السؤال الأول: (عامّ لجميع الطلاب).
من خلال دراستك للرسائل التفسيرية الأربعة، اذكر ما لاحظته من جوانب الإحسان والقوة العلمية فيها.
1- القوة العلمية في علوم اللغة العربية.
2- الاستشهاد بما ورد في معنى الآية من القرآن ومن السنة.
3- معرفة الأقوال الواردة في التفسير مع التدليل على صحيحها ورد ضعيفها ببيان علة ضعفه أو بما هو أصح منه أو بما يعرف من لغة العرب أو بالحجة.
4- الإلمام بما قاله المفسرون قبلهم في تفسير الآية موضوع الرسالة.
5- الاهتمام بالجانب العملي وعدم الاقتصار على الجانب العلمي لتفسير الآيات كما هو في تفسير ابن القيم رحمه الله وتفسير الشيخ عبد العزيز الداخل للمثل الأعلى.
6- الاحسان في تنظيم التفسير كما فعل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى من تقسيم الآية الطويلة إلى جمل ليسهل استيعابها بالشرح والتفصيل، وإبراز الفوائد المستنبطة من الآيات وفصلها عن التفسير لمزيد العناية بها.
7- الإحسان في بيان كل ما تتضمنه الآيات من أحكام فقهية كما هو في تفسير الشيخ ابن سعدي لآية الوضوء ، أو ما تتضمنه من مسائل عقدية كما هو في تفسير الشيخ ابن عثيمين لآية الكرسي وتفسير الشيخ عبد العزيز الداخل لمعنى ( المثل الأعلى ) ، فالقرآن هو أصل كل العلوم فلا يحسن أن يخلو تفسير القرآن منها.
8- التوسع والاستطراد فيما تقتضي الحاجة والمنفعة التوسع فيه، مثلما بسط ابن القيم القول في بيان عداوة الشيطان ومكيدته وسلطانه.
المجموعة الأولى:
1: استخلص عناصر رسالة تفسير قوله تعالى: {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم}.
1- معنى ( استعذ) وأصل الكلمة.
2- وجوه الأمر بالاستعاذة عند قراءة القرآن
أ - لأن القرآن شفاء لما في الصدور ، فتكون الاستعاذة بمثالة تخلية المكان.
ب - حفظ وبقاء فائدة القرآن بالاستعاذة من الشيطان حتى لا يفسدها.
جـ - بالاستعاذة يطلب من الله تعالى مباعدة عدوه عنه حتى يحضره خاصته وملائكته التي تدنو من قارئ القرآن وتستمع لقراءته.
د - لأن الإنسان إذا شرع في قراءة القرآن ، حاول الشيطان منعه بشتى الطرق ، فإن غلبه وقرأ حاول أن يشغل قلبه لئلا يستفيد من قراءته.
ه - القارئ مُناج لله تعالى كلامه، فأمر القارئ أن يطرده بالاستعاذة عند مناجاته تعالى واستماع الرب قراءته.
و - أن الله سبحانه أخبر أنه ما أرسل من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته، ولهذا يغلط القارئ تارة ويخلط عليه القراءة، ويشوشها عليه، فيخبط عليه لسانه.
ز - لأن الشيطان أحرص ما يكون على الإنسان عندما يهم بالخير.
حـ - أن الاستعاذة قبل القراءة عنوان وإعلام بأن المأتي به بعدها القرآن.
3- صيغ الاستعاذة
أ - الصيغ الواردة في القرآن والسنة.
ب - شرح بعض الألفاظ فيها ( همزات – يحضرون - همزه ونفخه ونفثه )
جـ - فائدة في الفرق بين ( سميع عليم – السميع العليم) ومناسبة كل منهما لموضع ذكرها في آيات الاستعاذة.
4- كيفية دفع العدو الإنسي والعدو الجني.
5- المقصود بسلطان الشيطان على الإنسان وأنه يكون على معنين :
أ- الإغواء والإضلال، وتمكنه منهم، وهذا ثابت على أولياء الشيطان منفي عن المؤمنين.
ب- الحجة والبرهان وهذا منفي تماما.
6- التوحيد والتوكل والإخلاص يمنع سلطان الشيطان، والشرك وفروعه يوجبه .
2:
استخلص شروط صحّة التيمم، وبيّن وجه دلالة الآية عليها.
1- اشتراط عدم الماء لصحة التيمم :والدليل قوله تعالى : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} .
ويشترط طلب الماء في رحله وفيما قرب منه، لأنه لا يقال "لم يجد" لمن لم يطلب.
فإذا وجد الماء ولو في الصلاة، يبطل التيمملأن الله إنما أباحه مع عدم الماء.
ومن وجد ماء لا يكفي بعض طهارته، فإنه يلزمه استعماله، ثميتيمم بعد ذلك.
كما أن الماء الطهور المتغير بالطاهرات، مقدم على التيمم،لأن الماء المتغير يدخل في قوله : {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً} .
2- اشتراط نية التيمم لقوله: {فَتَيَمَّمُوا}أي: اقصدوا.
3- اشتراط الطهارة فيما يتيمم به ( كل ما تصاعد على وجه الأرض من تراب وغيره) ، لأن النجس لا يكون طيبا بل خبيثا.
4- اشتراط تعميم الوجه واليدين :
فقوله: {بِوُجُوهِكُمْ}شامل لجميع الوجه وأنه يعممه بالمسح،إلا أنه معفو عن إدخال التراب في الفم والأنف، وفيما تحت الشعور، ولوخفيفة
واليدين تمسحان إلى الكوعين فقط، لأن اليدين عند الإطلاقكذلك.
5- اشتراط الترتيب في طهارة التيمم، كما يشترطذلك في الوضوء، ولأن الله بدأ بمسح الوجه قبل مسح اليدين.: {فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ}إ
3:
ما المراد بالكرسي في قوله تعالى: {وسع كرسيه السماوات والأرض}؟
ورد في معنى الكرسي ثلاثة أقوال:
1- الكرسي» هو موضع قدمي الله عز وجل وهو بين يدي العرش كالمقدمة له
وقد صح ذلك عنابن عباس موقوفاً ، وله حكم الرفع
وعامة أهل السنة والجماعة مثل ابن تيمية، وابن القيم علىأن الكرسي موضع قدمي الله عز وجل.
2- «الكرسي» هو العرش
وهو قول ليس صحيح لأن العرش أعظم، وأبلغ إحاطة من الكرسي؛ لما ورد في الحديث: «ما السموات السبع والأرضون بالنسبة للكرسي إلا كحلقة ألقيت في فلاة منالأرض وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة»(
3- وروي عن ابن عباس أن{كرسيه}: علمه
قال الشيخ ابن عثيمين: (هذه الرواية أظنها لا تصح عن ابنعباس؛ لأنه لا يعرف هذا المعنى لهذه الكلمة في اللغة العربية، ولا في الحقيقةالشرعية)
4:
اذكر الفوائد المستفادة من قوله تعالى: {ولله المثل الأعلى}.
فوائد علمية:
1- ورود ( المثل الأعلى ) في موضعين من القرآن.
2- من رويت عنهم آثار من الصحابة والتابعين في بيان معنى المثل الأعلى:
أ- ابن عباس رضي الله عنه قال: ( يقول: ليس كمثله شيء).
وهذا تفسير بعض المعنى باللازم؛ فكونه تعالى له المثل الأعلى يقتضي أنه ليس كمثله شيء.
ب- قتادة بن دعامة السدوسي رحمه الله، قال: شهادة أن لا إله إلا الله
جـ - محمد بن المنكدر، قال: لا إله إلاالله).
3- أكثر المفسرين على أن المثل الأعلى الصفات العليا التي تستوجب إخلاص العبادة له وحده لا شريك له، واعتقاد الكمال المطلق له جل وعلا ، وأنه لا يساميه في ذلك أحد، مثل ( ابن جرير - أبو جعفر النحاس - أبو الليث السمرقندي - الثعلبي - أبو المظفر السمعاني - البغوي - ابن الجوزي)
4- المثل في اللغة يطلق على عدة معاني:
1- الصفة: وهذا المعنى كثير في الاستعمال: {مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غيرآسن....}
2- الآية: ومنه قوله تعالى: {وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل}
3- العبرة والعظة: ومنه قوله تعالى: {فجعلناهم سلفاً ومثلاً للآخرين}
4- القول السائر: وفيه يقال: (فأرسلها مثلاً)
5- المثل المضروب: ومنه قوله تعالى: {ضرب مثل فاستمعوا له}
5- هذه المعاني الخمسة بينها تناسب واشتراك في قدر من المعنى،وكلام السلف في تفسير المثل الأعلى غير مخالف لها.
6- تحقيق مقام مشاهدة صفات كمال الله يفضي إلى نهاية مقام الإحسان في عبادة الله.
فوائد سلوكية:
1- على المسلم أن يجاهد نفسه في تحقيق الإحسان في عبادته، فقوله صلى الله عليه وسلم: ((اعبد الله كأنك تراه)) إشارة إلى أن العابد يتخيل ذلك في عبادته.
2- تلعق القلب بالله في جلب النفع ودفع الضر فلو اجتمعت قوى الخلائق على شخص واحدمنهم ثم أعطى كل منهم مثل تلك القوة لكانت نسبتها إلى قوته سبحانه دون نسبة قوة البعوضة إلى حملة العرش.
3- اليقين في حكمة الله تعالى فيما يقدره على عبده من أمور الدنيا فهو العليم الحكيم الذي له كمال الحكمة والعلم .
4- إياس النفس من تحصيل النفع من جهة الناس، فالله وحده هو المتفرد بتدبير مملكته فلا قبض ولا بسط ولا منع ولا ضلال ولا سعادة ولا شقاوة ولا موت ولا حياة ولا نفع ولا ضر إلا بيده.
5- اطمئنان القلب وقبوله لأحكام الشرع كلها ما علمنا بعض حكمته وما لم نعلم فالله تعالى له الكمال في الأمره والنهي والوعد والوعيد والثواب والعقاب.
6- طلب الهداية من الله تعالى، فإن الله هو الذي يهدي ويقذف النور في قلب عبده وهو الذي يشرح الصدور للإيمان.