استخلص المسائل التي اشتملت عليها مقدّمة تفسير ابن عطية الأندلسي، ثم لخّص بأسلوبك ما قيل في كل مسألة.
اشتملت مقدمة تفسير ابن عطية على عدة مسائل ومن هذه المسائل :
أولا خطبة الكتاب : واشتملت خطبة الكتاب على عدة أمور :
1 – حمد الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله .
2 – سبب اختياره علم التفسير للتصنيف فيه ؛ وهو أن الله تعالى من عليه بعلوم كثيرة , وحاز منها على ما قسم الله تعالى به , فأراد أن يختار لنفسه منها علما فلم يجد أشرف من العلم بكتاب الله تعالى , فصنف فيه هذا الكتاب النافع.
3 – منهجه في الكتاب , وذكر أن منهجه في التفسير يكون :
أ – تعليق ما يتخيل إليه في المناظرة من علم التفسير , وترتيب المعاني .
ب – قصد فيه أن يكون محررا جامعا وجيزا .
ت – لا يذكر القصص إلا ما لا تنفك عنه معنى الآية .
ث – يذكر أقوال العلماء منسوبة إلى قائليها على منهج السلف الصالح بلا تحريف أهل الإلحاد وأهل الرموز الباطنية.
ج - إذا وجد قول لأهل العلم مما يحسن به الظن قد وقع فيما وقع فيه أهل الإلحاد نبه على قوله وعلق عليه بما يناسب رتبة الألفاظ ؛ من حكم أو نحو أو لغة أو معنى أو قراءة.
ح – قصد إلى تتبع الألفاظ ؛ لكي لا يقع فيه طفر كما وقع فيه غيره من المفسرين كالمهدوي .
خ – قصد إلى جمع القراءات جميعها مستعملها وشاذها , وتبين المعاني و جميع محتملات الألفاظ .
د – أنهى الخطبة بدعاء الله تعالى أن يبارك له في عمله ويجعله له خالصا , وأن ينفع به .
ثانيا : ذكر بعض ما ورد في السنة وأقوال الصحابة و السلف الصالح في فضل القرآن والاعتصام به :
فمن السنة : قوله صلى الله عليه وسلم: ((إنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم)) قيل: فما النجاة منها يا رسول الله؟ قال: ((كتاب الله تعالى فيه نبأ من قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو فصل ليس بالهزل من تركه تجبرا قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله وهو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تتشعب معه الآراء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء من علم علمه سبق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من أراد علم الأولين والآخرين فليثور القرآن)).
ومن أقوال الصحابة : قال رجل لعبد الله بن مسعود: أوصني فقال: إذا سمعت الله تعالى يقول: {يا أيها الذين آمنوا} فأرعها سمعك فإنه خير يأمر به أو شر ينهى عنه.
ومن أقوال السلف : قال أنس بن مالك في تفسير قول تعالى: {فقد استمسك بالعروة الوثقى} قال: هي القرآن.
ثالثا : فضل التفسير والكلام على معانيه ولغته وإعرابه ودقائق معانيه :
ذكر في فضل التفسير ومعانيه وإعرابه أقوال عن السلف منها :
قال صلى الله عليه وسلم: ((أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه فإن الله يحب أن يعرب)).
قال أبو العالية في تفسير قوله عز وجل: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا} قال: الحكمة الفهم في القرآن، وقال قتادة: الحكمة القرآن والفقه فيه، وقال غيره: الحكمة تفسير القرآن.
قال ابن عباس: الذي يقرأ ولا يفسر كالأعرابي الذي يهذ الشعر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى للقرآن وجوها كثيرة)).
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما من شيء إلا وعلمه في القرآن ولكن رأي الرجل يعجز عنه.
رابعا : تعظيم السلف لتفسير القرآن والتوقف فيه تورعا :
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفسر من كتاب الله إلا آيا بعدد علمه إياهن جبريل.
وهذا محمول على الغيبيات , وما لا سبيل إليه إلا بتوقيف .
ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ)).
وهذا محمول على تسور القرآن برأيه دون نظر والرجوع إلى أهل العلم .
خامسا : المبرزين في التفسير من الصحابة والتابعين وتابعيهم :
فمن المبرزين من الصحابة في التفسير : علي بن أبي طالب , عبدالله بن عباس وعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمرو بن العاص:
ومن المبرزين من التابعين : الحسن بن أبي الحسن ومجاهد وسعيد بن جبير وعلقمة.
ومن المبرزين من السلف : محمد بن جرير فقد جمع شتات هذا العلم وقرب البعيد وشفى في الإسناد.
ومن المبرزين في المتأخرين أبو إسحاق الزجاج وأبو علي الفارسي فإن كلامهما منخول .
سادسا : اختلاف العلماء في معنى الأحرف السبعة :
ذكر الأحاديث التي وردت في الباب :
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن من سبعة أبواب على سبعة أحرف نهي وأمر وحلال وحرام ومحكم ومتشابه وأمثال فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وائتمروا وانتهوا واعتبروا بمحكمه وآمنوا بمتشابهه)).
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يا أبي إني أقرئت القرآن على حرف أو حرفين ثم زادني الملك حتى بلغ سبعة أحرف ليس منها إلا شاف وكاف إن قلت: غفور رحيم سميع عليم أو عليم حكيم وكذلك ما لم تختم عذابا برحمة أو رحمة بعذاب)).
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف)).
اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على أقوال كثير :
فمن العلماء من قال سبعة أوجه فما دونها كأقبل وتعال وكاللغات التي في أف وكالحروف التي في كتاب الله فيها قراءات كثيرة. وذكر القاضي أن هذا قول ضعيف .
ومنهم من قال : هي في الأمر الذي يكون واحدا لا يختلف في حلال ولا حرام. وهو قول ابن شهاب . وقال القاضي : هذا كلام محتمل .
ومنهم من قال : هي معاني كتاب الله تعالى وهي أمر ونهي ووعد ووعيد وقصص ومجادلة وأمثال. وضعف هذا القول القاضي.
ومنها قول صاحب الدلائل وأبو بكر بن الطيب إذ قالوا : أن وجوه الاختلاف سبعة وهي :
1 – منها ما تتغير حركته ولا يزول معناه ولا صورته مثل: {هن أطهرُ} وأطهرَ.
2 – ومنها ما لا تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: {ربنا باعِد} وباعَد.
3 – ومنها ما تبقى صورته ويتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (ننشرها) و{ننشزها}.
4 – ومنها ما تتغير صورته ويبقى معناه كقوله: {كالعهن المنفوش}و(كالصوف المنفوش).
5 - ومنها ما تتغير صورته ومعناه مثل: {وطلح منضود} و(طلع منضود).
6 - ومنها بالتقديم والتأخير كقوله: {وجاءت سكرة الموت بالحق} و(سكرة الحق بالموت).
7 – ومنها الزيادة والنقصان كقوله: (تسع وتسعون نعجة أنثى).
وابطل القاضي أبو بكر قول من قال أن المقصود هو سبع لغات مختلفة إلا إن أراد الأوجه المختلفة التي تستعمل في قصة واحدة , ودلل على ذلك بأن عمر بن الخطاب وأبي بن كعب وهشام بن حكيم وابن مسعود لغتهم واحدة وقراءتهم مختلفة وخرجوا بها إلى المناكرة.
ومنهم من قال أنها نزلت على سبع لغات لسبع قبائل من قبائل العرب . وهو قول أبي عبيدة وغيره .
وذكروا أن هذه القبائل هي : قريش ومنها لكنانة ومنها لأسد ومنها لهذيل ومنها لتميم ومنها لضبة وألفافها ومنها لقيس.
وقال القاضي أبو محمد : أن هذه القبائل انتهت إليها الفصاحة وسلمت لغاتها من الدخيل ويسرها الله لذلك ليظهر آية نبيه بعجزها عن معارضة ما أنزل عليه وسبب سلامتها أنها في وسط جزيرة العرب في الحجاز ونجد وتهامة فلم تطرقها الأمم.
وذكر بعض قبائل العرب مثل اليمن والعراق وشرقي الجزيرة والشام وغيرها أفسدت لغنها مخالطة غير العرب لهم .
وقال القاضي أبو محمد : فبقيت القبائل المذكورة سليمة اللغات لم تكدر صفو كلامها أمة من العجم ويقوي هذا المنزع أنه لما اتسع نطاق الإسلام وداخلت الأمم العرب وتجرد أهل المصرين البصرة والكوفة لحفظ لسان العرب وكتب لغتها لم يأخذوا إلا عن هذه القبائل الوسيطة المذكورة ومن كان معها وتجنبوا اليمن والعراق والشام فلم يكتب عنهم حرف واحد وكذلك تجنبوا حواضر الحجاز مكة والمدينة والطائف لأن السبي والتجار من الأمم كثروا فيها فأفسدوا اللغة وكانت هذه الحواضر في مدة النبي صلى الله عليه وسلم سليمة لقلة المخالطة فمعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنزل القرآن على سبعة أحرف)) أي فيه عبارات سبع قبائل بلغة جملتها نزل القرآن فيعبر عن المعنى فيه مرة بعبارة قريش ومرة بعبارة هذيل ومرة بغير ذلك بحسب الأفصح والأوجز في اللفظة .
سابعا : جمع عثمان رضي الله عنه للقرآن :
لما تفرق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في البلدان وانتشرت روايات الأحاديث اختلف الناس في القراءة , بل وصل المر أن بعضهم كفر بعض , فذهب حذيفة بن اليمان إلى عثمان رضي الله عنه وقال له : أدرك هذه الأمة قبل أن تهلك , ويتفرقوا في الكتاب تفرق اليهود والنصارى , وذكر له ما يحدث بين الناس , فأمر عثمان بجمع المصحف في مصحف واحد على لغة واحدة , وتجرد للأمر واستناب الكفاة العلماء الفصحاء في أن يكتبوا القرآن ويجعلوا ما اختلفت القراءة فيه على أشهر الروايات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفصح اللغات وقال لهم: "إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلغة قريش".
قال الطبري أيضا: إن الصحف التي كانت عند حفصة جعلت إماما في هذا الجمع الأخير وروي أن عثمان رضي الله عنه قال لهم: إذا اختلفتم في شيء فاجعلوه بلغة قريش فاختلفوا في التابوه والتابوت قرأه زيد بن ثابت بالهاء والقرشيون بالتاء فأثبته بالتاء وكتب المصحف على ما هو عليه غابر الدهر ونسخ عثمان منه نسخا ووجه بها إلى الآفاق وأمر بما سواها من المصاحف أن تحرق أو تخرق وتروى بالحاء غير منقوطة وتروى بالخاء على معنى ثم تدفن، ورواية الحاء غير منقوطة أحسن.
ثامنا : حكم الصلاة بالقراءة الشاذة :
أما شاذ القراءات فلا يصلى به وذلك لأنه لم يجمع الناس عليه أما أن المروي منه عن الصحابة رضي الله عنهم وعن علماء التابعين لا يعتقد فيه إلا أنهم رووه.
تاسعا : ترتيب سور المصحف :
ترتيب السور كان من تلقاء زيد ومن معه ممن جمع المصحف بمشاركة عثمان رضي الله عنهم أجمعين .
وضع البسملة في الأوائل هو من النبي صلى الله عليه وسلم ولما لم يأمر بذلك في أول براءة تركت بلا بسملة هذا أحد ما قيل في براءة.
ظاهر الآثار أن السبع الطول والحواميم والمفصل كان مرتبا في زمن النبي عليه السلام وكان في السور ما لم يرتب فذلك هو الذي رتب وقت الكتب.
عاشرا : نقط المصحف وشكله وتحزيبه :
روي أن عبد الملك بن مروان أمر به وعمله فتجرد لذلك الحجاج بواسط وجد فيه وزاد تحزيبه وأمر وهو والي العراق الحسن ويحيى بن يعمر بذلك.
وذكر أن أول من نقط المصحف أبو الأسود الدؤلي , وقيل : نصر بن عاصم , وذكر أن ابن سيرين نقط له مصحفه يحيي بن يعمر .
أما وضع الأعشار فقيل : إنه المأمون , وقيل : الحجاج بن يوسف .
وذكر أبو عمرو الداني عن قتادة أنه قال: بدؤوا فنقطوا ثم خمسوا ثم عشروا وهذا كالإنكار.
حادي عشر : الاختلاف في وجود لغات غير العربية في كتاب الله :
قال أبو عبيدة وغيره: إن في كتاب الله تعالى من كل لغة.
وذهب الطبري أنه ليس في القرآن غير العربية , وما ورد فيها من ذلك هو مما توارد عليه اللغات .
قال ابن عباس: نشأ بلغة الحبشة قام من الليل ومنه قول تعالى: {يؤتكم كفلين من رحمته}.
قال أبو موسى الأشعري: كفلان ضعفان من الأجر بلسان الحبشة.
وذكر القاضي أبو محمد أن القاعدة في ذلك أن القرآن نزل بلسان عربي مبين , وأنه ليس هناك لفظة تخرج عن كلام العرب فلا تفهمها إلا من لسان آخر , أما الألفاظ التي يقال أنها غير عربية فإن العرب العاربة التي نزل القرآن بلسانها قد اختلطت بغيرها من الأجناس في رحلتي الشتاء والصيف وغيرها من التجارات , فصارت هذه الألفاظ تجري مجرى اللغة العربية , واستخدمت في الأشعار والمحاورات بينهم ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل بها القرآن فإن جهلها عربي ما فكجهله الصريح بما في لغة غيره كما لم يعرف ابن عباس معنى فاطر إلى غير ذلك فحقيقة العبارة عن هذه الألفاظ أنها في الأصل أعجمية لكن استعملتها العرب وعربتها فهي عربية بهذا الوجه.
وما ذهب إليه الطبري من أن اللغتين اتفقتا في لفظة فذلك بعيد بل إحداهما أصل والأخرى فرع في الأكثر لأنا لا ندفع أيضا جواز الاتفاق قليلا شاذا.
ثاني عشر : الاختلاف في إعجاز القرآن بما وقع :
قال قوم: إن التحدي وقع بالكلام القديم الذي هو صفة الذات وإن العرب كلفت في ذلك ما لا يطاق وفيه وقع عجزها.
وقال قوم: إن التحدي وقع بما في كتاب الله تعالى من الأنباء الصادقة والغيوب المسرودة.
وهذا الإعجاز وقع لمت تقرر عنده الشريعة ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم .
أما الكفار فقد وقع عليهم الإعجاز في رصف القرآن ونظمه وفصاحتهوصحة معانيه وتوالي فصاحة ألفاظه , فهو خارج قدرة البشر .
ووجه إعجازه أن الله تعالى محيط بكل شيء , وأنه أحاط بالكلام كله علما , فترتيب اللفظة من القرآن علم من الله تعالى بأنها هي التي تصلح عن غيرها , وأنها هي التي تبين المعنى عن غيرها .
فتحداهم أن يأتوا بمثله فلم يستطيعوا فمنهم من آمن وأذعن ومنهم من حسد كأبي جهل وغيره .
وقامت الحجة على العالم بالعرب إذ كانوا أرباب الفصاحة ومظنة المعارضة كما قامت الحجة في معجزة عيسى بالأطباء وفي معجزة موسى بالسحرة فإن الله تعالى إنما جعل معجزات الأنبياء بالوجه الشهير أبرع ما يكون في زمن النبي الذي أراد إظهاره فكأن السحر في مدة موسى قد انتهى إلى غايته وكذلك الطب في زمن عيسى والفصاحة في مدة محمد عليهم الصلاة والسلام.
ثالث عشر : حكم استخدام الألفاظ التي يقتضي الإيجاز استعمالها في تفسير كتاب الله تعالى :
المراد بإيجاز العبارة هو : أن المتكلم يسوق كلام إلى أن يقول خاطب الله بهذه الآية المؤمنين وشرف الله بالذكر الرجل المؤمن من آل فرعون وحكى الله تعالى عن أم موسى أنها قالت: {قصيه} ووقف الله ذرية آدم على ربوبيته بقوله: {ألست بربكم} ونحو هذا من إسناد أفعال إلى الله تعالى لم يأت إسنادها بتوقيف من الشرع.
وقد استعمل هذه الطريقة المفسرون والمحدثون والفقراء , أما الأصوليون فقالوا : لا يجوز أن يقال حكى الله ولا ما جرى مجراه.
وذكر القاضي أبو محمد : أنه إذا استعمل ذلك في سياق الكلام والمراد منه حكت الآية أو اللفظ فذلك استعمال عربي شائع وعليه مشى الناس.
وقد استعملت العرب أشياء في ذكر الله تعالى تنحمل على مجاز كلامها فمن ذلك قول أبي عامر يرتجز بالنبي صلى الله عليه وسلم (فاغفر فداء لك ما اقتفينا).
رابع عشر : تفسير أسماء القرآن :
1 – القرآن : مصدر من قولك: قرأ الرجل إذا تلا يقرأ قرآنا وقراءة وحكى أبو زيد الأنصاري وقرءا .
وقال قتادة: القرآن معناه التأليف قرأ الرجل إذا جمع وألف قولا وبهذا فسر قتادة قول الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه} أي تأليفه.
2 – الكتاب فهو مصدر من كتب إذا جمع ومنه قيل كتيبة لاجتماعها ومنه قول الشاعر: (واكتبها بأسيار) أي: اجمعها.
3 – الفرقان أيضا فهو مصدر لأنه فرق بين الحق والباطل والمؤمن والكافر فرقا وفرقانا
4 – الذكر فسمي به لأنه ذكر به الناس آخرتهم وإلههم وما كانوا في غفلة عنه فهو ذكر لهم.
وقيل: سمي بذلك لأنه فيه ذكر الأمم الماضية والأنبياء.
وقيل: سمي بذلك لأنه ذكر وشرف لمحمد صلى الله عليه وسلم وقومه وسائر العلماء به.
خامس عشر : معنى السورة : يرجع معنى السورة إلى معنيين :
1 – من همزها : فهي عنده كالبقية من الشيء والقطعة منه التي هي سؤر وسؤرة من أسأر إذا أبقى ومنه سؤر الشراب.
2 – من لم يهمزها : فمنهم من يراها من المعنى المتقدم إلا أنها سهلت همزتها ومنهم من يراها مشبهة بسورة البناء أي القطعة منه لأن كل بناء فإنما يبنى قطعة بعد قطعة وكل قطعة منها سورة وجمع سورة القرآن سور بفتح الواو وجمع سورة البناء سور بسكونها.
سادس عشر : معنى الآية :
الآية : هي العلامة في كلام العرب ومنه قول الأسير الموصي إلى قومه باللغز: (بآية ما أكلت معكم حيسا).
وقيل سميت آية لما كانت جملة وجماعة كلام كما تقول العرب جئنا بآيتنا أي بجماعتنا.
وقيل لما كانت علامة للفصل بين ما قبلها وما بعدها سميت آية.
ووزن آية عند سيبويه فعلة بفتح العين أصلها أيية تحركت الياء الأولى وما قبلها مفتوح فجاءت آية.
وقال الكسائي: أصل آية آيية على وزن فاعلة حذفت الياء الأولى مخافة أن يلتزم فيها من الإدغام ما لزم في دابة.
وقيل: أصلها أية على وزن فعلة بسكون العين أبدلت الياء الساكنة ألفا استثقالا للتضعيف قاله الفراء وحكاه أبو علي عن سيبويه في ترجمة {وكأين من نبي}.
وقال بعض الكوفيين: أصلها أيية على وزن فعلة بكسر العين أبدلت الياء الأولى ألفا لثقل الكسر عليها وانفتاح ما قبلها.
والله أعلم