دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #12  
قديم 18 جمادى الأولى 1442هـ/1-01-2021م, 01:20 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}
الحمد لله الذي خلقنا ولم يتركنا سدى، المنزل الكتاب المبين الهدى، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد فكثيرا ما ينادي الله تعالى عباده بأحب وصف إليه سبحانه، ألا وهو الإيمان. ومن هذا القبيل قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}.
روى ابن أبي حاتم أن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال: "إذا سمعت {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك، فإنه خيرٌ يأمر به، أو شرٌ ينهى عنه".
فقد أمر الله في هذه الآية عباده المؤمنين أن يتقوه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه تعالى. ولا يأمر سبحانه إلا بما يحب ويرضى، فقد قال تعالى: {إن الله يحب المتقين}.
فبالإيمان والتقوى يكون العبد من أولياء الله تعالى الذين قال فيهم: {ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون (62) الذين آمنوا وكانوا يتقون (63) لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم (64)}.
ثم أمر تعالى كل نفس بأن تنظر ما قدمت من أعمالها ليوم القيامة، وعبر تعالى عن يوم القيامة بـ "غد" لقربه، فقد قال تعالى: {إنهم يرونه بعيدا ونراه قريبا}. فبين تعالى أن الإيمان به سبحانه واليوم الآخر من أعظم البواعث على فعل الطاعات، واجتناب المحرمات، ومحاسبة النفس، وهي المراد بالنظر.
فالإيمان بالله تعالى سبب لمحبة العبد، والإيمان باليوم الآخر سبب لخوفه من سوء الحساب، فالمؤمن يعبد ربه جامعا بين المحبة والخوف راجيا مغفرته وثوابه تعالى.
والخوف من سوء الحساب يوم القيامة يقتضي محاسبة النفس على الصغيرة والكبيرة، قال تعالى: {ويخافون سوء الحساب}.
ومحاسبة النفس من أسباب الفوز والفلاح بما تستقيم النفوس وتتزكى القلوب، قال الله تعالى: {قد أفلح من زكاها}. وهي أيضا طريق السلف، فقد روى ابن أبي الدنيا عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه قال: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا، فإنه أخف عليكم في الحساب غدا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر: {يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية}".
ومحاسبة النفس تكف عن السيئات وتزيد من الحسنات، قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}، وتكف عن الاغترار بالحياة الدنيا وزينتها، وتشغل العبد بنفسه عن غيره، وهي أيضا تدفع إلى الاستمرار من التوبة والاستغفار، لا سيما عند وقوع المصيبة ليعرف العبد من أين جاء تقصيره، فيبادر إلى التوبة عنه والإقبال على الله، قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.
فعلى العبد المؤمن أن يحاسب نفسه في الدنيا قبل أن يحاسب يوم القيامة، ويلومها على المعصية أو التقصير، فلربما يكون بذلك من الذين أوتي كتابهم بيمينهم، قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه (7) فسوف يحاسب حسابا يسيرا (8) وينقلب إلى أهله مسرورا (9)}.

المراجع:
تفسير ابن كثير
تفسير ابن جزي
نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
أيسر التفاسير للجزائري
تفسير ابن عثيمين
التفسير الميسر

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:36 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir