بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه واستن بسنته إلى يوم الدين .
أما بعد ,
أمران لا ثالث لهما : إتباع السنة ، وإتباع الهوى .
فمن أراد إتباع السنة فإنه سيأخذ بجادّة الطريق ،
وهي : النصوص المُحْكمة وعمل السلف الصالح وسبيلهم .
ومن أراد إتباع هواه فسيسلك لذلك بُنيَّات الطريق ،
وسيجد هنالك : عمومات ، أو قياسًا ، أو قول صحابي أو تابعي ، أو رأيًا لبعض أهل العلم ، جميع هذه في ظاهرها أدلة ، وما هي - عند التحقيق - بأدلة .
وكلُّ صاحب مذهب لا يعجزه أن يستدل لمذهبه بدليل شرعي ؛ صحَّ أو لم يصح ، والحقُّ - يا مبتغيه - إنما يُبتغى في إتباع الدليل الناصع واقتفاء السبيل الواضح ، لا في موافقة جمهور الناس ومجاراتهم ، والتوسعة عليهم .
واعلم أن المتعرِّض لمثل هذا الأمر - أعني مخالفة جمهور الناس وعوائدهم - ينحو نحو الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى في العمل حيث قال : ألا وإني أُعالج أمرًا لا يعين عليه إلا الله ، قد فني عليه الكبير ، وكبر عليه الصغير ، وفصح عليه الأعجمي ، وهاجر عليه الأعرابي حتى حسبوه دينًا لا يرون الحق غيره
من كتاب : قواعد معرفة البدع
للشيخ : محمد بن حسين الجيزاني