الحمدلله الذي من علينا واصطفانا بدراسة تفسير المعوذتين كثير من يقرأها و يمر عليها مرارًا وتكرارًا و لكن بدون فهم أو تدبر مع أن تفهم القرآن وتدبره هو المقصود الأعظم ، والمطلوب الأهم من التلاوة. فبه تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب. قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن)
فيما يلي معنى المعوذتين وفضله و زمن نزولها :
· معنى المعوذات والمعوذتين:
إذا قلنا المعوذات فإننا نقصد الإخلاص والفلق والناس ؛ أي {قل هو الله أحد} و {قل أعوذ برب الفلق}
و {قل أعوذ برب الناس} .
وتسميتهم بهذه التسمية واردة في أحاديث وآثار عن الصحابة والتابعين ، ومنها :
1- عن عائشة رضي الله عنها قالت : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه
بـ {قل هو الله أحد} وبالمعوذتين جميعا ثم يسمح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده ) . صحيح البخاري
2- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الانسان حتى نزلت المعوذتان ؛ فلما نزلتها أخذ بهما وترك ماسواهما ) . جامع الترمذي وسنن ابن ماجه والنسائي
أما من جهة فضلها :
· ففضل المعوذتين :
1- لم ينزل في التوارة ولا في الإنجيل ولافي الزبور مثلها.
2- أحب سورة إلى الله عز وجل وأبلغها عنده ، ودليل ذلك حديث رسول الله لعقبة ".........فإنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله عز وجل وأبلغها عنده منها ".
3-خير سورتين قرأ بهما الناس ، وذلك في حديث رسول الله لعقبة "ياعقيب ألا أعلمك سورتين من خير سورتين قرأ بهما الناس ؟ قال : قلت : بلى يارسول الله. قال: فأقرأني {قل أعوذ برب الفلق} و {قل أعوذ برب الناس}.
4- أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءتها عند كل نوم وكل قيام ، لحديث عقبة : ".....كيف رأيت ياعقيب؟! اقرأ بهما كلما نمت وكلما قمت".
5-ماتعوذ متعوذ بمثلها ، وذكر ذلك في حديث عقبة " ياعقبة تعوذ بهما ؛ فما تعوذ متعوذ بمثلهما ".
6- أمر رسول الله أن تقرأ دبر كل صلاة ، قال عقبة بن عامر رضي الله عنه (أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اقرأ بالمعوذات دبر كل صلاة).
7- تكفي من كل شيء ، لحديث رسول الله لعبدالله بن خبيب "..... قال: قل هو الله أحد والمعوذتين ، حين تمسي وحين تصبح ثلاثا؛تكفيك من كل شي"
· نزول المعوذتين:
الصحيح أن المعوذتان مدنيتان.
ودليل ذلك أن عقبة بن عامر ممن أسلم بعد الهجرة ، و قول النبي "أنزلت الليلة" فيدل على حداثتها ، وكذلك أبو سعيد الخدري من صغار الصحابة فقدم النبي صلى الله عليه وسلم وهو غلام.
حكى بذلك : الثعلبي و أبو عمرو الداني و أبو معشر الطبري وابن كثير وغيرهم.
وذكر بعض المفسرين ومنهم الزجاج والواحدي وأبو المظفر السمعاني وابن عطية وابن عاشور بأنها مكية وهذا ذكر ضعيف لايصح
ختاما اسأله سبحانه أن يمن علينا بحسن القصد والقول والعمل و حسن الفهم و دقة الحفظ وأن نعمل صالحا يرضاه.