دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 ذو الحجة 1437هـ/23-09-2016م, 01:29 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة من الآية 111 إلى الآية 126

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).

استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {
إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر
قول الله تعالى:

{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)} البقرة.
2: حرّر القول في كل من:

أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.


المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:

{
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.
ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.


المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:

{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)
} البقرة.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.
ب: معنى الظلم في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بمقام إبراهيم، والحكمة من اتّخاذه مصلّى.
ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له فكن فيكون}.


المجموعة الرابعة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} البقرة.
2:
حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله}.
ب: القراءات في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، ومعنى الآية على كل قراءة.
3: بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختام الآية لأولها في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم}.
ب: المقصد من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، وبيّن فائدة تكرارها.



تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 ذو الحجة 1437هـ/23-09-2016م, 02:10 PM
كوثر التايه كوثر التايه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 787
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ)
1-محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنا أرسلناك ) وهذا يبين اختصتاصه صلى الله عليه وسلم بالطاعة والاتباع لأنه مرسل من عند الله ، فما خالف ماجاء به هو ضلال وزيع فليحذر المسلم من اتباع غير سبيل النبي صلى الله عليه وسلم ومن كان على نهجه .
2-ارسال النبي صلى الله عليه وسلم كان حقا ، لأنه لا يليق بحكمة الله تعالى أن يخلق الخلق ثم لا يرسل رسولا منهم يعلمهم مراد ربهم وأمره – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ( إنا أرسلناك بالحق ) ، وفي هذا رد على الحداثيين والملحدين الذين ينكرون النبوة ويتبعون أهل الكفر من قبلهم في الأمم السابقة حيث قال الله عنه وطعنهم في أنبيائهم : ( قالوا أبعث الله بشرا رسولا ) ، فليحذر المسلم من هذه الأباطيل ، وليعلم عظمة ربه وحكمته وجلاله .
3-كل ماجاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق ، وفيه صلاح وخير للأمة ( إنا أرسلناك بالحق ) فما جاء به حق فلا يلتفت المسلم للنداءات المزيفة التي تدعو إلى طرح جملة الأحاديث أو بعضها لأنها لا تتوافق والعقل ، أو رد شيئا من القرآن بما لا يتفق والحضارة التي وصل إليها العلم اليوم
4-على المسلم أن يتبع طريقي الترغيب والترهيب في الدعوة ، فلا يحجم عن آيات العذاب التي – يعتقد – انها قد لا يتقبلها المتلقي ، فالمنهج الرباني جمع بين الترغيب والترهيب والبشارة والنذارة ( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ) وكتاب الله وسنته أحق أن يتبعا ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)
5-على المسلم أن يدعو إلى الله تعالى ولا ينتظر أن يوافقه كل الناس ، بل عليه البلاغ ( إن عليك إلا البلاغ ) ، وقال تعالى : ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) فمسؤولية المسلم أمام الله التبليغ وهداية الارشاد ، أما هداية التوفيق فهي لله تعالى : ( ولا تسأل عن أصحاب الجحيم )

المجموعة الثانية:
1: قول الله تعالى فسّر:
وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ
في الآية رد على زعم اليهود والنصارى واغترارهم بأنه لن يدخل الجنة إلا من كان من ملتهم ، فقد حاجهم القرآن وطلب منهم البرهان على ذلك ، وقد أيد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالبراهين الدالة على صدق نبوته وسلامة منهجه ومن معه ، وذكر هنا أن من استسلم لله وخضع وأخلص دينه وعمله لله تعالى ، وعبد الله على نور وبصيرة حتى كأنه يرى ربه ، وأخلص لله ووافق شريعته ، فهذا قد ضمن الله تعالى له تحصيل أجره وأمنه مما يخافه من المستقبل وعند الموت وأمنه يوم الحساب، ولا لا يحزن على ما مضى وفات

2: حرّر القول في كل من
-سبب نزول قوله تعالى : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها)
سبب النزول هو ماذهب إليه ابن كثير والعلامة القاسمي في أن الآية في توجيه الذم للمشركين الذين أخرجوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد وصدوهم عنه في عام الحديبية . وأي فساد أعظم من منع عباد الله من الصلاة واقامة شرائع الدين !!!! والحمل على ما يحتمله اللفظ أولى إن أمكن الجمع
قال ابن أبي حاتم عن ابن عباس : أن قريشا منعوا الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة عند الكعبة في المسجد الحرام ، فأنزل الله : ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعة في خرابها)
وماروى ابن جرير أن هؤلاء المشركين الذين حالوا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية وبين أن يدخلوا مكة حتى نحر هديه بذي طوى ، وقال لهم : ماكان أحد يصد عن البيت ، وقد كان الرجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصده ، فقالوا : لا يدخل علينا من قتل ءاباءنا يوم بدر وفينا باق
-أما القول الذي ذهب إليه ابن جرير –رحمه الله - : أن الآية في نصارى الروم –سواء أكان بختنصرأو غيره - الذين سعوا في خراب بيت المقدس وأعانوا كل من أراد ذلك حتى لو كان في ذلك قتل الأنبياء - لأنهم كانوا يرون دينهم أقوم من دين اليهود ، فهذا القول لا يترجح أن يكون سبب نزول لأنه وقع قبل نزول الآيات القرآنية ، وسبب النزول لا يقع على مثل هذا ، بل من ذهب إلى هذا لأن سياق الآيو النظم القرآني مضى الخبر عن اليهود وذم أفعالهم ومثلهم النصارى ، وليس في الآية ذكر لمشركي العرب الذي منعوا النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من دخول المسجد والصلاة فيه، وجعل الخراب محصور في بنائها وتعميرها .
2-معنى ( مثابة ) في قوله تعالى : ( وجعلنا البيت مثابة للناس وأمنا)
مثابة : يثوبون إليه ، المثاب والمثابة واحدا
وهي من ثاب إذا رجع ، لأن الناس يثوبون إلى البيت ثم ينصرفون .
وقال الأخفش : دخلت الهاء للمبالغة لكثرة من يثوب ويرجع إليه ، ويرى غيره من أهل اللغة أن التاء تأنيث المصدر وأصلها مثوبة
وقال سعيد بن جبير : مثا بالناس أي مجمعا
ويحتمل المعى – كما قال آخرون – أن يكون ( مثابة ) من الثواب أي أنهم يثابون هناك
والتحرير في هذا – والله أعلم – أن الله تعالى جعل البيت مثابة للناس يرجعون إليه ويجتمعون فيه من جميع الأقطار ، ومن أخلص لله وعده الله تعالى الأجر والثواب .

3-بين ما يلي :
-المراد بالكتاب في قوله : ( وهم يتلون الكتاب )
-قيل : التوراة والانجيل : والألف واللام للجنس
-قيل : التوراة لأن النصارى تمتثلها فالألف واللام للعهد
-معنى تفضيل بني اسرائيل على العالمين :
-إن حملنا ( العالمين ) على عموم خاص فهي محمولة على كثرة الأنبياء ، وأن الله جعل منهم أنبياء وملوكا ، وأرسل إليهم التوراة ، وأخبرهم بأمر عيسى ومحمد عليه الصلاة والسلام ، فلم يكونوا بحاجة إلى آية غير ما سبق عندهم من العلم
-وإن حملناه على عموم مطلق ، فتفضيلهم على أهل زمانهم – وهو الراجح -

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 06:32 AM
مها شتا مها شتا غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 655
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
الفوائد السلوكية من الآية:
1-وجوب تعظيم الرسول صل الله عليه وسلم وتعظيم سنته القولية والفعلية والأقرارية ، لأنه مرسل من الله ،
دل عليه قول الله تعالى :{إنا أرسلناك}.
2-وجوب تقديم محاب الله ورسوله على كل محاب النفس ،لأن العمل بالسنة لا يكون إلا بمحبتها ،ولأنه جاء بالحق من عندالحق ،
دل عليه أيضا قول الله تعالى :{إنا أرسلناك بالحق}.
3-وجوب العمل بكل ماجاء في كتاب الله وسنة رسوله ،واعتقاد أن ما فيهما أفضل الأحكام والشرائع ،ووجوب تحكيم شرع الله في كل مناحي الحياة ،وعدم الإلتفات إلى سواهماواتباع كل ناعق يخالف شرع الله،
دل عليه قول الله تعالى:{ إنا أرسلناك بالحق}.
4-وجوب تقوى الله عزوجل و الخوف والحذر من أن نعمل بالعمل الذي يقودنا أن نكون من أصحاب الجحيم ،وذلك باجتناب المعاصي وفعل الأوامر،
دل عليه قول الله تعالى:{ ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}
5-استحباب تبشير المؤمن بما يسره لأن هذا من مهام الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أرسل بها تبشير المؤمنين بالجنة ،واستخدام أسلوب الترغيب والترهيب في الدعوة إلى الله وعدم الأقتصار على أسلوب واحد،لأن الأقتصار على أسلوب واحد يؤدي إلى خلل في الدعوة،
دل عليها قول الله تعالى:{ إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً }
المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)} البقرة.
لما كان صلى الله عليه وسلم حريص كل الحرص على هداية من أرسل إليهم من كل طوائف الأمة كما قال تعالى:{لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين} الشعراء، أي مهلك نفسك حزناً حتى يؤمنوا،فأراد اليهود والنصارى خداعة بأن طلبوا منه صلى الله عليه وسلم الهدنة ،ووعدوه أن يتبعوه بعد الهدنة فأعلمه الله محذراً إياه من خداعهم بأنهم لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تترك الإسلام وتتبع ما هم عليه ،فدع ما يرضيهم ويوافقهم وأقبل على رضا ربك في دعوتهم للإسلام الحق الذي بعثك الله به،وهذا هو الحق الواضح المبين،وإذا حصل منك أو من أحد من أمتك من بعدك من اتباع طرائق اليهود والنصارى بعد ما علموا من القرآن والسنة فلن تجد من الله مناصرة أو معونة ولا موالاةولا محبة ،وفي هذا تهديد ووعيد شديد للأمة من أتباع اليهود والنصارى ،وبيان خطورة ترك الحق واتباع الباطل ،وفيها أيضا مدى حقد اليهود والنصارى علينا وأنهم لا يرضوا عنا أبدا حتى نترك ديننا الحق ونتبعهم ،وفيها أن ولاية الله تنال بالإيمان والتقوي وهواتباع ما جاءنا من العلم الذي في الكتاب والسنة ،قال تعالى:{ ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون *الذين أمنوا وكانوا يتقون}يونس
2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.
اختلف المفسرون في الكلمات التي ابتلى الله بها إبراهيم عى أقوال:
القول الأول:ابتلاه بالمناسك والمشاعر من الطواف والسعي والرمي والإفاضة، قاله قتادة عن ابن عباس وأبو اسحاق التميمي عن ابن عباس وذكره ابن كثير .
القول الثاني :ابتلاه بالطهارة،وهي سنن الفطرة من قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وتقليم الأظافر وحلق العان والختان ونتف الإبط وغير ذلك ،قاله سعيد بن المسيب ومجاهد والشعبي والنخعي وأبي صالح وأبي الجلدوذكره الزجاجوقال عله كير من أهل التفسير و ابن كثير ورجحه ابن عطية.
القول الثالث:الكلامات هي الإسلام ثلاثون سهمًا، منها عشر آياتٍ في براءةٍ: {التّائبون العابدون الحامدون}[التّوبة: 112] إلى آخر الآية وعشر آياتٍ في أوّل سورة {قد أفلح المؤمنون} و {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} وعشر آياتٍ في الأحزاب: {إنّ المسلمين والمسلمات}[الآية: 35] إلى آخر الآية، فأتمهنّ كلّهنّ ،قاله عكرمة عن ابن عباس وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الرابع: الكلمات هي فراق قومه -في اللّه -حين أمر بمفارقتهم. ومحاجّته نمروذ -في اللّه -حين وقفه على ما وقفه عليه من خطر الأمر الذي فيه خلافه. وصبره على قذفه إيّاه في النّار ليحرقوه -في اللّه -على هول ذلك من أمرهم. والهجرة بعد ذلك من وطنه وبلاده -في اللّه -حين أمره بالخروج عنهم، وما أمره به من الضّيافة والصّبر عليها بنفسه وماله، وما ابتلي به من ذبح ابنه حين أمره بذبحه،وابتلاه بالكوكب والشمش والقمر ،قاله محمد ابن اسحاق ومحمد بن أبي محمد وسعيد أو عكرمة عن ابن عباس وأبو الحسن وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.
القول الخامس : الكلمات: {إنّي جاعلك للنّاس إمامًا} وقوله: {وإذ جعلنا البيت مثابةً للنّاس وأمنًا} وقوله {واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى} وقوله: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل} الآية، وقوله: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} الآية، قال: فذلك كلّه من الكلمات التي ابتلي بهنّ إبراهيم،قاله الربيع ابن أنس ومجاهد،وذكره الرازي وابن عطيةابن كثير .
القول السادس:الكلمات التي ابتلى بهنّ إبراهيم ربّه: {ربّنا تقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم ربّنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذرّيّتنا أمّةً مسلمةً لك}، {ربّنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك}،قاله السدي وذكره ابن كثير.
وجمع ابن جرير الطبري بين هذه الأقوال فقال رحمه الله:أنّه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميع ما ذكر، وجائزٌ أن يكون بعض ذلك، ولا يجوز الجزم بشيءٍ منها أنّه المراد على التّعيين إلّا بحديثٍ أو إجماعٍ. قال: ولم يصحّ في ذلك خبرٌ بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة الذي يجب التّسليم له.

ب: معنى الظلم في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}.
معنى الظلم في الآية على قولين:
القول الأول : الظلم بمعنى ظلم الكفر ،إذا أول العهد بالدين أو الأمان من عذاب الله أو الطاعة لظالم ،لأن العاصي المؤمن ينال الدين والأمان من عذاب الله وتازم طاعته في الأمر .
القول الثاني :الظلم بمعنى ظلم المعاصي ، إذا أول العهد بالنبوءة أو الإمامة في الدين.
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بمقام إبراهيم، والحكمة من اتّخاذه مصلّى.
اختلف المفسرون في المراد بمقام إبراهيم علي أقوال :
القول الأول: قيل الحرم كله ،قاله عطاءو مجاهد عن ابن عباس وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثاني :قيل يعد كثير فهو الحج كله ،قاله عطاء عن ابن عباس وذكره ابن عطية وابن كثير.
القول الثالث : قيل الحجر الذي كان يقوم عليه إبراهيم عليه السلام وهو يبني الكعبةلما ارتفع الجدار أتاه إسماعيل عليه السلام به ليقوم فوقه ويناوله الحجارة وهو واقف عليه ،قاله سفيان عن عبد الله بن مسلم عن سعيد ابن جبيروذكره ابن عطيةو ابن كثير وهو الراجح
القول الرابع:هو الحجر الذي وضعته زوجة إسماعيل عليه السلام تحت قدم إبراهيم حتى غسلت رأسه ،قاله السدي وحكاه الرازي في تفسيره عن الحسن البصري وقتادة والربيع بن أنس وذكره ابن عطيه وابن كثير وهو ضعيف.
والحكمة من اتخاذه مصلى،أن الخليل كان يقوم عليه وهو يبني الكعبة لما ارتفع بناؤها كلما كمّل ناحية انتقل إلى الأخري ،يطوف به حول الكعبة حتى انتهى من بناؤها وضعه إلى جدار الكعبة ،أو أنه انتهى عنده البناء فتركه ،ولهذا أمرنا بالصلاة خلفه عند الفراغ من الطواف ،والله تعالى أعلم.
ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له فكن فيكون}.
أي أن الله سبحانه وتعالى إذا قدر أمراً وأراد كونه فإنما يقول لذلك الأمر :"كن " فيكون على ما أراد الله أن يكون، فلا راد لأمره وقضائه، وفي ذلك بيان لكمال قدرته سبحانه وعظيم سلطانه.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 02:07 PM
ريم الحمدان ريم الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ }.
من الفوائد المستنبطة من الآية الكريمة :
1- أيهاالداعي إلى الله وظيفتك هي الدعوة إلى الله فلا تحزن إن لم يستجب إليك الخلق أو أعرضوا عنك فإنك لا تملك هدايتهم .
2- أيها المبارك لتكن دعوتك إلى الله على أسس صحيحة قائمة على القرآن والسنة واحذر من الكلام على الله بغير علم .
3- أيها الداعي إلى الله ، من أساليب الدعوة التنويع بين البشارة والنذارة
فهناك أحوال يكون الترغيب فيها مقدم ، والعكس صحيح ، وكذلك هناك قلوب لا ينفعها إلا الإنذار ، والمسلم لابد أن يكون بين خوف ورجاء فاعمل أيها الداعي لتحقيق ذلك .
4- أيها الداعي استشعر قول الله تعالى :( إنا أرسلناك ) من المرسل ؟ هو الله عز وجل ، ومن الرسول ؟ محمد عليه الصلاة والسلام ، فإن حرصت على اتباع هدي نبيك صلى الله عليه وسلم فاحمد الله فإنك على الحق ، وأنت تؤدي أشرف مهمة ، وهي رسالة الرسل من قبلك ،فاصبر واحتسب .
5- أيها المبارك لا تهتم بغلبة أهل الكفر وظهورهم ، فإن الله سيحاسبهم وسيجازيهم يوم القيامة بما يستحقونه .

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.
قال ابن عطية (بلى) هنا كأنها جائت رداً على قول اليهود ( لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى ) فأتت بإيجاب إجابة النفي ( الطبري ) .
وقيل أصلها ( بل ) وزيدت فيها الياء .
فالآية بإثباتها لصفات من يستحق دخول الجنة كأنها ترد على افتراء اهل الكتاب .
ومن اقوال السلف في معانيها :
-وقال أبو العالية والرّبيع: {بلى من أسلم وجهه للّه} يقول: من أخلص للّه.
وقال سعيد بن جبيرٍ: {بلى من أسلم} أخلص، {وجهه} قال: دينه .
-(أسلم )هنا بمعنى استسلم وانقاد لله، كما قال الشاعر :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت له المزن تحمل عذبا زلالا
وقيل هو الإخلاص لله وحده لا شريك له ( ابن كثير ) .
- ( وجهه) قيل خص الوجه لأنه أشرف عضو في الإنسان ولذا يقال وجه الأمر أي رأسه وأشرفه ، وقيل أيضاً معناها ( المقصد ) . ( ابن عطية )
-(وهو محسن) أي متبع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وهنا يظهر شرطي قبول العمل : الإخلاص لله تعالى بالعبودية ، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد روي أن عمراً رضي الله عنه قال أن الآية نزلت في الرهبان ، والله أعلم . وعلى هذا فإن الراهب وإن كان مخلصاً -كما يدعي -لله ،فإن عمله غير مقبول لأنه فقد شرط المتابعة . قال اللّه تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عملٍ فجعلناه هباءً منثورًا}.
والمنافق كذلك عمله مردود لأن عمله فقد شرط الإخلاص وإن حقق شرط المتابعة ، قال تعالى: {إنّ المنافقين يخادعون اللّه وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصّلاة قاموا كسالى يراءون النّاس ولا يذكرون اللّه إلا قليلا ).
- أما المحسن فإن الله يبشره بالأجر عنده وهو أكرم الأكرمين ، قال الزجاج :يدخله الجنة ،، ويبشره أيضاً بأنه لن يحزن على مافاته ولن يخاف على ما سيلاقيه فهو آمن مطمئن ،قال تعالى ( فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا).
وأورد الزجاج رحمه الله أدلة تثبت صدق الآية لمن طلب الدليل :
1-ماورد سابقاً في الآيات من إظهار الحجة للنبي صلى الله عليه وسلم .
2-الإخبار بعلوم غيبية يستحيل أن يعلمها بشر إلا بوحي من الله .
3-تحدي القرآن لليهود بتمني الموت .
4-الآيات والبراهين التي أيّد الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}
للمفسرين في سبب نزول هذه الآية قولان :
القول الأول :
النصارى الروم في بيت المقدس الذين كانوا يؤذون اليهود . واستدل من قال بهذا الرأي بأقوال السلف ، منهم :
-ما رواه العوفيّ في تفسيره، عن ابن عبّاسٍ قال: هم النّصارى.
-وقال مجاهدٌ: هم النّصّارى، كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى، ويمنعون النّاس أن يصلّوا فيه.
وروى عبد الرّزّاق عن قتادة في قوله: {وسعى في خرابها} هو بختنصّر وأصحابه، خرّب بيت المقدس، وأعانه على ذلك النّصارى.
- قال السّدّيّ: كانوا ظاهروا بختنصّر على خراب بيت المقدس حتّى خرّبه، وأمر به أن تطرح فيه الجيف، وإنّما أعانه الرّوم على خرابه من أجل أنّ بني إسرائيل قتلوا يحيى بن زكريّا. وروي نحوه عن الحسن البصريّ .
القول الثاني :
- مشركي مكة ، استدل أصحاب هذا الرأي ب:
-ما رواه ابن جريرٍ: حدّثني يونس بن عبد الأعلى، حدثنا ابن وهب قال: قال ابن زيدٍ قال: هؤلاء المشركون الّذين حالوا بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الحديبية، وبين أن يدخلوا مكّة حتّى نحر هديه بذي طوى وهادنهم، وقال لهم: ما كان أحدٌ يصد عن هذا البيت، وقد كان الرّجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصدّه. فقالوا: لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدرٍ وفينا باقٍ.
-مارواه ابن أبي حاتمٍ: عن عكرمة أو سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: أنّ قريشًا منعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الصّلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل اللّه: {ومن أظلم ممّن منع مساجد اللّه أن يذكر فيها اسمه}.
وتخريبهم للمسجد هو منعهم المسلمين وصدهم عن بيت الله الحرام ،وتدنيسه بأصنامهم وشركهم ، قال تعالى: {وما لهم ألا يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون }.

ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
قال الزجاج مثابة أصلها مثوبة ،وقلبت الواو ألفاً ونقلت حركة الواو للثا وقال الأخفش زيدت الهاء في النهاية للمبالغة لأن قل من يذهب للبيت ويريد تركه ، فالنفوس متعلقة به مشتاقة له وترجو أن تعود .
ومعنى مثابة :
-قيل من يثوب أي يعود ، ( الزجاج وابن عطية ) . قال ابن جريرٍ: حدّث قال أبو عمرٍو -يعني الأوزاعيّ -حدّثني عبدة بن أبي لبابة، في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابةً للنّاس} قال: لا ينصرف عنه منصرفٌ وهو يرى أنّه قد قضى منه وطرًا.
-حدّثني يونس، عن ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: {وإذ جعلنا البيت مثابةً للنّاس} قال: يثوبون إليه من البلدان كلّها ويأتونه.
- وقد نقل القرطبيّ شعراً حسناً :
جعل البيت مثابًا لهم ليس منه الدّهر يقضون الوطر
- قيل بمعنى يثابون عليه أي يؤجرون ( ابن عطية ) .
-وقال سعيد بن جبيرٍ -في الرّواية الأخرى -وعكرمة، وقتادة، وعطاءٌ الخراسانيّ {مثابةً للنّاس}أي: مجمعًا.( ابن كثير )
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
قال المفسرون هنا أن الكتاب هو القرآن ،وقيل التوراة ، وقيل اسم جنس لكل الكتب السماوية .


استغفر الله وأتوب إليه

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 07:43 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}
بِسْم الله الرحمن الرحيم
الفوائد السلوكية:
1- وجوب التبشير بهذا الدين والإنذار به وهذا يكون من باب التنوع في الأساليب في الدعوة .
2- على الداعية الالتزام بالحق في دعوته سواءا كان مبشرا أو منذرا.
3- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته والاهتداء بهديه .
4- تجنب كثرة السؤال فيما لا يفيدنا ولا يخصنا ولا يضرنا الجهل به .
5- العلم بأنه لا تزر وازرة وزر أخرى وأننا مسؤولون عن أنفسنا فقط فيعيننا ذلك ويحثنا على كثرة الطاعة وعدم الانشغال بأمر الآخرين .

المجموعة الأولى:
1- فسّر قول الله تعالى:
(الذين آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)} البقرة.
" الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته "
{الذين} يرفع بالابتداء، وخبر الابتداء {يتلونه}
ومعنى " آتيناهم " أعطيناهم ، والمراد " بالذين فيه أقوال:
1- المراد به أهل الكتاب أي:" اليهود والنصارى " وهو قول عبد الرحمن بن أسلم واختاره ابن جرير ، ويكون على هذا التأويل " الكتاب" هو التوراة .
2- المراد به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قول :قتادة
وعلى هذا التأويل "الكتاب " هو القران .
3- وقال قوم: هذا مخصوص في الأربعين الذين وردوا مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في السفينة، فأثنى الله عليهم .
4-ويحتمل أن يراد ب "الّذين" العموم في مؤمني بني إسرائيل والمؤمنين من العرب، ويكون الكتاب اسم الجنس.
" يتلونه حق تلاوته"
وقيل في معنى ذلك أقوال منها:
1- يتبعونه حق الاتباع بامتثال الأمر والنهي
فيحلون حلاله ويحرمون حرامه ويؤمنون بمتشابهه ولا يؤلونه على غير تأويله ،كما ورد عن ابن مسعود وغيره .
2- يقرؤونه حق قراءته ،وهذا يتضمن الاتباع والامتثال أيضا.
فإذا مروا بآية رحمة سألوا الله من فضله وطلبوا جنته وإذا مروا بآية عذاب إستعاذوا بالله من النار .
الاقوال في المراد ب" يتلونه "
1- إذا أريد ب "الّذين "الخصوص فيمن اهتدى يصح أن يكون خبر الابتداء ويصح أن يكون يتلونه في موضع الحال والخبر أولئك
2-وإذا أريد ب" الّذين "العموم لم يكن الخبر إلا أولئك، ويتلونه حال لا يستغنى عنها وفيها الفائدة، لأنه لو كان الخبر في يتلونه لوجب أن يكون كل مؤمن يتلو الكتاب حقّ تلاوته، وحقّ مصدر، والعامل فيه فعل مضمر، وهو بمعنى أفعل، ولا يجوز إضافته إلى واحد معرف، وإنما جازت هنا لأن تعرف التلاوة بإضافتها إلى الضمير ليس بتعرف محض، وإنما هو بمنزلة قولهم رجل واحد أمة، ونسيج وحده .ذكره ابن عطية
" أولئك يؤمنون به"
هوخبر عن {الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته} أي: من أقام كتابه من أهل الكتب المنزّلة على الأنبياء المتقدّمين حقّ إقامته، آمن بما أرسلتك به يا محمّد. ذكره ابن كثير
ومرجع الضمير في " به" عائد على الكتاب .
وقيل: يعود على محمد صلى الله عليه وسلم، لأن متبعي التوراة يجدونه فيها فيؤمنون به.
وقال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل عندي أن يعود الضمير على الهدى الذي تقدم، وذلك أنه ذكر كفار اليهود والنصارى في أول الآية وحذر رسوله من اتباع أهوائهم، وأعلمه بأن هدى الله هو الهدى الذي أعطاه وأعلمه به . ذكر ذلك ابن عطية
" ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون "
والضمير في" يكفر به" يحتمل من العود على ما ذكر في الأول.
(ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون} كما قال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده} [هودٍ: 17]. وفي الصّحيح: "والّذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة: يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي، إلّا دخل النّار").
والخسران هو :نقص الحظ.
وفي هذه الآية دلالة على : أن غيرهم جاحد لما يعلم حقيقته؛ لأن هؤلاء كانوا من علماء اليهود، وكذلك من آمن من علماء النصارى ممن تلا كتبهم.ذكره الزجاج .
2- حر القول في كل من :
أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
التطهير من عبادة الأوثان وقيل : الفرث والدم ،روي هذا عن مجاهد
وضعف هذا القول ابن عطية
التطهير من الشرك ، ذكره ابن عطية
التطهير من تعليق الأصنام عليه . ذكره الزجاج
ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
-القنوت في اللغة الطاعة، والقنوت طول القيام في عبادة، ومنه القنوت في الصلاة، فمعنى الآية أن المخلوقات كلها تقنت لله أي تخضع وتطيع، والكفار والجمادات قنوتهم في ظهور الصنعة عليهم وفيهم، وقيل: الكافر يسجد ظله وهو كاره)
وورد عن السلف عدة أقوال في معنى قانتون منها:
1-مطيعون له يوم القيامة ، روي عن السدي.
2-مخلصون ، روي عن سعيد بن جبير
3-مقرين له بالعبادة، روي عن عكرمة
4- مصلون ،روي عن ابن عباس
5- كل له قائم يوم القيامة، روي عن الربيع بن أنس
وقال خصيف، عن مجاهدٍ: {كلٌّ له قانتون} قال: مطيعون، كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان.
وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ: {كلٌّ له قانتون} مطيعون، يقول: طاعة الكافر في سجود ظلّه وهو كارهٌ.
وهو اختيار ابن جريرٍ-يجمع الأقوال كلّها، وهو أنّ القنوت: هو الطّاعة والاستكانة إلى اللّه، وذلك شرعيٌّ وقدري، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15].
هذا حاصل أقوال المفسرين الثلاثة.
3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
أعلم اللّه في هذه الآية أن أمر المسلمين يظهر على جميع من خالفهم حتى لا يمكن دخول مخالف إلى مساجدهم إلا خائفاً، وهي وَعْد للمؤمنين ووعيد للكافرين
وهذا خبرٌ معناه الطّلب، أي لا تمكّنوا هؤلاء -إذا قدرتم عليهم-من دخولها إلّا تحت الهدنة والجزية. ولهذا لمّا فتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مكّة أمر من العام ألا يدخل المسجد الحرام مشرك .
هذا خلاصة ماذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير .
ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.
قال اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقال النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، فجمع قولهم، ودل تفريق نوعيهم على تفرق قوليهم، وهذا هو الإيجاز واللف، وجاز أن يلفظ بلفظ جمع؛ لأن معنى {من} معنى جماعة, فحمل الخبر على المعنى.
هذا خلاصة ماذكره ابن عطية والزجاج .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 08:07 PM
مضاوي الهطلاني مضاوي الهطلاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 864
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)


السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
الفوائد:

1- على الداعية أن يكون مبشرا لا منفراً وميسرا لا معسرا ليتآلف قلوب الناس بدليل قوله تعالى( إنا أرسلناك بشيرا)
2- لكل مقام مقال فعلى الداعية أن يخاطب كل فرد او جماعة بحسب حالهم إن كانوا جاهلين بارتكابهم بعض المنهيات يرفق بهم ويبشرهم بفضل الله بتوبته على عباده وقبولها وان كانوا مجاهرين فينذرون ويخفون كما قال تعالى:( بشيرا ونذيرا)
3- على الداعية البلاغ والهداية بيد الله فلا يسأل عن ضلال من ضل إذا اجتهد في دعوته فالقلوب بيد الله قال تعالى:( ولا تُسألُ عن أصحاب الجحيم)( إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب)
4- على الداعية أن يجتهد في دعوة الناس ويشفق عليهم من عذاب الله فعذاب الله شديد قال تعالى :( ولا تَسأل عن أصحاب الجحيم )أي أنه بلغ فوق ما تحسب .
5-إن الداعية مبلغ عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقدوته بالدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم والله سبحانه وتعالى أوضح لنبيه منهج الدعوة فعلى الداعية أن يلتزم بهذا المنهج وهو قال تعالى:( إنا أرسلناك بشيرا ونذيرا )

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.
{بَلَى} رد بالإيجاب أي هذا يدخل الجنة .ثم بين حال هذا الذي يدخل الجنة .فقال:
{مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ}
{مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } أي استسلم وخضع ودان .
والمقصود قيل ؛ أخلص قصده و دينه لله وحده لا شريك له قال تعالى:( فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن)
وقيل : المقصود الوجه حقيقة أي ذل وخضع بوجهه لله تعالى ، وخص الوجه لكونه أشرف مافي الإنسان وهو موضع الحواس وفيها يظهر الذل ، لذلك يقال وجه الأمر أي معظمه وأشرفه .
{وَهُوَ مُحْسِنٌ } يكون العامل محسن بعمله بشرطين :
1- أن يكون عمله خالصا لله وحده لاشريك له.
2- أن يكون صوابا أي موافقا للشريعة وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم .
فمتى كان العمل خالصا ولم يكن صوابا فهو غير متقبل كما قال عليه الصلاة والسلام : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) رواه مسلم
كحال الرهبان ومن شابههم فإنهم وإن أخلصوا عملهم لله فإنه غير متقبل لأنهم لم يتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم فهو قد بعث للناس كافة قال تعالى : ( وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا) ( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءا }
وروي عن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أنه أول هذه الآية في الرهبان.
وإما إذا كان العمل صواباً موافقا للشريعة وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن خالصاً فإنه مردود على صاحبه وهذه حال المرائين والمنافقين .
{فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ} وعد من ربهم بالجزاء وضمنه لهم ، وزاد على ذلك بأن أمنهم مما يخافونه من المحذور فقال:
{ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } الخوف لما يتوقع
فقيل : لا يخافون فيما يستقبلون من أمور الآخرة .
وقيل: لا يخافون في الآخرة قاله سعيد بن جبير
وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}. الحزن لما قد وقع
أي لا يحزنون على ما مضى مما يتركونه.
وقيل :لا يحزنون للموت . قاله سعيد بن جبير
وبرهان من أسلم وجهه لله هو الحجج التي بينها النبي صلى الله عليه وسلم والتي منها أخبارهم بما لا يعلم إلا من كتاب أو وحي وما قيل لهم في تمني الموت وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات الدالة على تثبيت الرسالة .

2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.

ذكر أقوال في ذلك
1- بسبب بيت المقدس والخراب خراب حقيقي ، قيل قام به :
-النصارى ذكره ابن عباس ومجاهد . قال : كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى والجيف ويمنعون الناس من الصلاة فيه .
-وقيل بختنصر وأعانه على ذلك النصارى حيث خربوا بيت المقدس وطرحوا على المصلين الأذى لأن بنوا اسرائيل قتلوا يحي بن زكريا .قاله قتادة والسدي
2-بسبب المسجد الحرام والخراب معنوي وليس حسي ومعنى خرابها قطعوا من يعمرها بذكره ويأتيها للحج والعمرة ، فقد منع كفار قريش النبي صلى الله عليه وسلم من آداء العمرة والصلاة فيه وذلك عام الحديبية ، حيث نحر هديه بذي طوى وهادنهم . قاله ابن زيد وروي عن ابن عباس
عن ابن عبّاسٍ: أنّ قريشًا منعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الصّلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل اللّه: {ومن أظلم ممّن منع مساجد اللّه أن يذكر فيها اسمه}.
3-وقيل: تتناول كل من منع من مسجد إلى يوم القيامة أو خرب مدينة إسلام، لأنها مساجد، وإن لم تكن موقوفة، إذ الأرض كلها مسجد لهذه الأمة، قاله ابن عطية
الترجيح
اختار ابن جرير القول الأول واحتج بأن قريش لم تسع في خراب الكعبة بينما النصارى سعوا في خراب بيت المقدس .
ورجح ابن كثير القول الثاني ورد على حجة ابن جرير لأن النصارى لما منعت اليهود من الصلاة في بيت المقدس كان دينهم أقوم من دين اليهود الذي لعنوا على لسان داوود وعيسى ابن مريم فلم يذكر الله من اليهود مقبولا .ولأن الله بعد ان ذم اليهود والنصارى شرع في ذم المشركين الذين اخرجوا الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة ومنعوهم من الصلاة في المسجد الحرام .أما ان قريش لم تسع في خراب الكعبة
فأي خراب أعظم وأشد مما فعلوه من اخراج الرسول صلى الله عليه وسلم واستحوذهم على المسجد الحرام ونصب اصنامهم واندادهم فيها وشركهم
ومنعوهم عمارتها بذكره وتوحيده والحج والعمرة إليها وإقامة الدين ،
تعالى: {وما لهم ألا يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [الأنفال:34]، وقال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهم بالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون* إنّما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين} فإذا كان الذي هذه حال مطرود ممنوع ومصدود عنها فأي خراب لها أعظم من ذلك؟
فليس المراد من عمارتها زخرفتها وتحسين بناءها وصورتها وإنما عمارتها بذكره وإقامة شرعه وتوحيده ورفعها عن الشرك ودنسه.


ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
فيها أقوال
1- مثابة: يثوبون إليه والمثاب والمثابة واحد وكذا المقام والمقامة ،أي يثوبون إليه ثم يرجعون. قاله ابن عباس وروي عن ابي العالية وسعيد بن جبير في رواية وعطاء ومجاهد والحسن وعطية والربيع بن أنس والضحاك نحو ذلك . عن عبده بن لبابة انه قال في هذه الآية : لا ينصرف عنه منصرف وهو يرى أنه قد قضى منه وطرا. وقال ابن زيد : يثبون إليه من البلدان كلها ويأتونه . ذكر ذلك ابن كثير وقال به الزجاج وابن عطية.
2- مجمعاً . قاله سعيد بن جبير في رواية أخرى وعكرمة وقتادة وعطاء الخرساني . ذكره ابن كثير
3- من ثاب اذا رجع لان الناس يثوبون اليه اي ينصرفون. قال الاخفش: دخلت فيه الهاء للمبالغة لكثرة من يثوب اليه اي يرجع لأنه قل ما يفارق احد البيت الا وهو يرى انه لم يقض منه وطرا فهي كنسابه وعلامة.وقيل الهاء الهاء هاء تأنيث المصدر فهي مفعله اصلها مثوبة نقلت حركة الواو الى الثاء فانقلبت الواو الفا لانفتاح ما قبلها وقيل علامة تأنيث البقعة.كمقام ومقامة. ذكره ابن عطية
4- من الثواب اي يثابون هناك . ذكره ابن عطية
والراجح والله أعلم بإنه يثوب الناس اليه ثم يرجعون . لانه قل من يفارقه الا وانه ليرى انه لم يقض منه وطرا فلا يزال يشتاق ويحن إليه وهو من بركة دعوة ابراهيم عليه السلام ( فاجعل أفئدة من الناس تهوى اليهم)

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب
}.
قولان
1- التوراة والإنجيل فالالف واللام للجنس . والمعنى كلا منهما يتلوا في كتابه تصديق من كفر به فاليهود يكفرون بعيسى وعندهم التوراة فيها ما أخذ الله على لسان موسى من التصديق بعيسى وفي الإنجيل ما جاء به عيسى بتصديق موسى وان ما في التوراة من عند الله فكلا يكفر بصاحبة فتجاحدوا عنادا وكفرا . قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة في الرواية الاولى عنه في تفسيرها والله اعلم ذكره ابن كثير
2- التوراة فالالف واللام للعهد وذلك لأن النصارى تمتثلها وكلا الفريقين يتلوها فوقع بينهم الاختلاف وكتابهم واحد فدل هذا على ضلالهم . ذكره الزجاج وابن عطية

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
تفضيلهم بما أوتوا من الملك وفي كثرة انبيائهم وانهم اعطوا علم التوراة وأن أمر عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام لم يكونوا يحتاجون فيه إلى آية غير ما سبق عندهم من العلم به فذكرهم الله ماهم عارفونه. وهذا تفضيل مخصوص بعالم زمانهم لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل منهم بالنص قال تعالى:( كنتم خير أمة اخرجت للناس) وقال صلى الله عليه وسلم ؛ أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله ). قال بهذا القول،ابي العالية ومجاهد والربيع بن أنس وقتادة واسماعيل بن خالد . ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 08:29 PM
هناء هلال محمد هناء هلال محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 663
افتراضي

السؤال الأول:
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
1- الإيمان برسالة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : (إنا أرسالناك)
2- تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء به وما ثبث عنه لقوله تعالى (إنا أرسلناك بالحق) فكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم حق .
3- علينا أن ندعوالناس بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ونوضح ونبين لهم أنه الحق بالأدلة والبراهين القاطعة لقوله تعالى (إنا أرسلناك بالحق)
4- استخدام أسلوب الترغيب والترهيب في الدعوة إلى الله وعدم الاقتصار على طريقة واحدة لقوله تعالى (بشيرا ونذيرا)
5- معرفة أنه ما علينا إلا إبلاغ الناس بالحق وتوضيحهم لهم ، وبذل الأسباب ، أما النتائج فنكلها إلى الله لقوله تعالى (ولا تسأل عن أصحاب الجحيم) .

المجموعة الثانية :
س1 : {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.
قوله تعالى (بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن)
- معنى (بلى)
قيل هي رد بالإيجاب في جواب النفي من قولهم (لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أونصارى)
وقيل هي (بل) زيدت عليها الياء .
- معنى (أسلم)
أسلم لغة بمعنى استسلم وخضع ، والمعنى أخلص العمل لله وحده لا شريك له ، كما قال أبو العالية والربيع وسعيد بن جبير وذكره عنهم ابن كثير .
- معنى (وجهه)
فيها أقوال :
1- الوجه المعروف ، وتخصيصه بالذكر لكونه أشرف ما يرى من الإنسان وموضع الحواس ويظهر فيه العز والذل ، ذكره ابن عطية
2- قيل بمعنى مقصده ، ذكره ابن عطية
3- قيل بمعنى دينه ، ذكره ابن كثير عن سعيد بن جبير
- معنى (وهو محسن)
أي متبع للرسول صلى الله عليه وسلم ، ذكره ابن كثير
- شروط قبول العمل
لابد لقبول العمل من شرطين :
1- أن يكون خالصًا للّه وحده والآخر
2- أن يكون صوابًا موافقًا للشّريعة.
فإن كان خالصا كعمل الرهبان إن أخلصوا ولم يكن موافقا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم فلا يقبل ، وإن كان موافقا للشريعة لكنه ليس فيه إخلاص كعمل المنافقين فلا يقبل أيضا .
قوله: {فله أجره عند ربّه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون}
- علاقة الآية بما قبلها
الآية نتيجة لما قبلها ، فقد ضمن الله سبحانه فيها تحصيل الأجور على ذلك ، وأمنهم مما يخافون .
- عود الضمير في (له)
يعود على (من )
- (فلا خوف) أي مما يتوقع فيما يستقبلونه
- (ولا هم يحزنون) لما قد فات ووقع

2- حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.
ورد في سبب نزولها قولان :
القول الأول :
من خرب بيت المقدس سواء كانوا الروم أو النصارى الذين ظاهروا بخت نصر على تخريبه ، وهذا القول ورد عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والسدي ، واختاره ابن جرير واحتج بأن قريشا لم تخرب الكعبة .
القول الثاني :
أنهم مشركوا مكة الذين منعوا المسلمين من المسجد الحرام كما قال ابن زيد وذكره ابن كثير .
وقد رجح ابن كثير القول الثاني لأنه لما وجّه الله سبحانه الذم في حقّ اليهود والنّصارى، شرع في ذمّ المشركين الّذين أخرجوا الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه من مكّة، ومنعوهم من الصّلاة في المسجد الحرام، وردّ على ابن جرير بأنه ليس المراد من عمارتها زخرفتها وإقامة صورتها فقط، إنّما عمارتها بذكر اللّه فيها وإقامة شرعه فيها، ورفعها عن الدنس والشرك.

ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
ورد في معنى (مثابة) أقوال :
1- أن تكون من ثاب إذا رجع ، لأن الناس يثوبون إليه ويأتونه من كل البلدان ، ولا ينصرف منصرف منه إلا ويشعر أنه لم يقض منه وطره .
وهو قول ابن عباس وأبي العالية والربيع ومجاهد وعطاء وابن زيد وغيرهم ، ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج .
2- أن يكون من الثواب ، أي يثابون هناك ، ذكره ابن عطية
3- بمعنى مجمعا ، ذكره سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة ، ذكره ابن كثير .

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
1- إذا كان الألف واللام للجنس يكون المراد التوراة والإنجيل
2- إذا كان الألف واللام للعهد يكون المراد التوراة لأن النصارى تمتثلها .

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
ورد في تفضيل بني إسرائيل على العالمين عدة معان منها :
1- تفضيلهم بما أوتوا من الملك وأن فيهم أنبياء وأنهم أعطوا التوراة وغير ذلك كما قال تعالى : ( وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين ) ، فالعالمون عموم مطلق .
2- أن تفضيلهم يكون على عالمي زمانهم فإن لكل زمان عالما ، قاله أبو جعفر الرازي عن أبي العالية والربيع .
وقد روي عن مجاهد ، والربيع بن أنس ، وقتادة ، وإسماعيل بن أبي خالد نحو ذلك ، ويجب الحمل على هذا ؛ لأن هذه الأمة أفضل منهم ؛ لقوله تعالى خطابا لهذه الأمة : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم )
وقد رجحه ابن كثير وابن عطية .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 09:47 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

حل مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.


1- يقول الله تعالى :{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ } أتى بنون العظمة وذلك لتعظيم الرّسالة والمرسل فعلينا أن
نعظم ما عظم الله ومن تعظيمه معرفته والعمل به والدّعوة إليه .

2- ذكر الله تعالى أنه [حَقِّ] إذاً إما حقًّ وإما ضّلال لايوجد بينهما وسط، ولو زٌخرف وطُبل له وكُثر اتباعه والدّعين إليه،فيجب على كلّ مسلم أن يتمسك بما معه من الحقّ ويعتزّ به ولا يحيد عنه .

3- يقول الله تعالى {بَشِيرًا وَنَذِيرًا } قدم البشارة على النذارة في آيات عديدة ليوجه عباده في دعوتهم
وفي كلّ أحوالهم ،فالمؤمن هيناً ليناً محباً للخير داعياً له مرغباً فيه صبوراً على من يدعوا لا تستفزه
المواقف ولا الكلمات ، على بصيرة في دينه ينوع الطرق في دعوته، ويتحين الفرص المناسبة ، على نور من ربه .

4- على المسلم متى ما بذل الجهد وأحسن القصد أن لا ييأس ،وألا ينشغل عن تزكية نفسه والعمل للأخرته بمن يدعوا ،فالهداية بيد الله تعالى وما عليه إلا البلاغ وإن كان أقرب قريب كما قال تعالى لنبيه ( إن عليك إلا البلاغ )

5- من صحب شيىء وأدامه عُرف به ،فعلينا أن نرقب أنفسنا وأن ننظر في ما نديم صحبته وملازمته، وأولى ذلك كتابه العزيز، ماحظنا منه قراءة وعملا نسأل الله الكريم أن يكون لنا هادياًوشافعاً ومشفعاً.


السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:.

المجموعة الرابعة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} البقرة.

ورد في سبب نزول هذه الآية ،ما ذكره ابن عبّاسٍ،رضي الله عنهما، أن رافع بن حريملة قال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: يا محمّد، إن كنت رسولًا من اللّه كما تقول، فقل للّه فليكلمنا حتّى نسمع كلامه. فأنزل اللّه هذه الآية ،
وقد ذكر المفسرون عدة أقوال في قوله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ....) فمنهم من قال أنهم كفار العرب ومشركوه،ذكره جماعة من المفسّرين ، وأيّدا " ابن كثير" هذا القول مستشهداً له بعدة آيات منها قوله تعالى : {وقال الّذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربّنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوًّا كبيرًا} وآيات أُخر تدل على كفرهم وعتوهم وعنادهم وسؤالهم ما لا حاجة لهم به عناداً وكفرا، وذكر " ابن عطية" أن سبب نفى العلم عنهم لأنهم لا كتاب عندهم ولا اتباع نبوة،ولعلّ الأظهر ما ذكره " ابن كثير" من الكفر والعناد ،وعلى هذا القول يكون الذين من قبلهم هم اليهود والنصارى،
- و قال مجاهد أنهم النٰصارى لورود ذكرهم في الآية ،وهو الذي رجحه "الطبري" وعلق عليه " ابن كثير"وقال فيه نظر ،
وعلى هذا القول يكون الذين من قبلهم هم اليهود ، ذكره " ابن عطية"
- وقال ابن عباس: المراد من كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليهود، لأن رافع بن حريملة قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أسمعنا كلام الله ، والذين من قبلهم هم الأمم السالفة
- وقيل إن المراد {الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } هم جميع ماذكر من اليهود والنّصارى وكفار العرب ومشركوهم،
لأنهم كلهم قالوا هذه المقالة أو نحوها،ويكون الّذين من قبلهم هم قوم نوح وعادٍ وثمود .
وقوله: {تشابهت قلوبهم} أي فيها تشابه في الكفر والعناد، وطلب ما لا يصح، كما قال تعالى: {كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسولٍ إلا قالوا ساحرٌ أو مجنونٌ* أتواصوا به بل هم قومٌ طاغون} فهم والعياذ بالله مع
ماظهر لهم من الدلال والبينات الواضحات على صدق الرّسل وصحة ما جاءوا به إلا أنهم يعاندون وذلك بسبب
الختم الذي على قلوبهم والغشاوة التي على أعينهم فلم يهتدوا ولم يكن عندهم من اليقين ما يردعهم عن غيهم ،
وأما من أيقن وصدق فقد جاءه من الهدى مالا يحتاج معه إلى سؤال زيادة وفي هذا اشادة بهم .

.2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله
}.
اختلف المفسرون في سبب نزول هذه الآية فمنهم من قال :
🔹 أنها نزلت تسلية للرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه الّذين أخرجوا من مكّة وفارقوا مسجدهم ومصلاهم،حيث كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم . يصلّي بمكة إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه. فلمّا قدم المدينة وجه إلى بيت المقدس ستّة عشر شهرًا، أو سبعة عشر شهرًا، ثمّ صرفه اللّه إلى الكعبة بعد، ولهذا يقول تعالى: {وللّه المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه} ذكره ابن كثير .
🔹وقيل أنه يراد بها الإباحة بحيث يصلي المسلمون حيث شاؤوا من مشرق ومغرب ، ذكره ابن عطية ، وابن كثير عن " ابن عباس" و " قتادة" .
🔹 أن فيها اشارة إلى الكعبة بمعنى أنكم قادرون حيث شئتم بالتوجه إلى الكعبة ، ذكره ابن عطية ، وابن كثير عن مجاهد ، والضحاك ، وأخرون
🔹 وقيل أنه لما استحسنت اليهود صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت القدس، وقالوا: ما اهتدى إلا بنا،
فلما حول إلى الكعبة قالت اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم؟ فنزلت وللّه المشرق والمغرب ...) ذكره ابن عطية وابن كثير عن "ابن عباس "
🔹 وقيل نزلت في صلاة النافلة في السفر حيث توجهت بالإنسان دابته، ذكره ابن عطية ، وابن كثير عن "ابن عمر"
🔹 وقيل الآية عامة أينما تولوا في متصرفاتكم ومساعيكم فثمّ وجه اللّه، ذكره ابن عطية عن " النخعي"
🔹وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: نزلت فيمن اجتهد في القبلة فأخطأ، وورد في ذلك حديث رواه عامر بن ربيعة قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة، فتحرى قوم القبلة وأعلموا علامات، فلما أصبحوا رأوا أنهم قد أخطؤوها، فعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فنزلت هذه الآية»،، ذكره ابن عطية ، وابن كثير
🔹 قيل نزلت في النجاشي، وذلك أنه لما مات دعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الصلاة عليه، فقال قوم كيف نصلي على من لم يصلّ إلى القبلة قط؟، فنزلت هذه الآية، أي إن النجاشي كان يقصد وجه الله وإن لم يبلغه التوجه إلى القبلة، ذُكر عن قتادة أيضاً ، ذكره ابن عطية ، وابن كثير .
🔹 وقيل نزلت الآية في الدعاء لما نزلت (ادعوني أستجب لكم ) قال المسلمون: إلى أين ندعو، فنزلت فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه، ذكره ابن عطية عن" ابن جبير" وابن كثير عن مجاهد .
🔹 وقيل إنها نزلت حين صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت ، قاله "المهدوي"
وقال أيضاً ، أنها داخلة في معنى الآية التي قبلها، أي لا يمنعكم تخريب مسجد من أداء العبادات، فإن المسجد اللمخصوص للصلاة إن خرب فثمّ وجه اللّه موجود حيث توليتم،

ب: القراءات في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، ومعنى الآية على كل قراءة.

ورد في الآية قراءات بالرفع والجزم
فالحجة لمن رفع أنه أخبر بذلك وجعل لا نافية بمعنى ليس … والحجة لمن جزم أنه جعله نهيا
القراءة بالرفع
1- بضم التاء واللام ، ( ولاتُسْألُ)
2- بفتح التاء وضم اللام ،( ولا تَسألُ )
، كأنه قيل : ولست تسأل عن أصحاب الجحيم ، كما قال تعالى :( فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ). والوجه الثاني على الحال ، فيكون المعنى وأرسلناك غير سائل عن أصحاب الجحيم

القراءة بالجزم
1- بفتح التاء وجزم اللام منها ( ولا تَسْألْ )
أي بمعنى إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا لتبلغ ما أرسلت به ، لا لتسأل عن أصحاب الجحيم ، فلا تسأل
عن حالهم ،
وتحتمل معنى آخر ولا تَسْألْ عنهم سؤال مكترث بما أصابهم ، أو بما هم عليه من الكفر الذي يوردهم الجحيم ،
وذلك نظير قوله عز وجل (فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ )
والآية الكريمة بقراءتيها تدل دلالة ظاهرة على حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس ودلالتهم
سبيل الصلاح والتقى ، وقد ذكر الله ذلك في كتابه في عدة آيات .

3: بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختام الآية لأولها في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم}.

لما ذكر الله عز وجل سعة ملكه وإحاطة علمه بين سبحانه متسع رحمته وأنه قد وسع على عباده فيما افترض عليهم .

ب: المقصد من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، وبيّن فائدة تكرارها.
مقصد الآية والله أعلم ،
تذكيرهم بما أنعم الله عليهم به من النعم الدّنيوية والدّينية ، حثاً لهم لاتباع الرسول
النبي الأمّيّ الذي يجدون صفته في كتبهم، وفائدة التكرار ، تأكيده لأهميته .

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 11:22 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

السؤال الأول:
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
- وجوب الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها آخر الرسالات وخاتم النبيين وبعث للناس كافة لقوله تعالى "إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً" .
- وجوب التصديق بكل ما ورد في القرآن والسنة لأنه حقيقة لا يجوز الشك في شيئ منها أو التشكيك فيها لأن الله يقول :"إنا أرسلناك بالحق" .
- انتصار هذا الدين وعلوه لأنه من عند الله وهو الحق والله ناصر دينه قال الله تعالى "إنا أرسلناك بالحق"
- على المؤمن إذا قرأ آيات الرحمة أن يستبشر بذلك لقوله تعالى :" بشيرا ونذيرا" .
- كذلك اذا قرأ ايات العذاب ان يتعوذ منها كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم لقوله :" بشيرا ونذيرا" .
- ان مهمة الداعية البلاغ فقط ولا يسأل عن ثمرة الدعوة ولا عن مصير المدعوين قال تعالى :"ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ".

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.
- علاقة الآية بما قبلها .
يرد الله تعالى ادعاءات اليهود والنصارى الباطلة في الآية السابقة من أنه لا يدخل الجنة إلا اليهود والنصارى فبدأت هذه الآية بقوله "بلى".
وهي في اللغة رد بالإيجاب في جواب النفي كما ذكر ذلك بن عطية .
من : تبعيضية
أسلم لغة : استسلم وخضع ودان وأخلص لله كقول زيد بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له المزن تحمل عذباً زلالاً.
والآية تحمل شرطين لقبول العبادة عند الله فالأول الإخلاص لله فلا يبتغي بعمله غير وجه الله والثاني وهو محسن أي متبع للنبي صلى الله عليه وسلم في عمله أي غير مبتدع لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " فمن نقص عنده شرط الإخلاص فعمله باطل ومن نقص عنده شرط الإتباع فهو باطل أيضاً .
- سبب تخصيص الوجه في الآية .
لكونه موضع الحواس ويظهر فيه العز والذل ولكونه أشرف ما يرى من الإنسان ولذلك يقال : وجه الأمر أي أشرفه وأعظمه.
- المراد بالوجه .
قيل : الوجه المعروف من الإنسان
وقيل : المراد به المقصد ذكره ابن عطية .
- قوله تعالى :" فله أجره عند ربه " .
ضمن الله تعالى لهؤلاء المخلصين المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم في نهجه الأجر العظيم وإضافة الأجر إلى الله تعالى تدل على عظم الأجر لأن العظيم لا يعطي إلا عظيماً .
- قوله تعالى :" ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " .
قد يخاف المحتضر على ما يقدم عليه أو يحزن على ما فارقه من الذرية والأهل فطمأنهم الله عز وجل لا يخافون مما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا يحزنون على ما تركوا في الدنيا من أهل وذرية .
2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.
- قال ابن عباس أن المراد بقوله تعالى :" ومن أظلم ممن منع مساجد الله " النصارى الذين كانوا يؤذون من يصلي في بيت المقدس ويطرحون فيه الأقذار .
- الروم الذين أعانوا بختنصر على تخريب بيت المقدس حين قتل بني اسرائيل يحيى ابن زكريا .
وقيل أن المراد هو بختنصر .
وقيل: كفار قريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام .
ورجح ابن عطية : أن الآية تشمل كل من منع من عبادة الله أو ساهم في خراب المساجد إلى يوم القيامة .
ورجح ابن كثير : أنهم كفار قريش لأن الله لما ذم اليهود والنصارى شرع في ذم كفار قريش وهم الذين صدوا النبي صلى الله عليه وسلم عن تبليغ دعوته حتى أخرجوهم من مكة ومنعوه من دخول مكة لأداء العمرة حتى نحر هديه قبل دخولها وقال الله فيهم :" وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه "

ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
قال ابن عباس : لا يقضون منه وطراً ثم يرجعون إلى أهلهم ثم يعودون إليه .
وقال ابن زيد : يثوبون إليه من البلدان كلها ويأتونه.
وقال سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وعطاء الخرساني : مجمعاً . ذكره ابن كثير .
وقيل : من الثواب أي يثابون هناك . ذكره ابن عطية .
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
أي أن كلاً من اليهود والنصارى يتلو في كتابه تصديق من كفر به فاليهود تقرأ في التوراة صدق نبوة عيسى وكتابه الإنجيل وما أخذ الله عليهم من التصديق به وتكفر به عناداً وكذلك النصارى في كتابها الإنجيل صدق رسالة موسى وما جاء به من التوراة وتكفر به .
ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
- المراد بقوله "على العالمين" .
قيل أنهم فضلوا على العالمين وذلك يشمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء وهذا مردود فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر الأنبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم بعدهم وهو أفضل من كل الرسل .
قيل : أن هذا التفضيل تفضيل خاص بما أعطاهم الله من الملك والرسل والكتب على عالم ذلك الزمان ولا يلزم منه تفضيلهم مطلقاً وهو الراجح .
وذلك لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم بنص القرآن لقوله تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس " وقول النبي صلى الله عليه وسلم "أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله "
والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 ذو الحجة 1437هـ/24-09-2016م, 11:33 PM
عابدة المحمدي عابدة المحمدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 483
افتراضي

السؤال الأول:
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
- وجوب الإيمان برسالة النبي صلى الله عليه وسلم لأنها آخر الرسالات وخاتم النبيين وبعث للناس كافة لقوله تعالى "إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً" .
- وجوب التصديق بكل ما ورد في القرآن والسنة لأنه حقيقة لا يجوز الشك في شيئ منها أو التشكيك فيها لأن الله يقول :"إنا أرسلناك بالحق" .
- انتصار هذا الدين وعلوه لأنه من عند الله وهو الحق والله ناصر دينه قال الله تعالى "إنا أرسلناك بالحق"
- على المؤمن إذا قرأ آيات الرحمة أن يستبشر بذلك لقوله تعالى :" بشيرا ونذيرا" .
- كذلك اذا قرأ ايات العذاب ان يتعوذ منها كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم لقوله :" بشيرا ونذيرا" .
- ان مهمة الداعية البلاغ فقط ولا يسأل عن ثمرة الدعوة ولا عن مصير المدعوين قال تعالى :"ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ".

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.
- علاقة الآية بما قبلها .
يرد الله تعالى ادعاءات اليهود والنصارى الباطلة في الآية السابقة من أنه لا يدخل الجنة إلا اليهود والنصارى فبدأت هذه الآية بقوله "بلى".
وهي في اللغة رد بالإيجاب في جواب النفي كما ذكر ذلك بن عطية .
من : تبعيضية
أسلم لغة : استسلم وخضع ودان وأخلص لله كقول زيد بن نفيل :
وأسلمت وجهي لمن أسلمت
له المزن تحمل عذباً زلالاً.
والآية تحمل شرطين لقبول العبادة عند الله فالأول الإخلاص لله فلا يبتغي بعمله غير وجه الله والثاني وهو محسن أي متبع للنبي صلى الله عليه وسلم في عمله أي غير مبتدع لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " فمن نقص عنده شرط الإخلاص فعمله باطل ومن نقص عنده شرط الإتباع فهو باطل أيضاً .
- سبب تخصيص الوجه في الآية .
لكونه موضع الحواس ويظهر فيه العز والذل ولكونه أشرف ما يرى من الإنسان ولذلك يقال : وجه الأمر أي أشرفه وأعظمه.
- المراد بالوجه .
قيل : الوجه المعروف من الإنسان
وقيل : المراد به المقصد ذكره ابن عطية .
- قوله تعالى :" فله أجره عند ربه " .
ضمن الله تعالى لهؤلاء المخلصين المتبعين للنبي صلى الله عليه وسلم في نهجه الأجر العظيم وإضافة الأجر إلى الله تعالى تدل على عظم الأجر لأن العظيم لا يعطي إلا عظيماً .
- قوله تعالى :" ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " .
قد يخاف المحتضر على ما يقدم عليه أو يحزن على ما فارقه من الذرية والأهل فطمأنهم الله عز وجل لا يخافون مما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا يحزنون على ما تركوا في الدنيا من أهل وذرية .
2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.
- قال ابن عباس أن المراد بقوله تعالى :" ومن أظلم ممن منع مساجد الله " النصارى الذين كانوا يؤذون من يصلي في بيت المقدس ويطرحون فيه الأقذار .
- الروم الذين أعانوا بختنصر على تخريب بيت المقدس حين قتل بني اسرائيل يحيى ابن زكريا .
وقيل أن المراد هو بختنصر .
وقيل: كفار قريش حين صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد الحرام .
ورجح ابن عطية : أن الآية تشمل كل من منع من عبادة الله أو ساهم في خراب المساجد إلى يوم القيامة .
ورجح ابن كثير : أنهم كفار قريش لأن الله لما ذم اليهود والنصارى شرع في ذم كفار قريش وهم الذين صدوا النبي صلى الله عليه وسلم عن تبليغ دعوته حتى أخرجوهم من مكة ومنعوه من دخول مكة لأداء العمرة حتى نحر هديه قبل دخولها وقال الله فيهم :" وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه "

ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
قال ابن عباس : لا يقضون منه وطراً ثم يرجعون إلى أهلهم ثم يعودون إليه .
وقال ابن زيد : يثوبون إليه من البلدان كلها ويأتونه.
وقال سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وعطاء الخرساني : مجمعاً . ذكره ابن كثير .
وقيل : من الثواب أي يثابون هناك . ذكره ابن عطية .
3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
أي أن كلاً من اليهود والنصارى يتلو في كتابه تصديق من كفر به فاليهود تقرأ في التوراة صدق نبوة عيسى وكتابه الإنجيل وما أخذ الله عليهم من التصديق به وتكفر به عناداً وكذلك النصارى في كتابها الإنجيل صدق رسالة موسى وما جاء به من التوراة وتكفر به .
ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
- المراد بقوله "على العالمين" .
قيل أنهم فضلوا على العالمين وذلك يشمل من قبلهم ومن بعدهم من الأنبياء وهذا مردود فإبراهيم الخليل قبلهم وهو أفضل من سائر الأنبياء ومحمد صلى الله عليه وسلم بعدهم وهو أفضل من كل الرسل .
قيل : أن هذا التفضيل تفضيل خاص بما أعطاهم الله من الملك والرسل والكتب على عالم ذلك الزمان ولا يلزم منه تفضيلهم مطلقاً وهو الراجح .
وذلك لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم بنص القرآن لقوله تعالى :" كنتم خير أمة أخرجت للناس " وقول النبي صلى الله عليه وسلم "أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله "
والحمد لله رب العالمين .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 02:26 AM
شيماء طه شيماء طه غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 318
افتراضي

س—استخرج خمس فوائد سلوكية من قوله تعالى "ان أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم
1 على الداعية استخدام اسلوب البشارة لأنه من أهم خواص الأنبياء.
2 الانذار من الاساليب المتبعة في الدعوة فعلى الداعية التنويع بين الأساليب فالله تعالى أرسل نبيه شاهدا ومبشرا ونذيرا.
3 الداعية مأمور بالبلاغ ليس السؤال عما يصير اليه مآلهم.
4 على الداعية التنويع بين أساليبه في التبليغ فقد يكون ذلك سبب في قبوله.
5 الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في خلقه وهديه.

المجموعة الثالثة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)} البقرة.
معنى الآية لن ترضى اليهود حتى تتبع ملتهم ولن ترضى النصارى حتى تتبع ملتهم فجمعهما ايجازا.
والملة الطريقة
وروي في سبب نزول الآية أن اليهود والنصارى طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدنة ووعدوه أن يتبعوه بعد مدة خداعا منهم فأعلمه الله تعال آن الهدنة لا تنفع عندهم وأطلعه على سر خداعهم.
وقوله "قل أن هدى الله هو الهدى
.هدى الله الصراط الذي دعا وهدى اليه هو طريق ا الحق
أي ما أنت عليه يا محم\ من هدى الله الذي يضعه
في قلب من يشاء هو الهدى الحقيقي لا ما يدعيه هؤلاء
ثم قال تعالى لنبيه ولئن اتبعت أهواءهم هذا شرط خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم وأمته معه داخلة فيه
ولما كانت الأهواء مختلفة جمعت .
والولي الذي يتولى الاصلاح والنصرى والمعونة
2: حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.
روي عن ابن عباس روايات كثيرة فعن قتادة عن ابن عباس قال قال ابتلاه الله بالمناسك.
وروي عن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال ابتلاه الله بالطهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد في الرأس قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس .
وفي الجسد تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الأبط وغسل أثر الغائط والبول بالماء
وروي عنه أنه قال أيضا في هذه الآية عشر ست في الانسان وأربع في المشاعر فأما التي في الانسان فنتف الأبط وحلق العانةوالختان وتقليم الأظافر وقص الشارب والسواك وغسل يوم الجمعة.
والأربع التي في المشاعر الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار والافاضة.
وعن عكرمة عن ابن عباس قال
ما ابتلي بهذا الدين أحد فقام به كلّه إلّا إبراهيم، قال اللّه تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهنّ} قلت له: وما الكلمات التي ابتلى اللّه إبراهيم بهنّ فأتمهنّ؟ قال: الإسلام ثلاثون سهمًا، منها عشر آياتٍ في براءةٍ: {التّائبون العابدون الحامدون إلى آخر الآية وعشر آياتٍ في أوّل سورة {قد أفلح المؤمنون} و {سأل سائلٌ بعذابٍ واقعٍ} وعشر آياتٍ في الأحزاب: {إنّ المسلمين والمسلمات ] إلى آخر الآية، فأتمهنّ كلّهنّ، فكتبت له براءةٌ. قال اللّه: {وإبراهيم الّذي وفّى}[النّجم.
وقيل الكلمات هي فراق قومه في الله حين أمر بمفارقتهم ومحاجاته نمروذ في الله وصبره على قذفه في النار ليحرقوه , والهجرة بعد ذلك نمن وطنه
وما أمر به من الضيافة والصبر عليها بنفسه وماله وما ابتلي به في ذبح ابنه حين أمر بذبحه.
فلما مضى على ذلك من الله وأخلصه لله قال له أسلم قال أسلمت لرب العالمين."
وعن الحسن ابتلاه الله بالكوكب فرضي عنه وابتلاه الله بالقمر فرضي عنه وابتلاه الله بالشمس فرضي عنه وابتلاه بالهجرة فرضي عنه وابتلاه بالختان فرضي عنه وابتلاه بابنه فرضي عنه
ب: معنى الظلم في قوله تعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}.
قال خصيف عن مجاهد أنه سيكون في ذريتك ظالمون
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد "لاينال عهدي الظالمين." لا يكون لي أمام ظالم يقتدى به.
وفي رواية لا يكون أماما ظالم يقتدى به
وقال سفيان عن مجاهد في الآية لا يكون أمام ظالم يقتدى به
وقال سعيد بن جبير المراد به المشركون لا يكون أمام ظالم
وعن ابن عباس لا ينال عهدي الظالمين يخبره تعالى أنه سيكون في ذريته ظالم لا ينال عهده ولا ينبغي له أن يوليه شيئا من أمره وان كان من ذرية خليله.
وقال العوفي عن ابن عباس لا عهد لظالم عليك في ظلمه أن تطيعه فيه
وعن قتادة قال لا ينال عهد الله في الآخرة الظالمين.. أما في الدنيا فقد ناله الظالم فأمن به وعاش وأكل.

وعن الضحاك لا ينال طاعتي عدو لي يعصيني ولا أنحلها الا وليا لي يطيعني
وعن علي بن ابي طالب عن ابلنبي صلى الله عليه وسلم لا ينال عهدي الظالمين لا طاعة الا في المعروف.


3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بمقام إبراهيم، والحكمة من اتّخاذه مصلّى.
قال ابن عباس وقتادة وغيرهم أنه الحجر الذي ارتفع عليه ابراهيم حين ضعف عن رفع الحجارة التي كان اسماعيل يناوله اياها في بناء البيت.
وقال الربيع بن ~أنس هو حجر ناولته اياه امرأته فاغتسل عليه وهو راكب .
وقال فريق من العلماء المقام المسجد الحرام.
وقال عطاء بن أبي رباح المقام عرفة ومزدلفة والجمار.
وقال ابن عباس مقامه مواقف الحج كلها.
وقال مجاهد مقامه الحرم كله.
ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون}.
قيل في معناها انما يريد فيحدث.
وقال بعض أهل اللغة يقول له وان لم يكن حاضرا كن لأن ما هو معلوم عنده بمنزلة الحاضر.
وقيل أنما يقول من أجل ارادته اياه كن أي أي احدث فيحدث.
وقيل يجوز أن تكون لأشيائ معلومة احدث فيها أشياء نحو قوله "فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين.".

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 03:09 AM
تماضر تماضر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 521
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.

1-أن الواجب على المسلم الدعوة إلى الله بالحق منوعًا في الأساليب بين الترغيب والترهيب.
2-أنه يجب علينا الدعوة إلى الله دون هداية الناس وهذا من رحمة الله بنييه محمد ﷺ إذ لم يلزمه بهداية الناس وإنما أمره بدعوتهم فقط وجعل الهداية بيده.
3-أن قوله (بالحق) دليلا على صدق نبوته ﷺ وإرساله لقومه وذلك لأن الله تعالى لم يخلق عباده هملا ، كما أنه من تأمل سيرة النبي ﷺ علم صدق نبوته لما فيها من تواضعه وصدقه ومحبة الناس له وخضوعه لله ، وكذلك من تأمل فيما جاء به من القرآن والشريعة والآيات العظيمة التي تدل على صدق نبوته ﷺ.
4-أن النبي ﷺ أرسل بالبشارة لمن آمن به وصدقه بالجنة والنعيم المقيم ، وبالنذارة لمن كفر به واستهزأ بشرعه بالنار والعذاب العظيم.

السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)} البقرة.

1-قيل : المراد بالذين آتيناهم الكتاب أي من أسلم من أمة محمد ﷺ والكتاب هنا القرآن ، كما قال قتادة وذكره ابن عطية وابن كثير .
2-وقيل : المراد من آمن بالنبي محمد ﷺ من أهل الكتاب من بني إسرائيل والكتاب هو التوراة ، ذكره الزجاج ونقله ابن عطية عن ابن زيد. وهو قول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، واختاره ابن جريرٍ ، وذكره ابن كثير.

وفي هذا دليل: على أن من أنكر نبوة محمد ﷺ جاحد لما يعلم حقيقته؛ لأنهم من علماء اليهود، وكذلك من آمن من علماء النصارى ممن تلا كتبهم.
3-وقال قوم: هذا مخصوص في الأربعين الذين وردوا مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه في السفينة، فأثنى الله عليهم. ذكره ابن عطية.
4-ويحتمل أن يراد ب الّذين العموم في مؤمني بني إسرائيل والمؤمنين من العرب، ويكون الكتاب اسم الجنس، ذكره ابن عطية.

ومعنى آتيناهم : أعطيناهم
ومعنى يتلونه:
1-قيل يتبعونه حق اتباعه بامتثال الأمر والنهي . ذكره ابن عطية وابن كثير ورواه عن أبي العالية: قال ابن مسعودٍ: والذي نفسي بيده، إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله.
وقال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية، قال: يحلّون حلاله ويحرّمون حرامه، ولا يحرّفونه عن مواضعه.
وقال الحسن البصريّ: يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، يكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: فيما رواه عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {يتلونه حقّ تلاوته} قال: يتّبعونه حقّ اتّباعه، ثمّ قرأ: {والقمر إذا تلاها} [الشّمس: 2]، يقول: اتّبعها.
ورواه عن جماعة.

2-وقيل يتلونه يقرؤونه حق قراءته، وهذا أيضا يتضمن الاتباع والامتثال. ذكره ابن عطية.
3-وقال ابن أبي حاتمٍ: فيما رواه عن عمر بن الخطّاب {يتلونه حقّ تلاوته} قال: إذا مرّ بذكر الجنّة سأل اللّه الجنّة، وإذا مرّ بذكر النّار تعوّذ باللّه من النّار.
قال: وقد روي هذا المعنى عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان إذا مرّ بآية رحمةٍ سأل، وإذا مرّ بآية عذابٍ تعوّذ. ذكره ابن كثير.

-عود الضمير في به في قوله (أولئك يؤمنون به):
1-قيل أنه عائد على الكتاب. ذكره ابن عطية. وابن كثير.
وقال ابن كثير: كما قال الله تعالى : {قل يا أهل الكتاب لستم على شيءٍ حتّى تقيموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربّكم} [المائدة: 68]، أي: إذا أقمتموها حقّ الإقامة، وآمنتم بها حقّ الإيمان، وصدّقتم ما فيها من الأخبار بمبعث محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ونعته وصفته والأمر باتّباعه ونصره ومؤازرته، قادكم ذلك إلى الحقّ واتّباع الخير في الدّنيا والآخرة، كما قال تعالى: {الّذين يتّبعون الرّسول النّبيّ الأمّيّ الّذي يجدونه مكتوبًا عندهم في التّوراة والإنجيل} الآية [الأعراف: 157]
2-وقيل عائد على محمد ﷺ ، لأن متبعي
التوراة يجدون ذكره فيها فيؤمنون به. ذكره ابن عطية.
3-وقال القاضي أبو محمد رحمه الله: ويحتمل عندي أن يعود الضمير على الهدى الذي تقدم، وذلك أنه ذكر كفار اليهود والنصارى في أول الآية وحذر رسوله من اتباع أهوائهم، وأعلمه بأن هدى اللّه هو الهدى الذي أعطاه وبعثه به، ثم ذكر له أن المؤمنين التالين لكتاب الله هم المؤمنون بذاك الهدى المقتدون بأنواره. ذكرع ابن عطية.
-والضمير في يكفر به يحتمل من العود ما ذكر في الأول، ذكره ابن عطية عن القاضي أبو محمد.

والمراد بالخسران : نقصان الحظ. ذكره ابن عطية.


2: حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
طهرا بيتي: أي التطهير من عبادة الأوثان والشرك ، . ذكره الزجاج ورواه ابن عطية عن مجاهد ، وابن كثير عن ابن عباس ، وزاد في روايته عن مجاهد وسعيد بن جبير : من الأوثان والرّفث وقول الزّور والرّجس.
وقيل التطهير من الدم والفرث ، ذكره ابن عطية وضعفه القاضي أبو محمد .


ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
اختلف في معنى القنوت :
فقيل: الصلاة ، رواه ابن ابي حاتم عن ابن عباس وذكره ابن كثير.
وقيل: الإقرار بالعبودية لله ، رواه ابن كثير عن عكرمة وأبو مالك.
وقيل : الإخلاص ، رواه ابن كثير عن سعيد بن جبير.
وقيل : أي القيام لله تعالى يوم القيامة ، ذكره الربيع عن أنس ، وقال السدي المعنى انهم مطيعين يوم القيامة ، كما ذكره ابن كثير.
وقيل : كما روي عن مجاهدٍ: {كلٌّ له قانتون} قال: مطيعون، كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان.
وقيل: عن مجاهدٍ: {كلٌّ له قانتون} مطيعون، يقول: طاعة الكافر في سجود ظلّه وهو كارهٌ.
-وهو اختيار ابن جريرٍ كما ذكره ابن كثير وقال: -يجمع الأقوال كلّها، وهو أنّ القنوت: هو الطّاعة والاستكانة إلى اللّه، وذلك شرعيٌّ وقدري، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15].
والمعنى: أن المخلوقات في السماوات والأرض كلها تقنت لله أي تخضع وتطيع، والكفار والجمادات قنوتهم هو في ظهور أثر الصنعة عليهم وفيهم، كما ذكره الزجاج وابن عطية كذلك.


3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
1-قيل فيه إعلام وإخبار بعز الإسلام والمسلمين حتى أن الكفار لن يستطيعوا دخول مساجد المسلمين إلا وهم خائفين لا مخالفين ، خائفين من القتل أو العقاب .
2-وقيل أن هذا خبر معناه الطلب وهو منع الكفار من دخول مساجد المؤمنينإلا لأجل الجزية والهدنة.
3-وقيل أن المعنى أن الحق والواجب هو دخول الكفار على هذا الوجه وهو الخوف والارتعاد خشية من بطش المؤمنين فضلا عن ان يستولوا عليها ويمنعوا المسلمين منها !
ماكان الحق إلا ذلك لولا ظلم الكفار وغيرهم.


ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.
هم أهل الكتاب وضم معهم النصارى لأن كل فريق منهم يدعي أنه لن يدخل الجنة سواه ، لذلك أجملهم الله بالذكر وقال ( وقالوا لن يدخل ...) كما أخبر اللّه عنهم في سورة المائدة أنّهم قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} [المائدة: 18]
ودل تفريق نوعيهم على تفرق قوليهم ، فهم يختلفون في إثبات نبوة موسى وعيسى عليهما السلاام .
وأكذبهم الله بقوله (تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ).

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 05:19 AM
هبة الديب هبة الديب غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,274
افتراضي


السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.

1-
{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بالحق} ما أكّد الله تعالى جلّ شأنه على أمر إلا لأهميته وعظيم مكانته ، فما أجلّ وأعظم من النبي صلى الله عليه وسلم ورسالته ،وزاد هذا التعظيم تشريفا بإضافته للرب العظيم ، فما هي إلا لبيان مكانة هذا النبي صلى الله عليه وسلم من ربه ،فمن تعظيم الله وأمره تعظيم نبيه صلى الله عليه وسلم واتباع شرعه وهديه ، فلا تسعى أيها العبد بالتفريق بين كتاب الله وسنته فما هما إلا من مشكاة واحدة .
2- { بَشِيرًا وَنَذِيرًا } البشارة والنذارة غاية إرسال الرسل ، فمن اقتفى أثر الأنبياء في الدعوة إلى الله ؛يتقلب بين الأمرين فيبشر الصابرين على أمر الله بعظيم جزاء الله على عباده، وينذر المتخلفين المنقادين لشهواتهم بالرجوع لطريق الحق فأمامهم أمر عظيم .
3-{ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ } أيّها الداعي إلى الله ، من عظيم رحمته تعالى لا يطالبك بنتائج دعوتك فأمر الهداية بيده يقلب القلوب بين إصبعيه ، فقد قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم :{فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسابُ}،فلا يصدنّك تخلف البعض عن دعوتك عن السير قدما .
4-{ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ } ، ما وصف الصاحب بهذا اللفظ إلا لملازمته لأمر ما ، وأولئك لمّا آثروا الشهوات أصبحت لازمة لهم ،فطبعت على قلوبهم ،فلم يرجى لهم رجوعا عن الكفر ، وهذا باب مهم نفتحه لمحاسبة أنفسنا وتطهيرها وفق أمر الله وأمر نبيه ، فما وراء هذه الدنيا إلا ما هو أعظم ،نسأل الله السلامة .


المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)} البقرة.
يقول الله تعالى:( الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ ) اختلف أهل العلم في المراد بالذين أوتوا الكتاب على ثلاثة أقوال:
1- من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ،- أصحابه - ومنهم من خصّهم بجعفر بن أبي طالب والأربعين ممن وردوا معه على السفينة في هجرة الحبشة،والكتاب هنا القرآن.
2- وقيل من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى وكتابهم التوراة والإنجيل .
3-وهناك من رأى أنّ الآية عامة للمؤمنين من العرب وبني إسرائيل ، والكتاب هنا اسم جنس.
ومعنى :(آَتَيْنَاهُمُ) أي أعطاهم الله تعالى (الكتاب) الذي هو القرآن أو التوراة على اختلاف أقوالهم، ثمّ بيّن الله تعالى حال هؤلاء المؤمنين مع هذا الكتاب بوصفين:
1- قال تعالى :(يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ )؛ والتلاوة تأتي بمعنيين:
أ- من القراءة ،فهم يقرؤون الكتاب حق قراءته كما نزل، ولا يتأولونه على غير معناه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه،وإذا مروا بآية فيها جنة سألوا الله إيّاها وإذا مروا بآية فيها عذاب تعوذوا الله منها، فعن عمر بن الخطّاب {يتلونه حقّ تلاوته} قال: إذا مرّ بذكر الجنّة سأل اللّه الجنّة، وإذا مرّ بذكر النّار تعوّذ باللّه من النّار.
ب- ومن الاتباع ، فهؤلاء يمتثلون أوامره ويجتنبون نواهيه ، وقال الحسن البصري:يعملون بمحكمه، ويؤمنون بمتشابهه، يكلون ما أشكل عليهم إلى عالمه.
.والمعنى الأول يدخل ضمن المعنى الثاني.
أمّا الوصف الثاني فهو :
2- قوله تعالى: ( أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ) ، اختلف في مرجع الضمير في (به) لثلاثة أقوال:
فمنهم من قال أنه يرجع للكتاب / ومنهم من رأى أنه يرجع للنبي صلى الله عليه وسلم كون الذين يؤمنون بالتوراة ويتبعونها يجدون ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عندهم،قال تعالى : {قل يا أهل الكتاب لستم على شيءٍ حتّى تقيموا التّوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربّكم}،
أما القاضي أبو محمد رحمه الله تعالى ؛ فقد رأى مرجع الضمير للهدى فيما سبق من قوله تعالى :" قل إنّ هدى الله هو الهدى "،فالمؤمنون التالون لكتاب الله هم المؤمنون بذاك الهدى المقتدون بأنواره،
ثمّ توعّد الله تعالى : ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ) ويعود الضمير في به على ما ذكرنا فيما سبق (فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) بالخسران يوم القيامة باستحقاقه النار كما قال تعالى في سورة هود: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده}.
وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والّذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة: يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي، إلّا دخل النّار".


2: حرّر القول في كل من:

أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
حاصل القول في متعلق التطهير ؛هو تأسيسه على التقوى ( لا إله إلا الله) وتطهيره من الشرك كتعليق الأوثان وعبادتها وقول الزور والرفث والرجس، وهو حاصل قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعطاء وقتادة ، وذكره ابن كثير وبن عطية والزجاج.

ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
قال تعالى:{وقالوا اتّخذ اللّه ولدا سبحانه بل له ما في السّماوات والأرض كلّ له قانتون}
يرجع القول للنصارى ومشركي العرب واليهود؛ لأن النصارى قالت: المسيح ابن اللّه، ومشركو العرب قالوا: الملائكة بنات اللّه، واليهود قالت عزير ابن الله .
فردّ الله تعالى عليهم بأنه منزّه ومقدّس عما لا يليق به ،وأنّ كل ما في السماوات والأرض له قانتون .
والقنوت في اللغة :الطاعة والقيام.
وتنوعت الأقوال فيما يدخل جميعه في المعنى العام للقنوت:
1- قيل :مصلين،قاله ابن عباس وذكره أبي حاتمٍ
2- وقيل: كل مقرّون له بالعبوديّة،قاله عكرمة وأبو مالكٍ.
3-وقيل: الإخلاص، قاله سعيد بن جبير.
4- وقيل:كلٌّ له قائمٌ يوم القيامة، قاله الرّبيع بن أنسٍ.
5- وقيل: وكل له مطيعون سواء يوم القيامة كما قال السدّي ،أو دخوله تحت قدر الله في خلقه ، أو سجود ظلّ الكافر رغما عنه نكما قال مجاهد.
واستدل عليه من خلال قوله تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} .
وجميع الأقوال متوافقة ومجتمعة تحت الطاعة والعبودية .
ملحوظة:
الحديث المروي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في بيان المراد بالقنوت في القرآن وهو : "كلّ حرفٍ من القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطّاعة".
وسند هذا الحديث كالتالي :
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا يونس بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث: أنّ درّاجًا أبا السّمح حدّثه، عن أبي الهيثم،.....ز
وكذا رواه الإمام أحمد، عن حسن بن موسى، عن ابن لهيعة، عن درّاج بإسناده، مثله.
وحكم هذا الإسناد ضعيفٌ لا يعتمد عليه.
ورفع هذا الحديث منكرٌ، وقد يكون من كلام الصحابي أو غيره.
فمعنى الآية :أن المخلوقات بما فيهم الكفار والجمادات جميعها تقنت لله أي تخضع وتطيع.

3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
يقول تعالى :" وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أولئِكَ مَا كانَ لَهُمْ أَن يَدخُلوها إلّا خَائِفين..."
يتبينمعنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}؛ بحسب المراد ب من منع مساجد الله أن يُذكر فيها اسمه ، وأيّ المساجد هي المقصودة في الخطاب .
اختلف المفسرون في المراد من الّذين منعوا مساجد اللّه وسعوا في خرابها على ثلاثة أقوال:
القول الأول :هم النصارى ، والمسجد بيت المقدس. قاله ابن عباس ومجاهد وذكره ابن كثير .
وعليه فإنّ معنى الآية : فليس في الأرض نصرانيّ يدخل بيت المقدس إلّا خائفًا.
وقال السّدّيّ: فليس في الأرض روميٌّ يدخله اليوم إلّا وهو خائفٌ أن يضرب عنقه، أو قد أخيف بأداء الجزية فهو يؤديها.
وقال قتادة: لا يدخلون المساجد إلّا مسارقةً.
القول الثاني : هؤلاء المشركون الّذين حالوا بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يوم الحديبية.
وعليه يكون المعنى على قولين:
1- أنها خبر بمعنى الطلب، أي لا تمكّنوهم إذا قدرتم عليهم من دخول مكة إلا تحت الهدنة والجزية.
ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح مكة : "ألّا لا يحجّن بعد العام مشركٌ، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ومن كان له أجلٌ فأجله إلى مدّته".
فكان تصديقا وعملً بقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا}.
2- وقيل كان حقا وواجبا أن يكون حالهم حال دخولهم مساجد اللّه خائفين متهيّبين ومرتعدين من المؤمنين أن يبطشوا بهم، وهذه بشارة من الله للمسلمين.

ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.
القائل هنا هو كل من الفريقين : اليهود والنصارى، والدليل على ذلك :
1 - فرّق نوعيهم بـــ (أو) مع اشتراكهما في مقصد واحد:
*فكان تفرقهم على قولهم من يدخل الجنة :
- فقول اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان يهوديا.
- وقول النصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا.
*وأما اشتراكهما: لأن الفريقين يقرآن التوراة، ويختلفان في تثبيت رسالة موسى وعيسى، وعليه فهما اشتركا في نفي دخول الجنة عن المستثنى منه المحذوف.
2- لأن القول مفهوم للمخاطبين بأن كل من الفريقين معادي لغيره .
3- لأن معنى {من} معنى جماعة، فحمل الخبر على المعنى،أي والمعنى: إلا الذين كانوا هودا، وكانوا نصارى.
وقد بيّن ابن عطيّة رحمه الله تعالى أن هذه الآية تمثل الإيجاز واللف أو ما يُعرف باللف والنشر ، وهو إحدى المحسنات البديعية المستخدمة في البيان بحيث أن اللف معناه الإجمال ويتضح ذلك من قول الله تعالى :"وقالوا " فأجمل قوليهما .
وأما النشر فالمراد به التفصيل ويظهر من خلال بيان الله تعالى :"إلا من كان هودا أو نصارى".

والله تعالى أعلم


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 05:55 AM
نُوفْ نُوفْ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 643
افتراضي

  • السؤال الأول: (عامّ لجميعالطلاب).
    استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًاوَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.



    - من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن أرسل رسوله ليبلغهم بما ينفعهم ويحذرهم عن ما يضرهم ومما ،ينفعهم تذكيرهم ما أعده الله لأهل الجنة المطيعين المخبتين لله فلما يتذكر الإنسان ويبشره الرسول بنعيمهم يدفعه ذلك للزيادة في العمل الصالح رجاء أن ينال منه ما قد بشره الرسول به في كتابه .

    - الرسول صلى الله عليه وسلم من حرصه على أمته سماه الله "بشيرا" على وزن فعيلا وهي من الأوزان التي تأتي للمبالغة في الشيء قول الله "بشيرا "على حرص الرسول على أمته فيدفع المؤمن أن يعمل حتى يلقى الرسول صلى الله عليه وسلم .
    - من لطف الله بعباده أن بين لهم كل ما يكون به سعادة الدارين الدنيا والآخرة وفي المقابل كل ما فيه شقاء وتعاسة العبد وهذا المعنى يتضح دلالته في الإتيان بقوله "بشيرا ""نذيرا " فجاءت على صيغة النكرة والمفرد في صيغة النكرة يعمَ فلم يبين بشيرا لماذا؟ ولا نذيرا لماذا ؟ لتشمل البشارة لكل شيء والنذارة من كل شيء.
    - من يعمل السيئات فهو بلا شك رضي لنفسه بالدون والاحتقار في الدنيا والآخرة فلا يزال يرى أثر معصيته على نفسه ودابته وفي أهله وفي كل من حوله فلا يزال ذليلا متواضعا وهذا من شؤم المعصية نجد الآيات دلت على ذل صاحب المعصية حتى أنه نهي عن السؤال عنه تحقيرا لشأنه فقال " ولا تسأل عن أصحاب الجحيم "نعوذ بالله من هذا المآل .
    - من تتبع دلالات الكلمات القرآنية علم بأنه وحي لا ينطق عن الهوى فسعى وخشي على نفسه من هذا المآل وأن يكون ملازما للنار نسأل الله أن يجيرنا منها دلت كلمة أصحاب على ملازمة الصاحب للصاحب في قولة "أصحاب الجحيم ".

    المجموعةالثانية:
    1: فسّرقولالله تعالى:
    {بَلَى مَنْ أَسْلَمَوَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌعَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)}البقرة.
    الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات يرد على قول اليهود لأنهم نفوا دخول الجنة لأي أحد وحصروا دخولها على اليهود والنصارى فيرد على نفيهم بقولة "بلى " وفي هذا رد بالإيجاب في جواب النفي
    والمعنى : أي سيدخل الجنة من "أسلم وجهه لله وهو محسن " ،
    وقولة : أسلم أي: أخلص واستسلم وخضع لأمر الله وقولة "وجهه لله "فيه تخصيص للوجه في الاستسلام والخضوع وذلك لأن الوجه هو مكان التعظيم وهو أشرف مكان في الإنسان وفيه تظهر العزة وقيل :معنى الوجه هنا "المقصد "
    وقيل يقصد به "الدين "
    ويحتمل الثلاث أقوال الوجه حقيقة والمقصد والدين والله أعلم
    قولة :لله " فيه تخصيص الإخلاص والاستسلام لله وحده دون غيره .
    وقولة :"وهو محسن ": أي : متبع فيه لسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فإحسان العمل وصوابه باتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم
    وفي الآية شروط قبول العمل الصالح في قولة : "أسلم وجهه لله وهو محسن " 1- اخلاص العمل والقصد لله وحده دون غيره ،2- أن يكون متبعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
    وعلى هذا فإن عمل الرهبان من اليهود والنصارى وإن كان خالصا لله فإنهم لا يتبعون فيه الرسول صلى الله عليه وسلم فعملهم غير مقبول وأيضا من كان عمله موافقا لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يكن خالصا لله فكان مقصده الرياء أو حب المدح أو خوفا مثل المنافقين حتى يأمنوا على أنفسهم من القتل فهذا عمله غير صحيح ومردود
    قولة تعالى "فله " بين الله سبحانه وتعالى جزاء من اتبع شروط قبول العمل الصالح فأسلم وأحسن عمله لله فله الأجر من عند الله وقوله :"عند ربه " هنا خصص اسم الجلالة الرب في هذا الموضع دلاله على أن الرب هو المدبر والمالك لجميع الأمور ومنها رزقه ومكافئة العمل على عمله الصالح .
    وبشرهم الله سبحانه وتعالى بعدها بأنه لا خوف عليهم مما هم مقبلين عليه ولا حزن يصيبهم بما يتركونه خلفهم ،
    وقال سعيد ابن جبير بتفسير الآية : لا خوف عليهم " يعني في الآخرة ،ولا هم يحزنون " أي :ولاهم يحزنون للموت .
    وهاء الضمير في قولة "له أجره عند ربه ولا خوف عليه " كلها عائدة على "من " في قولة "من لأسلم "




    2: حرّرالقولفي كلمن:
    أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فيخرابها}.

    على ثلاثة أقوال :
    القول الأول : منهم من قال بأنها خاصة في بختنصر وأصحابة الذي سعوا في خراب بيت المقدس بالأذى وإلقاء الجيف فيها ليمنعوا المصلين من الصلاة فيها وقد كان نصارى الروم يعينون بختنصر في هذا الأمر لأن بني إسرائيل قتلوا يحي بن زكريا عليه السلام قول السدي وقتادة وابن عباس ذكره ابن كثير واختار هذا القول ابن جرير بدلالة أن قريش لم تسعى في خراب البيت أما الروم فقد سعوا في ذلك

القول الثاني : بأنها نزلت في مشركي مكة حينما حالوا بين الرسول وأصحابه من الدخول إلى بيت الله الحرام وهم محرمين ملبيين وهو قول ابن عباس في الرواية الأخر ذكره ابن كثير واختاره على الأول لأن المشركين منعوا المسلمين من عمارة البيت فمنع عمارة البيت بالذكر والصلاة والحج والعمرة هو أعظم الخراب وكذلك لسبب آخر أن ابن عباس ذكر أن النصارى وإن منعت اليهود الصلاة في البيت فكان دينهم أقرب إلى دين الله ولم يكن ذكر اليهود عند الله مقبولا إضافة أن اليهود ملعونين على لسان داوود وعيسى ابن مريم .رجحه ابن كثير

القول الثالث : بأنها نزلت على العموم فهي عامة في كل من سعى في خراب المساجد من الكفار وهذا قول بعض أهل اللغة ذكره الزجاج .

على قولين رجح ابن كثير القول الثاني المشركون
ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناسوأمنا}.
قيل فيها ثلاث معاني :
الأول : من الثواب ، أي يثابون هناك .
والثاني : من ثاب إذا رجع ، أي يأتون من جميع البلدان ويرجعون إليه والهاء قيل بأنها وضعت لكثرة من يرجع إليها وهي عائدة : الهاء عائدة على الكعبة
الثالث :قيل بمعنى مجمعا برواية عكرمة وقتادة وعطاء .
وكل هذه المعاني تحتملها الآية والله أعلم

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلونالكتاب}.
اختلف العلماء في المراد بالكتاب بهذه الآية قولين :
تبعا لنوع الألف واللام في "الكتاب "
الأول :فمن قال :بأن الألف واللام للعهد قال بأن :الكتاب يقصد به التوراة اختاره الزجاج
الثاني :ومنهم من قال بأن الألف واللام للجنس قال بأن الكتاب يقصد به التوراة والإنجيل
ورجح ابن كثير القول الثاني وفسره: بأن كلا من اليهود والنصارى يتلو كتابه فاليهود تتلو التوراة ومع ذلك يكفرون بما جاء فيها من التصديق بعيسى عليه السلام ويتلو النصارى الإنجيل ويكفرون بما جاء فيها من التصديق بموسى عليه السلام .
والقول الثاني هو الراجح لدلالة سبب نزول الآية والله أعلم .

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل علىالعالمين
إن كان يقصد بالتفضيل بشكل مخصوص على بني إسرائيل :
فهم فضلوا بكثرة الأنبياء وكثرة الملوك وما أعطاهم الله من علم التوراة و ما لديهم من علم بعيسى عليه السلام ومحمد من دون آية يحتاجون معها للتصديق.
وإن قصد بالتفضيل على الإطلاق :فإنه يقصد بالعالمين في الآية عالموا زمانهم لأنها دلت الأدلة على أن أمة محمد هي أفضل الأمم "كنتم خير أمة أخرجت للناس "
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 23 ذو الحجة 1437هـ/25-09-2016م, 10:28 PM
نبيلة الصفدي نبيلة الصفدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 508
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
ماجاء به النبي هو الحق ، وفيه الهدى وفيه صلاح البشر لأنه وحي من الله ، فطريق نبينا هو الطريق الواجب اتباعه لنصل به إلى الهدى والصلاح
رسالة النبي صلى الله عليه وسلم جامعة بين البشرى وبين الإنذار ، فالرسول مبشر للمتقين الذين يعملون الصالحات بأن لهم جنات عدن خالدين فيها ، ومنذر الكافرين بأن لهم نار جهنم خالدين فيها،
وهذه رسالة كل داع إلى الله أن تكون رسالته تشمل ترغيبا وترهيبا ، بشارة وإنذارا
ماعلى النبي إلا البلاغ فهو غير مكلف بأعمال الناس ، وكذلك كل داع إلى الله ماعليه سوى البلاغ .

المجموعة الثانية:
1: فسّر قول الله تعالى:
{بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.
بلى" هي رد بالإيجاب في جواب النفي في قول من زعم من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان من ملتهم " لن تدخل الجنة ..." فهو إبطال للنفي أي سيدخل الجنة من ليس هودا أو نصارى وقيل: هي «بل» زيدت عليها الياء لتزيلها على حد النسق الذي في «بل»،
وقد آيد الله هذا القول بإظهار البراهين بأنبائهم ما لا يعلم إلا من كتاب, أو وحي، وبما قيل لهم في تمني الموت، وما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات الدالة على تثبيت الرسالة،
معنى " أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ " استسلم وخضع ودان وأخلص دينه للّه وحده لا شريك له ،
وخص الوجه بالذكر لكونه أشرف ما يرى من الإنسان وموضع الحواس وفيه يظهر العز والذل، ويصح أن يكون الوجه في هذه الآية المقصد والنية،
{وهو محسنٌ} أي: متّبعٌ فيه الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم.
شروط العمل المتقبّل :
- أن يكون خالصًا للّه وحده
- أن يكون صوابًا موافقًا للشّريعة
ضمن الله تعالى لمن عمل لله مخلصاً له متبعا نبيه تحصيل الأجور، وآمنهم ممّا يخافونه في المستقبل وفي الآخرة ،ولا هم يحزنون على ما مضى ممّا يتركونه وعند الموت

2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.
- فيها عدة أقوال :
- القول الأول : نزلت في الروم، لأنهم كانوا دخلوا بيت المقدس وخربوه. قاله ابن عباس وغيره – بهذا المعنى جعل الخراب الحقيقي الموجود-
- المراد الروم الذين أعانوا بختنصر على تخريب بيت المقدس حين قتلت بنو إسرائيل يحيى بن زكرياء عليه السلام ،قاله قتادة والسدي – وبهذا المعنى روى أنه مر زمان بعد ذلك لا يدخل نصراني بيت المقدس إلا أوجع ضربا،
- القول الثاني : يعني به مشركو مكة؛ لأنهم سعوا في منع المسلمين من ذكر اللّه في المسجد الحرام يوم الحديبية. وبهذا المعنى جعل منع عمارته خرابا، إذ هو داع إليه، و كذلك نودي بأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يحج مشرك،
- وقال بعض أهل اللغة :تتناول كل من منع من مسجد إلى يوم القيامة أو خرب مدينة إسلام، لأنها مساجد، وإن لم تكن موقوفة، إذ الأرض كلها مسجد لهذه الأمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم, قال: ((جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا))، فالمعنى على هذا المذهب: ومن أظلم ممن خالف ملة الإسلام..
-
- اختار ابن جريرٍ القول الأوّل، واحتجّ بأنّ قريشًا لم تسع في خراب الكعبة. وأمّا الرّوم فسعوا في تخريب بيت المقدس.

- واختار ابن كثير القول الثّاني، ورد على من قال أنّ قريشًا لم تسع في خراب الكعبة، بأن أيّ خرابٍ أعظم ممّا فعلوا؟ أخرجوا عنها رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه، واستحوذوا عليها بأصنامهم وأندادهم وشركهم

ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.

-- مثابةً يحتمل أن تكون من ثاب إذا رجع لأن الناس يثوبون إليها أي ينصرفون، دخلت الهاء فيها للمبالغة لكثرة من يثوب أي يرجع، قاله الأخفش
-يحتمل أن تكون من الثواب أي يثابون هناك،
- مثابةً للنّاس: أي: مجمعًا. قاله سعيد بن جبيرٍ -في الرّواية الأخرى -وعكرمة، وقتادة، وعطاءٌ الخراسانيّ

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.
الكتاب الذي يتلونه
- قيل: التوراة والإنجيل، فالألف واللام للجنس،
- وقيل: التوراة لأن النصارى تمتثلها، فالألف واللام للعهد.


ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
- فضيلة بني إسرائيل مخصوصة ما أوتوا من الملك , وأن فيهم أنبياء , وأنهم أعطوا علم التوراة، وأن أمر عيسى ومحمد -صلى الله عليهما وسلم- لم يكونوا يحتاجون فيه إلى آية غير ما سبق عندهم من العلم به، فالعالمون عموم مطلق
والدليل من القرآن على أنهم فضلوا قول موسى صلى الله عليه وسلم كما قال الله عزّ وجلّ: {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة اللّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين}
- أما تفضيلهم على الإطلاق فالعالمون عالمو زمانهم، لأن أمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل منهم بالنص،

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 24 ذو الحجة 1437هـ/26-09-2016م, 10:32 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 - 126)


أحسنتم بارك الله فيكم وزادكم علما وفهما.
نعتب على بعض طلابنا الأفاضل نسخ الإجابات حرفيا، خاصّة في التفسير، فنعتذر منكم إن طالبنا أحدا بإعادة التطبيق بعد التنبيه حرصا على تمام الإفادة، سدّدكم الله.

المجموعة الأولى:

ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
للقنوت في اللغة معنيان، فالأول بمعنى الطاعة، والثاني بمعنى القيام.
والأقوال المأثورة عن السلف في معنى القنوت في الآية تدور على قولين:
- الأول: القنوت الشرعي، وهو طاعة الله والقيام بأمره طواعية.
فقد فسّره ابن عباس بأنه الصلاة، وعن سعيد بن جبير أنه الإخلاص.
وعلى هذا القول تكون {كل} من العام الذي يراد به الخصوص، أي أهل الطاعة والإيمان.
[هذا القنوت يكون في الدنيا لأنها دار الابتلاء والعمل.]
- الثاني: القنوت القدري، وهو الخضوع والاستسلام لأمر الله.

عن مجاهد: {كلٌّ له قانتون} قال: مطيعون، كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان.
[أي أن كل إنسان تجري عليه أحكام الله وأقداره لا يستطيع ردّها بل هو خاضع لها مستسلم]

وعنه أيضا: {كلٌّ له قانتون} مطيعون، يقول: طاعة الكافر في سجود ظلّه وهو كارهٌ.

[والمفهوم أن طاعة المؤمن تكون طواعية]
وفي هذا القول تكون {كل} ظاهرة في العموم [أي لجميع المخلوقات]، وهو الراجح.
وهذا القول عن مجاهد رجّحه ابن جرير كما ذكر ابن كثير، وهو يجمع كل الأقوال،
وهو أن يكون القنوت معناه الطاعة والاستكانة إلى اللّه وهو شرعي وقدري، كما في في معنى السجود والإسلام في قوله تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال}، وقوله: {أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}.
[وهذا القنوت من الخلائق كما يكون في الدنيا يكون في الآخرة.]
وقال ابن عطية والزجّاج إن قنوت الكفار والجمادات يكون في ظهور أثر الصنعة عليهم وما يدلّ على أنهم مخلوقون.
- وهناك قول ثالث وهو أن قنوت المخلوقات يكون يوم القيامة.
عن الربيع بن أنس:
كلٌّ له قائمٌ يوم القيامة، وعن السّدّيّ: له مطيعون يوم القيامة.
وهو أيضا داخل في معنى القنوت القدري، ومعنى {كل} فيه ظاهر في العموم.
والقول الثاني أشمل هذه الأقوال.

3: أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
- من جعل الآية في النصارى روى أنه مرّ زمان لا يدخل نصراني بيت المقدس إلا أوجع ضربا وأهين وأذلّ.
- ومن جعلها في كفار مكة فمعناها على ثلاثة أقوال:
الأول: أنها متضمّنة البشارة بظهور المسلمين عليهم ومنعهم من دخول المساجد، وفيها وعيد للمشركين.
الثاني: أنه خبر ومعناه الطلب منهم أن يمنعوهم من دخولها إذا قدروا عليها، وهذا القول يحمل في ضمنه القول الأول.

الثالث: أن المعنى أنه ما كان ينبغي لهؤلاء أن يدخلوا المساجد إلا خائفين على حال التّهيّب والخوف من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلا أن يستولوا عليها ويمنعوا المؤمنين منها.



1: فاطمة الزه
راء أحمد ب
- أحسنتِ استخلاص المسائل، لكنك لم تستدلّي عليها.
- الأقوال في إعراب {يتلونه} وليس المراد به.
- اجتهدي في تلخيص التفسير بأسلوبك، وانقلي من عبارات المفسّرين ما تستدعيه الحاجة.
- القاضي أبو محمد هو نفسه ابن عطية رحمه الله

2: تماضر ب+
- أوجزتِ في استدلال الفوائد، وفي الاستدلال.

- اجتهدي في تلخيص التفسير بأسلوبك، ولخصي أقوال المفسّرين بعبارات جامعة.

3: هبة الديب أ
- أحسنتِ التفسير بارك الله فيك، مع التنبيه أن كلام ابن عطية رحمه الله في مرجع الهاء في قوله تعالى: {أولئك يؤمنون به} هو كقول ثالث في مرجع الضمير، وليس الوحيد.
- افصلي الأقوال أولا في متعلّق التطهير، ثم اجمعي بينها إن أمكن أو رجّحي.


المجموعة الثانية:

أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.
قد درسنا سابقا أن الكلام على أسباب النزول غير الكلام على التفسير، فسبب النزول حادثة وقعت قبيل نزول الآية ونزلت الآية لأجلها وبسببها.
أما الحادثة التي وقعت قبل نزول الآية بزمن بعيد أو وقعت بعد نزولها، فتحمل على التفسير وليس سبب النزول.
وأقوال المفسّرين في المراد بمن منعوا مساجد الله أن يذكر فيها اسمه تدور على قولين:
الأول: أنهم كفار قريش حين منعوا النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة في البيت الحرام عام الحديبية، وعليها يحمل سبب النزول، وهو ظاهر في الأحاديث التي أوردها ابن كثير.
الثاني: أنها في النصارى حين آذوا اليهود ومنعوهم من الصلاة في بيت المقدس، أو أعانوا بختنصّر المجوسي على هدمه وتخريبه، فهذه القصّة تحمل على التفسير، وهذا أيضا ظاهر في كلام المفسّرين، لم يقصدوا أنها سببا للنزول.
أما ما ذكره ابن عطية رحمه الله أن الآية عامّة في كل من حارب المسلمين ومنعهم من إقامة شعائرهم، فهذا من حمل اللفظ على عمومه، ولا يتعارض مع كون هناك سبب لنزول الآية.
وقد أحسنت الأخت كوثر التايه في جواب هذا السؤال، وفقها الله.

ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.

في معناه قولان:
- إما أن يكون تفضيل بني إسرائيل تفضيلا مطلقا، فحينئذ يراد بالعالمين عالمي زمانهم، لأن الأمة المحمدية خير الأمم مطلقا كما ورد بذلك القرآن.
- وإما أن يكون تفضيلا مخصوصا لكثرة أنبيائهم، فحينئذ يحمل "العالمين" على العموم.



4: كوثر التايه ب+
- قسّمي الآية وفسّري كل لفظ أو جملة قصيرة على حدة، ولا تفسّريها جملة واحدة.
- يراجع السؤال الأخير.

5: ريم الحمدان د
- أحسنت استخراج الفوائد بارك الله فيك، لكنك لم تستدلّي عليها من الآية.
- في سؤال التفسير لخّصي أقوال السلف ولا تنسخيها، ويمكنك الاستعانة ببعض عباراتهم، وأوصيك بالاستفادة من تفسير الأخت مضاوي فقد أجادت، بارك الله فيها وفيك.
- اختصرتِ الكلام في سؤال تحرير أسباب النزول.
- راجعي جواب الأخت كوثر على الفقرة "أ" من السؤال الأخير.
- فاتتك الفقرة "ب" من السؤال الأخير.

6: مضاوي الهطلاني أ
- الأقوال في معنى "المثابة" ثلاثة: مرجعا، مكانا يثابون فيه فيهي من الثواب، مجمعا.

7: هناء هلال أ
- النصارى هم الروم.
- يراجع التعليق على السؤال الأخير.

8: عابدة المحمدي ب+
- في سؤال الفوائد السلوكية: ليس في الآية ما يدلّ على أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبيين.
في قوله تعالى: {بلى من أسلم}: "مَن" شرطية.
- في الفقرة "أ" من السؤال الثالث: مطلوب بيان الكتاب المذكور وليس معنى الآية.

9: نوف أ
- أحسنت جدا في إجاباتك بارك الله فيك، ويراجع التعليق على تحرير القول في سبب النزول.

10: نبيلة الصفدي ب
- أحسنت جدا في إجاباتك بارك الله فيك، لكنك اختصرتِ في سؤال الفوائد ولم تستدلّي لها.
- يراجع التعليق على تحرير القول سبب النزول.
- خصمت نصف درجة بسبب التأخير.



المجموعة الثالثة:

11: مها شتا أ+
- ناسب الصلاة عند مقام إبراهيم بعد الفراغ من الطواف حيث انتهى بناء الكعبة.

12: شيماء طه د+
- لم تستدلّي على فوائدك.
- لخصي الأقوال في المراد بالكلمات، ولا تنسخيها من التفسير فقط.
- المطلوب معنى الظلم وليس معنى الآية، ويستفاد من إجابة الأخت مها.
- التزمي نفسير ابن كثير في آيات الصفات، وكما قال في تفسير قوله تعالى: {كن فيكون}: (
يبيّن بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه، وأنّه إذا قدّر أمرًا وأراد كونه، فإنّما يقول له: كن. أي: مرّةً واحدةً، فيكون، أي: فيوجد على وفق ما أراد) ا. ه


المجموعة الرابعة:
13: منيرة محمد أ+
- أثني على استخلاصك للفوائد السلوكية، بارك الله فيك.
- في معنى قوله تعالى: {ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} على قراءة الجزم وفتح التاء -إضافة إلى ما ذكرتيه من الأقوال- أن يكون اللفظ نهيا وغرضه التفخيم لما أعدّ لهم من العذاب
، كقولنا: فلان لا تسل عنه، يراد به تفخيم أمره سواء كان خيرا أو شرا.



وفقكم الله لما يحبه ويرضاه.


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12 محرم 1438هـ/13-10-2016م, 08:06 PM
ميسر ياسين محمد محمود ميسر ياسين محمد محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 716
افتراضي

Sent*


السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.

1-إرسال الله الرسل هو تشريف لهم*{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ } حيث أضاف *الله تعالى الرسالة الى نفسه تشريفاً للنبي صلى الله عليه وسلم فعلى كل داعية أن يعمل ما بوسعه وقدرته لنيل شرف الدعوة

* 2- أن الله أرسل الرسل بالحق فلماذا التعنت والمكابرة: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ}*

3-أن الرسل مبشرين ومنذرين فعلى الداعية أن يسلك هذا المنهج في دعوته{*بَشِيرًا وَنَذِيرًا}

4- أن مهمة الداعية التبليغ ولا يحاسب عن من أعرض {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}

5- رفض الهدى يقود الى الجحيم أعاذنا الله منها *فعلى الانسان أن يدعو ربه دائماً بالثبات {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}



المجموعة الثالثة:*
1: فسّر*قول الله تعالى:*
{وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)} البقرة.

- سبب نزول الآية

وروي أن سبب هذه الآية أن اليهود والنصارى طلبوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدنة، ووعدوه أن يتبعوه بعد مدة خداعا منهم، فأعلمه الله تعالى أن إعطاء الهدنة لا ينفع عندهم، وأطلعه على سر خداعهم.

*- المعنى الاجمالي للآية :نهى *الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم مهادنة الكفار بناءً على طلبهم ليسلموا خداعاً منهم وأعلمه أنهم لن يرضوا عنه حتى يتبع ملتهم،وأن يدع**طلب ما يرضيهم ويوافقهم، ويقبل *على طلب رضا اللّه في دعائهم إلى ما بعثه اللّه به من الحقّ.وأخبره أن من آمن بالتوراة كما أنزلت وبما فيها من نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقد آمن به

*- المراد بقوله عزّ وجلّ:*{إنّ هدى اللّه هو الهدى}*أي:أن الصراط الذي دعا اليه هو طريق الحق*

*والمقصود بملتهم ملة كل من اليهود وملة النصارى والملة الطريقةوطريق ممل أي قد أثر فيه المشي *والمراد بهافي الآية الشرائع والدين*

*وقال الله تعالى*أهواءهم ولم يقل هواهم؛ لأنه يعود على جميع الفرق الضالة كل له هواه ومخالفته للنبي صلى الله عليه وسلم*ولو حمل على إفراد الملة لقيل هواهم

وقوله تعالى {ولئن اتّبعت أهواءهم بعد الّذي جاءك من العلم ما لك من اللّه من وليٍّ ولا نصيرٍ}*فيه تهديدٌ ووعيدٌ شديدٌ للأمّة عن اتّباع طرائق اليهود والنّصارى،*بعد الذي جاءهم من**القرآن والسّنّة.

واستخرج الفقهاء حكم من هذه الآية وهو عدم توارث**المسلمون والكفّار، *

حاصل ماقاله الزجاج وابن عطية وابن كثير*


2:*حرّر القول*في كل من:
أ: المراد بالكلمات التي ابتلى الله بها إبرهيم.

*وقد اختلفوا في الكلمات:
1- أنها خمس**خلال في الرأس، وخمس خلال في البدن،فأمّا اللاتي في الرأس:*فالفرق, وقص الشارب , والسواك، والمضمضة، والاستنشاق،وأمّا التي في البدن :*فالختان , وحلق العانة , والاستنجاء , وتقليم الأظافر , ونتف الإبط, وهو القول الراجح للإجماع

.قال عبد الرّزّاق ، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ:*{وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ}*قال: ابتلاه اللّه بالطّهارة: خمسٌ في الرّأس، وخمسٌ في الجسد؛ في الرّأس: قص الشّارب، والمضمضة، والاستنشاق، والسّواك، وفرق الرّأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار، وحلق العانة، والختان، ونتف الإبط، وغسل أثر الغائط والبول بالماء.

- ما يؤيد هذا القول:

*حديث الصّحيح، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال:*
«الفطرة خمسٌ: الختان، والاستحداد، وقصّ الشّارب، وتقليم الأظفار، ونتف الإبط». ولفظه لمسلمٍ.

2-*ما أمره به من ذبح ولده, وما كان من طرحه في النار، وأمر النجوم التي جرى ذكرها في القرآن في قوله عزّ وجلّ:*{فلمّا جنّ عليه اللّيل رأى كوكباً}, وما جرى بعد الكواكب من ذكر القمر والشمس.

*3- هي ثلاثون سهما، هي الإسلام كله*-بشرائعه وأوامره *ونواهٍيه،*لم يتمه أحد كاملا إلا إبراهيم صلوات الله عليه، عشرة منها في براءة التّائبون العابدون [التوبة: 112]، وعشرة في الأحزاب إنّ المسلمين والمسلمات [الأحزاب: 35]، وعشرة في سأل سائلٌ [المعارج: 1]، *فإنّ الكلمات تطلق، ويراد بها الكلمات القدريّة، كقوله تعالى عن مريم، عليها السّلام،:*{وصدّقت بكلمات ربّها وكتبه وكانت من القانتين}[التّحريم: 12]. وتطلق ويراد بها الشّرعيّة، كقوله تعالى:*{وتمّت كلمة ربّك صدقًا وعدلا لا مبدّل لكلماته}*[الأنعام: 115]*أي: كلماته الشّرعيّة. وهي إمّا خبر صدقٍ، وإمّا طلب عدلٍ إن كان أمرًا أو نهيًا،

قاله ابن عباس والحسن**وعكرمة*

4- هي مناسك الحج خاصة،قاله عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، عن ابن عبّاسٍ و أبو إسحاق السّبيعي، عن التّميميّ، عن ابن عبّاسٍ.و

5-*ق*{وإذ ابتلى إبراهيم ربّه بكلماتٍ فأتمّهنّ}*فمنهنّ:*{إنّي جاعلك للنّاس إمامًا}*ومنهنّ:*{وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}*ومنهنّ: الآيات في شأن المنسك والمقام الذي جعل لإبراهيم، والرّزق الذي رزق ساكنو البيت، ومحمّدٌ بعث في دينهما .قاله العوفيّ في تفسيره، عن ابن عبّاسٍ.

6-ابتلي بالآيات التي بعدها:*{إنّي جاعلك للنّاس إمامًا قال ومن ذرّيّتي قال لا ينال عهدي الظّالمين}

قاله *أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍوقاله ابن أبي حاتمٍ عن مجاهدٍ*و سفيان الثّوريّ، عن مجاهدٍ

رجح ابن جريرٍ أنّه يجوز أن يكون المراد بالكلمات جميع ما ذكر، وجائزٌ أن يكون بعض ذلك، ولا يجوز الجزم بشيءٍ منها أنّه المراد على التّعيين إلّا بحديثٍ أو إجماعٍ. حيث لم يصحّ في ذلك خبرٌ بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة الذي يجب التّسليم له.

حاصل ماقاله الزجاج وابن عطية وابن كثير*



*المقصود بالعهد فيه أقوال وهي:

1- أنه الإمامةوأمر الله*

قال ابن جريج، عن عطاءٍ، قال:*{إنّي جاعلك للنّاس إمامًا قال ومن ذرّيّتي}*فأبى أن يجعل من ذرّيّته إمامًا ظالمًا. قلت لعطاءٍ: ما عهده؟ قال: أمره.

قاله ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ،*{قال لا ينال عهدي الظّالمين}*قال: لا يكون لي إمامٌ ظالمٌ يقتدى به. .*

2- أنه الطاعة والعهد

قال العوفيّ، عن ابن عبّاسٍ:*{لا ينال عهدي الظّالمين}*قال: يعني لا عهد لظالمٍ عليك في ظلمه، أن تطيعه فيه.

وقال ابن جريرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال:*{لا ينال عهدي الظّالمين}*قال: ليس للظّالمين عهدٌ، وإن عاهدته فانتقضه.

وقال الحافظ أبو بكر بن مردويه: ، عن عليّ بن أبي طالبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال:*{لا ينال عهدي الظّالمين}قال:*«لا طاعة إلّا في المعروف».

وقال الثّوريّ، عن هارون بن عنترة، عن أبيه، قال: ليس لظالم عهدٌ.

وروي *عن مجاهدٍ، وعطاءٍ، ومقاتل بن حيّان، نحو ذلك.

3-أنه عهد الله في الآخرة

قال عبد الرّزّاق: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله:*{لا ينال عهدي الظّالمين}*قال: لا ينال عهد اللّه في الآخرة الظّالمين، فأمّا في الدّنيا فقد ناله الظّالم فأمن به، وأكل وعاش.

4- أنه دين الله*

قال الرّبيع بن أنسٍ: عهد اللّه الذي عهد إلى عباده: دينه، يقول: لا ينال دينه الظّالمين، ألا ترى أنّه قال:{وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ وظالمٌ لنفسه مبينٌ}*وكذا قال إبراهيم النّخعيّ، وعطاءٌ، والحسن، وعكرمة.

5-أنه النبوة

*قال السّدّيّ:*{لا ينال عهدي الظّالمين}*يقول: عهدي نبوّتي.

*ثانياً:لمقصود بالظالمين فيه أقوال:

1-: المعنى الحقيقي للظلم إنّه سيكون في ذرّية ابراهيم عليه السلام ظالمون.فليس كلهم على حق، قاله ابن عباس وابن أبي حاتمو*أبي العالية، وعطاءٍ، ومقاتل بن حيّان.

2- *الشرك ،قال سعيد بن جبيرٍ:*{لا ينال عهدي الظّالمين}*المراد به المشرك، لا يكون إمامٌ ظالمٌ. يقول: لا يكون إمامٌ مشركٌ.

3-العاصي ،قال جويبرٌ، عن الضّحّاك: لا ينال طاعتي عدوٌّ لي يعصيني، ولا أنحلها إلّا وليًّا لي يطيعني.
الترجيح:*

رجح ابن جرير**أنّه لا ينال عهد اللّه بالإمامة ظالمًا. وأنه سيكون في أمة ابراهيم ظالمون*

حاصل ماقاله الزجاج وابن عطية وابن كثير*


3:*بيّن ما يلي:
أ: المراد بمقام إبراهيم، والحكمة من اتّخاذه مصلّى.

المراد باتخاذه مصلى فيه أقوال تبعاً للقراءات*

1-القراءة: *{واتخَذوا}*بالفتح*؛ لأن الناس اتخذوه فقال:*{وإذ جعلنا البيت مثابة}, (واتخَذوا), فعطف بجملة على جملة.

2- القراءة:*{واتخِذوا}*بالكسر*قرأبها *ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي *على جهة الأمر،ودليله ما*روى عن عمر بن الخطاب أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم, وقد وقفا على مقام إبراهيم:*"أليس هذا مقام خليل ربنا؟"*وقال بعضهم:*"مقام أبينا, أفلا نتخذه مصلى؟"؛ فأنزل الله عزّ وجلّ:*{واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلّى}, فكان الأمر.*واختلف في المأمور فقيل هومحمد صلى الله عليه وسلم ،قاله القاضي .وقال المهدوي أنهم* بني إسرائيل،وأن ذلك عطف على الأمر الذي يتضمنه قوله: جعلنا البيت مثابةً*،وقال الربيع بن أنس أنه إبراهيم ومتبعيه، فهي من الكلمات، فهي عطف على إنّي جاعلك للنّاس إماماً وقرأ نافع وابن عامر «واتخذوا» بفتح الخاء على جهة الخبر عمن اتخذه من متبعي إبراهيم، وذلك معطوف على قوله وإذ جعلنا، كأنه قال: وإذ اتخذوا، وقيل هو معطوف على جعلنا دون تقدير إذ، فهي جملة واحدة، وعلى تقدير إذ فهي جملتان.*


- المراد بمقام ابراهيم :

*1- إنه الحجر الذي ارتفع عليه إبراهيم ليرفع *الحجارة التي كان إسماعيل يناوله إياها في بناء البيت وغرقت قدماه فيه.*وكانت آثار قدميه ظاهرةٌ فيه، ولم يزل هذا معروفًا تعرفه العرب في جاهليّتها؛ ولهذا قال أبو طالبٍ في قصيدته المعروفة اللّاميّة:

وموطئ إبراهيم في الصّخر رطبةٌ.......على قدميه حافيًا غير ناعل

*قاله ابن عباس وقتادة وسفيان الثوري وسعيد بن جبير وغيرهما

2- *هو حجر ناولته إياه امرأته فاغتسل عليه وهو راكب، جاءته به من شق ثم من شق فغرقت رجلاه فيه حين اعتمد عليه،قاله**السّدّيّ و القرطبيّ، وضعّفه ورجّحه غيره، وحكاه الرّازيّ في تفسيره عن الحسن البصريّ وقتادة والرّبيع بن أنسٍ.

*3- *المقام المسجد الحرام،قاله فريق من العلماء

*4- *المقام عرفة والمزدلفة والجمار،قاله عطاء بن أبي رباح

5- *مقامه مواقف الحج كلها، قاله ابن عباس وفسّره *عطاءٌ فقال: التّعريف، وصلاتان بعرفة، والمشعر، ومنًى، ورمي الجمار، والطّواف بين الصّفا والمروة

6- مقامه الحرم كله.روي عن مجاهدٍ وعطاءٍ*

*- معنى مصلى

1- أي*موضع صلاة، هذا على قول من قال: المقام الحجر،*

وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن ابن جريج، عن جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه، سمع جابرًا يحدّث عن حجّة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: لمّا طاف النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال له عمر: هذا مقام أبينا إبراهيم؟ قال: نعم، قال: أفلا نتّخذه مصلًّى؟ فأنزل اللّه، عزّ وجلّ:*{واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى}.
وقال ابن جريجٍ أخبرني جعفر بن محمّدٍ، عن أبيه عن جابرٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم رمل ثلاثة أشواطٍ، ومشى أربعًا، حتّى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم فصلّى خلفه ركعتين، ثمّ قرأ:*{واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى}
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا بشر بن معاذٍ، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة:*{واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى}*إنّما أمروا أن يصلّوا عنده ولم يؤمروا بمسحه. ولقد تكلّفت هذه الأمّة شيئًا ما تكلّفته الأمم قبلها، ولقد ذكر لنا من رأى أثر عقبه وأصابعه فيه فما زالت هذه الأمّة يمسحونه حتّى اخلولق وانمحى.
2- أي بمعنى*مثابة يثوبون يرجعون.*مصلًّى مدعى، على أصل الصلاة.قاله البخاري

-الحكمة من اتخاذه مصلى
قلت: وقد كان المقام ملصقًا بجدار الكعبة قديمًا، وكان الخليل، عليه السّلام لمّا فرغ من بناء البيت وضعه إلى جدار الكعبة أو أنّه انتهى عنده البناء فتركه هناكد وهناك قول آخر**عن عائشة رضي اللّه عنها: أنّ المقام كان في زمان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وزمان أبي بكرٍ ملتصقًا بالبيت، ثمّ أخّره عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه ،ولهذا أمر بالصّلاة هناك عند فراغ الطّواف، وناسب أن يكون عند مقام إبراهيم حيث انتهى بناء الكعبة فيه،

ماخص ما قاله الزجاج وابن عطية وابن كثير*


ب: معنى قوله تعالى: {إذا قضى أمرا فإنما يقول له فكن فيكون}.

يبيّن الله تعالى بهذه الآية *كمال قدرته وعظيم سلطانه.
معنى الآية فيه أقوال:

&فعلى مذهب أهل السنة*

-قدر في الأزل*وأمضى فيه*

*أن الله عز وجل لم يزل آمراً للمعدومات بشرط وجودها،وانما يعلم بها قبل وجودها *قادراً مع*

تأخر المقدورات، عالماً مع تأخر وقوع المعلومات، فكل ما في الآية مما يقتضي الاستقبال، فهو بحسب*
المأمورات، إذ المحدثات تجيء بعد أن لم تكن، وكل ما يستند إلى اللهتعالى من قدرة وعلم وأمر فهو*

قديم لم يزل،**الوجود لا يتعلق بقوله كن وانما يتعلق بخلقه وايجاده أي يريد فيحدث وكل ما يستند الى الله *وأنّه إذا قدّر أمرًا وأراد كونه، فإنّما يقول له: كن. أي: مرّةً واحدةً، فيكون، أي: فيوجد على وفق ما أراد*فهو سبحانه*إنما يريد: فيحدث, كما قال الشاعر:

امتلأ الحوض وقال قطني= مهلا رويدا قد ملأت بطني

والحوض لم يقل

*وهذا يتناسب مع قول أهل اللغة أن**{إنّما يقول له كن فيكون}*يقول له, وإن لم يكن حاضرا: كن؛ لأن ما هو معلوم عنده بمنزلة الحاضر.

، كما قال تعالى: {إنّما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون} [يس: 82] وقال تعالى: {إنّما قولنا لشيءٍ إذا أردناه أن نقول له كن فيكون?


*& على مذهب المعتزلة

*-أمضى عند الخلق والإيجاد.لأنه يقتضي أن القول مع التكوين والوجود

-وقال قائل:*{إنّما يقول له كن فيكون}*له معنى من أجلها؛ فكأنه إنما يقول من أجل إرادته إياه*{كن}أي: أحدث, فيحدث،*والأمر واحد الأمور،*

الاعتزال لا من جهة العربية.
وقرأ ابن عامر "فيكونَ" بالنصب، وضعفه أبو علي، ووجهه مع ضعفه على أن يشفع له شبه اللفظ،*
وقال أحمد بن موسى في قراءة ابن عامر: "هذا لحن".
- رد قول المعتزلة
1- قال القاضي أبو محمد عبد الحق رضي الله عنه: لأن الفاء لا تعمل في جواب الأمر إلا إذا كانا فعلين*
يطرد فيهما معنى الشرط، تقول أكرم زيداً فيكرمك، والمعنى إن تكرم زيداً يكرمك، وفي هذه الآية لا يتجه*
هذا، لأنه يجيء تقديره: إن تكن يكن، ولا معنى لهذا، والذي يطرد فيه معنى الشرط هو أن يختلف*
الفاعلان أو الفعلان فالأول أكرم زيداً فيكرمك والثاني أكرم زيداً فتسود.

وليس هنا بمصدر أمر يأمر، ويكون رفع على الاستئناف، قال سيبويه: "معناه*

فهو يكون"، قال غيره: "يكون" عطف على "يقول"، واختاره الطبري وقرره، وهو خطأ من جهة المعنى،*
، وتكلم أبو علي الفارسي في هذه المسألة بما هو فاسد من جملة*
*2-ومن جعل من المفسرين {قضى} بمعنى أمضى عند الخلق والإيجاد، فكأن إظهار*
المخترعات في أوقاتها المؤجلة قول لها {كن}، إذ التأمل يقتضي ذلك، على نحو قول الشاعر [أبو النجم*
العجلي]: [الرجز]
شعر :*
وقالتِ الأقرابُ للبطن الحق
حاصل ماقاله الزجاج وابن عطية وابن كثير*

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 14 محرم 1438هـ/15-10-2016م, 07:09 AM
هلال الجعدار هلال الجعدار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: مصر
المشاركات: 608
افتراضي مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة الآيات (111 – 126)

مجلس مذاكرة القسم التاسع من تفسير سورة البقرة
الآيات (111 – 126)

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).


استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى:{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)}البقرة.
إجابة السؤال الأول: الفوائد السلوكية:-
1- الإيمان بالله والعمل بطاعته ، والبعد عن معاصيه . قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} أي بشيرا للمؤمنين ونذيراً للكافرين.
2- الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ، وثبوت رسالته. قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ}.
3- عدم الدعاء للكافرين ، ومجانبتهم وأفعالهم التي بسببها أُعد لهم عذاب الجحيم. ودليله قوله تعالى: {وَلَا تَسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}بفتح التاء
4- معرفة أصل الدعوة إلى الله وهما : البشارة بالجنة ( الترغيب) ، والنذارة من النار ( الترهيب) . قال تعالى{إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}.
5- الاهتمام بما يُقوّم النفس ويُعبْدها لله لأن كل إنسان مسؤول عن عمله محاسب عن نفسه . قال تعالى: {وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ}بضم التاء، أي: لا نسألك عن كفر من كفر بك


المجموعة الأولى:





1:فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)}البقرة.
1: التفسير:
الَّذِينَ : ورد فيها معنيان: - الأول: أن المراد بهم من أسلم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، والكتاب على هذا التأويل القرآن.
- الثاني: أن المراد من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم من بني إسرائيل، والكتاب على هذا التأويل التوراة.
آَتَيْنَاهُمُ: أي اعطيناهم.
الْكِتَابَ
: قيل المراد به القرآن ، وقيل المراد به التوراة.
يَتْلُونَهُ:
أي يقرؤونه ويتبعونه.
حَقَّ تِلَاوَتِهِ:
أي قرأته كما أنزله الله سبحانه مع العمل بما فيه ورد المشكل إلى عالمه. قال ابن مسعودٍ: والذي نفسي بيده، إنّ حقّ تلاوته أن يحلّ حلاله ويحرّم حرامه ويقرأه كما أنزله اللّه، ولا يحرّف الكلم عن مواضعه، ولا يتأوّل منه شيئًا على غير تأويله.
أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ:
خبر عن قوله:{الّذين آتيناهم الكتاب يتلونه حقّ تلاوته} أي: من أقام كتابه من أهل الكتب المنزّلة على الأنبياء المتقدّمين حقّ إقامته، آمن بما أرسلتك به يا محمّد، فيكون جزاء من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم أن يُهدى إلى الخير والحق.
وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ
: الخسران هو نقصان الحظ ، وهذا جزاء من كفر بالنبي والكتاب ، وهو الخسران في الدنيا والآخرة. في الصّحيح: "والّذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة: يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي، إلّا دخل النّار".
2:حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.
أ: خُلاصة ما أورد ه المفسرون في متعلق التطهير في الاية :
- أن متعلق التطهير الشرك وعبادة الأوثان ، فيكون التطهير بلا إله إلا الله. وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ وقتادة
- أن متعلق التطهير الأذى والنّجس ، فلا يصيبه من ذلك شيءٌ.وهو قول الحسن البصري


ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
ب: للقانت في اللغة معنيان: المطيع ، و القائم.
وورد عن السلف لمعنى القنوت اصطلاحاً قولان:
1- القنوت الشرعي، أي طاعة الله وامتثال أمره، قال ابن عباس : {قانتين} مصلّين، وقال سعيد بن جبير: {كلٌّ له قانتون} يقول: الإخلاص ، وهذا يكون في الدنيا دون الآخرة .
2- القنوت القدري، وهو الاستسلام والخضوع لأمر الله، قال مجاهدٍ: {كلٌّ له قانتون} قال: مطيعون، كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان، وعنه أيضا: {كلٌّ له قانتون} مطيعون، يقول: طاعة الكافر في سجود ظلّه وهو كارهٌ.
- وهذا القول عن مجاهدٍ -وهو اختيار ابن جريرٍ-يجمع الأقوال كلّها،، وهو أنّ القنوت: هو الطّاعة والاستكانة إلى اللّه، وذلك شرعيٌّ وقدري، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15]. خُلاصة ما ذكره المفسرون



3:بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
أ:مرجع الضمير في { أولئك} ورد فيه قولان:
- الأول: أنه يعود على النصارى . قال كعب الأحبار:إنّ النّصارى لمّا ظهروا على بيت المقدس خرّبوه فلمّا بعث اللّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم أنزل عليه: {ومن أظلم ممّن منع مساجد اللّه أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين} الآية، فليس في الأرض نصرانيٌّ يدخل بيت المقدس إلّا خائفًا.

.
- الثاني : أن مرجع الضمير يعود على كفار قريش . وعلى هذا يكون معناها على ثلاثة أقوال:-
1- أن تكون خبرٌ معناه الطّلب، أي لا تمكّنوا هؤلاء -إذا قدرتم عليهم-من دخولها إلّا تحت الهدنة والجزية.
2- ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد اللّه إلّا خائفين على حال التّهيّب، وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم، فضلًا أن يستولوا عليها ويمنعوا المؤمنين منها. والمعنى: ما كان الحقّ والواجب إلّا ذلك، لولا ظلم الكفرة وغيرهم.
3- أنها بشارةٌ من اللّه للمسلمين أنّه سيظهرهم على المسجد الحرام وعلى سائر المساجد، وأنّه يذلّ المشركين لهم حتّى لا يدخل المسجد الحرام أحدٌ منهم إلّا خائفًا. خُلاصة ما ذكره ابن كثير

ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.
ب: القائل هنا هم أهل الكتاب : اليهود والنصارى، فالمعنى: أن اليهود قالت: لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، والنصارى قالت: لن يدخل الجنة إلا من كان نصرانيا.
والدليل: لأن الفريقين يقرآن التوراة، ويختلفان في تثبيت رسالة موسى وعيسى. وكما أخبر الله عنهم في سورة المائدة أنّهم قالوا: {نحن أبناء اللّه وأحبّاؤه} فأكذبهم اللّه تعالى بما أخبرهم أنّه معذّبهم بذنوبهم.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 7 ربيع الأول 1438هـ/6-12-2016م, 02:01 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.

وقع في نفسي أن الفوائد من الآية تكون لكل داع إلى الله تعالى ومنها :
1- أن الانشغال بأمر الدعوة أولًا وآخرًا فضل من الله تعالى على عباده فهو الذي يهيئهم لذلك ويمدهم بعونه ويبصرهم بفضله ويوفقهم بهديه فإن وفق الداعية فبفضل الله تعالى وإن لم يوفق فكفاه أجر إخلاصه لله ولهذا فمهم جدًا لكل داعية الافتقار لله تعالى في كل شأنه والتذلل إليه أن ينفع به وأن يستعمله في نصرة دينه وهذا من قول الله تعالى { إنا أرسلناك } .
2- أن على الداع أن يتيقن من صحة منهجه الذي يدعو إليه وهل هو موافق للحق الذي نزل به محمد صلى الله عليه وسلم أم لا وهذا من قوله تعالى { إنا أرسلناك بالحق }
3- أن البشارة بالجنة وعظيم فضل الله تعالى وسعة رحمته لعباده جميعًا وتحريك القلوب بالرجاء والمحبة لله تعالى من الأساليب المهمة جدًا لنجاح الدعوة وتحقيق أهدافها وهذا من قوله تعالى { بشيرًا }
4- أن الإنذار بعذاب الله تعالى الجناح الثاني لأسلوب الداعية فيبين مآل الكافرين وشؤم المعاصي وآثارها الممتدة في حياة العبد وآخرته فتارة يرغب وتارة يرهب وبالرجاء والمحبة والخوف تحقق الدعوة هدفها بفضل الله .
5- أن الداع إلى الله ليس مسؤلًا عن العباد وليس حكمًا عليهم فما دوره إلا التبليغ عن ربه والله تعالى أعلم بأهل ثوابه وأهل عذابه فلا يبخل بدعوته على أحد وإن ظنه ليس أهل لها فالله تعالى عليم بقلوب العباد وليس لأحد من البشر شيئًا من ذلك العلم وهذا من قوله تعالى { ولا تسأل }
هذا والله أعلى وأعلم .



المجموعة الثانية:
1: فسّرقول الله تعالى:
{
بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)} البقرة.

جاءت الآية الكريمة في سياق ادعاء كل من اليهود والنصارى أن الجنة لهم دون غيرهم فكان رد دعواهم وبيان كذبهم من الله تبارك وتعالى بقوله { بلى } أي كلا ليس كما تدعون ولكن هي لمن أسلم وجهه لله وهو محسن .
وأسلم تعني استسلم وخضع ودان وأخلص { وجهه}أي دينه على قول سعيد ابن جبير أو مقصده على قول ابن عطية { لله } لما أنزل إليه من ربه وبلغه على لسان رسله ودعاة الحق من بعدهم .
وخص الوجه هنا بالذكر لكون الوجه أشرف ما يرى من الإنسان وهو موضع الحواس فيه ويظهر منه العز والذل . ذكره ابن عطية
{ وهو محسن } أي متبع لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتصديقه فيما أنزل به وباتباع سنته في كل شأنه وهذا المعنى في الإحسان مصداقًا لقوله تعالى { وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}
وبهذا أجملت الآية شرطي العمل الصالح الذي يرضاه الله تبارك وتعالى من عباده وهما :
1- الإخلاص بقوله تعالى أسلم وجهه
2- الاتباع بقوله تعالى وهو محسن
فالإخلاص وحده لا ينفع العبد كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد ) وإن كانت نيته حسنة بهذا العمل فلا ينفعه وكذلك في أصحاب الملل الأخرى كالرهبان فلا ينفعهم انقطاعهم عن الدنيا وعبادتهم إن لم يتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى { وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءًا منثورا }
وأما من اتبع في الظاهر ولم يخلص في الباطن فهذا من النفاق فلا يقبل الله تعالى لهم عملًا وسيُفتضح شأنهم في الدنيا والآخره كما قال تعالى { إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم }
{فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَرَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }
أي فلهم الأجر والثواب والجزاء عند ربهم وهذا وعد من الجليل تبارك وتعالى ولا يخلف الله وعده.
وتنكير الأجر هنا وعدم تحديده ووصفه دلالة على عظمة ذلك الأجر فلا يحد ولا يعد وكذلك من عظيم فضله أنه وعدهم بالأمن من الخوف يوم الفزع الأكبر ووعدهم بأنهم لا يحزنون يوم لا ينفع مال ولا بنون فلا يخافون مما هو آت ولا يحزنون على ما فات فهم في كل شأنهم في الآخرة من السعداء الآمنين كما قال تعالى عنهم { وجوه يومئذ ناضره * إلى ربها ناظرة } اللهم اجعلنا منهم وأمة محمد أجمعين اللهم آمين .

2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها}.

القول الأول
روى ابن أبي حاتم عن ابن عبّاسٍ: أنّ قريشًا منعوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الصّلاة عند الكعبة في المسجد الحرام، فأنزل اللّه: {ومن أظلم ممّن منع مساجد اللّه أنيذكر فيها اسمه}
وروى ابن جرير عن ابن زيدٍ في قوله: {ومن أظلم ممّن منع مساجد اللّه أن يذكر فيها اسمه وسعى فيخرابها} قال: هؤلاء المشركون الّذين حالوا بين رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم يوم الحديبية، وبين أن يدخلوا مكّة حتّى نحر هديه بذي طوى وهادنهم،وقال لهم: ما كان أحدٌ يصد عن هذا البيت، وقد كان الرّجل يلقى قاتل أبيه وأخيه فلا يصدّه. فقالوا: لا يدخل علينا من قتل آباءنا يوم بدرٍ وفينا باقٍ.


القول الثاني :
روى العوفي عنابن عبّاسٍ في قوله: {ومن أظلم ممّن منع مساجد اللّه أن يذكر فيها اسمه} قال: هم النّصارى.
وقال مجاهدٌ: هم النّصّارى، كانوا يطرحون في بيت المقدس الأذى، ويمنعون النّاس أن يصلّوا فيه.
وقال سعيدٌ، عن قتادة: قال: أولئك أعداء اللّه النّصارى، حملهم بغض اليهود على أن أعانوا بختنصّر البابليّ المجوسيّ على تخريب بيت المقدس.
- واختار ابن جريرٍ هذا القول واحتجّ بأنّ قريشًا لم تسع في خراب الكعبة. وأمّا الرّوم فسعوا في تخريب بيت المقدس.
- واختار ابن كثير القول الأول لعدة دلائل وهي :
1- أن القول بأنهم النصاري منعوا اليهود الصلاة في المسجد فكأن في هذا مدح لليهود على النصارى وهذا بعيد لأنهم لعنوا من الله ولا يذكرون إلا بالذم .
2- أن ما سبق من آيات هي في ذم اليهود والنصارى فناسب الذكر بذم المشركين الذين يؤذون رسول الله إليهم ويمنعونه .
3- أن استحواذ قريش على الكعبة وعمارتها بالأصنام وأفعال الشرك ومنع المسلمين الموحدين من الصلاة في المسجد الحرام هو أعظم خراب للمساجد وأي خراب يكون بعد هذا وهذا مصداقًا لقوله تعالى {وما لهم ألا يعذّبهم اللّه وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانواأولياءه إن أولياؤه إلا المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون} [الأنفال:34]،وقال تعالى: {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد اللّه شاهدين على أنفسهمبالكفر أولئك حبطت أعمالهم وفي النّار هم خالدون* إنّما يعمر مساجد اللّهمن آمن باللّه واليوم الآخر وأقام الصّلاة وآتى الزّكاة ولم يخش إلا اللّه فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين}

ب: معنى {مثابة} في قوله تعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا}.
1 - يثوبون إليه ويأتونه من كل البلدان . قاله ابن زيد .
قال ابن كثير : جعله الله تعالى محلًا تشتاق إليه الأرواح وتحن إليه .
وقال الأخفش : دهلت الهاء للمبالغة لكثرة من يثوب أي يرجع إليه لأنه قل من يفارقه أحد وقد قضى منه وطره .
2- وقيل مثابة : مجمعًا . قاله سعيد بن جبير وعكرمة وقتادة وغيرهم
3- وقيل مثوبة من الثواب أي يثابون عنده . قاله ابن عطية

3: بيّن ما يلي:
أ: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {وهم يتلون الكتاب}.

1- القرآن . قال قتادة هم الذين أسلموا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يتلون القرآن . ذكره ابن عطية
2- كتب أهل الكتاب من التوراة أو الإنجيل . قال الزجاج : هم الذين تلوا التوراة أو الإنجيل على حقيقتها فأولئك يؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم .


ب: معنى تفضيل بني إسرائيل على العالمين.
1- تفضيل عام على عموم الناس في شأن أنهم أكثر الأمم أرسل لهم الأنبياء .ذكره ابن عطية
2- تفضيل خاص على عالم زمانهم فقط ،فأمة محمد صلى الله عليه وسلم أفضل الأمم على الإطلاق بنص القرآن { كنتم خير أمة أخرجت للناس }. ذكره ابن عطية

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 6 جمادى الأولى 1438هـ/2-02-2017م, 12:22 AM
عائشة أبو العينين عائشة أبو العينين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 600
افتراضي

لسؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
- أن عذاب اصحاب النار شديد نعوذ بالله أن نكون منهم ويدل على ذلك القرأة الثانية بفتح التاء فى (وَلَا تُسْأَلُ )
- ان الداعية الى الله تعالى عليه البلاغ ولا يسأل عن من لا يتبع أمر الله ورسوله فقد أدى ما عليه إذا دعاهم ونصحهم دل على ذلك القراءه بضم التاء فى قوله تعالى(وَلَا تُسْأَلُ )
- أن أفضل أحوال الداعية وانجحها أن يدعو بالحق بالبشارة والنذاره فالله سبحانه هكذا ارسل نبيه دل عليه قوله تعالى
(أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا )
- أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ما جاء به من القرأن والسنه لأنه الحق دل عليه قوله تعالى (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ)
السؤال الثاني: أجب على إحدى المجموعات التالية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر قول الله تعالى:
{الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (121)} البقرة.
يبين الله تعالى فى هذه الاية الكريمه ة ان الذين اعطاهم سبحانه وتعالى الكتاب وهم اليهود والنصارى على أحد اقوال المفسرين والكتاب هو التوراة وهم المؤمنون الذين أمنوا بمحمد عليه الصلاة والسلام ويكون المقصود بالكتاب على هذا القول هو القرأن وجمع بعض المفسرين بين القولين وقال هم كل من أمن برسول الله صلى الله عليه وسلم من المؤمنين واليهود والنصارى
ويكون على هذا القول اسم جنس وهؤلاء الذين اعطاهم الكتاب ويتلونه حق تلاوته اى يقرئونه ويتبعونه ويحلوا حلاله ويحرموا حرامه ويلتزموا بأوامرأولئك يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم والهدى الذى جاء به وحتى اليهود والنصارى إذا أقاموها حقّ الإقامة، وآمنوا بها حقّ الإيمان، وصدّقوا ما فيها من الأخبار بمبعث محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم ونعته وصفته والأمر باتّباعه ونصره ومؤازرته، قادهم ذلك إلى الحقّ واتّباع الخير في الدّنيا والآخرة
اما من يكفر بما جاء به محمد من الهدى فأولئك هم الخاسرون والخسران نقصان الحظ
كما قال تعالى: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنّار موعده}
في الصّحيح: "والّذي نفسي بيده لا يسمع بي أحدٌ من هذه الأمّة: يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ، ثمّ لا يؤمن بي، إلّا دخل النّار").
2: حرّر القول في كل من:
أ: متعلّق التطهير في قوله تعالى: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي} الآية.ورد فيها اقوال
الاول
وطهّرا قيل معناه ابنياه وأسساه على طهارة ونية طهارة، فيجيء مثل قوله: أسّس على التّقوى [التوبة: 108]
وقال مجاهدٌ وسعيد بن جبير: {طهّرا بيتي للطّائفين} إنّ ذلك من الأوثان والرّفث وقول الزّور والرّجس. ذكره بن عطيه وبن كثير
وعن سعيد بن جبيرٍ، ومجاهدٍ، وعطاءٍ وقتادة: {أن طهّرا بيتي} أي: بلا إله إلّا اللّه، من الشّرك. ذكره بن كثير
وقال بن كثير رحمه الله جمعاُ
تقدير الكلام إذًا: {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل} أي: تقدّمنا لوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل {أن طهّرا بيتي للطّائفين والعاكفين والرّكّع السّجود} أي: طهّراه من الشّرك والرّيب وابنياه خالصًا للّه، معقلًا للطّائفين والعاكفين والرّكّع السّجود. وتطهير المساجد مأخوذٌ من هذه الآية، ومن قوله تعالى: {في بيوتٍ أذن اللّه أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال}[النّور: 36] ومن السّنة من أحاديث كثيرةٍ، من الأمر بتطهيرها وتطييبها وغير ذلك، من صيانتها من الأذى والنّجاسات وما أشبه ذلك. ولهذا قال عليه السّلام:
ب: معنى قوله تعالى: {كل له قانتون}.
يدور معنى القنوت فى اللغة على معنيين
المعنى الأول
لقانت" في اللغة: المطيع، وقال الفرّاء: {كل له قانتون}, هذا خصوص, إنما يعني به أهل الطاعة، الزجاج
المعنى الثانى
.لقانت" في اللغة: القائم -أيضاً-؛ ألا ترى أن القنوت إنما يسمى به من دعا قائماً في الصلاة: قانتاً, فالمعنى: كل له قانت مقر بأنه خالقه، الزجاج
وعلى ذلك فتنوعة عبارات المفسرين فى التعبير عن هذين المعنيين
ففى معنى الطاعة ذكر بن كثير
-عن عكرمة مقرون بالعبوديه
-وعن سعيد بن جبير القنوت الاخلاص
-عن مجاهدٍ:{كلٌّ له قانتون} قال: مطيعون، كن إنسانًا فكان، وقال: كن حمارًا فكان.
-وقال السّدّيّ: {كلٌّ له قانتون} يقول: له مطيعون يوم القيامة.
وفى معنى القيام
ذكر بن كثير
- عن الرّبيع بن أنسٍ: يقول كلٌّ له قائمٌ يوم القيامة
-عن ابن عباس ان قانتين مصليين
ويمكن جمع الأقوال فيما ذكره بن كثير وبن عطية وهو اختيار بن جرير
والقنوت في اللغة الطاعة، هو الطّاعة والاستكانة إلى اللّه، وذلك شرعيٌّ وقدري ، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السّماوات والأرض طوعًا وكرهًا وظلالهم بالغدوّ والآصال} [الرّعد: 15].
والقنوت طول القيام في عبادة، ومنه القنوت في الصلاة، فمعنى الآية أن المخلوقات كلها تقنت لله أي تخضع وتطيع، والكفار والجمادات قنوتهم في ظهور الصنعة عليهم وفيهم، وقيل: الكافر يسجد ظله وهو كاره)



3: بيّن ما يلي:
أ: معنى قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين}.
قوله تعالى: {أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين} فيهخا ثلاث أقوال ذكرها بن كثير
الأول
أنه خبر معناه الطلب
أي لا تمكّنوا هؤلاء -إذا قدرتم عليهم-من دخولها إلّا تحت الهدنة والجزية. ولهذا لمّا فتح رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم مكّة أمر من العام القابل في سنة تسعٍ أن ينادى برحاب منًى: "ألّا لا يحجّن بعد العام مشركٌ، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ومن كان له أجلٌ فأجله إلى مدّته". وهذا كان تصديقًا وعملًا بقوله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إنّما المشركون نجسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} الآية [التّوبة: 28]
الثانى
أن المعنى ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد اللّه إلّا خائفين على حال التّهيّب، وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم، فضلًا أن يستولوا عليها ويمنعوا المؤمنين منها. والمعنى: ما كان الحقّ والواجب إلّا ذلك، لولا ظلم الكفرة وغيرهم.
الثالث
أنها بشارة
بشارةٌ من اللّه للمسلمين أنّه سيظهرهم على المسجد الحرام وعلى سائر المساجد، وأنّه يذلّ المشركين لهم حتّى لا يدخل المسجد الحرام أحدٌ منهم إلّا خائفًا، يخاف أن يؤخذ فيعاقب أو يقتل إن لم يسلم. وقد أنجز اللّه هذا الوعد كما تقدّم من منع المشركين من دخول المسجد الحرام، وأوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن لا يبقى بجزيرة العرب دينان، وأن تجلى اليهود والنّصارى منها، وللّه الحمد والمنّة.

ب: القائل: {لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى}، مع الاستدلال لكلامك.
(وقوله تعالى: {وقالوا لن يدخل الجنّة} معناه: قال اليهود لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقال النصارى لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، فجمع قولهم ذكره بن عطيه وبن كثير
والدليل
- تفريق نوعيهم على تفرق قوليهم، وهذا هو الإيجاز واللف
- بدلالة ما تقدّم فى السياق من دعواهم أنّه لن تمسّهم النّار إلّا أيّامًا معدودةً، ثمّ ينتقلون إلى الجنّة. فردّ عليهم تعالى في ذلك، وهكذا قال لهم في هذه الدّعوى التي ادعوها بلا دليل ولا حجة ولا بيّنةٍ، فقال {تلك أمانيّهم}


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 11:35 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: فسّر قول الله تعالى:
{وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آَيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (118)} البقرة.

يخبر سبحانه وتعالى عن قول الذين لايعلمون والمراد بهم على الراجح مشركي العرب فهم الذين كانوا يتعنتون ويقترحون الآيات ومن ذلك قولهم {لولا يكلمنا الله }يريدون أن يخاطبهم الله تعالى بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وقيل المراد بالذين لايعلمون النصارى والذين من قبلهم اليهود وقيل المراد به كل هذه الطوائف فيكون المراد بمن قبلهم الأمم السابقة ومن قولهم {أو تأتينا آية } قوله تعالى {وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا }وغير ذلك من الآيات المقترحة التى لايراد منها إلا العناد لا الإيمان وهذه الحال ليست بالجديدة فقد سبقهم من قبلهم ممن فعل فعلهم في الكفر وقال قولهم فقال تعالى في حق أهل الكتاب {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء فقد سألوا موسى أكبر من ذلك فقالوا أرنا الله جهرة }
والحق أن الله تعالى قد بين الآيات التى تدل على الحق وجلاها وأيد رسله بالمعجزات البينة والبراهين القاطعة الدالة على صدقهم وصدق ما جاءوا به بحيث لايحتاج معه لمزيد بيان أو سؤال المزيد لكن هذا لقوم يوقنون فيؤمنون ويتيقنون بماجاءت به الرسل وأما من لم يهده الله و ختم على قلبه فهؤلاء الذين قال الله فيهم {إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لايؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم}

2: حرّر القول في كل من:
أ: سبب نزول قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله}

. واختلف المفسرون في سبب هذه الآية، فقال قتادة: أباح الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بهذه الآية أن يصلي المسلمون حيث شاؤوا، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم بيت المقدس حينئذ، ثم نسخ ذلك كله بالتحول إلى الكعبة، وقال مجاهد والضحاك: معناه إشارة إلى الكعبة، أي حيث كنتم من المشرق والمغرب فأنتم قادرون على التوجه إلى الكعبة التي هي وجه الله الذي وجهكم إليه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وعلى هذا فهي ناسخة لبيت المقدس، وقال ابن زيد: كانت اليهود قد استحسنت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت القدس، وقالوا: ما اهتدى إلا بنا، فلما حول إلى الكعبة قالت اليهود: ما ولاهم عن قبلتهم؟ فنزلت وللّه المشرق والمغرب الآية، وقال ابن عمر: نزلت هذه الآية في صلاة النافلة في السفر حيث توجهت بالإنسان دابته،
وقال النخعي: الآية عامة أينما تولوا في متصرفاتكم ومساعيكم فثمّ وجه اللّه، أي موضع رضاه وثوابه وجهة رحمته التي يوصل إليها بالطاعة،
وقال عبد الله بن عامر بن ربيعة: نزلت فيمن اجتهد في القبلة فأخطأ، وورد في ذلك حديث رواه عامر بن ربيعة قال: «كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر في ليلة مظلمة، فتحرى قوم القبلة وأعلموا علامات، فلما أصبحوا رأوا أنهم قد أخطؤوها، فعرفوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، فنزلت هذه الآية»، وذكر قوم هذا الحديث على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مع القوم في السفر، وذلك خطأ،
وقد تعقب بن كثير أسانيد هذا المتن وضعفها وقال لعل بعضها يشد بعضا.

وقال قتادة أيضا: نزلت هذه الآية في النجاشي، وذلك أنه لما مات دعا النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى الصلاة عليه، فقال قوم كيف نصلي على من لم يصلّ إلى القبلة قط؟، فنزلت هذه الآية، أي إن النجاشي كان يقصد وجه الله وإن لم يبلغه التوجه إلى القبلة،
وقال ابن جبير: نزلت الآية في الدعاء لما نزلت ادعوني أستجب لكم [غافر: 60]، قال المسلمون: إلى أين ندعو، فنزلت فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه،
وقال المهدوي: وقيل هذه الآية منتظمة في معنى التي قبلها، أي لا يمنعكم تخريب مسجد من أداء العبادات، فإن المسجد المخصوص للصلاة إن خرب فثمّ وجه اللّه موجود حيث توليتم.
وقال أيضا: وقيل نزلت الآية حين صد رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيت
قال ابن جريرٍ: وقال آخرون: بل أنزل اللّه هذه الآية قبل أن يفرض التّوجّه إلى الكعبة، وإنّما أنزلها تعالى ليعلم نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه أنّ لهم التّوجّه بوجوههم للصلاة، حيث شاؤوا من نواحي المشرق والمغرب؛ لأنّهم لا يوجّهون وجوههم وجهًا من ذلك وناحيةً إلّا كان جلّ ثناؤه في ذلك الوجه وتلك النّاحية؛ لأنّ له تعالى المشارق والمغارب، وأنّه لا يخلو منه مكانٌ، كما قال تعالى: {ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا} [المجادلة: 7] قالوا: ثمّ نسخ ذلك بالفرض الذي فرض عليهم التوجّه إلى المسجد الحرام..
قال ابن جريرٍ: وقال آخرون: بل نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم إذنًا من اللّه أن يصلّي التّطوّع حيث توجّه من شرقٍ أو غربٍ، في مسيره في سفره، وفي حال المسايفة وشدّة الخوف.
حدّثنا أبو كريب، حدّثنا ابن إدريس، حدّثنا عبد الملك -هو ابن أبي سليمان-عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عمر: أنّه كان يصلّي حيث توجّهت به راحلته. ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك، ويتأوّل هذه الآية: {فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه}
ورواه مسلمٌ والتّرمذيّ والنّسائيّ وابن أبي حاتمٍ وابن مردويه، من طرقٍ، عن عبد الملك بن أبي سليمان، به. وأصله في الصّحيحين من حديث ابن عمر وعامر بن ربيعة، من غير ذكر الآية
وفي صحيح البخاريّ من حديث نافعٍ، عن ابن عمر: أنّه كان إذا سئل عن صلاة الخوف وصفها. ثمّ قال: فإن كان خوف أشد من ذلك صلوا رجالا قيامًا على أقدامهم، وركبانًا مستقبلي القبلة وغير مستقبليها.

"وقد أورد الحافظ أبو بكر بن مردويه في تفسير هذه الآية من حديث أبي معشرٍ، عن محمّد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ما بين المشرق والمغرب قبلة لأهل المدينة وأهل الشّام وأهل العراق".
وله مناسبةٌ هاهنا، وقد أخرجه التّرمذيّ وابن ماجه من حديث أبي معشرٍ، واسمه نجيح بن عبد الرّحمن السّندي المدنيّ، به "ما بين المشرق والمغرب قبلةٌ".
وقال التّرمذيّ: وقد روي من غير وجهٍ عن أبي هريرة. وتكلّم بعض أهل العلم في أبي معشرٍ من قبل حفظه، ثمّ قال التّرمذيّ: حدّثني الحسن بن [أبي] بكرٍ المروزيّ، حدّثنا المعلى بن منصورٍ، حدّثنا عبد اللّه بن جعفرٍ المخزوميّ، عن عثمان بن محمّدٍ الأخنسيّ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ما بين المشرق والمغرب قبلةٌ".
ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
قال ابن جريج: قال مجاهدٌ: لمّا نزلت: {ادعوني أستجب لكم} [غافرٍ: 60] قالوا: إلى أين؟ فنزلت: {فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه}
-هذه جملة مماورد من أسباب نزول الآية والذي يظهر والله أعلم أن السبب المباشر الذي نزلت لأجله الآية يتوقف على صحة ماروي من أحاديث في سبب النزول الصريح وماعدا ذلك من أقوال فهى تدخل في تفسير الآية وهي كالتفسير بالمثال لا أنها السبب المباشر للنزول

ب: القراءات في قوله تعالى: {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}، ومعنى الآية على كل قراءة
القراءة الأولى قراءة نافع وحده: ولاتسأل :بالجزم على النهي وفي ذلك معنيان:
-أحدهما:النهي عن السؤال لفظا على جهة التعظيم لحالهم من العذاب
-الثاني:أن يكون الله تعالى أمره بترك المسألة ،ذكره الزجاج وبن عطية
القراءة الثانية:على الرفع ولاتسأل بضم التاء واللام وهى قراءة باقي السبعة
وقرأقوم:ولاتسأل :بضم اللام وفتح التاء
ويتجه في هاتين القراءتين معنيان:
-أحدهما: الخبر أنه لايسأل عنهم ولا يسأل هو عنهم
-والآخر :أن يراد به معنى الحال أي غير مسئول وغير سائل عنهم عطفا على قوله بشيرا ونذيرا
-وقرأ أبي بن كعب وما تسأل ،وقرأبن مسعود ولن تسأل وهاتان القراءتان تؤيدن معنى القطع والاستئناف في غيرهما .
.
3: بيّن ما يلي:
أ: مناسبة ختام الآية لأولها في قوله تعالى: {ولله المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه الله إن الله واسع عليم}
لما ذكر سبحانه وتعالى أن له المشرق والمغرب مما يدل على سعة ملكه وعظمته ووأن ما بين المشرق والمغرب قبلة كما جاء في الحديث النبوي ذكر أن الله واسع أي يسع خلقه كلهم بالكفاية والجود والإفضال ومن آثار اسمه الواسع انه وسع على الناس في شىء رخص لهم به ودينه يسر وعليم أي عليم بالنيات التي هي ملاك العمل وإن اختلفت ظواهره في قبلة وما أشبهها لايغيب عنه شىء ،خلاصة ماذكره الزجاج وبن كثير وبن عطية
.
ب: المقصد من قوله تعالى: {يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم} الآية، وبيّن فائدة تكرارها
المقصد من هذه الآية التذكير بنعم الله على بني اسرائيل إذ امتن عليهم بأن جعل فيهم الأنبياء وفضلهم بذلك على سائر الأمم ،وكررت هنا للتأكيد والحث على اتباع الرسول النبي الأمي الذي يجدون صفته في كتبهم زنعته واسمه وأمره وأمته يحذرهم من كتمان هذا وكتمان ما أنعم به عليهم وأمرهم أن يذكروا النعم الدينية والدنيوية ولايحسدوا بني عمهم من العرب على مارزقهم الله من إرسال الرسول الخاتم منهم ولايحملهم الحسد على مخالفته وتكذيبه.

. استخرج خمس فوائد سلوكية واستدلّ لها من قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ (119)} البقرة.
1-الدعوة إلى الله فيها البشارة والنذارة بالترغيب والترهيب {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا}
2-أن الإنسان إذا قام بما عليه في نفسه ونحو غيره فإنه لايسأل عن النتيجة{ولا تسأل عن أصحاب الجحيم}
3-أن الإنسان لايسأل عما لايعنيه وما لاينفعه {ولاتسأل عن أصحاب الجحيم}
4-على الإنسان أن يبذل جهده لبيان الحق والدعوة إليه {إنا أرسلناك بالحق}

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir