دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 صفر 1438هـ/20-11-2016م, 02:31 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي تطبيقات على درس أسلوب الحجاج

تطبيقات على درس أسلوب الحجاج
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1438هـ/1-12-2016م, 04:57 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

قال تعالى ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88)لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا (92) إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (95)} سورة مريم



قوله تعالى :(وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدً )،، عطف على قوله تعالى: {وَيَقُولُ الْأِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّا})، وقوله :( واتخذوا من دون الله ..) وهو إتمام لإقوالهم ،بأن لله ولداً ، بتصرف من تفسير ابن عاشور
-قال تعالى :(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا )، هذه الآية فيها خطاب إلتفات ،فيه تبليغ على وجه الشدة وتوبيخاً لهم ، على مقولتهم وتعنيفاً لهم ، وهو شديد الصراحة لفهم المراد .
-ذكر الله لقولهم هذا ،ليس للإخبار عنهم أو تعليم دينهم فحسب ، بل للتشنيع بهم وتفظيعهم ، لأنهم قالوا ذلك لتأييد أنفسهم ،لعبادتهم الجن والملائكة وإعتقادهم شفاعتهم من دون الله .
-قال تعالى :(تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا ) ، في هذه الآية تفنن في ذكر المترادف ، وإلى مخلوقات الله ومايطرأعليها من تغير ، وذلك للتعبير عن هول فضاعة هذا القول ببلوغ الجمادات العظيمة ومايغير كيانها ، بتصرف من قول ابن عاشور
-قال تعالى :(أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا ) ، ذكر الرحمن وكرر ،لقصد إغاظتهم ، وهو اسم أنكروه ، ولأن اسم الرحمن وصف ينافي إتخاذ الولد ، فهو حجة عليهم وإبطال لهم .
- قال تعالى :(وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا )، المشركين قالوا أن الملائكة بنات الله ، والنصاري نسبوا الولد لله سبحانه ، فيه كناية وتعريض ، وصريح الكلام فيه إبطال ونفي نسب الولد لله سبحانه، وإيماء لعدم لياقة نسب الولد لله سبحانه .
-قال تعالى :(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ) ،فيه استدلال وإقرار وإعتراف ، بإحتياج المخلوقات له ، وإقرارها بملكه سبحانه ، وأنه لامرد منه إلا إليه , ى فكيف العبد الضعيف المحتاج الفقير إلى ربه .
-قال تعالى :(وَكُلُّهُمْ آَتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) ، في هذه الآية إبطال مالأجله قالوا أتخذ الله ولداً ،لإتخاذهم شفعاء من الملائكة والجن من دون الله ،فبث الله في قلوبهم اليأس بحضورهم يوم القيامة فرادى ،وفيها تعريض لحضورهم والإنتقام منهم ،مصداق قوله :( ويأتينا فرداً ..) .
-معنى الآية العام ، أنه جميع مخلوقاته غير مساوية له في الخلق والعبودية ، وهذا ينافي البنوة ،لأن بنوة الأله تكون مساوية له وجزء منه ،وهو وجه من تفسير قوله تعالى :( قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين )



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 ربيع الأول 1438هـ/4-12-2016م, 12:00 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

(وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا . قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا)

هذه الآية نزلت في النضر بن الحارث ؛لكنها شبهة غيره من الكفرة كالملاحدة وغيرهم ، فقد اتهموا القرآن الذي جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأنه أساطير الاولين ، الأساطير : جمع أسطورة بضم الهمزة كالأُحدوثة والأحاديث ، والأُغلوطة والأغاليط ، وهي القصة المسطورة .
فاتهموا القرآن بأنه من قصص الأولين ، وجاء في القرآن في ذكر ذلك في مواضع عدة ، والاكتتاب : افتعال من الكتابة ، وصيغة الافتعال تدل على التكلف لحصول الفعل ، أي حصوله من فاعل الفعل ، فيفيد قوله : { اكتتبها } أنه تكلف أن يكتبها . ومعنى هذا التكلف أن النبي عليه الصلاة والسلام لما كان أميّاً كان إسناد الكتابة إليه إسناداً مجازياً فيؤول المعنى : أنه سأل من يكتبها له ، أي ينقلها ، فكان إسناد الاكتتاب إليه إسناداً مجازياً لأنه سببه ، والقرينة ما هو مقرر لدى الجميع من أنه أميّ لا يكتب ، ومن قوله : { فهي تملى عليه } لأنه لو كتبها لنفسه لكان يقرأها بنفسه .
-والإملاء : هو الإملال وهو إلقاء الكلام لمن يكتب ألفاظه أو يرويها أو يحفظها . وتفريع الإملاء على الاكتتاب كان بالنظر إلى أن إملاءها عليه ليقرأها أو ليحفظها .
والبُكْرة : أول النهار . والأصيل : آخر المساء.

أوجه البطلان :

  • ومنها أنه قد رد عليهم في موضع آخر أيضا فقال تعالى : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ فهذا وجه آخر للدلالة على بطلان ادعاءاتهم ؛ إذ كيف يكون تعلمه من ذلك البشر ، مع أن ذلك البشر أعجمي اللسان . وهذا القرآن عربي مبين فصيح ، لا شائبة فيه من العجمة ; فهذا غير معقول .
  • ومنها أنه قد نشأ بين أظهرهم من أول مولده إلى أن بعثه الله نحوا من أربعين سنة ، وهم يعرفون مدخله ومخرجه ، وصدقه ، وبره وأمانته ونزاهته من الكذب والفجور وسائر الأخلاق الرذيلة ، حتى إنهم لم يكونوا يسمونه في صغره إلا الأمين ، لما يعلمون من صدقه وبره . فلما أكرمه الله بما أكرمه به ، نصبوا له العداوة ، ورموه بهذه الأقوال التي يعلم كل عاقل براءته منها ، وحاروا ماذا يقذفونه به.

-وقال تعالى في جواب ما عاندوا هاهنا وافتروا (قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض ) أي : أنزل القرآن المشتمل على أخبار الأولين والآخرين إخبارا حقا صدقا مطابقا للواقع في الخارج ، ماضيا ومستقبلا (أنزله الذي يعلم السر ) أي : الله الذي يعلم غيب السماوات والأرض ، ويعلم السرائر كعلمه بالظواهر.

  • ومنها أنه ذكر السر دون الجهر ; لأنه من علم السر فهو في الجهر أعلم . ولو كان القرآن مأخوذا من أهل الكتاب وغيرهم لما زاد عليها ، وقد جاء بفنون تخرج عنها ، فليس مأخوذا منها . وأيضا ولو كان مأخوذا من هؤلاء لتمكن المشركون منه أيضا كما تمكن محمد صلى الله عليه وسلم ; فهلا عارضوه ؟ فبطل اعتراضهم من كل وجه.
-وقوله : (إنه كان غفورا رحيما ( : دعاء لهم إلى التوبة والإنابة ، وإخبار بأن رحمته واسعة ، وأن حلمه عظيم ، وأن من تاب إليه تاب عليه . فهؤلاء مع كذبهم وافترائهم وفجورهم وبهتهم وكفرهم وعنادهم ، وقولهم عن الرسول والقرآن ما قالوا ، يدعوهم إلى التوبة والإقلاع عما هم فيه إلى الإسلام والهدى.

---------------------------------------------


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 ربيع الثاني 1438هـ/27-01-2017م, 09:46 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم تطبيقات أسلوب الحجاج الشرعي

1: بدرية صالح ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأثني على اجتهادك.
- اجتهدي في تغطية مسائل الآية أكثر من ذلك، كبيان القائل في قوله: {وقالوا اتّخذ الرحمن ولدا} وسبب إبهامه، وبيان معنى {شيئا إدّا}، والتفصيل في معنى قوله تعالى: {تكاد السماوات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض} الآية.

2: هيا أبو داهوم أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- كان يجب التفصيل أكثر في معنى قوله تعالى: {لسان الذي يلحدون إليه أعجمي} لأن كلامك عنها مبهم لا يفهمه إلا من يعرف تفسير هذه الآية، فيرجع فيه للآية نفسها.
- وأوصيك بتوسيع دائرة مصادرك أكثر خاصّة في تفسير قوله تعالى: {قل أنزله الذي يعلم السرّ في السماوات والأرض} ستجدين في الآية من الحجج والبراهين على صدق النبوة الشيء الكثير، وفقك الله.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 جمادى الأولى 1438هـ/1-02-2017م, 11:19 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

رسالة في تفسير قوله تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }

قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبِبْكُمُ الله ويغفرْ لكم ذنوبكم والله غفورٌ رحيم () قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ فإنْ تولوا فإنّ اللهَ لا يُحبُّ الكافرين }
محبةُ الله - عز وجل - أملُ كل مؤمن بوجوده ، وكلٌ يدعي حب الله - عز وجل - ، وهذه الصورة حاصلةٌ في كل عصرٍ ؛ فقد ادعى اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه كما قال الله - عز وجل : { وقالت اليهود والنصارى نحنُ أبناء الله وأحباؤه } ، واحتجَ كفارُ قريش على عبادتهم للأصنام بأنهم ما عبدوها إلا لتقربهم إلى الله زلفى ، قال تعالى: { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، وما ضلّ أصحاب البدع والأهواء إلا ظنًا منهم أن بدعتهم تقربهم إلى الله وأنهم ما فعلوها إلا حبًا لله - عز وجل - ، وجاءت هذه الآيات لتفرق بين من أحب الله حقًا ، ومن أحبه ادعاءً ، ولتبين السبيل إلى محبة الله - عز وجل - لعباده ؛ فإنه - كما قيل - : " ليس الشأن أن تُحب الله ، ولكن الشأن كل الشأن ، أن يحبك الله ".
ومن الردود في هذه الآيات على مدعي المحبة :
1: قوله تعالى :{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }
جاءت الآية بصيغة أسلوب الشرط ؛ فعلقت حدوث فعل الشرط ؛ وهو حب العبد لله ، على جواب الشرط وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا سلمنا بصدقك في محبة الله - عز وجل - ، فما معنى هذه المحبة إذا لم تفعل ما يحبه محبوبك منك ؟ ، وما معنى هذه المحبة إذا لم تحب ما يحبه محبوبك ؟ ؛ فاللهُ أرسل إليك رسولا وأعلمك بأنه يحبه ، وبأنه يحب منك فعل ما يأمرك به ، فمن لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ؛ باتباع دينه وهديه ، فأنى له تحقيق حب الله - عز وجل -؟!

قال ابن كثير في تفسيره :" هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ".


2: أن العباد إنما يأملون الحصول على حب الله لهم ؛ فبين الله - عز وجل - أن السبيل إلى تحقيق محبته هو في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك بإيراد الفعل " يُحبِبْكم " مجزومًا في جواب الطلب : " فاتبعوني يحببكم ".

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : " { يُحبِبْكم الله }فجزمه جوابًا للأمر فهو في معنى الشرط ، فتقديره إن تتبعوني يحببكم الله.
ومعلومٌ أن جواب الشرط والأمر إنما يكون بعده لا قبله ، فمحبة الله لهم إنما تكون بعد اتباعهم للرسول. "

3: { ويغفرْ لكم ذنوبكم }
جاء مجزومًا معطوفًا على الفعل " يُحببكم " ، لبيان أن من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ، نال مغفرة الله - عز وجل -.

4: { والله غفورٌ رحيم }
زيادةً في الترغيب ، خُتمت الآية باسمي الله - عز وجل - ، غفور رحيم.
قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير : " ولم يذكر متعلق للصفتين ليكون الناس ساعين في تحصيل أسباب المغفرة والرحمة ".
قلت : ومن هذه الأسباب تحقيق اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

5: { قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنّ الله لا يُحب الكافرين }
جاءت خاتمةُ هذه الآية بأسلوب يُعرف بالإظهار في موقع الإضمار ، فلم يقل سبحانه - : " فإن الله لا يحبهم " ، وإنما قال : " فإن الله لا يحب الكافرين " ، ويستفاد من ذلك :
- الحكم بالكفر على من أعرض عن طاعة الله وطاعة رسوله.

- أن الله لا يحب من أعرض عن طاعة الله وطاعة رسوله.
- أن كل كافر فإن الله لا يحبه.

فإن كان المدعي لمحبة الله - عز وجل - ومخالفًا مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الله قد بين له في هذه الآيات ، أنه بعيدٌ كل البعد عن محبته ، وبعيد عن الوصول إلى حب الله ، بل على العكس ينال مقته وغضبه بمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم.
والناس في تحقيق المحبة متفاوتون تفاوتًا عظيمًا بحسب تحقيق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فمنهم من اتبعه في أصل الإسلام ، ومنهم من اتبعه في ظواهر سننه ، ومنهم من اتبعه في أدق تفاصيل هديه.
وكذلك الناس في مخالفة اتباعه متفاوتون :
- فمن اعتقد أنه لا تلزمه طاعة النبي صلى الله عليه وسلم كليةً فقد كفر، قال تعالى :{ ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين }.

- ومن خالف في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فعقوبته بحسب درجة مخالفته ، ولا يظلمُ ربك أحدًا.
قال تعالى :{ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا }
وقال تعالى :{ ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}
فاللهم اهدنا لما تحب وترضى وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ذو القعدة 1441هـ/21-06-2020م, 04:24 AM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صفية الشقيفي مشاهدة المشاركة
رسالة في تفسير قوله تعالى { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }

قال تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبِبْكُمُ الله ويغفرْ لكم ذنوبكم والله غفورٌ رحيم () قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسولَ فإنْ تولوا فإنّ اللهَ لا يُحبُّ الكافرين }
محبةُ الله - عز وجل - أملُ كل مؤمن بوجوده ، وكلٌ يدعي حب الله - عز وجل - ، وهذه الصورة حاصلةٌ في كل عصرٍ ؛ فقد ادعى اليهود والنصارى أنهم أبناء الله وأحباؤه كما قال الله - عز وجل : { وقالت اليهود والنصارى نحنُ أبناء الله وأحباؤه } ، واحتجَ كفارُ قريش على عبادتهم للأصنام بأنهم ما عبدوها إلا لتقربهم إلى الله زلفى ، قال تعالى: { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } ، وما ضلّ أصحاب البدع والأهواء إلا ظنًا منهم أن بدعتهم تقربهم إلى الله وأنهم ما فعلوها إلا حبًا لله - عز وجل - ، وجاءت هذه الآيات لتفرق بين من أحب الله حقًا ، ومن أحبه ادعاءً ، ولتبين السبيل إلى محبة الله - عز وجل - لعباده ؛ فإنه - كما قيل - : " ليس الشأن أن تُحب الله ، ولكن الشأن كل الشأن ، أن يحبك الله ".
ومن الردود في هذه الآيات على مدعي المحبة :
1: قوله تعالى :{ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني }
جاءت الآية بصيغة أسلوب الشرط ؛ فعلقت حدوث فعل الشرط ؛ وهو حب العبد لله ، على جواب الشرط وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
فإذا سلمنا بصدقك في محبة الله - عز وجل - ، فما معنى هذه المحبة إذا لم تفعل ما يحبه محبوبك منك ؟ ، وما معنى هذه المحبة إذا لم تحب ما يحبه محبوبك ؟ ؛ فاللهُ أرسل إليك رسولا وأعلمك بأنه يحبه ، وبأنه يحب منك فعل ما يأمرك به ، فمن لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم ؛ باتباع دينه وهديه ، فأنى له تحقيق حب الله - عز وجل -؟!

قال ابن كثير في تفسيره :" هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد " ".


2: أن العباد إنما يأملون الحصول على حب الله لهم ؛ فبين الله - عز وجل - أن السبيل إلى تحقيق محبته هو في اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وذلك بإيراد الفعل " يُحبِبْكم " مجزومًا في جواب الطلب : " فاتبعوني يحببكم ".

قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : " { يُحبِبْكم الله }فجزمه جوابًا للأمر فهو في معنى الشرط ، فتقديره إن تتبعوني يحببكم الله.
ومعلومٌ أن جواب الشرط والأمر إنما يكون بعده لا قبله ، فمحبة الله لهم إنما تكون بعد اتباعهم للرسول. "

3: { ويغفرْ لكم ذنوبكم }
جاء مجزومًا معطوفًا على الفعل " يُحببكم " ، لبيان أن من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم ، نال مغفرة الله - عز وجل -.

4: { والله غفورٌ رحيم }
زيادةً في الترغيب ، خُتمت الآية باسمي الله - عز وجل - ، غفور رحيم.
قال الطاهر بن عاشور في التحرير والتنوير : " ولم يذكر متعلق للصفتين ليكون الناس ساعين في تحصيل أسباب المغفرة والرحمة ".
قلت : ومن هذه الأسباب تحقيق اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

5: { قل أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنّ الله لا يُحب الكافرين }
جاءت خاتمةُ هذه الآية بأسلوب يُعرف بالإظهار في موقع الإضمار ، فلم يقل سبحانه - : " فإن الله لا يحبهم " ، وإنما قال : " فإن الله لا يحب الكافرين " ، ويستفاد من ذلك :
- الحكم بالكفر على من أعرض عن طاعة الله وطاعة رسوله.

- أن الله لا يحب من أعرض عن طاعة الله وطاعة رسوله.
- أن كل كافر فإن الله لا يحبه.

فإن كان المدعي لمحبة الله - عز وجل - ومخالفًا مع ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الله قد بين له في هذه الآيات ، أنه بعيدٌ كل البعد عن محبته ، وبعيد عن الوصول إلى حب الله ، بل على العكس ينال مقته وغضبه بمخالفة النبي صلى الله عليه وسلم.
والناس في تحقيق المحبة متفاوتون تفاوتًا عظيمًا بحسب تحقيق الاتباع للنبي صلى الله عليه وسلم ؛ فمنهم من اتبعه في أصل الإسلام ، ومنهم من اتبعه في ظواهر سننه ، ومنهم من اتبعه في أدق تفاصيل هديه.
وكذلك الناس في مخالفة اتباعه متفاوتون :
- فمن اعتقد أنه لا تلزمه طاعة النبي صلى الله عليه وسلم كليةً فقد كفر، قال تعالى :{ ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارًا خالدًا فيها وله عذاب مهين }.

- ومن خالف في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم فعقوبته بحسب درجة مخالفته ، ولا يظلمُ ربك أحدًا.
قال تعالى :{ ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرًا }
وقال تعالى :{ ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا}
فاللهم اهدنا لما تحب وترضى وهيئ لنا من أمرنا رشدًا.

أحسنتِ في رسالتك نفع الله بكِ.
الدرجة:أ+

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir