان ابن الزبير من الخوارج, و حط فيه كذلك على بعض التابعين كسليمان الاعمش, و أورد فيه ما يقوي جانب الرافضة, فلما بلغ ذلك الامام أحمد حذر منه و نهى عن الاخذ عنه, فغضب الكرابيسي و قال لأقولن مقالة يقول ابن حنبل بخلافها فيكفر, فقال (لفظي بالقرآن مخلوق).
س5: لخّص بيان الإمام أحمد والبخاري للحق في مسألة اللفظ.
كره الامام أحمد و الامام البخاري الكلام في مسألة اللفظ نفيا و اثباتا , و بدعوا الفريقين و ذلك لأنه قول مبهم يلبس على العوام و لا يبين الحق.
قال الامام احمد: افترقت الجهمية على ثلاث فرق, فرقة قالوا القرآن مخلوق, و فرقة قالوا كلام الله, و تسكت , و فرقة قالوا ألفاظنا بالقرآن مخلوقة.
و بين الامام البخاري في كتاب خلق أفعال العباد أن حركاتهم و كتابتهم و اكتسابهم فمخلوقة, و أما القرآن المثبت في المصاحف, الموعى في القلوب فكلام الله غير مخلوق.
قال تعالى" بل هو ءايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم و ما يجحد به الا الكافرون".
س6: ما هي الفوائد التي استفدتها من دراستك لدورة "مسائل الإيمان بالقرآن"؟
- الايمان بالقرآن من أصول الايمان التي لا يتحقق الايمان الا بها.
- الايمان بالقرآن اعتقادي و قولي و عملي, و اذا نقص احداها لا يتحقق الايمان.
- الاهتداء بالقرءان يكون بتصديق أخباره و عقل أمثاله و امتثال أوامره و اجتناب نواهيه.
- لا يتم الاهتداء بالقرآن الا بشقيه الاعتقادي و السلوكي أي يجمع المؤمن بين العلم و العمل, و من عكف على العلم النظري لمسائل الاعتقاد دون عمل يحرم بركة العلم بل يصير علمه حجة عليه, و من انكب على العمل دون علم وقع في شطحات كبيرة و بدع كثيرة.
- التمسك بالكتاب و السنة يقي الانسان من الفتن و البدع.
- لابد من تعلم و تعليم مسائل الاعتقاد الصحيح للاولاد صغارا, حتى لا يسقطوا فريسة لما يشيعه أهل الاهواء من البدع.
- الفتن تبدأ صغيرة فان لم يتصد لها أهل العلم عمت و طمت.
- هذا الدين يحتاج الى رجال يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون في الله لومة لائم.
- لم يسلم الامام أحمد و لا البخاري من القذف و الاذى, فلنعتصم بالكتاب و السنة مهما حدث و أجرنا على الله.
- ندعو الله دوما أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه, و أن يجرنا من مضلات الفتن و لا يكلنا لأنفسنا طرفة عين
- المرء لا يأمن على نفسه من الفتن و لا سبيل للنجاه الا بالاعتصام بالكتاب و السنة و تقديم النقل على العقل.