دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 محرم 1442هـ/25-08-2020م, 10:25 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,790
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثاني من تطبيقات مهارات التخريج

التطبيق الثاني من تطبيقات مهارات التخريج


خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).



تعليمات:
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 محرم 1442هـ/3-09-2020م, 10:35 PM
ميمونة التيجاني ميمونة التيجاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
الدولة: Makkah almokrmah
المشاركات: 385
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
التخريج
أخرجه البخاري(ت256هـ) من طريقين كلها عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها
وأخرجه عبد الرزاق(ت211) و الطبري (ت310هـ)من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها
التحرير
المراد بلغو اليمين
القول الأول:هو قول عائشة رضي الله عنها : هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس
القول الثاني:قول سعيد بن جبير هُوَ <<الرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الْحَرَامِ فَلَا يُؤَاخِذُهُ بِتَرْكِهِ» رواه عبد الرزاق
القول الثالث: لا يؤاخذكم الله بما سبقتكم به ألسنتكم من الأيمان على عجلة وسرعة، فيوجب عليكم به كفارة إذا لم تقصدوا الحلف واليمين، قاله الطبري
القول الرابع : قول عائشة في رواية أخرى : ((هو قول الرجل في بيته:"كلا والله" و"بلى والله")) رواه ابن جرير الطبري
القول الخامس : خطأ غير عَمد. قاله ابن جرير الطبري
جميع الأقول مترادفة و تؤدي الى أن الله يعفو ويغفر لمن حلف خطاً غير عامد كقول الرجل سرعة لا والله بلى و الله
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه
التخريج
رواه اخرجه سعيد بن منصور(ت227هـ) عن إسحاق عن التميمي و كذلك أخرجه ابن جرير الطبري (ت310)من عدد طرق كلها عن إسحاق عن التميمي عن ابن عباس وفي بعضها دون التميمي فقط عن إسحاق عن ابن عباس
التحرير
ورد في معنى مهيمناً عليه عدد أقوال
القول الأول: أميناً وشاهداً قاله السدي و قتادة ذكره المكي في الهداية الى بلوغ النهاية و الثعلبي وزاد الثعلبي شاهدٌ، ومصدِّقٌ، ومؤتَمَنٌ، وأمينٌ
القول الثاني: غيرَ ساهِ عنه قاله الحلبي في الدرر المصون في علوم الكتاب المكنون
القول الثالث: رقيب عليه ومنه قول الشاعر إنَّ الكتابَ مهيمِنٌ لنبيِّنا ... والحقُّ يعرِفُه ذَوُو الأَلْبابِ
وقول الحافظ : مليكٌ على عرشِ السماء مهيمِنٌ ... لعزته تَعْنُو الوجوهُ وتَسْجُدُ
قاله الحلبي في الدرر المصون في علوم الكتاب المكنون
القول الرابع: «ومُهَيْمَنا» بفتح الميم الثانية على أنه اسمُ معفولٍ بمعنى أنه حوفظ عليه من التبديل والتغيير، والفاعل هو الله تعالى قاله مجاهد قاله الحلبي في الدرر المصون في علوم الكتاب المكنون و قال كذلك مهيمناً على جميع الكتب التي قبله مصدقاً لما يستحق التصديق منها مكذباً لما يستحق التكذيب، فمن كان به أمهر كان بذلك أعلم.
تؤول الأقوال الى أن القران الكريم و النبي صلى الله عليه وسلم مصدقاً و أميناً وشاهداً ورقيباً لما بين يديه من الكتب السماوية
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
التخريج:
أخرجه عبد الرزاق الصنعاني(ت211هـ) و الطبري(310) من طريق ابن جريج عن محمد بن المرتفع عن ابن الزبير
التحرير:
القول الأول : في سبيل الخلاء و البول في أنفسكم قاله البغوي و ابن جرير و الثعلبي
القول الثاني : تسوية مفاصل أيديكم وأرجلكم وجوارحكم دليل على أنكم خلقتم لعبادته , قاله قتادة. ذكره الماوردي
القول الثالث: خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون , قاله ابن زيد ذكره الماوردي
القول الرابع: : في حياتكم وموتكم وفيما يدخل ويخرج من طعامكم , قاله السدي. ذكره الماوردي
القول الخامس: في الكبر بعد الشباب , والضعف بعد القوة , والشيب بعد السواد , قاله الحسن ذكره الماوردي
القول السادس: آيَاتٌ إِذْ كَانَتْ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْمًا إِلَى أَنْ نُفِخَ فِيهَا الرُّوحُ قاله البغوي
القول السابع : يُرِيدُ اخْتِلَافَ الْأَلْسِنَةِ وَالصُّوَرِ وَالْأَلْوَانِ وَالطَّبَائِعِ قاله عطاء عن ابن عباس ورواه البغوي
الأقوال وإن اختلفت فكلها تؤول الى دعوة النفس الإنسانية الى التأمل في ذاتها وما هي عليه ظاهرا و باطنا شكلا و لونا و ما يدخل فيها من طعام وشراب و من كم مدخل يدخل و من كم مخرج يخرج وكيفية خروجه
4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج
خرجه الحاكم(405) في مستدركه وابن جرير الطبري (310هـ)من طريق الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله
التحرير
المراد ((بالصراط المستقيم)) ورد فيه عدد أقول
القول الأول: الإسلام وزاد أبو جعفر دين إبراهيم الحنيفية و الماوردي و البغوي وابن عطية و البيضاوي و السيوطي و الثعلبي
القول الثاني:الهدى قاله ابن جرير
القول الثالث: والطريق القاصد الذي لا اعوجاج فيه قاله ابن جرير
القول الرابع: هو طريق النبي صلّى الله عليه وسلّم وصاحباه رواه عاصم الأحول عن أبي العالية الرياحي و السيوطي
القول الخامس: هو دين [الله] الذي لا يقبل من عباده غيره قاله محمد بن الحنفية
القول السادس:هو كتاب الله قاله الماوردي
الأقوال متقاربة و المعنى أن أن الصراط المستقيم هو كتاب الله وهو الهدى ويدعو الى دين الله وهو الإسلام الطريق الذي لا اعوجاج فيه وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم و صاحباه كما قال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنوجذ أو كما قال صلى الله عليه وسلم
5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
التخريج:
اخرجه ابن حبان(ت354) و الترميذي(279) و أبي يعلى(ت307) كلهم من طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك
و أخرجه البزار (ت292) وابن جرير الطبري (310) من طريق شعبة عن معاوية عن أنس بن مالك
التحرير
ورد في المراد بالشجرة الخبيثة عدد أقوال
القول الأول هي الحنظل و دليله ما رواه أنس بن مالك يقول: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) ، قال: الحنظل.
القول الثاني :هي الكلمة التي ليس لها في الأرض قرار ولا في السماء صعود ويؤيده قول قتادة: إن رجلا لقي رجلا من أهل العلم فقال: ما تقول في" الكلمة الخبيثة"، فقال: ما أعلم لها في الأرض مستقرًّا، ولا في السماء مَصْعَدًا، إلا أن تَلْزَم عُنُقَ صاحبها، حتى يوافي بها القِيامة.
القول الثالث: هو الكافر ليس له عمل يستقر في الأرض و لا ذكر يصعد الى السماء ويؤيده قول عن الربيع بن أنس: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) ، قال: هذا الكافر ليس له عمل في الأرض، ولا ذكرٌ في السماء
القول الرابع : هي الثوم لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ الثُّومَ بِأَنَّهَا شَجَرَةٌ خَبِيثَةٌ، و الكشوتا وهي العشقة وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: هِيَ الثوم، وَقيل: إِنَّهَا الكشوثا، وَهِي العشقة.
القول الخامس : هِيَ الْجَهْلُ بِاللَّهِ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ الْآفَاتِ وَعُنْوَانُ المخافات وَرَأْسُ الشَّقَّاوَاتِ
القول السادس: أنها الكراث
القول السابع :انها شجرة الشوك
تؤول الأقوال السابقة في المراد ب ((كشجرة خبيثة)) الى قولين
أما ان يكون المراد عمل و كلام المشرك الكافر بالله حيث لا يستقر في الأرض و لا يصعد الى السماء
و أم أن يكون المراد به نبات من نبات الأرض الموصوف بخبثه أما لطعمه كالحنظل او الكشتوتا و العشقة أو لريحه كالثوم و الكراث أو لملمسه كالشوك

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 محرم 1442هـ/15-09-2020م, 11:12 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

1- 1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
التخريج:
- أخرجه مالك بن أنس، وعبدالرزاق الصنعاني، والبخاري، والنسائي، من طريق عروة عن عائشة، وهو عند عبدالرزاق بزيادة "يتدارؤون في الأمر لا يعقد عليه قلوبهم"،
- وأخرجه الشافعي وابن جرير بأسانيد من طريقي عروة وعطاء بن أبي رباح عن عائشة رضي الله عنها، وهو عند ابن جرير وفي بعضها بدون قولها: "ما يتراجع به الناس" وهذا أورده من طريق هشام عن عروة.
وفي بعضها بزيادة قالت " لا والله وبلى والله، يتدارؤون في الأمر لا تعقد عليه قلوبهم" وهذا أورده بإسناده من طريق الزهري عن عروة عنها.
ومن طريق هشام عن عروة بزيادة " يصل بها كلامه" وقال السيوطي هذا من كلام ابن جرير.
وفي آخرى بزيادة "ليس مما عقدتم الإيمان" وهو من طريق عطاء عنها، ومن طريق عطاء أيضا بألفاظ أخرى نحو هذا.
-وأخرجه وأبو داوود والبيهقي من طريق عطاء عن عائشة
-وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عروة بإسنادين أحدهما بزيادة قولها:" فذلك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله ثمّ لا يفعله"، وأخرجه كذلك من طريق عطاء بزيادة " وهو يرى أنه صادق"
وأخرجه وابن مردويه، وابن حبان عن عطاء، ووكيع، وعبد بن حميد عن أبي قلابة، وابن المنذر كما قال السيوطي في الدر المنثور.

تحرير المراد باللغو في قوله تعالى : " لَّا یُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِیۤ أَیۡمَـٰنِكُمۡ وَلَـٰكِن یُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ"
واختلف المفسرون في المراد ب"لغو اليمين"
على أقوال كثيرة:

الأول : أنه ما تسبق به الألسنة في درج الكلام والاستعجال، وذلك كقول القائل:"فعلت هذا والله، أو أفعله والله"، وهو قول : ابن عباس، وعائشة، وابن عمر ، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، والقاسم، وعروة بن الزبير، وأبو قلابة، والضحاك، وعكرمة، والشافعي، وأبي صالح، والزهري، ذكره عبدالرزاق في تفسيره، والنسائي في السنن، والطبري في تفسيره، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن الأثير في جامع الأصول، وابن كثير.
-ويشهد لهذا القول : ما رواه أبو داوود في سننه عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «هُوَ كَلَامُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ، كَلَّا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ"، وأخرجه الطبري، والبيهقي، وابن حبان وصححه.

الثاني: كل يمين وصَل الرجل بها كلامه، على غير قصدٍ منه إيجابَها على نفسه، ولا عقد، وما كان في الهزل، والمراء، والخصومة،.وهو قول عائشة، و مجاهد، وابراهيم النخعي، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، وابن كثير.
-واستدل ابن كثير على ذلك بما ثبت في الصّحيحين من حديث الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «من حلف فقال في حلفه: واللّات والعزّى، فليقل: لا إله إلّا اللّه» قال: ( فهذا قاله لقومٍ حديثي عهدٍ بجاهليّةٍ، قد أسلموا وألسنتهم قد ألفت ما كانت عليه من الحلف باللّات من غير قصدٍ، فأمروا أنّ يتلفّظوا بكلمة الإخلاص، كما تلفّظوا بتلك الكلمة من غير قصدٍ، لتكون هذه بهذه؛ ولهذا قال تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم واللّه غفورٌ حليمٌ} كما قال في الآية الأخرى في المائدة: {ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم الأيمان}
- وأخرج ابن جرير عن الحسن بن أبي الحسن، قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقومٍ ينتضلون يعني يرمون ومع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من أصحابه، فرمى رجلٌ من القوم، فقال: أصبت واللّه وأخطأت فقال الّذي مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حنث الرّجل يا رسول اللّه، قال: كلاّ أيمان الرّماة لغوٌ لا كفّارة فيها، ولا عقوبة. قال ابن كثير: هذا مرسلٌ حسنٌ عن الحسن.
-واستدلوا بقوله بأنه قسيم للكسب في قوله ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) فالكسب هو التعمد.
-وبقوله تعالى في المائدة : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان" أي ما كان منه على قصد القلب.

القول الثالث: قيل هو الرّجلان يتبايعان، فيقول أحدهما: واللّه لا أبيعك بكذا وكذا، ويقول الآخر. واللّه لا أشتريه بكذا وكذا، وهو قول مجاهد، ذكره ابن جرير. وهذا القول يدخل في معنى سابقه.
الرابع: مَا يُحْلَفُ بِهِ وهو يرى أنه صادق، فَيَكُونُ بِخِلَافِهِ، وهو أحد قولي عائشة، وأبو هريرة، وأحد أقوال ابن عباس، وقول آخر لمجاهد، وسليمان بن يسار، والحسن، والربيع بن أنس، وابن أبي جعفر، وابن أبي نجيح، ومكحول، وإبراهيم، ومالك، وعائشة، وأبي مالك، وابن جبير، وزياد، وعطاء، وقتادة، والسدي، ومقاتل، والحسن، وزرارة بن أوفى، وبكر بن عبد اللّه، وأحد قولي عكرمة، وحبيب بن أبي ثابتٍ، والسّدّيّ، ومكحولٍ ،ومقاتلٍ، وطاووس، ويحيى بن سعيدٍ، وربيعة، ومالك في الموطأ، الطبري، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن الأثير، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير.

الخامس: الحلف عَلَى غَلَبَةِ الظَّنِّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَحْمَدَ، ذكره ابن كثير، وهو بمعنى سابقه وقريب منه.

السادس: الْيَمِينُ فِي الْغَضَبِ، وهو قول لابن عباس، و طاووس، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير.
واستدلوا عليه بما في صحيح مسلم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يمين في غضب"

السابع: يمين المعصية، وهو قول لابن عباس، سعيد ابن المسيب، وابن الجبير،ومسروق ، والشعبي، أبو بكر بن عبدالرحمن، وعروة وعبدالله ابنا الزبير، ذكره الطبري، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن أبي حاتم، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير، وغيرهم.

-وأدلة أصحاب هذا القول:
ما أخرجه ابن جرير عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين له. والحديث حسن، وجاء بزيادة: (فتركها كفارتها) وهي زيادة منكرة، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَالْأَحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ كُلُّهَا: " فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ" وَهِيَ الصِّحَاحُ.
وما روي عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: من حلف على يمينِ قطيعةِ رحم أو معصية لله، فبِرُّه أن يحنَث بها ويرجع عن يمينه". والحديث ضعيف وفيه متروك.
وبما أخرجه أبوداود عن سعيد بن المسيّب: «أنّ أخوين من الأنصار كان بينهما ميراثٌ، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألني عن القسمة، فكلّ مالي في رتاج الكعبة. فقال له عمر: إنّ الكعبة غنيّةٌ عن مالك، كفّر عن يمينك وكلّم أخاك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرّبّ عزّ وجلّ، ولا في قطيعة الرّحم، ولا فيما لا تملك» وهو منقطع لكن حكم عليه الأئمة بالصحة والانقطاع لا يؤثر كما قال ابن القيم.

الثامن :الحلف على تحريم الحلال، وتَرْكِ الْمَأْكَلِ وَالْمُشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وهو قول مكحول، وابن جبير، ومالك، ذكره عبدالرزاق، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن أبي حاتم، القرطبي، وابن عطية، وابن كثير.
واستدل هؤلاء بقول الله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾، ذكره ابن كثير.

التاسع:ما كان من يمينٍ بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه، كقوله: أعمى الله بصره، أذهب الله ماله"، أو كقول الرجل : هو مشرك هو كافر إن لم يفعل كذا وكذا، وهو قول زيد بن أسلم، وابن زيد، ذكره ابن وهب، والطبري، وابن أبي حاتم، وابن عطية، والقرطبي، ابن كثير.

العاشر: هو ما حنث فيه الحالف ناسيًا، وهو قول ابراهيم النخعي، ذكره عبدالرزاق، الطبري، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير.
واستدلوا بقوله تعالى: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
و بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)،

الحادي عشر:وقيل هي المكفرة فإذا كفرت سقطت وصارت لغواً، وهو قول لابن عباس، والضحاك، ذكره الطبري، والزجاج، وابن عطية، والقرطبي.
واستدلوا بما أخرجه أبوداود عن سعيد بن المسيّب: «أنّ أخوين من الأنصار كان بينهما ميراثٌ، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألني عن القسمة، فكلّ مالي في رتاج الكعبة. فقال له عمر: إنّ الكعبة غنيّةٌ عن مالك، كفّر عن يمينك وكلّم أخاك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرّبّ عزّ وجلّ، ولا في قطيعة الرّحم، ولا فيما لا تملك» وهو منقطع لكن حكم عليه الأئمة بالصحة والانقطاع لا يؤثر كما قال ابن القيم.

الثاني عشر: قيل هو الرجل يحلف على أمر أضرار أن يفعله أو لا يفعله فيرى الذي خير منه فأمر الله أن يكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير منه، وهو قول لابن عباس، ذكره ابن جرير.
-ودليل أصحاب هذا القول :
بسياق الآيات وما ورد من سبب النزول، قال ابن أبي حاتم:
أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: كان قوم حلفوا على تحريم الحلال فقالوا: أما إذ حلفنا وحرمنا على أنفسنا فإنه ينبغي لنا أن نبر، فقال الله (أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس) ولم يجعل لها كفارة فأنزل الله (يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، فأمر النّبيّ عليه السلام بالكفارة لتحريم ما حرم على نفسه الجارية التي كان حرمها على نفسه أمره أن يكفر يمينه ويعاود جاريته ثم أنزل الله {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}.
وما أخرجه ابن جرير وصححه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "من حلف على يمينٍ فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الّذي هو خيرٌ وليكفّر عن يمينه"
واستدل بعضهم بحديث : " بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَتْرُكْهَا فَإِنَّ تَرْكَهَا كَفَّارَتُهَا" لكن زيادة " تركها كفارتها" منكرة لا تصح.

الثالث عشر: وقيل هي أيمان المكره، ذكره القرطبي وألحقه بما جاء على غير قصد لأنها جائت على خلاف قصده فهي لغو محض ويمين المكره بمثابتها.
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).

الدراسة:
وكل تلك الأقوال في حقيقتها تؤول إلى قولين:
الأول: أن اللغو في الأيمان هي التي لا إثم فيها ولا كفارة، وهي الأيمان اللاغية التي لا يقصدها الحالف، بل تجري على لسانه عادة من غير تعقيد، أو ما حقه لهجنته أن يسقط، واختار هذا القول الطبري، وابن عطية، وابن كثير.
الثاني: هي الأيمان المكفّرة.

فيدخل في القول الأول: ما كان من وصل الكلام كقولهم :" بلى والله وكلا والله"، لأنه من لغة العرب في كلامهم ولا يقصدونه، وتبايع الرجلان من قبيل المثال له، ويدخل فيه دعاء الرجل على نفسه لأنه من سقط الكلام ولا يعتد به، وكذا اليمين في الغضب لأن الغضبان يقول قولا لا يقصده في الحقيقة إن اشتد غضبه، أو يقول قولاً مستهجنا ساقطا وهو من معنى اللغو في اللغة، وكذا يدخل فيه من يحلف ويرى أنه صادق أو يغلب على ظنه أنه صادق لأنه لم يتعمد الكذب، فهذا لا إثم فيه ولا كفارة، ويلحق فيه أيمان المكره لأن المكره لم يعقد قلبه على اليمين، و قول من حنث ناسياً فإنه لا كفارة عليه ولا إثم.

ويدخل في القول الثاني: اليمين في المعصية، ومن حلف على تحريم الحلال وترك المباحات فهو معصية أيضا، ومن حلف على أمر اضرار فرأى غيره خيراً منه، فهؤلاء حقهم الحنث والتكفير عن اليمين.
وعلى القول الأول يكون معنى رفع المؤاخذة في الآية مطلق، فالمؤاخذة مرفوعة في الكفارة والإثم، لأن كلاهما عقوبة ولا وجه لتخصيص أحدهما دون الآخر.
ويكون معنى الكسب تعمُّد وقصد الحلف ابتداءً.
وعلى القول الثاني يكون رفع المؤاخذة عن الإثم دون الكفارة إن كفر الإنسان عن حنثه، ومعنى الكسب على هذا القول أي تعمد الكذب والباطل وهو يعلمه، فيتعمد الحلف على الباطل مع العلم به.

وأدلة القول الأول :
1- أن معنى اللغو في اللغة هو الشيء الذي لا يعتد به، و"اللغو" من الكلام في كلام العرب، كلّ كلام كان مذمومًا وسَقَطًا لا معنى له مهجورًا، يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغُو لَغْوًا" إذا قال قبيحًا من الكلام،، ومنه قول الراجز :
وربّ أسراب حجيجٍ كظّم = عن اللّغا، ورفث التّكلّم.
كما قال أبي قلابة في قول الرجل: لا والله وبلى والله، قال: إنها لمن لغة العرب ليست بيمين، أخرجه ابن أبي حاتم.
2- أنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ اللَّغْوَ قَسِيمًا لِلَّتِي كَسَبَها القَلْبُ في هذه الآية ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) وفي المائدة لِلَّتِي عَقَدَ عَلَيْها الحالِفُ اليَمِينَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ يُؤاخِذُكم بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ﴾، قال ابن كثير: ( وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ الْيَمِينُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأيْمَانَ﴾ أَيْ: بِمَا صَمَّمْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْأَيْمَانِ وَقَصَدْتُمُوهَا)
3- أن الله رفع المؤاخذة في الآية، وحقيقته ما لا إثم فيه ولا كفارة، أما من قصرها على العقوبة الآخروية دون العقوبة الدنيوية التي هي الكفارة فقد تحكم.
4- ويقوي هذا المعنى حديث عائشة إن صح رفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية، قال:هو قول الرجل لا والله وبلى والله"، فهو من وصل الكلام لا تعمد فيه ولا قصد، أخرجه ابن جرير، وابن حبان، والبيهقي.
5- وبما ثبت في الصحيحين عن أبي هرير أن رسلو الله صلى الله عليه وسلم قال:" "مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فحلفوا ولم يأمرهم بكفارة.
6- واستدلوا بما وراه ابن جرير عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقَوْمٍ يَنْتَضِلُونَ -يَعْنِي: يَرْمُونَ -وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَرَمَى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ: أَصَبْتُ وَاللَّهِ وَأَخْطَأْتُ وَاللَّهِ. فَقَالَ الَّذِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: حَنِثَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "كَلَّا أَيْمَانُ الرُّمَاةِ لَغْوٌ لَا كَفَّارَةَ فِيهَا وَلَا عُقُوبَةَ" قال ابن كثير، هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ عَنِ الحَسَن، فبين أن اللغو هو لاكفارة فيه ولا إثم.
7- أن ما ورد من الأحاديث في بعض من تعمد الحنث بسقوط التكفير كما في المعصية في قوله ( تركها كفّارتها) فهو لا يثبت، او في الغضب كحديث : ( أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، فَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ، فَحَلَفَ أَنْ لاَ يَحْمِلَنَا، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَتَحَلَّلْتُهَا" فمحمول على عدم اشتداد الغضب فيقصده وهو كمن حلف على أمر فرأى غيره خيراً منه فهنا يكفر.

- أما أدلة القول الثاني :
-أن سياق الآيات جاء في الحديث عن من حلف فرأى غيره خيراً منه، وما ورد من سبب النزول:
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: كان قوم حلفوا على تحريم الحلال فقالوا: أما إذ حلفنا وحرمنا على أنفسنا فإنه ينبغي لنا أن نبر، فقال الله: (أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس) ولم يجعل لها كفارة فأنزل الله (يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، فأمر النّبيّ عليه السلام بالكفارة لتحريم ما حرم على نفسه الجارية التي كان حرمها على نفسه أمره أن يكفر يمينه ويعاود جاريته ثم أنزل الله {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}.

- واستدلوا بما جاء من الأحاديث التي أمرت بالحنث والتكفير، في بعض الحالات كالمعصية والغضب لمن يرى فيه التكفير بناء على بعض الأحاديث.
مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنِّي وَاللَّهِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ -لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا"
وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدالرحمن بن سمرة :" وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ خَيْرًا مِنْهَا فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ".
وقوله صلى الله عليه وسلم : "لَا نَذْرَ وَلَا يَمِينَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ، وَلَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ" وبما ذكروا من أدلة نحو هذا.

والراجح:
والأرجح هو القول الأول لموافقته للغة، ولقوة الأدلة، وتوارد المفسرين عليه، وعلى نقل تفسير عائشة رضي الله عنها، فإن تفسير الصحابي حجة، ولاختيار كبار المفسرين لهذا القول، وهو ما رجحه الطبري وابن عطية وابن كثير.

2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).

التخريج:
أخرجه ابن وهب في تفسيره ، وسعيد بن منصور في سننه، وابن جرير، وابن أبي حاتم في تفسيره، والبيهقي في الأسماء والصفات، وابن حجر في تغليق التعليق، جميعهم من طريق أبي إسحاق عن التميمي بأسانيد كثيرة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور الى الفريابي، وابن المنذر وابن مردويه.

تحرير الأقوال :
قال تعالى: (وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ) المائدة (48)
اختلف المفسرون في عباراتهم في تفسيرهم لقوله (مهيمنا ) على أقوال :

1- فقال بعضهم: أي شهيدا عليه، هو قول ابن عباس، السدي، قتادة، مجاهد، ذكره عبدالرزاق في تفسيره، والطبري، وابن عطية، وابن كثير.
2- وقال آخرون: مؤتمناَ عليه، وهو قول ابن عباس، وسعيد ابن جبير، وعكرمة، ومجاهد، ومحمد بن كعب، والحسن،وقتادة، وعطاء، والسدي، وابن زيد، والحسين، ذكره ابن وهب في الجامع في علوم القرآن، وسعيدُ بنُ منصورٍ في سننه، والطبري في تفسيره، والبيهقي وذكره عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ في تفسير مجاهد، وابن حجر في تغليق التعليق، وابن كثير في تفسيره
3- أمين على الكتب قبله، وهو قول ابن عباس، وابن جبير، والحسين، وعكرمة،وابن جريج، ذكره البخاري في صحيحه، والطبري، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن كثير
5- مصدقاً، ابن زيد، والحسن، ذكره الطبري، وابن ابي حاتم، وابن عطية
6- حاكماَ على ما قبله من الكتب، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن كثير.
7-سيّداً، هو قول ابن عباس، ذكره ابن أبي حاتم.

-والأقوال متقاربة، وجميعها صحيح ويتضمنها لفظ المهيمن، فالقرآن أمينُ وشاهدُ وحاكمُ على كل كتاب قبله.
وذلك أن لفظ المهيمن أصله مهموز (مؤيمن) فقلبت الهمزة هاء، كما هو جارٍ في لغة العرب كما قالوا هراق وأراق، فأصله من مادة أمن، وأمن تأتي بمعنى الأمانة ضد الخيانة وهو سكون الخوف، ويأتي بمعنى التصديق، والمعنيان متقاربان، قال تعالى: ( وما أنت بمؤمن لنا) أي مصدِّق لنا، والإيمان هو التصديق الذي معه أمن.
وهذا كما في قول العباس بن عبدالمطلب وهو يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى بيتك المهيمن من خذف علياء تحتها النطق
أي حتى احتوى شرفك الشاهد والمصدِّق على فضلك.


3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»

التخريج:
أخرجه عبدالرزاق في تفسيره، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه التواضع والخمول، والطبري في تفسيره، والبيهقي، كلهم من طريق عن محمد بن المرتفع عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما.
وأخرجه البيهقي من طريق عبدالله بن كثير عن ابن الزبير، وفي بعضها بلفظ الغائط بدل الخلاء
وعزاه السيوطي في الدر المنثور الى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر.

قوله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} (الذاريات 21)
اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى ( وفي أنفسكم) على خمسة أقوال:
الأول: أي سبيل الخلاء والبول، وهو قول ابن الزبير، ذكره عبدالرزاق، وابن ابي الدنيا في التواضع والخمول، والطبري، وابن أبي حاتم، والبيهقي.
الثاني: تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ، وهو قول علي، ذكره البخاري، والعيني، الفراء، والقسطلاني.
الثالث: وفي تسوية الله تبارك وتعالى مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالة لكم على أن خلقتم لعبادته، وهو قول ابن زيد، وقتادة، ذكره عبدالرزاق في تفسيره، والطبري، وابن كثير.
الرّابِعُ: فِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ، ذكره ابن أبي حاتم.
الخامِسُ: في الكِبَرِ بَعْدَ الشَّبابِ، والضَّعْفِ بَعْدَ القُوَّةِ، والشَّيْبِ بَعْدَ السَّوادِ، قالَهُ الحَسَنُ، ذكره الماوردي.
السابع : أي وفِي خَلْقِهِ أَيْضًا، إِذَا فَكَّرَ فِيهِ مُعْتَبِرٌ، وهو قول قتادة، ذكره عبد الرزاق في تفسيره، أبو الشيخ الاصبهاني في كتابه العظة، وقال السيوطي أخرجه ابن جرير، وابن المنذر.
السابع: من تفكر في نفسه عرف أنما لينت مفاصله للعبادة، وهو قول قتادة، ذكره أبو الشيخ الاصبهاني في كتابه العظة، وابن كثير في تفسيره، وبنحو هذا القول قال ابن جرير.
الثامن :وَفِي خلق أَنْفُسِكُمْ حين كنتم نطفة، ثم علفة، ثم مضغة، ثم عظاما، ثم لحما، ثم ينفخ فيه الروح، ففي هذا كله آية أَفَلا يعني أفلا تُبْصِرُونَ قدرة الرب أن الذي خلقكم قادر على أن يبعثكم كما خلقكم، ذكره مقاتل في تفسيره.

وهذه الأقوال كلها صحيحة ومتقاربة وهي كالمثال للمعنى وهو التفكر في خلق الإنسان، فأولى الأقوال من قال أن المراد في خلقكم لمن تفكر فيه معتبر لأنه يشمل كل ما ذُكر فالآية مطلقة فيدخل في خلقكم وتسوية أبدانكم سبيل الخلاء والبول ونفسه ما يدخل ويخرج من الطعام من دخل واحد و يخرج من موضعين، ويدخل فيه مراحل الخلق نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم لحما، ويدخل فيه الكبر بعد الشباب والضعف بعد القوة، ويدخل فيه بدء الخلق من تراب ثم البعث، فهذه كلها من تفاصيل خلق الإنسان.

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

التخريج:
أخرجه المروزي، الطبري، والحاكم في المستدرك كلهم من طريق عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله، وعزاه السيوطي في الدر المنثور الى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والمحاملي في أماليه.
قوله تعالى :"ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ" الفاتحة (6)
تعددت أقوال المفسرون في المراد بالصراط المستقيم على خمسة أقوال :
الأول: أنه كتاب الله ، وهو قول علي ابن أبي طالب، وقول عبدالله ، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك، وابن عطية، وابن كثير
واستدلوا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال :"الصراط المستقيم كتاب الله" رواه الطبري، وابن أبي حاتم والحديث إسناده ضعيف جداً،
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل وليس بالهزل وهو حبل الله المتين وهو ذكره الحكيم وهو الصراط المستقيم»." رواه الطبري والترمذي وضعفه

الثاني: هو الإسلام، وهو قول ابن عباس، وابن مسعود، وجابر، وابن الحنيفية، وزيد ابن أسلم، ذكره المروزي، والطبري، والحاكم في المستدرك، وابن أبي حاتم وابن كثير، ومكي بن ابي طالب
-واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ضرب الله مثلا صراطًا مستقيمًا " ثم قال فالصِّراط: الإسلامُ "، رواه الإمام أحمد واسناده صحيح.
وبقول النبي صلى الله عليه وسلم

الثالث: الحق، وهو قول مجاهد، ذكره ابن أبي حاتم، وابن كثير.
الرابع: النبي وصاحباه من بعده ، وهو قول أبي العالية، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك، وابن كثير
الخامس: ما تركنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول عبدالله ابن مسعود ، ذكره ابن وهب في
الجامع، والبيهقي في شعب الإيمان وقال السيوطي أخرجه ابن مردويه، وذكره وابن كثير.
السادس: دين الله الحق، وهو لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وهو قول ابن عباس، أخرجه ابن أبي حاتم

وكل تلك الأقوال صحيحة ويشملها الصراط المستقيم فكلها تستلزم بعضها البعض فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).:

التخريج:
أخرجه الترمذي، والطبري في تفسيره ، والرامهرمزي في أمثال الحديث، وأبو الشيخ الاصبهاني في أمثال الحديث، وابن أبي حاتم في تفسيره، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك
وأخرجه ابن الجعد في مسنده، والطبري، والخطابي في غريب الحديث، من طريق شعبة عن معاوية بن قرة، عن أنس
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير، والبزار في مسنده، والطبري كذلك من طريق حيان بن شعبة عن أنس
وأخرجه أبو نعيم في الطب النبوي من طريق حسان بن سعيد عن أنس
وقال السيوطي أخرجه ابن مردويه من طريق حيان بن شعبة عن أنس

قوله تعالى:" وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةࣲ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارࣲ" (إبراهيم: 26)
اختلف المفسرون في المراد بقوله : ( كشجرة خبيثة) على ستة أٌقوال كما يلي:

1- فقيل هو الحنظل، وهو الشريان، وهو قول أنس بن مالك، ومجاهد، ذكره الترمذي، والهمذاني، وابن الجعد في مسنده،ومقاتل بن سليمان في تفسيره، والطبري، والبزار في مسنده والحاكم في المستدرك، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، والخطابي في غريب الحديث، وابن حبان في صحيحه، والرامهرمزي في أمثال الحديث، وأبو الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث، وابن المقريء في معجمه، وابن أبي حاتم في التفسير، ومكي بن أبي طالب في الهداية.

-ويشهد لهذا القول أنه روي مرفوعا، عن أنس أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار} قال: " هي الحنظلة " أخرجه الترمذي، وابن حبان، و ابن جرير الطبري، قال الترمذي : لا نعلم أحدا رفعه غير حماد بن سلمة ورواه غير واحد ولم يرفعوه والأصح وقفه.

2- وقيل أن هذه الشجرة لم تُخْلَق على الأرض وأنما هو مثل ضربه الله للكافر، روي عن ابن عباس، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم في تفسيره.
3- وقيل هو الكشوث، روي عن ابن عباس، ذكره الواحدي في الوسيط، وابن الجوزي، القرطبي، والخازن، والبغوي.
4- وقيل هو الثوم، روي عن ابن عباس، ذكره الواحدي في تفسيره الوسيط، وابن الجوزي، والبغوي، والقرطبي، والخازن.
5- وقيل هو الكمأة والطحلب، ذكره القرطبي.
ولعل مستندهم ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " تَنَازَعَنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فِي {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} فَقُلْنَا: نَحْسَبُهَا الْكَمْأَةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَاذَا تَذَاكَرُونَ؟» فَقُلْنَا: هَذِهِ الْآيَةَ فِي الشَّجَرَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ، فَقُلْنَا: نَحْسَبُهَا الْكَمْأَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ»
أخرجه الترمذي وصححه والنسائي وأحمد.
6- الشَّجَرَةُ الخَبِيثَةُ الَّتِي تُجْعَلُ في المُسْكِرِ، قول ابن زياد الخراط، ذكره ابن أبي حاتم.

ومبنى قول من قال أنها شجرة الحنظل، على قول النبي صلى الله عليه وسلم إن صح، ولأن تتصف بما ذكر في الآية من أنها خبيثة، فقد خبث جناها وثمرها، وأنها تجتث من الأرض أي تنتزع من أصولها وما لها من قرار أي أصل في الأرض.
وأما قول من قال أنه الثوم والكشوث ونحوها فلأنها تتصف أيضاً بأنها لا ساق لها ولا أوراق، وهذا هو مثل الكافر أنه لا يستقر على شيء ولا ينتفع منه بشيء، والكمأة والطحلب كذلك مع ماورد فيه من حديث إن صحت دلالته عليه.
وأما قول من قال أنها شجرة لم تخلق فهو محمول على أن المقصود ليس شجرة معينة وإنما هو تمثيل من الله تعالى للكافر بشجرة إذا وجدت فيها هذه الأوصاف.

والقول الأقرب للصواب قول من قال أنها شجرة غير معينة إن وجدت فيها تلك الأوصاف، والحنظلة هو مثال على تلك الشجرة لأنها تتصف بما ذكر في الآية، ولتوارد المفسرين على القول بذلك القول وتناقلهم للأُثر وإن كان كذلك فقول الصحابي حجة، وإلا فإن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم رفعه فيتعين الأخذ به ولا يجوز رده كما قال الطبري.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 محرم 1442هـ/16-09-2020م, 12:52 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ميمونة التيجاني مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
التخريج
أخرجه البخاري(ت256هـ) من طريقين كلها عن هشام عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها [رواية البخاري ليس فيها زيادة (ما يتراجع به الناس)]
وأخرجه عبد الرزاق(ت211) و الطبري (ت310هـ)من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها [ورواية عبد الرزاق من هذا الطريق فيها زيادة (" يَتَدَارَءُونَ فِي الْأَمْرِ , لَا يُعْقَدُ عَلَيْهِ قُلُوبُهُمْ ")
فانتبهي لاختلاف ألفاظ الروايات وتعدد طرقها.
وإذا تعدد الألفاظ تعددًا يفضي إلى تغير المعنى، نخرج اللفظ المذكور في رأس السؤال أولا، ثم نذكر تخريج باقي الروايات]

التحرير
المراد بلغو اليمين
القول الأول:هو قول عائشة رضي الله عنها : هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس
القول الثاني:قول سعيد بن جبير هُوَ <<الرَّجُلُ يَحْلِفُ عَلَى الْحَرَامِ فَلَا يُؤَاخِذُهُ بِتَرْكِهِ» رواه عبد الرزاق
القول الثالث: لا يؤاخذكم الله بما سبقتكم به ألسنتكم من الأيمان على عجلة وسرعة، فيوجب عليكم به كفارة إذا لم تقصدوا الحلف واليمين، قاله الطبري [هو نفسه القول الأول]
القول الرابع : قول عائشة في رواية أخرى : ((هو قول الرجل في بيته:"كلا والله" و"بلى والله")) رواه ابن جرير الطبري [هو نفسه القول الأول ولعائشة رضي الله عنه قول آخر وهو الرجل يحلف على أمر يظن أنه صادق ثم يتبين له خلاف ذلك]
القول الخامس : خطأ غير عَمد. قاله ابن جرير الطبري
جميع الأقول مترادفة و تؤدي الى أن الله يعفو ويغفر لمن حلف خطاً غير عامد كقول الرجل سرعة لا والله بلى و الله
[الأقوال ليست متوافقة والخلاف في هذه المسألة من خلاف التضاد، مثلا قول سعيد بن جبير ليس مرادفًا لقول عائشة رضي الله عنها !
ولم تذكري جميع الأقوال]
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه
التخريج
رواه اخرجه سعيد بن منصور(ت227هـ) عن إسحاق عن التميمي و كذلك أخرجه ابن جرير الطبري (ت310)من عدد طرق كلها عن إسحاق عن التميمي عن ابن عباس وفي بعضها دون التميمي فقط عن إسحاق عن ابن عباس
التحرير
ورد في معنى مهيمناً عليه عدد أقوال
القول الأول: أميناً وشاهداً قاله السدي و قتادة ذكره المكي في الهداية الى بلوغ النهاية و الثعلبي وزاد الثعلبي شاهدٌ، ومصدِّقٌ، ومؤتَمَنٌ، وأمينٌ [نعتمد على المصادر المسندة في عزو الأقوال]
القول الثاني: غيرَ ساهِ عنه قاله الحلبي في الدرر المصون في علوم الكتاب المكنون
القول الثالث: رقيب عليه ومنه قول الشاعر إنَّ الكتابَ مهيمِنٌ لنبيِّنا ... والحقُّ يعرِفُه ذَوُو الأَلْبابِ
وقول الحافظ : مليكٌ على عرشِ السماء مهيمِنٌ ... لعزته تَعْنُو الوجوهُ وتَسْجُدُ
قاله الحلبي في الدرر المصون في علوم الكتاب المكنون
القول الرابع: «ومُهَيْمَنا» بفتح الميم الثانية على أنه اسمُ معفولٍ بمعنى أنه حوفظ عليه من التبديل والتغيير، والفاعل هو الله تعالى قاله مجاهد قاله الحلبي في الدرر المصون في علوم الكتاب المكنون و قال كذلك مهيمناً على جميع الكتب التي قبله مصدقاً لما يستحق التصديق منها مكذباً لما يستحق التكذيب، فمن كان به أمهر كان بذلك أعلم.
تؤول الأقوال الى أن القران الكريم و النبي صلى الله عليه وسلم مصدقاً و أميناً وشاهداً ورقيباً لما بين يديه من الكتب السماوية [هذه المسألة تحتاج منكِ الرجوع إلى كتب أهل اللغة لمعرفة توجيه كل قول، وستجدين أنك بحاجة لدراسة اشتقاق الكلمة لبيان وجه الجمع بين الأقوال]

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
التخريج:
أخرجه عبد الرزاق الصنعاني(ت211هـ) و الطبري(310) من طريق ابن جريج عن محمد بن المرتفع عن ابن الزبير
التحرير:
القول الأول : في سبيل الخلاء و البول في أنفسكم قاله البغوي و ابن جرير و الثعلبي
القول الثاني : تسوية مفاصل أيديكم وأرجلكم وجوارحكم دليل على أنكم خلقتم لعبادته , قاله قتادة. ذكره الماوردي
القول الثالث: خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون , قاله ابن زيد ذكره الماوردي
القول الرابع: : في حياتكم وموتكم وفيما يدخل ويخرج من طعامكم , قاله السدي. ذكره الماوردي
القول الخامس: في الكبر بعد الشباب , والضعف بعد القوة , والشيب بعد السواد , قاله الحسن ذكره الماوردي
القول السادس: آيَاتٌ إِذْ كَانَتْ نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عَظْمًا إِلَى أَنْ نُفِخَ فِيهَا الرُّوحُ قاله البغوي
القول السابع : يُرِيدُ اخْتِلَافَ الْأَلْسِنَةِ وَالصُّوَرِ وَالْأَلْوَانِ وَالطَّبَائِعِ قاله عطاء عن ابن عباس ورواه البغوي
الأقوال وإن اختلفت فكلها تؤول الى دعوة النفس الإنسانية الى التأمل في ذاتها وما هي عليه ظاهرا و باطنا شكلا و لونا و ما يدخل فيها من طعام وشراب و من كم مدخل يدخل و من كم مخرج يخرج وكيفية خروجه
[أحسنت، والأقوال الواردة في المصادر المسندة لابد من عزوها إلى هذه المصادر دون الحاجة لذكر المصادر الناقلة]
4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج
خرجه الحاكم(405) في مستدركه وابن جرير الطبري (310هـ) [كما ترين فالطبري توفي قبل الحاكم، فيقدم عليه] من طريق الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله
[مخرج هذا لأثر عبد الله بن محمد بن عقيل]
التحرير
المراد ((بالصراط المستقيم)) ورد فيه عدد أقول
القول الأول: الإسلام وزاد أبو جعفر دين إبراهيم الحنيفية و الماوردي و البغوي وابن عطية و البيضاوي و السيوطي و الثعلبي
القول الثاني:الهدى قاله ابن جرير
القول الثالث: والطريق القاصد الذي لا اعوجاج فيه قاله ابن جرير [هذا هو المعنى اللغوي للمفردة والمطلوب بحث المراد منها]
القول الرابع: هو طريق النبي صلّى الله عليه وسلّم وصاحباه رواه عاصم الأحول عن أبي العالية الرياحي و السيوطي [لا نقول رواه السيوطي، فهو لم يرو بإسنادة لأبي العالية، ومن خرج قول أبي العالية من المصادر المسندة]
القول الخامس: هو دين [الله] الذي لا يقبل من عباده غيره قاله محمد بن الحنفية
القول السادس:هو كتاب الله قاله الماوردي [هذا قول علي ابن أبي طالب ورواية عن ابن مسعود رضي الله عنهما بداية، فيبحث عن تخريج قولهما في المصادر المسندة]
الأقوال متقاربة و المعنى أن أن الصراط المستقيم هو كتاب الله وهو الهدى ويدعو الى دين الله وهو الإسلام الطريق الذي لا اعوجاج فيه وهو هدي النبي صلى الله عليه وسلم و صاحباه كما قال صلى الله عليه وسلم عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنوجذ أو كما قال صلى الله عليه وسلم
5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
التخريج:
اخرجه ابن حبان(ت354) و الترميذي(279) و أبي يعلى(ت307) كلهم من طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك [يُرتب حسب تاريخ الوفيات] [وهؤلاء الأئمة رووه من هذا الطريق مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أي أن القائل عندهم النبي صلى الله عليه وسلم وليس أنس رضي الله عنه، ورواه الترمذي وابن جرير من طرق - غير طريق حماد بن سلمة - عن شعيب عن أنس موقوفًا]
و أخرجه البزار (ت292) وابن جرير الطبري (310) من طريق شعبة عن معاوية عن أنس بن مالك
التحرير
ورد في المراد بالشجرة الخبيثة عدد أقوال
[هذا من أمثال القرآن
وفي المثل تشبيه شيء بشيء وهنا نبحث عدة مسائل: المشبه، والمشبه به، وأداة التشبيه ووجه الشبه، وهو من مباحث التفسير البياني.
المشبه هنا الكلمة الخبيثة، فإذا قلنا ما المراد بالكلمة الخبيثة ممكن أن تكون كلمة الشرك، أو كلمة الكافر ونحو ذلك من الأقوال.
لكن السؤال هنا عن المراد بالشجرة الخبيثة (المشبه به) وبهذا لا يصح أن نقول أن المراد بها الكلمة، أو الكافر ...
أرجو أن يكون الفرق اتضح لكِ]

القول الأول هي الحنظل و دليله ما رواه أنس بن مالك يقول: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) ، قال: الحنظل.
القول الثاني :هي الكلمة التي ليس لها في الأرض قرار ولا في السماء صعود ويؤيده قول قتادة: إن رجلا لقي رجلا من أهل العلم فقال: ما تقول في" الكلمة الخبيثة"، فقال: ما أعلم لها في الأرض مستقرًّا، ولا في السماء مَصْعَدًا، إلا أن تَلْزَم عُنُقَ صاحبها، حتى يوافي بها القِيامة.
القول الثالث: هو الكافر ليس له عمل يستقر في الأرض و لا ذكر يصعد الى السماء ويؤيده قول عن الربيع بن أنس: (ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة) ، قال: هذا الكافر ليس له عمل في الأرض، ولا ذكرٌ في السماء
القول الرابع : هي الثوم لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَفَ الثُّومَ بِأَنَّهَا شَجَرَةٌ خَبِيثَةٌ، و الكشوتا وهي العشقة وَعَن ابْن عَبَّاس قَالَ: هِيَ الثوم، وَقيل: إِنَّهَا الكشوثا، وَهِي العشقة.
القول الخامس : هِيَ الْجَهْلُ بِاللَّهِ، فَإِنَّهُ أَوَّلُ الْآفَاتِ وَعُنْوَانُ المخافات وَرَأْسُ الشَّقَّاوَاتِ [راجعي الملحوظة السابقة]
القول السادس: أنها الكراث
القول السابع :انها شجرة الشوك
تؤول الأقوال السابقة في المراد ب ((كشجرة خبيثة)) الى قولين
أما ان يكون المراد عمل و كلام المشرك الكافر بالله حيث لا يستقر في الأرض و لا يصعد الى السماء [راجعي الملحوظة السابقة]
و أم أن يكون المراد به نبات من نبات الأرض الموصوف بخبثه أما لطعمه كالحنظل او الكشتوتا و العشقة أو لريحه كالثوم و الكراث أو لملمسه كالشوك

بارك الله فيكِ
هناك تقدم ولله الحمد في تخريجكِ للأقوال ولا زال عليكِ بذل مزيد من الجهد في التدرب حتى تستدركين كافة الملحوظات بإذن الله
واحرصي على استيعاب المصادر، والانتباه لاختلاف ألفاظ الروايات إذا كانت تؤثر في المعنى.
وبالنسبة للتحرير ودراسة الأقوال، راجعي الدروس الخاصة بها في دورة المهارات المتقدمة في التفسير
واجتهدي في التدريب وقراءة طرق العلماء المجيدين لتحرير المسائل الخلافية في التفسير، ومحاكاة أسلوبهم حتى تجيدي التحرير بإذن الله
التقويم: د
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 محرم 1442هـ/16-09-2020م, 01:30 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد مشاهدة المشاركة
1- 1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
التخريج:
- أخرجه مالك بن أنس، وعبدالرزاق الصنعاني، والبخاري، والنسائي، من طريق عروة عن عائشة، وهو عند عبدالرزاق بزيادة "يتدارؤون في الأمر لا يعقد عليه قلوبهم"،
- وأخرجه الشافعي وابن جرير بأسانيد من طريقي عروة وعطاء بن أبي رباح عن عائشة رضي الله عنها، وهو عند ابن جرير وفي بعضها بدون قولها: "ما يتراجع به الناس" وهذا أورده من طريق هشام عن عروة.
وفي بعضها بزيادة قالت " لا والله وبلى والله، يتدارؤون في الأمر لا تعقد عليه قلوبهم" وهذا أورده بإسناده من طريق الزهري عن عروة عنها.
ومن طريق هشام عن عروة بزيادة " يصل بها كلامه" وقال السيوطي هذا من كلام ابن جرير.
وفي آخرى بزيادة "ليس مما عقدتم الإيمان" وهو من طريق عطاء عنها، ومن طريق عطاء أيضا بألفاظ أخرى نحو هذا.
-وأخرجه وأبو داوود والبيهقي من طريق عطاء عن عائشة
-وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق عروة بإسنادين أحدهما بزيادة قولها:" فذلك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله ثمّ لا يفعله"، وأخرجه كذلك من طريق عطاء بزيادة " وهو يرى أنه صادق"
وأخرجه وابن مردويه، وابن حبان عن عطاء، ووكيع، وعبد بن حميد عن أبي قلابة، وابن المنذر كما قال السيوطي في الدر المنثور.
[لعائشة رضي الله عنها قولان: أحدهما القول الذي في رأس السؤال، والآخر في الرجل يحلف على الشيء يرى أنه صادق، ثم يتبين له خلاف ذلك، وهناك اختلاف في القولين على ما سأسبينه لكِ بإذن الله.
فينبغي التفريق بينهما عند التخريج.]

تحرير المراد باللغو في قوله تعالى : " لَّا یُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغۡوِ فِیۤ أَیۡمَـٰنِكُمۡ وَلَـٰكِن یُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ وَٱللَّهُ غَفُورٌ حَلِیمࣱ"
واختلف المفسرون في المراد ب"لغو اليمين"
على أقوال كثيرة:

الأول : أنه ما تسبق به الألسنة في درج الكلام والاستعجال، وذلك كقول القائل:"فعلت هذا والله، أو أفعله والله"، وهو قول : ابن عباس، وعائشة، وابن عمر ، ومجاهد، وعطاء، والشعبي، والقاسم، وعروة بن الزبير، وأبو قلابة، والضحاك، وعكرمة، والشافعي، وأبي صالح، والزهري، ذكره عبدالرزاق في تفسيره، والنسائي في السنن، والطبري في تفسيره، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن الأثير في جامع الأصول، وابن كثير.
-ويشهد لهذا القول : ما رواه أبو داوود في سننه عَنْ عَطَاءٍ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «هُوَ كَلَامُ الرَّجُلِ فِي بَيْتِهِ، كَلَّا وَاللَّهِ، وَبَلَى وَاللَّهِ"، وأخرجه الطبري، والبيهقي، وابن حبان وصححه. [هذا ليس دليلا بذاته وإنما تخريج أحد الأقوال]

الثاني: كل يمين وصَل الرجل بها كلامه، على غير قصدٍ منه إيجابَها على نفسه، ولا عقد، وما كان في الهزل، والمراء، والخصومة،.وهو قول عائشة، و مجاهد، وابراهيم النخعي، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، وابن كثير.
-واستدل ابن كثير على ذلك بما ثبت في الصّحيحين من حديث الزّهريّ، عن حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي هريرة: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلم قال: «من حلف فقال في حلفه: واللّات والعزّى، فليقل: لا إله إلّا اللّه» قال: ( فهذا قاله لقومٍ حديثي عهدٍ بجاهليّةٍ، قد أسلموا وألسنتهم قد ألفت ما كانت عليه من الحلف باللّات من غير قصدٍ، فأمروا أنّ يتلفّظوا بكلمة الإخلاص، كما تلفّظوا بتلك الكلمة من غير قصدٍ، لتكون هذه بهذه؛ ولهذا قال تعالى: {ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم واللّه غفورٌ حليمٌ} كما قال في الآية الأخرى في المائدة: {ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم الأيمان}
- وأخرج ابن جرير عن الحسن بن أبي الحسن، قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقومٍ ينتضلون يعني يرمون ومع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من أصحابه، فرمى رجلٌ من القوم، فقال: أصبت واللّه وأخطأت فقال الّذي مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حنث الرّجل يا رسول اللّه، قال: كلاّ أيمان الرّماة لغوٌ لا كفّارة فيها، ولا عقوبة. قال ابن كثير: هذا مرسلٌ حسنٌ عن الحسن.
-واستدلوا بقوله بأنه قسيم للكسب في قوله ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) فالكسب هو التعمد.
-وبقوله تعالى في المائدة : " لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان" أي ما كان منه على قصد القلب.

القول الثالث: قيل هو الرّجلان يتبايعان، فيقول أحدهما: واللّه لا أبيعك بكذا وكذا، ويقول الآخر. واللّه لا أشتريه بكذا وكذا، وهو قول مجاهد، ذكره ابن جرير. وهذا القول يدخل في معنى سابقه.
الرابع: مَا يُحْلَفُ بِهِ وهو يرى أنه صادق، فَيَكُونُ بِخِلَافِهِ، وهو أحد قولي عائشة، وأبو هريرة، وأحد أقوال ابن عباس، وقول آخر لمجاهد، وسليمان بن يسار، والحسن، والربيع بن أنس، وابن أبي جعفر، وابن أبي نجيح، ومكحول، وإبراهيم، ومالك، وعائشة، وأبي مالك، وابن جبير، وزياد، وعطاء، وقتادة، والسدي، ومقاتل، والحسن، وزرارة بن أوفى، وبكر بن عبد اللّه، وأحد قولي عكرمة، وحبيب بن أبي ثابتٍ، والسّدّيّ، ومكحولٍ ،ومقاتلٍ، وطاووس، ويحيى بن سعيدٍ، وربيعة، ومالك في الموطأ، الطبري، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن الأثير، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير.

الخامس: الحلف عَلَى غَلَبَةِ الظَّنِّ، وَهُوَ قَوْلُ أَبِي حَنِيفَةَ وَأَحْمَدَ، ذكره ابن كثير، وهو بمعنى سابقه وقريب منه.

السادس: الْيَمِينُ فِي الْغَضَبِ، وهو قول لابن عباس، و طاووس، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير.
واستدلوا عليه بما في صحيح مسلم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم :" لا يمين في غضب"

السابع: يمين المعصية، وهو قول لابن عباس، سعيد ابن المسيب، وابن الجبير،ومسروق ، والشعبي، أبو بكر بن عبدالرحمن، وعروة وعبدالله ابنا الزبير، ذكره الطبري، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن أبي حاتم، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير، وغيرهم.

-وأدلة أصحاب هذا القول:
ما أخرجه ابن جرير عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين له. والحديث حسن، وجاء بزيادة: (فتركها كفارتها) وهي زيادة منكرة، قَالَ أَبُو دَاوُدَ: وَالْأَحَادِيثُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ كُلُّهَا: " فَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ" وَهِيَ الصِّحَاحُ.
وما روي عن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: من حلف على يمينِ قطيعةِ رحم أو معصية لله، فبِرُّه أن يحنَث بها ويرجع عن يمينه". والحديث ضعيف وفيه متروك.
وبما أخرجه أبوداود عن سعيد بن المسيّب: «أنّ أخوين من الأنصار كان بينهما ميراثٌ، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألني عن القسمة، فكلّ مالي في رتاج الكعبة. فقال له عمر: إنّ الكعبة غنيّةٌ عن مالك، كفّر عن يمينك وكلّم أخاك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرّبّ عزّ وجلّ، ولا في قطيعة الرّحم، ولا فيما لا تملك» وهو منقطع لكن حكم عليه الأئمة بالصحة والانقطاع لا يؤثر كما قال ابن القيم.

الثامن :الحلف على تحريم الحلال، وتَرْكِ الْمَأْكَلِ وَالْمُشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ وَنَحْوِ ذَلِكَ، وهو قول مكحول، وابن جبير، ومالك، ذكره عبدالرزاق، وابن المنذر في الاشراف على مذاهب العلماء، وابن أبي حاتم، القرطبي، وابن عطية، وابن كثير.
واستدل هؤلاء بقول الله تعالى: ﴿لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ﴾، ذكره ابن كثير.

التاسع:ما كان من يمينٍ بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه، كقوله: أعمى الله بصره، أذهب الله ماله"، أو كقول الرجل : هو مشرك هو كافر إن لم يفعل كذا وكذا، وهو قول زيد بن أسلم، وابن زيد، ذكره ابن وهب، والطبري، وابن أبي حاتم، وابن عطية، والقرطبي، ابن كثير.

العاشر: هو ما حنث فيه الحالف ناسيًا، وهو قول ابراهيم النخعي، ذكره عبدالرزاق، الطبري، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير.
واستدلوا بقوله تعالى: " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا)
و بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه)،

الحادي عشر:وقيل هي المكفرة فإذا كفرت سقطت وصارت لغواً، وهو قول لابن عباس، والضحاك، ذكره الطبري، والزجاج، وابن عطية، والقرطبي.
واستدلوا بما أخرجه أبوداود عن سعيد بن المسيّب: «أنّ أخوين من الأنصار كان بينهما ميراثٌ، فسأل أحدهما صاحبه القسمة فقال: إن عدت تسألني عن القسمة، فكلّ مالي في رتاج الكعبة. فقال له عمر: إنّ الكعبة غنيّةٌ عن مالك، كفّر عن يمينك وكلّم أخاك، سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «لا يمين عليك ولا نذر في معصية الرّبّ عزّ وجلّ، ولا في قطيعة الرّحم، ولا فيما لا تملك» وهو منقطع لكن حكم عليه الأئمة بالصحة والانقطاع لا يؤثر كما قال ابن القيم.

الثاني عشر: قيل هو الرجل يحلف على أمر أضرار أن يفعله أو لا يفعله فيرى الذي خير منه فأمر الله أن يكفر عن يمينه ويأتي الذي هو خير منه، وهو قول لابن عباس، ذكره ابن جرير.
-ودليل أصحاب هذا القول : [وهو قريب من القول السابع والثامن]
بسياق الآيات وما ورد من سبب النزول، قال ابن أبي حاتم:
أخرج ابن المنذر عن الضحاك قال: كان قوم حلفوا على تحريم الحلال فقالوا: أما إذ حلفنا وحرمنا على أنفسنا فإنه ينبغي لنا أن نبر، فقال الله (أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس) ولم يجعل لها كفارة فأنزل الله (يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، فأمر النّبيّ عليه السلام بالكفارة لتحريم ما حرم على نفسه الجارية التي كان حرمها على نفسه أمره أن يكفر يمينه ويعاود جاريته ثم أنزل الله {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}.
وما أخرجه ابن جرير وصححه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "من حلف على يمينٍ فرأى غيرها خيرًا منها فليأت الّذي هو خيرٌ وليكفّر عن يمينه"
واستدل بعضهم بحديث : " بحديث النبي صلى الله عليه وسلم : "مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَتْرُكْهَا فَإِنَّ تَرْكَهَا كَفَّارَتُهَا" لكن زيادة " تركها كفارتها" منكرة لا تصح.

الثالث عشر: وقيل هي أيمان المكره، ذكره القرطبي وألحقه بما جاء على غير قصد لأنها جائت على خلاف قصده فهي لغو محض ويمين المكره بمثابتها.
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه).

الدراسة:
وكل تلك الأقوال في حقيقتها تؤول إلى قولين:
الأول: أن اللغو في الأيمان هي التي لا إثم فيها ولا كفارة، وهي الأيمان اللاغية التي لا يقصدها الحالف، بل تجري على لسانه عادة من غير تعقيد، أو ما حقه لهجنته أن يسقط، واختار هذا القول الطبري، وابن عطية، وابن كثير.
الثاني: هي الأيمان المكفّرة.

فيدخل في القول الأول: ما كان من وصل الكلام كقولهم :" بلى والله وكلا والله"، لأنه من لغة العرب في كلامهم ولا يقصدونه، وتبايع الرجلان من قبيل المثال له، ويدخل فيه دعاء الرجل على نفسه - إن كان من سقط الكلام فهناك من يتعمد الدعاء والعياذ بالله- لأنه من سقط الكلام ولا يعتد به، وكذا اليمين في الغضب - هنا أيضًا يقيد بعدم القصد لأن حالات الغضب ليست واحدة - لأن الغضبان يقول قولا لا يقصده في الحقيقة إن اشتد غضبه، أو يقول قولاً مستهجنا ساقطا وهو من معنى اللغو في اللغة، وكذا يدخل فيه من يحلف ويرى أنه صادق أو يغلب على ظنه أنه صادق لأنه لم يتعمد الكذب، فهذا لا إثم فيه ولا كفارة، ويلحق فيه أيمان المكره لأن المكره لم يعقد قلبه على اليمين، و قول من حنث ناسياً فإنه لا كفارة عليه ولا إثم.
[من حنث ناسيًا قول مختلف عما قبله، فتسقط الكفارة لكن قصد الحلف بداية موجود، وكذا من حلف على شيء يرى أنه صادق ثم يتبين خطؤه فهذا وإن سقط عنه الإثم إلا أنه قصد بداية]
ويدخل في القول الثاني: اليمين في المعصية، ومن حلف على تحريم الحلال وترك المباحات فهو معصية أيضا، ومن حلف على أمر اضرار فرأى غيره خيراً منه، فهؤلاء حقهم الحنث والتكفير عن اليمين.
وعلى القول الأول يكون معنى رفع المؤاخذة في الآية مطلق، فالمؤاخذة مرفوعة في الكفارة والإثم، لأن كلاهما عقوبة ولا وجه لتخصيص أحدهما دون الآخر.
ويكون معنى الكسب تعمُّد وقصد الحلف ابتداءً.
وعلى القول الثاني يكون رفع المؤاخذة عن الإثم دون الكفارة إن كفر الإنسان عن حنثه، ومعنى الكسب على هذا القول أي تعمد الكذب والباطل وهو يعلمه، فيتعمد الحلف على الباطل مع العلم به.

وأدلة القول الأول :
1- أن معنى اللغو في اللغة هو الشيء الذي لا يعتد به، و"اللغو" من الكلام في كلام العرب، كلّ كلام كان مذمومًا وسَقَطًا لا معنى له مهجورًا، يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغُو لَغْوًا" إذا قال قبيحًا من الكلام،، ومنه قول الراجز :
وربّ أسراب حجيجٍ كظّم = عن اللّغا، ورفث التّكلّم.
كما قال أبي قلابة في قول الرجل: لا والله وبلى والله، قال: إنها لمن لغة العرب ليست بيمين، أخرجه ابن أبي حاتم.
2- أنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ اللَّغْوَ قَسِيمًا لِلَّتِي كَسَبَها القَلْبُ في هذه الآية ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم) وفي المائدة لِلَّتِي عَقَدَ عَلَيْها الحالِفُ اليَمِينَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ يُؤاخِذُكم بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ﴾، قال ابن كثير: ( وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ الْيَمِينُ مِنْ غَيْرِ قَصْدٍ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ: ﴿وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأيْمَانَ﴾ أَيْ: بِمَا صَمَّمْتُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْأَيْمَانِ وَقَصَدْتُمُوهَا)
3- أن الله رفع المؤاخذة في الآية، وحقيقته ما لا إثم فيه ولا كفارة، أما من قصرها على العقوبة الآخروية دون العقوبة الدنيوية التي هي الكفارة فقد تحكم.
4- ويقوي هذا المعنى حديث عائشة إن صح رفعه عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية، قال:هو قول الرجل لا والله وبلى والله"، فهو من وصل الكلام لا تعمد فيه ولا قصد، أخرجه ابن جرير، وابن حبان، والبيهقي.
5- وبما ثبت في الصحيحين عن أبي هرير أن رسلو الله صلى الله عليه وسلم قال:" "مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ: وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" فحلفوا ولم يأمرهم بكفارة.
6- واستدلوا بما وراه ابن جرير عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ، قَالَ: مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقَوْمٍ يَنْتَضِلُونَ -يَعْنِي: يَرْمُونَ -وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَرَمَى رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقَالَ: أَصَبْتُ وَاللَّهِ وَأَخْطَأْتُ وَاللَّهِ. فَقَالَ الَّذِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: حَنِثَ الرَّجُلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: "كَلَّا أَيْمَانُ الرُّمَاةِ لَغْوٌ لَا كَفَّارَةَ فِيهَا وَلَا عُقُوبَةَ" قال ابن كثير، هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ عَنِ الحَسَن، فبين أن اللغو هو لاكفارة فيه ولا إثم.
7- أن ما ورد من الأحاديث في بعض من تعمد الحنث بسقوط التكفير كما في المعصية في قوله ( تركها كفّارتها) فهو لا يثبت، او في الغضب كحديث : ( أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَفَرٍ مِنَ الأَشْعَرِيِّينَ، فَوَافَقْتُهُ وَهُوَ غَضْبَانُ، فَاسْتَحْمَلْنَاهُ، فَحَلَفَ أَنْ لاَ يَحْمِلَنَا، ثُمَّ قَالَ: «وَاللَّهِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، لاَ أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَتَحَلَّلْتُهَا" فمحمول على عدم اشتداد الغضب فيقصده وهو كمن حلف على أمر فرأى غيره خيراً منه فهنا يكفر.

- أما أدلة القول الثاني :
-أن سياق الآيات جاء في الحديث عن من حلف فرأى غيره خيراً منه، وما ورد من سبب النزول:
أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: كان قوم حلفوا على تحريم الحلال فقالوا: أما إذ حلفنا وحرمنا على أنفسنا فإنه ينبغي لنا أن نبر، فقال الله: (أن تبروا وتتقوا وتصلحوا بين الناس) ولم يجعل لها كفارة فأنزل الله (يا أيها النّبيّ لم تحرم ما أحل الله لك، قد فرض الله لكم تحلة أيمانكم)، فأمر النّبيّ عليه السلام بالكفارة لتحريم ما حرم على نفسه الجارية التي كان حرمها على نفسه أمره أن يكفر يمينه ويعاود جاريته ثم أنزل الله {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم}.

- واستدلوا بما جاء من الأحاديث التي أمرت بالحنث والتكفير، في بعض الحالات كالمعصية والغضب لمن يرى فيه التكفير بناء على بعض الأحاديث.
مَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنِّي وَاللَّهِ -إِنْ شَاءَ اللَّهُ -لَا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَتَيْتُ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَتَحَلَّلْتُهَا"
وحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعبدالرحمن بن سمرة :" وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأَيْتَ خَيْرًا مِنْهَا فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ".
وقوله صلى الله عليه وسلم : "لَا نَذْرَ وَلَا يَمِينَ فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ، وَلَا فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِي قَطِيعَةِ رَحِمٍ" وبما ذكروا من أدلة نحو هذا.

والراجح:
والأرجح هو القول الأول لموافقته للغة، ولقوة الأدلة، وتوارد المفسرين عليه، وعلى نقل تفسير عائشة رضي الله عنها، فإن تفسير الصحابي حجة، ولاختيار كبار المفسرين لهذا القول، وهو ما رجحه الطبري وابن عطية وابن كثير.
[أحسنتِ وأجدتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ]
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).

التخريج:
أخرجه ابن وهب في تفسيره ، وسعيد بن منصور في سننه، وابن جرير، وابن أبي حاتم في تفسيره، والبيهقي في الأسماء والصفات، وابن حجر في تغليق التعليق، جميعهم من طريق أبي إسحاق عن التميمي بأسانيد كثيرة [إذن تقولين من طرق عن أبي إسحاق عن أربدة التميمي عن ابن عباس رضي الله عنهما] ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور الى الفريابي، وابن المنذر وابن مردويه.
[ورواية ابن وهب فيها إبهام أربدة التميمي حيث قال: (عن رجل من بني تميم) وينبغي بيان ذلك عند تخريجك]

تحرير الأقوال :
قال تعالى: (وَأَنزَلۡنَاۤ إِلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ بِٱلۡحَقِّ مُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیۡهِ مِنَ ٱلۡكِتَـٰبِ وَمُهَیۡمِنًا عَلَیۡهِۖ) المائدة (48)
اختلف المفسرون في عباراتهم في تفسيرهم لقوله (مهيمنا ) على أقوال :

1- فقال بعضهم: أي شهيدا عليه، هو قول ابن عباس، السدي، قتادة، مجاهد، ذكره عبدالرزاق في تفسيره، والطبري، وابن عطية، وابن كثير.
2- وقال آخرون: مؤتمناَ عليه، وهو قول ابن عباس، وسعيد ابن جبير، وعكرمة، ومجاهد، ومحمد بن كعب، والحسن،وقتادة، وعطاء، والسدي، وابن زيد، والحسين، ذكره ابن وهب في الجامع في علوم القرآن، وسعيدُ بنُ منصورٍ في سننه، والطبري في تفسيره، والبيهقي وذكره عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ في تفسير مجاهد، وابن حجر في تغليق التعليق، وابن كثير في تفسيره
3- أمين على الكتب قبله، وهو قول ابن عباس، وابن جبير، والحسين، وعكرمة،وابن جريج، ذكره البخاري في صحيحه، والطبري، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن كثير
5- مصدقاً، ابن زيد، والحسن، ذكره الطبري، وابن ابي حاتم، وابن عطية
6- حاكماَ على ما قبله من الكتب، وهو قول ابن عباس، ذكره ابن كثير.
7-سيّداً، هو قول ابن عباس، ذكره ابن أبي حاتم.
[إذا تعددت الأقوال المنسوبة للصحابي الواحد نقول: رواية عن فلان، أو أحد الأقوال عنه.
والمصادر المسندة نقول عنها (أخرجه الطبري مثلا) إن كان رواه بإسناده
أما الناقلة فهي التي نقول عنها (ذكره)]
-والأقوال متقاربة، وجميعها صحيح ويتضمنها لفظ المهيمن، فالقرآن أمينُ وشاهدُ وحاكمُ على كل كتاب قبله.
وذلك أن لفظ المهيمن أصله مهموز (مؤيمن) فقلبت الهمزة هاء، كما هو جارٍ في لغة العرب كما قالوا هراق وأراق، فأصله من مادة أمن، وأمن تأتي بمعنى الأمانة ضد الخيانة وهو سكون الخوف، ويأتي بمعنى التصديق، والمعنيان متقاربان، قال تعالى: ( وما أنت بمؤمن لنا) أي مصدِّق لنا، والإيمان هو التصديق الذي معه أمن.
وهذا كما في قول العباس بن عبدالمطلب وهو يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:
حتى احتوى بيتك المهيمن من خذف علياء تحتها النطق
أي حتى احتوى شرفك الشاهد والمصدِّق على فضلك.
[هناك خلاف في اشتقاق الكلمة والصحيح أنها على الأصل بالهاء، وليست من (مؤيمن)، وتحتاجين لدراسة هذه المسألة إلى الرجوع إلى المصادر اللغوية والتفاسير التي تعتني بذلك.
والأقوال المروية في معنى هذه الكلمة هي تفسير للكلمة ببعض معناها، لذا فإن معنى المهيمن هو جميع الأقوال المذكورة، ويجمعها الحفظ والارتقاب كما قال ابن جرير].


3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»

التخريج:
أخرجه عبدالرزاق في تفسيره، وأخرجه ابن أبي الدنيا في كتابه التواضع والخمول، والطبري في تفسيره، والبيهقي، كلهم من طريق عن محمد بن المرتفع عن عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما.
وأخرجه البيهقي من طريق عبدالله بن كثير عن ابن الزبير، وفي بعضها بلفظ الغائط بدل الخلاء
وعزاه السيوطي في الدر المنثور الى الفريابي، وسعيد بن منصور، وابن المنذر.

قوله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} (الذاريات 21)
اختلف العلماء في المراد بقوله تعالى ( وفي أنفسكم) على خمسة أقوال:
الأول: أي سبيل الخلاء والبول، وهو قول ابن الزبير، ذكره عبدالرزاق، وابن ابي الدنيا في التواضع والخمول، والطبري، وابن أبي حاتم، والبيهقي.
الثاني: تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ، وهو قول علي، ذكره البخاري، والعيني، الفراء، والقسطلاني.
الثالث: وفي تسوية الله تبارك وتعالى مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالة لكم على أن خلقتم لعبادته، وهو قول ابن زيد، وقتادة، ذكره عبدالرزاق في تفسيره، والطبري، وابن كثير.
الرّابِعُ: فِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ، ذكره ابن أبي حاتم.
الخامِسُ: في الكِبَرِ بَعْدَ الشَّبابِ، والضَّعْفِ بَعْدَ القُوَّةِ، والشَّيْبِ بَعْدَ السَّوادِ، قالَهُ الحَسَنُ، ذكره الماوردي.
السابع : أي وفِي خَلْقِهِ أَيْضًا، إِذَا فَكَّرَ فِيهِ مُعْتَبِرٌ، وهو قول قتادة، ذكره عبد الرزاق في تفسيره، أبو الشيخ الاصبهاني في كتابه العظة، وقال السيوطي أخرجه ابن جرير، وابن المنذر.
السابع: من تفكر في نفسه عرف أنما لينت مفاصله للعبادة، وهو قول قتادة، ذكره أبو الشيخ الاصبهاني في كتابه العظة، وابن كثير في تفسيره، وبنحو هذا القول قال ابن جرير.
الثامن :وَفِي خلق أَنْفُسِكُمْ حين كنتم نطفة، ثم علفة، ثم مضغة، ثم عظاما، ثم لحما، ثم ينفخ فيه الروح، ففي هذا كله آية أَفَلا يعني أفلا تُبْصِرُونَ قدرة الرب أن الذي خلقكم قادر على أن يبعثكم كما خلقكم، ذكره مقاتل في تفسيره.

وهذه الأقوال كلها صحيحة ومتقاربة وهي كالمثال للمعنى وهو التفكر في خلق الإنسان، فأولى الأقوال من قال أن المراد في خلقكم لمن تفكر فيه معتبر لأنه يشمل كل ما ذُكر فالآية مطلقة فيدخل في خلقكم وتسوية أبدانكم سبيل الخلاء والبول ونفسه ما يدخل ويخرج من الطعام من دخل واحد و يخرج من موضعين، ويدخل فيه مراحل الخلق نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ثم لحما، ويدخل فيه الكبر بعد الشباب والضعف بعد القوة، ويدخل فيه بدء الخلق من تراب ثم البعث، فهذه كلها من تفاصيل خلق الإنسان.

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

التخريج:
أخرجه المروزي، الطبري، والحاكم في المستدرك كلهم من طريق عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله، وعزاه السيوطي في الدر المنثور الى وكيع، وعبد بن حميد، وابن المنذر، والمحاملي في أماليه.
قوله تعالى :"ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَ ٰ⁠طَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ" الفاتحة (6)
تعددت أقوال المفسرون في المراد بالصراط المستقيم على خمسة أقوال :
الأول: أنه كتاب الله ، وهو قول علي ابن أبي طالب، وقول [أحد قولي] عبدالله (ابن مسعود) ، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك، وابن عطية، وابن كثير
واستدلوا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنّه قال :"الصراط المستقيم كتاب الله" رواه الطبري، وابن أبي حاتم والحديث إسناده ضعيف جداً،
واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كتاب الله، فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم هو الفصل وليس بالهزل وهو حبل الله المتين وهو ذكره الحكيم وهو الصراط المستقيم»." رواه الطبري والترمذي وضعفه

الثاني: هو الإسلام، وهو قول ابن عباس، وابن مسعود، وجابر، وابن الحنيفية، وزيد ابن أسلم، ذكره المروزي، والطبري، والحاكم في المستدرك، وابن أبي حاتم وابن كثير، ومكي بن ابي طالب
-واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم قال: ضرب الله مثلا صراطًا مستقيمًا " ثم قال فالصِّراط: الإسلامُ "، رواه الإمام أحمد واسناده صحيح.
وبقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟

الثالث: الحق، وهو قول مجاهد، ذكره ابن أبي حاتم، وابن كثير.
الرابع: النبي وصاحباه من بعده ، وهو قول أبي العالية، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم، والحاكم في المستدرك، وابن كثير
الخامس: ما تركنا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول عبدالله ابن مسعود ، ذكره ابن وهب في
الجامع، والبيهقي في شعب الإيمان وقال السيوطي أخرجه ابن مردويه، وذكره وابن كثير.
السادس: دين الله الحق، وهو لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، وهو قول ابن عباس، أخرجه ابن أبي حاتم

وكل تلك الأقوال صحيحة ويشملها الصراط المستقيم فكلها تستلزم بعضها البعض فإنّ من اتّبع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، واقتدى باللّذين من بعده أبي بكرٍ وعمر، فقد اتّبع الحقّ، ومن اتّبع الحقّ فقد اتّبع الإسلام، ومن اتّبع الإسلام فقد اتّبع القرآن، وهو كتاب اللّه وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلّها صحيحةٌ يصدّق بعضها بعضًا. [اذكري قائل هذا الكلام فهو منقول وليس من كلامك]

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).:

التخريج:
أخرجه الترمذي، والطبري في تفسيره ، والرامهرمزي في أمثال الحديث، وأبو الشيخ الاصبهاني في أمثال الحديث، وابن أبي حاتم في تفسيره، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك
وأخرجه ابن الجعد في مسنده، والطبري، والخطابي في غريب الحديث، من طريق شعبة عن معاوية بن قرة، عن أنس
وأخرجه البخاري في التاريخ الكبير، والبزار في مسنده، والطبري كذلك من طريق حيان بن شعبة عن أنس [حبان]
وأخرجه أبو نعيم في الطب النبوي من طريق حسان بن سعيد عن أنس
وقال السيوطي أخرجه ابن مردويه من طريق حيان بن شعبة عن أنس
[ينتبه إلى أنه روي من طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وروي من غير طريق حماد بن سلمة - من طرق متعددة - عن شعيب عن أنس موقوفًا]

قوله تعالى:" وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِیثَةࣲ كَشَجَرَةٍ خَبِیثَةٍ ٱجۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ ٱلۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَرَارࣲ" (إبراهيم: 26)
اختلف المفسرون في المراد بقوله : ( كشجرة خبيثة) على ستة أٌقوال كما يلي:

1- فقيل هو الحنظل، وهو الشريان، وهو قول أنس بن مالك، ومجاهد، ذكره الترمذي، والهمذاني، وابن الجعد في مسنده،ومقاتل بن سليمان في تفسيره، والطبري، والبزار في مسنده والحاكم في المستدرك، وأبو يعلى الموصلي في مسنده، والخطابي في غريب الحديث، وابن حبان في صحيحه، والرامهرمزي في أمثال الحديث، وأبو الشيخ الأصبهاني في أمثال الحديث، وابن المقريء في معجمه، وابن أبي حاتم في التفسير، ومكي بن أبي طالب في الهداية.

-ويشهد لهذا القول أنه روي مرفوعا، عن أنس أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار} قال: " هي الحنظلة " أخرجه الترمذي، وابن حبان، و ابن جرير الطبري، قال الترمذي : لا نعلم أحدا رفعه غير حماد بن سلمة ورواه غير واحد ولم يرفعوه والأصح وقفه. [أحسنتٍ]

2- وقيل أن هذه الشجرة لم تُخْلَق على الأرض وأنما هو مثل ضربه الله للكافر، روي عن ابن عباس، ذكره الطبري، وابن أبي حاتم في تفسيره.
3- وقيل هو الكشوث، روي عن ابن عباس، ذكره الواحدي في الوسيط، وابن الجوزي، القرطبي، والخازن، والبغوي.
4- وقيل هو الثوم، روي عن ابن عباس، ذكره الواحدي في تفسيره الوسيط، وابن الجوزي، والبغوي، والقرطبي، والخازن.
5- وقيل هو الكمأة والطحلب، ذكره القرطبي.
ولعل مستندهم ما جاء عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: " تَنَازَعَنَا أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ فِي {كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} فَقُلْنَا: نَحْسَبُهَا الْكَمْأَةُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَاذَا تَذَاكَرُونَ؟» فَقُلْنَا: هَذِهِ الْآيَةَ فِي الشَّجَرَةِ الَّتِي ذَكَرَهَا اللَّهُ، فَقُلْنَا: نَحْسَبُهَا الْكَمْأَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْكَمْأَةُ مِنَ الْمَنِّ وَمَاؤُهَا شِفَاءٌ لِلْعَيْنِ، وَالْعَجْوَةُ مِنَ الْجَنَّةِ وَهِيَ شِفَاءٌ مِنَ السُّمِّ»
أخرجه الترمذي وصححه والنسائي وأحمد.
6- الشَّجَرَةُ الخَبِيثَةُ الَّتِي تُجْعَلُ في المُسْكِرِ، قول ابن زياد الخراط، ذكره ابن أبي حاتم.

ومبنى قول من قال أنها شجرة الحنظل، على قول النبي صلى الله عليه وسلم إن صح، ولأن تتصف بما ذكر في الآية من أنها خبيثة، فقد خبث جناها وثمرها، وأنها تجتث من الأرض أي تنتزع من أصولها وما لها من قرار أي أصل في الأرض.
وأما قول من قال أنه الثوم والكشوث ونحوها فلأنها تتصف أيضاً بأنها لا ساق لها ولا أوراق، وهذا هو مثل الكافر أنه لا يستقر على شيء ولا ينتفع منه بشيء، والكمأة والطحلب كذلك مع ماورد فيه من حديث إن صحت دلالته عليه.
وأما قول من قال أنها شجرة لم تخلق فهو محمول على أن المقصود ليس شجرة معينة وإنما هو تمثيل من الله تعالى للكافر بشجرة إذا وجدت فيها هذه الأوصاف.

والقول الأقرب للصواب قول من قال أنها شجرة غير معينة إن وجدت فيها تلك الأوصاف، والحنظلة هو مثال على تلك الشجرة لأنها تتصف بما ذكر في الآية، ولتوارد المفسرين على القول بذلك القول وتناقلهم للأُثر وإن كان كذلك فقول الصحابي حجة، وإلا فإن صح عن النبي صلى الله عليه وسلم رفعه فيتعين الأخذ به ولا يجوز رده كما قال الطبري.


التقويم: أ
أحسنتِ وتميزتِ، بارك الله فيك، وزادكِ توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1442هـ/2-10-2020م, 10:40 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الثاني - تخريج أقوال المفسرين وتحرير مسائلها


1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).

التخريج :
ورد نسبة هذا القول الى عائشة رضي الله عنها من طرق:
1- عن هشام بن عروة عن أبيه رواه الإمام مالك عن هشام وابن جرير الطبري من طريق ابن حميد من طريق هنًاد
2- عن عطاء بن أبي رباح رواه الشافعي من طريق سفيان وأبو داود من طريق حميد بن مسعدة وابن جرير الطبري من طريق ابن حميد ومن طريق يعقوب بن إبراهيم ومن طريق محمد بن موسى الحرشي ومن طريق الحسن بن يحي ومن طريق يونس ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق عصام بن رواد.

المسائل التفسيرية :
1- المراد بلغو اليمين : أختلف العلماء في المراد بلغو اليمين وقول السيدة عائشة المذكور هو أحد القولين المأثورين عنها في المراد بلغو اليمين وله شواهد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد في سنن أبي داود عن عطاء قال: قالت عائشة: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "هو كلام الرجل في بيته: كلَّا واللَّه، وبلى واللَّه" وصححه الألباني.
كما ورد تفصيل المراد بلغو اليمين وحكمها في كتب الحديث والفقه مثل موطأ الإمام مالك، الأم للإمام الشافعي، شرح صحيح البخاري لابن بطال، المغني لابن قدامة وغيرها.


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
التخريج :
ورد نسبة هذا القول الى ابن عباس رضي الله عنه من طريق:

1- عن التميمي (وهو أَرْبِدة - بسكون الراء، بعدها موحّدة مكسورة -، ويقال: أَرْبِد، التَّميمي) رواه ابن وهب وسعيد بن منصور وابن جرير الطبري من طرق متعددة وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.

المسائل التفسيرية:
1- ورد في معنى {مهيمنا} أقوال منها أَمِينًا، شَاهِدًا، حَفِيظًا، وهذا القول المنسوب الى ابن عباس مؤتمنًا عليه، ورد في أحكام القرآن للجًصًاص "قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: "مُهَيْمِنًا يَعْنِي أَمِينًا" وَقِيلَ: شَاهِدًا, وَقِيلَ: حَفِيظًا, وَقِيلَ: مُؤْتَمَنًا وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَيْهِ, يَنْقُلُ إلَيْنَا مَا فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَى حَقِيقَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ; لِأَنَّ الْأَمِينَ عَلَى الشَّيْءِ مُصَدَّقٌ عَلَيْهِ, وَكَذَلِكَ الشَّاهِدُ." وقال ابن كثير "وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ كُلُّهَا مُتَقَارِبَةُ الْمَعْنَى، فَإِنَّ اسْمَ "الْمُهَيْمِنِ" يَتَضَمَّنُ هَذَا كُلَّهُ، فَهُوَ أَمِينٌ وَشَاهِدٌ وَحَاكِمٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ".
2- المقصود بقوله {مهيمنا} ورد فيه قولان أنه القرآن فيكون أمينا على ما سبقه من الكتب قاله ابن عباس وغيره والثاني أنه النبي صلى الله عليه وسلم فهو مؤتمن على القرآن قاله مجاهد وذكره اين جرير الجًصًاص وابن كثير وقال "فَأَمَّا مَا حَكَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا فِي قَوْلِهِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِينٌ عَلَى الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ صَحِيحٌ فِي الْمَعْنَى، وَلَكِنْ فِي تَفْسِيرِ هَذَا بِهَذَا نَظَرٌ، وَفِي تَنْزِيلِهِ عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ الْعَرَبِيَّةِ أيضا نظر، وبالجملة فالصحيح الأول" وأورد كلام ابن جرير الذي قال فيه ان هذا القول غير مقبول في العربية.
3- مرجع الضمير في قوله {عليه} عائد الى الكتب التي قبله وعلى قول مجاهد فهو عائد على القرآن.


3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
التخريج:
ورد نسبة هذا القول الى عبدالله بن الزبير من طرق

1: عن محمد بن المرتفع رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريقين والبيهقي في الاعتقاد و شعب الإيمان.
2: عن عبدالله بن كثير رواه البيهقي في شعب الإيمان.

المسائل التفسيرية:
1- المراد ب (في أنفسكم) وقد اختلف المفسرون في المراد بها فقال عطاء عن ابن عباس: اختلاف الألسنة والألوان والصور والطبائع وقال مقاتل: وفي خلق أنفسكم حين كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظمًا ثم لحمًا ثم نفخ فيه الروح وورد أقوال أخرى وروي القول المذكور عن ابن الزبير أنه قال: يعني سبيل الخلاء والبول، يأكل ويشرب من مدخل واحد، ويخرج من سبيلين وهذا معنى ما روى عطاء عن ابن عباس: مدخل الطعام والشراب واحد، ومخرجهما موضعان.


4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج:
ورد نسبة هذا القول عن جابر بن عبدالله من طريق:
1- عن عبدالله بن محمد بن عقيل رواه ابن جرير في تفسيره والمروزي في السنة والحاكم في المستدرك.

المسائل التفسيرية:
1- المراد بالصراط المستقيم: اختلف المفسرون في المراد بالصراط المستقيم فقال بعضهم كتاب الله وقيل هو الحق
وقيل هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه وقيل الاسلام وعو هذا القول المنسوب الى جابر بن عبدالله ولهذا القول شاهد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن النواس بن سمعان الأنصاري: ضربَ اللهُ مَثَلًا صِراطًا مُسْتَقِيمًا وعلى جَنْبَتَيْ الصِّراطِ سُورانِ فيهِما أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ وعلى الأبوابِ سُتُورٌ مُرْخاةٌ وعلى بابِ الصِّراطِ داعٍ يقولُ يا أيُّها الناسُ ادْخُلوا الصِّراطَ جَمِيعًا ولا تعوجُوا وداعٍ يَدْعُو من فوقِ الصِّراطِ فإذا أرادَ الإنسانُ أنْ يفتحَ شيئًا من تِلْكَ الأبوابِ قال ويْحَكَ لا تَفْتَحْهُ فإنَّكَ إنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ فالصِّراطُ الإسلامُ والسُّورانِ حُدُودُ اللهِ والأبوابُ المُفَتَّحَةُ مَحارِمُ اللهِ وذلكَ الدّاعِي على رَأْسِ الصِّراطِ كتابُ اللهِ والدّاعِي من فَوْقَ الصِّراطِ واعِظُ اللهِ في قلبِ كلِّ مسلمٍ.اسناده حسن صحيح وأخرجه الترمذي والنسائي والامام أحمد و اورده ابن كثير في تفسيره.

5-قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل)
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن أنس بن مالك رضي الله عنه من طرق:
1- عن أبي إياس معاوية بن قرة رواه الإمام أحمد في مسنده وابن جرير الطبري في تفسيره وذكره ابن كثير في تفسيره.
2- عن شعيب بن الحباب رواه الترمذي في سننه وأبو يعلى في سننه وابن جرير الطبري في تفسيره وذكره ابن كثير في تفسيره.
3- عن حبان بن شعبة رواه ابن جرير الطبري في تفسيره,

المسائل التفسيرية:
1- المراد ب (كشجرة خبيثة) اتفق كثير من المفسرين على قول أنس المذكور وقد أورد بعض المفسرين حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الترمذي (حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ، فَقَالَ: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 25]، قَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] قَالَ: «هِيَ الحَنْظَلُ» قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا العَالِيَةِ، فَقَالَ: صَدَقَ وَأَحْسَنَ.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ أَبِي العَالِيَةِ، وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلَ هَذَا مَوْقُوفًا، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ وَلَمْ يَرْفَعُوهُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ، نَحْوَ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ) وقال الألباني ضعيف مرفوع.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 صفر 1442هـ/13-10-2020م, 12:34 AM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

. خرّج جميع الأقوال ا لتالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس)
.
اخرجه ابن جرير وابن ابي حاتم وابن ابي المنذر واخرجه سعيد بن منصور في سننه ورواه البخاري والموطأ واخرجه ابوداود موقوفا وابن حبان واخرجه الشافعي في مسنده والبيهقي في السنن الصغرى عن طريق عطاء عن عائشة
واخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم والبخاري ومسلم والبيهقي في السنن الكبرى والشافعى في تفسيره واخرجه مالك في الموطأ عن طريق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
واخرجه ابن جرير عن الزهرى عن القاسم عن عائشة
اختلف المفسرون على أقوال في معنى اللغو:
القول الأول : معنى اللّغو. هو ما يسبق إلي اللسان على عجلة لصلة الكلام من غير قصد كقول القائل : لا والله وبلى والله وكلا قاله ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم وذكره ابن جرير والبغوي والثعلبي والماوردي وذهب اليه الشافعي
القول الثاني : لغو اليمين: أن يحلف الإنسان على الشيئ يظن انه كما حلف عليه، فإذا هو غير ذلك قاله أبو هريرة وابن عباس وقتادة والحسن والسدى والربيع والزهري وذكره ابن جرير والبغوي والماوردى وذكره الثعلبي
القول الثالث : أن تحلف، وأنت غضبان من غير عقد قلب قاله ابن عباس وطاووس وذكره ابن جرير والماوردي
القول الرابع: اللّغو في اليمين: هو الّذي يحلف على المعصية قاله سعيد بن جبير ومسروق والشعبي وذكره ابن جرير والبغوي والماوردي وذكره الثعلبي
واستدل بحديث: عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين لا.
القول الخامس: ما كان من يمينٍ بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه كأن يقول: إن لم أفعل كذا فأعمى الله بصري ، أو بمعنى الشّرك، والكفر كـان يقول : أنا كافر بالله قاله زيد بن اسلم وذكره ابن جرير وذكره البغوي والماوردي وذكره الثعلبي ويدل عليه قوله تعالى [ ويدع الإ نسان بالشر دعاءه بالخير ]
القول السادس: اللّغو في الأيمان: هو ما كان في الهزل والمراء والخصومة والحديث الذي لايعقد عليه القلب روى عن عائشة وذكره البغوى والثعلبي
واستدل بحديث: ما قالته عائشة رضي الله عنها: أيمان اللغو: ما كانت في المراء والهزل والمزاحة والحديث الذي لا ينعقد عليه القلب.
القول السابع : اللّغو من الأيمان: هو ما حنث فيه الحالف ناسيًا قاله إبراهيم وذكره ابن جرير والماوردي واستدل بقوله عن عه صلى الله عليه وسلم [ رفع عن امتى الخطا والنسيان وما استكرهوا عليه
القول التامن: : اللّغو في الأيمان: ما كانت فيه كفّارةٌ ابن عباس والضحاك وذكره ابن جرير وذكره الثعلبي
التوجيه:
اللغو في كلام العرب : هو كل كلام كان مذموما وفضلا لا معنى له فهو مأخوذ من قولهم : لغا فلان في كلامه إذا قال قبحا قال تعالى [وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ] القصص 55 وقوله: {وإذا مرّوا باللّغو مرّوا كرامًا} ومسموعٌ من العرب لغيت باسم فلانٍ، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح.
فمن قال لغيت، قال ألغى لغًا، وهي لغةٌ لبعض العرب، ومنه قول الرّاجز:
وربّ أسراب حجيجٍ كظّم = عن اللّغا، ورفث التّكلّم ذكره ابن جرير
و(اللغو) من الكلام: ما لا ينعقد عليه القلب فالاقوال السبعة كلها متقاربة وهى من اللغو
فإذا كان اللغو : هو ما يسبق إلي اللسان على عجلة لصلة الكلام من غير قصد كقول القائل : لا والله وبلى والله من غير تعمد اثم في يمينه ومن أن يحلف الإنسان على الشيئ يظن انه كما حلف عليه، فإذا هو غير ذلك واليمين بمعنى الدعاء من الحالف على نفسه كأن يقول: إن لم أفعل كذا فأعمى الله بصري و ما كان في الهزل والمراء والخصومة والحديث الذي لا يعقد عليه القلب ومن حلف ناسيا أو غضبانا فهؤلاء كلهم قالوا كلاما مذموما وفضلا وحلفوا من الايمان بالسنتهم ولم تتعمد ه قلوبهم فهؤلاء لغاة في ايمانهم وليس عليهم كفارة لقوله تعالى [ لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤخذكم بما كسبت قلوبكم يالبقرة225 وأما اليمين المؤاخذ عليها العبد فهى : أن يحلف متعمدا قاصدا وهى التي في قوله تعالى [ ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ] وروى مسلم عن ابي هريرة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير
وأيضا ما ما ثبت في الصّحيحين، عن أبي موسى الأشعريّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي واللّه -إن شاء اللّه -لا أحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيرًا منها إلّا أتيت الّذي هو خيرٌ
&&&&&&&&&
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
اخرجه ابن وهب المصري في الجامع في علوم القران وابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهما وسعيد بن منصور في سننه وابن حجر في فتح الباري ومحمود العينى في عمدة القاري عن طريق ابي إسحاق عن أربدة التميمي عن ابن عباس
أصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ ذكره ابن جرير
ولكن اختلفت عبارة المفسرون في معنى [ مهيمن ] على اقوال:
القول الأول : شاهدا قاله ابن عباس والسدي وقتادة ومجاهد وذكره ابن جرير وابن كثير والماوردي والثعلبي والزجاج وابن عطية
القول الثاني: أمين عليه قاله ابن عباس وروى عن سعيد بن جبير والحسن وعكرمة والضحاك وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم وابن كثير والماوردي والقرطبي وابن الجوزي في تفسيرهم وذكره الزجاج وابن عطية
القول الثالث : مصدقا لهذه الكتب قاله ابن زيد والحسن وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهما وذكره ابن عطية والثعلبي والقرطبي
القول الرابع : محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام قاله مجاهد وابن ابي نجيح وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم وابن عطيه والقرطبي
القول الخامس : القران قاله ابن عباس وروي عن عطاء الخرساني وذكره ابن ابي حاتم والثعلبي والقرطبي
القول السادس : رقيبا عليه ذكره الزجاج وابن عطية
القول السابع : قاضيا قاله الضحاك وذكره البغوي
القول الثامن : حفيظا عليه ذكره الماوردي والقرطبي وابن الجوزي
القول التاسع : حاكما على ماقبله من الكتب قاله ابن عباس ورواه العوفي عنه وذكره ابن كثير
القول العاشر : اسم من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة ذكره الزجاج
التوجيه :
القول بان معنى مهيمنا هو الأمين والقران أمين على الكتب المتقدمة وشهيدا وحاكما على ماقبله من الكتب هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى .
واسم المهيمن يتضمن هذا كله فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله فكان هذا القران خاتم الكتب وأكملها وأحكمها وأعظمها فلهذا جعله الله شاهدا وامينا وحاكما عليها كلها وتكفل بحفظه سبحانه فقال [تعالى] {إنّا نحن نزلنا الذّكر وإنّا له لحافظون} [الحجر:9] ذكره ابن كثير .
وقال بعضهم: مهيمن في معنى مؤتمن إلا أن الهاء بدل من الهمزة، والأصل مؤتمنا عليه كما قالوا: هرقت الماء، وأرقت الماء، وكما قالوا: إياك وهياك، وهذا قول أبي العباس محمد بن يزيد، وهو على مذهب العربية حسن وموافق لبعض ما جاء في التفسير، لأن معناه مؤتمن. ذكره الزجاج
وأما القول بأنه محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو صحيح بالمعنى وفيه نظر ذكره ابن كثير
وأما ابن جرير فقال : عن هذا القول بأنه بعيد من المفهوم من كلام العرب وهو خطأ وذلك أن المهيمن عطف على المصدق فلا يكون إلا من ما كان المصدق صفة له وقال : لو كان كما قال مجاهد لقال : [ وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب مهيمنا عليه من غير عطف ذكره ابن كثير
أما قول أصحاب اللغة:
وقول مجاهد قوله تعالى: ومهيمناً عليه يعني محمدا صلى الله عليه وسلم هو مؤتمن على القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وغلط الطبري رحمه الله في هذه اللفظة على مجاهد فإنه فسر تأويله على قراءة الناس «مهيمنا» بكسر الميم الثانية فبعد التأويل ومجاهد رحمه الله إنما يقرأ هو وابن محيصن «ومهيمنا» عليه بفتح الميم الثانية فهو بناء اسم المفعول. وهو حال من الكتاب معطوفة على قوله:
مصدّقاً وعلى هذا يتجه أن المؤتمن عليه هو محمد صلى الله عليه وسلم وعليه في موضع رفع على تقدير أنها مفعول لم يسم فاعله. هذا على قراءة مجاهد وكذلك مشى مكي رحمه الله، وتوغل في طريق الطبري في هذا الموضع قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد رحمه الله: «مهيمن» أصله «مويمن» بني من أمين، أبدلت همزته هاء كما قالوا أرقت الماء وهرقته، قال الزجاج: وهذا حسن على طريق العربية، وهو موافق لما جاء في التفسير من أن معنى «مهيمن» مؤتمن
أما القول العاشر : أنه اسم من أسماء الله تعالى فقد قال ابن قتيبة وتبعه جماعةٌ مهيمنا مفيعل من أيمن قلبت همزته هاء وقد أنكر ذلك ثعلب فبالغ حتّى نسب قائله إلى الكفر لأنّ المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر والحق أنه أصل بنفسه ليس مبدلا من شيء وأصل الهيمنة الحفظ والارتقاب تقول : هيمن فلان على فلان إذا صار رقيبا عليه فهو مهيمن قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلّا أربعة ألفاظٍ مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ ذكره ابن حجر
&&&&&&&

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
اخرجه الغريابي اخرجه عبدالرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حكم والبيهقي في شعب الايمان وفي الاعتقاد وابن حجر في فتح الباري الايمان عن طريق محمد بن المرنفع عن عبد الله بن الزبير
الاقوال :
القول الأول : أنه سبيل الغائط والبول عبرة لكم ودليل على خالقكم قاله عبدالله بن الزبير ومجاهد وذكره ابن جرير وذكره الماوردى وذكره الثعلبي
القول الثانى : تسوية وتلينت مفاصل أبدانكم دليل على انكم خلقتم لعبادته قاله قتادة وابن زيد وذكره ابن جرير وذكره الماوردى
القول الثالث : اختلاف الالسنة والصور والألوان والطبائع قاله ابن عباس وذكره البغوى
القول الرابع : في الهرم بعد الشدة والضعف بعد القوة والشيب بعد السواد قاله الحسن وذكره القرطبي وذكره الماوردى وذكره الثعلبي
القول الخامس : في خلق الانفس من نطفة وعلقة ومضغة ولحم وعظم غلي نفخ الروح ذكره القرطبي
القول السادس : أنه يأكل من مكان واحد ويخرجمن مكانين قاله المسيب بن شريك وذكره الثعلبي
القول السابع : في حياتكم وموتكم وفيما يدخل ويخرج من طعامكم قاله السدى وذكره الماوردى
القول الثامن : في خلقكم من تراب ثم إذا انتم بشر تنتشرون قاله ابن زيد وذكره الماوردى
التوجيه:

أنه يمكن الجمع بين الاقوال فتفكر الانسان في خلق الله تعالى له واختلاف الالسنة والصور والألوان والطبائع وما أمده من نعمة السمع والبصر وإخراج السبيلين وغيره من النعم هو دليل على وحدانية الصانع وأنه لا أحد يقدر على ذلك غلا الواحد الاحد ذكره ابن جرير
&&&&&&&&

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

اخرجه ابن جرير وابن المنذر وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم قال هذا حديث صحيح في الاسناد ولم يخرجاه عن طريق عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه
اختلفت اقوال المفسرين على أقوال :
القول الأول : القران روي عن علي بن ابي طالب وقاله عبدالله وذكره ابن جريروابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك وابن عطية وابن كثير
القول الثانى :الإسلام قاله ابن عباس وعبدالله بن جابر وزيد بن اسلم وابن مسعود والنواس بن السمعان وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك ومكى في غريب القران وابن عطية وابن كثير
القول الثالث : الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحباه أبو بكر وعمر قالهابن عباس والحسن بن ابي الحسن وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك وابن عطية وابن كثير
القول الرابع : الحق قاله ابن عباس ومجاهد وذكره ابن ابي حاتم وابن كثير
القول الخامس :هو الطريق الهادي قاله الضحاك وابن عباس وذكره ابن كثير
التوجيه:
كل هذه الاقوال متقاربه ومتلازمة فإن من اتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فقد اقتدى بابي بكر وعمر رضي الله عنهما ومن فعل ذلك فقد اتبع الحق ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القران وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم فجميعها صحيحة ويصدق بعضها بعض ذكره ابن كثير
والصراط في اللغة: الطريق الواضح، وكتاب الله بمنزلة الطريق الواضح، وكذلك الإسلام، وقال جرير:
أمير المؤمنين على صراط.......إذا اعوج الموارد مستقيم
أمير المؤمنين جمعت دينا.......وحلما فاضلا لذوي الحلوم
ذكره النحاس في معانى القران و ذكره ابن عطية
وقال ابوجعفر : أجمعت الحجة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وكذلك في لغة جميع العرب فمن قول جرير بن عطية الخطفي :
أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم
يريد على طريق الحق
&&&&&&&

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).

اخرجه ابن جرير وفي مسند ابي الجعد واخرجه البزار عن طريق شعبة عن معاوية بن قرة عن انس بن مالك
واخرجه ابن جرير وابن ابي حاتم والهيثمي في موارد الظمان علي زوائد ابن حبان والترمذي في سننه و ابويعلى في مسنده وقال اسناده حسن عن طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن انس بن مالك
واخرجه ابن جرير عن الاعمش عن حيان او حبان بن شعبة عن انس بن مالك
وجميع الطرق رواه ابن جرير موقوفا
الأقوال :
القول الأول : مثل الكافر قاله ابن عباس والضحاك والربيع بن أنس ذكره ابن جرير وابن حجر وابن عطية
القول الثاني : الحنظل قاله مجاهد وانس وذكره ابن جرير والماوردي والزجاج وابن كثير والترمذي
القول الثالث : شجرة لم تخلق على الأرض قاله ابن عباس وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم والماوردي
القول الرابع : شجرة الكشوت لا ورق لها ولا عروق في الأرض رواه مقاتل عن الضحاك وذكره الواحدى ذكره القرطبي
القول الخامس الشرك بالله ذكره الواحدي
التوجيه:
الأقوال متقاربة لانه فيه تشبيه للكلمة الخبيثة بهذه الشجرة التي لا أصل لها ولا تثمر وكذلك الكافر ليس له عمل باقي في الأرض ولا يصعد له قول طيب او عمل صالح
واما حديث عن طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن انس فقد حكم عليه الالباني بأنه ضعيف، وأما في مسند أبي يعلى الموصلي فأنه قال عنه اسناده حسن وقال: غسان بن الربيع ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/2، وقال: أبو محمد الكوفي سكن الموصل، يروي عن الليث بن سعد وحماد بن سلمة والناس. حدثنا عنه أبو يعلى بالموصل
واخرج الترمذي في التفسير باب من سورة إبراهيم عليه السلام عن عبد بن حميد عن ابي الوليد الطيالسي عن حماد سلمة به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال الترمذي بعد أن أخرج الرواية المرفوعة : حدثنا قتيبة حدثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن ابيه عن انس بنن مالك نحوه بمعناه ولم يرفعه ولم يكر قول ابي العالية وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة وروى غير واحد مثل هذا موقوفا ولا يعلم احد رفعه غير حماد بن سلمة ورواه معمر وحماد بن زيد وغير واحد ولم يرفعوه ، حدثنا احمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن انس بن مالك نحو حديث عبدالله بن ابي بكر بن شعيب بن الحباحب ولم يرفعه

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 صفر 1442هـ/15-10-2020م, 11:27 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العبد اللطيف مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الثاني - تخريج أقوال المفسرين وتحرير مسائلها


1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).

التخريج :
ورد نسبة هذا القول الى عائشة رضي الله عنها من طرق:
1- عن هشام بن عروة عن أبيه رواه الإمام مالك عن هشام وابن جرير الطبري من طريق ابن حميد من طريق هنًاد
2- عن عطاء بن أبي رباح رواه الشافعي من طريق سفيان وأبو داود من طريق حميد بن مسعدة وابن جرير الطبري من طريق ابن حميد ومن طريق يعقوب بن إبراهيم ومن طريق محمد بن موسى الحرشي ومن طريق الحسن بن يحي ومن طريق يونس ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره من طريق عصام بن رواد.
[إعادة صياغة التخريج كما سبق التوضيح في التصحيح السابق، ونبدأ بتخريج الراوية التي جاءت بنفس اللفظ الوارد في السؤال ثم نعرج على بيان باقي الألفاظ إن كان فيها اختلاف في المعنى]
المسائل التفسيرية :
1- المراد بلغو اليمين : أختلف العلماء في المراد بلغو اليمين وقول السيدة عائشة المذكور هو أحد القولين المأثورين عنها في المراد بلغو اليمين وله شواهد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم فيما ورد في سنن أبي داود عن عطاء قال: قالت عائشة: إن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "هو كلام الرجل في بيته: كلَّا واللَّه، وبلى واللَّه" وصححه الألباني.
كما ورد تفصيل المراد بلغو اليمين وحكمها في كتب الحديث والفقه مثل موطأ الإمام مالك، الأم للإمام الشافعي، شرح صحيح البخاري لابن بطال، المغني لابن قدامة وغيرها.
[أحسنت الإشارة لكتب الفقه ومن المهم هنا أيضًا كتب أحكام القرآن
وتحرير المسألة ناقص، فينبغي ذكر بقية الأقوال ثم دراستها وبين الراجح]
0.25



2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
التخريج :
ورد نسبة هذا القول الى ابن عباس رضي الله عنه من طريق:

1- عن التميمي (وهو أَرْبِدة - بسكون الراء، بعدها موحّدة مكسورة -، ويقال: أَرْبِد، التَّميمي) رواه ابن وهب وسعيد بن منصور وابن جرير الطبري من طرق متعددة وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات.
[ابن وهب أبهم اسم الرجل التميمي، فقال: رجل من تميم فينبغي بيان ذلك وعدم سياق الجميع في مساق واحد]


المسائل التفسيرية:
1- ورد في معنى {مهيمنا} أقوال منها أَمِينًا، شَاهِدًا، حَفِيظًا، وهذا القول المنسوب الى ابن عباس مؤتمنًا عليه، ورد في أحكام القرآن للجًصًاص "قالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَمُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ: "مُهَيْمِنًا يَعْنِي أَمِينًا" وَقِيلَ: شَاهِدًا, وَقِيلَ: حَفِيظًا, وَقِيلَ: مُؤْتَمَنًا وَالْمَعْنَى فِيهِ أَنَّهُ أَمِينٌ عَلَيْهِ, يَنْقُلُ إلَيْنَا مَا فِي الْكُتُبِ الْمُتَقَدِّمَةِ عَلَى حَقِيقَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَحْرِيفٍ وَلَا زِيَادَةٍ وَلَا نُقْصَانٍ; لِأَنَّ الْأَمِينَ عَلَى الشَّيْءِ مُصَدَّقٌ عَلَيْهِ, وَكَذَلِكَ الشَّاهِدُ." وقال ابن كثير "وَهَذِهِ الْأَقْوَالُ كُلُّهَا مُتَقَارِبَةُ الْمَعْنَى، فَإِنَّ اسْمَ "الْمُهَيْمِنِ" يَتَضَمَّنُ هَذَا كُلَّهُ، فَهُوَ أَمِينٌ وَشَاهِدٌ وَحَاكِمٌ عَلَى كُلِّ كِتَابٍ قَبْلَهُ".
2- المقصود بقوله {مهيمنا} ورد فيه قولان أنه القرآن فيكون أمينا على ما سبقه من الكتب قاله ابن عباس وغيره والثاني أنه النبي صلى الله عليه وسلم فهو مؤتمن على القرآن قاله مجاهد وذكره اين جرير الجًصًاص وابن كثير وقال "فَأَمَّا مَا حَكَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ عِكْرِمَةَ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَعَطَاءٍ الْخُرَاسَانِيِّ وَابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ، أَنَّهُمْ قَالُوا فِي قَوْلِهِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ يَعْنِي مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمِينٌ عَلَى الْقُرْآنِ فَإِنَّهُ صَحِيحٌ فِي الْمَعْنَى، وَلَكِنْ فِي تَفْسِيرِ هَذَا بِهَذَا نَظَرٌ، وَفِي تَنْزِيلِهِ عَلَيْهِ مِنْ حَيْثُ الْعَرَبِيَّةِ أيضا نظر، وبالجملة فالصحيح الأول" وأورد كلام ابن جرير الذي قال فيه ان هذا القول غير مقبول في العربية.
3- مرجع الضمير في قوله {عليه} عائد الى الكتب التي قبله وعلى قول مجاهد فهو عائد على القرآن.
[المطلوب بحث المسألة الأولى فقط، وقد ذكرت الأقوال لكن المطلوب لاكتمال تحرير المسألة توجيه الأقوال ثم بيان وجه الجمع بينها.
ونحتاج هنا الرجوع لكتب اللغة ومعرفة الخلاف في توجيه القول محل البحث، هل مهيمن مشتق من مؤيمن، أو هو على الأصل
والتحرير يكون بأسلوبك]
0.5

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
التخريج:
ورد نسبة هذا القول الى عبدالله بن الزبير من طرق

1: عن محمد بن المرتفع رواه ابن جرير الطبري في تفسيره من طريقين والبيهقي في الاعتقاد و شعب الإيمان.
2: [من طريق، لأنه طريق واحد عن عبد الله بن كثير] عن عبدالله بن كثير رواه البيهقي في شعب الإيمان.

المسائل التفسيرية:
1- المراد ب (في أنفسكم) وقد اختلف المفسرون في المراد بها فقال عطاء عن ابن عباس: اختلاف الألسنة والألوان والصور والطبائع وقال مقاتل: وفي خلق أنفسكم حين كان نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظمًا ثم لحمًا ثم نفخ فيه الروح وورد أقوال أخرى [ما هي؟ خاصة ما ورد في المصادر المسندة] وروي القول المذكور عن ابن الزبير أنه قال: يعني سبيل الخلاء والبول، يأكل ويشرب من مدخل واحد، ويخرج من سبيلين وهذا معنى ما روى عطاء عن ابن عباس: مدخل الطعام والشراب واحد، ومخرجهما موضعان.
[والترجيح؟
أو وجه الجمع بين الأقوال؟]
0.5


4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج:
ورد نسبة هذا القول عن جابر بن عبدالله من طريق:
1- عن عبدالله بن محمد بن عقيل رواه ابن جرير في تفسيره والمروزي في السنة والحاكم في المستدرك.

المسائل التفسيرية:
1- المراد بالصراط المستقيم: اختلف المفسرون في المراد بالصراط المستقيم فقال بعضهم كتاب الله وقيل هو الحق
وقيل هو النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه وقيل الاسلام (عزو الأقوال؟)
وعو هذا القول المنسوب الى جابر بن عبدالله ولهذا القول شاهد من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن النواس بن سمعان الأنصاري: ضربَ اللهُ مَثَلًا صِراطًا مُسْتَقِيمًا وعلى جَنْبَتَيْ الصِّراطِ سُورانِ فيهِما أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ وعلى الأبوابِ سُتُورٌ مُرْخاةٌ وعلى بابِ الصِّراطِ داعٍ يقولُ يا أيُّها الناسُ ادْخُلوا الصِّراطَ جَمِيعًا ولا تعوجُوا وداعٍ يَدْعُو من فوقِ الصِّراطِ فإذا أرادَ الإنسانُ أنْ يفتحَ شيئًا من تِلْكَ الأبوابِ قال ويْحَكَ لا تَفْتَحْهُ فإنَّكَ إنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ فالصِّراطُ الإسلامُ والسُّورانِ حُدُودُ اللهِ والأبوابُ المُفَتَّحَةُ مَحارِمُ اللهِ وذلكَ الدّاعِي على رَأْسِ الصِّراطِ كتابُ اللهِ والدّاعِي من فَوْقَ الصِّراطِ واعِظُ اللهِ في قلبِ كلِّ مسلمٍ.اسناده حسن صحيح وأخرجه الترمذي والنسائي والامام أحمد و اورده ابن كثير في تفسيره.
[والترجيح؟
أو وجه الجمع بين الأقوال؟]
0.75

5-قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل)
التخريج
ورد نسبة هذا القول عن أنس بن مالك رضي الله عنه من طرق:
1- عن أبي إياس معاوية بن قرة رواه الإمام أحمد في مسنده وابن جرير الطبري في تفسيره وذكره ابن كثير في تفسيره.
2- عن شعيب بن الحباب [الحبحاب] رواه الترمذي في سننه وأبو يعلى في سننه وابن جرير الطبري في تفسيره وذكره ابن كثير في تفسيره [هنا ينبغي بيان أنها جاءت من طرق عن شعيب عن أنس موقوفة، ومن طريق حماد بن سلمة عن أنس مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم
لبيان تفرد حماد بن سلمة برفعها، وهذه من فوائد تمييز اختلاف الطرق]

3- عن حبان بن شعبة رواه ابن جرير الطبري في تفسيره,

المسائل التفسيرية:
1- المراد ب (كشجرة خبيثة) اتفق كثير من المفسرين على قول أنس المذكور وقد أورد بعض المفسرين حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه الترمذي (حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقِنَاعٍ عَلَيْهِ رُطَبٌ، فَقَالَ: {مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا} [إبراهيم: 25]، قَالَ: «هِيَ النَّخْلَةُ» {وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ} [إبراهيم: 26] قَالَ: «هِيَ الحَنْظَلُ» قَالَ: فَأَخْبَرْتُ بِذَلِكَ أَبَا العَالِيَةِ، فَقَالَ: صَدَقَ وَأَحْسَنَ.
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَابِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، نَحْوَهُ بِمَعْنَاهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَلَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ أَبِي العَالِيَةِ، وَهَذَا أَصَحُّ مِنْ حَدِيثِ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، وَرَوَى غَيْرُ وَاحِدٍ مِثْلَ هَذَا مَوْقُوفًا، وَلَا نَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ، وَحَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ وَلَمْ يَرْفَعُوهُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَةَ الضَّبِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ شُعَيْبِ بْنِ الحَبْحَابِ، عَنْ أَنَسٍ، نَحْوَ حَدِيثِ قُتَيْبَةَ وَلَمْ يَرْفَعْهُ) وقال الألباني ضعيف مرفوع.

[باقي الأقوال؟ ودراستها؟
0.5]

بارك الله فيك ونفع بك
مع التأكيد على الملحوظات السابقة وأهمية أن تكون الصياغة بأسلوبك
للأسف لم يكف ما قدمت لاجتياز هذا التطبيق، آمل استدراك الملحوظات لإعادة التصحيح بإذن الله
وأقدر ضيق الوقت لكن إتقان هذه المهارات الآن مهم لأنه سيبنى عليها كل ما هو قادم بإذن الله
التقويم: هـ
وفقك الله وسددك.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 صفر 1442هـ/16-10-2020م, 12:55 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مها عبد العزيز مشاهدة المشاركة
. خرّج جميع الأقوال ا لتالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس)
.
اخرجه ابن جرير وابن ابي حاتم وابن ابي المنذر [وابن المنذر] واخرجه سعيد بن منصور في سننه ورواه البخاري والموطأ واخرجه ابوداود موقوفا وابن حبان واخرجه الشافعي في مسنده والبيهقي في السنن الصغرى عن طريق عطاء عن عائشة
[رواية سعيد بن منصور جاءت من الطريقين؛ طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وطريق عطاء عنها.
رواية البخاري من الطريق الأول مما ذكرتُ.
رواية الموطأ من الطريق الأول وليس من طريق عطاء.
رواية ابن حبان مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وجميع الروايات السابقة موقوفة على عائشة
معنى الموقوف: أنه من قول الصحابي، معناه هنا من قول عائشة رضي الله عنها
معنى المرفوع: أي من قول النبي صلى الله عليه وسلم]

واخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم والبخاري ومسلم والبيهقي في السنن الكبرى والشافعى في تفسيره واخرجه مالك في الموطأ عن طريق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة
[أين وردت رواية مسلم؟
رواية البيهقي في السنن الصغرى من طريق هشام عن عروة، أما في الكبرى فمن الطريقين
تفسير الشافعي مجموع من كتبه وقيل كان له تفسير وفُقد
لكن لو تأملت التفسير المطبوع حاليًا ستجدين أن المصنف جمعه من كتب الشافعي
مثلا: جاءت هذه الرواية في كتاب الأم للشافعي
فتجدين قبلها (الأم) إشارة إلى أن الجامع للتفسير أتى بهذه الرواية من كتابة الأم.
]

واخرجه ابن جرير عن الزهرى عن القاسم عن عائشة
اختلف المفسرون على أقوال في معنى اللغو:
القول الأول : معنى اللّغو. هو ما يسبق إلي اللسان على عجلة لصلة الكلام من غير قصد كقول القائل : لا والله وبلى والله وكلا قاله ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم وذكره ابن جرير والبغوي والثعلبي والماوردي وذهب اليه الشافعي
القول الثاني : لغو اليمين: أن يحلف الإنسان على الشيئ يظن انه كما حلف عليه، فإذا هو غير ذلك قاله أبو هريرة وابن عباس وقتادة والحسن والسدى والربيع والزهري وذكره ابن جرير والبغوي والماوردى وذكره الثعلبي [وهو القول الثاني المروي عن عائشة رضي الله عنها]
القول الثالث : أن تحلف، وأنت غضبان من غير عقد قلب قاله ابن عباس وطاووس وذكره ابن جرير والماوردي
القول الرابع: اللّغو في اليمين: هو الّذي يحلف على المعصية قاله سعيد بن جبير ومسروق والشعبي وذكره ابن جرير والبغوي والماوردي وذكره الثعلبي
واستدل بحديث: عن عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين لا.
القول الخامس: ما كان من يمينٍ بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه كأن يقول: إن لم أفعل كذا فأعمى الله بصري ، أو بمعنى الشّرك، والكفر كـان يقول : أنا كافر بالله قاله زيد بن اسلم وذكره ابن جرير وذكره البغوي والماوردي وذكره الثعلبي ويدل عليه قوله تعالى [ ويدع الإ نسان بالشر دعاءه بالخير ]
القول السادس: اللّغو في الأيمان: هو ما كان في الهزل والمراء والخصومة والحديث الذي لايعقد عليه القلب روى عن عائشة وذكره البغوى والثعلبي
واستدل بحديث: ما قالته عائشة رضي الله عنها: أيمان اللغو: ما كانت في المراء والهزل والمزاحة والحديث الذي لا ينعقد عليه القلب.
القول السابع : اللّغو من الأيمان: هو ما حنث فيه الحالف ناسيًا قاله إبراهيم وذكره ابن جرير والماوردي واستدل بقوله عن عه صلى الله عليه وسلم [ رفع عن امتى الخطا والنسيان وما استكرهوا عليه
القول التامن: : اللّغو في الأيمان: ما كانت فيه كفّارةٌ ابن عباس والضحاك وذكره ابن جرير وذكره الثعلبي
التوجيه:
اللغو في كلام العرب : هو كل كلام كان مذموما وفضلا لا معنى له فهو مأخوذ من قولهم : لغا فلان في كلامه إذا قال قبحا قال تعالى [وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه ] القصص 55 وقوله: {وإذا مرّوا باللّغو مرّوا كرامًا} ومسموعٌ من العرب لغيت باسم فلانٍ، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح.
فمن قال لغيت، قال ألغى لغًا، وهي لغةٌ لبعض العرب، ومنه قول الرّاجز:
وربّ أسراب حجيجٍ كظّم = عن اللّغا، ورفث التّكلّم ذكره ابن جرير
و(اللغو) من الكلام: ما لا ينعقد عليه القلب فالاقوال السبعة كلها متقاربة وهى من اللغو
فإذا كان اللغو : هو ما يسبق إلي اللسان على عجلة لصلة الكلام من غير قصد كقول القائل : لا والله وبلى والله من غير تعمد اثم في يمينه ومن أن يحلف الإنسان على الشيئ يظن انه كما حلف عليه، فإذا هو غير ذلك واليمين بمعنى الدعاء من الحالف على نفسه كأن يقول: إن لم أفعل كذا فأعمى الله بصري و ما كان في الهزل والمراء والخصومة والحديث الذي لا يعقد عليه القلب ومن حلف ناسيا أو غضبانا فهؤلاء كلهم قالوا كلاما مذموما وفضلا وحلفوا من الايمان بالسنتهم ولم تتعمد ه قلوبهم فهؤلاء لغاة في ايمانهم وليس عليهم كفارة لقوله تعالى [ لايؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ولكن يؤخذكم بما كسبت قلوبكم يالبقرة225 وأما اليمين المؤاخذ عليها العبد فهى : أن يحلف متعمدا قاصدا وهى التي في قوله تعالى [ ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ] وروى مسلم عن ابي هريرة أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قال : من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليكفر عن يمينه وليفعل الذي هو خير
وأيضا ما ما ثبت في الصّحيحين، عن أبي موسى الأشعريّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «إنّي واللّه -إن شاء اللّه -لا أحلف على يمينٍ فأرى غيرها خيرًا منها إلّا أتيت الّذي هو خيرٌ
[هذه المسألة من المسائل التفسيرية الفقهية
ولتوجيه الأقوال التي أوردتِ ينبغي معرفة منشأ الخلاف، فمع الخلاف في تحديد المراد باللغو
اختلفوا في تفسير معنى المؤاخذة هل هو بالإثم ، أم بلزوم الكفارة
واختلفوا في المراد بكسب القلب هل هو مجرد القصد أم عقد القلب على الكذب
وكتب أحكام القرآن تفيدك في تحديد هذه المسائل]

&&&&&&&&&

2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
اخرجه ابن وهب المصري في الجامع في علوم القران وابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهما وسعيد بن منصور في سننه وابن حجر في فتح الباري ومحمود العينى في عمدة القاري عن طريق ابي إسحاق عن أربدة التميمي عن ابن عباس
[ابن وهب أبهم الرجل التميمي
وفتح الباري من المصادر الناقلة وقد يكون بديلا في بعض الأحيان
وعمدة القاري ناقل]

أصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ ذكره ابن جرير
ولكن اختلفت عبارة المفسرون في معنى [ مهيمن ] على اقوال:
القول الأول : شاهدا قاله ابن عباس والسدي وقتادة ومجاهد وذكره ابن جرير وابن كثير والماوردي والثعلبي والزجاج وابن عطية
القول الثاني: أمين عليه قاله ابن عباس وروى عن سعيد بن جبير والحسن وعكرمة والضحاك وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم وابن كثير والماوردي والقرطبي وابن الجوزي في تفسيرهم وذكره الزجاج وابن عطية
القول الثالث : مصدقا لهذه الكتب قاله ابن زيد والحسن وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم في تفسيرهما وذكره ابن عطية والثعلبي والقرطبي
القول الرابع : محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام قاله مجاهد وابن ابي نجيح وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم وابن عطيه والقرطبي
القول الخامس : القران قاله ابن عباس وروي عن عطاء الخرساني وذكره ابن ابي حاتم والثعلبي والقرطبي [هذا في المراد به، وليس معناه، وهي مسألة مختلفة عن المبحث المطلوب]
القول السادس : رقيبا عليه ذكره الزجاج وابن عطية
القول السابع : قاضيا قاله الضحاك وذكره البغوي
القول الثامن : حفيظا عليه ذكره الماوردي والقرطبي وابن الجوزي
القول التاسع : حاكما على ماقبله من الكتب قاله ابن عباس ورواه العوفي عنه وذكره ابن كثير
القول العاشر : اسم من أسماء الله تعالى في الكتب القديمة ذكره الزجاج [وهو اسم ثابت في القرآن لله عز وجل، لكن ليست هذه المسألة المرادة في بحثنا هنا، ولكن يمكنك الاستفادة في تحرير المسألة ببيان معنى اسم الله المهيمن]
التوجيه :
القول بان معنى مهيمنا هو الأمين والقران أمين على الكتب المتقدمة وشهيدا وحاكما على ماقبله من الكتب هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى .
واسم المهيمن يتضمن هذا كله فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله فكان هذا القران خاتم الكتب وأكملها وأحكمها وأعظمها فلهذا جعله الله شاهدا وامينا وحاكما عليها كلها وتكفل بحفظه سبحانه فقال [تعالى] {إنّا نحن نزلنا الذّكر وإنّا له لحافظون} [الحجر:9] ذكره ابن كثير .
وقال بعضهم: مهيمن في معنى مؤتمن إلا أن الهاء بدل من الهمزة، والأصل مؤتمنا عليه كما قالوا: هرقت الماء، وأرقت الماء، وكما قالوا: إياك وهياك، وهذا قول أبي العباس محمد بن يزيد، وهو على مذهب العربية حسن وموافق لبعض ما جاء في التفسير، لأن معناه مؤتمن. ذكره الزجاج
وأما القول بأنه محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام فهو صحيح بالمعنى وفيه نظر ذكره ابن كثير
وأما ابن جرير فقال : عن هذا القول بأنه بعيد من المفهوم من كلام العرب وهو خطأ وذلك أن المهيمن عطف على المصدق فلا يكون إلا من ما كان المصدق صفة له وقال : لو كان كما قال مجاهد لقال : [ وأنزلنا إليك الكتاب مصدقا لما بين يديه من الكتاب مهيمنا عليه من غير عطف ذكره ابن كثير
أما قول أصحاب اللغة:
وقول مجاهد قوله تعالى: ومهيمناً عليه يعني محمدا صلى الله عليه وسلم هو مؤتمن على القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وغلط الطبري رحمه الله في هذه اللفظة على مجاهد فإنه فسر تأويله على قراءة الناس «مهيمنا» بكسر الميم الثانية فبعد التأويل ومجاهد رحمه الله إنما يقرأ هو وابن محيصن «ومهيمنا» عليه بفتح الميم الثانية فهو بناء اسم المفعول. وهو حال من الكتاب معطوفة على قوله:
مصدّقاً وعلى هذا يتجه أن المؤتمن عليه هو محمد صلى الله عليه وسلم وعليه في موضع رفع على تقدير أنها مفعول لم يسم فاعله. هذا على قراءة مجاهد وكذلك مشى مكي رحمه الله، وتوغل في طريق الطبري في هذا الموضع قال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد رحمه الله: «مهيمن» أصله «مويمن» بني من أمين، أبدلت همزته هاء كما قالوا أرقت الماء وهرقته، قال الزجاج: وهذا حسن على طريق العربية، وهو موافق لما جاء في التفسير من أن معنى «مهيمن» مؤتمن
أما القول العاشر : أنه اسم من أسماء الله تعالى فقد قال ابن قتيبة وتبعه جماعةٌ مهيمنا مفيعل من أيمن قلبت همزته هاء وقد أنكر ذلك ثعلب فبالغ حتّى نسب قائله إلى الكفر لأنّ المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر والحق أنه أصل بنفسه ليس مبدلا من شيء وأصل الهيمنة الحفظ والارتقاب تقول : هيمن فلان على فلان إذا صار رقيبا عليه فهو مهيمن قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلّا أربعة ألفاظٍ مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ ذكره ابن حجر [فهو الأصل ليس مبدلا من مؤيمن]
[خلطتِ في دراستك بين المراد بـ "مهيمنًا" ومعناها
والمعنى هو المطلوب.
وحبذا لو حررت في دراستك مسألة الخلاف في اشتقاق " مهيمن " هل هو مبدل من " مؤيمن " أم على الأصل فالهاء أصلية ليست مبدلة، وتحتاجين في هذا الرجوع إلى كتب أهل اللغة في غير معاني القرآن كالقواميس وكتب الصرف.
وقد أشرتِ لذلك لكن يحتاج إلى ترتيب وتحرير
فإن كان على الأصل فمعنى " مؤتمن " بعض معنى المهيمن، وكذا بقية الأقوال الواردة فجميعها يدخل تحت معنى " الحفظ والارتقاب "]


&&&&&&&

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
اخرجه الغريابي ["الفريابي؟ ] اخرجه عبدالرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن ابي حكم والبيهقي في شعب الايمان وفي الاعتقاد وابن حجر في فتح الباري الايمان عن طريق محمد بن المرنفع عن عبد الله بن الزبير
[تفسير ابن المنذر لهذه السورة مفقود فينسب للمصدر البديل]

الاقوال :
القول الأول : أنه سبيل الغائط والبول عبرة لكم ودليل على خالقكم قاله عبدالله بن الزبير ومجاهد وذكره ابن جرير وذكره الماوردى وذكره الثعلبي
القول الثانى : تسوية وتلينت مفاصل أبدانكم دليل على انكم خلقتم لعبادته قاله قتادة وابن زيد وذكره ابن جرير وذكره الماوردى (رواه ابن جرير)
القول الثالث : اختلاف الالسنة والصور والألوان والطبائع قاله ابن عباس وذكره البغوى
القول الرابع : في الهرم بعد الشدة والضعف بعد القوة والشيب بعد السواد قاله الحسن وذكره القرطبي وذكره الماوردى وذكره الثعلبي
القول الخامس : في خلق الانفس من نطفة وعلقة ومضغة ولحم وعظم غلي نفخ الروح ذكره القرطبي
القول السادس : أنه يأكل من مكان واحد ويخرجمن مكانين قاله المسيب بن شريك وذكره الثعلبي (وهو بمعنى القول الأول)
القول السابع : في حياتكم وموتكم وفيما يدخل ويخرج من طعامكم قاله السدى وذكره الماوردى
القول الثامن : في خلقكم من تراب ثم إذا انتم بشر تنتشرون قاله ابن زيد وذكره الماوردى
التوجيه:

أنه يمكن الجمع بين الاقوال فتفكر الانسان في خلق الله تعالى له واختلاف الالسنة والصور والألوان والطبائع وما أمده من نعمة السمع والبصر وإخراج السبيلين وغيره من النعم هو دليل على وحدانية الصانع وأنه لا أحد يقدر على ذلك غلا الواحد الاحد ذكره ابن جرير
&&&&&&&&

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

اخرجه ابن جرير وابن المنذر وفي المستدرك على الصحيحين للحاكم قال هذا حديث صحيح في الاسناد ولم يخرجاه عن طريق عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه
اختلفت اقوال المفسرين على أقوال :
القول الأول : القران روي عن علي بن ابي طالب وقاله عبدالله وذكره ابن جريروابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك وابن عطية وابن كثير
القول الثانى :الإسلام قاله ابن عباس وعبدالله بن جابر وزيد بن اسلم وابن مسعود والنواس بن السمعان [رواية النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم] وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك ومكى في غريب القران وابن عطية وابن كثير
القول الثالث : الرسول عليه الصلاة والسلام وصاحباه أبو بكر وعمر قالهابن عباس والحسن بن ابي الحسن وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم والحاكم في المستدرك وابن عطية وابن كثير
القول الرابع : الحق قاله ابن عباس ومجاهد وذكره ابن ابي حاتم وابن كثير
القول الخامس :هو الطريق الهادي قاله الضحاك وابن عباس وذكره ابن كثير
التوجيه:
كل هذه الاقوال متقاربه ومتلازمة فإن من اتبع الرسول عليه الصلاة والسلام فقد اقتدى بابي بكر وعمر رضي الله عنهما ومن فعل ذلك فقد اتبع الحق ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القران وهو كتاب الله وحبله المتين وصراطه المستقيم فجميعها صحيحة ويصدق بعضها بعض ذكره ابن كثير
والصراط في اللغة: الطريق الواضح، وكتاب الله بمنزلة الطريق الواضح، وكذلك الإسلام، وقال جرير:
أمير المؤمنين على صراط.......إذا اعوج الموارد مستقيم
أمير المؤمنين جمعت دينا.......وحلما فاضلا لذوي الحلوم
ذكره النحاس في معانى القران و ذكره ابن عطية
وقال ابوجعفر : أجمعت الحجة من أهل التأويل جميعا على أن الصراط المستقيم هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وكذلك في لغة جميع العرب فمن قول جرير بن عطية الخطفي :
أمير المؤمنين على صراطٍ.......إذا اعوجّ الموارد مستقيم
يريد على طريق الحق
&&&&&&&

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).

اخرجه ابن جرير وفي مسند ابي الجعد واخرجه البزار عن طريق شعبة عن معاوية بن قرة عن انس بن مالك
واخرجه ابن جرير وابن ابي حاتم والهيثمي في موارد الظمان علي زوائد ابن حبان والترمذي في سننه و ابويعلى في مسنده وقال اسناده حسن عن طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن انس بن مالك
واخرجه ابن جرير عن الاعمش عن حيان او حبان بن شعبة عن انس بن مالك
وجميع الطرق رواه ابن جرير موقوفا
[روى هذا الأثر كثرة من الرواة عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفًا (فاتك بيان هذا)
وروي من طريق حماد بن سلمة عن شعيب عن أنس مرفوعًا (سبق بيان معنى المرفوع والموقوف)
فانفرد حماد بن سلمة بروايته مرفوعًا
وهذا يفيد المحققين عند الحكم على الحديث بالصحة والضعف]

الأقوال :
القول الأول : مثل الكافر قاله ابن عباس والضحاك والربيع بن أنس ذكره ابن جرير وابن حجر وابن عطية
القول الثاني : الحنظل قاله مجاهد وانس وذكره ابن جرير والماوردي والزجاج وابن كثير والترمذي
القول الثالث : شجرة لم تخلق على الأرض قاله ابن عباس وذكره ابن جرير وابن ابي حاتم والماوردي
القول الرابع : شجرة الكشوت لا ورق لها ولا عروق في الأرض رواه مقاتل عن الضحاك وذكره الواحدى ذكره القرطبي
القول الخامس الشرك بالله ذكره الواحدي
[هنا ندرس مثل من أمثال القرآن الكريم
والمثل نبحث فيه (المشبه، والمشبه به ووجه التشبيه، وأداة التشبيه، وقد تُحذف بعض هذه الأركان
المهم لدينا مشبه ومشبه به
المشبه هو الكافر أو الشرك بالله
والمشبه به هو الشجرة الخبيثة
المسألة التي لدينا محل البحث هي في المراد بالشجرة الخبيثة، يعني بأي شجرة تحديدًا شبه الله الكافر.
إذا اتضح لكِ ذلك فلا يدخل في الأقوال، الكافر والشرك لأنها مسألة أخرى]

التوجيه:
الأقوال متقاربة لانه فيه تشبيه للكلمة الخبيثة بهذه الشجرة التي لا أصل لها ولا تثمر وكذلك الكافر ليس له عمل باقي في الأرض ولا يصعد له قول طيب او عمل صالح
واما حديث عن طريق حماد بن سلمة عن شعيب بن الحبحاب عن انس فقد حكم عليه الالباني بأنه ضعيف، وأما في مسند أبي يعلى الموصلي فأنه قال عنه اسناده حسن وقال: غسان بن الربيع ذكره ابن حبان في "الثقات" 9/2، وقال: أبو محمد الكوفي سكن الموصل، يروي عن الليث بن سعد وحماد بن سلمة والناس. حدثنا عنه أبو يعلى بالموصل
واخرج الترمذي في التفسير باب من سورة إبراهيم عليه السلام عن عبد بن حميد عن ابي الوليد الطيالسي عن حماد سلمة به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي وقال الترمذي بعد أن أخرج الرواية المرفوعة : حدثنا قتيبة حدثنا أبو بكر بن شعيب بن الحبحاب عن ابيه عن انس بنن مالك نحوه بمعناه ولم يرفعه ولم يكر قول ابي العالية وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة وروى غير واحد مثل هذا موقوفا ولا يعلم احد رفعه غير حماد بن سلمة ورواه معمر وحماد بن زيد وغير واحد ولم يرفعوه ، حدثنا احمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد عن شعيب بن الحبحاب عن انس بن مالك نحو حديث عبدالله بن ابي بكر بن شعيب بن الحباحب ولم يرفعه
[ثم ماذا بعد إيراد هذا الكلام؟
ماذا سيفيدنا في بحثنا إثبات رفع الأثر من وقفه؟
أليس إن ثبت رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو دليل ثابت على أن الحنظل من الشجر الخبيث وأنه داخل بصورة أولية في معنى الآية
وهل ينفي ثبوت القول بالحنظل عن النبي صلى الله عليه وسلم ، بقية الأقوال
أم نقول أن تفسير النبي صلى الله عليه وسلم من باب التفسير بالمثال، ويدخل في معنى الآية كل ما ينطبق عليه الوصف الوارد فيها {اجتُثت من فوق الأرض ما لها من قرار}
والصحيح عموم كل ما يدخل في هذا الوصف تفسير النبي صلى الله عليه وسلم وأنس رضي الله عنه من باب التفسير بالمثال]

التقويم: ب
أحسنتِ، وأجدتِ، وأرجو أن تفيدكِ الملحوظات أعلاه.
بارك الله فيكِ وكتب أجركِ وشكر لكِ هذا المجهود.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 رمضان 1442هـ/27-04-2021م, 05:06 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1:
قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج

هذا القول أخرجه الطبري وبن كثير وبن أبي حاتم عن طريقيين أحدهما عن عطاء عن عائشة والثاني عن عروة عن عائشة.
وفي رواية عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبن خلافه وهو قول أبو هريرة.
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم .
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، وعن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه مخالف بعدم المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
الراوي : - | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم ،الصفحة أو الرقم: 1/376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم: 2191 | خلاصة حكم المحدث : حسن، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾.
وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما المناسبان لسياق الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
أخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي والسيوطي وابن حجر عن طريق ابن اسحاق عن رجل من بني تميم عن بن عباس.
وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه
وهذا قول لبن عباس ومعمر عن فتادة والسدي
القول الثاني: مؤتمنا عليه
وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب
وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب
هذا قول بن زيد
القول السادس: نبي الله صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن
هذا قول مجاهد

التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله عليه عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وليس النبي كما تأول مجاهد أنها عائدة على النبي مثل الكاف في إليك .

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
هذا ما وجدته في جمهرة التفاسير
ومنقول هذا التخريج من السيوطي
أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
المسائل التفسيرية
القول الأول: عن علي و ابن الزبير سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط
القول الثاني: عن الفراء تأكل وتشرب في مدخل واجد ويخرج من موضعين
القول الثالث: عن السندي أفلاتبصرون بعين الاعتبار
القول الرابع: عن ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}. قال: وفينا آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟.
وعقب بن جرير الطبري :
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم.
القول الخامس: عن قتادة أي في خلقه إذا فكر فيه معتبر.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1:
قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج

هذا القول أخرجه الطبري وبن كثير وبن أبي حاتم عن طريقيين أحدهما عن عطاء عن عائشة والثاني عن عروة عن عائشة.
وفي رواية عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبن خلافه وهو قول أبو هريرة.
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم .
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، وعن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه مخالف بعدم المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
الراوي : - | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم ،الصفحة أو الرقم: 1/376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم: 2191 | خلاصة حكم المحدث : حسن، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا وهو قول النخعي.
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾.
وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما المناسبان لسياق الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
أخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي والسيوطي وابن حجر عن طريق ابن اسحاق عن رجل من بني تميم عن بن عباس.
وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه
وهذا قول لبن عباس ومعمر عن فتادة والسدي
القول الثاني: مؤتمنا عليه
وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب
وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب
هذا قول بن زيد
القول السادس: نبي الله صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن
هذا قول مجاهد

التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله عليه عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم وليس النبي كما تأول مجاهد أنها عائدة على النبي مثل الكاف في إليك .

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
هذا ما وجدته في جمهرة التفاسير
ومنقول هذا التخريج من السيوطي
أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
المسائل التفسيرية
القول الأول: عن علي و ابن الزبير سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط
القول الثاني: عن الفراء تأكل وتشرب في مدخل واجد ويخرج من موضعين
القول الثالث: عن السندي أفلاتبصرون بعين الاعتبار
القول الرابع: عن ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}. قال: وفينا آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟.
وعقب بن جرير الطبري :
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم.
القول الخامس: عن قتادة أي في خلقه إذا فكر فيه معتبر.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حياكم الله

لم يكتمل المجلس بعد ولو أمكن إخباري إذا كان مستوى الحل غير مقبول مع توضيح الخطأ
أرسل باقي المجلس في أقرب وقت بحول الله تعالى
جزاكم الله خير

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 17 رمضان 1442هـ/28-04-2021م, 09:42 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

التطبيق الثاني من تطبيقات مهارات التخريج
الإجابة:

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسذذ ذيرية المتعلقة بها:

1:
قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج

هذا القول أخرجه الطبري وبن أبي حاتم عن طريقيين أحدهما عن عطاء عن عائشة والثاني عن عروة عن عائشة.
وفي رواية عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله، وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه، وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه.
الثالث هو الحلف عند الغضب، وهو قول بن عباس رضي الله عنه وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها، وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم رضي الله عنه.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا، وهو قول النخعي.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم على عباده.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب، قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، هناك ما ينافيه وهو عن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه يدل على المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
الراوي : - | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم ،الصفحة أو الرقم: 1/376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم: 2191 | خلاصة حكم المحدث : حسن، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾.
وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما المرجوحان والمناسبان لسياق الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
أخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي وابن حجر عن ابن اسحاق عن رجل من بني تميم عن بن عباس.
وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه ، وهذا قول ابن عباس ومعمر عن قتادة والسدي.
القول الثاني: مؤتمنا عليه ، وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة.
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله ، وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة .
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب، وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير.
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب ، هذا قول بن زيد رضي الله عنه.
القول السادس: نبي الله صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن ، هذا قول مجاهد .

التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله، وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله "عليه" ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم مثل الكاف في إليك كما تأول مجاهد، إنما هي عائدة على الكتاب.
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
ومنقول هذا التخريج من السيوطي
أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
المسائل التفسيرية
القول الأول: سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط، وهو قول علي و ابن الزبير رضي الله عنهما.
القول الثاني: تأكل وتشرب في مدخل واحد ويخرج من موضعين وهو قول الفراء.
القول الثالث: أفلاتبصرون بعين الاعتبار ، وهو قول السندي .
القول الرابع: آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟، وهو قول ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}.
القول الخامس: في خلقه إذا فكر فيه معتبر وهو قول قتادة.
التوجيه ودراسة الأقوال:
"والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم" منقول من بن جرير.
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج
أخرجه الطبري بإسناد واحد عن حميد بن عبد الرحمن قال حدثنا علي والحسن عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله أن الطريق المستقيم هو الإسلام.
المسائل التفسيرية:
القول الأول: القرآن كتاب الله ، وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
القول الثاني: الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله وبن عباس وبن مسعود وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضب الله عنهم.
القول الثالث: الطريق الهادي ، وهو قول عن بن عباس قال قال جبريل لمحمد "الطريق الهادي".
القول الرابع: دين الله الذي لا عوج فيه وهو قول ابن الحنيفية.
القول الخامس: الطريق ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
القول السادس: الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وهو قول أبو العالية.
القول السابع: الحق ، وهو قول عن بن عباس ومجاهد.
التوجيه ودراسة الأقوال:
كلّ هذه الأقوال متلازمة مرتبطة وأرجح القول الثاني الإسلام لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
"ضرب رسولُ اللهِ مثلًا صراطًا مستقيمًا ، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سورٌ فيه أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وعلى الأبوابِ ستورٌ مرْخاةٌ ، وعلى بابِ الصراطِ داعٍ يدعو : يا أيُّها الناسُ ادخلوا إليه جميعًا ولا تَتَعَوَّجُوا ، والداعِي يدعو من فوقِ الصراطِ ، فإذا فُتِحَ بابٌ من تلكَ الأبوابِ قال : ويحكَ لا تفتَحْهُ ‍‍‍‍‍‍‍ ! إِنْ تفتَحْهُ تلِجْهُ ، والصراطُ : الإسلامُ ، والستورُ : حدودُ اللهِ والأبوابُ المفتَّحَةُ : محارِمُ اللهِ عزَّ وجلَّ" الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة ، الصفحة أو الرقم: 19 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.
والإسلام هو الحق وهو دين الله ولا يكون إلا بكتاب الله ولا يكون إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وبذلك ترابطت الأقوال.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير والترمذي ، عن معمر عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك ، قال الشجرة الطيبة النخلة والشجرة الخبيثة الحنظلة وزاد بن جرير عن شعبة عن معاوية بن قزة عن أنس قال، الشريان يعني الحنظلة ، وعن أبو إياس عن أنس قال، " تلكم الحنظل، ألم تروا إلى الرّياح كيف تصفّقها يمينًا وشمالاً؟ ".
المسائل التفسيرية
القول الأول: الحنظلة ، وهو قول أنس ومجاهد.
القول الثاني : الكافر ليس له عمل في الأرض ولا ذكر في السماء ، وهو قول بن عباس و أنس رضي الله عنه.
القول الثالث: شجرة لم تخلق على الأرض ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول هو ضرب للمثل للكلمة الخبيثة كلمة الشرك وهي لا يقولها إلا الكافر ، وبهذا يكون الحنظل تمثيل لحال الكافر من أنه لا أصل له ولا نفع منه بل الضر يأتي منه فوافق القول الأول الثاني فهو الكافر الذب هو كالحنظلة ، وجاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي والنسائي والبراز وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال: {مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} حتى بلغ {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} قال: هي النخلة {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} حتى بلغ {ما لها من قرار} قال: هي الحنظلة).
اما القول الثالث بانها شجرة لم تخلق في الارض لم اجد له ما يؤيده او ينفيه، والله تعالى أعلم .
ما كان من خير فمن الله وما كان من خطا فمن نفسي والشيطان.
جزاكم الله خير .

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 8 شوال 1442هـ/19-05-2021م, 06:20 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
التطبيق الثاني من تطبيقات مهارات التخريج
الإجابة:

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1:
قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج

هذا القول أخرجه الطبري وبن أبي حاتم عن طريقيين أحدهما عن عطاء عن عائشة والثاني عن عروة عن عائشة.
[طريق بن أبي حاتم هو عن عروة عن عائشة وليس عن عطاء عن عائشة
وإنما ابن جرير هو من روى من الطريقين، فلا تصح هذه الصياغة
وإنما نقول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عروة عن عائشة، ورواه ابن جرير أيضًا من طريق عطاء عن عائشة
هذا تعديل صياغة تخريجكِ كمرحلة مبدأية
وإذا ضبطتيها أزيدكِ ملحوظة أخرى بإذن الله.

وفي رواية [- عند بن ابي حاتم -، حذف هذه الجملة يوهم أنها عند ابن جرير أيضًا، وليس كذلك ]عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله، وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه، وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه.
الثالث هو الحلف عند الغضب، وهو قول بن عباس رضي الله عنه وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها، وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم رضي الله عنه.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا، وهو قول النخعي.
[وفي المسألة أقوال أخرى]
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم على عباده.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب، قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، هناك ما ينافيه وهو عن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه يدل على المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
الراوي : - | المحدث : ابن رجب | المصدر : جامع العلوم والحكم ،الصفحة أو الرقم: 1/376 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» الراوي : عبدالله بن عمرو | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح أبي داود ، الصفحة أو الرقم: 2191 | خلاصة حكم المحدث : حسن، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ﴾.
وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما المرجوحان والمناسبان لسياق الآية.
[مرجوح؟
أظن أنه خطأ نتيجة سبق كتابة
فالراجح هو القول الصحيح المختار
والمرجوح هو القول المردود]
وهذه المسألة تفسيرية فقهية وتفصيل البحث فيها يبدأ من تصنيفها وتعيين المراجع المناسبة لها، لمعرفة منشأ الخلاف
فمع الخلاف في تحديد المراد باللغو
اختلفوا في تفسير معنى المؤاخذة هل هو بالإثم؟، أم بلزوم الكفارة ؟
واختلفوا في المراد بكسب القلب هل هو مجرد القصد؟ أم عقد القلب على الكذب؟
وإجابة هذه المسائل يفيدكِ عند الترجيح بإذن الله.
وكتب أحكام القرآن تفيدك في تحديد هذه المسائل

2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
أخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي وابن حجر [حددي الكتاب الذي أخرج فيه ابن حجر الأثر] عن ابن اسحاق عن رجل من بني تميم عن بن عباس.
[ ابن وهب هو من أبهم الرجل التميمي فقال (رجل من بني تميم)
أما أغلب الرواة فصرحوا باسمه وقالوا : (أربدة التميمي) وتمييز هذا الأمر عند التخريج مهم
لأن جهالة الراوي - على العموم - من أسباب ضعف الإسناد.]
وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه ، وهذا قول ابن عباس ومعمر عن قتادة والسدي.
القول الثاني: مؤتمنا عليه ، وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة.
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله ، وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة .
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب، وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير.
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب ، هذا قول بن زيد رضي الله عنه.
القول السادس: نبي الله صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن ، هذا قول مجاهد .
[المسألة المذكورة في رأس السؤال هي في معنى (مهيمنًا ) لغة، والقول بأنه النبي صلى الله عليه وسلم أو القرآن هما في إجابة مسألة المراد بمهيمن في الآية]

التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله، وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
[أحسنتِـ ويستفاد من هذا أن لفظ (هيمن) جاء على الأصل وليس أن الهاء منقلبة عن الهمزة]
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله "عليه" ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم مثل الكاف في إليك كما تأول مجاهد، إنما هي عائدة على الكتاب.
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
ومنقول هذا التخريج من السيوطي
أخرجه الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
[الكتب المطبوعة مثل شعب الإيمان للبيهقي ينبغي الرجوع لها مباشرة ونتأكد من صحة تخريج السيوطي فإذا لم نجد فيهما، فلا ننسب لهما وحينئذ يكون السيوطي أخطأ في تخريجه - خاصة مع تحديده لاسم الكتاب -
أما تفسير ابن المنذر وابن أبي حاتم، فكما تعلمين فإن بعضهما مطبوع والباقي مفقود، وتفسير هذه الآية من الجزء المفقود منهما، فيمكن الاعتماد على تخريج السيوطي
أما ابن جرير فقد سبق ذكرك له فلا حاجة لتكراره]

المسائل التفسيرية
القول الأول: سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط، وهو قول علي و ابن الزبير رضي الله عنهما.
القول الثاني: تأكل وتشرب في مدخل واحد ويخرج من موضعين وهو قول الفراء.
القول الثالث: أفلاتبصرون بعين الاعتبار ، وهو قول السندي .
القول الرابع: آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟، وهو قول ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}.
القول الخامس: في خلقه إذا فكر فيه معتبر وهو قول قتادة.
التوجيه ودراسة الأقوال:
"والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم" منقول من بن جرير.
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج
أخرجه الطبري بإسناد واحد عن حميد بن عبد الرحمن قال حدثنا علي والحسن عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله أن الطريق المستقيم هو الإسلام.
[ولكن هذا الأثر موجود في مصادر عدة غير تفسير الطبري،
منها مستدرك الحاكم
ولأن هذه المسألة تفسيرية عقدية، فيمكنكِ البحث في المصادر المسندة لكتب العقيدة مثل السنة للمروزي]

المسائل التفسيرية:
القول الأول: القرآن كتاب الله ، وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
القول الثاني: الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله وبن عباس وبن مسعود وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضب الله عنهم.
القول الثالث: الطريق الهادي ، وهو قول عن بن عباس قال قال جبريل لمحمد "الطريق الهادي".
القول الرابع: دين الله الذي لا عوج فيه وهو قول ابن الحنيفية.
القول الخامس: الطريق ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
القول السادس: الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وهو قول أبو العالية.
القول السابع: الحق ، وهو قول عن بن عباس ومجاهد.
التوجيه ودراسة الأقوال:
كلّ هذه الأقوال متلازمة مرتبطة وأرجح القول الثاني الإسلام لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
"ضرب رسولُ اللهِ مثلًا صراطًا مستقيمًا ، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سورٌ فيه أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وعلى الأبوابِ ستورٌ مرْخاةٌ ، وعلى بابِ الصراطِ داعٍ يدعو : يا أيُّها الناسُ ادخلوا إليه جميعًا ولا تَتَعَوَّجُوا ، والداعِي يدعو من فوقِ الصراطِ ، فإذا فُتِحَ بابٌ من تلكَ الأبوابِ قال : ويحكَ لا تفتَحْهُ ‍‍‍‍‍‍‍ ! إِنْ تفتَحْهُ تلِجْهُ ، والصراطُ : الإسلامُ ، والستورُ : حدودُ اللهِ والأبوابُ المفتَّحَةُ : محارِمُ اللهِ عزَّ وجلَّ" الراوي : النواس بن سمعان الأنصاري | المحدث : الألباني | المصدر : تخريج كتاب السنة ، الصفحة أو الرقم: 19 | خلاصة حكم المحدث : صحيح.
والإسلام هو الحق وهو دين الله ولا يكون إلا بكتاب الله ولا يكون إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وبذلك ترابطت الأقوال.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير والترمذي ، عن معمر عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك ، قال الشجرة الطيبة النخلة والشجرة الخبيثة الحنظلة وزاد بن جرير عن شعبة عن معاوية بن قزة عن أنس قال، الشريان يعني الحنظلة ، وعن أبو إياس عن أنس قال، " تلكم الحنظل، ألم تروا إلى الرّياح كيف تصفّقها يمينًا وشمالاً؟ ".
المسائل التفسيرية
القول الأول: الحنظلة ، وهو قول أنس ومجاهد.
القول الثاني : الكافر ليس له عمل في الأرض ولا ذكر في السماء ، وهو قول بن عباس و أنس رضي الله عنه.
القول الثالث: شجرة لم تخلق على الأرض ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول هو ضرب للمثل للكلمة الخبيثة كلمة الشرك وهي لا يقولها إلا الكافر ، وبهذا يكون الحنظل تمثيل لحال الكافر من أنه لا أصل له ولا نفع منه بل الضر يأتي منه فوافق القول الأول الثاني فهو الكافر الذب هو كالحنظلة ، وجاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي والنسائي والبراز وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال: {مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} حتى بلغ {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} قال: هي النخلة {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} حتى بلغ {ما لها من قرار} قال: هي الحنظلة).
اما القول الثالث بانها شجرة لم تخلق في الارض لم اجد له ما يؤيده او ينفيه، والله تعالى أعلم .
ما كان من خير فمن الله وما كان من خطا فمن نفسي والشيطان.
[راجعي التعليق على الأخت مها، بارك الله فيكِ]
جزاكم الله خير .
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ
أداؤكِ في هذا التطبيق أفضل بكثير من تطبيقات سابقة
وأرجو مع مواصلة التطبيق على مسائل أكثر أن تصلي إلى مرتبة عالية بإذن الله.
وهذه ملحوظات عامة - بالإضافة للملحوظات الخاصة الموضحة أعلاه - أرجو مع تطبيقكِ لها بإذن الله، أن يتحسن أداؤكِ
1. القواعد إنما توضع لنتبعها لا لنتخطاها ونتعجل الوصول للنتيجة
وتعجل النتيجة يكون لمن وصل لحد إتقان المهارات، فيمكنه حينئذ اختصار الكثير من الخطوات
أما في مرحلة التعلم، فلا
ما المقصود من هذه المقدمة؟
http://www.afaqattaiseer.net/vb/showthread.php?t=37373
في هذا الدرس من دروس المهارات المتقدمة في التفسير وضّح الشيخ - حفظه الله - مراحل بحث المسألة التفسيرية
واتباع هذه المراحل في كل بحث، خطوة خطوة، وتطبيقها على مسائل كثيرة، مهم لطالب علم التفسير، ويساعده بإذن الله، على إتقان المهارات.
في هذه التطبيقات اختصرنا عليكم المرحلة الأولى، وهي استخلاص المسألة سواء من التفسير أو الآية
وفي السؤال تعيين مسألة واحدة يُرجى منكم بحثها
إذن البداية من تصنيف المسألة وتعيين المراجع
وإذا أحسنتِ، الوصول للمراجع الصحيحة، أحسنتِ التخريج والتحرير بإذن الله.
2. سبق التعليق على الاعتماد على موقع الدرر السنية - بارك الله في القائمين عليه ونفع بهم - في تصحيح سابق.
3. أنتِ أعلمُ بمواطن ضعفك وأنتِ مسؤولة بشكل مباشر عن علاجها
والمقصود أنه إذا كان لديكِ ضعفٌ في بعض الأساسيات التي يحتاجها طالب علم التفسير
مثلا إذا كان لديكِ ضعف في علم مصطلح الحديث هو الذي يؤدي إلى عدم إتقانكِ للتخريج
فأنتِ مطالبة بالاستعانة بالله عز وجل ثم بالأسباب لجبر هذا الضعف
وأن يكون هذا بالتوازي مع دراستكِ للتفسير
ربما سيتطلب الأمر جهدًا مضاعفًا في البداية، لكن من صبر وأخلص لله عز وجل ظفر
ويمكنكِ استشارة المشرفات لتعيين مصادر مناسبة لكِ، فكل طالب له ما يناسبه - بإذن الله -


التقويم: ب
أرجو مراجعة التعليقات على الإخوة والأخوات أعلاه.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 11 ذو القعدة 1442هـ/20-06-2021م, 10:52 AM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

الإجابة:
إعادة أخرى
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1:
قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج
نقول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عروة عن عائشة، ورواه ابن جرير أيضًا من طريق عطاء عن عائشة
وفي رواية عند أبي حاتم عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله، وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه، وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه.
الثالث هو الحلف عند الغضب، وهو قول بن عباس رضي الله عنه وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها، وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم رضي الله عنه.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا، وهو قول النخعي.
السابع: هو قول ما كانت به كفارة وهو عن بن عباس رضي الله عنه.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم على عباده.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب، قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، هناك ما ينافيه وهو عن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه يدل على المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
وهذا الحديث صححه بن رجب.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في صحيح أبي داود الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» ، والحديث حسنه الألباني ، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ.
وتكون المؤاخذة باللغو مثل تحريم الحلال وتحليل الحرام ولا تكون المؤاخذة بالحلف، لأن الكفارة تكفر عن الحلف ، ولكن هناك حلف لا يكفر عنه كما جاء عن سفيان في جامعه قال:" الْأَيْمَانُ أَرْبَعَةٌ، يَمِينَانِ يُكَفَّرَانِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ فَيَفْعَلُ، أَوْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ ثُمَّ لَا يَفْعَلُ، وَيَمِينَانِ لَا يُكَفَّرَانِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ وَقَدْ فَعَلَ، أَوْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلْتُ وَمَا فَعَلَ، وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما القول الراجح والمناسبان لسياق الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
- اخرجه ابن وهب المصري عن طريق ابي إسحاق عن رجل من بني تميم عن ابن عباس.
- وأخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي وابن حجر في فتح الباري عن طريق ابي إسحاق عن أربدة التميمي عن ابن عباس
- وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه ، وهذا قول ابن عباس ومعمر عن قتادة والسدي.
القول الثاني: مؤتمنا عليه ، وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة.
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله ، وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة .
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب، وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير.
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب ، هذا قول بن زيد رضي الله عنه.

التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله، وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
[أحسنتِـ ويستفاد من هذا أن لفظ (هيمن) جاء على الأصل وليس أن الهاء منقلبة عن الهمزة]
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله "عليه" ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم مثل الكاف في إليك كما تأول مجاهد، إنما هي عائدة على الكتاب.
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
المسائل التفسيرية
القول الأول: سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط، وهو قول علي و ابن الزبير رضي الله عنهما.
القول الثاني: تأكل وتشرب في مدخل واحد ويخرج من موضعين وهو قول الفراء.
القول الثالث: أفلاتبصرون بعين الاعتبار ، وهو قول السندي .
القول الرابع: آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟، وهو قول ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}.
القول الخامس: في خلقه إذا فكر فيه معتبر وهو قول قتادة.
التوجيه ودراسة الأقوال:
"والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم" منقول من بن جرير.
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج
أخرجه المروزي، الطبري، والحاكم في المستدرك كلهم من طريق عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله أن الطريق المستقيم هو الإسلام
المسائل التفسيرية:
القول الأول: القرآن كتاب الله ، وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
القول الثاني: الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله وبن عباس وبن مسعود وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضب الله عنهم.
القول الثالث: الطريق الهادي ، وهو قول عن بن عباس قال قال جبريل لمحمد "الطريق الهادي".
القول الرابع: دين الله الذي لا عوج فيه وهو قول ابن الحنيفية.
القول الخامس: الطريق ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
القول السادس: الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وهو قول أبو العالية.
القول السابع: الحق ، وهو قول عن بن عباس ومجاهد.
التوجيه ودراسة الأقوال:
كلّ هذه الأقوال متلازمة مرتبطة وأرجح القول الثاني الإسلام لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن النواس بن سمعان الأنصاري:
"ضرب رسولُ اللهِ مثلًا صراطًا مستقيمًا ، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سورٌ فيه أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وعلى الأبوابِ ستورٌ مرْخاةٌ ، وعلى بابِ الصراطِ داعٍ يدعو : يا أيُّها الناسُ ادخلوا إليه جميعًا ولا تَتَعَوَّجُوا ، والداعِي يدعو من فوقِ الصراطِ ، فإذا فُتِحَ بابٌ من تلكَ الأبوابِ قال : ويحكَ لا تفتَحْهُ ‍‍‍‍‍‍‍ ! إِنْ تفتَحْهُ تلِجْهُ ، والصراطُ : الإسلامُ ، والستورُ : حدودُ اللهِ والأبوابُ المفتَّحَةُ : محارِمُ اللهِ عزَّ وجلَّ" ، وهو حديث صحيح صححه الألباني.
والإسلام هو الحق وهو دين الله ولا يكون إلا بكتاب الله ولا يكون إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وبذلك ترابطت الأقوال.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير والترمذي ، عن معمر عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك ، قال الشجرة الطيبة النخلة والشجرة الخبيثة الحنظلة وزاد بن جرير عن شعبة عن معاوية بن قزة عن أنس قال، الشريان يعني الحنظلة ، وعن أبو إياس عن أنس قال، " تلكم الحنظل، ألم تروا إلى الرّياح كيف تصفّقها يمينًا وشمالاً؟ ".
المسائل التفسيرية
القول الأول: الحنظلة ، وهو قول أنس ومجاهد.
القول الثاني : الكافر ليس له عمل في الأرض ولا ذكر في السماء ، وهو قول بن عباس و أنس رضي الله عنه.
القول الثالث: شجرة لم تخلق على الأرض ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول الحنظل وهو شجر خبيث وهو من باب ضرب للمثل للكلمة الخبيثة التي هي كلمة الشرك وهي لا يقولها إلا الكافر ، وبهذا يكون الحنظل تمثيل لحال الكافر من أنه لا أصل له ولا نفع منه بل الضر يأتي منه فوافق القول الأول الثاني فهو الكافر الذب هو كالحنظلة ، وجاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي والنسائي والبراز وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال: {مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} حتى بلغ {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} قال: هي النخلة {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} حتى بلغ {ما لها من قرار} قال: هي الحنظلة).
اما القول الثالث بانها شجرة لم تخلق في الارض لم اجد له ما يؤيده او ينفيه، والله تعالى أعلم .
ما كان من خير فمن الله وما كان من خطا فمن نفسي والشيطان.
جزاكم الله خير .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 20 ذو القعدة 1442هـ/29-06-2021م, 10:49 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
الإجابة:
إعادة أخرى
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1:
قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
بالرجوع إلى الآية قال تعالى: {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) }
التخريج
نقول رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عروة عن عائشة، ورواه ابن جرير أيضًا من طريق عطاء عن عائشة
وفي رواية عند أبي حاتم عن طريق عروة زاد في المتن "فذاك لا كفّارة فيه، إنّما الكفّارة فيما عقد عليه قلبه أن يفعله، ثمّ لا يفعله".
المسائل التفسيرية
والأقوال في "لغو اليمين" هي :
الأول: ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله، وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه، وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه.
الثالث هو الحلف عند الغضب، وهو قول بن عباس رضي الله عنه وطاووس.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها، وهو قول سعيد بن جبير.
الخامس: أن اللغو في اليمين إذا دعا الحالف على نفسه ، وهو قول زيد بن أسلم رضي الله عنه.
السادس: أن لغو اليمين ما حنث فيه ناسيا، وهو قول النخعي.
السابع: هو قول ما كانت به كفارة وهو عن بن عباس رضي الله عنه.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول: هو ما يسبق به الحديث بغير قصد كقوله هو لا والله، وبلى والله وهو قول عائشة وبن عباس رضي الله عنهما وهذا مما لم ينعقد القلب عليه وهو مناسب لسياق الآية (لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) ) ، فإن الله لا يؤاخذ به ومناسب له ختام الآية (وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ )بالمغفرة من الله والحلم على عباده.
الثاني: الحلف على الشيء يظن أنه صادق ثم يتبين خلافه وهو قول أبو هريرة رضي الله عنه، ويناسبه هذا القول الحديث عن عبدالله بن عباس" إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه" صححه الألباني ،( المصدر : صحيح الجامع ،الصفحة أو الرقم: 1836 ).
الثالث هو الحلف عند الغضب، قول بن عباس وطاووس، وشاهد ذلك الحديث ، رَوى يَحْيى بْنُ أبِي كَثِيرٍ عَنْ طاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: « (لا يَمِينَ في غَضَبٍ).» ، وأن الإنسان حال الغضب قد يقول أو يفعل ما لا يقره قلبه وهذا حديث ضعيف ، هناك ما ينافيه وهو عن عائشة رضي الله عنها في حديث صحيح معناه يدل على المؤاخذة بالأيمان حال الغضب ، عن عائشةَ قالتْ : اللَّغوُ في الأيمانِ ما كان المِراءُ والهَزلُ والمُزاحةُ, والحديثُ الَّذي لا يُعقدُ عليه القلبُ, وأيمانُ الكفَّارةِ على كلِّ يمينٍ حلفتَ عليها على جِدٍّ من الأمرِ في غضبٍ أو غيرِهِ : لتفعلنَّ أو لتتركنَّ, فذلكَ عقدُ الأيمانِ فيها الكفَّارةُ .
وهذا الحديث صححه بن رجب.
الرابع: أن لغو اليمين أن يحلف بها في المعصية فلا يكفر عنها ، وهذا القول مخالف لمعنى الآية بعدم المؤاخذة ، فقد ورد في صحيح أبي داود الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» ، والحديث حسنه الألباني ، فبين انه ذنب كبير يحتاج إلى التوبة ولا ينعقد به اليمين والله أعلم .
والأيمان عند أكثر الفقهاء ثلاثة:
- اللغو؛ وهو قوله: "لا والله وبلى والله فلا شيء فيها".
- والثانية: العمد"؛ وهو أن يحلف متعمداً ألا يفعل الشيء، ثم يريد أن يفعله ويرى أن ذلك خير فيكفر ويفعل ولا شيء عليه. وهي التي في قوله: ﴿بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ﴾ [المائدة: ٨٩].
- والثالثة: الغموس؛ وهو أن يحلف على الشيء وهو يعلم أنه كاذب فلا كفارة فيها لعظمها، والله يفعل بفاعلها ما شاء. وهي التي في قوله: ﴿وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ.
وتكون المؤاخذة باللغو مثل تحريم الحلال وتحليل الحرام ولا تكون المؤاخذة بالحلف، لأن الكفارة تكفر عن الحلف ، ولكن هناك حلف لا يكفر عنه كما جاء عن سفيان في جامعه قال:" الْأَيْمَانُ أَرْبَعَةٌ، يَمِينَانِ يُكَفَّرَانِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ فَيَفْعَلُ، أَوْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَأَفْعَلَنَّ ثُمَّ لَا يَفْعَلُ، وَيَمِينَانِ لَا يُكَفَّرَانِ وَهُوَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُلُ وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ وَقَدْ فَعَلَ، أَوْ يَقُولُ وَاللَّهِ لَقَدْ فَعَلْتُ وَمَا فَعَلَ، وبهذا يكون والله أعلم القول الأول والثاني هما القول الراجح والمناسبان لسياق الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ۖ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ۚ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48))
التخريج
- اخرجه ابن وهب المصري عن طريق ابي إسحاق عن رجل من بني تميم عن ابن عباس.
- وأخرجه بن وهب المصري وسعيد بن منصور والطبري والرازي وابن حجر في فتح الباري عن طريق ابي إسحاق عن أربدة التميمي عن ابن عباس
- وأخرجه الطبري وابن حجر عن طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بلفظ آخر "أمين على كل كتاب قبله"
المسائل التفسيرية
تحرير القول في مهيمنا عليه على عدة أقوال :
القول الأول : شهيدا عليه ، وهذا قول ابن عباس ومعمر عن قتادة والسدي.
القول الثاني: مؤتمنا عليه ، وهذا قول بن عباس وورد عن مجاهد وعكرمة.
القول الثالث : الأمين على كل كتاب قبله ، وهذا قول آخر لابن عباس وقتادة .
القول الرابع : حاكما على ما قبله من الكتب، وهذا قول عن العوفي عن ابن عباس وورد عن سعيد بن جبير.
القول الخامس: مصدقا لما بين يديه من الكتب ، هذا قول بن زيد رضي الله عنه.

التوجيه ودراسة الأقوال:
الأقوال الخمسة الأولى كما بين بن جرير وبن كثير أن هذه الأقوال كلها متقاربة في المعنى ، فإن معنى مهيمنا يتضمن أنه أمين ومؤتمن وشاهد وحاكم ومصدق على كل كتاب جاء قبله، وعقب بن كثير،" جعل الله هذا الكتاب العظيم ، الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها ، أشملها وأعظمها وأحكمها حيث جمع فيه محاسن ما قبله ، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره ; فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها . وتكفل تعالى بحفظه بنفسه الكريمة ، فقال [ تعالى ] ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) [ الحجر : 9 ]".
أما تفسير قتيبة ومن تبعه من أن مهيمنًا على وزن مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً ، أي صيغة تصغير فهذا أنكره ثعلب وبين أن المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغر.
ومعنى الهيمنة في اللغةالحفظ والارتقاب إذ رقب الشخص وشهده ، وجاء تأكيدا قول قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ (مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).
[أحسنتِـ ويستفاد من هذا أن لفظ (هيمن) جاء على الأصل وليس أن الهاء منقلبة عن الهمزة]
أما القول السادس قول مجاهد فهو يرد عليه أن مصدقا ومهيمنا حال من الكتاب وأن الهاء في قوله "عليه" ليست عائدة على النبي صلى الله عليه وسلم مثل الكاف في إليك كما تأول مجاهد، إنما هي عائدة على الكتاب.
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ)
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير الطبري عن ابن الزبير بطريق واحد عن محمد بن المرتفع أن قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
المسائل التفسيرية
القول الأول: سبيل الغائط والبول وفي لفظ الخلاء والغائط، وهو قول علي و ابن الزبير رضي الله عنهما.
القول الثاني: تأكل وتشرب في مدخل واحد ويخرج من موضعين وهو قول الفراء.
القول الثالث: أفلاتبصرون بعين الاعتبار ، وهو قول السندي .
القول الرابع: آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟، وهو قول ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}.
القول الخامس: في خلقه إذا فكر فيه معتبر وهو قول قتادة.
التوجيه ودراسة الأقوال:
"والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم" منقول من بن جرير.
القول الثالث والخامس بمعنى واحد وهو التفكر والتبصر في الإنسان وخلقه للاعتبار وباقي الأقوال هو من باب ذكر المثال وفي قول بن زيد بسط في ذكر الأمثلة والله أعلم

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
التخريج
أخرجه المروزي، الطبري، والحاكم في المستدرك كلهم من طريق عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله أن الطريق المستقيم هو الإسلام
المسائل التفسيرية:
القول الأول: القرآن كتاب الله ، وهو قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
القول الثاني: الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله وبن عباس وبن مسعود وأناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رضب الله عنهم.
القول الثالث: الطريق الهادي ، وهو قول عن بن عباس قال قال جبريل لمحمد "الطريق الهادي".
القول الرابع: دين الله الذي لا عوج فيه وهو قول ابن الحنيفية.
القول الخامس: الطريق ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
القول السادس: الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وهو قول أبو العالية.
القول السابع: الحق ، وهو قول عن بن عباس ومجاهد.
التوجيه ودراسة الأقوال:
كلّ هذه الأقوال متلازمة مرتبطة وأرجح القول الثاني الإسلام لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن النواس بن سمعان الأنصاري:
"ضرب رسولُ اللهِ مثلًا صراطًا مستقيمًا ، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سورٌ فيه أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ ، وعلى الأبوابِ ستورٌ مرْخاةٌ ، وعلى بابِ الصراطِ داعٍ يدعو : يا أيُّها الناسُ ادخلوا إليه جميعًا ولا تَتَعَوَّجُوا ، والداعِي يدعو من فوقِ الصراطِ ، فإذا فُتِحَ بابٌ من تلكَ الأبوابِ قال : ويحكَ لا تفتَحْهُ ‍‍‍‍‍‍‍ ! إِنْ تفتَحْهُ تلِجْهُ ، والصراطُ : الإسلامُ ، والستورُ : حدودُ اللهِ والأبوابُ المفتَّحَةُ : محارِمُ اللهِ عزَّ وجلَّ" ، وهو حديث صحيح صححه الألباني.
والإسلام هو الحق وهو دين الله ولا يكون إلا بكتاب الله ولا يكون إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحباه ، وبذلك ترابطت الأقوال.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
التخريج
أخرجه عبد الرزاق وبن جرير والترمذي ، عن معمر عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك ، قال الشجرة الطيبة النخلة والشجرة الخبيثة الحنظلة وزاد بن جرير عن شعبة عن معاوية بن قزة عن أنس قال، الشريان يعني الحنظلة ، وعن أبو إياس عن أنس قال، " تلكم الحنظل، ألم تروا إلى الرّياح كيف تصفّقها يمينًا وشمالاً؟ ".
المسائل التفسيرية
القول الأول: الحنظلة ، وهو قول أنس ومجاهد.
القول الثاني : الكافر ليس له عمل في الأرض ولا ذكر في السماء ، وهو قول بن عباس و أنس رضي الله عنه.
القول الثالث: شجرة لم تخلق على الأرض ، وهو قول بن عباس رضي الله عنه.
التوجيه ودراسة الأقوال:
القول الأول الحنظل وهو شجر خبيث وهو من باب ضرب للمثل للكلمة الخبيثة التي هي كلمة الشرك وهي لا يقولها إلا الكافر ، وبهذا يكون الحنظل تمثيل لحال الكافر من أنه لا أصل له ولا نفع منه بل الضر يأتي منه فوافق القول الأول الثاني فهو الكافر الذب هو كالحنظلة ، وجاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي والنسائي والبراز وأبو يعلى، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن حبان والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أنس - رضي الله عنه - قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقناع من بسر فقال: {مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة} حتى بلغ {تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} قال: هي النخلة {ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة} حتى بلغ {ما لها من قرار} قال: هي الحنظلة).
اما القول الثالث بانها شجرة لم تخلق في الارض لم اجد له ما يؤيده او ينفيه، والله تعالى أعلم .
ما كان من خير فمن الله وما كان من خطا فمن نفسي والشيطان.
جزاكم الله خير .

التقويم: ب
بارك الله فيكِ، راجعي التعليق على تصحيح التطبيق الأول
لأن المقصود ليس مجرد إضافة ملحوظات التصحيح، وإنما تطبيق ما فهمتِ من ملحوظات على التطبيقات القادمة، فلا يُكرر نفس الخطأ من حيث نوعه.
وفقكِ الله وسددكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:44 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir