دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30 ربيع الأول 1443هـ/5-11-2021م, 03:12 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

المجموعة الرابعة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام الطلاق والعدد والإيلاء والظهار.
أولا أحكام الطلاق والعدد:
1 – دليل أحكام الطلاق من القرآن:
قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} إلى قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} , وقال: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] الآيات [الطلاق: 1 وما بعدها] .
2 – صفة الطلاق المشروع: وذلك أن يطلقها مرة واحدة في طهر لم يجامعها فيه، أو يطلقها وهي حامل قد تبين حملها، أو وهي آيسة أو صغيرة.
3 – صفة الطلاق غير المشروع: فمن طلقها أكثر من واحدة، أو وهي حائض أو نفساء، أو في طهر قد وطئ فيه ولم يتبين حملها فإنه آثم متعد لحدود الله.
4 – الآثار المترتبة على الطلاق الرجعي: أن يراجعها مادامت في العدة, سواء رضيت أو كرهت, وهذا الطلاق يكون بطلقة واحدة أو اثنين بلا عوض.
5 – الآثار المترتبة على الطلاق الغير رجعي: بأن يطلقها ثلاث, فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل, ويطأها ويطلقها رغبة في طلاقها, فله أن يراجعها.
6 – الطلاق بعوض: ويكون بلفظ الطلاق أو الخلع أو الفداء أو غيره من الألفاظ, وهو مباح عند الحاجة, سواء كان العوض قليل أو كثير, ويحصل لها الفكاك منه, وإن أرادات العودة إليه يكون بعقد جديد.
7 – ليس لولي الزوجة أن يعارضها إذا أرادات العودة لزوجها بغضا له أو نكاية عليه, أو طمعا في ماله أو مالها.
8 – شرط الرجعة: هو أن يقيما حدود الله, وهو شرط معتبر في الرجعة والتراجع, وإلا فلا يتراجعا للضرر.
9 – أن الله تعالى بين هذه الأحكام, وعلمها لعباده ليعملوا بها ويقفوا عندها ولا يتجاوزوها, وحذر من اتخاذها هزوا.
10 – أحوال عدة المفارقة: أ - المفارقة بطلاق إن كانت تحيض باستكمال ثلاثة قروء من بعد وقوع الطلاق عليها.
ب - الآيسة والتي لم تحض لصغر ونحوه عدتها ثلاثة أشهر.
ج - المفارقة بموت زوجها تربص أربعة أشهر وعشرا.
د - لحامل من المفارقات في الحياة وبعد الممات عدتها بوضع الحمل.
الفوائد:
1 - المفارقة في الحياة بطلاق ونحوه ليس لزوجها عليها عدة إذا لم يدخل أو يخل بها، بل بمجرد ما يطلقها لها التزوج في الحال.
2 - العدة تثبت بالدخول، وكذلك الخلوة.
3 - العدة من حقوق الزوج؛ لتمكنه من الرجعة ولحفظ فراشه ومائه من الاختلاط.
4 – العدة من حقوق الزوجة أيضا؛ فإن المعتدة نوعان: نوع حامل لها النفقة بكل حال, ونوع غير حامل، وهي أيضا نوعان: مفارقة بائنة بموت أو فسخ أو خلع أو ثلاث أو عوض، فهؤلاء كلهن لا نفقة لهن ولا كسوة ولا مسكن إلا على وجه المعروف والإحسان, ومفارقة رجعية فما دامت في العدة فلها النفقة والكسوة والمسكن وتوابعها على الزوج، وحكمها حكم الزوجة التي في حباله في كل حال إلا في القسم فلا قسم له.
5 - في قوله: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} [البقرة: 228] دليل على أمانتها على نفسها، وقبول قولها في وجود الحيض وانقطاعه.
6 - وفي قوله: {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} [الأحزاب: 49] دليل على أنه لا يقع الطلاق إلا بعد النكاح.
7 - من علق طلاقا بنكاح امرأة لم ينعقد هذا التعليق، ولم يقع عليها شيء إذا نكحها؛ لأن النكاح لا يراد به خلاف مقصوده.
8 - وقوله: {فَمَتِّعُوهُنَّ} [الأحزاب: 49] فيه الأمر بتمتيع المفارقة بالطلاق قبل المسيس مطلقا.
9 - في آية البقرة الأمر بالتمتيع إذا لم يسم لها مهرا، فإن سمى لها مهرا فإنه يتنصف إذا طلقها قبل الدخول، ويكون نصف الصداق هو المتعة.
10 - سمى هذه الأحكام آيات؛ لأنها تدل أكبر دلالة على عنايته ولطفه بعباده، وأنه شرع لهم من الأحكام، الأحكام الصالحة لكل زمان ومكان، ولا يصلح العباد غيرها.
11 - ويستفاد من هذا معنى كلي نافع، وهو أنه ينبغي للعبد إذا أراد أن يدخل في أمر من الأمور مثل الأمور التي يترتب عليها حقوق كثيرة، ومثل الولايات الكبار والصغار والأمور المهمة أن يتأنى وينظر في نفسه وعاقبة أمره، فإن رأى من نفسه قوة على ذلك، ووثق بقيامه بما فيها من الحقوق تقدم إليها متوكلا على الله، وإلا أحجم واغتنم السلامة عن الدخول في الأمور الخطرة، وأمر تعالى الأزواج أن يمسكوا زوجاتهم بمعروف أو يسرحوهن بمعروف، فإن أمسكها أمسكها بعشرة حسنة، وإن فارقها فليكن على وجه الشرع بطمأنينة من غير مغاضبة ولا مشاتمة ولا عداوات تقع بينه وبينها، أو بينه وبين أهلها.
ثانيا أحكام الإيلاء والظهار:
1 – دليل أحكام الإيلاء والظهار واللعان من القرآن:
قال تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}, وقال في اللعان: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] الآيات. [النور: 6] ., قال: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا}
2 – الفرق بين الإيلاء والظهار واللعان:
أ – الإيلاء: هو الحلف بالله على ترك وطء زوجته أبدا، أو مدة طويلة تزيد على أربعة أشهر إذا كان قادرا على الوطء.
- ما يترتب على الإيلاء: - إن لم تطالبه الزوجة بالوطء ترك وشأنه, وإن وطء في هذه المدة حنث وعليه كفارة يمين, وإلا فلا شيء عليه.
- وإن طالبته بالوطء, أمر بذلك وجعل له أربعة أشهر، فإن فاء ورجع إلى الوطء فذلك هو المطلوب منه، وهو أحب الأمرين إلى الله، وإن أبى وامتنع ومضت الأربعة الأشهر وهو مصر على عدم وطئها وهي مقيمة على طلب حقها، أجبر على أحد أمرين: إما أن يفيء ويكفر كفارة يمين، وإما أن يطلق، فإن امتنع من كل منهما طلق الحاكم عليه.
ب -الظهار: فأن يحرم زوجته ويقول لها: أنت علي كظهر أمي، أو نحوه من ألفاظ التحريم الصريحة، فهذا قد أتى منكرا من القول وزورا، وكذب أعظم كذب إذ شبه من هي حلال بمن هي أعظم المحرمات، وهي الأم.
- كفارة الظهار: أن يعتق رقبة من قبل أن يمسها فإن لم يجد صام شهرين متتابعين من قبل المسيس أيضا، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا، فبعد هذه الكفارة تحل له الزوجة وتنحل يمينه.
ج – اللعان: الزوج إذا رمى زوجته بالزنا، ولم يكن له على ذلك أربعة شهود، ولم تعترف بل أقامت على الإنكار، فعليه ما على من قذف المحصنات من جلد ثمانين جلدة إلا أن يلاعنها.
- صفة اللعان: أن يشهد أربع مرات أنه لمن الصادقين فيما رماها به من الزنا، ويقول في الخامسة داعيا على نفسه، وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين.
- ما يترتب على اللعان: الحد أو الحبس حتى تقر، إلا أن تقابله بلعان يدرأ عنها العذاب، بأن تقول أربعا: أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا، وتزيد في الخامسة وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، فعند ذلك يحصل الفراق الأبدي بينه وبينها.
- الحكمة من تخصيص الزوج بسقوط حد القذف عنه: أن الزوج محتاج، وربما كان مضطرا إلى رميها لنفي ما يلحقه من أولاد غيره ولحقه وإفساد فراشه.
الفوائد:
1 – أن الذي يولي من زوجته يتربص أربعة أشهر, فعليه أن يفيء ويكفر عن يمينه, أو يطلق.
2 – إذا امتنع المولي من الطلاق طلق الحاكم عليه.
3 – إذا فاء المولي ورجع تاب الله عليه.
4 – أن الظهار من أكذب الكذب وسماه الله عز وجل زورا ومنكر من القول.
5 – المظاهر لا تحل له زوجته إلا بعد أن يكفر.
6 – أن الرجل إذا رمى زوجته بالزنا وقع بينهما التلاعن.
7 – إذا لاعن الرجل زوجته حرمت عليه أبدا.
2. قصة نوح عليه السلام
- مدة بقاء البشر بعد آدم عليه السلام: بقي بعد آدم عليه السلام البشر قرونا طويلة وهم على الهدى والرشاد, ثم اختلوا وأدخلت عليهم الشياطين الشرور بطرق مختلفة.
- سبب عبادة قوم نوح للأصنام: لما مات أناس صالحون وهم ود وسواع ويغوث حزنوا عليهم وصوروا لهم تماثيل؛ ليتذكروهم ويتسلوا بهم, فلما هلك هؤلاء القوم واضمحل العلم عبدوا تلك الأصنام.

- بعثة نوح عليه السلام: لما انهمك هؤلاء القوم في عبادة الأصنام بعث الله نوحا عليه السلام يعرفونه ويعرفون صدقه وأمانته وكمال أخلاقه، فقال: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).
- تكذيب قوم نوح له وطلبهم طرد من معه: لما أمرهم نوح عليه السلام بعبادة الله وسفه آرائهم, وخوفه بعقوبات الدنيا والآخرة, قالوا ما أنت إلا بشر مثلنا, وطلبوا طرد المؤمنين معه استكبارا واستنكافا عن الحق.
- دعاء نوح عليه السلام على قومه: لما رأى أنهم لا ينتفعون بالتذكير ولا بالموعظة دعا الله بأن لا يجعل على الأرض من الكافرين ديارا.
- أمر الله لنوح أن يصنع الفلك: بعد أن دعا نوح ربه أن لا يجعل على الأرض من الكافرين ديارا, استجاب له ربه وأمره بصنع الفلك, وسخر منه قومه وهو يقوم بصنعها, فقال لهم: إن تسخروا منا الآن, فإنا سوف نسخر منكم إذا وقع الهلاك بكم.
- إغراق الأرض بالماء ونجاة نوح ومن معه, وهلاك الكافرين ومنهم ابنه: فلما جاء أمر الله تعالى انفجرت الأرض عيونا, وانهمر الماء من السماء, فالتقى الماء على أمر قد قدر, فكانت كالجبال مرعبة ومخيفة, فنجى الله تعالى نوح عليه السلام ومن آمن معه, وأغرق الكافرين بمن فيهم ابنه.
- هبوط نوح ومن معه من السفينة: بعد أن بلعت الأرض مائها, وأقلعت السماء عن المطر, هبط نوح ومن معه من السفينة وبارك الله في ذريته وجعلهم هم الباقين, وكان من أولي العزم من المرسلين، ومن الخمسة الذين تدور عليهم الشفاعة يوم القيامة، وهو أول الرسل إلى الناس، وهو الأب الثاني للبشر صلى الله عليه وسلم.
الفوائد:
1 – أن جميع الرسل متفقون على الدعوة إلى التوحيد الخالص, والنهي عن الشرك.
2 – أن نوح عليه السلام دعا قومه في كل وقت ليلا ونهار, سرا وجهارا, ورغبهم ورهبهم, وصبر عليهم وأقام البراهين وبين الآيات.
3 – الشبه التي يقولها أعداء الرسل ليس لها حظ من العلم والحقيقة عند كل عاقل.
4 – من مواريث أعداء الرسل, القدح في النيات, والتألي على الله تعالى أن لا يؤتيهم الله من فضله.
5 – أنه ينبغي الاستعانة بالله تعالى, وذكر اسمه, وحمده كثير, في كل حال عند النزول والركوب, وفي التقلبات والحركات, وعند النجاة من الكربات والمشقات.
6 – أن تقوى الله تعالى من أسباب كثرة الرزق والأولاد وقوة الأبدان, وهي السبب الوحيد الذي ليس هناك سبب سواه في نيل خير الآخرة، والسلامة من عقابها.
7 – أن النجاة من العقوبات الدنيوية للمؤمنين, وأما العقوبات الدنيوية العامة فتكون للكافرين, وتلحقهم توابعهم من الذرية والحيوان.
3. قصة صالح عليه السلام
- مساكن قوم صالح وأعمالهم: وهم عاد الثانية, وكانوا أهل حرث وزرع ومواش, وكانوا يتخذون السهول قصورا, وينحتون الجبال بيوتا متقنة.
- تكذيب قوم صالح له: فبعد أن من عليهم بالنعم كفروا بها, وعبدوا غير الله تعالى, فبعث لهم صالح رجل يعرفونه ويعرفون نسبه وصدقه وأمانته, فدعاهم إلى عبادة الله وحدة وترك ما يعبدون من دونه, فكذبوه واستكبروا عن دعوته واشمأزوا منها.
- ذكر آية صالح لقومه: وقد أيد الله صالح بالناقة آية لهم يرونها بأعينهم, تشرب يوم ويشربون يوم, ويذروها تأكل في أرض الله, فينتفع القبيلة بأسرها من ضرعها.
- عقر الناقة والتعاهد على قتل صالح: وكان في المدينة تسعة نفر من شياطينهم, وكانوا يقاوموا ما جاء به صالح, ويصدون عن سبيل الله, فعقدوا مجلسا عاما ليتفقوا فيه على عقر الناقة, فانتدب أشقاهم فعقرها, ثم أرادوا قتل صالح فتعاهدوا على ذلك وتكاتموا وحلفوا الأيمان على قتله, وقالوا: لنبيتنه وأهله ثم إذا ظن بنا أننا قتلناه حلفنا لأوليائه أننا ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون.
- عذاب الله على قوم صالح: لما رأى صالح ما حدث من قومه علم أنه سيأتيهم العذاب, فقال لهم: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام, فلما تمت الثلاثة أيام جاءتهم صيحة من فوقهم، ورجفة من أسفل منهم، فأصبحوا خامدين، ونجى الله صالحا ومن معه من المؤمنين.
الفوائد:
1 – من كذب واحدا من الأنبياء فقد كذب بهم جميعا, إذ أن دعوة الأنبياء واحدة.
2 – أن الله يهلك الأمم الطاغية عند تناهي طغيانها وتفاقم جرائمها, فكفرهم وتكذيبهم موجب لإهلاكهم.
3 – أن العقائد الباطلة المأخوذة عن الآباء والأجداد من أكبر الموانع لقبول الحق.
4. قصة داوود وسليمان عليهما السلام
- قوة داوود وشجاعته: كان عليه السلام من الجنود الذين اختارهم طالوت ليكون معه في الجيش لشجاعته وقوته وعلمه في السياسة ونظام الجيوش ,وكان إذا لاقى العدو رأى الخلق من شجاعته ما يعجب الناظرين, ولما برزوا لجالوت ظهرت هذه القوة والشجاعة وهزم جيش جالوت.
- اصطفاء داوود بالنبوة:نبَّأ الله داود وأعطاه الحكمة والملك القوي, وقوة في العبادة وبصيرة, وبأنه أواب لكمال معرفته بالله.
- تسخير الجبال والطير للتسبيح معه: وكان قد أعطاه الله تعالى صوتا حسنا لم يؤته أحد من العالمين, فكانت الجبال والطير يسبحن معه.
- عبادته: كان داوود عليه السلام ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما.
- عمله: ألان الله له الحديد، وعلَّمه صنعة الدروع الواقية في الحروب، وهو أول من صنع الدروع السردية ذوات الحلق التي يحصل فيها الوقاية وهي خفيفة المحمل.
- قصة الخصمين وعتاب الله له: أرسل الله تعالى ملكين بصورة خصمين إلى داوود فدخلا عليه المحراب ففزع منه؛ لأنهم دخلوا في وقت ليس مناسب له, فقالا لا تفزع وقصا عليه قصتهما, بأن أحدهما له تسع وتسعون نعجة والآخر له نعجة واحدة, فقال أعطينها, فقال له داوود لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه, وإن الخلطاء يبغي بعضهم على بعض إلا القليل منهم, ثم علم أنه هو المراد من القصة؛ فاستغفر ربه وأناب؛ فمحا عنه الذنب.
وراثة سليمان النبوة من داوود: فقد ورث سليمان أباه داوود العلم والحكم والنبوة, وزاده الله ملكا عظيما لم يحصل لأحد قبله ولا بعده.
- الآيات التي أعطيها سليمان عليه السلام: سخَّر الله له الريح تجري بأمره وتدبيره برخاء، وسخر الله له الجن والشياطين والعفاريت يعملون له الأعمال الفخمة بحسب إرادته ، وسخر له من الجنود من الإنس والجن والطير، فهم يوزعون بتدبير عجيب ونظام غريب، وعلَّمه منطق الطير وسائر الحيوانات، فكانت تخاطبه ويفهم ما تكلم به، ولهذا خاطب الهدهد وراجعه تلك المراجعة، وسمع النملة إذ نادت في قومها.
- قصة سليمان وملكة اليمن: جاء الهدهد إلى سليمان بالأخبار أن امرأة في اليمن تملكهم, وأعطيت من كل شيء ولها عرش عظيم, وكانوا يعبدون الشمس من دون الله تعالى, فأمره أن يلقي إليهم كتابه, بأن لا يعلوا عليه ويأتوه مسلمين, فلما قرأت الكتاب اجتمعت بقومها لكي يقرروا ماذا يفعلوا, فأرجعوا الأمر إليها, فأرسلت بهدية إلى سليمان, فرفض الهدية وقال: ما أعطاني الله خير مما أعطاكم.
إحضار عرش ملكة اليمن إلى سليمان: قال سليمان لجنوده: من يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين, قال عفريت من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك, وقال رجل عنده علم من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك, فلما رآه مستقرا عنده حمد ربه, وأرجع الفضل إليه سبحانه وتعالى.
إسلام ملكة اليمن: فلما جاءت إلى سليمان وقد غيروا لها عرشها, فلما جاءت قالوا لها: هل هذا عرشك , فقالت: كأنه هو, ولكن صدها ما كانت تعبد من دون الله تعالى, وقال لها سليمان: ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها, فقال لها سليمان: إنه صرح ممرد من قوارير, فقالت: إنني أسلمت لله رب العالمين مع سليمان.
- كذب الشياطين على سليمان: لما علم سليمان أن الجن يعلمون الناس السحر جمعهم وتوعدهم, وأخذ كتبهم ودفنها, فلما مات سليمان قالت الشياطين للإنس: إن ملك سليمان بني على السحر, واستخرجوا الكتب التي دفنها, وأشاعوا في الناس أنها مأخوذة من سليمان, فأكذبهم الله تعالى, وبرأ سليمان عليه السلام من كذبهم, وبين أن السحر من العلوم التي تضر ولا تنفع.
- ابتلاء الله لسليمان: وقد ألقى الله على كرسيه جسدا شيطانا؛ عتابا له على بعض الهفوات، وإرجاعا له إلى كمال الخضوع لربه, فاستغفر ربه وأناب.
- اختصاص الله تعالى سليمان بالعلم والحكمة وزيادة الفهم: فحينما احتكم شخصان لداوود, إذ دخلت الغنم زرع أحدهم فأكلت منه, فحكم داوود بأن يأخذ صاحب الزرع الغنم, لظنه أن ما أتلف من الزرع يساوي قيمة الغنم, ولكن حكم بينهما سليمان بأن يقوم صاحب الغنم بحرث الزرع حتى تعود كما كانت, ويأخذ صاحب الزرع الغنم يستفيد منها حتى يرجع الحرث كما كان.
- ومثله الحكم بين المرأتين اللتين خرجتا بطفليهما فعدى الذئب على ابن الكبرى, فاختصما على الطفل الآخر , فذهبا إلى داوود فحكم به إلى الكبرى, فلما ذهبوا إلى سليمان قال: ائتوني بسكين أشقه نصفين, فقالت الصغرى: يا نبي الله هو ابنها, فعلم أنها أمه فحكم به إليها.
الفوائد:
1 – أن ما يقصه الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم لتثبيت فؤاده, وتطمين قلبه.
2 – مدح الله تعالى لصفتي قوة القلب والبدن, لطاعة الله تعالى, والإنابة إليه ظاهرا وباطنا.
3 – من نعم الله تعالى على العبد أن يعطى العلم النافع, والحكمة في الحكم بين الناس.
4 – كمال اعتناء الله بأنبيائه وأصفيائه حينما يقع منهم الهفوات, وابتلائهم بما يزول عنه المحذور حتى يعودوا كما كانوا.
5 – أن الأنبياء معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى.
6 – أنه ينبغي استخدام الأدب عند الدخول على الناس, خصوصا الحكام والرؤساء.
7 – أنه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء أدب الخصم، وفعله ما لا ينبغي.
8 – جواز قول المظلوم لمن ظلمه أنت ظلمتني، أو: يا ظالم ونحوه.
9 – أن المنصوح ولو كان كبير القدر, فعليه أن يقبل النصيحة بلا غضب ولا اشمئزاز , مع شكر ناصحه.
10 - أن كل ما أشغل العبد عن طاعة مولاه فهو مشؤوم فليفارقه، وليقبل على ما هو أنفع له.
5. قصة ذي القرنين
- اصطفاء الله تعالى لذي القرنين: فقد كان ملكا صالحا, وقد أعطاه الله من القوة وأسباب الملك والفتوح ما لم يكن لغيره.
- ذكر الله تعالى لقصته في القرآن: ذكر الله من حسن سيرته ورحمته وقوة ملكه وتوسعه في المشارق والمغارب ما يحصل به المقصود التام من سيرته ومعرفة أحواله.
- إعطاء الله له من كل شيء سببا: أعطاه الله من كل شيء سببا يحصل به قوة الملك وعلم السياسة وحسن التدبير والسلاح الْمُخْضِع للأمم وكثرة الجنود وتسهيل المواصلات وجميع ما يحتاجه، ومع ذلك فقد عمل بالأسباب التي أعطيها، فما كل أحد يعطَى الأسباب النافعة، ولا كل من أُعطيها يتبعها ويعمل بها.
- غزوه أفريقية: غزا بجيوشه الجرارة أدنى أفريقية وأقصاها حتى بلغ البحر المحيط الغربي، فوصل إلى محل إذا غربت الشمس, فرأها كأنها تغرب في البحر, ولونه أسود كالحمئة, وكان هؤلاء القوم منهم المسلم والكافر والبر والفاجر, فقال له أحد الأنبياء أو العلماء: إما أن تعذب, وإما أن تتخذ فيهم حسنا, فقال: أما من ظلم فيعذب عذابا نكرا, وأما الذي آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى.
- وصوله إلى بلاد الصين: ثم وصل إلى بلاد الصين, وشواطئ البحر المحيط الهادي, ووجد قوما لا تسترهم الثياب, ولا يسترهم شيء عن الشمس, وليس لهم بيوت, وجد هؤلاء القوم الذين في أقصى المشرق بهذه الصفة والوحشية بمنزلة الوحوش التي تأوي إلى الغياض والغيران والأسراب منقطعين عن الناس.
- وصوله بين السدين: ثم وصل بين السدين وهو محل وسط منذ خلق الله الأرض,وهما سلاسل جبال عظيمة شاهقة متواصلة من تلك الفجوة، وهي الريع إلى البحار الشرقية والغربية وهي في بلاد الترك, فوجد هناك قوما لا يكادون يفقهون قولا؛ من بُعد لغتهم، وثقل فهمهم للغات الأمم, فقالوا له: إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبين هؤلاء سدا, فقال لهم: أعينوني بقوة, وآتوني قطع الحديد, فجعلها بين السدين, ثم نفخوا فيه حتى جعلوه نارا, فوضع عليه النحاس المذاب, فالتحم بعضه ببعض, وصارت جبلا متصلا بين السدين.
- مدة بقاء سد يأجوج ومأجوج: ثم قال لهم ذو القرنين: إن هذا السد بينكم وبين يأجوج ومأجوج إلى وقت وأجل محدد, فإذا جاء ذلك الأجل قدر الله للخلق من أسباب القوة والقدرة والصناعات والاختراعات الهائلة ما يمكن يأجوج ومأجوج من وطء بلادكم أيها المجاورون، بل ومن وطء مشارق الأرض ومغاربها وأقطارها.
الفوائد:
1 – أن صلاح العبد سببا في إعطاءه القوة والفتوح.
2 – على العبد اتخاذ الأسباب في كل أموره.
3 – أن الله تعالى يرفع بالعلم الرجل, ويجعله في المنازل العاليه.
4 – لا يستوي المسلم والكافر والبر والفاجر في الجزاء, فكل يحاسب حسب عمله.
5 – أن التعاون بين المسلمين يثمر القوة والمنعة.
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
- أول مقامات إنزال القرآن عليه صلى الله عليه وسلم: أنه قبل البعثة بغض إليه عبادة الأوثان, وقبيح الأقوال, وفطر فطرة سليمة مستعدة متهيئة لقول الحق علما وعملا, وكان يذهب إلى غار حراء فيتحنث فيها الليالي ذوات العدد.
- نزول جبريل عليه صلى الله عليه وسلم: لما بلغ أربعين سنة, وتمت قوته العقلية, وصلح لتلقي الرسالة, تبدى له جبريل عليه السلام, فأنزل عليه اقرأ, فجاءه بها جبريل وقال له: اقرأ، فأخبره أنه ليس بقارئ, فغطه جبريل مرتين أو ثلاثا ليهيئه لتلقي القرآن العظيم، ويتجرد قلبه وهمته وظاهره وباطنه لذلك، فنزلت هذه السورة التي فيها نبوته, فجاء إلى خديجة ترعد فرائصه من الفرق, فأخبرها الخبر, فقالت: والله لا يخزيك الله أبدا, فإنك تصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.
فترة الوحي: ثم فتر الوحي عنه فترة؛ ليشتاق إليه وليكون أعظم لموقعه عنده.-
- الأمر بالدعوة والإنذار: بعد فترة الوحي جاءه جبريل مرة أخرى, فانزعج ورجع إلى خديجة يقول: دثروني دثروني, فأنزل الله تعالى: (يا أيها المدثر قم فأنذر), فشمر صلى الله عليه وسلم عن عزمه، وصمم على الدعوة إلى ربه مع علمه أنه سيقاوم بهذا الأمر البعيد والقريب، وسيلقى كل معارضة من قومه ومن غيرهم وشدة.
- اعتناء الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم: أيد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وقواه بروح منه, ونزلت سورة الضحى, ردا على المكذبين على فترة الوحي.
- أعظم مقامات دعوته صلى الله عليه وسلم: الدعوة إلى التوحيد, والنهي عن الشرك, فدعا الناس لهذا, وقرره الله في كتابه, مبينا وجوب التوحيد وحسنه, وأنه طريق إلى دار كرامته, وأبطل الشرك والمذاهب الباطلة الضارة.
- الاستجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم: فاستجاب له الناس الواحد تلو الآخر,على شدة عظيمة من قومه, وقاومه قومه وغيرهم، وبغوا له الغوائل، وحرصوا على إطفاء دعوته بجهدهم وقولهم وفعلهم، وهو يجادلهم ويتحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وهم يعلمون أنه الصادق الأمين، ولكنهم يكابرون ويجحدون آيات الله.
- تكذيب قومه له صلى الله عليه وسلم: وكذب قومه القرآن جحودا واستكبارا وتكذيبا, وقال كبيرهم المغيرة: إن هذا إلا سحر يؤثر, إن هذا إلا قول البشر, ووطنوا أنفسهم على معاداته, وجعل الله في قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا, وذلك لاختيارهم الضلال ورغبتهم فيه, ولما ردوا نعمة الله أصم آذانهم وأعمى أبصارهم وأفئدتهم.
- تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المكذبين له: أنه كان يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة, ويجادلهم بالتي هي أحسن, ويدعوهم أفرادا ومتفرقين، ويذكرهم بالقرآن.
- أقوال الكافرين في القرآن: قالوا : إنه سحر، إنه كهانة، إنه شعر، إنه كذب، إنه أساطير؛ فجعلوا القرآن عضين، كل هذا أثر البغض الذي أحرق قلوبهم، حتى قالوا فيه مقالة المجانين، وكلما قالوا قولا من هذه الأقوال أنزل الله آيات يبطل بها ما قالوا، ويبين زورهم وافتراءهم وتناقضهم.
- من مقامات الكافرين معه صلى الله عليه وسلم: أنهم يسعون أشد السعي أن يكف عن عيب آلهتهم، والطعن في دينهم، ويحبون أن يتاركهم ويتاركوه؛ لأنهم يعرفون حق المعرفة أن الحقائق إذا بانت ظهر للخلق بطلان ما هم عليه.
- اقتراح الكافرين للآيات: فقد كانوا يقترحون الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم, فقالوا: أتنا بعذاب الله, أو أزل عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا, فيجيبهم الله عن هذه الأقوال بأن رسوله صلى الله عليه وسلم قد أيده الله بالآيات، والله أعلم بما ينزل من آياته، وأعلم بما هو أنفع لهم، وأنه قد حصل المقصود من بيان صدقه، وقامت الأدلة والبراهين على ذلك.
من أساليب قدح الكافرين فيه صلى الله عليه وسلم: وهم من حسدهم وحقدهم كانوا يقولون: لو أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من القريتين, وأنك لست بأولى بفضل الله منا.
- من مقاماته صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين: أنه كان بهم رؤف رحيم, وكان محبا لهم محبة تامة, والقيام معهم في كل أمورهم، وأنه لهم أرحم وأرأف من آبائهم وأمهاتهم، وأحنى عليهم من كل أحد.
- الإسراء والمعراج: وأسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه من الآيات, وعرج به إلى فوق السماء السابعة, وفرضت عليه الصلوات الخمس, وعلمه جبريل كيفيتها وأوقاتها.
- إسلام الأوس والخزرج: كانت اليهود يخبرون الأوس والخزرج أنهم ينتظرون نبي, وذكروا أوصافه, فبادر الأوس والخزرج بالاجتماع به صلى الله عليه وسلم والإيمان به, وأما اليهود فاستولى عليهم الحقد والحسد وكفروا به.
- التآمر على قتله صلى الله عليه وسلم: لما رأى كفار قريش أن امر النبي قد انتشر تشاوروا في بيت الندوة, واتفقوا على أن ينتخبوا من كل قبيلة رجلا شجاعا, فيقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم, ويتفرق دمه بين القبائل, ويرضون بالدية.
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم: لما اتفق الكفار على قتله صلى الله عليه وسلم, جاءه جبريل وأوحى إليه بالهجرة إلى المدينة, فخرج هو وأبو بكر, وجعل علي في فراشه, فلما جاء الفجر وجدوا عليا, فأخذوا يطلبون النبي في كل جهة, وجعلوا الجعالات لمن يأتي به, فهاجر إلى المدينة, وأذن له بالقتال, وجعل يرسل السريا, وفرضت في السنة الثانية الزكاة والصيام.
- وقعة بدر: وكانت في السنة الثانية للهجرة, وكانت بسبب عير وتجارة لقريش من الشام, خرج النبي لطلبها, وخرجت قريش لحمايتها, فتلاقوا في بدر, وانتصر المسلمون, وقتل صناديد قريش, ورجع إلى المدينة منصورا مظفرا.
- وقعة أحد: وكانت في السنة الثالثة للهجرة, وسببها أن المشركين تجهزوا لقتال المسلمين, حتى وصلوا لأطراف المدينة, فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه, والتقوا عند جبل أحد, وكانت الغلبة أولا للمسلمين, ثم لما نزل الرماة من الجبل وعصوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم, جاءت الخيل مع تلك الثغرة وكان ما كان, واستشهد من المسلمين في سبيل الله.
- غزوة الخندق: ثم في السنة الخامسة اتفق أهل الحجاز ونجد, وظاهرهم بني قريظة على غزو النبي صلى الله عليه وسلم, وكانوا عشرة آلاف مقاتل, وقصدوا المدينة, فلما سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم حفر خندق حول المدينة, وحاصر المشركون المدينة عدة أيام, وحال الخندق بينهم, فأرسل الله تعالى ريحا وجنودا مؤيدة للمؤمنين, ثم حاصر النبي بني قريظة, فنزلوا على حكم سعد بن معاذ بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم.
- صلح الحديبية: في سنة ست من الهجرة اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وكان لا يصد أحد عن البيت, فعزم المشركون على صدهم, ولما بلغ الحديبة ورأى ما عليه المشركين من حمية جاهلية دخل معهم في صلح لحقن الدماء في بيت الله الحرام، ولما في ذلك من المصالح، وصار الصلح على أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عامه هذا ولا يدخل البيت، ويكون القضاء من العام المقبل، وتضع الحرب أوزارها بينهم عشر سنين, وكان هذا الصلح فتحا للمسلمين في الدعوة إلى الله.
- فتح مكة: في سنة ثمان من الهجرة نقضت قريش صلح الحديبية, فجاء النبي صلى الله عليه وسلم معه عشرة آلاف, فدخل مكة وفتحها.
- غزوة تبوك: في سنة تسع من الهجرة غزا النبي تبوك وأوعوب المسلمون معه, ولم يتخلف عنها, إلا صاحب عذر أو منافق, وثلاثة من صلحاء المؤمنين, وكان الوقت شديدا، والحر شديدا، والعدو كثيرا، والعسرة مشتدة، فوصل إلى تبوك ومكث عشرين يوما ولم يحصل قتال فرجع إلى المدينة, ونزلت في شأنها آيات تثني على المؤمنين وتذم المنافقين, وتظهر التوبة على الثلاثة الصلحاء من المؤمنين.
- فرض الحج: في سنة تسع أو عشر فرض الحج على المسلمينوكان أبو بكر حج بالناس سنة تسع، ونبذ إلى المشركين عهودهم، وأتم عهود الذين لم ينقضوا، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين سنة عشر واستوعب المسلمين معه، وأعلمهم بمناسك الحج والعمرة بقوله وفعله، وأنزل الله الآيات التي في الحج وأحكامه، وأنزل الله يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
الفوائد:
1 – معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم من أنفع الأشياء لمعرفة تفسير كلام الله.
2 – أنه صلى الله عليه وسلم كانت فطرته سليمة حتى قبل مبعثه.
3 – على العبد أن يهيئ نفسه لقبول الحق في أي وقت.
4 – أنه ينبغي على العبد أن تكون له عبادة خاصة يتقرب بها إلى الله تعالى.
5 – الحث على التعلم والقراءة فنحن أمة اقرأ.
6 – أن الله تعالى رحيم بعباده, وأنه لا يترك أوليائه بل ينصرهم ويغنيهم ويعولهم.
7 – الدعوة إلى الله مع الصبر على أذى الخلق ونفرتهم.
8 – نفي النقص عن النبي صلى الله عليه وسلم, والبشارة بأن كل حال له هي أحسن مما قبلها.
9 – الدعوة إلى التوحيد, والنهي عن ضده وهو الشرك هي دعوة جميع الأنبياء.
10 – أن تكذيب الكافرين راجع إلى جحدهم, واستكبارهم, وتوطين أنفسهم على معاداة الحق.
11 – أن الله تعالى هدى المؤمنين لما في قلوبهم من طلب الحق والإذعان له.
12 – أن دعوة الرسل قائمة على الحكمة, والموعظة الحسنة, والجدال بالتي هي أحسن.
13 – أن الله تعالى أيد نبيه بالحجج والبراهين, ومن أقواها القرآن الكريم.
14 – أنه ينبغي على الداعي إلى الله أن لا يساير المدعوين على أهوائهم ورغباتهم.
15 – أن فرض الصلاة في السماء لدليل على عظم شأنها.
16 – أن الإسراء والمعراج كان سببا في تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم.
17 – أن الإيمان يكون بالأقوال والأفعال لا بالأقوال وحدها.
18 – أنه إذا وجد العبد نفسه غي قادر على الطاعة والدعوة, واستطاع أن يهاجر من المكان الذي هو فيه كان هذا هو الأفضل له.
19 – أن عدم الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم يكون سببا للهزيمة.
20 – أن الله تعالى يدافع عن عباده المؤمنين بجنوده التي نراها, والتي لا نراها.
21 – أن صلح الحديبية كان سببا لنصر المؤمنين وفتح مكة.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الثاني 1443هـ/7-11-2021م, 08:32 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الرابعة:
لخّص مسائل الموضوعات التالية وبيّن فوائد دراستها:
1. أحكام الطلاق والعدد والإيلاء والظهار.
أولا أحكام الطلاق والعدد:
1 – دليل أحكام الطلاق من القرآن:
قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ} إلى قوله: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} , وقال: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} [الطلاق: 1] الآيات [الطلاق: 1 وما بعدها] .
2 – صفة الطلاق المشروع: وذلك أن يطلقها مرة واحدة في طهر لم يجامعها فيه، أو يطلقها وهي حامل قد تبين حملها، أو وهي آيسة أو صغيرة.
3 – صفة الطلاق غير المشروع: فمن طلقها أكثر من واحدة، أو وهي حائض أو نفساء، أو في طهر قد وطئ فيه ولم يتبين حملها فإنه آثم متعد لحدود الله.
4 – الآثار المترتبة على الطلاق الرجعي: أن يراجعها مادامت في العدة, سواء رضيت أو كرهت, وهذا الطلاق يكون بطلقة واحدة أو اثنين بلا عوض.
5 – الآثار المترتبة على الطلاق الغير رجعي [غير الرجعي، الألف واللام لا تدخل على غير] : بأن يطلقها ثلاث, فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره نكاح رغبة لا نكاح تحليل, ويطأها ويطلقها رغبة في طلاقها, فله أن يراجعها. [برغبتها ومع توفر باقي شروط النكاح]
6 – الطلاق بعوض: ويكون بلفظ الطلاق أو الخلع أو الفداء أو غيره من الألفاظ, وهو مباح عند الحاجة, سواء كان العوض قليل أو كثير, ويحصل لها الفكاك منه, وإن أرادات العودة إليه يكون بعقد جديد.
7 – ليس لولي الزوجة أن يعارضها إذا أرادات العودة لزوجها بغضا له أو نكاية عليه, أو طمعا في ماله أو مالها.
8 – شرط الرجعة: هو أن يقيما حدود الله, وهو شرط معتبر في الرجعة والتراجع, وإلا فلا يتراجعا للضرر.
9 – أن الله تعالى بين هذه الأحكام, وعلمها لعباده ليعملوا بها ويقفوا عندها ولا يتجاوزوها, وحذر من اتخاذها هزوا.
10 – أحوال عدة المفارقة: أ - المفارقة بطلاق إن كانت تحيض باستكمال ثلاثة قروء من بعد وقوع الطلاق عليها.
ب - الآيسة والتي لم تحض لصغر ونحوه عدتها ثلاثة أشهر.
ج - المفارقة بموت زوجها تربص أربعة أشهر وعشرا.
د - لحامل من المفارقات في الحياة وبعد الممات عدتها بوضع الحمل.
الفوائد:
1 - المفارقة في الحياة بطلاق ونحوه ليس لزوجها عليها عدة إذا لم يدخل أو يخل بها، بل بمجرد ما يطلقها لها التزوج في الحال.
2 - العدة تثبت بالدخول، وكذلك الخلوة.
3 - العدة من حقوق الزوج؛ لتمكنه من الرجعة ولحفظ فراشه ومائه من الاختلاط.
4 – العدة من حقوق الزوجة أيضا؛ فإن المعتدة نوعان: نوع حامل لها النفقة بكل حال, ونوع غير حامل، وهي أيضا نوعان: مفارقة بائنة بموت أو فسخ أو خلع أو ثلاث أو عوض، فهؤلاء كلهن لا نفقة لهن ولا كسوة ولا مسكن إلا على وجه المعروف والإحسان, ومفارقة رجعية فما دامت في العدة فلها النفقة والكسوة والمسكن وتوابعها على الزوج، وحكمها حكم الزوجة التي في حباله في كل حال إلا في القسم فلا قسم له.
5 - في قوله: {وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ} [البقرة: 228] دليل على أمانتها على نفسها، وقبول قولها في وجود الحيض وانقطاعه.
6 - وفي قوله: {إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} [الأحزاب: 49] دليل على أنه لا يقع الطلاق إلا بعد النكاح.
7 - من علق طلاقا بنكاح امرأة لم ينعقد هذا التعليق، ولم يقع عليها شيء إذا نكحها؛ لأن النكاح لا يراد به خلاف مقصوده.
8 - وقوله: {فَمَتِّعُوهُنَّ} [الأحزاب: 49] فيه الأمر بتمتيع المفارقة بالطلاق قبل المسيس مطلقا.
9 - في آية البقرة الأمر بالتمتيع إذا لم يسم لها مهرا، فإن سمى لها مهرا فإنه يتنصف إذا طلقها قبل الدخول، ويكون نصف الصداق هو المتعة.
10 - سمى هذه الأحكام آيات؛ لأنها تدل أكبر دلالة على عنايته ولطفه بعباده، وأنه شرع لهم من الأحكام، الأحكام الصالحة لكل زمان ومكان، ولا يصلح العباد غيرها.
11 - ويستفاد من هذا معنى كلي نافع، وهو أنه ينبغي للعبد إذا أراد أن يدخل في أمر من الأمور مثل الأمور التي يترتب عليها حقوق كثيرة، ومثل الولايات الكبار والصغار والأمور المهمة أن يتأنى وينظر في نفسه وعاقبة أمره، فإن رأى من نفسه قوة على ذلك، ووثق بقيامه بما فيها من الحقوق تقدم إليها متوكلا على الله، وإلا أحجم واغتنم السلامة عن الدخول في الأمور الخطرة، وأمر تعالى الأزواج أن يمسكوا زوجاتهم بمعروف أو يسرحوهن بمعروف، فإن أمسكها أمسكها بعشرة حسنة، وإن فارقها فليكن على وجه الشرع بطمأنينة من غير مغاضبة ولا مشاتمة ولا عداوات تقع بينه وبينها، أو بينه وبين أهلها.
ثانيا أحكام الإيلاء والظهار:
1 – دليل أحكام الإيلاء والظهار واللعان من القرآن:
قال تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}, وقال في اللعان: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ} [النور: 6] الآيات. [النور: 6] ., قال: {الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا}
2 – الفرق بين الإيلاء والظهار واللعان:
أ – الإيلاء: هو الحلف بالله على ترك وطء زوجته أبدا، أو مدة طويلة تزيد على أربعة أشهر إذا كان قادرا على الوطء.
- ما يترتب على الإيلاء: - إن لم تطالبه الزوجة بالوطء ترك وشأنه, وإن وطء في هذه المدة حنث وعليه كفارة يمين, وإلا فلا شيء عليه.
- وإن طالبته بالوطء, أمر بذلك وجعل له أربعة أشهر، فإن فاء ورجع إلى الوطء فذلك هو المطلوب منه، وهو أحب الأمرين إلى الله، وإن أبى وامتنع ومضت الأربعة الأشهر وهو مصر على عدم وطئها وهي مقيمة على طلب حقها، أجبر على أحد أمرين: إما أن يفيء ويكفر كفارة يمين، وإما أن يطلق، فإن امتنع من كل منهما طلق الحاكم عليه.
ب -الظهار: فأن يحرم زوجته ويقول لها: أنت علي كظهر أمي، أو نحوه من ألفاظ التحريم الصريحة، فهذا قد أتى منكرا من القول وزورا، وكذب أعظم كذب إذ شبه من هي حلال بمن هي أعظم المحرمات، وهي الأم.
- كفارة الظهار: أن يعتق رقبة من قبل أن يمسها فإن لم يجد صام شهرين متتابعين من قبل المسيس أيضا، فإن لم يستطع أطعم ستين مسكينا، فبعد هذه الكفارة تحل له الزوجة وتنحل يمينه.
ج – اللعان: الزوج إذا رمى زوجته بالزنا، ولم يكن له على ذلك أربعة شهود، ولم تعترف بل أقامت على الإنكار، فعليه ما على من قذف المحصنات من جلد ثمانين جلدة إلا أن يلاعنها.
- صفة اللعان: أن يشهد أربع مرات أنه لمن الصادقين فيما رماها به من الزنا، ويقول في الخامسة داعيا على نفسه، وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين.
- ما يترتب على اللعان: الحد أو الحبس حتى تقر، إلا أن تقابله بلعان يدرأ عنها العذاب، بأن تقول أربعا: أشهد بالله إنه لمن الكاذبين فيما رماني به من الزنا، وتزيد في الخامسة وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين، فعند ذلك يحصل الفراق الأبدي بينه وبينها.
- الحكمة من تخصيص الزوج بسقوط حد القذف عنه: أن الزوج محتاج، وربما كان مضطرا إلى رميها لنفي ما يلحقه من أولاد غيره ولحقه وإفساد فراشه.
الفوائد:
1 – أن الذي يولي من زوجته يتربص أربعة أشهر, فعليه أن يفيء ويكفر عن يمينه, أو يطلق.
2 – إذا امتنع المولي من الطلاق طلق الحاكم عليه.
3 – إذا فاء المولي ورجع تاب الله عليه.
4 – أن الظهار من أكذب الكذب وسماه الله عز وجل زورا ومنكر من القول.
5 – المظاهر لا تحل له زوجته إلا بعد أن يكفر.
6 – أن الرجل إذا رمى زوجته بالزنا وقع بينهما التلاعن.
7 – إذا لاعن الرجل زوجته حرمت عليه أبدا.
2. قصة نوح عليه السلام
- مدة بقاء البشر بعد آدم عليه السلام: بقي بعد آدم عليه السلام البشر قرونا طويلة وهم على الهدى والرشاد, ثم اختلوا وأدخلت عليهم الشياطين الشرور بطرق مختلفة.
- سبب عبادة قوم نوح للأصنام: لما مات أناس صالحون وهم ود وسواع ويغوث حزنوا عليهم وصوروا لهم تماثيل؛ ليتذكروهم ويتسلوا بهم, فلما هلك هؤلاء القوم واضمحل العلم عبدوا تلك الأصنام.
- بعثة نوح عليه السلام: لما انهمك هؤلاء القوم في عبادة الأصنام بعث الله نوحا عليه السلام يعرفونه ويعرفون صدقه وأمانته وكمال أخلاقه، فقال: (يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره).
- تكذيب قوم نوح له وطلبهم طرد من معه: لما أمرهم نوح عليه السلام بعبادة الله وسفه آرائهم, وخوفه بعقوبات الدنيا والآخرة, قالوا ما أنت إلا بشر مثلنا, وطلبوا طرد المؤمنين معه استكبارا واستنكافا عن الحق.
- دعاء نوح عليه السلام على قومه: لما رأى أنهم لا ينتفعون بالتذكير ولا بالموعظة دعا الله بأن لا يجعل على الأرض من الكافرين ديارا.
- أمر الله لنوح أن يصنع الفلك: بعد أن دعا نوح ربه أن لا يجعل على الأرض من الكافرين ديارا, استجاب له ربه وأمره بصنع الفلك, وسخر منه قومه وهو يقوم بصنعها, فقال لهم: إن تسخروا منا الآن, فإنا سوف نسخر منكم إذا وقع الهلاك بكم.
- إغراق الأرض بالماء ونجاة نوح ومن معه, وهلاك الكافرين ومنهم ابنه: فلما جاء أمر الله تعالى انفجرت الأرض عيونا, وانهمر الماء من السماء, فالتقى الماء على أمر قد قدر, فكانت كالجبال مرعبة ومخيفة, فنجى الله تعالى نوح عليه السلام ومن آمن معه, وأغرق الكافرين بمن فيهم ابنه.
- هبوط نوح ومن معه من السفينة: بعد أن بلعت الأرض مائها, وأقلعت السماء عن المطر, هبط نوح ومن معه من السفينة وبارك الله في ذريته وجعلهم هم الباقين, وكان من أولي العزم من المرسلين، ومن الخمسة الذين تدور عليهم الشفاعة يوم القيامة، وهو أول الرسل إلى الناس، وهو الأب الثاني للبشر صلى الله عليه وسلم.
الفوائد:
1 – أن جميع الرسل متفقون على الدعوة إلى التوحيد الخالص, والنهي عن الشرك.
2 – أن نوح عليه السلام دعا قومه في كل وقت ليلا ونهار, سرا وجهارا, ورغبهم ورهبهم, وصبر عليهم وأقام البراهين وبين الآيات.
3 – الشبه التي يقولها أعداء الرسل ليس لها حظ من العلم والحقيقة عند كل عاقل.
4 – من مواريث أعداء الرسل, القدح في النيات, والتألي على الله تعالى أن لا يؤتيهم الله من فضله.
5 – أنه ينبغي الاستعانة بالله تعالى, وذكر اسمه, وحمده كثير, في كل حال عند النزول والركوب, وفي التقلبات والحركات, وعند النجاة من الكربات والمشقات.
6 – أن تقوى الله تعالى من أسباب كثرة الرزق والأولاد وقوة الأبدان, وهي السبب الوحيد الذي ليس هناك سبب سواه في نيل خير الآخرة، والسلامة من عقابها.
7 – أن النجاة من العقوبات الدنيوية للمؤمنين, وأما العقوبات الدنيوية العامة فتكون للكافرين, وتلحقهم توابعهم من الذرية والحيوان.
3. قصة صالح عليه السلام
- مساكن قوم صالح وأعمالهم: وهم عاد الثانية, وكانوا أهل حرث وزرع ومواش, وكانوا يتخذون السهول قصورا, وينحتون الجبال بيوتا متقنة.
- تكذيب قوم صالح له: فبعد أن من عليهم بالنعم كفروا بها, وعبدوا غير الله تعالى, فبعث لهم صالح رجل يعرفونه ويعرفون نسبه وصدقه وأمانته, فدعاهم إلى عبادة الله وحدة وترك ما يعبدون من دونه, فكذبوه واستكبروا عن دعوته واشمأزوا منها.
- ذكر آية صالح لقومه: وقد أيد الله صالح بالناقة آية لهم يرونها بأعينهم, تشرب يوم ويشربون يوم, ويذروها تأكل في أرض الله, فينتفع القبيلة بأسرها من ضرعها.
- عقر الناقة والتعاهد على قتل صالح: وكان في المدينة تسعة نفر من شياطينهم, وكانوا يقاوموا ما جاء به صالح, ويصدون عن سبيل الله, فعقدوا مجلسا عاما ليتفقوا فيه على عقر الناقة, فانتدب أشقاهم فعقرها, ثم أرادوا قتل صالح فتعاهدوا على ذلك وتكاتموا وحلفوا الأيمان على قتله, وقالوا: لنبيتنه وأهله ثم إذا ظن بنا أننا قتلناه حلفنا لأوليائه أننا ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون.
- عذاب الله على قوم صالح: لما رأى صالح ما حدث من قومه علم أنه سيأتيهم العذاب, فقال لهم: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام, فلما تمت الثلاثة أيام جاءتهم صيحة من فوقهم، ورجفة من أسفل منهم، فأصبحوا خامدين، ونجى الله صالحا ومن معه من المؤمنين.
الفوائد:
1 – من كذب واحدا من الأنبياء فقد كذب بهم جميعا, إذ أن دعوة الأنبياء واحدة.
2 – أن الله يهلك الأمم الطاغية عند تناهي طغيانها وتفاقم جرائمها, فكفرهم وتكذيبهم موجب لإهلاكهم.
3 – أن العقائد الباطلة المأخوذة عن الآباء والأجداد من أكبر الموانع لقبول الحق.
4. قصة داوود وسليمان عليهما السلام
- قوة داوود وشجاعته: كان عليه السلام من الجنود الذين اختارهم طالوت ليكون معه في الجيش لشجاعته وقوته وعلمه في السياسة ونظام الجيوش ,وكان إذا لاقى العدو رأى الخلق من شجاعته ما يعجب الناظرين, ولما برزوا لجالوت ظهرت هذه القوة والشجاعة وهزم جيش جالوت.
- اصطفاء داوود بالنبوة:نبَّأ الله داود وأعطاه الحكمة والملك القوي, وقوة في العبادة وبصيرة, وبأنه أواب لكمال معرفته بالله.
- تسخير الجبال والطير للتسبيح معه: وكان قد أعطاه الله تعالى صوتا حسنا لم يؤته أحد من العالمين, فكانت الجبال والطير يسبحن معه.
- عبادته: كان داوود عليه السلام ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما.
- عمله: ألان الله له الحديد، وعلَّمه صنعة الدروع الواقية في الحروب، وهو أول من صنع الدروع السردية ذوات الحلق التي يحصل فيها الوقاية وهي خفيفة المحمل.
- قصة الخصمين وعتاب الله له: أرسل الله تعالى ملكين بصورة خصمين إلى داوود فدخلا عليه المحراب ففزع منه؛ لأنهم دخلوا في وقت ليس مناسب له, فقالا لا تفزع وقصا عليه قصتهما, بأن أحدهما له تسع وتسعون نعجة والآخر له نعجة واحدة, فقال أعطينها, فقال له داوود لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه, وإن الخلطاء يبغي بعضهم على بعض إلا القليل منهم, ثم علم أنه هو المراد من القصة؛ فاستغفر ربه وأناب؛ فمحا عنه الذنب.
وراثة سليمان النبوة من داوود: فقد ورث سليمان أباه داوود العلم والحكم والنبوة, وزاده الله ملكا عظيما لم يحصل لأحد قبله ولا بعده.
- الآيات التي أعطيها سليمان عليه السلام: سخَّر الله له الريح تجري بأمره وتدبيره برخاء، وسخر الله له الجن والشياطين والعفاريت يعملون له الأعمال الفخمة بحسب إرادته ، وسخر له من الجنود من الإنس والجن والطير، فهم يوزعون بتدبير عجيب ونظام غريب، وعلَّمه منطق الطير وسائر الحيوانات، فكانت تخاطبه ويفهم ما تكلم به، ولهذا خاطب الهدهد وراجعه تلك المراجعة، وسمع النملة إذ نادت في قومها.
- قصة سليمان وملكة اليمن: جاء الهدهد إلى سليمان بالأخبار أن امرأة في اليمن تملكهم, وأعطيت من كل شيء ولها عرش عظيم, وكانوا يعبدون الشمس من دون الله تعالى, فأمره أن يلقي إليهم كتابه, بأن لا يعلوا عليه ويأتوه مسلمين, فلما قرأت الكتاب اجتمعت بقومها لكي يقرروا ماذا يفعلوا, فأرجعوا الأمر إليها, فأرسلت بهدية إلى سليمان, فرفض الهدية وقال: ما أعطاني الله خير مما أعطاكم.
إحضار عرش ملكة اليمن إلى سليمان: قال سليمان لجنوده: من يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين, قال عفريت من الجن: أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك, وقال رجل عنده علم من الكتاب: أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك, فلما رآه مستقرا عنده حمد ربه, وأرجع الفضل إليه سبحانه وتعالى.
إسلام ملكة اليمن: فلما جاءت إلى سليمان وقد غيروا لها عرشها, فلما جاءت قالوا لها: هل هذا عرشك , فقالت: كأنه هو, ولكن صدها ما كانت تعبد من دون الله تعالى, وقال لها سليمان: ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها, فقال لها سليمان: إنه صرح ممرد من قوارير, فقالت: إنني أسلمت لله رب العالمين مع سليمان.
- كذب الشياطين على سليمان: لما علم سليمان أن الجن يعلمون الناس السحر جمعهم وتوعدهم, وأخذ كتبهم ودفنها, فلما مات سليمان قالت الشياطين للإنس: إن ملك سليمان بني على السحر, واستخرجوا الكتب التي دفنها, وأشاعوا في الناس أنها مأخوذة من سليمان, فأكذبهم الله تعالى, وبرأ سليمان عليه السلام من كذبهم, وبين أن السحر من العلوم التي تضر ولا تنفع.
- ابتلاء الله لسليمان: وقد ألقى الله على كرسيه جسدا شيطانا؛ عتابا له على بعض الهفوات، وإرجاعا له إلى كمال الخضوع لربه, فاستغفر ربه وأناب.
- اختصاص الله تعالى سليمان بالعلم والحكمة وزيادة الفهم: فحينما احتكم شخصان لداوود, إذ دخلت الغنم زرع أحدهم فأكلت منه, فحكم داوود بأن يأخذ صاحب الزرع الغنم, لظنه أن ما أتلف من الزرع يساوي قيمة الغنم, ولكن حكم بينهما سليمان بأن يقوم صاحب الغنم بحرث الزرع حتى تعود كما كانت, ويأخذ صاحب الزرع الغنم يستفيد منها حتى يرجع الحرث كما كان.
- ومثله الحكم بين المرأتين اللتين خرجتا بطفليهما فعدى الذئب على ابن الكبرى, فاختصما على الطفل الآخر , فذهبا إلى داوود فحكم به إلى الكبرى, فلما ذهبوا إلى سليمان قال: ائتوني بسكين أشقه نصفين, فقالت الصغرى: يا نبي الله هو ابنها, فعلم أنها أمه فحكم به إليها.
الفوائد:
1 – أن ما يقصه الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم لتثبيت فؤاده, وتطمين قلبه.
2 – مدح الله تعالى لصفتي قوة القلب والبدن, لطاعة الله تعالى, والإنابة إليه ظاهرا وباطنا.
3 – من نعم الله تعالى على العبد أن يعطى العلم النافع, والحكمة في الحكم بين الناس.
4 – كمال اعتناء الله بأنبيائه وأصفيائه حينما يقع منهم الهفوات, وابتلائهم بما يزول عنه المحذور حتى يعودوا كما كانوا.
5 – أن الأنبياء معصومون فيما يبلغون عن الله تعالى.
6 – أنه ينبغي استخدام الأدب عند الدخول على الناس, خصوصا الحكام والرؤساء.
7 – أنه لا يمنع الحاكم من الحكم بالحق سوء أدب الخصم، وفعله ما لا ينبغي.
8 – جواز قول المظلوم لمن ظلمه أنت ظلمتني، أو: يا ظالم ونحوه.
9 – أن المنصوح ولو كان كبير القدر, فعليه أن يقبل النصيحة بلا غضب ولا اشمئزاز , مع شكر ناصحه.
10 - أن كل ما أشغل العبد عن طاعة مولاه فهو مشؤوم فليفارقه، وليقبل على ما هو أنفع له.
5. قصة ذي القرنين
- اصطفاء الله تعالى لذي القرنين: فقد كان ملكا صالحا, وقد أعطاه الله من القوة وأسباب الملك والفتوح ما لم يكن لغيره.
- ذكر الله تعالى لقصته في القرآن: ذكر الله من حسن سيرته ورحمته وقوة ملكه وتوسعه في المشارق والمغارب ما يحصل به المقصود التام من سيرته ومعرفة أحواله.
- إعطاء الله له من كل شيء سببا: أعطاه الله من كل شيء سببا يحصل به قوة الملك وعلم السياسة وحسن التدبير والسلاح الْمُخْضِع للأمم وكثرة الجنود وتسهيل المواصلات وجميع ما يحتاجه، ومع ذلك فقد عمل بالأسباب التي أعطيها، فما كل أحد يعطَى الأسباب النافعة، ولا كل من أُعطيها يتبعها ويعمل بها.
- غزوه أفريقية: غزا بجيوشه الجرارة أدنى أفريقية وأقصاها حتى بلغ البحر المحيط الغربي، فوصل إلى محل إذا غربت الشمس, فرأها كأنها تغرب في البحر, ولونه أسود كالحمئة, وكان هؤلاء القوم منهم المسلم والكافر والبر والفاجر, فقال له أحد الأنبياء أو العلماء: إما أن تعذب, وإما أن تتخذ فيهم حسنا, فقال: أما من ظلم فيعذب عذابا نكرا, وأما الذي آمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى.
- وصوله إلى بلاد الصين: ثم وصل إلى بلاد الصين, وشواطئ البحر المحيط الهادي, ووجد قوما لا تسترهم الثياب, ولا يسترهم شيء عن الشمس, وليس لهم بيوت, وجد هؤلاء القوم الذين في أقصى المشرق بهذه الصفة والوحشية بمنزلة الوحوش التي تأوي إلى الغياض والغيران والأسراب منقطعين عن الناس.
- وصوله بين السدين: ثم وصل بين السدين وهو محل وسط منذ خلق الله الأرض,وهما سلاسل جبال عظيمة شاهقة متواصلة من تلك الفجوة، وهي الريع إلى البحار الشرقية والغربية وهي في بلاد الترك, فوجد هناك قوما لا يكادون يفقهون قولا؛ من بُعد لغتهم، وثقل فهمهم للغات الأمم, فقالوا له: إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبين هؤلاء سدا, فقال لهم: أعينوني بقوة, وآتوني قطع الحديد, فجعلها بين السدين, ثم نفخوا فيه حتى جعلوه نارا, فوضع عليه النحاس المذاب, فالتحم بعضه ببعض, وصارت جبلا متصلا بين السدين.
- مدة بقاء سد يأجوج ومأجوج: ثم قال لهم ذو القرنين: إن هذا السد بينكم وبين يأجوج ومأجوج إلى وقت وأجل محدد, فإذا جاء ذلك الأجل قدر الله للخلق من أسباب القوة والقدرة والصناعات والاختراعات الهائلة ما يمكن يأجوج ومأجوج من وطء بلادكم أيها المجاورون، بل ومن وطء مشارق الأرض ومغاربها وأقطارها.
الفوائد:
1 – أن صلاح العبد سببا في إعطاءه القوة والفتوح.
2 – على العبد اتخاذ الأسباب في كل أموره.
3 – أن الله تعالى يرفع بالعلم الرجل, ويجعله في المنازل العاليه.
4 – لا يستوي المسلم والكافر والبر والفاجر في الجزاء, فكل يحاسب حسب عمله.
5 – أن التعاون بين المسلمين يثمر القوة والمنعة.
6. قصة نبيّنا محمد خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم.
- أول مقامات إنزال القرآن عليه صلى الله عليه وسلم: أنه قبل البعثة بغض إليه عبادة الأوثان, وقبيح الأقوال, وفطر فطرة سليمة مستعدة متهيئة لقول الحق علما وعملا, وكان يذهب إلى غار حراء فيتحنث فيها الليالي ذوات العدد.
- نزول جبريل عليه صلى الله عليه وسلم: لما بلغ أربعين سنة, وتمت قوته العقلية, وصلح لتلقي الرسالة, تبدى له جبريل عليه السلام, فأنزل عليه اقرأ, فجاءه بها جبريل وقال له: اقرأ، فأخبره أنه ليس بقارئ, فغطه جبريل مرتين أو ثلاثا ليهيئه لتلقي القرآن العظيم، ويتجرد قلبه وهمته وظاهره وباطنه لذلك، فنزلت هذه السورة التي فيها نبوته, فجاء إلى خديجة ترعد فرائصه من الفرق, فأخبرها الخبر, فقالت: والله لا يخزيك الله أبدا, فإنك تصل الرحم، وتقري الضيف، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق.
فترة الوحي: ثم فتر الوحي عنه فترة؛ ليشتاق إليه وليكون أعظم لموقعه عنده.-
- الأمر بالدعوة والإنذار: بعد فترة الوحي جاءه جبريل مرة أخرى, فانزعج ورجع إلى خديجة يقول: دثروني دثروني, فأنزل الله تعالى: (يا أيها المدثر قم فأنذر), فشمر صلى الله عليه وسلم عن عزمه، وصمم على الدعوة إلى ربه مع علمه أنه سيقاوم بهذا الأمر البعيد والقريب، وسيلقى كل معارضة من قومه ومن غيرهم وشدة.
- اعتناء الله تعالى برسوله صلى الله عليه وسلم: أيد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وقواه بروح منه, ونزلت سورة الضحى, ردا على المكذبين على فترة الوحي.
- أعظم مقامات دعوته صلى الله عليه وسلم: الدعوة إلى التوحيد, والنهي عن الشرك, فدعا الناس لهذا, وقرره الله في كتابه, مبينا وجوب التوحيد وحسنه, وأنه طريق إلى دار كرامته, وأبطل الشرك والمذاهب الباطلة الضارة.
- الاستجابة لدعوته صلى الله عليه وسلم: فاستجاب له الناس الواحد تلو الآخر,على شدة عظيمة من قومه, وقاومه قومه وغيرهم، وبغوا له الغوائل، وحرصوا على إطفاء دعوته بجهدهم وقولهم وفعلهم، وهو يجادلهم ويتحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وهم يعلمون أنه الصادق الأمين، ولكنهم يكابرون ويجحدون آيات الله.
- تكذيب قومه له صلى الله عليه وسلم: وكذب قومه القرآن جحودا واستكبارا وتكذيبا, وقال كبيرهم المغيرة: إن هذا إلا سحر يؤثر, إن هذا إلا قول البشر, ووطنوا أنفسهم على معاداته, وجعل الله في قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا, وذلك لاختيارهم الضلال ورغبتهم فيه, ولما ردوا نعمة الله أصم آذانهم وأعمى أبصارهم وأفئدتهم.
- تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع المكذبين له: أنه كان يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة, ويجادلهم بالتي هي أحسن, ويدعوهم أفرادا ومتفرقين، ويذكرهم بالقرآن.
- أقوال الكافرين في القرآن: قالوا : إنه سحر، إنه كهانة، إنه شعر، إنه كذب، إنه أساطير؛ فجعلوا القرآن عضين، كل هذا أثر البغض الذي أحرق قلوبهم، حتى قالوا فيه مقالة المجانين، وكلما قالوا قولا من هذه الأقوال أنزل الله آيات يبطل بها ما قالوا، ويبين زورهم وافتراءهم وتناقضهم.
- من مقامات الكافرين معه صلى الله عليه وسلم: أنهم يسعون أشد السعي أن يكف عن عيب آلهتهم، والطعن في دينهم، ويحبون أن يتاركهم ويتاركوه؛ لأنهم يعرفون حق المعرفة أن الحقائق إذا بانت ظهر للخلق بطلان ما هم عليه.
- اقتراح الكافرين للآيات: فقد كانوا يقترحون الآيات على النبي صلى الله عليه وسلم, فقالوا: أتنا بعذاب الله, أو أزل عنا جبال مكة، واجعل لنا فيها أنهارا وعيونا, فيجيبهم الله عن هذه الأقوال بأن رسوله صلى الله عليه وسلم قد أيده الله بالآيات، والله أعلم بما ينزل من آياته، وأعلم بما هو أنفع لهم، وأنه قد حصل المقصود من بيان صدقه، وقامت الأدلة والبراهين على ذلك.
من أساليب قدح الكافرين فيه صلى الله عليه وسلم: وهم من حسدهم وحقدهم كانوا يقولون: لو أنزل هذا القرآن على رجل عظيم من القريتين, وأنك لست بأولى بفضل الله منا.
- من مقاماته صلى الله عليه وسلم مع المؤمنين: أنه كان بهم رؤف رحيم, وكان محبا لهم محبة تامة, والقيام معهم في كل أمورهم، وأنه لهم أرحم وأرأف من آبائهم وأمهاتهم، وأحنى عليهم من كل أحد.
- الإسراء والمعراج: وأسري به صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ليريه من الآيات, وعرج به إلى فوق السماء السابعة, وفرضت عليه الصلوات الخمس, وعلمه جبريل كيفيتها وأوقاتها.
- إسلام الأوس والخزرج: كانت اليهود يخبرون الأوس والخزرج أنهم ينتظرون نبي, وذكروا أوصافه, فبادر الأوس والخزرج بالاجتماع به صلى الله عليه وسلم والإيمان به, وأما اليهود فاستولى عليهم الحقد والحسد وكفروا به.
- التآمر على قتله صلى الله عليه وسلم: لما رأى كفار قريش أن امر النبي قد انتشر تشاوروا في بيت الندوة, واتفقوا على أن ينتخبوا من كل قبيلة رجلا شجاعا, فيقتلوا النبي صلى الله عليه وسلم, ويتفرق دمه بين القبائل, ويرضون بالدية.
هجرة النبي صلى الله عليه وسلم: لما اتفق الكفار على قتله صلى الله عليه وسلم, جاءه جبريل وأوحى إليه بالهجرة إلى المدينة, فخرج هو وأبو بكر, وجعل علي في فراشه, فلما جاء الفجر وجدوا عليا, فأخذوا يطلبون النبي في كل جهة, وجعلوا الجعالات لمن يأتي به, فهاجر إلى المدينة, وأذن له بالقتال, وجعل يرسل السريا, وفرضت في السنة الثانية الزكاة والصيام.
- وقعة بدر: وكانت في السنة الثانية للهجرة, وكانت بسبب عير وتجارة لقريش من الشام, خرج النبي لطلبها, وخرجت قريش لحمايتها, فتلاقوا في بدر, وانتصر المسلمون, وقتل صناديد قريش, ورجع إلى المدينة منصورا مظفرا.
- وقعة أحد: وكانت في السنة الثالثة للهجرة, وسببها أن المشركين تجهزوا لقتال المسلمين, حتى وصلوا لأطراف المدينة, فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه, والتقوا عند جبل أحد, وكانت الغلبة أولا للمسلمين, ثم لما نزل الرماة من الجبل وعصوا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم, جاءت الخيل مع تلك الثغرة وكان ما كان, واستشهد من المسلمين في سبيل الله.
- غزوة الخندق: ثم في السنة الخامسة اتفق أهل الحجاز ونجد, وظاهرهم بني قريظة على غزو النبي صلى الله عليه وسلم, وكانوا عشرة آلاف مقاتل, وقصدوا المدينة, فلما سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم حفر خندق حول المدينة, وحاصر المشركون المدينة عدة أيام, وحال الخندق بينهم, فأرسل الله تعالى ريحا وجنودا مؤيدة للمؤمنين, ثم حاصر النبي بني قريظة, فنزلوا على حكم سعد بن معاذ بأن تقتل مقاتلتهم، وتسبى ذراريهم.
- صلح الحديبية: في سنة ست من الهجرة اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه, وكان لا يصد أحد عن البيت, فعزم المشركون على صدهم, ولما بلغ الحديبة ورأى ما عليه المشركين من حمية جاهلية دخل معهم في صلح لحقن الدماء في بيت الله الحرام، ولما في ذلك من المصالح، وصار الصلح على أن يرجع النبي صلى الله عليه وسلم عامه هذا ولا يدخل البيت، ويكون القضاء من العام المقبل، وتضع الحرب أوزارها بينهم عشر سنين, وكان هذا الصلح فتحا للمسلمين في الدعوة إلى الله.
- فتح مكة: في سنة ثمان من الهجرة نقضت قريش صلح الحديبية, فجاء النبي صلى الله عليه وسلم معه عشرة آلاف, فدخل مكة وفتحها.
- غزوة تبوك: في سنة تسع من الهجرة غزا النبي تبوك وأوعوب المسلمون معه, ولم يتخلف عنها, إلا صاحب عذر أو منافق, وثلاثة من صلحاء المؤمنين, وكان الوقت شديدا، والحر شديدا، والعدو كثيرا، والعسرة مشتدة، فوصل إلى تبوك ومكث عشرين يوما ولم يحصل قتال فرجع إلى المدينة, ونزلت في شأنها آيات تثني على المؤمنين وتذم المنافقين, وتظهر التوبة على الثلاثة الصلحاء من المؤمنين.
- فرض الحج: في سنة تسع أو عشر فرض الحج على المسلمينوكان أبو بكر حج بالناس سنة تسع، ونبذ إلى المشركين عهودهم، وأتم عهود الذين لم ينقضوا، ثم حج النبي صلى الله عليه وسلم بالمسلمين سنة عشر واستوعب المسلمين معه، وأعلمهم بمناسك الحج والعمرة بقوله وفعله، وأنزل الله الآيات التي في الحج وأحكامه، وأنزل الله يوم عرفة: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}.
الفوائد:
1 – معرفة سيرته صلى الله عليه وسلم من أنفع الأشياء لمعرفة تفسير كلام الله.
2 – أنه صلى الله عليه وسلم كانت فطرته سليمة حتى قبل مبعثه.
3 – على العبد أن يهيئ نفسه لقبول الحق في أي وقت.
4 – أنه ينبغي على العبد أن تكون له عبادة خاصة يتقرب بها إلى الله تعالى.
5 – الحث على التعلم والقراءة فنحن أمة اقرأ.
6 – أن الله تعالى رحيم بعباده, وأنه لا يترك أوليائه بل ينصرهم ويغنيهم ويعولهم.
7 – الدعوة إلى الله مع الصبر على أذى الخلق ونفرتهم.
8 – نفي النقص عن النبي صلى الله عليه وسلم, والبشارة بأن كل حال له هي أحسن مما قبلها.
9 – الدعوة إلى التوحيد, والنهي عن ضده وهو الشرك هي دعوة جميع الأنبياء.
10 – أن تكذيب الكافرين راجع إلى جحدهم, واستكبارهم, وتوطين أنفسهم على معاداة الحق.
11 – أن الله تعالى هدى المؤمنين لما في قلوبهم من طلب الحق والإذعان له.
12 – أن دعوة الرسل قائمة على الحكمة, والموعظة الحسنة, والجدال بالتي هي أحسن.
13 – أن الله تعالى أيد نبيه بالحجج والبراهين, ومن أقواها القرآن الكريم.
14 – أنه ينبغي على الداعي إلى الله أن لا يساير المدعوين على أهوائهم ورغباتهم.
15 – أن فرض الصلاة في السماء لدليل على عظم شأنها.
16 – أن الإسراء والمعراج كان سببا في تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم.
17 – أن الإيمان يكون بالأقوال والأفعال لا بالأقوال وحدها.
18 – أنه إذا وجد العبد نفسه غي قادر على الطاعة والدعوة, واستطاع أن يهاجر من المكان الذي هو فيه كان هذا هو الأفضل له.
19 – أن عدم الامتثال لأمر النبي صلى الله عليه وسلم يكون سببا للهزيمة.
20 – أن الله تعالى يدافع عن عباده المؤمنين بجنوده التي نراها, والتي لا نراها.
21 – أن صلح الحديبية كان سببا لنصر المؤمنين وفتح مكة.
والله أعلم


التقويم: أ+

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.
يمكنك تعزيز الفوائد بذكر وجه الاستدلال، خصوصًا قصص الأنبياء والفوائد السلوكية المتعلقة بها.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, العاشر

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:51 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir