دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثالث

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 10 جمادى الأولى 1443هـ/14-12-2021م, 02:49 PM
أفراح قلندة أفراح قلندة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 141
افتراضي

فسير قوله تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا (6) )
•مسائل علوم الآية:
القراءات :
-وطئا: فيها قراءتان :
1. قرأته عامة قراء مكة والمدينة والكوفة {أشد وطئا} بفتح الواو وسكون الطاء.
2. وقرأ ذلك بعض قراء البصرة ومكة والشام: (وطاء) بكسر الواو ومد الألف على أنه مصدر من قول القائل: واطأ اللسان القلب مواطأة ووطاء.
- قال الطبري: والصواب من القول في ذلك عندنا أنهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب»(1)
- وقال الرازي: فيه وجهان الأول: قال الفراء: أشد ثبات قدم، لأن النهار يضطرب فيه الناس ويتقلبون فيه للمعاش، والثاني: أثقل وأغلظ على المصلي من صلاة النهار، وهو من قولك: اشتدت على القوم وطأة سلطانهم إذا ثقل عليهم معاملتهم معه، وفي الحديث: «اللهم اشدد وطأتك على مضر» فأعلم الله نبيه أن الثواب في قيام الليل على قدر شدة الوطأة وثقلها، ونظيره ، قوله عليه الصلاة والسلام: «أفضل العبادات أحمزها» أي أشقها. واختار أبو عبيدة القراءة الأولى، قال: لأنه تعالى لما أمره بقيام الليل ذكر هذه الآية، فكأنه قال: إنما أمرتك بصلاة الليل لأن موافقة القلب واللسان فيه أكمل، وأيضا الخواطر الليلية إلى المكاشفات الروحانية أتم.(2)

- أقوم قيلا قرأت وأصوب قيلا:
قال الحافظ أبو يعلى الموصليّ: حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، حدّثنا أبو أسامة، حدّثنا الأعمش، أنّ أنس بن مالكٍ قرأ هذه الآية: "إن ناشئة اللّيل هي أشدّ وطئًا وأصوب قيلًا" فقال له رجلٌ: إنّما نقرؤها {وأقوم قيلا} فقال له: إنّ أصوب وأقوم وأهيأ وأشباه هذا واحدٌ.(3)

•المعنى اللغوي:
- ناشئة:
نَشَأَتْ تَنْشَأُ نَشْأً فَهِيَ نَاشِئَةٌ، وَالْإِنْشَاءُ الْإِحْدَاثُ، فَكُلُّ مَا حَدَثَ [فَهُوَ نَاشِئٌ] فَإِنَّهُ يُقَالُ لِلذَّكَرِ نَاشِئٌ وَلِلْمُؤَنَّثِ نَاشِئَةٌ(4)
- وطئا:
أي مواطأة وملاءمة وموافقة، وهي مصدر يقال: واطأت فلانا على كذا مواطأة ووطأة ومنه ليواطؤا عدة ما حرم الله [التوبة: 37] أي ليوافقوا (5)
- أقوم:
بمعنى أفضل وأنفع (6)

•مسائل تفسيرية:
- مناسبة الآية لما قبلها:
جاءت الآية تبّين الحِكْمَةَ في أَمْرِ سبحانه بقيامِ الليلِ (7) ذكره السعدي.
- المراد بـ( ناشئة الليل)
فيه أقولان:
القول الأول: أنها عبارة عن الأمور التي تحدث في ساعات الليل(8)
فقيل قيام الليل وهو رواية عن ابن عبّاسٍ: نشأ: قام بالحبشة. ذكره ابن كثير(9) ، يُقالُ لقيامِ الليلِ: ناشئةٌ. إذا كانَ بعدَ نَومٍ، فإذا نِمْتَ مِن أوَّلِ الليلِ ثم قُمتَ فتلكَ الْمَنْشَأَةُ والنشأةُ. قال به الأشقر(10) وكذلك ذكره به السعدي(11) .
القول الثاني: أنها عبارة عن ساعات الليل(12)
فقيل اللّيل كلّه ناشئةٌ وهو قول عمر، وابن عبّاسٍ، وابن الزّبير. وكذا قال مجاهد، وغير واحد، ذكرهم ابن كثير(13) ، وقيل بعد العشاء وهي روايةٍ عن مجاهدٍ وكذا قال أبو مجلز، وقتادة، وسالمٌ وأبو حازمٍ، ومحمّد بن المنكدر. ذكرهم ابن كثير(14)
ورجح ابن كثير القول الثاني إذ قال : والغرض أنّ ناشئة اللّيل هي: ساعاته وأوقاته، وكلّ ساعةٍ منه تسمّى ناشئةً، وهي الآنّات(15) .
- المقصود ب(أشد وطئا)
فيه قولين:
القول الأول: أنّ قيام اللّيل هو أشدّ مواطأةً بين القلب واللّسان، وأقرب إلى تحصيل مقصود القرآن. ذكره ابن كثير والسعدي.
القول الثاني: أثْقَلُ على المصلِّي مِن صلاةِ النهارِ؛ لأنَّ الليلَ للنومِ (16) قال به الأشقر
- المقصود ب(وأقوم قيلا)
قال ابن عباس: أحسن لفظا، قال ابن قتيبة: لأن الليل تهدأ فيه الأصوات وتنقطع فيه الحركات ويخلص القول، ولا يكون دون تسمعه وتفهمه حائل وأجمع على التّلاوة؛ وأجمع للخاطر في أداء القراءة وتفهّمها من قيام النّهار ولهذا قال: {إنّ لك في النّهار سبحًا طويلا} قال به ابن كثير (17) وكذلك ذكره السعدي(18) والرازي(19) .

•المعنى الإجمالي:
والمعنى: يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا منه للعبادة والطاعة. فإن العبادة الناشئة بالليل. هي أشد مواطأة وموافقة لإصلاح القلب، وتهذيب النفس، وأقوم قولا، وأنفع وقعا، وأفضل قراءة من عبادة النهار، لأن العبادة الناشئة بالليل يصحبها ما يصحبها من الخشوع والإخلاص، لهدوء الأصوات بالليل، وتفرغ العابد تفرغا تاما لعبادة ربه(20)

-------------------
المراجع:
1. الطبري، محمد بن جرير بن يزيد ، تفسير الطبري = جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تحقيق: الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي بالتعاون مع مركز البحوث والدراسات الإسلامية بدار هجر الدكتور عبد السند حسن يمامة، الناشر: دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، الطبعة: الأولى، ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م (23/ 369)
2. فخر الدين الرازي، أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسن ، مفاتيح الغيب ، الناشر: دار إحياء التراث العربي – بيروت، الطبعة: الثالثة - 1420 هـ (30/ 685):
3. ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل بن عمر، تفسير ابن كثير، المحقق: محمد حسين شمس الدين، الناشر: دار الكتب العلمية، منشورات محمد علي بيضون – بيروت، الطبعة: الأولى - ١٤١٩ هـ (8/ 263)
4. تفسير الرازي (30/ 684)
5. المرجع السابق (30\685)
6. الطنطاوي، محمد سيد، التفسير الوسيط لطنطاوي، الناشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، الفجالة – القاهرة، الطبعة: الأولى (15/ 157):
7. السعدي، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله ، تفسير السعدي = تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق ، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى ١٤٢٠هـ -٢٠٠٠ م ، (ص892)
8. تفسير الرازي (30/ 684)
9. تفسير ابن كثير (8/ 263)
10. الأشقر، الدكتور محمد سليمان عبد الله، زبدة التفسير - بهامش مصحف المدينة المنورة، 2007م ، ص574
11. تفسير السعدي (ص892)
12. تفسير الرازي (30/ 684)
13. تفسير ابن كثير (8/ 263)
14. المرجع السابق نفسه
15. المرجع السابق نفسه.
16. تفسير الاشقر (ص574)
17. تفسير ابن كثير (8/ 263)
18. تفسير السعدي (ص892)
19. تفسير الرازي (30/ 684)
20. التفسير الوسيط لطنطاوي (15/ 157):

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:50 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir