دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > منتدى التعريف بالمعهد

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2 ذو الحجة 1429هـ/30-11-2008م, 02:25 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي الحاجة إلى تحسين وسائل التعليم الشرعي

الحاجة إلى تحسين وسائل التعليم الشرعي

العلم والإيمان سبيل رفعة الأمة
الحمد لله الذي لا إله إلا هو العليم القدير، والعلي الكبير، شرَّف العلم وأهله، وآتى كل ذي فضل فضله، ولم يُضِعْ أجرَ من أحسَنَ عمَلَه، والصلاة والسلام على الهادي البشير، والسراج المنير، المبعوث بالهدى ودين الحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى صراط مستقيم، صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الأرض ألا إلى الله تصير الأمور ، أما بعد:
فإنَّ الله قدْ جعلَ رِفعةَ هذهِ الأمَّةِ وَعِزَّتَها ونجاتَها ومَجْدَها لا تتحقَّقُ إلا بالعلم والإيمان كما قال تعالى: {وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}، والشرط الموجب يتخلف الحكم بتخلفه، وكلما ازداد العبد إيماناً زاد نصيبه من العلو والعزة.
وقال تعالى: {ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين}، وقال: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}، وهذا كما يتحقق في الفرد فهو كذلك في الأمة بعمومها؛ فكلما كانت الأمة أكثرَ حظاً ونصيباً من العلم والإيمان كانت رفعتُها وعزَّتُها أظهرَ وأشهر، وكلمَّا ضعف حظّها منهما كانت أكثرَ تخلفاً وانحطاطاً وذلةً، والتاريخ والواقع شاهدان على ذلك:
- فما ظهرت الفرق الضالة والبدع والأهواء والخرافات التي ضل بسببها فئام من الناس، ولا قامت التيارات الفكرية المنحرفة ورفعت راياتها وتبوأت ما لم يكن لها أن تتبوأه فأضلت كثيراً وأفسدت فساداً كبيراً إلا بسبب ضعف العلم، وضعف القائمين به، وفشُو الجهل.
- وما ظهرت المعاصي والمنكرات،واستُحِلَّت المحرمات، واستهينَ بالفرائضِ والواجباتِ، وخانَ الخائنون الأماناتِ إلا بسبب ضعف الإيمان.
فبقدر ما يضعف العلم والإيمان ينحط الفرد، وتنحط الأمة، وبقدر ما يزيد العلم والإيمان يرتفع الفرد وترتفع الأمة؛ فهذه المعادلة سنة كونية شرعية، دلائل إثباتها من الشريعة والتاريخ والواقع ظاهرة جلية.

أهمية المتون العلمية
سار علماؤنا الأوائل من عدة قرون سلفت على انتهاج المتون العلمية منهجاً موصلاً إلى حسن التحصيل وقوة التأصيل حتى تخرَّجَ بهذا المنهج عدد كبير من العلماء؛ تعلَّموا فأتقنوا التعلم، وعلَّموا فأحسنوا التعليم، وألَّفوا فجوَّدوا التأليف، فغدت أقوالهم نبراساً يهتدى به، وسيرهم أسوة يؤتسى بها، ومؤلفاتهم منهلاً لكل عالم ومتعلم، رحلوا وبقيت مآثرهم وآثارهم دليلاً على حسن منهجهم، وجودة تحصيلهم، وانتفاع الناس بعلومهم.
ذلك أن المتون العلمية تجمع لطالب العلم في كل فَنٍّ لُبَّ مسائله، تجمع شتاتها بألفاظ مختصرة، وتقسيمات معتبرة، تقرب البعيد، وتيسر العسير، وتجمع المتفرق، فيتناولها العلماء بالشرح والتفسير، والبيان والتحرير،حتى يذلّ صعبها، ويتضح مشكلها، وينفتح بها للطلاب أبواباً عظيمة من العلم النافع الذي يجدون حلاوته ولذته وأثره عليهم وفائدته، ولايزالون يتدرجون في مدارج تلك المتون حتى يبلغوا مبلغاً عظيماً من العلم، وقديماً قيل: (من حفظ المتون حاز الفنون)، وإنما ينتفع بالحفظ من فهم ما يحفظ، فلذلك كثرت شروح العلماء على المتون واشتهرت.

واقع طلاب العلم اليوم
إن الناظر في أحوال طلاب العلم اليوم ليجدهم يعانون في التحصيل معاناة شديدة، أخرتهم سنوات عديــدة،وحصل للأمة بسبب تأخرهم وتخلفهم نكسات ونكبات، فما أكثر ما جنى الجهل على الأمة من محن ورزايا، وفتن وبلايا، يعلم كل ذي لُبٍّ موفق أنه لا مخرج منها إلابالعلم والإيمان، وأن الحاجة ماسة لتذليل ما يعانيه طلاب العلم من الصعوبات،وتيسير وسائل التعلم والتعليم، وتجويدها وإتقانها حتى تسير على السبيل المأمون المفضي إلى الأهـداف المرجوة، الذي يُؤمَن فيه على شباب الأمة من الانحراف والانجراف وراء الأهواء المغرضة، أو الشهوات المضلة.
فمع كثرة المغريات والملهيات، والشواغل والمعوقات نجد طلاب العلم يعانونمن أمور نجمل أهمها في النقاط التالية:
ا: طول فترة التحصيل
فبانشغال غالب العلماء والطلاب أيضاً بالوظائف أو الدراسة النظامية لم يعد يتسنى لكثير منهم إلا بعض الدروس الأسبوعية مما يطيل أمد التحصيل جداً لدى الطلاب، فما كان علماؤنا الأوائل يحصلونه في شهر بالدروس اليومية، لا يتسنى للطلاب اليوم تحصيله إلا في عدة سنوات، ولنضرب لذلك مثالين يتضح بهما حجم هذه المعاناة:
المثال الأول: (كتاب التوحيد) فلو تفرغ المعلم لتدريسه ساعة كليوم لأتمَّه في أقل من شهرين، ولكنه يحتاج إلى عدة سنوات لإتمامه بالدروس الأسبوعية.
المثال الثاني: (زاد المستقنع) حيث يمكن الطالب إتمامه بالدراسة اليومية في أقل من سنة، لكنه لا يمكنه إتمامه بالدراسة الأسبوعية في أقل من خمس عشرة سنة.
فتأمل هذين المثالين وقس عليهما بقية المتون العلمية، ثم تأمَّل آثار هذا التأخر على الطلاب وعلى الأمة.
ب: العشوائية في الطلب
إن عدم وضوح منهج الطلب لدى كثير من الطلاب المبتدئين، وما يرونه من طول أمد التحصيل جعل كثيراً منهم يتنقلون بين المتون والدروس والشيوخ بعشوائية تفني الأوقات، وتهدر الطاقات،ولا يجنون سوى ثقافة عامة غير مكتملة في العلوم الشرعية لا يصح الاعتماد عليها، بل ربما كان ضررها أكبر من نفعها.
وقد قيل: (إنما يفسد الدنيا ثلاثة أنصاف: نصف فقيه، ونصف طبيب، ونصف نحوي؛ فالأول يفسد الأديان، والثاني يفسد الأبدان، والثالث يفسد اللسان)؛ فيتصدَّر الطالب قبل أوانه، ويفتي قبل إِبَّانه، فيجني على الأمة جناية كان بالإمكان تفاديها لو استشعر عقلاء الأمة مسؤوليتهم.

ج: التلقي عن غير المتمكنين
فمع ما تقدم من صور ما يعانيه الطلاب اليوم تجد كثيراًمنهم يتلقى عمن تصدر ولم يعرف بالتمكن والإتقان، فأنتج لهم ذلك خللاًكبيراً في تصور المسائل، أدَّى ببعضهم إلى تبني أفكار ضالة،وارتكاب أهوال جسيمة، جنت على الأمة ما جنت، وأوهنت منها ماأوهنت.

د: الهجمة الشرسة على مناهج التعليم
إن أعداء الأمة قد أدركوا ما لم يدركه بعض أفرادها من عظيم خطر العلم، وكبير قدره، فحاربوا الأمة في مناهجها حرباً شرسة، بغية إفساد ناشئتها وسلبهم هويتهم الدينية، وجعلهم يلهثون وراء ما يزينونه لهم من زخرف القول، ويغرونهم به من السراب الذي يحسبه الظمآن ماء، مما يجعل شبابنا أقل خطراً عليهم، وأسهل انقياداً لهم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ويعلي كلمته، ويعصم طائفة من هذه الأمة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم.
فيجب على عقلاء الأمة إعطاء هذا الأمر جديته، والنظر في سبل تطوير وسائل التعليم الشرعي، ومعالجة ما يعترضها من معوقات وصعوبات وخدمتها بمستجدات الوسائل والتقنيات.

الــحـــل
إن تطوير التعليم الشرعي وخدمته بوسائل التقنية الحديثة، وتذليل الصعوبات للطلاب، ومعالجة سلبيات الطلب الحالية ضرورة ملحة على الأمة، فينبغي لكل من وجد في نفسه قدرة على الإسهام في ذلك أن يبذل جهده في إنتاج ما يفيد طلاب العلم ويعجِّلُ تأهيلهم وإعدادهم، مع مراعاة الرجوع لأهل العلم والفضل واستشارتهم في ذلك حتى لا يكون التعليم الشرعي ضحية الاجتهادات الفردية الخديجة.
فالأمة بحاجة إلى عدد من المنتجات التطويرية لتجاوز أزمة ضعف التأهيل العلمي.
وهذا المشروع الذي بين أيديكم الآن هو نتاج عمل مؤسسي دام بضع سنين حتى خرج بهذه الصورة التي ترونها فأسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يتقبله بقبول حسن ويبارك فيه، وأن يعين على إتمام ما تبَّقى من المشاريع التعليمية وينفع بها عباده في مشارق الأرض ومغاربها.
.......................


كلمة شكر:
ولا يفوتني أن أشكر إخواني وأخواتي أعضاء هيئة الإعداد العلمي وأعضاء هيئة التنسيق وغيرهم على ما بذلوا من الجهد وأفنوا من الوقت وما عانوا لإنجاح هذا العمل العلمي
فاللهَ أسألُ أن يكتب لهم بكل حرف حسنات عظيمة مضاعفة أضعافاً كثيرة إنه كريم وهاب، وأن يبارك لهم في أعمالهم وأوقاتهم، وأن ييسر لهم سبل الخير حيثما كانوا، وأن يحفظهم بحفظه إنه خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

وكتبه:
الفقير إلى عفو ربه ومرضاته
عبد العزيز الداخل


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحاجة, إلى


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir