مجلس مذاكرة مختصر تفسير سورة الفاتحة

[عبدالرحمن محمد عبدالرحمن]

المجموعة الثانية:
س1: اشرح معاني خمسة أسماء من أسماء سورة الفاتحة.
فاتحة الكتاب:
سميت بذلك لأنها أول ما يستفتح به من كتاب الله عز وجل؛ ودليل ذلك الاسم ما جاء في حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب).
أم القرآن:
وسميت بذلك لأنها تتضمن أصول المعاني التي يدور حولها القرآن الكريم، وكأن ما بعدها من القرآن تفصيل لما أجمل في الفاتحة، ودليل ذلك الاسم حديث أبي هريرة رضى الله عنه أن النبيى صلى الله عليه وسلم قال: (أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم).
الحمد لله رب العالمين:
وذلك من باب تسمية السورة بأول آية فيه، مثل تسمية سورة النبأ (عم يتسائلون).
السبع المثاني:
وقد صح في تفسير النبي بالسبع المثاني أنها الفاتحة، وفى سبب التسمية أقوال لأهل العلم منها:
- سميت بذلك لأنها تثني أي تعاد في كل ركعه، وهو قول جمهور العلماء.
- وقيل لأنها مما استثناه رب العزة لنبيه فلم يعطي مثلها نبي قبله.
- وقيل لما فيه من الثناء على الله عز وجل.
- وقيل المثاني ما دل على اثنين؛ فقد ذكر في فيها من المعاني المتقابله؛ كالهدي والضلال، وحق الله وحق العباد، والثواب والعقاب ونحو ذلك، وهذا اللفظ أطلق أيضاً على القرآن مجملاً.
القرآن العظيم:
ودليل هذا الاسم ما جاء في حديث أبي هريرة السابق ذكره، وحديث أبي سعيد بن المعلي رضي الله عنهم.

س2: ما حكم الاستعاذة لتلاوة القرآن؟ وهل تكون قبل القراءة أو بعدها؟
يستحب لمن أراد أن يقرأ القرآن الكريم الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم؛ قال تعالي: (فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم).
والراجح من أقوال أهل العلم، أن القارئ يستعيذ بالله إذا أراد قراءة القرآن؛ لأن العرب إنما تطلق الفعل على مقاربته، كما جاء في حديث عائشه رضي الله عنها: ( ... أن عبدالله بن أم مكتوم كان لايؤذن حتي يقال له أصبحت أصبحت ..) أي قاربت الصباح.
قال ابن الجزري: ( هو قبل القراءة إجماعاً ولا يصح قولا بخلافه).

س3: ما معنى الباء في قول {بسم الله الرحمن الرحيم}
ذكر أهل العلم أقوال في معني الباء معاني ومنها:
- الباء للإستعانة؛ أي أقرأ مستعيناً باسم الله تبارك وتعالي.
- الباء للتبرك: أي أقرأ متبركاً باسم الله.
- الباء للابتداء: أي أقرأ مبتدأً باسم الله.
- الباء للمصاحبة والملابسة.
وكل ما سبق من المعاني صحيح يصح استحضار أي منها عند القراءة، أو استحضارهم جميعاً.

س4: ما معنى العالَم؟ وما المراد بالعالمين؟
معني العالم: هو اسم جمع لا واحد له من لفظه، يشمل أفراد كثيرة يجمعها صنف واحد.
أما المراد بالعالمين:
اختلف أهل العلم في المراد بالعالمين على قولين:
القول الأول: المراد به جميع العالمين التي خلقها الله تعالي؛ واستدلوا على هذا بقول الله تعالي: (قال فرعون وما رب العالمين قال رب السماوات والأرض وما بينهما).
القول الثاني: قيل المراد المكلف منهم أي: الجن والإنس؛ قال تعالي: (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا).

س5: ما فائدة تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد}
تقديم المفعول في قوله تعالى {إياك نعبد} يفيد:
- الحصر؛ وهو اثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه؛ فيكون المعني: نعبدك وحدك لا شريك ولا نعبد غيرك.
- تقديم ذكر الله عز وجل.
- فيه دلالة على القرب، وهو أبلغ في التوسل من قول: لا نعبد إلا إياك.

س6: بيّن أوجه تفاضل السائلين في سؤال الهداية من الله تعالى؟
يتفاضل السائلين للهداية فيما بينهم من عدة أمور، منها:
- حضور قلب السائل للهداية عند سؤاله، فليس حاضر القلب كالغافل الذي يقول ما لا يستشعره قلبه.
- الإحسان في الدعاء.
- نية الداعي في سؤاله، فمن يسأل الله الهداية بجميع مراتبها من دلالة عليها وتوفيق لاتباعها والثبات على ما وفق له ليس كغيره.

س7: ما اللغات الواردة في ((آمين)) وهل هي من القرآن؟
ورد فيها لغتين:
- قصر الألف: " أمين" على وزن فعيل.
- مد الألف: "آمين" على وزن فاعيل.
وقيل أن هناك لغة بتشديد الميم، وهذا خطأ ولا تصح كما قال غير واحد من أهل العلم، ولأن تشديد الميم فيها يخرجها من معني الدعاء، ويكون معناها قاصدين؛ كما قال في قول الله تعالي: (ولا آمين البيت الحرام).

س8: ما هي الفوائد السلوكية التي استفدتها من دراستك لتفسير سورة الفاتحة؟
- لابد للعبد فى كل أمره أن يستعين بالله كما بدأت الفاتحة.
- تعلم أصول دعاء الله تبارك وتعالي، من حمد وثناء وتمجيد وتوسل لله تبارك وتعالي بين يدي الدعاء.
- تعلق القلب بالله عز وجل وعدم الالتفات لغيره فهو سبحانه بيده النفع والضر، وهو سبحانه العاصم الحافظ من كل شر، وهو سبحانه الهادي الموفق لكل الخير.