دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #9  
قديم 15 رجب 1442هـ/26-02-2021م, 01:30 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آسية أحمد مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
1. بيّن الطريق إلى العلم بأنّه لا إله إلا الله، واستدلّ بآية على وحدانية الله تعالى وفسّرها بإيجاز.

الطريق الى العلم بأنه لا إله إلا الله ظاهرٌ من خلال عدة أمور بيّنها القرآن كما يلي:
التدبر في أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله أبين طريق وأوضحه يقود الى توحيده وافراده بالعباده والتأله حمدا وتمجيدا وثناءً.كما قال تعالى: هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}
العلم بافراده بالربوبية وأنه الخالق والرازق والمدبر للأمور يدل على استحقاقه للألوهية وحده.
العلم بانفراده وحده بالإنعام كله، الظاهر منه والباطن، والديني والدنيوي، يوجب التعلق به وحده وعبادته شكرا ومحبةً وتألهاً.
ما يشاهد من الثواب العاجل لأولياء الله تعالى الموحدين ونصرته لهم، وكذا العقاب العاجل للمشركين والمعرضين عن سبيله ودعوة رسله، فهي تدل على أن الحق مع الموحدين الذين لايشركون به شيئاً.
العلم بحقيقة الأوثان والمعبودات من دون الله، فإنها لا تنفع ولا تضر عابديها، لفقرها ونقصانها من جميع الوجوه ولذا فهي لا تستحق وصف الإلوهية ولا أن تعبد.
الكتب السماوية المنزلة جميعها أرسلت بتوحيد الألوهية، وجميعها تحمل رسالة واحدة، فاتفاقها دلالة على التوحيد.
اتفاق الأنبياء والمرسلين وشهادتهم بذلك وكذا شهادة أهل العلم بتوحيد الله كما قال تعالى :{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}، فاتفاقهم وشهادتهم دليل على أن الله تعالى واحد.
التأمل في آيات الأنفس والآفاق، فإنها شاهدة على أن وحدانية الإله، بما فيها من أسرار مشاهد ولطائف مودعة، وغرائب تقود ذوي العقول الى وحدانية بارئها، كما قال تعالى: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
ما شرعه الله تعالى من الأحكام بما فيها من الحكمة والعدل، وأنها أتت بالمنافع لجميع الخلق، والعدل في الحقوق والواجبات، دلالة على أن منزلها ومشرعها يستحق العبادة وحده.

آية تدل على وحدانية الله تعالى:
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
التفسير:
في هذه الآية ذكرٌ للآيات المشاهدة التي تدل على أن الله تعالى واحد لا شريك له في ملكه وحكمه وألألوهيته، وهي آيات ظاهرة جلية لمن تدبرها وعقلها، ولذا قال في ختامها ( لقومٍ يعقلون) أي يُعملون عقولهم فيما خلقت من أجله، وذلك بالتفكر فيما أودعه الله من شواهد كونية ناطقة بتفرده، فقد أشارت الآية إلى عددٍ من المخلوقات العظيمة في السماوات، والأرض، وما بينهما من تعاقب الليل والنهار، والسفن الجارية، والغيث، والنبات، والدواب، والرياح، والسحاب، و أرشدت الى التفكر فيها وفي خلقها وتسخيرها، فقال : ( إن في خلق السماوات) فخلقها خلق عظيم، مع ارتفاعها وسمكها وثباتها بغير عمد، والكواكب التي تحويها وجريانها بنسق عجيب متوافق مع مصالح العباد، ( والأرض ) وكذا الأرض وامتددها وقرارها بما يلائم معيشة العباد وما أودعه الله فيها من كنوز، ومنافع للانسان، كله دال على وحدانية الله أعظم الدلالة والبرهان.
ومن آياته أيضاً (اختلاف الليل والنهار)، أي تعاقبهما معاً، فهما يتعاقبان خلفةً بنظام ثابت لا يتغير، وفي ذلك تسخير للإنسان بما يتضمنه من اختلاف الفصول حسب اختلاف طولهما وقصرهما، كما أن فيهما سكن للإنسان ومعاش بما يتناسب مع طبيعته وخلقته، وذلك مع المخلوقات الأخرى أيضاً، فهذا يشير الى مدبر واحد يستحق الألوهية.
وكذلك (الفلك التي تجري في البحر) أي السفن التي تجري في البحر، ثم سخر البحر ليحمل ما عليه من الانسان أو يتاجر به من البضائع، فتسير به مع الرياح المسخرة المتجهة شرقا او غربا بدون تدخل الانسان، فيصل الى وجهته حيث يريد، فالذي دبر هذا كله هو الله الواحد الأحد.
قوله(وما أنزل الله من السماء من ماء) وهو المطر الناشيء من السحاب بقدرة الله، فجعله حياة للأرض بما عليه من نبات وبشر وحيوان، ولذا قال ( فأحيا به الأرض بعد موتها) فلا تقوم حياة الا به ولا يبقى معيشة للخلق من دونه، فهي آية تدل على وحدانية الله تعالى كما أن في ضمنها دلالة على قدرته تعالى وعلى إحياء الموتى وبعثهم ونشورهم فمن احيا الارض بعد موتها قادر على احياء الناس بعد مماتهم ثم حشرهم، وذلك كما تحيا الأرض من المطر،
( وبث فيها من كل دابة ) خلق الله الدواب المتنوعة من كل صنف وفرقها ونشرها في الأرض لينتفع بها الناس، وسخرها لهم من وجوه كثيرة، وهو من يرزقهم جميعا، وهو الذي يهديهم الى اقواتهم وعالم بكل دقيق وجليل منهم.
و في ( تصريف الرياح) أي في اختلافها وحركتها باتجاهات متعددة تارة يمينا وتارة شمالا وتارة غربا وتارة شرقاً، وفي كونها تارة حارة وتارة باردة، فتنشر السحاب او تجمعه، وتارة ترسل بالرحمة وتارة ترسل بالعذاب، وتارة ترسل لواقح، وفي كل هذا منافع للخلق والعباد، ما يدل على ان مصرفها ومدبرها هو خالق إله واحد
وفي (السحاب المسخر بين السماء والأرض) فهذا السحاب المعلق الذي سخره الله لما يريد فيسوقه حيث يشاء محملاً بالماء فينزل مطراً فينبت الزرع ويسقي منه العباد والبهائم وفي ذلك حياة للأرض ومن عليها، وفيه دليل لمن تدبر وعقل على أن الله تعالى هو الواحد الأحد لا شريك له في خلقه وألوهيته.
2. تحدّث عن أصل الإيمان بالملائكة مبيّنا أدلة تقريره وآثار الإيمان به وكيف تردّ على من أنكره.
الإيمان بالملائكة أصل من أصول الايمان وركن من اركانه، وقد ورد ذكرهم في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مقرونا بالإيمان بالله ورسله وكتبه، وآيات أخرى ذكر فيها أوصافهم، ووظائفهم وما هم موكلون به، وآياتٌ أخرى فيها عبادتهم وطاعتهم لله وثناء عليهم، وفي هذا كله دلالة على هذا الأصل العظيم ووجوب الايمان به وأن وجودهم وجودا حقيقياً، فهم عباد لله مكرمون وخلق من خلق الله، يجب الايمان بهم على الجملة والتفصيل على ما ذكر عنهم من الأخبار في الكتاب والسنة، ومن ذلك مايلي:
-قول الله تعالى: " لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ" إلى اخر آية سورة البقرة (177)
-قول الله تعالى: " شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَأُو۟لُوا۟ ٱلۡعِلۡمِ قَاۤىِٕمَۢا بِٱلۡقِسۡطِۚ لَاۤ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ" سورة آل عمران (18) فقرن شهادتهم بشهادته تعالى.
كما أنهم وسائط للتبليغ بين الله ورسله، كما قال الله عن جبريل: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ} [الشعراء: 192 - 194]
وهم موكلون بما أوكله الله لكل منهم من الوظائف والأمور، فمنهم من هو موكلٌ بالرزق، ومنهم بالمطر، ومنهم نافخ الصور، والحفظة، وغير ذلك
وهم مطيعون لله تعالى لا يعصونه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، وقد وصف لنا خُلُقهم وخِلقتهم، كما قال تعالى عن جبريل:
{ذوقُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ} [التكوير: 20 - 21]
ومن آثار الإيمان بهم:
محبتهم، وموالاتهم، فهم عباد الله مطيعون له، يدعون للمؤمنون ويستغفرون لهم، وينصرونهم، ومنهم من ينزلون بالرحمة والغيث والمطر،
ومن ذلك قوة الايمان بالله تعالى والتوكل عليه، لأن منهم حفظة يحفظون الانسان من بين يديه ومن خلفه،
ومن الآثار ومراقبته والخوف منه تعالى، لأنه وكلهم بكتابة الاعمال واحصائها على العبد، ومنهم موكلون بالعذاب الدنيوي او الاخروي.
ومن الآثار دعاء العبد لله تعالى لأنهم يؤمنون على دعائه، وقراءة القرآن والمدارسة لأنهم ينزلون عليه بالرحمة ويحفون تلك المجالس وغير ذلك من الآثار.

وقد أجمع المسلمون على هذا الأصل والإيمان به، أما من أنكره فهم إما من الزنادقة والملحدين المنكرون لوجود الله، أومتسترون باسم الاسلام فيأولون ماجاء عنهم من الأخبار ويقولون أن الملائكة هي القوى الخيرية والصفات الحسنة الموجودة في الإنسان، ويقابلهم الشياطين الذين هم بزعهم القوى الشريرة، وهذا تحريف لآيات الله تعالى، فزادوا شناعة على شناعة، وبعض الناس اغتر بهؤلاء الزنادقة فصدقهم وتبعهم وما ذلك الا جهلا منهم وضلال وفتنة، حتى قالوا أن سجود الملائكة لآدم ليس حقيقة وإنما هو سجود مافي الأرض من قوى ومعادن للآدميين، فزادوا ضلالا على ضلال فساوو بين كفار الآدميين ومؤمنيهم وبين آدم وضربوا آيات الله ببعضها.
[فالرد على الفريق الأول بإثبات وجود الله أولا، ثم إثبات وجود الملائكة تبعًا لذلك
والرد على الفريق الثاني ببيان الأدلة من القرآن والسنة ودحض شبهاتهم في تأويل النصوص]

3. فسّر قول الله تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ}
هذه الآية جمعت مكارم الأخلاق وحسن التعامل مع الناس في ثلاث عبارات، ( خذ العفو) ومعناها أن يقبل الإنسان من الناس ما سمحت به نفوسهم، وسهلت به أخلاقهم وطبائعهم، ولا يطلب منهم أن يعاملوه بما لا تسمح به طبائعهم، فيشكرهم على إحسانهم، ويعفوا عن تقصيرهم، فيكون هينا لينا بمعاملته للناس، متواضعا غير متكبر على أحد مهما كان به من نقص أو عيب، يوقر الكبير ويرحم الصغير، فيكون كريماً مع الناس دودواٍ حسن المعاشرة.
(وأمر بالعرف)
والعرف هو كل قول حسن، فعل جميل، وخلق كامل للقريب والبعيد، أي ليأخذ الناس منك، علم نافع ديني أو دنيوي، أو نصيحة، او حث على خير من صلة، وبر، وإصلاح،أو معاونة على بر وتقوى، أو توصية على صبر، ودعوة، أو زجر عن قبيح، أو إرشاد على مصلحة. فكل ذلك من الأمر بالعرف
ثم قال ( وأعرض عن الجاهلين)
وذلك أن الانسان في تعامله مع الناس لابد أن يقابله الجهلة منهم بالأذية، وإذا كان كذلك فعليه بالإعراض عنهم، وذلك بأن لا يبادلهم الأذى بل يعفو عن إسائتهم، فيصل من قطعه، ويعدل مع من ظلمه، ويترفع عن من شتمه، وهو بذلك ينال سلامة القلب وانشراح الصدر، وحب الناس وودهم، وقد قال تعالى: قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ - وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}

4. اذكر ثلاثة آيات دالة على الأمر بالجهاد في سبيل الله وبيّن الحكمة مشروعية الجهاد، وآدابه ، وأسباب النصر.
الأدلة:
قول الله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39]
قوله تعالى: {فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (74) وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا (75)} النساء.
قوله تعالى:{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ - وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ - وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 45 - 47]

الحكمة من مشروعية الجهاد:
-يتحقق به إقامة دين الله، وإعلاء كلمته
-الدعوة إلى عبادته وتوحيده التي من أجله خلق العباد.
-دفع كل من قاوم أمر الله تعالى، ومقاومة الظالمين المعتدين على دين الله وعلى المؤمنين من عباده كما قال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} [الأنفال: 39] وقال : {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا} [الحج: 40] فلولا مدافعة الله الناس بعضهم ببعض بأسباب متعددة، وطرق متنوعة قدرية وشرعية، ومنها الجهاد، لاستولى الكفار الظالمون، ومحقوا أديان الرسل، فقتلوا المؤمنين، وهدموا معابدهم،
-إقامة العدل، وحصول الرحمة، واستعباد الخلق لخالقهم، وأداء الحقوق كلها، ونصر المظلومين، وقمع الظالمين، ونشر الصلاح والإصلاح المطلق بكل وجه واعتبار،لا كقتال الظلمة المبني على العداوات والجشع والظلم والاستعباد للخلق.
آداب الجهاد:
-حسن النية، وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق.
- التوكل على الله تعالى والاعتماد عليه مع الأخذ بالأسباب.
- التواضع لله تعالى عند النصر ونسبة النصر اليه، والحذر من العجب،. قال الله تعالى: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25]
- الوحدة وعدم التفرق والشتات
- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وعدم الظلم، وتوزيعها للفقراء والأغنياء سواسية، كل حسب قسمته فإن هذين حتى لا يسود العداء بين الجيش، ويقع الطمع، وبالتالي تحل الفوضى محل النظام، ويقع الفشل، ويكون هذا الأمر أعظم سلاح للأعداء على المسلمين.
- أن تكون العلاقة بين الراعي والرعية علاقة احترام وتشاور منه الى الرعية ومن الرعية الطاعة التامة والانقياد في غير معصية، وإن حصل الاختلاف فيكون الرجوع لأهل العلم والرأي منهم وللقرآن والسنة، كمال قال تعالى: {قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ} [النساء: 59].

أسباب النصر:
فمن أعظمها وأهمها أمران:
الصبر والثبات، مع حسن التدبير.
ومما يعين على الصبر والثبات:
- التوكل على الله، والتضرع إليه، والإكثار من ذكره.
-حسن النية، وكمال الإخلاص في إعلاء كلمة الحق؛ فلهذا حذر تعالى من مشابهة الذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس، ويصدون عن سبيل الله، فهؤلاء لما لم يعتمدوا على ربهم، وأعجبوا بأنفسهم، وخرجوا أشرين بطرين، وكان قتالهم لنصر الباطل باءوا بالخيبة والفشل والخذلان، ولهذا أدب خيار الخلق لما حصل من بعضهم الإعجاب بالكثرة في غزوة حنين حيث قال القائل: لن نغلب اليوم عن قلة. فقال: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ} [التوبة: 25] فلما زال هذا الأمر عنهم، وعرفوا ضعفهم وعاقبة الإعجاب: {أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [التوبة: 26]
- الوحدة وعدم التفرق والشتات، اتفاق القلوب، وعدم التفرق والتنازع، فإن ذلك محلل للقوة، موجب للفشل، وأما اجتماع الكلمة، وقيام الألفة بين المؤمنين، واتفاقهم على إقامة دينهم وعلى نصره فهذا أقوى القوى المعنوية التي هي الأصل، والقوة المادية تبع لها، والكمال: الجمع بين الأمرين كما أمر الله بذلك في هذه الآية،
- ومما يعين على الثبات والوحدة السمع والطاعة للأمير، وعدم عصيانه.
ومن حسن التدبير:
-اعداد القوة وبذل أسباب النصر، من التدريب العسكري وتعلم الرماية والركوب وسائر الفنون، قال تعالى: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121]، وقوله: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ} [الأنفال: 60]
-أخذ الحذر، وسد جميع الثغرات التي يمكن أن يدخل منها العدو، والسعي لتوهين الاعداء وتشتتهم وتفرقهمومهادنة من يمكن مهادنته منهم،ل هذا قال:{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ أَوْ جَاءُوكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقَاتِلُوكُمْ أَوْ يُقَاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقَاتَلُوكُمْ} [النساء: 90] وهذا من أكبر العون على الثبات والنصر.
- سلوك طريق الحق، والعدل في قسمة الغنائم، وعدم الظلم، وتوزيعها للفقراء والأغنياء سواسية، كل حسب نصيبه وقسمته، حتى لا يتفشى العداء بين الجيش، ويقع الطمع، وبالتالي تحل الفوضى محل النظام، ويقع الفشل،
- أن يرغب القائد الجيش على الشجاعة، وتذكيرهم بالسعي في أسبابها، والترغيب في فضائل الجهاد، وما فيه من الثمرات العاجلة والآجلة، وما في تضييعه من ضياع الدين والدنيا، واستيلاء الأعداء، والذل والدمار، فإن النفوس الأبية والهمم العلية لا ترضى لأنفسها بغير هذا الخلق الفاضل الذي هو أعلى الأخلاق وأنفعها، قال تعالى: {إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ} [النساء: 104] فحثهم على الصبر بتأملهم وطمعهم في الأجر والثواب وإدراك المقامات العالية.

التقويم: أ
خُصمت نصف درجة للتأخير.
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, التاسع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir