دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > خطة التأسيس العلمي > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 جمادى الأولى 1437هـ/20-02-2016م, 01:45 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي صفحة الدراسة للطالب / محمد عبد الرازق جمعة

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن أهتدى بهديه إلى يوم الدين

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1437هـ/21-02-2016م, 03:01 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي صفحة الطالب محمد عبد الرازق جمعة لبرنامج الإعداد العلمى العام المستوى الأول

بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ بعون الله وفضله عمل ملخصات لجميع الدروس السابقة في دورة الإعداد العلمي العام المستوى الأول
أعاننا الله على ذلك بمنه وفضله

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:11 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

لا توجد أمة من الأمم اعتنت بتعلم أحكام دينها كعناية هذه الأمة المباركة؛ التي هي خير أمة أخرجت للناس، فإنها قد بلغت فيه غاية لم تبلغها أمة من الأمم قبلها، واختصها الله فيه بخصائص لم تُعط لأمة قبلها.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:12 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

خلاصة درس معنى أشهد أن لا إله إلا الله

معنَى (لا إله إلا الله ) أي: لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
لا يَتحقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِ الشركِ.
الغايةُ التي خُلِقنا من أجلِها: عبادةُ اللهِ وحدَه لا شريكَ له.
مَن عَبَد غيرَ اللهِ فهو مُشرِكٌ كافرٌ.
كلُّ رسولٍ دعا قومَه إلى التوحيدِ واجتنابِ الشِّرْكِ.
أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى التوحيدِ، فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ، وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلى التوحيدِ، وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ.
التوحيدُ هو حقُّ اللهِ على العِباد.
مَن لم يُوحِّد اللهَ فليسَ بمسلمٍ، وإنْ زَعَم أنه مُسْلِمٌ.

خلاصة درس معنى وأشهد أن محمد رسول الله
إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لم يَأْمُر إلا بما هو خيرٌ للعبدِ في دينِه ودنياه، ولم يَنْهَ إلا عما فيه مَفْسَدةٌ ومَضَرَّةٌ؛ وقد حُفَّت الجنَّةُ بالمَكارِهِ، وحُفَّت النار بالشهواتِ، فمَن كان ذا يَقينٍ بصِدْق الرسولِ صلى الله عليه وسلم اتبعَ هديَه واجتنَبَ الشهواتِ المُحرَّمَةَ وإن كانت تَهْواهَا نفسُه، وصَبَر على المَكَارِه المُحْتَملةِ لمعرفتِه بأحوالِ العواقبِ؛ فَسَلِمَ من العذابِ الأليم، وفاز بالثوابِ العظيمِ.
وأما من خالَفَ هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم فارتكب ما تهواه نفسُه من المُحرَّمات فإنَّه لا يأمَنُ أن يُعاقَبَ على ذنبِه بعقوباتٍ في دينِه أو دنياه.
وقد قال اللهُ تعالى:
﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: ٦٣].
فَفِعْلُ المعصية قد يَجُرُّ إلى فتنةٍ في الدين لا يَثْبُتُ فيها العبدُ فيَضِلُّ ويَهْلِكُ، وقد يُصيبُه على ذنبِه عذابٌ أليمٌ في الدنيا أو في قَبْرِه أو يوم القيامةِ

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:12 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

فضائل علم التوحيد

  • أنه السَّبَبُ الأعظمُ لمَحَبَّةِ اللهِ عز وجل للعَبْدِ
  • أنه شَرْطٌ لقَبولِ الأعمالِ
  • ما يَجِدُه المُؤْمِنُ المُوحِّدُ من سَكينةِ النفسِ وطُمَأنينةِ القلب
  • أنه أصلُ دينِ الإسلامِ
مِن فَضائلِ التوحيد ما يَجِدُه المُؤْمِنُ المُوحِّدُ من سَكينةِ النفسِ وطُمَأنينةِ القلب، ذلك أنَّ المُوحِّد يَدْعو ربًّا واحدًا سميعًا بصيرًا عليمًا قديرًا رَءُوفًا رَحِيمًا، بيدِه المُلْك كلُّه، وبيدِه النَّفعُ والضُّرُّ، لا إلهَ إلا هو، فيَعْبُدُه ويَتَوَكَّلُ عليه، ويَرْجُو رحمتَه ويَخْشَى عَذَابَه، ويَتَّبِعُ رِضْوانَه ويَتقَلَّبُ في فَضْلِه ورحمتِه، فهو مُطْمَئِنُّ القَلْبِ بذِكْرِ اللهِ، غَنِيٌّ باللهِ، عزيزٌ باللهِ، مُتوكِّلٌ على اللهِ، لا يَخافُ ولا يَحْزَنُ، ولا يَضِلُّ ولا يَشْقَى.
وأما المُشْرِكُ فيَدْعُو من دونِ اللهِ ما لا يَضُرُّه ولا يَنْفَعُه، حائرٌ قلبُه بين أربابِه الذين يَدْعُوهم من دونِ اللهِ، وهم عن دُعائِه غَافِلُونَ.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 جمادى الأولى 1437هـ/23-02-2016م, 11:13 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

الأوامرُ التي أمَرَنا اللهُ بها وأمَرَنا بها رسولُه على ثلاثِ درجاتٍ:

الدَّرَجةُ الأولى:ما يَلْزَمُ منه البقاءُ على دينِ الإسلامِ

الدَّرَجَةُ الثانيةُ:ما يَسْلَمُ به العبدُ من العذابِ
الدَّرَجةُ الثالثةُ:أداءُ الواجباتِ والمُستحبَّاتِ، وتَرْكُ المُحرَّماتِ والمَكْروهاتِ
فكلُّ مَن عصَى اللهَ ورسولَه في أيِّ أمرٍ من الأمورِ فهو فاسقٌ بمعصيتِه ضالٌّ في ذلك الأمرِ، وإن زَعَم أنه يُريدُ تَحْقِيقَ مصلحةٍ أو دَرْءَ مَفْسَدَةٍ؛ فإنَّ المصالحَ لا تَتحقَّقُ بمعصيةِ اللهِ، والمَفَاسِدَ لا تُدْرَأ بالتَّعرُّضِ لسَخَطِ اللهِ.
وكلُّ مَن أمَرَ بمعصيةِ اللهِ ورسولِه وزَيَّنَها للناسِ فهو شَيْطانٌ؛ سواءٌ في ذلك شياطينُ الإنسِ والجنِّ.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 جمادى الأولى 1437هـ/28-02-2016م, 01:33 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ

الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ
والإسلامُ معناه: إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.
وهو عقيدةٌ وشَريعةٌ؛ فالعقيدةُ مَبْناها على العلمِ الصحيحِ، والشريعةُ أحكامٌ يَجِبُ على العبدِ امتثالُها.
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ﴾ [البينة: ٥].
فلا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرين:
الأمر الأول: إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ.
الأمر الثاني: الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.

قال اللهُ تعالى: ﴿لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا (172) فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (173)﴾[النساء: ١٧٢–١٧٣].
فصل: والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامِهم بتفاضُلِهم في الإخلاصِ، وحُسنِ الانقيادِ، فهُم على مراتبِ الدين الثلاثةِ التي بَيَّنَها النبيُّ صلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كَمَا فِي حديثِ جبريلَ الطويلِ، وهي:
1: مَرْتبةُ الإسلامِ.
2: مَرْتبةُ الإيمانِ.
3: مَرْتبةُ الإحسانِ.

وأركانُ الإسلامِ خمسةٌ كما في الصحيحين من حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عُمَر رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ)).
فصل: والمؤمنون يَتفاضلون في إيمانِهم فبعضُهم أكثرُ إيمانًا من بَعْضٍ؛ لأنَّ الإيمانَ تصديقٌ بالقَلْبِ، وقولٌ باللسانِ، وعَمَلٌ بالجوارحِ، يَزِيدُ ويَنْقُصُ.
واستكمالُ الإيمانِ وَصَفَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ)). رواه أبو دَاوُدَ وغيرُه من حديثِ أبي أُمامة البَاهِلِيِّ رضِي الله عنه.
والحُبُّ للهِ أعمُّ من الحُبِّ في اللهِ، فهو يَشْمَلُ مَحَبَّةَ كلِّ ما يُحَبُّ لله جل وعلا من الأشخاصِ والأعمالِ والأقوالِ والأحوالِ والمقاصدِ والأخلاقِ والأَمْكِنَةِ والأزمنةِ وغيرِها.
فمَن كان حُبُّه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، فهو مُؤْمِنٌ مُستكمِلُ الإيمانِ؛ نسألُ اللهَ تعالى من فِضْلِه.
فصل: وأُصولُ الإيمانِ سِتَّةٌ، بَيَّنَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ)).
فعن أبي هُريرةَ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)) رواه مسلم.
فشُعَبُ الإيمانِ هي خِصالُه وأجزاؤُه، ومنها قلبيٌّ وقوليٌّ وعمليٌّ، وقد مثَّل النبيُّ صلى الله عليه وسلم لكلِّ نوعٍ بمثالٍ: فقولُ (لا إلهَ إلا اللهُ) قولٌ باللسانِ، وإماطةُ الأذى عَمَلٌ، والحياءُ عَمَلٌ قَلْبِيٌّ.
وقد يَجْمَعُ العَبْدُ شُعَبًا من الإيمانِ وشُعَبًا من النِّفاقِ فيَكونُ فيه بَعْضُ خِصالِ النِّفاقِ حتى يَدَعَها، كما قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((أرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنافِقًا خَالِصًا، ومَن كانتْ فيه خَصْلَةٌ منهنَّ كانت فيه خَصْلَةٌ من النِّفاقِ حتى يَدَعَها؛ إذا اؤتُمِنَ خانَ، وإذا حدَّث كَذَب، وإذا عاهَدَ غَدَر، وإذا خاصَمَ فَجَرَ)). متفق عليه.

فصل: والإحسانُ بيَّنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: ((الإحسانُ أن تَعْبُدَ اللهَ كأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لم تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ)).
وقد خَلَقَنَا اللهُ تعالى ليَبْلُوَنا أيُّنَا أحْسَنُ عَمَلاً؛ وقد أخبرنا الله تعالى أن من مقاصد خلقه إيانا أن يبلونا أينا أحسن عملا كما قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾ [هود: ٧].

فالعَمَلُ لا يَكونُ حَسَنًا حتى يَكُونَ خَالِصًا للهِ تعالى، وصَوَابًا على سُنَّةِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
واتِّباعُ هَدْيِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم يَعْصِمُ العَبْدَ من الغُلُوِّ والتفريطِ.

والإحسانُ على دَرَجتينِ:
الإحسانُ الوَاجِبُ: وهو أداءُ العِباداتِ الوَاجِبَةِ بإخلاصٍ ومتابعةٍ بلا غُلُوٍّ ولا تَفْريطٍ.
والإحسانُ المُسْتَحَبُّ: وهو التَّقَرُّبُ إلى اللهِ تعالى بالنَّوافِلِ، وتَكْمِيلُ مستحَبَّاتِ العباداتِ وآدابِها، والتَّوَرُّعُ عن المُشْتَبِهاتِ والمَكْرُوهاتِ؛ فيَعْبُدُ اللهَ كأنه يَرَاهُ؛ فيَجْتَهِدُ في أداءِ العباداتِ على أحسنِ وُجوهِها بما يَتَيَسَّرُ له؛ فلا يُكَلِّفُ نفسَه ما لا يُطِيقُ، ولا يُفَرِّطُ بتَرْكِ ما يَتَيَسَّرُ له من العباداتِ التي تُقَرِّبُه إلى اللهِ تعالى.

● فإِحسانُ الوُضوءِ يَكونُ بإِسباغِه وتكميلِ فروضِه وآدابِه وعدمِ مُجاوَزَةِ الحَدِّ المَشْروعِ من الغَسَلاتِ.
● وإحسانُ الصلاةِ يكونُ بإقامتِها وأدائِها في أوَّلِ وَقْتِها بخُشوعٍ وطُمأنينةٍ وحُضورِ قَلْبٍ، ويُصَلِّيها صَلاةَ مُوَدِّعٍ، فيُكَمِّلُ فُروضَها وسُنَنَها كأنه يَرَى اللهَ عز وجل.
● وإحسانُ الزَّكَاةِ والصَّدقةِ أنْ يُؤدِّيَ ما يَتصدَّقُ به مُتقرِّبًا إلى اللهِ عز وجل يرجو رَحْمتَه ويَخْشَى عذابَه، لا يُريدُ مِمَّن أحْسَنَ إليه جَزاءً ولا شُكورًا، ولا يُتْبِعُ نفقتَه مَنًّا ولا أَذًى، ويَتحرَّى إخراجَ الطَّيِّبِ من المالِ، فلا يُخرِجُ رديئَهُ وما تَعافُه النَّفْسُ، ولا يَمْطُلُ بصدقتِه ولا يُعَسِّرُ على المُحتاجِ في أَخْذِها، ولا يَتعالَى عليه، ولا يُسَمِّعُ بنَفَقتِه ولا يُرائِي بها.

وأبوابُ الإحسانِ كثيرةٌ، ففي صَحيحِ مُسلمٍ من حديثِ شَدَّادِ بنِ أَوْسِ بنِ ثابتٍ رضِي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ اللهَ كتَبَ الإحسانَ على كلِّ شيءٍ؛ فإذا قَتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذَبَحْتُم فأَحْسِنوا الذِّبْحةَ، وَلْيُحِدَّ أحدُكُم شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبيحَتَهُ)

ولا يُدرِكُ العبدُ مَرْتبةَ الإحسانِ إلا بإعانةِ اللهِ وتَوْفيقِه، ولذلكشُرِعَ للعبدِ أن يَدْعُوَ دُبُرَ كلِّ صَلاةٍ: ((اللهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ وشُكرِكَوحُسنِ عِبادتِكَ)).
فحاجةُ العبدِ إلىإعانةِ اللهِ تعالى له على الإحسانِ دائمةٌ مُتكرِّرةٌ.
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩].

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 21 جمادى الأولى 1437هـ/29-02-2016م, 10:53 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي الدرس السابع: بيانُ معنَى الكُفْرِ بالطاغوتِ

الدرس السابع: بيانُ معنَى الكُفْرِ بالطاغوتِ
أما المُؤمنونَ باللهِ فإنَّ اللهَ تعالى هو وَلِيُّهم الذي يُخرِجُهم مِنَ الظُّلُمَاتِ إلى النُّورِ فيخرجُهم من ظُلْمةِ الشِّركِ إلى نورِ التوحيدِ، ومن ذُلِّ المَعصيةِ إلى عِزَّةِ الطاعةِ، ومن ضَلالاتِ البِدَعِ إلى مِنْهاجِ السُّنةِ، ومن حَيْرةِ الشكِّ إلى بَرْدِ اليقينِ، ويُخْرِجُهم من الضِّيقِ والضَّنْكِ إلى السَّعَةِ والانْشِراحِ، ومن الهَمِّ والخَوْفِ والحَزَنِ إلى الطُّمأنينةِ والأمنِ والسكينةِ، ويَزِيدُ اللهُ الذين اهتْدَوْا هُدًى، فهم كلَّ يومٍ في ازديادٍ من الخيرِ والهُدَى، تَرْتَفِعُ بهم الدرجاتُ، وتَتَضاعَفُ لهم الحَسَناتُ، ﴿ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾ [الجمعة: ٤].
فاجتنابُ عِبادةِ الطاغوتِ وإخلاصُ العبادةِ للهِ تعالى وَحْدَه لا شَرِيكَ له هو مَعْنَى التوحيدِ.
ولا يَكونُ المَرْءُ مُسلِمًا مُوَحِّدًا حتى يَكْفُرَ بالطَّاغُوتِ.
والطاغوتُ هو كلُّ ما يُعْبَدُ من دُونِ اللهِ تعالى
قال ابنُ جَريرٍ رحِمه اللهُ: (والصَّوابُ من القولِ عندِي في "الطَّاغُوتَ" أنه كُلُّ ذِي طُغْيانٍ على اللهِ، فعُبِدَ من دونِه، إما بقَهْرٍ منه لمَن عَبَدَه، وإما بطَاعةٍ مِمَّن عبده له، وإنسانًا كان ذلك المَعْبودُ، أو شَيْطانًا، أو وَثَنًا، أو صَنَمًا، أو كائِنًا ما كانَ من شيءٍ).
فالطاغوتُ هو: الذي بَلَغ في الطُّغْيانِ مَبْلَغًا عظيمًا فصَدَّ عن سبيلِ اللهِ كثيرًا وأضَلَّ إضلالاً كبيرًا.
والطواغيتُ التي تُعْبَدُ من دُونِ اللهِ تعالى كثيرةٌ، وأشْهَرُ أصْنَافِ الطَّواغيتِ
ثلاثةٌ: الشيطانُ الرَّجيمُ، والأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ، ومَن يَحْكُمُ بغيرِ ما أنْزَلَ اللهُ.
الصِّنْفُ الأولُ: الشَّيْطانُ الرَّجيمُ
وهو أصْلُ كلِّ شِرْكٍ وطُغْيانٍ
قال اللهُ تعالى: ﴿أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يس: ٦٠–٦١].

وقد جعَلَ اللهُ تعالى من عُقوبةِ المُعْرِضينَ عن ذِكْرِه تَسْلِيطَ الشَّياطِينِ عليهم
واجتنابُ هذا الطاغوتِ يَكونُ بالاستعاذةِ باللهِ منه، والحَذَرِ من كَيْدِه، وعَدَمِ اتباعِ خُطُواتِه، فهو عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ
والشيطانُ يَحْضُر ابنَ آدَمَ عندَ كلِّ شيءٍ من شأنِه
وتَحقيقُ الاستعاذةِ من الشيطانِ يَكُونُ بصِدْقِ الالتجاءِ إلى اللهِ تعالى، واتِّباعِ هُدَى اللهِ العَاصِم من شَرِّ الشَّيْطانِ وشِرْكِه
ومِمَّا هَدَانا اللهُ تعالى إليه ليَعْصِمَنا من شَرِّ الشَّيْطانِ: تَكْرَارُ الاستعاذةِ باللهِ تعالى منه، والإيمانُ باللهِ والتَّوكُّلُ عليه، والإخلاصُ، وكثرةُ ذِكْرِ اللهِ، والتَّعْويذات الشَّرعيَّة.
وكذلك ما يَجِدُ به الشيطانُ على الإنسانِ مَدْخَلاً للتسلطِ عليه كالغَضَبِ الشديدِ، والفَرَحِ الشَّديدِ، والانْكِبابِ على الشَّهواتِ، والشُّذُوذِ عن الجماعةِ، والوَحْدةِ، ولا سِيَّما في السَّفَرِ، ونَقْلِ الحديثِ بينَ الناسِ، وخَلْوةِ الرجُلِ بالمرأةِ، والظنِّ السَّيِّئِ، وغِشْيانِ مَواضِعِ الرِّيَبِ.
ومَن اتَّبَعَ ما أَرْشَدَ اللهُ إليه من الهُدَى كان في حِصْنٍ وأمانٍ من كَيْدِ الشيطانِ، ومَن قَصَّرَ وفَرَّط، لم يَأْمَن أن يَنْالَه شيءٌ من كيدِ الشيطانِ وإيذائِه وإغوائِه بسَبَبِ تَفْريطِه.
الصِّنْفُ الثاني: الأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل
فمن الأوثان: الأصنامُ والتماثيلُ التي تُنْحَتُ على شَكْلِ صُوَرٍ؛ إما صُوَرِ رِجَالٍ أو حَيواناتٍ أو غيرِ ذلك؛
قال اللهُ تعالى: ﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ [الصافات: ٩٥٩٦].
ومن الأوثانِ: بعضُ الأشجارِ والأحجارِ المُعظَّمة التي يَعْتَقِدُ فيها بعضُ المُشْركينَ اعتقاداتٍ كُفْريَّةً
ومن الأوثانِ: القُبورُ والمَشاهِدُ والأَضْرِحَةُ والمَقاماتُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل
وقد قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: ((اللهُمَّ لا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ)) رواه مَالِكٌ.
النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ مَنْ كان قبلَكم كانوا يَتَّخِذُونَ قُبورَ أنبيائِهم وصَالحِيهم مَساجِدَ، ألا فلا تَتَّخِذوا القُبورَ مَسَاجِدَ، فإنِّي أنْهَاكُم عن ذلكَ)). رواه مُسلمٌ.
واتخاذ القبور مساجد هو أنْ يُصَلَّى عَليها، أَو يُصَلَّى إِلَيهَا، أو يُبْنَى عَليهَا مَسجدٌ
ومن الأوثان: ما يَرْمُزُ للشركِ وعبادةِ غَيْرِ اللهِ عز وجل من الشِّعَاراتِ والتعاليقِ
وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه أن النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال: ((يَجمعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامةِ، فيقولُ: مَن كانَ يَعْبُدُ شيئًا فلْيَتبعه؛ فيَتبعُ مَن كانَ يَعبدُ الشَّمسَ الشَّمسَ، ويَتبعُ مَن كان يَعْبُدُ القَمَرَ القَمَرَ، ويَتبعُ مَن كانَ يَعْبُدُ الطَّواغِيتَ الطَّوَاغيتَ)). مُتَّفق عليه.
وهذا الاتباعُ يَكونُ إلى نارِ جَهَنَّم والعياذُ باللهِ
وأمَّا مَن عُبِد من دونِ اللهِ وهو لا يَرْضَى بذلك، فليسَ بطاغوتٍ
قال اللهُ تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: ٣١].
وكذلك الأولياءُ الصالحونَ الذين عَبَدَهم بعضُ المُشْركينَ ظُلْمًا وزُورًا بَرِيئونَ من هذا الشِّرْكِ.
الصِّنْفُ الثَّالِثُ: مَن يَحْكُمُ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ
كلُّ مَن كانَ له سُلْطانٌ على الناسِ في بَلَدٍ من البُلْدانِ فأعْرَضَ عن تَحْكيمِ شَرْعِ اللهِ عزَّ وجلَّ فيهم، ووضَعَ لهم أحْكامًا يَحْكُم بها عليهم من تلقاءِ نفسِه؛ فيُحِلُّ لهم ما حَرَّم اللهُ، ويُحَرِّمُ عليهم ما أحلَّ اللهُ؛ فهو طاغوتٌ
وعبادتُه طاعتُه في تحليلِ الحرامِ وتحريمِ الحلالِ.
ودليلُ ذلك ما صَحَّ عن عَدِيِّ بن حاتمٍ الطائِيِّ رضِي الله عنه أنه سَمِعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ قولَ اللهِ تعالى: ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ [التوبة: ٣١].
قال: فقلتُ: إنَّا لَسْنَا نَعْبُدُهم.
قال: ((أليسَ يُحَرِّمونَ ما أحَلَّ اللهُ فتُحَرِّمُونَه، ويُحِلُّونَ ما حَرَّمَ اللهُ فتَسْتَحِلُّونَه ؟))
قلتُ: بَلَى
قال: ((فتلكَ عِبادتُهم)). رواه البخاريُّ في التاريخِ الكبيرِ، والتِّرمذِيُّ والطَّبَرانِيُّ، واللفْظُ له.
ومن الطواغيتِ: الكُهَّانُ والعَرَّافونُ والسَّحَرةُ الذين يَدَّعُون عِلْمَ الغَيْبِ ويَتحَاكَمُ إليهم الجَهَلةُ الضُّلالُ.
قال اللهُ تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: ٦٠].
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((مَن أتَى كاهنًا أو عَرَّافًا فصَدَّقَهُ بما يقولُ، فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على مُحمَّدٍ
فصل: وكلُّ مَن اتَّبَعَ الطاغوتَ فإنما يَزِيدُه اتِّباعُه إيَّاه ضَلالاً وخَسارًا وظُلْمةً، وأما مَن كَفَر بالطاغوتِ وآمَن باللهِ واتَّبَعَ هُداه فإنَّ اللهَ تعالى يُخرِجُه من الظُّلماتِ إلى النورِ، ويهديهِ سُبلَ السلامِ، ويُدْخِلُه في رحمتِه وفَضْلِه، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: ٢٥٧].
قال اللهُ تعالى: ﴿لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: ٢٥٦].

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 جمادى الأولى 1437هـ/1-03-2016م, 11:43 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي الدرس الثامن: التحذيرُ من الشِّركِ وبَيانُ أنواعِه

الدرس الثامن: التحذيرُ من الشِّركِ وبَيانُ أنواعِه
قال اللهُ تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦].
وقال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا﴾ [النساء: ١١٦].
وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِي الله عنه قال: سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّ الذَّنْبِ أعْظَمُ؟
قال: ((أنْ تَجْعَلَ للهِ نِدًّا وهو خَلَقَكَ)). متفق عليه.
والشِّرْكُ هو: عبادةُ غيرِ اللهِ تعالى
فالعبادةُ حَقٌّ للهِ وحدَه
قال اللهُ تعالى:﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ﴾
والشِّرْكُ هو أعْظَمُ ذَنبٍ عُصِيَ اللهُ به
وهو أكبرُ الكبائرِ
وهو حقُّ اللهِ عز وجل فيما خَلَقَ الخَلْقَ لأجلِه
فلا جَرَمَ كان عِقابُه أعظمَ العِقابِ في الدنيا والآخرةِ:
فأما في الدنيا فمَقْتُ اللهِ وسَخَطُه كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ﴾
الضلالِ والشقاءِ، والخوفِ والحَزَنِ، الحَيْرَةِ والشكِّ، والاضطرابِ والمعيشةِ الضَّنْكِ
قال اللهُ تعالى: ﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (126)
وأما في الآخرةِ فإنهم من حِينِ قَبْضِ أرواحِهم وهم في عَذابٍ شَديدٍ مُتتابِعٍ بسببِ لَعْنةِ اللهِ لهم؛ إذ تُنْزَعُ أرواحُهم نَزْعًا شديدًا يُعذَّبون به، ويُعذَّبون بالفَزَعِ من هَوْلِ المُطّلَعِ، ورُؤْيَةِ ملائكةِ العذابِ، ويُعذَّبُونَ في قُبورِهم عذابًا شديدًا، ويُعذَّبونَ إذا بُعِثوا بأهوالِ يومِ القيامةِ وبالفَزَعِ الأكبرِ، ويُعذَّبون بطُولِ المَوقِفِ ودُنُوِّ الشمسِ منهم في يومٍ كانَ مِقْدارُه خمسين ألفَ سنةٍ، ويُعذَّبُون في العَرَصاتِ ثم يَكُونُ مَصِيرُهم إلى نارِ جَهَنَّم خَالِدِينَ فيها أبَدًا، لا يُخَفَّفُ عنهم من عَذَابِها، وما هم منها بمُخْرَجِين
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (161) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ (162)
ومِمَّا يدُلُّ على عَظيمِ خَطَرِ الشِّرْكِ ووُجوبِ الحَذَرِ منه، أنَّ مَن أشْرَكَ باللهِ من بعدِ إسلامِه حَبِطَ عَمَلُه وكانَ من الكافرين الخاسرين، كأنه لم يَعْمَلْ من قبلُ شيئًا
قال اللهُ تعالى: ﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾
فالأنبياءُ – على صَلاحِهم وشَرَفِهم وقُرْبِهم من اللهِ تعالى وعظيمِ مَحَبَّتِه لهم لا يُغْفَرُ لهم الشركُ باللهِ جل وعلا لو وقَعَ منهم
والشِّرْكُ على قِسْمَينِ:
أحَدُهما: الشِّرْكُ الأَكْبَرُ: ويَكونُ في الرُّبوبِيَّةِ والأُلوهيَّةِ:
في الرُّبوبيَّةِ فهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه
في الألوهيَّةِ فهو: دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى
ويكونُ الشركُ الأكبرُ بالقلبِ والقولِ والعملِ.
الشركِ الأكبرِ القَلْبِيِّ: اعتقادُ أنَّ للأوثانِ تَصَرُّفًا في الكَوْنِ
ومثالُ الشِّرْكِ بالقَوْلِ: دُعاءُ الأوثانِ من دُونِ اللهِ
ومِثالُ الشركِ بعَمَلِ الجَوَارحِ: الذَّبْحُ لغَيْرِ اللهِ، والنَّذْرُ له، والسُّجودُ له.
والشِّرْكُ الأكبرُ مُخْرِجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ، ومَن ماتَ ولم يَتُبْ منه لم يَغْفِرِ اللهُ له، بل هو مُوجِبٌ لسَخَطِ اللهِ ومَقْتِه والخُلودِ في نارِ جَهنَّم، والعياذُ باللهِ.
والقِسْمُ الآخَرُ: الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، وهو ما كانَ وَسِيلةً للشِّرْكِ الأَكْبَرِ
ويَكُونُ بالقَلْبِ والقَوْلِ والعَمَلِ:
فمِثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَلْبِيِّ: اعتقادُ السَّبَبِيَّةِ فيما لم يَجْعَلْهُ اللهُ سَبَبًا شَرْعًا ولا قَدَرًا
ومثالُ الشِّرْكِ الأصغرِ العَمَلِيِّ: الرِّياءُ
ومثالُ الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَوْلِيِّ: قولُ ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ
والشِّرْكُ الأَصْغَرُ لا يُخْرِجُ من المِلَّةِ ولا يُوجِبُ الخُلودَ في النارِ، ولكنَّه ذَنْبٌ عظيمٌ يَجِبُ على مَن وَقَعَ فيه أن يَتُوبَ منه، فإنْ لم يَتُبْ فقد عَرَّض نَفْسَه لسَخَطِ اللهِ وأليمِ عِقابِه.
فصل: والشِّرْكُ منه جَلِيٌّ وخَفِيٌّ
فالشِّرْكُ الجَلِيُّ هو الشركُ البيِّنُ الظاهِرُ كدُعاءِ غَيْرِ اللهِ تعالى
والشِّرْكُ الخَفِيُّ منه أكبر وأصغر ؛ فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفيّة ؛ كتعلّق القلب بغير الله
والشرك الخفي الأصغرُ مثاله ما يكون في القلب من نوع تعلّق بالدنيا
ومن الشرك الخفي ما يكون فيه تَقْديمُ طَاعةِ غيرِ اللهِ على طاعةِ اللهِ من غيرِ قَصْدِ عِبادةِ غيرِ اللهِ أو تَعَلُّقِ القَلْبِ بغَيْرِه؛ وهذا أدقّ أنواع الشرك الخفي، ولا يكاد يسلم منه أحد.
عن مَعْقِلِ بن يَسَارٍ رضِي الله عنه قال: انْطَلَقْتُ مع أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ رضِي الله عنه إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا أبا بكرٍ، لَلشِّرْكُ فيكم أخْفَى من دَبِيبِ النَّمْلِ)).
فقال أبو بَكْرٍ: وهل الشِّركُ إلا مَن جعَلَ معَ اللهِ إلهًا آخَرَ؟
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيدِه، للشِّرْكُ أخْفَى من دَبيبِ النَّمْلِ، ألا أَدُلُّكَ على شيءٍ إذا قُلْتَه ذهَبَ عنكَ قَلِيلُه وكَثِيرُه))
قال: ((قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَ أن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ)). رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ.
فالشِّرْكُ الخَفِيُّ لا يكادُ يَسْلَمُ منه أحَدٌ إلا مَن عَصَمَهُ اللهُ؛
وتحقيقُ التوحيدِ يكونُ بإسلامِ القلبِ والوَجْهِ للهِ تعالى فتكونُ طاعتُه للهِ، ومَحبَّتُه للهِ، وبُغْضُه للهِ، وعَطاؤُه للهِ، ومَنْعُه للهِ، وبذلك يكونُ المَرْءُ مُؤمِنًا مُسْتكمِلَ الإيمانِ، نسألُ اللهَ من فضلِه.
وهذا الدعاءُ النَّبويُّ سَبَبٌ عظيمٌ في البراءةِ منه، وذَهَابِ أثرِه، ومَغْفِرَةِ اللهِ لصاحبِه.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 23 جمادى الأولى 1437هـ/2-03-2016م, 01:51 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي تفسير سورة الفاتحة

تفسير سورة الفاتحةِ
{بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمـنِ الرَّحِيمِ (3) مَـلِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7)}
سُمِّيَتْ هَذِهِ السُّورة (فاتحة الكتاب) لكونه افتتح بها، وإن لم تكن أول ما نزل من القرآن.
قيل: هي مكية.
وقيل: مدنية.
تسمى فاتحة الكتاب، وتسمى أمّ الكتاب، وصح تسميتها بالسبع المثاني، وسورة الحمد.
أخرج البخاري وأحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الْحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمينَ هِيَ السَّبْعُ المَثَانِي، وَالقُرْآنُ العَظِيمُ الَّذِي أُوتِيْتُهُ)).
(1){بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} اختلف أهل العلم في البسملة:
فقيل: هي آية مستقلة في أول كل سورة كتبت في أولها.
وقيل: هي بعض آية من أول كل سورة، أو هي كذلك في الفاتحة فقط دون غيرها.
وقيل: إنها ليست بآية في الجميع، وإنما كُتبت للفصل.
وقد اتفقوا على أنها بعض آية في سورة النمل.
و{الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه.
وأخرج أحمد وغيره، عن النواس بن سمعان، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى جنبتي الصراط سوران، فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تعرجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه، فإنك إن تفتحه تَلِجْهُ، فالصراط الإسلام، والسوران: حدود الله، والأبواب المفتحة: محارم الله، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله تعالى في قلب كل مسلم)).
(7) {صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ} هم المذكورون في سورة النساء، حيث قال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيماً}.
هذهِ السورةُ على إيجازِها، قدِ احتوتْ على ما لم تحتوِ عليهِ سورةٌ منْ سورِ القرآنِ، فتضمَّنَتْ أنواعَ التوحيدِ الثلاثةَ:
- توحيدُ الربوبيةِ،يؤخذُ مِنْ قولِهِ: {رَبِّ الْعَالَمِينَ}.
- وتوحيدُ الإلهيةِ،وهوَ إفرادُ اللهِ بالعبادةِ، يُؤخذُ مِنْ لفظِ: (الله) ومِنْ قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}.
- وتوحيدُ الأسماءِ والصفاتِ،وهو إثباتُ صفاتِ الكمالِ للهِ تعالى، التي أثبتَها لنفسِهِ، وأثبتَها لهُ رسولُهُ منْ غيرِ تعطيلٍ ولا تمثيلٍ ولا تشبيهٍ، وقدْ دلَّ على ذلكَ لفظُ{الْحَمْدُ} كما تقدمَ.
- وتضمنتْ إثباتَ النبوَّةِ في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّ ذلكَ ممتنعٌ بدونِ الرسالةِ.
- وإثباتَ الجزاءِ على الأعمالِ في قولِهِ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، وأنَّ الجزاءَ يكونُ بالعدلِ؛ لأنَّ الدينَ معناهُ الجزاءُ بالعدلِ.
-وتضمنتْ إثباتَ القدرِ، وأنَّ العبدَ فاعلٌ حقيقةً، خلافاً للقدريةِ والجبريةِ.
بلْ تضمنتِ الردَّ على جميعِ أهلِ البِدعِ [والضلالِ] في قولِهِ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأنَّهُ معرفةُ الحقِّ والعملُ بهِ، وكلُّ مبتدعٍ [وضالٍّ] فهوَ مخالفٌ لذلِكَ.
- وتضمنتْ إخلاصَ الدينِ للهِ تعالى عبادةً واستعانةً في قولِهِ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فالحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 30 جمادى الأولى 1437هـ/9-03-2016م, 09:27 AM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي فتنة اللفظية

نقل أبو بكر المرّوذي وهو من خاصة أصحاب الإمام أحمد مقالة الكرابيسي للإمام أحمد، وذكر له أن الكرابيسي قال: (أقول: إنّ القرآن كلام الله غير مخلوقٍ من كلّ الجهات إلاّ أنّ لفظي به مخلوقٌ، ومن لم يقل: لفظي بالقرآن مخلوقٌ، فهو كافرٌ).

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الدراسة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:10 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir