دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 ربيع الثاني 1438هـ/12-01-2017م, 02:40 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس ماكرة القسم الرابع من تفسير تبارك

مجلس مذاكرة تفسير سور: القيامة، والإنسان، والمرسلات.


1. (عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.


2. أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:

1. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} الإنسان.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.
ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
3. بيّن ما يلي:
أ: معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}.
ب: الدليل على أن الله
تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.

المجموعة الثانية:

1. فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} القيامة.
2.
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.

ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى:
{ولو ألقى معاذيره}.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.

المجموعة الثالثة:

1. فسّر قوله تعالى:
{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15
)} المرسلات.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالجمالة الصفر.
ب: المراد بالحين في قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}.
3. بيّن ما يلي:
أ: متعلق التكذيب في قوله تعالى: {ويل يومئذ للمكذّبين}، وبيّن فائدة حذفه.
ب: الديل على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 ربيع الثاني 1438هـ/12-01-2017م, 09:39 AM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: القيامة، والإنسان، والمرسلات.

1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1/ مهما عمّر الإنسان في الدنيا وتمتّع بنعيمها، وأخذ من خيراتها، إذا لم يؤمن، تبقى هذه المتعة قليلة، وهذا العمر قصير
{كلوا وتمتّعوا قليلا.} {كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} {قل تمتّع بكفرك قليلًا إنك من أصحاب النّار}.
2/ أجرم في حق الله عزّ وجل وفي حق نفسه من كفر بالله وأشرك به ولم يؤمن { .....إنكم مجرمون}. فحريًّ بالعبد أن يتخير لنفسه أفضل الصفات .
3/ من يكذب بالله وشرعه لا يجد إلا التوبيخ والتهديد والدعاء عليه بالهلاك، {ويل يومئذٍ للمكذبين}
4/ المحافظة على الصلاة من أعظم أسباب النجاة، والتهاون في أدائها وتركها من أعظم أسباب الهلاك {وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون* ويل يومئذٍ للمكذبين} {ما سلككم في سقر* قالوا لم نك من المصلين}.
5/ القرآن الكريم ، حبل الله المتين، وسراطه المستقيم من لم يؤمن به فلا سبيل له للإيمان أبدًا،{فبأي حديث بعده يؤمنون}
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} الإنسان.

{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا } بعد ما ذكر الله عز وجل نعيم الجنّة يقول ممتنًا على النبي صلى الله عليه وسلم : إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا }أي إنّ هذا القرآن من الله عزّ وجل ليس من النبي كما يدعي المشركون، وهو شرع الله القويم وسراطه المستقيم فيه كل ما يحتاجه العباد، نزل مفرّقا على حسب الحوادث.
{ فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا} أي فصبر على أحكام الله وأقداره وأعلم أنه سيدبرك بأحسن تدبير، ولا تطع الكافرين والمنافقين الذين يريدون أن يصدوك عن سبيل الله.
{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} أي أذكر اسم ربك بالتسبيح والتهليل والتكبير أول النهار وآخره، ويخل في هذا الذكر الصلوات المكتوبات، وهذا مما يقوي صبره.
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا} أي صلّ صلاة الليل وأكثر من السجود {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} إذن العبد مأمور بالذكر في جميع الأوقات في الغداة والعشي وفي الليل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.

ذكر بن كثير في المراد بالنفس اللوّامة عدة أقوال:
القول الأول: هي النفس اللؤوم التي تلوم صابها على الخير والشر وتندم على ما فات، قاله الحسن البصري وعكرمة وسعيد بن جبير وابن عباس وابن جرير ذكره بن كثير ووافقه الأشقر والسعدي وزاد السعدي أنها كل النفوس سواء مؤمنة أو كافرة.. وهو القول الراجح.
القول الثاني: المذمومة أو الفاجرة ،قال بن عباس المذمومة وقال قتادة الفاجرة والفاجرة هي المذمومة، ذكره بن كثير.
القول الثالث:نفس الكافر يلوم نفسه ويتحسر في الآخرة على ما فرط في جنب الله، قاله مقاتل ذكره الأشقر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
فيه قولان:
القول الأول: مرجع الهاء إلى حبّ الله تعالى لدلالة السياق عليه، ذكره بن كثير والأشقر
القول الثاني: مرجع الهاء إلى الطعام ،أي ويطعمون الطعام في حال محبتهم وشهوتهم له، ذكره بن كثير ورجحه ووافقه السعدي والأشقر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3. بيّن ما يلي:
أ: معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}. أي بيّنا له طريقا الهدى والخير وطريق الشر والضلال،{إنّ علينا للهدى} {فألهمها فجورها وتقواها} {وعلى الله قصد السبيل}{وهديناه النجدين}.
ب: الدليل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.
{إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)} أي بعد ماجمعه في صدره بين له معانيه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 ربيع الثاني 1438هـ/13-01-2017م, 11:07 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على السؤال العام:
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)}
- من أراد أن يؤمن و يرتقي في درجات الإيمان فما عليه إلا الإقبال على كتاب الله تلاوة و تدبرا لقوله تعالى:{ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ}.
- من صفات المكذبين عدم استجابتهم لأوامر الله تعالى، فليحرص العبد أن يسارع في الاستجابة لأوامر ربه حتى لا يتشبه بمن ذمهم الله و توعدهم بالعذاب، قال تعالى:{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}.
- على العبد أن يحافظ على الصلاة و يداوم عليها و خصوصا جماعةً في المسجد، فقد ذم الله تعالى من استهان بهذا الركن و تخلف عن الجماعات، فقال سبحانه:{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ}.
- إذا رأى العبد أن الدنيا قد أزهرت للكفار و الفجار فليصبر على ضيق الدنيا، فما هي إلا أيام قليلة و يرجع الجميع إلى ربهم، قال تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ}.
- إذا سمع العبد حديثا للنبي صلى الله عليه و سلم و لم يتقبله عقله، فليحذر من تكذيب الخبر و رده لعدم قدرته على إدراك ما فيه، فقد قال تعالى متوعدا بالهلاك للمكذبين:{ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ}.

الجواب على المجموعة الثانية

الجواب الأول:

{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)} كلا: أداة ردع و زجر للردع عن العاجلة، العاجلة:الدنيا، تذرون: تتركون.
أي: ليس الأمر كما تعتقدون أيها الناس بأن الله لن يبعثكم بعد مماتكم، و لكن الذي حملكم على هذا الاعتقاد الباطل هو حبكم للدنيا و الحياة فيها و نسيانكم للآخرة فتركتم العمل لها، فارتدعوا و انتهوا عن حبكم للدنيا و استعجالكم لشهواتها و ملذاتها على حساب الاستعداد للآخرة.

{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)} ناضرة من النضارة: مشرقة، بهية، مسرورة.
أي: وجوه المؤمنين في ذلك اليوم مستنيرة قد ظهر عليها السرور من أثر النعيم، و من أعظم النعيم النظر إلى ربها و خالقها و مدبر أمورها.

{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25)} باسرة: كالحة مسودة عابسة، تظن: تعتقد، فاقرة: مصيبة عظيمة.
أي: وجوه الذين آثروا الحياة الدنيا على الآخرة كالحة قد تغيرت و مالت إلى السواد، و سبب عبوسها أن أصحابها قد استيقنوا و اعتقدوا أنه سيفعل بهم فعل يهلكهم، فهم ينتظرون دخولهم جهنم.

{ كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26)} كلا: أداة ردع، التراقي: هو عظم بين ثغرة النحر و العاتق و هو قريب من الحلقوم.
أي: احذر يا من رغبت في العاجلة عن الآخرة و كذبت بها، فعند بلوغ الروح التراقي ستدرك حقيقة ما حذرناك و أنذرناك منه عند رؤيتك لملائكة العذاب.
و قد تكون كلا بمعنى: حقا، أي: حقا إذا بلغت الروح الحلقوم و أوشكت على الخروج، فعند ذلك يقول أهل المحتضر: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27)} راق: الراقي، الطبيب.
أي: هل من طبيب راق يرفع عنه الضر الذي هو فيه، لأن من عادة الناس أن يُحضروا للمحتضر راق يرقيه و طبيب يشفيه.
و قيل: راق من الرقي أي العروج، و هذا من كلام الملائكة فيكون المعنى: أيكم يعرج بروحه، أملائكة الرحمة؟ أو ملائكة العذاب؟.

{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28)} ظن: أيقن.
أي: أيقن هذا المحتضر أنها لحظة فراق الدنيا، و الأهل و المال و الولد.

{ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)} التفت: اجتمعت، الساق: الشدة.
أي: اجتمعت عليه الشدائد و الكرب، و من هذه الشدائد: أنه يشهد آخر يوم له في الدنيا فيعاني فيه سكرات الموت و خروج الروح و صعوبة مفارقة الأهل، و أول يوم في الآخرة و ما ينتظره من الأهوال الجسام، فهو عالم جديد لم يرى له نظير.
و قيل أن الساق المراد بها ساق الميت عند التفافها في الكفن، أو أن ساقيه اللتان كانتا تنقلانه في الدنيا هما الآن ميتتان لا حراك فيهما، فلن تنفعانه كما نفعتاه من قبل.

{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} المساق: المرجع و المآب.
أي: أن الروح بعد مفارقتها للجسد تُرفع إلى السماء إلى الله تعالى، فيقول اللّه عز وجل: ردوا عبدي إلى الأرض، فإني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة أخرى. كما ورد في حديث البراء الطّويل.

الجواب الثاني:

أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
اختلف في المراد بالقصر على ثلاثة أقوال:
الأول: القصر هو البناء العظيم، رواه ابن مسعود، ذكره ابن كثير و الأشقر، و قد يفهم من كلام السعدي أنه اختار هذا القول لأن إطلاق لفظ القصر يراد به المعنى المشهور المتبادر في الذهن و هو البناء العظيم.
الثاني: أصول الأشجار، قاله ابن عباس، وقتادة، ومجاهد، و زيد بن أسلم، ذكره ابن كثير.
الثالث: أن العرب كانت تجمع الخشب ذو ثلاث أذرع و أكثر للاستدفاء بها من البرد في الشتاء و تطلق عليه القصر، ذكره ابن عباس، و رواه ابن كثير.
اختلف كلام السلف في المراد بالقصر و لكن قصدهم واحد ألا و هو: أن شرر جهنم ضخم عظيم ليس كشرر نار الأرض. و الله أعلم.

ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره}.
اختُلف في المراد بالمعاذير على ثلاثة أقوال:
الأول: و لو اعتذر عما اقترف من الذنوب و جادل عن نفسه و أتى بكل الحجج الباطلة فلن ينفعه ذلك، قاله ابن عباس، و مجاهد، و قتادة، و السدي، و ابن زيد، و الحسن، ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
الثاني: و لو ألقى ثيابه، ذكره ابن عباس، ذكره ابن كثير.
الثالث: و لو أرخى ستوره، قاله الضحاك و استدل بان أهل اليمن يسمّون السّتر: المعذار، كما ذكر ابن كثير.
و لقد اختار ابن جرير القول الأول كما نقل ابن كثير، كما أن هذا الأخير قد رجح أيضا هذا القول مستشهدا بآيات تحمل معنى هذه الآية أو تُبين مظهرا من مظاهر اعتذارهم و جدالهم بالباطل:
كقوله تعالى: {ثمّ لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين}، وكقوله {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنّهم هم الكاذبون}، و قوله أيضا: {فيومئذ لا ينفع الظّالمين معذرتهم}...إلخ.

الجواب الثالث:

أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
المراد بيوم الفصل هو يوم القيامة، و سبب تسميته بذلك أن الله تعالى في ذلك اليوم يفصل بالحق بين الخلائق، فيميز الله الحق من الباطل.

ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.
تكمن الحكمة من خلق الله تعالى للإنسان في قوله تعالى: {إنّا خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا} أي: أن الله تعالى خلق الإنسان من خليط من ماء الرجل و ماء المرأة، و الحكمة في ذلك من أجل ابتلائه و امتحانه بالخير و الشر، و بالتكاليف و الأوامر، و هذا كقوله تعالى: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا}.
و قد أتمَّ الله له الخلقة و جعل له السمع و البصر من أجل تمكينه من اجتياز هذا الاختبار، فجعل الله له القدرة على سماع الحق و إبصار الهدى فيدرك بذلك حقيقة وجوده و دلائل وحدانية خالقه و صدق رسله....فهل سينجح في هذا الاختبار فيستعمل سمعه و بصره في طاعة الله، أم سينتكس و يسخر سمعه و بصره في معصية الله؟.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 16 ربيع الثاني 1438هـ/14-01-2017م, 10:40 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي إجابة المجلس الخامس مجلس مذاكرة القسم الرابع من تفسير تبارك

. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- أن الدنيا أيام قليلة وستنتهى وأن متاع الدنيا زائل أما الآخرة هى دار البقاء فيجب العمل للحياة الباقية وليست الفانية (كلوا وتمتعوا قليلا ).
2- المحافظة على الصلوات فى اوقاتها بأركانها وواجباتها وشروطها وخشوعها والامتثال لأمر الله ومخالفة المشركين . (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ).
3- إذا لم يؤمن الانسان بالقرءان ويمتثل لاوامره وينتهى عن نواهيه فبأى حديث بعده يؤمن وهو كلام الله عزوجل 0(فبأى حديث بعده يؤمنون ).
4- سؤال الله عزوجل أن يرزقنا فهم القرءان وتدبره والعمل به وأن يزيدنا به إيمانا (فبأى حديث بعده يؤمنون ).
_________________________________
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{
كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} القيامة.
(كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ) يخبر الله تعالى أن ما يحمل المشركين على التكذيب بيوم القيامة ومخالفة الرسول والغفلة والاعراض عن وعظه وتذكيره وتكذبيهم بالقرءان إنما هو حب الدنيا ونعيمها ولذاتها فهى شغلهم الشاغلوكأنها دار القرار ( وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ )وأنهم منشغلون عن الآخرة)وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ ) ثم بين سبحانه ما يدعو إلى العمل للاخرة فقال فى حال المؤمنين أن وجوههم حسنة مشرقة مسرورة (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ )ترى ربها رأى العين كما قال النبى صلى الله عليه وسلم (إنكم سترون ربكم عيانا ) (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ ) أما حال الكافرين فوجوههم يوم القيامة عابسة كالحة كئيبة (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ )تستيقن أنها هالكة وأن عقوبتها شديدة وعذابها أليم وأنهم بصدد داهية كأنها كسرت فقار الظهر (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ) ثم يخبر تعالى أن الامر ليس كما يظنون بل إنهم سيرونه عيانا وقت الاحتضارحين تنتزع الروح من الجسد وتبلغ العظام التى بين ثغرة النحر والعاتق (َوقِيلَ مَنْ رَاقٍ ) ويبحث من حضر عن من يرقيه ويشفيه ويلتمسوا الاطباء وقد انقطعت بهم السبل ولم يغنوا عنه من قضاء الله شىء الذى لا مرد له وقيل من يرقى بروحه ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ) وأيقن أنها ساعة الفراق من الدنيا ومغادرة الاموال والاهل والولد (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ ) وعلم أنه اخر يوم فى الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة وماتت رجلاه فلم تحملاه والتفت ساقه بالاخرى واجتمعت عليه الشدائد فالناس يجهزون جسده والملائكة تجهز روحه (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاق) وتساق الروح الى الله تعالى حتى يجازيها بأعمالها يقررها بأفعالهافإليه سبحانه المرجع والمصير (نسأل الله السلامة وأن يرزقنا حسن الخاتمة ).
____________________
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
- القصر من القصور وهو البناء العظيم ومنها الحصون وهو قول ابن مسعود ذكره ابن كثير وكذلك ذكره السعدى والاشقر .
- أصول الشجر أو الخشبة ثلاثة أذرع و فوق ذلك تُرفع للشتاء وتسمى قصرا وهو قول ابن عباس وقتادة ومجاهد و زيد ابن أسلم ذكره عنهم ابن كثير .
________________________
ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره}.
- الاعتذار والحجة والجدال عن نفسه وهو قول ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدى وابن زيد والحسن البصرى ذكره ابن كثير والسعدى والاشقر
- الثياب وهو قول قتادة ذكره ابن كثير
- إرخاء الستور وأهل اليمن يسمون الستر المعذار وهو قول الضحاك ذكره ابن كثير
واختار ابن جرير الرأى الاول ورجحه ابن كثير واستدل بقوله تعالى :
(لا ينفع الظّالمين معذرتهم ) وقوله : {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} وقوله :{فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوءٍ} وقولهم (واللّه ربّنا ما كنّا مشركين)
_________________________________
_____________________
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
المراد بيوم الفصل :يوم القيامة
وسمى بذلك: لأن فى هذا اليوم يفصل بين الخلائق بعضهم لبعض ويحاسب كلٌ منهم منفردا ويفرقون إلى الجنة والنار كلٌ حسب عمله .
______________________
ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.
1- الحكمة من خلق الانسان فى الأصل هى عبادة الله عزوجل ( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )
2- ولقد خلق الله تعالى آدم من طين وخلق الانسان من ماء مهين مستقذر ثم خلق له القوى الباطنة والظاهرة كالسمع والابصار وسائر الاعضاء ليبتليه أى ليعلم هل سيتذكر حالته الاولى أم ستغره نفسه .
ويسر له خروجه من رحم أمه وبين له طريق الخير والشر فأرسل الرسل وأنزل الكتب وأنعم عليه بالنعم الدينية والدنيوية فأنقسم الناس إما شاكرا أو كفورا جاحدا .
(إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)
____________________________________________________________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ربيع الثاني 1438هـ/14-01-2017م, 09:50 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- توطين النفس على الصبر والثبات عند المصائب والشدائد, وتذكيرها بأن الشدة زائلة لا محالة, سواء كان هذا بانفراجها أو برحيل النفس عن الدنيا وكبدها, وهذا من قوله تعالى:"قليلا".
2- الإحسان في أداء الصلاة, واستغلال وقت الفراغ والصحة في القرب إلى الله بالنوافل منها, استعدادا ليوم الحساب, حيث لا عمل فيه, وهذا من قوله تعالى:"وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون", فالأولى بالمسلم أن يمتثل الأمر ولا يكون كالمذكورين في الاية.
3- إلتزام الألفاظ الشرعية في وصف الناس كما وصفهم الله, من حيث الإيمان والكفر, حتى تظهر بشاعة أفعالهم, فينفر المسلم منها, ويتقي أن يقع فيما وقعوا فيه, وهذا من قوله تعالى:"إنكم مجرمون"و"للمكذبين".
4- الحرص على طلب العلم حتى يعلم المسلم ما هي الأمور التي يجب عليه الإيمان بها فليتلزمها يقينا وقبولا وإذعانا, وهذا من قوله تعالى:"ويل يومئذ للمكذبين" فهم استحقوا النار على تكذيبهم بما امرهم الله بالإيمان به.
5- العناية بالقرآن الكريم, وتخصيص وقت لتلاوته والتفكر بما جاء فيه من عبر ومواعظ, فهو كلام رب العالمين, فيه الهداية والنجاة, فالبعد عنه يورث قسوة القلب التي قد تقود الإنسان للتكذيب ببعض ما جاء فيه, وهذا من قوله:"فبأي حديث بعده يؤمنون", فلو اعتنوا به لحصلت لهم الهداية والنجاة.

المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)} المرسلات.

"فإذا النجوم طمست": بعد أن أقسم الله تعالى على أن وعده في بعث الناس بعد موتهم للحساب متحقق, جاء الآيات لتصف شيئا مما يحدث في هذا اليوم, حيث يمحى نور النجوم ويذهب ضوءها, وتتناثر وتزول من أماكنها.
"وإذا السماء فرجت":أما السماء فهي تنفطر وتتشقق وتفتح بعد أن كانت "سقفا محفوظا", وتتدلى أرجاؤها.
"وإذا الجبال نسفت":أما الجبال فتقلع من مكانها, وتنسف فيذهب بها, ويطير هباءها في الجو, فيصبح مكانها مستويا بالأرض,"ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا".
"وإذا الرسل أقتت": أي: جعل الله سبحانه وتعالى لرسله موعدا مؤجلا وقته لهم, ليكون هذا اليوم هو اليوم الذي يحكم الله فيه بين كل رسول وأمته, ولهذا قال:
"لأي يوم أجلت":وهو استفهام عن اليوم الذي أرجئ أمر الرسل إليه, وضرب لهم فيه موعدا يحضرون فيه للشهادة على أممهم, والمقصود من هذا الاستفهام تعظيم وتفخيم وتهويل شأن هذا اليوم, فهو يوم عظيم تذهب أهواله وشدته بعقول الناس وألبابهم, وهو:
"ليوم الفصل": اليوم الذي يفصل الله به بين الخلائق, فيحاسبهم افرادا"وكلهم آتيه يوم القيامة فردا", فيتميز الناس ويفترقون"فريقا في الجنة وفريقا في السعير".
"وما ادراك ما يوم الفصل": أي: وما اعلمك وأدراك ما هو يوم الفصل؟ وهذا تعظيما لشأنه, فهو يوم هائل لا يقادر قدره.
"ويل يومئذ للمكذبين" وهذا تهديد ووعيد بالهلاك, لكل من كذب وكفر بالله, وكذب بكتبه ورسله واليوم الآخر, وكذب بآياته وأوامره ونواهيه, ولم يتعظ بما رآه من قدرة الله البينة فيما خلق وأنعم, فحتما هذا المكذب سيذوق الحسرة بعد أن يرى العذاب وسوء المنقلب.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالجمالة الصفر.

جاء في المراد ب"جمالة صفر" ثلاثة أقوال متباينة:
القول الأول: أن المراد حبال السفن, لقول ابن عباس:"حبال السفن، تجمع حتى تكون كأوساط الرجال", رواه عنه عبدالرحمن بن عابس, رواه البخاري, وهو قول ثان لمجاهد. وقاله سعيد بن جبير, ذكره ابن كثير في تفسيره.
القول الثاني: المراد بها قطع النحاس, وهو قول ثان لابن عباس, ذكره ابن كثير.
القول الثالث: إن المراد ب"جمالة صفر", أي: الإبل السود التي تضرب إلى لون فيه صفرة, وسميت سود الإبل صفرا لأنها تكون عادة مشربة بالصفرة, وهو قول مجاهد, والحسن, والحسن, وقتادة, والضحاك, ورجحه ابن جرير, ذكره ابن كثير, وقاله السعدي والأشقر.
والراجح والله أعلم كما رجح ابن جرير, أن المراد بها الإبل السود, للتشابه بين لونها ولون شرر النار, حيث إن الشرر إذا تطاير وسقط وفيه بقية من لون النار, يكون أشبه شيئ بالإبل السود, وهذا فيه دلالة على ان لهب النار وجمرها وشررها جميعه مظلم, سوداء كريهة المنظر, شديدة الحرارة, وهذا مجموع قول ابن كثير والسعدي والأشقر.

ب: المراد بالحين في قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}.
ورد في المراد بال"حين" ثلاثة أقوال متباينة:
القول الأول: المراد ب"حين" هو الدهر الطويل الذي مر على الإنسان وهو عدم قبل وجوده, وهذا مفهوم قول ابن كثير, وقال به السعدي.
القول الثاني: المراد المدة التي مرت على آدم عليه السلام, بعد أن خلقه الله من طين, ثم من حمأ مسنون, ثم من صلصال, قبل أن ينفخ فيه الروح, وهي أربعين سنة, ذكره الأشقر.
القول الثالث: إن المراد ب"حين" مدة الحمل, وهي مدة بقاء الإنسان في رحم أمه قبل ولادته, ذكره الأشقر.
والراجح القول الأول والله أعلم, فهو عام, ولفظ "الإنسان" جاء عاما, ويدل عليه ظاهر الاية, أما مدة الحمل فالجنين, خاصة بعد نفخ الروح فيه, يكون شيئا مذكورا, وقال بالقول الأول ابن كثير والسعدي

3. بيّن ما يلي:
أ: متعلق التكذيب في قوله تعالى: {ويل يومئذ للمكذّبين}، وبيّن فائدة حذفه.

متعلق التكذيب في الاية هو التكذيب بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر, والتكذيب بأوامر الله ونواهيه, والتكذيب بجميع الآيات البينات, وتكذيب الإنسان بنعم الله عليه, والتكذيب بقدرة الله على البعث, وقدرته سبحانه على الحساب والعقاب, وهذا مجموع ما ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
وأفاد حذف المتعلق العموم, حتى لا ينصرف الذهن إلى أمر محدد دون باقي الأمور التي يجب التصديق والإيمان بها, والتي يعد تكذيبها كفرا أكبر لا يغفره الله تعالى, فاشتملت الآية على جميع ما كذبوا به.

ب: الدليل على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
قوله تعالى:"وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة", وأجمع اهل السنة والجماعة على رؤية المؤمنين لربهم في الجنة, كل بحسب درجته, وتواترت الأحاديث في إثبات ذلك, ومنها قوله عليه الصلاة والسلام:""إنّكم سترون ربّكم عيانا". وتفسيره عليه الصلاة والسلام, لقوله تعالى:"للذين أحسنوا الحسنى وزيادة", بأن الزيادة هي النظر إلى ربهم.
وقوله تعالى:"وإذا رايت ثم رايت نعيما وملكا كبيرا", ورؤية الله سبحانه وتعالى, من أعظم النعم, فتدخل في الآية من باب أولى.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ربيع الثاني 1438هـ/14-01-2017م, 09:58 PM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
-كثرة التمتع بملذات الدنيا من علامات الغفله (كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون )
-سمى الله هذه الدنيا بالمتاع القليل ، فمتاعها ناقص وإن عاش فيها الإنسان دهرا لأنها إلى زوال ،فالعاقل من جعلها طريقه إلى الجنه (كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون )
-الإهتمام بالصلاة وأدائها على أكمل وجه ،فهي سبب في نجاة العبد بعد رحمة الله (وإذاء قيل لهم اركعوا لايركعون )
-من سابق في فعل الخيرات في الدنيا يُرجى الله له أن يكون من السابقين إلى دخول الجنة ، وكذلك من امتنع عن فعل الصالحات فإن نفسه تأبى يوم القيامه عن الإستجابة لفعل ماامتنع عنه في الدنيا (وإذاء قيل لهم اركعوا لايركعون )
-القرآن الكريم فيه الهدايات من الفتن واليقين لما يعرض من الشبهات ، فمن أعرض عنه ،أعرض عن الخير كله (فبأي حديث بعده يؤمنون )


المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} الإنسان.
في هذه الأيات ذكر الله أمتنانه على عبده محمد صلى الله عليه وسلم ،وأمره ببعض الأمور التي فيها تثبيت له على المحن والأمور الصعبه :
(إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا )الخطاب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ،أي نزلنا عليه القرآن العظيم مفرقا
(فاصبر لحكم ربك ولاتطع منهم آثما أو كفورا )اصبر على قضائه وقدره وعلى طاعته وعن معصيته ، وتوكل عليه واستعن به ،ولاتطع الكافرين في صدهم لك عن فعل الصالح واستجابة لهم في معاصيهم
(واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا )أمره الله بذكره في كل حين والإكثار منه وخص أول النهار وآخره ،وأمره الله بالإهتمام بصلاة الفجر والعصر
(ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا )وكذلك أمره بالإكثار من السجود في الفروض والنوافل وخاصة قيام الليل كقوله: {ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا} ،وأمره بكثرة التسبيح لله


2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.
1/لؤم المؤمن لنفسه في كل حين، ماأردت بأكلتي ماأردت بكلمتي ،وأما الفاجر يمضي قدما لايعاتب نفسه ،روي عن الحسن البصري في تفسير ابن كثيروالأشقر
2/كل المخلوقات تلوم نفسها يوم القيامه ذكره الحسن في تفسير ابن كثير
3/الإنسان يلوم على الخير والشر روي عن عكرمه وسعيد بن جبير ذكره ابن كثير
4/النفس المذمومة روي عن ابن عباس ذكره ابن كثير في تفسيره
5/النفس الفاجره روي عن قتادة في تفسير ابن كثير
6/جميع النفوس الخيره والفاجره ذكره السعدي
الراجح قول ابن جرير /أن جميع الأقوال المتقاربه ، وهي النفس التي تلوم صاحبها وتندم على مافات


ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
1/يطعمون الطعام بسبب حبهم لله ذكره ابن كثيروالأشقر
2/على حبهم للطعام روي عن مقاتل ومجاهد ذكره ابن كثيروالسعدي واختاره الطبري
الدليل : كقوله تعالى: {وآتى المال على حبّه}


3. بيّن ما يلي:
أ: معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}.
أي بين له طريق الخير وطريق الشر ووضحه له وبصره به ،وهذه الهدايه تسمى دلاله وإرشاد
ب: الدليل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.
قال تعالى :( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ (17) فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآَنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ (19)سورة الإنسان

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 ربيع الثاني 1438هـ/15-01-2017م, 12:22 AM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
إجابة السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات

.
1- يقول الله تعالى:{كلوا وتمتعوا قليلاً}، فهذه متع الدنيا يصفها الله بأنها قليلة كماً وقدراً ، لأنها زائلة حقيرة لا تدوم ، فعلى العبد ألا يبيع الآخرة من أجلها.
2- الوعيد والتهديد للمجرمين فمهما تمتعوا فمردهم إلى العذاب الشديد، قال تعالى:{إنكم مجرمون}، فعلى العبد البعد عن الجرائم كبيرها وصغيرها ، والجرائم تكون بالكفر والذنوب والمعاصي ، بل يحذر الإنسان من كل ما يؤدي إليها، لينجو يوم القيامة ويفوز بالجنة.
3- ترك الصلاة من أعظم أسباب العذاب يوم القيامة ، قال تعالى:{ وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون} ، فالصلاة من أعظم العبادات وأشرفها ، ومن ضيعها فهو لما سواها أضيع ، فعلى العبد أن يجعل المحافظة عليها أعظم أولوياته.
4- قال تعالى:{فبأي حديث بعده يؤمنون} ،فالقرآن الكريم أفضل الكتب ،وأبلغها أثراً في الدعوة إلى الله، فعلى الدعاة إدراك ذلك ، ولا يكلمون الملاحدة بكلام الفلاسفة وغيرهم ، لأنه إذا لم يؤثر في المدعو كلام الله عز وجل – فبأي كلام بعده يتأثر ويؤمن.
5- المكذب لآيات الله وشرعه والبعث والجزاء ؛ مهدد بألوان العذاب الحسية والمعنوية ، قال تعالى:{ويل يومئذٍ للمكذبين}الآية ، بل وكررها طوال السورة ، فعلى من يريد النجاة والفوز بالنعيم أن يبعد عن تكذيب الشرع ، فيوم القيامة آت لا محالة ، وضعف الإيمان به من المهلكات ، وكلما ازداد العبد يقيناً في يوم القيامة كلما صلح حاله مع الله عز وجل.
--------
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{
كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} القيامة.
يقول الله تعالى:{كلا} للردع والزجر أي: ليس الأمر كما تزعمون أن لا بعث ولا حساب، {بل تحبون العاجلة} أي: بل تحبون الدنيا الفانية فتعملون لها وتتنافسون فيها، فلذاتها عاجلة ولكنكم تؤثرون العاجل على الآجل ، {وتذرون الآخرة } أي: وتتركون العمل للآخرة الباقية والمسارعة والمسابقة إليها والمنافسة فيها، لأنها آجلة ، فحب الدنيا - الذي هو رأس كل خطيئة - حملكم على الفجور والتكذيب وشغلكم عن الاستعداد للآخرة ،,أوجب لكم الإعراض عن تذكير الله ، كما قال تعالى:{بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى} ، { وجوه يومئذٍ ناضرة} أي: وجوه يومئذٍ حسنة بهية مشرقة لما هي فيه من نعيم القلوب والأبدان ، وبهجة النفوس والأرواح ، كما قال تعالى:{وجوه يومئذ مسفرة}.{إلى ربها ناظرة} أي: تنظر إلى ربها وتراه عياناً ، وقد ثبتت رؤية المؤمنين لله عز وجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث ، وهم ينظرون إلى ربهم على حسب مراتبهم ومنهم من ينظره كل يوم بكرة وعشياً ، ومنهم من ينظر إليه كل جمعة ، فيتمتعون بالنظر إلى وجهه الكريم الذي ليس كمثله شيء، {ووجوه يومئذٍ باسرة} أي: ووجوه في ذلك اليوم عابسة كالحة مسودة حزينة خاشعة ذليلة ، وهي وجوه الكفار كما قال تعالى:{ ووجوه يومئذٍ عليها غبرة ترهقها قترة} . {تظن أن يفعل بها فاقرة} أي: تستيقن أن يفعل بها داهية وأمر عظيم مهلك يقصم فقار الظهر أنها تستيقن أن مصيرها إلى عذاب النار وبئس المصير، { كلا إذا بلغت التراقي } كلا للردع والتهديد والزجر، أي: سيعلمون سوء عاقبة أمرهم في تلك الحال ويندمون ، وقت لا ينفع الندم ، ويحتمل أن تكون كلا بمعنى: حقاً ، أي: حقاً عندما يحصل ما ذكر وتقبض الروح فإن المساق إلى الله،{إذا بلغت التراقي}أي: فإذا انتزعت الروح من الجسد وبلغت التراقي وهي - جمع ترقوة وهي العظام بين النحر والعاتق – وهي قريبة من الحلقوم كما قال تعالى:{فلولا إذا بلغت الحلقوم}. {وقيل من راق}أي: مَن راقٍ يرقي؟ ، ومِن طبيب شاف يداوي ؟ ،لأنهم انقطعت عنهم الأسباب العادية فتعلقوا بالأسباب الإلهية.
وقيل من يرقي بروحه من الملائكة ؟ ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ مِن رقى يرقى ومصدره (رُقي) - فعلى هذا يكون من كلام الملائكة ، والأظهر القول الأول.
{وظن أنه الفراق} أي: وأيقن وجزم أن الذي نزل به هو الفراق للأهل والولد والمال، وللدنيا كلها والانتقال للآخرة.{والتفت الساق بالساق} أي: التوت والتصقت واجتمعت ساقا الميت إحداها إلى الأخرى بعد موته ولفه في الكفن ، والتفت عليه شدة الدنيا وشدة الآخرة ، في آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة وعظم الأمر وصعب الكرب.{ إلى ربك يومئذٍ المساق} أي : إلى ربك يا محمد ورب كل مخلوق ذلك اليوم السوق والمرجع والمآل والمآب ، كما قال تعالى: حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون ، ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين}.
----------

إجابة السؤال الثاني: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
ورد في المراد بالقصر قولان:
القول الأول: الديار الضخمة العظيمة ،ومنها الحصون، والقصر مفرد قصور ، مروي عن ابن مسعود ، وذكره ابن كثير والأشقر .
القول الثاني:أصول الشجر ، أي الغليظ العظيم من الأشجار ،مفرده قصرة كجمرة وجمر، مروي عن ابن عباس وقتادة ومجاهد وزيد بن أسلم وغيرهم ،وروى عن ابن عباس أنه قال : كنا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرع وفوق ذلك فنرفعه للشتاء فنسميه القصر، ذكره ابن كثير.
الراجح:لاتنافي بين القولين فيصح تشبيه الشرر في عظمه وارتفاعه في الهواء بالقصر وهو الديار العظيمة وبالغليظ من الأشجار ، والله أعلم.

ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى:{ولو ألقى معاذيره}.
ورد في المراد بالمعاذير عن السلف ثلاثة أقوال:
القول الأول:الأعذار والحجج ، أي: يشهد الإنسان على نفسه بأعماله ولو اعتذر عن قبحها، مروي عن مجاهد وقتادة وابن زيد والحسن البصري وغيرهم واختاره ابن جرير، وذكره ابن كثير ورجحه وحاصل كلام السعدي والأشقر.
القول الثاني:المعاذير الثياب ، أي تجرد وألقى ثيابه ،والمعنى: بل للإنسان على نفسه من نفسه بصيرة ولو تجرد، مروي عن قتادة عن زرارة بن أوفى عن ابن عباس ، وذكره ابن كثير.
القول الثالث: المعاذير هي الستور؛ أي الإنسان يشهد على نفسه يوم القيامة ولو سدل الستور على نفسه في الدنيا وأغلق الأبواب ، مروي عن الضحاك ، فأهل اليمن يسمون الستر: المعذار، وذكره ابن كثير.
الراجح:قول مجاهد وأصحابه أن المعاذير هي الأعذار والحجج ، رجحه ابن كثير والأشقر والسعدي واستدل له ابن كثير بقول الله تعالى: {ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين} ، وكقوله { يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون}.

إجابة السؤال الثالث:بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
المراد بيوم الفصل هو يوم القيامة ، وسبب تسميته بذلك لأنه اليوم الذي يفصل الله فيه بين الخلائق بأعمالهم ، ويفصل فيه بين الرسل وأممهم، ويفصل فيه بين الحق والباطل ، وبين العباد في حقوقهم ، ويحاسب كلا منهم منفصلاً منفرداً فيفرقون إلى الجنة والنار.

ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.
المؤمن يدرك أن الله خلقه لحكم كثيرة ، منها ما يعلمه من خلال آيات القرآن ومنها ما يكل علمه إلى الله تعالى ، ولكنه يدرك أن الله عز وجل منزه عن الغبث؛ لم يخلقه بلا فائدة ، كما قال تعالى:{ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون}، فمِن حكم خلق الإنسان.
- خلق الله الإنسان للابتلاء والامتحان في هذه الدنيا ، والابتلاء يكون بالتكاليف والأوامر والنواهي ، ويكون أيضاً بالخير والشر، ومدة الامتحان هي حياته على الأرض ، فإذا انتهى زمن الامتحان أخذت منه أدوات الامتحان، قال تعالى:{ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً} ، وقال تعالى:{هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً}.
- خلق الله الإنسان فأحسن تصويره، والصنعة تدل على صانعها ، فإذا تفكر الإنسان في نفسه وأعضاءه ، وكيفية خلقه أيقن بالبعث ، فالذي خلقه أول مرة قادر على إعادته ، ثم إنه يتفكر فيجد أن جميع أعضائه خلقت لحكمة فيزداد إيماناً بخالقه وإقبالاً على طاعته ، ويقيناً بالبعث والجزاء، قال تعالى داعياً عباده إلى عبادة التفكر:{ألم نخلقكم من ماء مهين، فجعلناه في قرار مكين ، إلى قدر معلوم ، فقدرنا فنعم القادرون ، ويل يومئذ للمكذبين}.
____________

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 ربيع الثاني 1438هـ/15-01-2017م, 01:01 AM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: القيامة، والإنسان، والمرسلات.
1. عامّ لجميع الطلاب
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى ( كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- الاستعداد لليوم الآخر يبدأ من الحياة الدنيا و الحياة مهما طالت فهي قصيرة فينبغي استثمارها في الاستعداد لحياو لا فناء بعدها .
الدليل : (( كلوا و تمتعوا قليلا ))
2- أن المتاع في الحياة الدنيا من الطعام و الملذات لا محالة زائلة فمن استغلها في مرضاة الله وجد ما عند الله خير و ابقى و من انشغل بها عن لقاء الله فإنه أجرم في حق نفسه فلننتبه لذلك .
الدليل : ((كلوا و تمتعوا قليلا إنكم مجرمون ))
3- الصلاة هي أشرف العبادات فلنعتني بها بأدائها و شروطها و أركانها فهي من أجلّ القربات لله سبحانه و تعالى .
الدليل : (( و إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون ))
4- الحذر من رد الحق الذي جاء به النبي صلى الله عليه و سلم لأن الله توعد المكذبين بالعذاب الشديد .
الدليل : (( ويل يوئذ للمكذبين ))
5- القرآن أعلى مراتب الصدق و اليقين فالإيمان به و التصديق بما فيه هي من أهم النعم التي يجب علينا شكرها و أن يكون منهج حياتنا و نسعى أن نتخلق بأخلاقه و نأتمر بأوامره و ننتهي عما نهانا الله عنه فيه .
الدليل : (( فبأي حديث بعده يؤمنون )) .
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} الإنسان.
بعد أن ذكر سبحانه نعيم الجنة يمتن على رسوله صلى الله عليه و سلم بما أنزل عليه من القرآن الذي فيه الوعد و الوعيد و بيان كل ما يحتاج إليه العباد فقال سبحانه (( إنا نزلنا عليك القرآن تنزيلا )) فالله سبحانه أنزله و فرقه و لم ينزله جملة واحدة ولم يأت به النبي كما يدعي المشركون و كما أكرم الله نبيه يأمره (( فاصبر لحكم ربك )) أن يصبر على حكم ربه و قضاءه سواء الحكم القدري فلا يسخطوا و لحكمه الديني فيمضي عليه و من حكمه و قضاءه تأخير نصره إلى أجل اقتضته حكمته و كذلك (( و لا تطع منهم أثما أو كفورا )) فلا تطع الكفار المغالين في الكفر و المنافقين أشباه الوليد بن المغيرة الذي لا تكون طاعتهم إلا في المعاصي ثم أمره سبحانه (( و اذكر اسم ربك بكرة و أصيلا )) بالذكر بكل أنواعه من صلاة مكتوبة أو نوافل و التسبيح و التحميد في كل أوقاته في أول النهار و أخره و يستعين على ذلك (( و من الليل فاسجد له و سبحه ليلا طويلا )) أي أكثر من السجود التي لا تكون إلا بالإكثار من الصلاة كما بيّن سبحانه في سورة المزمل حين قيد المطلق هنا فقال (( يا أيها المزمل *قم الليل إلا قليلا *نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه و رتل القرآن ترتيلا )) .
2:حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.
ذكرت أقوال في النفس اللوامة :
أ- المؤمن يلوم نفسه و الفاجر لا يعاتب نفسه قول الحسن البصري . ذكره ابن كثير .
ب- اللوامة هي النفس اللؤوم المذمومة الفاجرة قول ابن عباس و قتادة .ذكره ابن كثير .
ج- أهل السماوات و الأرض كل يلوم نفسه يوم القيامة قول الحسن . ذكره ابن كثير .
د – جميع النفوس الخيرة و الفاجرة تلوم نفس المؤمن على ما فات و تندم لما لم تستكثر من الخير و على الشر لم فعلته . ذكره السعدي و الأشقر .
قال ابن جرير تلك الأقوال متقاربة المعنى و أنها التي تلوم صاحبها على الخير و الشر و تندم على ما فات . ذكره ابن كثير .
ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا).
يرجع هاء الضمير إلى قولين :
1- قيل على حب الله تعالى و دل عليه السياق . ذكره ابن كثير .
2- قيل على حب الطعام . قول مجاهد و مقاتل و اختاره ابن جرير و رجحه ابن كثير و استشهد بالأية (( و آتى المال على حبه )) و به قال السعدي و الأشقر .
3. بيّن ما يلي:
أ: معنى الهداية في قوله تعالى: (إنا هديناه السبيل)
ذكر في معنى الهداية أقوال :
1- أي بيتنا له طريق الخير و طريق الشر الطريق الموصلة إلى الله و رغبه فيها و الطريق الموصله للهلاك و رهبه منها . قول عكرمة و عطية و مجاهد و الجمهور ذكره ابن كثير و به قال السعدي و الأشقر .
2- يعني خروجه من الرحم . قول مجاهد و الضحاك و السدي و هذا غريب . ذكره ابن كثير .
و الصحيح المشهور الأول . ذكره ابن كثير .
ب: الدليل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.
قول الله تعالى : (( إن علينا جمعه و قرآنه )) فضمن له تعالى أن لا بد أن يحفظه و يجمعه الله في صدره .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 17 ربيع الثاني 1438هـ/15-01-2017م, 03:28 AM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- إن المتاع الحقيقي الدائم- متاع الآخرة- هو الذي ينبغي أن تتجه له همة العبد، أما متاع الدنيا مهما كثر فهو قليل زائل، ولذلك وصفه الله بذلك في غير موضع فقال: (قل متاع الدنيا قليل) وقال هنا:(كلوا وتمتعوا قليلًا)
وجه الدلالة : ظاهر حيث وصف مدة تمتعهم في الدنيا بأنها قليلة.
2- على العبد أن يحذر من أن يفتنه ما يمر به من ضيق العيش، وقلة ذات اليد ،في مقابل ما ينعم الله به على أهل الكفر والمعاصي ، فإن الدنيا لا تساوي عند الله شيئًا والآخرة هي مناط التفاضل وقد ورد هذا المعنى في الحديث الشريف عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :« لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ». حديث صحيح لغيره
-وجه الدلالة: من قوله :(كلوا وتمتعوا قليلًا إنكم مجرمون) فذكر الله تعالى أن لهم متاعًا في الدنيا مع كونهم مجرمين.
3- على المسلم أن يهتم بشعيرة الصلاة لا سيما مع الجماعة، فإن تركها ومفارقة الجماعة فيها من خصال أهل الكفر.( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون)
-و جه الدلالة: ظاهر حيث ذكر أن من خصال المجرمين المكذبين أنهم إذا دعوا إلى الصلاة لم يستجيبوا ولم يلتزموا بها.
4- من لوازم الإيمان بالله ومن شروط كلمة التوحيد أن يكون المرء صادقًا في إيمانه بالله تعالى، فيصدق ظاهره باطنه فحري بالمؤمن أن يلتزم بذلك ويجانب نقيضه سواء بالكذب العقدي – النفاق- أو الكذب في القول حتى لا يعرض نفسه لوعيد الله تعالى فقد قال في أكثر من موضع:(ويل يومئذ للمكذبين)
-وجه الدلالة: (ويل يومئذ للمكذبين) فترتيب الوعيد على شيء، يفهم منه الأمر بضده.
5 -من أراد هداية العباد إلى ربهم ونجاتهم من الظلمة إلى النور، فما عليه إلا أن يسمعهم كلام الله، وأن يعظهم بمواعظ القرءان، فإنه أكمل الحديث وأعظمه أثرًا، فمن لم تؤثر فيه مواعظ القرءان ، فليس ثمة خير ينتظر منه، وليس ثمة حديث آخر يؤثر فيه قال تعالى:(فبأي حديث بعده يؤمنون).
وجه الدلالة : واضح من الآية حيث ذكر الله تعالى أنه إذا لم ينتفعوا بالقرءان على ما فيه من كمال الفصاحة والبيان والتأثير،- فعدم اهتدائهم بما دونه من باب أولى.

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26)} الإنسان.

قوله تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) )
في هذه الآية امتنان من الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بإنزال القرءان العظيم عليه مشتملًا على ما يصلح شأن العباد في معاشهم ومعادهم ، وذكر المفعول المطلق هنا " تنزيلًا " إشارة إلى نزوله مفرقًا كما قال تعالى:( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً ۚ كَذَٰلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ ۖ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ) حيث كان في نزوله مفرٌقًا منة أخرى عليه بتثبيت فؤاده صلى الله عليه وسلم.
وفي الآية إثبات لصدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث أكد الله تعالى بأكثر من مؤكد أن القرءان منزل من عنده، وليس افتراء من عند محمد صلى الله عليه وسلم.

قوله تعالى: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24) )

لما ذكر الله تعالى منة إنزال القرءان الكريم في الآية السابقة أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالصبر على قضاء ربه وقدره، وفي هذا إشارة إلى ما سيواجه النبي صلى الله عليه وسلم في طريق دعوته وتبليغه عن ربه من أذى وتكذيب وصد ، ثم نهاه الله سبحانه وتعالى عن طاعة العصاة والكفار، لأنهم عبيد لأهوائهم ؛ ولذلك قال عنهم في آية أخرى:( وأن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله) وقال:( فلا تطع المكذبين ودوا لو تدهن فيدهنون)
وقيل أن المراد بالآثم عتبة بن ربيعة، والكفور الوليد بن المغيرة ، حيث طلبا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يكف عن دعوتهم ، وأن يرجع في مقابل ما عرضوا عليه من الزواج أو المال، ولا تعارض؛ فإن كل ذلك مما يدخل في المعنى العام .
قوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) )
قوله بكرة :أي أول النهار، والأصيل هو آخر النهار .
لما ذكر في الآية السابقة ضرورة التحلي بالصبر ، ذكر هنا أمرًا آخر لا يقل أهمية عن الصبر ، وهو الإكثار من ذكر الله في كل حين لا سيما أول النهار وآخره ، ويدخل في ذلك الصلوات الفرائض والنوافل والذكر بعمومه مطلقًا ومقيدًا ، فأنه مما يثبت المؤمن على الجادة ويعين المؤمن على القيام بأمر ربه، وهو عدة الداعي في طريق دعوته، وقد ذكر الله تعالى الصبر والصلاة في أكثر من موضع ومن ذلك قوله تعالى:(واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا الخاشعين)
قوله تعالى: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26) )
هذه الآية شبيهة بقوله تعالى في سورة الإسراء: (ومن اللّيل فتهجّد به نافلةً لك عسى أن يبعثك ربّك مقامًا محمودًا) وفيها الأمر بصلاة الليل وقد أِشار إلى الصلاة بأشرف فعل فيها وهو السجود إشارة إلى فضيلته وقد ورد في الحديث :" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" ثم أمر الله تعالى بكثرة التسبيح في الليل فقال :( وسبحه ليلًا طويلًا) .وفيه فضيلة التسبيح .
وقد كان القيام فرضًا عليه صلى الله عليه وسلم ، ثم نسخ بآية سورة المزمل في آخرها.
وفي الآية فضيلة قيام الليل حيث خصه بالذكر هنا مع أنه داخل في عموم الأمر بالذكر في قوله تعالى:( واذكر اسم ربك..)
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.
-هي نفس المؤمن ذكره ابن كثير عن الحسن البصريّ . وذكره الأشقر
- نفوس العباد جميعًا ذكره ابن كثير قولًا آخرًا عن الحسن – وذكره السعدي
- التي تلوم على الخير والشر. نقله ابن كثير عن ابن أبي حاتم عن عكرمة .وذكره عن ابن جرير عن سعيد بن جبير، وعن ابن عباس.
- التي تندم على ما فات وتلوم عليه. ذكره ابن كثير عن مجاهد
- النفس المذمومة. نقله ابن كثير وهو قول آخر عن ابن عباس
- النفس الفاجرة . ذكره ابن كثير عن قتادة.
والأقوال متقاربة ترجع في خلاصتها إلى ثلاثة أقوال:
- نفس المؤمن. ذكره ابن كثير والأشقر
- النفس المذمومة الفاجرة. ذكره ابن كثير وذكر معناه الأشقر
- نفوس العباد جميعا ، حيث تلومهم على فعل الخير والشر. ذكره ابن كثير والسعدي
والراجح هو وما ذكره ابن كثير عن ابن جرير وهو القول الأخير ؛ لمناسبته لظاهر الآيات. وذكره السعدي أيضًا .
ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
- قيل أنه عائد إلى الله عز وجل . لدلالة السياق.
- وقيل أنه عائد إلى الطعام. أي ويطعمون الطعام في حال محبتهم له ورغبتهم فيه وهو ما رجحه ابن جرير ونقله عنه ابن كثير وذكره أيضًا السعدي والأشقر. وورد في معناه قوله تعالى: (لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون) وقوله:( ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)
3. بيّن ما يلي:
أ: معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}.
- الهداية التي هي عكس الضلال وهي بيان طريق الخير والشر للعبد. وهو شبيه بقوله تعالى:(وهديناه النجدين) . ذكره ابن كثير عن عكرمة، وعطيّة، وابن زيدٍ، ومجاهدٍ - في المشهور عنه- والجمهور. ورجحه ابن كثير ، وذكره السعدي والأشقر .
- الهداية التي هي بيان طريق الخروج من الرحم . ذكره ابن كثير عن مجاهدٍ، وأبي صالحٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ وقال أنه: قولٌ غريبٌ.
ب: الدليل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.
(إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآَنَهُ) بيان ألفاظه.
(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) بيان معانيه.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 ربيع الثاني 1438هـ/16-01-2017م, 10:26 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة تفسير سور: القيامة، والإنسان، والمرسلات.


1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- متاع الدنيا لابد أن نحترس منه وخاصة إذا زاد فقد يكون إمهالا من الله لنا على ما قدمنا من الذنوب كما في قوله تعالى (كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ)
2- عقوبة المكذب الويل يوم القيامة فلنحرص على قلوبنا بأن تكون مصدقة لكل ما جاء من عند الله وألا يكون فيها أي شبهة أو شك حتى لا نقع تحت هذا الوعيد الشديد
3- فلنكثر من الصلاة ونقوم بها حق القيام فنتم حركاتها وسكناتها وخشوعها وأذكارها فيوم القيامة لن يستطيعها إلا من كان متلبسا بها حال حياته
4- علينا أن نحمد الله على أن من علينا بتصديق هذا القرآن ولم يجعلنا ممن يشك فيه ونسأل الله أن يديم علينا هذه النعمة
5- القرآن كلام الله أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم فلنؤمن بذلك إيمانا صادقا وعمليا فلنحرم حرامه ونحلل حلاله ليكون لنا شفيعا يوم القيامة


المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)} المرسلات.
بعد أن أقسم الله بالعديد من خلقه على وقوع ذلك اليوم الموعود وهو يوم القيامة يبين لنا ما يحدث في هذا اليوم العظيم من تغيرات في مخلوقات الله العظيمة وكيف ستنتهي وتصبح كأنها لم تكن فقال
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ أي فإذا ذهب ضوء النجوم ثم تناثرت وزالت من أماكنها
وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ أي وإذا تشققت السماء ثم أنشقت وفتحت وتدلت أرجاؤها ووهت أطرافها
وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ أي وإذا قلعت الجبال من أماكنها وطارت في الهواء ثم نسفت فكانت كالهباء المنثور فصارت هي والأرض قاعا صفصفا لا ترى فيه عوج ولا أمت
وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ أي وإذا جاء الوقت الذي يجمع الله فيه الرسل للفصل بينهم وبين أممهم
لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ أي هذا اليوم العظيم الذي أجله الله ليجمع الرسل ويحضرون فيه للشهادة على أممهم
لِيَوْمِ الْفَصْلِ أي يوم الفصل بين الخلائق بعضهم لبعض ويحاسب كل منهم منفردا فيفرقون إلى الجنة والنار بحسب أعمالهم
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ أي ما أعلمك بهذا اليوم العظيم وما فيه وما شأنه إلا الله
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ وهنا يتوعد الله المكذبين لهذا اليوم والمكذبين لكتبه ورسله بواد في جهنم وهلاك مبالغة في عقوبتهم على تكذيبهم

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالجمالة الصفر.
للمفسرين في المراد بالجمالة الصفر خمسة أقوال:
1- الإبل السود قاله مجاهدٌ، والحسن، وقتادة، والضّحّاك. واختاره ابن جرير وذكره بن كثير
2- حبال السفن قاله ابن عبّاسٍ، ومجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ وذكره بن كثير
3- قطع نحاس قاله بن كثير أيضا وذكره بن كثير
4- الجبال السود التي تَضْرِبُ إلى لَوْنٍ فيه صُفرةٌ ذكره السعدي
5- سود الإبل قاله الفراء وذكره الأشقر
ونرى أن القول الأول والرابع والخامس متفقة على أن المراد بالجمالة الصفر هي الإبل السود
فيمكن الجمع بينها فتكون الأقوال في المراد بالجمالة الصفر ثلاثة أقوال:
1- الإبل السود قاله مجاهدٌ، والحسن، وقتادة، والضّحّاك. واختاره ابن جرير وذكره بن كثير والسعدي وذكره الأشقر عن الفراء
2- الجبال السود التي تَضْرِبُ إلى لَوْنٍ فيه صُفرةٌ ذكره السعدي
3- سود الإبل قاله الفراء وذكره الأشقر

ب: المراد بالحين في قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}.
للمفسرين في المراد بالحين أربعة أقوال:
1- وقت طويل ذكره السعدي
2- زمن في شَخْصِ أَبِيهِم آدَمَ أربعونَ سنةً قَبلَ أنْ يُنفخَ فيه الرُّوحُ، خُلِقَ مِن طِينٍ, ثم مِن حَمَإٍ مَسنونٍ, ثم مِن صَلْصَالٍ ذكره الأشقر
3- مُدَّةُ الْحَمْلِ ذكره الأشقر
4- أزمنة ذكره الأشقر
من خلال هذه الأقوال يمكن الجمع بينها على أن المراد بحين المدة من الزمن واختلفوا في تقدير هذه المدة

3. بيّن ما يلي:
أ: متعلق التكذيب في قوله تعالى: {ويل يومئذ للمكذّبين}، وبيّن فائدة حذفه.
متعلق التكذيب في الآية:
1- يوم القيامة ذكره السعدي
2- ما أقسم الله به ذكره السعدي
3- الآياتِ البَيِّنَاتِ والعقوباتِ والْمَثُلاَتِ ذكره السعدي
4- كُتُبِ اللهِ ورُسُلِه ذكره الأشقر
5- قدرة الله ذكره الأشقر
6- عظمة الله الخالق ذكره بن كثير
7- النِّعَمِ، التي انْفَرَدَ اللَّهُ بها واخْتَصَّهم بها ذكره السعدي والأشقر
8- المعاد والجزاء والجنّة والنّار ذكره بن كثير
9- رُسُلِ اللهِ وآياتِه ذكره الأشقر
10- أَوَامِرِ اللهِ سُبحانَه ونواهِيهِ ذكره الأشقر

ونرى هنا سبب حذفه لأن له متعلقات كثيرة بعدد ما كذب المكذبون منذ خلق الله الأرض إلى قيام الساعة
فكل ما جاء عن الله ورسله أو في كتبه وكذب به الكفار والمنافقون يكون متعلقا للكذب في الآية

ب: الدليل على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
1- قال بن كثير في تفسير قوله تعالى (إلى ربها ناظرة) أي تراه عيانا وأستدل على ذلك بالآتي:
· ما رواه البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (إنّكم سترون ربّكم عيانا)
· حديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: (فإنّكم ترون ربّكم كذلك)
· وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا"
· وفي الصّحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "جنّتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من فضّة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى اللّه إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدنٍ".
· وفي أفراد مسلمٍ، عن صهيبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة" قال: "يقول اللّه تعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجنا من النّار؟ " قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحبّ إليهم من النّظر إلى ربّهم، وهي الزّيادة". ثمّ تلا هذه الآية: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ} [يونس: 26].
· وفي أفراد مسلمٍ، عن جابرٍ في حديثه: "إنّ اللّه يتجلّى للمؤمنين يضحك" -يعني في عرصات القيامة-

ففي هذه الأحاديث أنّ المؤمنين ينظرون إلى ربّهم عزّ وجلّ في العرصات، وفي روضات الجنّات.
· وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الملك بن أبجر، حدّثنا ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لينظر في ملكه ألفي سنةٍ، يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه. وإنّ أفضلهم منزلةً لينظر إلى وجه اللّه كلّ يومٍ مرّتين".
· ورواه التّرمذيّ عن عبد بن حميدٍ، عن شبابة، عن إسرائيل، عن ثوير قال: "سمعت ابن عمر..". فذكره، قال: "ورواه عبد الملك بن أبجر، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، قوله". وكذلك رواه الثّوريّ، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن ابن عمر، لم يرفعه
ثم علق بن كثير على هذه الأدلة بقوله: ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من الصّحاح والحسان والمسانيد والسّنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرّقًا في مواضع من هذا التّفسير، وباللّه التّوفيق. وهذا بحمد اللّه مجمعٌ عليه بين الصّحابة والتّابعين وسلف هذه الأمّة، كما هو متّفقٌ عليه بين أئمّة الإسلام. وهداة الأنام.

2- و قال السعدي في تفسير قوله تعالى (إلى ربها ناظرة) أي تَنْظُرُ إلى ربِّها على حَسَبِ مَراتِبِهم: منهم مَن يَنْظُرُه كلَّ يومٍ بُكرةً وعَشِيًّا، ومِنهم مَن يَنْظُرُه كلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً واحدةً، فيَتَمَتَّعُونَ بالنظَرِ إلى وَجْهِهِ الكريمِ، وجَمالِه الباهرِ الذي ليسَ كمِثْلِه شيءٌ.

3- و قال الأشقر في تفسير قوله تعالى (إلى ربها ناظرة) أيْ: إلى خالِقِها ومَالِكِ أمْرِها أيْ: تَنظُرُ إليه. وأستدل بالتالي:
· تَواتَرَتِ الأحاديثُ الصحيحةُ مِن أنَّ العِبادَ ينظرون إلى ربِّهم يومَ القِيامةِ كما يَنظرونَ إلى القمَرِ ليلةَ البَدْرِ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 ربيع الثاني 1438هـ/16-01-2017م, 09:23 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي


مجلس مذاكرة تفسير سور: القيامة، والإنسان، والمرسلات.


1. (عامّ لجميع الطلاب)

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:
{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1- مهما تمتع الكافر بمتع الدنيا وشهواتها الردية؛ فإنه متاع قليل فان ناقص ( كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون) فالعاقل من آثر الباقي الكامل على الفاني الناقص.

2- خطورة التكذيب بأي من أوامر الله ونواهيه وأخباره، ورد حكم الله، فالتكذيب سبيل الهلاك والشقاء الأبدي والعياذ بالله (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)
3- على المسلم أن يزداد من الطاعات في الدنيا وأن يستفرغ وسعه في ذلك، وأن لا يغتر بهلاك الهالكين واستنكافهم عن عبادة الله تعالى (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون).

4- من أساليب الدعوة المستنبطة من القرآن الكريم: التكرار وخاصة تكرار الوعيد للمكذبين لينزجروا ويتعظوا لعلهم يهتدون فيفلحوا. تكرار الآية (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)
5- من لم يؤمن بالقرآن ولم تؤثر فيه مواعظه وزواجره ولم يعتبر بحججه وآياته وقصصه فلن يؤثر فيه شيء ولن ينجع فيه دواء (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ)
2.
المجموعة الثالثة:
1. فسّر قوله تعالى:
{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15
)} المرسلات.
سورة المرسلات سورة مكية تتحدث عن البعث والجزاء والحساب، وفي هذه الآيات يخبر تعالى بأهوال يوم القيامة والتغيرات الهائلة التي تحدث للكون:
فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8)
فتنطمس النجوم وتتناثر وتزول عن أماكنها ويذهب ضوؤها.
وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9)
فتفتح السماء أبوابا وتنشق وتهي أطرافها.
وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10)
فتصير الجبال كالصوف المنفوش، ثم تنسف الجبال فتكون قاعا صفصفا وتسوى بالأرض.
وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11)
أي أوعدت وأجلت ليوم القيامة ليقضى بينهم وبين أممهم.
لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12)
الاستفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل، أي : أي يوم أجلت له! إن يوم عظيم مهول، يوما يجعل الولدان شيبا.
لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13)
وهو يوم القيامة، يفصل الله فيه بين الخلائق.
وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14)
الاستفهام للتعظيم والتفخيم والتهويل، فهو يوم هائل تنشر فيه الصحائف ويقضى فيه بين الخلق.
وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)
هلاك وعذاب ووعيد شديد للمكذبين بيوم القيامة وبكل ما أخبر الله به وأمر.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالجمالة الصفر.
1- الإبل السود تضرب إلى لون فيه صفرة. وعليه أكثر المفسرين.
2- حبال السفن تجمع وتشد حتى تكون كأوساط الرجال ويسمونه القصر. وهو مروي عن ابن عباس وذكره ابن كثير.
3- قطع نحاس وهو مروي عن ابن عباس وذكره ابن كثير.
ب: المراد بالحين في قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}.

فيه أقوال: حاصلها أنه دهر طويل وهو الذي كان قبل وجوده ونفخ الروح فيه.
1- أنه مدة أربعين سنة قبل أن ينفخ فيه الروح، فخلق من صلصال من حمإ مسنون، على أن المراد به آدم عليه السلام.
2- أنه مده الحمل ومكثه في بطن أمه، على أن المراد بنو آدم.
3- مدة عدمه، قبل خلقه وإيجاده.

3. بيّن ما يلي:
أ: متعلق التكذيب في قوله تعالى: {ويل يومئذ للمكذّبين}، وبيّن فائدة حذفه.

هو البعث والجزاء والحساب على الأعمال يوم القيامة وكل ما أمر الله به وأخبر أنه واقع، وحذف لإرادة العموم ليشمل التكذيب بكل ما أخبر الله به في كتبه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
ب: الدليل على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
قوله تعالى في سورة القيامة:(وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة)
وقد تواترت صحاح الأحاديث بذلك، فمنها:
عن أبي سعيدٍ وأبي هريرة رضي الله عنهما: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك".
وعن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا"
وعن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "جنّتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من فضّة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى اللّه إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدنٍ".
وعن صهيبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة" قال: "يقول اللّه تعالى: تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجنا من النّار؟ " قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحبّ إليهم من النّظر إلى ربّهم، وهي الزّيادة". ثمّ تلا هذه الآية: {للّذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ}
وكذلك قوله تعالى: {كلا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}، قال الشّافعيّ، رحمه اللّه: ما حجب الفجّار إلّا وقد علم أنّ الأبرار يرونه عزّ وجلّ.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 ربيع الثاني 1438هـ/16-01-2017م, 11:50 PM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة سور القيامة والإنسان والمرسلات

1. استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:{ كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
إجابة السؤال الأول:
الفوائد السلوكية من الآيات ووجه الدلالة عليها:
1. مهما أكل الكافر أو المجرم وشرب وتمتع بملذات الدنيا فلن يدوم ذلك وسيكون مصيره بعد مدة قصيرة إلى نار جهنم ، فلا يغتر المؤمن بما عند الكافر من سعة في المال والأولاد والأرزاق فإن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة كما جاء في الحديث الصحيح وهذا يستفاد من قوله تعالى { كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46)}.
2. الصلاة من شرائع الدين الكبرى وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادة فإذا كان الكفار أُمروا بها وخاصة صلاة الجماعة فكيف بالمسلم فحرِيٌّ به أن يُحافظ عليها في أوقاتها في جماعة.....ويُستفاد ذلك من قوله تعالى {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48)}.
3. من نِقم الله تعالى على الكفار حرمانهم التوفيق وسدّ أبواب الخير أمامهم فعلى المؤمن أن يتعظ من ذلك ويعلم أن حرمانه من الطاعات هو من أشد أنواع العقوبات وإن كانت معنوية فليس الحرمان المادي فقط هو جُلّ العقوبات...ويستفاد ذلك من قوله تعالى{ويل يومئذ للمكذبين}.
4. يشمل القرآن على أعلى مراتب الصدق واليقين فمن لم يُصدق به ويؤمن بآياته ويعمل بمحكمه فبأي شيء يصدق ويؤمن ويعمل ؛ فعلى المؤمن أن يتمسك بكتابه ويعمل بمحكمه ويؤمن بمتشابهه ولا يكون حاله كالكافر....ويستفاد ذلك من قوله تعالى :{ فبأي حديث بعده يؤمنون}.
5. جواز قول " آمنت بالله وبما أنزل " عند قراءة سورة المرسلات والوصول إلى قوله تعالى { فبأي حديث بعده يؤمنون} كما سمع الأعرابي أبو هريرة يقول ذلك.

2 .أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25) وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26}الإنسان.
ج1/ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ تَنْزِيلًا (23)} قال تعالى ممتنًّا على رسوله صلى الله عليه وسلم بعدما ذكر نعيم الجنّه أنه نزّل عليه القرآن من عنده منجما وليس جملة واحدة وفيه بيان لكل ما يحتاجه العباد من الشرائع والأوامر والوعد والوعيد التي يحتاج تنفيذها إلى السعي والصبر ولهذا قال تعالى بعده { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ } أي اصبر على حكم الله القدري فلا تسخطه فسوف يدبرك بحسن تدبيره واصبر على حكمه الديني ولا يعوقك عنه عائق وامض في دعوتك ومن قضائه تأخير نصرك لأجل اقتضته حكمته.
{وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آَثِمًا أَوْ كَفُورًا (24)} أي فاعلا إثما أو معصية أو غالٍ في كفر ؛ فالآثم هو الفاجر في أفعاله، والكفور هو الكافر بقلبه والمقصود لا تطع الكافرين والمنافقين إن صدوك عن دعوتك وعما أنزل عليك من ربك بل بلغ ما أنزل إليك من ربك ، والمراد ب "الآثم" عتبه بن الربيعة و "الكفور" الوليد بن المغيرة ؛ لأنهما قالا للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: ارْجِعْ عن هذا الأمْرِ ونحن نُرْضِيكَ بالمالِ والتزويجِ.
{واذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (25)} لما أمر الله نبيه بالصبر فذكر مايكون الصبر عونا عليه وهو العبادات ومنها الصلاة والذكر بما يدخل فيها من الصلوات المكتوبات والنوافل والذكر المقيد بعد الصلاة والذكر المطلق في غيرها من الأوقات وخصوصا في أول النهار وهو معنى " بكرةً" ويدخل فيه صلاة الصبح ،وآخر النهار وهو معنى "أصيلاً" ويدخل فيه صلاة العصر.
{َومن اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا (26} ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالإكثار من السجود ولا يتحقق ذلك إلا بالإكثار من الصلاة والتسبيح بالليل وقد تَقَدَّمَ تَقييدُ هذا الْمُطْلَقِ بقولِه :{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً} في سورة المزمل.

2 . حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.
ج أ/ أولا: معنى اللوامة { ك }
_ المذمومة.....قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وذكره عنه ابن كثير.
- الفاجرة.....قاله قتادة وذكره عنه ابن كثير.
- النفس اللؤوم .......قاله سعيد عن ابن عباس وذكره عنه ابن كثير.
ثانيا: المراد بالنفس اللوامة { ك ، س ،ش}
_ هي نفس المؤمن التي تلوم صاحبها في الدنيا علَى ما حَصَلَ منه، مِن تَفريطٍ أو تَقصيرٍ في حَقٍّ مِن الحقوقِ، أو غَفلةٍ ، تَلومُ على مافاتَ وتَنْدَمُ، فتَلُومُ نفْسَها على الشرِّ لِمَ تَعمَلُه، وعلى الخيرِ لِمَ لَمْ تَستكثِرْ منه......حاصل ما قاله قرّة بن خالدٍ، عن الحسن البصريّ وذكره عنه ابن كثير ، وما قاله السعدي والأشقر.
_ هي نفس الكافر يَلومُ نفْسَه ويَتحسَّرُ في الآخرةِ على ما فَرَطَ في جَنْبِ اللهِ ....قاله الأشقر.
_ هي جميع النفوس الفاجرة والخيِّرة ، فليس أحد من أهل السموات والأرض إلّا يلوم نفسه يوم القيامة...حاصل ما قاله جويبر عن الحسن وذكره عنه ابن كثير والسعدي.

ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.
ج ب/مرجع الهاء في { حبه} في قوله تعالى{ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا} فيه قولان:
- الضمير عائد على الله عزوجل لدلالة السياق عليه أي يطعمون الطعام على حب الله تعالى ....قاله ابن كثير وبمثله قال الأشقر.
- أو أن الضمير عائد على الطعام أي يطعمون الطعام في حال محبتهم وشهوتهم له وقلِّتُه عندهم حاصل ما قاله مجاهدٌ، ومقاتلٌ، واختاره ابن جريرٍ وذكره عنهم ابن كثير ورجّحه وقال هو الأظهر والسعدي والأشقر ، واستدل عليه ابن كثير بحديث البيهقي من طريق الأعمش، عن نافعٍ قال: مرض ابن عمر فاشتهى عنبًا -أوّل ما جاء العنب-فأرسلت صفيّة -يعني امرأته-فاشترت عنقودًا بدرهمٍ، فاتّبع الرسول السّائل، فلمّا دخل به قال السّائل: السّائل. فقال ابن عمر: أعطوه إيّاه. فأعطوه إيّاه. ثمّ أرسلت بدرهمٍ آخر فاشترت عنقودًا فاتّبع الرسول السائل، فلمّا دخل قال السّائل: السّائل. فقال ابن عمر: أعطوه إيّاه. فأعطوه إيّاه. فأرسلت صفيّة إلى السّائل فقالت: واللّه إن عدت لا تصيب منه خيرًا أبدًا. ثمّ أرسلت بدرهمٍ آخر فاشترت به، وبالحديث في الصحيح "أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ، شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر".

3 . بيّن ما يلي:
أ: معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}.
ج أ/ معنى الهداية فيه أقوال:
- أي بيّنّا له ووضحنا وبصَّرناه طريق الخير والشر والهدى والضلال ...حاصل ما قاله عكرمة، وعطيّة، وابن زيدٍ، ومجاهدٍ -في المشهور عنه-والجمهور ، وذكره عنهم ابن كثير والأشقر.
- أي هداه الطريقَ الْمُوَصِّلَةَ إلى اللَّهِ ورَغَّبَهُ فيها، وأَخْبَرَه بما له عندَ الوُصولِ إلى اللَّهِ ثم أَخْبَرَه بالطريقِ الْمُوَصِّلَةِ إلى الهلاكِ ورَهَّبَهُ منها، وأخْبَرَه بما له إذا سَلَكَها، وابتلاهُ بذلك...قاله السعدي وهو قريب من القول الأول.
- أي وعَرَّفْنَاه مَنافعَه ومَضَارَّهُ التي يَهتدِي إليها بطَبْعِه وكمالِ عَقْلِه......قاله الأشقر.
- يعني خروجه من الرّحم.....قاله مجاهدٍ، وأبي صالحٍ، والضّحّاك، والسّدّيّ وذكره عنهم ابن كثير وقال هذا قولٌ غريبٌ، والصّحيح المشهور الأوّل.
خلاصة ما قاله المفسرين:
الثلاثة أقوال الأولى متقاربة وحاصلها:
أي بيّنّا له ووضحنا وبصَّرناه طريق الخير والهدى أي الطريق الْمُوَصِّلَةَ إلى اللَّهِ ورَغَّبَهُ فيها، وأَخْبَرَه بما له عندَ الوُصولِ إلى اللَّهِ وطريق الشر والضلال أي الطريقِ الْمُوَصِّلَةِ إلى الهلاكِ ورَهَّبَهُ منها، وأخْبَرَه بما له إذا سَلَكَها وأيضا عَرَّفْنَاه مَنافعَه ومَضَارَّهُ التي يَهتدِي إليها بطَبْعِه وكمالِ عَقْلِه.
وهو القول الأرجح والصحيح المشهور على قول ابن كثير.

ب: الدليل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.
ج ب/ الدليل قوله تعالى : {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ * إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ * فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} أي أن الله تعالى وعد نبيه صلى الله عليه وسلم أنْ يَجْمَعَه في صَدْرِه حتى لا يَذهبَ عليه منه شيءٌ لأنه كان يبادر إلى أخذه، ويسابق الملك في قراءته، فأمره اللّه عزّ وجلّ إذا جاءه الملك بالوحي أن يستمع له، وتكفّل له أن يجمعه في صدره، وأن ييسّره لأدائه على الوجه الّذي ألقاه إليه ووعده أيضا ببيان معاني القرآن و تفسيرَ ما فيه مِن الحلالِ والحرامِ وبيانَ ما أشْكَلَ منه، فكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعدَ ذلك إذا أَتاهُ جِبريلُ أَنصَتَ، فإذا ذَهَبَ عنه قَرَأَ كما وَعَدَه اللهُ.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 20 ربيع الثاني 1438هـ/18-01-2017م, 10:40 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
- العاقل البصير لا تغُرُّه صنوف النعيم التي يتقلب فيها الكافرون؛ لأنه يعلم أنه متاع قليل عن قريب زائل، ولا خير في لذة من بعدها النار! وقد قال تعالى لأولاء المكذبين: (كلوا وتمتعوا قليلاً إنكم مجرمون. ويل يومئذ للمكذبين).
- عِظم جرم من يمتنع عن الصلاة ويأباها – وقد أُمر بها ودُعي إليها – فحريٌّ بالمؤمن أن يقدر هذه الصلاة قدرها، فإنها أشرف العبادات. قال تعالى في ذم أولئك المكذبين: (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون. ويل يومئذ للمكذبين).
- من أشدِّ المصائب على العبد حرمانه من التوفيق للخيرات وخذلانه عن إتيان الطاعات، وهكذا كان أولئك المكذبون (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون).
- القرآن أعظم نور، وأبلغ هادٍ، فمن لم يهتدِ بهذا القرآن فأنى له الهداية، (فبأي حديث بعده يؤمنون).
- من لم يتبع الهدى تخبَّط في الضلال، ومن تنكب سبيل النور تاه في دياجي الظُلم، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ (فبأي حديث بعده يؤمنون).
المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{
كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)} القيامة.
(كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ. وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ)
لمَّا ذكر الله تعالى في أول السورة تكذيب المكذبين بيوم القيامة؛ ذكر في هذه الآيات الأمر الحامل لهم على ذلك التكذيب، والباعث لهم على المخالفة والإعراض عن وعظ الله، والموجب لغفلتهم، وهو أن همتهم إنما هي إلى الدار الدنيا العاجلة فيسعون لما يحصِّلها وينغمسون في لذائذها وشهواتها، ويؤثرونها على الآخرة فيذرون العمل لها، ويتشاغلون عنها.
ومجيء (كلَّا) في الآية للردع والزجر، وجاء وصف الدنيا بالعاجلة لأن هذا الوصف هو علَّة إقبالهم عليها وانشغالهم بها، فالإنسان مولَعٌ بحب العاجل، أما الآخرة فمتأخر ما فيها من النعيم المقيم، فيُغفَل عنها ويُعرض عنها، إلا من رحم الله.
والبصير العاقل الكيس الفطن حقيق بأن ينظر للعواقب، فيؤثر الباقي على الفاني، ليربح ويفوز، ولا تنقلب عليه الحقيقة، فيبوء بالخسران والشقاء.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ)
ثم ذكر الله تعالى ما يدعو إلى إيثار الآخرة، حيث بيَّن حال الصنفين: من آثر الآخرة، ومن آثر عليها الدنيا؛ فأما الذين آثروا الآخرة وعملوا لها فوجوههم يومئذ حسنة بهية مشرقة ناعمة غضة، يظهر عليها السرور والرونق والنور، مما هم فيه من نعيم القلوب ولذة الأرواح وبهجة النفوس التي تُبديها أسارير الوجوه.
(إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ)
وكيف لا تنضر تلك الوجوه وهي إلى ربها ناظرة؟
قد حُقَّ لها أن تكون ناضرة، لأنها ترى ربها وخالقها ومالك أمرها عياناً، وتتمتع بالنظر إلى وجهه الكريم وجماله الباهر الذي ليس كمثله شيء.
وحينئذٍ إذا رأوا ربهم نسوا ما هم فيه من النعيم فلم يلتفتوا إلى شيء، وحصل لهم من اللذة والسرور ما لا يوصف، وازدادوا جمالاً إلى جمالهم.
وقد تواترت الأحاديث الصحيحة في رؤية المؤمنين ربهم عز وجل في الدار الآخرة، ومن ذلك:
ما رواه الشيخان عن أبي سعيد وأبي هريرة – رضي الله عنهما – أن ناساً قالوا: يا رسول الله؛ هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب؟" قالوا: لا، قال: "فإنكم ترون ربكم كذلك".
وروى الشيخان عن جرير – رضي الله عنه – أنه قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى القمر ليلة البدر، فقال: "إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل فروبها فافعلوا".
وروى الشيخان أيضاً عن أبي موسى الأشعري – رضي الله عنه – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن".
وروى مسلم عن صهيب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال يقول الله تعالى: تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أُعطوا شيئاً أحبَّ إليهم من النظر إلى ربهم وهي الزيادة"، ثم تلا هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة).
وروى مسلم أيضاً عن جابر – رضي الله عنه- في حديثه: "إن الله يتجلى للمؤمنين يضحك". يعني في عرصات يوم القيامة.
والمؤمنون في هذه الكرامة العظيمة يتفاوتون؛ فمنهم من ينظر إلى الله كل يوم بكرة وعشية، ومنهم من ينظر إليه كل جمعةٍ مرةً واحدةً.
روى الإمام أحمد بسنده عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أدنى أهل الجنة منزلةً لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه، إن أفضلهم منزلة لينظر إلى وجه الله كل يوم مرتين".
وعلى هذا أجمع الصحابة والتابعين وسلف الأمة، كما اتفق عليه أئمة الإسلام وهداة الأنام.
وقد تأوَّل بعض المفسرين الآية بأن المراد بــــ(إلى) مفرد الآلاء وهي النِّعَم، وأن المعنى تنتظر الثواب من ربها، وهو مروي عن مجاهد، وهذا تأويل بعيد مخالف لما تقرر وتواترت به النصوص وأجمع عليه أهل العلم.
(وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ)
هؤلاء الذين آثروا العاجلة على الآخرة، ونسوا لقاء ذلك اليوم العظيم، فوجوههم يومئذ كالحة عابسة كئيبة، خاشعة ذليلة، قد تكدرت وتغيَّر لونها.
(تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ)
أي تستيقن أنها هالكة مصيرها إلى النار، وأنها ستلقى شرًّا وعقاباً شديداً وعذاباً أليماً وداهيةً كأنها تكسر فقار الظهر لعظمها.
(كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ)
يجوز في (كلا) معنيان:
أحدهما: أن تكون رادعة، فالمعنى إذاً لست يا ابن آدم تكذب بما أُخبرت به إذا بلغت الروح التراقي، بل صار ذلك عندك عياناً.
الآخر: أن تكون بمعنى حقًّا، فالمعنى: حقًّا إذا بلغت الروح الترقي.
وهذه الآيات التالية خبر عظيم عن حالة الاحتضار وما فيها من الأهوال.
(إذا بلغت التراقي) أي إذا انتزعت الروح من الجسد وبلغت الروح التراقي - والتراقي هي العظام القريبة من الحلقوم، المكتنفة لثغرة النحر، الكائنة بينها وبين العاتق - ؛ فحينئذٍ يشتدُّ الكرب ويعظم الخطب، حيث الإشفاء على الموت وانقطاع أسباب الحياة، فتُطلب كل وسيلة وسبب يُظن أن يحصل بها الشفاء والراحة.
(وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ)
أي قال من عنده: هل من طبيبٍ شافٍ، أو رقيةِ راقٍ؟ فإن انقطعت الآمال من الأسباب العادية والعلاجات المادية فلتكن الرقية حينئذٍ لعله يشفى، ولكنَّ القدر إذا حتم فلا مردَّ له، والأجل إذا جاء فلا مؤخر له.
وفُسِّرت (من راقٍ) أيضاً بقول الملائكة حينئذٍ: من يرقى بروح هذا المحتضر: ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟
(وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ)
أي أيقن هذا المحتضر الذي بلغت روحه التراقي أنها ساعة الفراق من الدنيا، ومن الأهل والمال والولد.
(وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)
في المراد بالساق في الآية قولان:
القول الأول: أنها الساق المعروفة، قال الحسن البصري: هما ساقاك إذا التفتا، وفي رواية عنه: ماتت رجلاه فلم تحملاه، وقد كان عليها جوَّالاً، وكذا قال السدي عن أبي مالك.
وقيل: التفافهما هو لفهما في الكفن، روي عن الحسن أيضاً.
القول الثاني: أنها الشدة، فتلتقي الشدة بالشدة، فهو في آخر يوم في الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، فيعظم الأمر ويصعب الكرب، ويُراد بهذه الروح – التي ألِفت الجسد فلم تزل معه – أن تخرج، فتجتمع الشدائد عليه فالناس يجهزون جسده، والملائكة يجهزون روحه.
(إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ)
إلى خالقك المرجع والمآب؛ فإليه تساق الأرواح بعد قبضها من الأجساد، فتُرفع الروح إلى السماوات فيقول الله عز وجل: ردّوا عبدي إلى الأرض؛ فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى.
وهذا كقوله تعالى: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليهم حفظة حتى إذا جاء أحدهم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون. ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين).

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
في المراد بالقصر في الآية أقوال، يمكن إجمالها فيما يلي:
القول الأول: أن القصور هي الحصون والأبنية العظيمة. وهو قول ابن مسعود كما ذكره ابن كثير، واختاره الأشقر.
القول الثاني: أن القصور هي أصول الشجر والنخل. وهو قول كلٍّ من ابن عباس وقتادة ومجاهد ومالم عن زيد بن أسلم كما ذكر ابن كثير.
القول الثالث: أن القصر خشبة بقدر ثلاثة أذرع أو فوق ذلك كانت ترفع للاستسخان بها في الشتاء، زمن الصحابة، وكانوا يسمونها القصر، قاله ابن عباس كما ذكر ابن كثير.
والأقوال الثلاثة وإن تباينت فإنها تعود إلى وصف عظمة ذلك الشرر، أجارنا الله من النار.
ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره}.
ذكر المفسرون في المراد بإلقاء الإنسان معاذيره أقوال، يمكن إجمالها فيما يلي:
القول الأول: أن المراد بذلك جداله عن نفسه، ومحاجته، واعتذاره عمَّا عمل إنكاراً له. وذهب إلى هذا المعنى كلٌّ من ابن عباس في روايةٍ عنه، ومجاهد وقتادة والسدي وابن زيد والحسن البصري كما ذكر ذلك عنهم ابن كثير، وهو اختيار ابن جرير وابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: أن المراد بذلك إرخاؤه ستوره. وهو قول الضحاك كما ذكر ذلك ابن كثير، إذ المعذار يطلق على الستر في لغة أهل اليمن.
القول الثالث: أن المراد بذلك تجرُّده وإلقاؤه ثيابه. روي عن ابن عباس كما ذكر ابن كثير.
والراجح من الأقوال هو القول الأول؛ لأنه قول جمهور المفسرين، ويشهد له قوله تعالى: (ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين)، وقوله تعالى: (يوم يبعثهم الله جميعاً فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون)، وقوله تعالى: (فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء).
فهذه المعاذير هي التي أخبر الله أنها لا تنفعهم يوم القيامة قال تعالى: (فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون).
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
هو يوم القيامة، سمي بذلك لما يقع فيه من الفصل، فمن ذلك:
- أنه يفصل فيه بين الخلائق بعضهم لبعض؛ فيحاسب كلٌّ منهم منفرداً.
- أنه يفصل فيه بين الناس بأعمالهم، فيفترقون إلى فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير.
ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.
الله سبحانه وتعالى هو العليم الحكيم، أحكم الحاكمين، لا يخلق شيئاً عبثاً، وإنما يخلق الخلق لحِكَمٍ بالغةٍ عظيمة، ومن ذلك أنه خلق الإنسان لحكمة عظيمة ومصلحة عميمة من حققها أفلح وفاز الفوز المبين، ومن ضيعها خاب وضل الضلال المبين.
فالله – جل جلاله – خلق الإنسان ليبتليه ويختبره ويأمره وينهاه فأرسل الرسل وأنزل الكتب وبيّن الحق من الباطل، وأظهر النور من الظلمات؛ ليبتلي الخلق أيهم أحسن عملاً، وعُظم هذا الابتلاء هو تحقيق التوحيد بإفراد الله الواحد القهار الملك الحق المبين بالعبادة وحده لا شريك له؛ لأنه المنفرد بالخلق والرزق والتدبير، فهو المستحق للعبادة وحده لا شريك له، فطوبى لمن أدرك الغاية من خلقه فعمل لها، وويل للكافرين من النار.
قال الله تعالى: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعاً بصيراً).
وقال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون).
وقال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً).

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 ربيع الثاني 1438هـ/21-01-2017م, 02:17 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.

1_الزهد بالدنيا وملذاتها فمهما طال البقاء فيها فهو قصير بالنسبة للآخرة ولذلك وصف الله نعيمها بالقليل فقال (كلوا وتمتعوا قليلا).

2_الحرص على أداء الصلاة والاعتناء بها فتخصيص الله لها بالذكر من بين سائر العبادات في قوله(وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون)يدل على أهميتها.

3_ الإيمان بالقرآن والعمل به فمن كذب به فلن يفلح أبدا وقد أوصى الله باتباعه فقال (فبأي حديث بعده يؤمنون).

4_ عدم الاغترار بما يحصل للكفار من نعيم وملذات فاا يدل ذلك على محبة الله لهم بل هو استدراج لهم وزيادة في حسابهم كما قال تعالى(كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون)

5_ سؤال الله الهداية والتوفيق لها فمن طمس الله على قلبه فلن ير الحق ولو وضح وذلك كما قال تعالى(فبأي حديث بعده يؤمنون)فمع وضوح القرآن لم يؤمنوا ويصدقوا به.

المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا* فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا *واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا*ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا).
_ (إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا):
يذكر الله عزوجل نبيه بما امتن به عليه من إنزال القرآن وكونه نزل مفرقا حسب الأحوال والأحداث ولم يأت به النبي صلى الله عليه وسلم من عنده.

_(فاصبر لحكم ربك ولا تطع منهم آثما أو كفورا)
كما اكرمتك بإنزال القرآن فاصبر لحكم ربك والصبر يكون بأنواعه الثلاثة من الصبر على طاعة الله والصبر عن معصيته والصبر على أقداره المؤلمة ومنها تأخر النصر ..
ولا تطع المنافقين والكافرين الذين يريدون أن يصدوك عما أنزل الله إليك،والآثم هو مرتكب الاثم من الأفعال والأقوال،والكفور هو الكافر بقلبه.
وقيل المراد بالآثم:عتبة بن ربيعة والكفور:الوليد بن المغيرة لأنهما قالا للنبي صلى الله عليه وسلم ارجع عن هذا الدين ونحن نرضيك بالمال والتزويج.

_(واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا):
لما كان الصبر معينا على الطاعة والذكر أمر الله نبيه بذكره أول النهار وآخره ويدخل فيها الصلوات المفروضات والنوافل والأذكار والتسبيح والتهليل.
وقبل أن المراد بها تحديدا صلاة الصبح والعصر.

_(ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا):
يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالسجود له بالليل وذلك لا يكون إلا بالصلاة وقد خفف الله عنه بأن يقوم ماتيسر له من قيام الليل فقال( يا أيّها المزّمّل قم اللّيل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتّل القرآن ترتيلا)

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالنفس اللوامة.
1/أنه المؤمن يلوم نفسه ويحاسبها قاله الحسن البصري وعكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.

2/جميع النفوس الخيرة والفاجرة تلوم نفسها عند الموت ويوم القيامة قاله الحسن ذكره ابن كثير وذكره السعدي
ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.

3/المذمومة الفاجرة قاله ابن عباس وقتادة ذكره ابن كثير وذكره الأشقر.

وذكر ابن جرير أن الأقوال متقاربة لكنه رجح القول الأول.

ب: مرجع الهاء في قوله تعالى: {ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا}.

1_يعود على الله تعالى لدلالة السياق عليه.ذكره ابن كثير والأشقر.
2_يعود على الطعام أي يطعمون الطعام حال محبته وشهوته لهم قاله مجاهد ومقاتل ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر
دليلهم:أنه مثل قوله تعالى( وآتى المال على حبّه}، وكقوله تعالى: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون}
والحديث الصحيح "أفضل الصّدقة أن تصدّق وأنت صحيحٌ، شحيحٌ، تأمل الغنى، وتخشى الفقر"
والراجخ هو القول الثاني كما ذكر ذلك ابن جرير

3. بيّن ما يلي:

أ: معنى الهداية في قوله تعالى: {إنا هديناه السبيل}.
1_بينا له طريق الخير وطريق الشر وعرفناه منافعه قاله:عكرمة وعطية ومجاهد وابن زيد والجمهور ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر وهو الراجح.


2_خروجه من الرحم قاله: مجاهد وأبي صالح والضّحّاك والسّدّيّ ذكره ابن كثير.

ب: الدليل على أن الله تعالى تكفّل ببيان ألفاظ القرآن ومعانيه القرآن.
قوله تعالى(إن علينا جمعه وقرآنه*فإذا قرأناه فاتبع قرآنه*ثم إن علينا بيانه)
فقد بين الله عزوجل أنه تكفل بجمع القرآن في صدر النبي صلى الله عليه وسلم وتعليمه قراءته على الوجه الصحيح وأتكفل أيضا ببيان معانيه وتوضيحها وبيان مافيه من الحلال والحرام.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 23 ربيع الثاني 1438هـ/21-01-2017م, 06:13 PM
هيئة التصحيح 8 هيئة التصحيح 8 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 282
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

تصحيح المجلس الخامس مجلس مذاكرة تفسير سور: القيامة، والإنسان، والمرسلات.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياكم الله جميعا طلاب المستوى الثالث، وفقكم الله وبارك فيكم وزادكم علما وفهما، يسعدني انتظامكم في المجالس، واستجابتكم للتوجيهات..
من الملاحظات التي تتكرر:
- الحث على الاهتمام بصياغة الفوائد السلوكية، ودقة الاستشهاد لها من الآيات المطلوبة.
- الحث على المزيد من الاهتمام بسؤال التفسير.
نذكر مقدمة للآيات تكون مدخلا مناسبا للتفسير، نهتم بحسن الصياغة وترابط المعاني،
وإذا ذكر المفسر عبارة نستخلص منها المناسبة، أو فصل في معنى مفردة، أو استشهد بآية أو حديث لا بد من إدراج ذلك كله في التفسير،
بارك الله فيكم ... أريد أن اقرأ ما تكتبون فأستغني به عن قراءة التفاسير الثلاثة وأستوعب ما فيها من علم وحكمة ووعظ، بأسلوب سهل سلس محكم .
بلغني الله وإياكم أعلى المنازل في الدنيا والآخرة.

المجموعة الأولى
س2 أ
اللوم هو العتاب والمحاسبة.
والأقوال التي يمكن أن نستخلصها من كلام المفسرين هنا في النفس اللوامة ثلاثة:
- نفس المؤمن تلوم صاحبها في الدنيا على المعصية لم فعلها وعلى الطاعة لم تركها أو قصر فيها، فهو دائما يعاتب نفسه ويحاسبها، وفي الآخرة يلوم نفسه أن لو استكثر من الطاعات وكذلك يلوم نفسه على تقصيره
- نفس الكافر سمي بذلك لكثرة تردده وتلومه وعدم ثبوته على حال هذا في الدنيا، أما عند الموت ومعاينة الآخرة فإنه يندم ويتحسر على تفريطه في جنب الله.
- القول الثالث: أنه عام في جميع النفوس الخيرة والفاجرة، تلوم نفسها على الخير والشر وتندم على ما فات، ويكون هذا منها في الدنيا والآخرة مع اختلاف القصد والغاية من كلا الطرفين.

ومن المهم أن نذكر من قال بكل قول من المفسرين ونحرر المسألة كما تعودنا في تحرير المسائل.

إشراقة جيلي ( أ )

- السؤال العام :
بارك الله فيك يوجد تحسن في استخلاص الفوائد السلوكية، ولا زلنا نحتاج إلى المزيد من التركيز..
مثال :
قلت في الفائدة الأولى : مهما عمر الإنسان....... تبقى هذه المتعة قليلة ، وهذا خبر لا يتضمن فائدة سلوكية..
فلو قلت مثلا: على الإنسان أن يدرك قصر عمر الدنيا وسرعة زوال نعيمها، ولا يغتر بما فيها من متع ويعمل للحياة الباقية .. مع الاستدلال بقوله تعالى { كلوا وتمتعوا قليلا ..} تصبح الفائدة محتوية على سلوك يمكن تطبيقه.
كما أن الاستدلال على الفائدة يكون من نفس الآيات المذكورة لأن الهدف هو معرفة من أين تم استخلاص هذه الفائدة.
- س 1
فاتك بعض المسائل تأملي على سبيل المثال في أقوال المفسرين في قوله تعالى { فاصبر لحكم ربك.. } .
- س 2 أ
راجعي الملاحظة العامة .
- س 2 ب
أحسنت ولكن اذكري الأدلة على القول الثاني من القرآن والتي ذكرها ابن كثير.

مها الحربي ( أ )

- السؤال العام
بارك الله فيك قلت في الفائدة التي ذكرتيها كثرة التمتع بملذات الدنيا من علامات الغفلة ، ما هو السلوك الذي استفدته من هذا المفهوم؟؟ هل ترين أن الآية ترغب في الزهد في الدنيا وملذاتها ؟؟ إذا كان هذا قصدك فحاولي أن تصيغي الفائدة بشكل يوصل السلوك المطلوب بشرط أن يكون مطابقا للتفسير ومعناه صحيحا.
- س1
لا تتركي شيئا من المسائل التي ذكرها المفسرون، جلها تقرب المفهوم وتعين على تدبر الآية والاستفادة من منها فاحرصي يا رعاك الله على تلخيصها وذكرها.
- س 2 أ
بعض ما ذكرت من أقوال يمكن جمعها راجعي الملاحظة العامة.
- س 2 ب
ذكر ابن كثير أن أصحاب القول الأول استشهدوا بدلالة السياق.
- س 3 أ
احرصي على ذكر الأدلة .
- س 3 ب
إذا طلب منك الدليل بيني وجه الاستدلال بارك الله فيك .

منال أنور محمود ( أ )
- س 1
بارك الله فيك جهدك في استخلاص المسائل واضح وإن كنا نطمع بالمزيد، ولكن طريقة ربطك للآيات تحتاج إلى تأمل. من المهم أن يكون الكلام عند القراءة الشاملة مترابطا.
- س 2 أ
راجعي الملاحظة العامة.
- س 3 أ
احرصي على ذكر الدليل كلما وجد.
- س 3 ب
الآية التي ذكرتيها دليل على تكفله سبحانه بجمع الألفاظ، ونذكر معها قوله تعالى {ثم إن علينا بيانه } وهذا هو الدليل على تكفله سبحانه ببيان المعاني، ونذكر مع الدليل وجه الدلالة. بارك الله فيك.

حليمة محمد أحمد ( أ+ )

- السؤال العام:
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
- س 2 أ
إجابتك قريبة من الصواب لكن راجعي الملاحظة العامة لمزيد من التوضيح.
- س3 أ
الهداية نوعان، هداية دلالة، وهداية توفيق والمقصود هنا هداية الدلالة، وهو القول الراجح ولابد أن تبيني رجحان هذا القول في إجاب

إيمان شريف ( أ )
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
- س2ب
الأقوال التي ذكرتيها صحيحة ولكن نقدم الاستدلال بالقرآن والسنة، ويكون هنا بما ورد من آيات تدل على نفس المعنى وقد ذكرها ابن كثير كقوله تعالى: {وآتى المال على حبّه} [البقرة: 177]، وكقوله تعالى: {لن تنالوا البرّ حتّى تنفقوا ممّا تحبّون} [آل عمران: 92].
ولا بأس من ذكر قصة ابن عمر رضي الله عنه على أنها قوله في تفسير الآية إن أحببت، كأنها تفسير عملي للآية.
- س3أ
احرصي على الاستدلال بما يذكره المفسرون، كلما وجد الدليل اذكريه، بارك الله فيك.

أتمنى أن يسلم المجلس في وقته دائما بارك الله فيك وأعانك

بيان الضعيان ( أ )
أحسنت بارك الله فيك.

س1
{ واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا } ما ذكره السعدي أن العبادة والذكر تساعد على تحقيق الصبر، وما ذكرتيه أنت أن الصبر يساعد على العبادة والصبر صحيح ولكن لاحظي الفرق.

س2 أ
راجعي الملاحظة العامة

أتمنى أن يسلم المجلس في وقته دائما بارك الله فيك وأعانك



المجموعة الثانية

عباز محمد ( أ )
- س 1
اختصرت كثيرا في تفسير قوله تعالى { إلى ربها ناظرة} الآية تحوي عددا من المسائل والأدلة كان عليك تلخيصها، فاتك أيضا بعض المسائل الأخرى والأدلة.
- س 2أ
يمكن جمع القول بأنها أصول الشجر إلى القول بأنها الحطب فتكون المحصلة أن في معنى القصر هنا قولين.
- س 3 أ
راجع إجابة الأخت هدى

هدى محمد صبري ( +أ )

أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
- السؤال العام
لم تذكري سوى أربع فوائد، المطلوب خمس.
- س 1
أحسنت جهد طيب، وإن كنت أتطلع للمزيد من تحري المسائل.

مها محمد (+ أ )
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله.
- س 1
جهد مشكور بارك الله فيك.

لولوة الحمدان ( أ )
أحسنت بارك الله فيك، وزادك من فضله.
- س 2أ
يمكن جمع القول بأنها أصول الشجر إلى القول بأنها الحطب فتكون المحصلة أن في معنى القصر هنا قولين.

تممي إجابتك الممتازة بتسليم الواجب في وقته يا رعاك الله

المجموعة الثالثة

فداء حسين ( +أ )
أحسنت بارك الله فيك وزادك من فضله .

محمد عبد الرزاق جمعة ( ب )
- السؤال العام
بارك الله فيك فوائد طيبة لكنك لم تذكر المقطع الذي استنتجت منه الفائدة، يعني لم تذكر الدليل.
- س 1
احسنت بذكر مقدمة وترتيب الآيات، لكن لم تذكر الأدلة والمقاصد.
- س 2 أ
الأقوال كما ذكرت ثلاثة لكن ليس بينها الجبال السود ولعله سبق قلم منك القول الثالث هو قطع النحاس.
- س 2 ب
ال "حين " في اللغة كما ذكرت (المدة من الزمن) لكن المقصود بالسؤال: ماهي المدة المذكورة في الآية وقد اختلف المفسرون في تحديدها على ثلاثة أقوال:
1/ أزمنة طويلة قبل خلق الإنسان.
2/ أربعون سنة قبل نفخ الروح في آدم عليه السلام.
3/ مدة الحمل.
ونذكر من قال بها من المفسرين.
- س 3 أ
فائدة حذف المتعلق هو إرادة العموم.

أتمنى أن يسلم المجلس في وقته كما عودتنا يا أخ محمد

رقية عبد البديع ( أ )
أحسنت بارك الله فيك، وزادك من فضله.
- س 1
أحسنت لكن لا بد من ذكر الأدلة التي يستشهد بها المفسرون، أو بعضها على الأقل.

أتمنى أن يسلم المجلس في وقته بارك الله فيك وأعانك


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 28 ربيع الثاني 1438هـ/26-01-2017م, 01:42 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الثالثة

السؤال العام
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى:*{كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.
1-قصر عمر الدنيا بالنسبة للآخرة
حيث وصفها الخالق العليم بالقليل " كلوا وتمتعوا قليلا " فالموقن لا يضيع الزائل القليل بالنعيم الأبدي فالصبر هنا للنيل هناك
2- قد يتحقق لطالب الدنيا متعة لكنها زائلة قال تعالى "تمتعوا " والعاقل من ينظر لعاقبة أمره
3- الإيمان الذي هو ضد التكذيب هو الملاذ لمن أراد النجاة فالجبار القهار سيهلك المكذبين كما قال تعالى "ويل يومئذ للمكذبين " وقد أكد وعيده وتهديده اللهم ثبت الإيمان في قلوبنا
4- الإفادة من النصيحة بالتقوى أيا كان قائلها فإن الله ذم من لم ينتصح في قوله تعالى " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها
5- إعجاز القرآن وقيادته العبد للإيمان فإذا لم يدع العبد للإيمان فبم يؤمن قال تعالى "فبأي حديث بعده يؤمنون " فالإيمان بالقرآن يقود للطريق إليه سبحانه
__________
1. فسّر قوله تعالى:*
{فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ (9) وَإِذَا الْجِبَالُ نُسِفَتْ (10) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (11) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (12) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (13) وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الْفَصْلِ (14) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (15)
يخبر تعالى عن أهوال يوم القيامة وما يحدث فيه من الأهوال العظيمة فالنجوم تتناثر فيه وتزول عن أماكنها فيذهب ضوءها ويمحى نورها كما قال تعالى "فإذا النجوم طمست "
ثم ذكر ما يحدث للسماء من انشقاقها وانفطارها حيث يتدلى أرجاؤها قال تعالى " وإذا السماء فرجت "
كما تقلع الجبال عن أماكنها وتطير في الجو هباء فيستوي مكانها بالأرض قال تعالى " وإذا الجبال نسفت "
وهذا الوقت الذي أوعدت فيه الرسل وجعل أجلا للحكم بينها وبين أممها " وإذا الرسل أقتت . لأي يوم أجلت " ليوم عظيم شديد يعجب العباد منه لشدته واهواله
"ليوم الفصل " إنه يوم القيامة يوم يفصل الله تعالى بين الناس بأعمالهم إلى الجنة وإلى النار
" وما أدراك ما يوم الفصل " وما أعلم به إنه لأمر هائل لا يقادر قدره
"ويل يومئذ للمكذّبين " الهلاك فيه لمن أنكر البعث وقدرة الله على إحيائه بعد موته لقد أخبرهم سبحانه فلم يصدقوه فاستحقوا العقوبة البليغة
____________
أ: المراد بالجمالة الصفر.
تنوعت عبارات المفسرين فيها على أقوال
الأول : الإبل السود مروي عن مجاهد والحسن وقتادة والضحاك والفراء واختاره ابن جرير ذكره ابن كثير والأشهر
واستدل الفراء له بأنه لا يُرَى أَسْوَدُ مِن الإبِلِ إلاَّ وهو مُشْرَبٌ صُفْرَةً والشرَرُ إذا تَطايَرَ وسَقَطَ وفيه بَقِيَّةٌ مِن لَوْنِ النارِ أَشْبَهُ شيءٍ بالإبلِ السودِ
الثاني : حبال السفن تجمع حتى تكون كأوساط الرجال
مروي عن ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير
الثالث : قطع نحاس وهو مروي عن ابن عباس
__________
ب: المراد بالحين في قوله تعالى: {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا}.
اختلف المفسرون فيها على قولين :
الأول : أربعون سنة قبل أن ينفخ فيه الروح فيبدأ بالطين ثم حمأ مسنون ثم صلصال كالفخار
الثاني : أنه مدة الحمل
الثالث : المراد دهر طويل
____________
أ: متعلق التكذيب في قوله تعالى: {ويل يومئذ للمكذّبين}، وبيّن فائدة حذفه.
بيوم القيامة وبالبعث بعد الموت وقدرة الله على ذلك كذلك أيضا التكذيب برسل الله وكتبه وآياته وبنعم الله التي لا تحصى وبأوامره تعالى ونواهيه
حذفه ليعم كل ذلك وكل تكذيب به تعالى
____________
ب: الديل على رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
قال تعالى " وجوه يومئذ ناضرة. إلى ربها ناظرة "
وثبت في الصحيحين رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة قال (صلى الله عليه وسلم ) " إنكم سترون ربكم عيانا " وغيره من الأحاديث

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 3 جمادى الأولى 1438هـ/30-01-2017م, 03:00 PM
هيئة التصحيح 8 هيئة التصحيح 8 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 282
افتراضي

تصحيح المجلس الخامس ( تتمة )


فاطمة أحمد صابر ( +ب)
أحسنت بارك الله فيك
س1
استشهادك بالأدلة التي يذكرها المفسر يزيد النص قيمة ووضوحا، وانتبهي لدقائق ما يذكره المفسرين من مسائل.
س2 ب
الأقوال التي وصلت إليها صحيحة، لكن تحريرك يحتاج إل المزيد من الإيضاح، فهو بهذه الطريقة غير مفهوم، كما لابد من ذكر من قال بكل قول من المفسرين .. بوركت.

أعانك الله .. أتمنى أن يسلم المجلس في وقته..


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 10 جمادى الأولى 1438هـ/6-02-2017م, 11:02 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

جواب السؤال العام :
1- إذا طعمت طعاما أو ارتويت بطيب شراب فاذكر المنعم وتذكر امتنانه عليك بنعمه فاحمده واسأله أن يديم عليك نعمه ويبارك لك فيها . فهذا حال المؤمن الذاكر لربه دائما ؛ أما الكافرالمجرم فهو يأكل ويشرب ولا يبالى ولا يفكر فى المنعم ولا يحاول ذكره وشكره .
قال تعالى " كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون "
2- توقف مع نفسك وتأمل نعم الله عليك ستجدك محاطا بنعمه منغمسا فيها ، فاحذر أن تكون متعة قليلة فى الدنيا وتحرم منها فى آخرتك .لذلك اتجه لحمد المنعم واسأله البركة واستعمل نعمه فى طاعته عساه يديمها عليك ويربيها لك .
قال تعالى " كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون ".
3- قال تعالى " فبأى حديث بعده يؤمنون "
آية تبعث فى قلب المؤمن الطمأنينة لموعود الله فيثق فيما وعده ربه إذا اتبع هداه وينأى عن كل ماحذره منه فى كتابه العظيم إذا اقترفه والعياذ بالله مخافة عقاب الله . لذلك ثق فى القرآن الكريم فى بشاراته وإنذاراته فليس هناك أى كلام ولا حديث على وجه الأرض أحق بالإيمان والتصديق من كلام العلى تبارك وتعالى .
4- ثق فيما أخبر به النبى عليه الصلاة والسلام عن ربه فمثلا فى سورة فصلت قال تعالى " ولا تستوى الحسنة ولا السيئة ادفع بالتى هى أحسن " عليك دائما أن تدفع بالحسنة وتحارب السيئة بها ، وثق أن الله تعالى سيجازيك ويثيبك حتما طالما دفعت بالحسنة طاعة لله واستجابة لأمره وتصديقا لكتابه مهما استغرب تصرفك المحيطين ومهما تأخر ثوابك الدنيوى لكن بأى حديث سوى حديث الله العلى القدير يمكن أن تؤمن وتعتقد.
قال تعالى " فبأى حديث بعده يؤمنون "
5- احرص على الصلاة والاستجابة دائما لدعاء المؤذن والتبكير لها ، وأيضا احرص على تكبيرة الإحرام خاصة فكل هذا فيه خير كثير وينفى عنك النفاق . فمن أميز ما يميز المكذبين المجرمين هو رفضهم للصلاة واستكبارهم على الركوع لله تعالى فلهم الويل والوعيد من ربهم جزاء فعلهم . قال تعالى " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركون ويل يومئذ للمكذبين"





المجموعة الثانية

الجواب الأول:
قال تعالى " كلا بل تحبون العاجلة وتذرون الآخرة "
العاجلة : الدنيا
يخبر عز وجل أن هؤلاء الكفار المكذبين بيوم القيامة والمكذبين بما أخبر به النبى عليه الصلاة والسلام ، ما حملهم على هذا التكذيب والعناد إلا حبهم للدنيا وحرصهم عليها وكأنها دائمة لهم وكأنهم خالدين فيها . بجانب غفلتهم عن الآخرة والعمل لها وقد يكون ذلك لتأخر الجزاء الأخروى وبعده ، أما الدنيا فهى أمامهم مرئية ومشاهدة ، فهم منغمسين فى تحصيلها ليل نهار .
قال تعالى " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة "
يوجه تعالى الهمم إلى الرغبة فى الآخرة والسعى إلى بلوغ أعلى الدرجات فيها ، فيخبر عن أحوال المتقين المصدقين بما أخبر به النبى عليه الصلاة والسلام والمجدين فى طاعة ربهم الراغبين فيما عنده من الأجر والثواب فيقول أن هؤلاء تكون وجوههم يوم القيامة ناضرة حسنة مشرقة يعلوها البشر والسرور لما علمت من حسن مآلها وجميل ثوابها . ومما يزيدها بشرا ونضارة رؤيتها لربها جل جلاله . فقد ثبت فى الأحاديث الصحيحة عن النبى عليه الصلاة والسلام أن المؤمنين يرون ربهم فى الدار الآخرة وفى الجنة ويتفاوتون فى ذلك ؛ فمنهم من يرى ربه مرة كل جمعة ومنهم من يراه مرتين باليوم ، نسأل الله العظيم من واسع فضله .
فعن النبى عليه الصلاة والسلام أنه قال :" إذا دخل أهل الجنة الجنة يقول الله تعالى : تريدون شيئا أزيدكم ؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا ! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ! قال : فيكشف الحجاب ، فما أعطوا شيئا أحب من النظر إلى ربهم وهى الزيادة قال تعالى " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " سورة يونس
والآيات الدالة على رؤية المؤمنين لربهم فى الدار الآخرة كثيرة ومنها فى سورة المطففين " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ".فى حق الكفار الفجار ؛ فعلى المقابل يثبت رؤية المؤمنين الأبرار لربهم. ومنها الموضع السابق فى سورة يونس ومنها هذه الآية فى سورة القيامة " إلى ربها ناظرة "
أما من فسر " إلى " بالنعم والثواب فقد بعد فى قوله عن المراد كما أوضح ابن كثير رحمه الله.
قال تعالى " ووجوه يومئذ باسرة تظن أن يفعل بها فاقرة "
باسرة : عابسة كئيبة فاقرة : داهية وشر
ويخبر عز وجل عن حال الفريق الآخر المكذب العاصى لله ورسوله وأنه يوم القيامة تكون وجوههم كئيبة مسودة حزينة من الهم الذى لحق بهم لما علموه من سوء مآلهم ومن هول ما ينتظرهم من عذاب أليم وهوان مقيم ، فهؤلاء قد تيقنوا أنهم داخلون النار لا محاله يصلون لهيبها ويعانون من حرها وعذابها ،كما قال تعالى " ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة أولئك هم الكفرة الفجرة " سورة عبس
قال تعالى " كلا إذا بلغت التراقى وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق بالساق إلى ربك يومئذ المساق"
التراقى : جمع ترقوة وهى العظام التى بين ثغرة النحر والعاتق .
يخبر تعالى عن حال الإنسان حال الاحتضار وخروج روحه إلى بارئها فهو يبلغ من العناء ما الله به عليم وحينها يطلب من حوله له الطبيب أو الراقى الذى قد ينفعه ويخفف ما يلقاه من ألم ، ولكن هيهات فإنه أمر الله قد حان ولن ينفعه أحد إلا الله. فيتيقن أنه الموت ، وأنه سيفارق الدنيا ومن وما فيها من أحباب ومتاع ولذات وسيواجه منقلبه بمفرده لا شفيع ولا سلطان ينجيه .
وهنا تلتف ساقه ببعضها وتموت وهى التى كانت تحمله إلى كل أغراضه فيقضيها . ويجمع المغسل ساقيه إلى بعضها ويلفها فى كفنه. بعد أن ترتفع روحه إلى ربها ؛ فإليه تعالى المآب والمرجع .



الجواب الثانى :
1- المراد بالقصر : فى قوله تعالى " إنها ترمى بشرر كالقصر":
ورد فيها أقوال:
الأول : الحصون. قاله ابن مسعود وذكره ابن كثير
الثانى : أصول الشجر . قاله ابن عباس ومجاهد وزيد بن أسلم ومالك وقتادة وغيرهم وذكره ابن كثير .
الثالث: أن كل شرارة من شرر النار التى ترمى به كالقصر من القصور فى عظمها .
والأقوال كلها متقاربة وتوضح عظم شرر النار فهى كأصول الشجر أو كالقصر أو كالحصون.

2- المراد بالمعاذير فى قوله " ولو ألقى معاذيره " :
ورد فيها أقوال وهى :

الأول : هى جدال الإنسان واعتذاره وإنكاره رغم بصيرته بذنوبه. قاله مجاهد وقتادة وذكره ابن كثير وقاله السعدى والأشقر.
الثانى : أى حجته. قاله السدى وذكره ابن كثير .
الثالث : أى لو ألقى ثيابه. قاله ابن عباس وذكره ابن كثير.
الرابع: لو أرخى ستوره وأهل اليمن يسمون الستر المعذار . قاله الضحاك وذكره ابن كثير.
الترجيح: رجح ابن كثير قول مجاهد وأصحابه كما قال العوفى عن ابن عباس أن المراد بها الاعتذار كقوله تعالى " فيومئذ لا ينفع الظالمين معذرتهم ". وأيضا قال ذلك السعدى والأشقر.



الجواب الثالث:

1- المراد بيوم الفصل هو يوم القيامة وسبب تسميته بذلك لأن الله تعالى يفصل فيه بين الخلائق ويحاسب كل منهم منفردا .
2- الحكمة من خلق الإنسان هى ابتلائه بالخير والشر والتكاليف فقد خلقه تعالى من عدم ثم جعل له السمع والبصر ليتمكن بهما من الطاعة وأيضا من المعصية وبين له تعالى طريق الهدى وعاقبته وطريق الضلال ومآله وعليه أن يسلك أيهما شاء .إما يشكر نعم ربه عليه ويستعملها فى طاعته ويبذلها فى مرضاته ، وإما يجحد بها ويضل الطريق ويشقى فى الدارين والعياذ بالله .
قال تعالى فى صدر سورة الإنسان " إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا إنا هديناه السبيلا إما شاكرا وإما كفورا "

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 10 جمادى الأولى 1438هـ/6-02-2017م, 11:04 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

أعتذر لتأخرى جدا فى أداء الواجب لظروف طرأت فى بيتى وأسأل الله أن ييسر لى الأمر وأن يجزاكم عنى كل خير .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 11 جمادى الأولى 1438هـ/7-02-2017م, 09:46 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

أعتذر عن التأخر الشديد في آذا المجلس بسبب ظروف طارئة.
1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.


1*عدم افتتان العبد بما بسط الله من الرزق و النعم لأهل الكفر و الشرك في الدنيا، فكل نعم الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة لأن الدنيا زائلة فانية و العبرة بالآخرة لأنها دار القرار،"كلوا و تمتعوا قليلا".
2*على المؤمن الحذر من عذاب الله و لو بشق تمرة كما جا في الحديث، لأن عذاب الله شديد عظيم مهول مخيف-نسأل الله العافية-لأنه توعدهم بنفسه و كرر ذلك"ويل يومئذ للمكذبين".
3*المحافظة على الصلاة، فهي رأس مال المؤمن بعد الشهادتين و هي من أعظم أركان الإسلام، و يقول الله مشنعا على تاركها"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ"
4*من صفات مشركي قريش أنهم كذبوا بالقرآن و هذا من أعظم جرمهم، فليحذر المؤمن أن ينكر شيئا من آيات الله و لو بقلبه فيكون من المكذبين،"وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49)فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ"
5*ما اتخلته من المقطع كاملا، أن على المؤمن تقوى الله و الصبر و المصابرة على آداء الواجبات و ترك المحرمات،و الدعاء بالثبات على طريق الهدى الإستقامة و عدم الزيغ و الحياد عن سبيل المؤمنين، و عدم الافتتان بالدنيا الفانية و أهلها و طول الأمد فيها، و عدم موالاة أهل الكفر و الباطل، لأن الدنيا أيام قليلات و تمضي المتع و الشهوات و تبقى التبعات، فالفائز من فاز برضوان الله و الخاسر من غضب عليه الله و لا حول و لا قوة إلا بالله.


المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)يقول الله تعالى عن سبب كفر الكافرين و تكذيبهم، أنهم يحبون الدنيا الفانية و يسعون لتحصيل لذاتها و شهواتها ومتعها و يحرصون عليها لأن نعيم الدنيا عاجل و الإنان يحب العاجل.
وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)و يتشاغلون و يتغافلون عن الآخرة التي هي دار المقام لأن نعيمها متأخر.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) و هذا بيان لحال أهل النعيم، وجوه يومئذ جميلة مسرورة مشرقة.
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) و هذا دليل على رؤية المؤمن لله عز و جل، قال السعدي رحمه الله:ٍ تَنْظُرُ إلى ربِّها على حَسَبِ مَراتِبِهم: منهم مَن يَنْظُرُه كلَّ يومٍ بُكرةً وعَشِيًّا، ومِنهم مَن يَنْظُرُه كلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً واحدةً، فيَتَمَتَّعُونَ بالنظَرِ إلى وَجْهِهِ الكريمِ، وجَمالِه الباهرِ الذي ليسَ كمِثْلِه شيءٌ.
و الأدلة كثيرة أوردها بن كثير رحمه الله، منها حديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك".
وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا".
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) أي وجوه الذين استحبوا العاجلة على الآخرة؛كالحة عابسة كئيبة.
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) فاقرة أي شر و داهية عظيمة كأنها كرت فقار الظهر كما قال الأشقر، أي أن الكفار استيقنوا أنهم هالكون بعذاب أليم و عقوبة شديدة.
كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) يخبر الله تعالى هنا عن حالة الاحتضار و نزع الروح، أي إذا بلغت الروح التراقي و هي العظام الّتي بين ثغرة النّحر والعاتق.
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) و قيل من يرقي أي هل من طبيب شاف يرقيه برقية ،و قيل أي من يرقى و هو من كلام الملائكة أي من يصعد بروحه ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب.
وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) و تيقن الموت و فراق الدنيا و ما فيها.
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)قيل فيها أقوال كثيرة:
-التفّت عليه الدّنيا والآخرة.
-آخر يومٍ في الدّنيا، وأوّل يومٍ من أيّام الآخرة، فتلتقي الشّدّة بالشّدّة و الأمر العظيم بالأمر العظيم و بلاءٌ ببلاءٍ.
-همّا ساقاك إذا التفّتا و قيل إذا التفتا في الكفن.
-اجتمع عليه أمران: النّاس يجهّزون جسده، والملائكة يجهّزون روحه.
دكره هذه الأقوال بن كثير ووافقه في بعضها السعدي و الأشقر.
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)إلى الله المرجع و المصير.
} القيامة.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
قال ابن مسعودٍ: كالحصون.
قال ابن عبّاسٍ وقتادة، ومجاهدٌ، ومالكٌ عن زيد بن أسلم، وغيرهم: يعني أصول الشّجر.
قال البخاري قال: سمعت ابن عبّاسٍ: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك، فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر.
ذكر هذه الأقوال بن كثير.
و قال الأشقر القصر هو البناء العظيم.
و كل هذه الأقوال تجمعها صفة الضخامة العظمة.

ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره}.
(وقال مجاهدٌ: {ولو ألقى معاذيره} ولو جادل عنها فهو بصيرٌ عليها.
وقال قتادة: {ولو ألقى معاذيره} ولو اعتذر يومئذٍ بباطلٍ لا يقبل منه.
وقال السّدّيّ: {ولو ألقى معاذيره} حجّته. وكذا قال ابن زيدٍ، والحسن البصريّ، وغيرهم. واختاره ابن جريرٍ.
وقال قتادة، عن زرارة، عن ابن عبّاسٍ: {ولو ألقى معاذيره} يقول: لو ألقى ثيابه.
وقال الضّحّاك: ولو أرخى ستوره، وأهل اليمن يسمّون السّتر: المعذار.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ولو ألقى معاذيره} هي الاعتذار ألم تسمع أنّه قال: {لا ينفع الظّالمين معذرتهم} [غافرٍ: 52] وقال {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} [النّحل: 87] {فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوءٍ} [النّحل: 28] وقولهم {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/278]
ذكر هذه الأقوال بن كثير في تفسيره و رجح قول مجاهد و الدليل {ثمّ لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23] وكقوله {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنّهم هم الكاذبون} [المجادلة: 18].
و تابعه الأشقر في رأيه

3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.


ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 11 جمادى الأولى 1438هـ/7-02-2017م, 10:14 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

أعتذر عن التأخر الشديد في آذا المجلس بسبب ظروف طارئة.
1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية وبيّن وجه الدلالة عليها من قوله تعالى: {كُلُوا وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا إِنَّكُمْ مُجْرِمُونَ (46) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (47) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ (48) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)} المرسلات.


1*عدم افتتان العبد بما بسط الله من الرزق و النعم لأهل الكفر و الشرك في الدنيا، فكل نعم الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة لأن الدنيا زائلة فانية و العبرة بالآخرة لأنها دار القرار،"كلوا و تمتعوا قليلا".
2*على المؤمن الحذر من عذاب الله و لو بشق تمرة كما جا في الحديث، لأن عذاب الله شديد عظيم مهول مخيف-نسأل الله العافية-لأنه توعدهم بنفسه و كرر ذلك"ويل يومئذ للمكذبين".
3*المحافظة على الصلاة، فهي رأس مال المؤمن بعد الشهادتين و هي من أعظم أركان الإسلام، و يقول الله مشنعا على تاركها"وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ"
4*من صفات مشركي قريش أنهم كذبوا بالقرآن و هذا من أعظم جرمهم، فليحذر المؤمن أن ينكر شيئا من آيات الله و لو بقلبه فيكون من المكذبين،"وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49)فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ"
5*ما اتخلته من المقطع كاملا، أن على المؤمن تقوى الله و الصبر و المصابرة على آداء الواجبات و ترك المحرمات،و الدعاء بالثبات على طريق الهدى الإستقامة و عدم الزيغ و الحياد عن سبيل المؤمنين، و عدم الافتتان بالدنيا الفانية و أهلها و طول الأمد فيها، و عدم موالاة أهل الكفر و الباطل، لأن الدنيا أيام قليلات و تمضي المتع و الشهوات و تبقى التبعات، فالفائز من فاز برضوان الله و الخاسر من غضب عليه الله و لا حول و لا قوة إلا بالله.


المجموعة الثانية:
1. فسّر قوله تعالى:
{كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20)يقول الله تعالى عن سبب كفر الكافرين و تكذيبهم، أنهم يحبون الدنيا الفانية و يسعون لتحصيل لذاتها و شهواتها ومتعها و يحرصون عليها لأن نعيم الدنيا عاجل و الإنان يحب العاجل.
وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21)و يتشاغلون و يتغافلون عن الآخرة التي هي دار المقام لأن نعيمها متأخر.
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) و هذا بيان لحال أهل النعيم، وجوه يومئذ جميلة مسرورة مشرقة.
إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) و هذا دليل على رؤية المؤمن لله عز و جل، قال السعدي رحمه الله:ٍ تَنْظُرُ إلى ربِّها على حَسَبِ مَراتِبِهم: منهم مَن يَنْظُرُه كلَّ يومٍ بُكرةً وعَشِيًّا، ومِنهم مَن يَنْظُرُه كلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً واحدةً، فيَتَمَتَّعُونَ بالنظَرِ إلى وَجْهِهِ الكريمِ، وجَمالِه الباهرِ الذي ليسَ كمِثْلِه شيءٌ.
و الأدلة كثيرة أوردها بن كثير رحمه الله، منها حديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-: أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم ترون ربّكم كذلك".
وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا".
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) أي وجوه الذين استحبوا العاجلة على الآخرة؛كالحة عابسة كئيبة.
تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) فاقرة أي شر و داهية عظيمة كأنها كرت فقار الظهر كما قال الأشقر، أي أن الكفار استيقنوا أنهم هالكون بعذاب أليم و عقوبة شديدة.
كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) يخبر الله تعالى هنا عن حالة الاحتضار و نزع الروح، أي إذا بلغت الروح التراقي و هي العظام الّتي بين ثغرة النّحر والعاتق.
وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) و قيل من يرقي أي هل من طبيب شاف يرقيه برقية ،و قيل أي من يرقى و هو من كلام الملائكة أي من يصعد بروحه ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب.
وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) و تيقن الموت و فراق الدنيا و ما فيها.
وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29)قيل فيها أقوال كثيرة:
-التفّت عليه الدّنيا والآخرة.
-آخر يومٍ في الدّنيا، وأوّل يومٍ من أيّام الآخرة، فتلتقي الشّدّة بالشّدّة و الأمر العظيم بالأمر العظيم و بلاءٌ ببلاءٍ.
-همّا ساقاك إذا التفّتا و قيل إذا التفتا في الكفن.
-اجتمع عليه أمران: النّاس يجهّزون جسده، والملائكة يجهّزون روحه.
دكره هذه الأقوال بن كثير ووافقه في بعضها السعدي و الأشقر.
إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30)إلى الله المرجع و المصير.
} القيامة.

2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالقصر في قوله تعالى: {إنها ترمي بشرر كالقصر}.
قال ابن مسعودٍ: كالحصون.
قال ابن عبّاسٍ وقتادة، ومجاهدٌ، ومالكٌ عن زيد بن أسلم، وغيرهم: يعني أصول الشّجر.
قال البخاري قال: سمعت ابن عبّاسٍ: {إنّها ترمي بشررٍ كالقصر} قال: كنّا نعمد إلى الخشبة ثلاثة أذرعٍ وفوق ذلك، فنرفعه للشّتاء، فنسمّيه القصر.
ذكر هذه الأقوال بن كثير.
و قال الأشقر القصر هو البناء العظيم.
و كل هذه الأقوال تجمعها صفة الضخامة العظمة.

ب: المراد بالمعاذير في قوله تعالى: {ولو ألقى معاذيره}.
(وقال مجاهدٌ: {ولو ألقى معاذيره} ولو جادل عنها فهو بصيرٌ عليها.
وقال قتادة: {ولو ألقى معاذيره} ولو اعتذر يومئذٍ بباطلٍ لا يقبل منه.
وقال السّدّيّ: {ولو ألقى معاذيره} حجّته. وكذا قال ابن زيدٍ، والحسن البصريّ، وغيرهم. واختاره ابن جريرٍ.
وقال قتادة، عن زرارة، عن ابن عبّاسٍ: {ولو ألقى معاذيره} يقول: لو ألقى ثيابه.
وقال الضّحّاك: ولو أرخى ستوره، وأهل اليمن يسمّون السّتر: المعذار.
وقال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ: {ولو ألقى معاذيره} هي الاعتذار ألم تسمع أنّه قال: {لا ينفع الظّالمين معذرتهم} [غافرٍ: 52] وقال {وألقوا إلى اللّه يومئذٍ السّلم} [النّحل: 87] {فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوءٍ} [النّحل: 28] وقولهم {واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/278]
ذكر هذه الأقوال بن كثير في تفسيره و رجح قول مجاهد و الدليل {ثمّ لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا واللّه ربّنا ما كنّا مشركين} [الأنعام: 23] وكقوله {يوم يبعثهم اللّه جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون أنّهم على شيءٍ ألا إنّهم هم الكاذبون} [المجادلة: 18].
و تابعه الأشقر في رأيه
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بيوم الفصل، وسبب تسميته بذلك.
لأنه يومُ الفَصْلِ الذي يُفْصَلُ فيه بينَ الخلائقِ، ويَتميَّزُ فيه الحقُّ مِن الباطِلِ ذكره الأشقر ووافقه السعدي.
ب: الحكمة من خلق الإنسان، مع الاستدلال لما تقول.
الحكمة من خلق الأنسان هي ابتلاؤه بالخير و الشر و تمكينه من السمع و النظر و هدايته للخير و الشر لاختباره في صبره على الالتزام بأوامر الله و ما فرض عليه من طاعات وواجبات، واجتناب المحرمات و الشبهات و الشهوات و تقبله لأقدار الله الأليمة، فأي طريق سيختار و أي سبيل سيسلك، هل يؤثر دار المقام و رضوان الله و سبيل المؤمنين أم ستغره الدنيا بزخرفها فيرضى بها و يركن إليها و يتبع سبيل الشيطان.
و الدليل: "إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)".

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 4 صفر 1439هـ/24-10-2017م, 03:36 PM
هيئة التصحيح 10 هيئة التصحيح 10 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 424
افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

تتمة تصحيح مجلس مذاكرة القسم الرابع من جزء تبارك


مروة كامل أ
جزاك الله خيرا ونفع بك .
ج2: أ- القول الأول والثالث تعود إلى قول واحد وهو البناء العظيم مثل الحصون وغيرها.
ج2: ب-
يمكن جمع الاعتذار والحجج والجدال في قول واحد.


زينب الجريدي ب+
جزاك الله خيرا ونفع بك .
ج2: لتحرير الاقوال تُراجع الروابط التالية:
تحرير أقوال المفسّرين المتفقة والمتقاربة.
تحرير أقوال المفسّرين المختلفة
ج3: أ- فاتك ذكر أن المراد بيوم الفصل هو يوم القيامة.


والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir