دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الأقسام العامة > المنتديات > المنتدى العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 شعبان 1434هـ/2-07-2013م, 01:54 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي أتاكم رمضان شهر مبارك

أتاكم رمضان شهر مبارك



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

إن من نِعَمِ الله العظيمة على عباده أن جعل لهم مواسم متعددة للعبادات ؛ تكثُر فيها الطاعات ، وتُقال فيها العثرات ، وتُغفر فيها الذنوب والسيئات ، وتُضاعف فيها الحسنات ، وتَـتَنزَّل فيها الرّحمات ، وتعظم فيها الهبات ، وإن من أجلِّ هذه المواسم وأكرمها على الله شهر رمضان المبارك ، قال تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ }[البقرة:185]

استقبال شهر رمضان
ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشـِّر أصحابه بمقدم هذا الشهر العظيم ويستحثهم فيه على الاجتهاد بالأعمال الصالحة من فرائض ونوافل من صلواتٍ وصدقات ، وبذل معروفٍ وإحسان ، وصبرٍ على طاعة الله ، وعمارة نهاره بالصيام وليله بالقيام ، وشَغْلِ أوقاته المباركة بالذكر والشكر والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن .
روى الإمام أحمد في مسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ وَتُسَلْسَلُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ))(1).
وروى الترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ))(2).
وروى أحمد عن أبي هريرة قال : ((لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ))(3). ؛ لقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بأنه شهر مبارك ، فهو شهر مبارك حقاً ، كل لحظة من لحظات هذا الشهر تتصف بالبركة ؛ بركةٍ في الوقت ، وبركة في العمل ، وبركة في الجزاء والثواب ، وفيه ليلة القدر المباركة التي هي خير من ألف شهر ، وإن من بركة هذا الشهر أن الحسنات فيه تضاعف ، وأبواب الجنان تفتح ، وأبواب النيران تغلق ، والشياطينَ ومردةَ الجنّ تصفد، ويكثر فيه عتقاء الله من النار.



ومما ورد في فضائل شهر رمضان

- هو شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات
حديث عمر بن إسحاق مولى زائدة عن أبيه عن أبي هريرة رَضِيّ اللهُ عَنْه: أن النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم قال: ((الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)) رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي.(4)
- وهو شهر العتق من النار
حديث الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: ((إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك في كل ليلة)) رواه ابن ماجة، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه. (4)
- وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين.
ما في الصحيحين من حديث نافع بن أبي أنس عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين). (4)
أبو أنس هو: مالك بن أبي عامر الأصبحي عم الإمام مالك بن أنس
وحديث الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي منادٍ يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة)) رواه الترمذي وابن ماجه وابن خزيمة وابن حبان والحاكم.(4)
- وهو شهر فيه ليلة القدر.
قال تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر:3]
حديث أيوب السختياني عن أبي قلابة عن أبي هريرة رَضِيّ الله عَنْه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: ((أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم فيها فقد حرم)). رواه الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه وابن أبي شيبة وعبد الرزاق والنسائي والبيهقي وغيرهم من طرق عن أيوب به.(4)
- ومنها: حديث عمران القطان عن قتادة عن أنس بن مالك قال: دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله، ولا يحرم خيرها إلا محروم). رواه ابن ماجه والبزار.(4)
- وهو شهر الدعاء
قال تعالى عقيب آيات الصيام: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان} [البقرة:186]
-وهو شهر الجود ومدارسة القرآن
عن ابن عباس ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس ، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة "(5)


فضل صوم شهر رمضان والحكمة من مشروعيته
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (الوجه الأول : أن الله اختصَّ لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال ، وذلك لِشرفِهِ عنده ، ومحبَّتهِ له ، وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه ، لأنه سِرُّ بَيْن العبدِ وربِّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله . فإِن الصائمَ يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّناً منْ تناوُلِ ما حرَّم الله عليه بالصيام ، فلا يتناولُهُ ؛ لأنه يعلم أن له ربّاً يطَّلع عليه في خلوتِه ، وقد حرَّم عَلَيْه ذلك ، فيترُكُه لله خوفاً من عقابه ، ورغبةً في ثوابه ، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاصَ ، واختصَّ صيامَه لنفْسِه من بين سَائِرِ أعمالِهِ ولهذا قال : ( يَدعُ شهوتَه وطعامَه من أجْلي ) . وتظهرُ فائدةُ هذا الاختصاص يوم القيامَةِ كما قال سَفيانُ بنُ عُييَنة رحمه الله : إِذَا كانَ يومُ القِيَامَةِ يُحاسِبُ الله عبدَهُ ويؤدي ما عَلَيْه مِن المظالمِ مِن سائِر عمله حَتَّى إِذَا لم يبقَ إلاَّ الصومُ يتحملُ اللهُ عنه ما بقي من المظالِم ويُدخله الجنَّةَ بالصوم .

الوجه الثاني : أن الله قال في الصوم : (وأَنَا أجْزي به) فأضافَ الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ ؛ لأنَّ الأعمالَ الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد ، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سَبْعِمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرةٍ ، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ ، وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجودين ، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها . فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيماً كثيراً بِلاَ حساب . والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله ، وصبرٌ عن مَحارِم الله ، وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ وضعفِ البَدَنِ والنَّفْسِ ، فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ ، وَتحقَّقَ أن يكون الصائمُ من الصابِرِين . وقَدْ قَالَ الله تَعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 . . . " انتهى .
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل -حفظه الله-: ( وقد ورد في فضل صيام شهر رمضان أحاديث
منها: حديث يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة رَضِيّ اللهُ عَنْه قال: قال رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: ((من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) رواه البخاري ومسلم.
ومنها: عطاء عن أبي صالح الزيات عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم قال: قال الله عز وجل: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزئ به، والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم (مرتين) والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسلك وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره وإذا لقي ربه فرح بصومه)) رواه أحمد والبخاري ومسلم والنسائي.
وفي رواية أخرى للبخاري من طريق الإمام مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رَضِيّ اللهُ عَنْه أن رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم قال: ((الصيام جنة (فإذا كان أحدكم صائماً) فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم – مرتين – والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به والحسنة بعشر أمثالها)) وما بين القوسين زيادة في الموطأ.
وللحديث ألفاظ أخرى مقاربة.
خُلوف: بضم الخاء: أي تغير رائحة الفم من الصيام.
قوله: (الصيام جنة) : ... قلت: ومعنى كونه جنة من النار يتضمن معنى كونه جنة من أسبابها وهي الشهوات المفضية إلى المعاصي التي هي سبب دخول النار.). [دورة في أحكام الصيام: باب في وجوب الصيام ووقته]
قال الشيخ عبدالعزيز الداخل -حفظه الله- : ( قال ابن العربي: (إنما كان الصوم جنة من النار لأنه إمساك عن الشهوات، والنار محفوفة بالشهوات؛ فالحاصل أنه إذا كف نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة).
وهذا الشرح من باب التقريب، وإلا فالمعنى أعم من ذلك، فإن الصوم وقاية للصائم كما يتقي المحارب بالترس من ضرب السهام لئلا تقتله أو تجرحه.
والمحارب شديد الحرص على سلامة ترسه من الخروق والضعف لعلمه بأنه متى خرق ترسه لم يأمن أن يأتيه من خلال الخروق سهم قاتل.
والمرء في هذه الحياة في حرب مع شيطانه وهوى نفسه.
فالحديث حث للصائم على المحافظة على سلامة صيامه فإنه وقاية له من سهام الشهوات والمعاصي ما لم يخرق هذه الوقاية، وهذا المعنى جاء مصرحاً به كما في سنن النسائي من حديث مطرف بن عبد الله قال: دخلت على عثمان بن أبي العاص فدعا لي بلبن فقلت: إني صائم
قال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (الصوم جنة من النار كجنة أحدكم من القتال).
ولذلك حث النبي صلى الله عليه وسلم الصائم على المحافظة على تكميل صومه واجتناب ما يحول دون تحصيل التقوى التي هي حقيقة مقصود الصوم:
كما في صحيح البخاري وسنن النسائي من حديث ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل في الصوم فليس لله حاجة بأن يدع طعامه وشرابه).
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).
فالفقيه حقاً من عرف مقاصد العبادات وأداها كما أراد الله تعالى متبعاً هدي النبي صلى الله عليه وسلم. ). [دورة في أحكام الصيام: الحكمة من مشروعية الصيام]

الحكمة من مشروعية الصيام
قال الشيخ عبد العزيز الداخل-حفظه الله- : (ورأس هذه الحكم وأصلها ولبها ما نص الله تعالى عليه في كتابه الكريم بقوله: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) ).
فالصيام معين على تحصيل التقوى لما يذكر به من دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن ، والامتناع عن المفطرات إيماناً واحتساباً ، رهبة ورغبة، وتقرباً إلى الله تعالى، ولتعويده النفس على الكف عن بعض ملذاتها، وكبح جماحها، وتذكر أهل الجوع والفاقة.
وكل تلك من الأمور المعينة على تحصيل التقوى وتعويد النفس عليها.
ثم من جرب ترك الطعام والشراب لأجل الله تعالى هان عليه ما دون ذلك مما تهواه النفس وتطلبه
ثم من ذاق فرحة الفطر وتناول ما حرم عليه بسبب الصوم تذكر أن عاقبة الصبر حميدة وأن تركه لما تهواه نفسه مما حرمه الله عليه خير له عند ربه وأنه سيأتي عليه يوم يعوضه الله في كل ما تركه من أجله خيراً، لا يضيع عند الله شيء من ذلك،
بل يوفيه أجره على صبره بغير حساب.
فالصوم مدرسة وتربية وتحفيز على تحصيل التقوى وتكميلها
نسأل الله تعالى من فضله. ). [دورة في أحكام الصيام: الحكمة من مشروعية الصيام]


تلاوة القرآن والقيام في رمضان، وما ورد من اجتهاد السلف في هذا الشهر
القيام وشهر رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)) (6)
قال ابن حجر: "أي قام لياليه مصلياً، والمراد من قيام الليل: ما يحصل به مطلق القيام" (7)
وقال النووي: "معنى ((إيماناً)) تصديقاً بأنه حق مقتصد فضيلته، ومعنى ((واحتساباً)) أن يريد الله تعالى وحده، لا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص، والمراد بقيام رمضان: صلاة التراويح" (8)
قال الشيخ ابن باز رحمه الله: (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إن الله فرض عليكم صيام رمضان ، وسننت لكم قيامه ، من صامه وقامه إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه )) . رواه النسائي .
وليس في قيام رمضان حد محدود ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوقت لأمته في ذلك شيئاً وإنما حثهم على قيام رمضان ولم يحدد ذلك بركعات معدودة ، ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن قيام الليل قال : ((مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى)) أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين ، فدل ذلك على التوسعة في هذا الأمر ، فمن أحب أن يصلي عشرين ركعة ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي عشر ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن أحب أن يصلي ثمان ركعات ويوتر بثلاث فلا بأس ، ومن زاد على ذلك أو نقص عنه فلا حرج عليه ، والأفضل ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله غالباً وهو أن يقوم ثمان ركعات يسلم من كل ركعتين ويوتر بثلاث ، مع الخشوع والطمأنينة وترتيل القراءة ، لما ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : (( ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشر ركعة ، يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ، ثم يصلي ثلاثاً ))
وفي الصحيحين عنها رضي الله عنها : (( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الليل عشر ركعات يسلم من كل اثنتين ويوتر بواحدة )) ) [موقع الشيخ ابن باز رحمه الله]
من اجتهاد السلف في قيام رمضان
قال علي ابن المديني: "كان سويد بن غفلة يؤمّنا في شهر رمضان في القيام، وقد أتى عليه عشرون ومائة سنة" (9)
القرآن وشهر رمضان
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ} [البقرة:185].
عن ابن عباس قال: (أنزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئاً أنزله منه حتى جمعه) (10).
وعنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان، فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة (11) .
قال النووي: "إن مما يؤخذ من الحديث من الأحكام المستفادة: استحباب مدارسة القرآن في هذا الشهر المبارك" (12) .
وقال ابن حجر: "وفي الحديث من الفوائد... تعظيم شهر رمضان؛ لاختصاصه بابتداء نزول القرآن فيه، ثم معارضته ما نزل منه فيه، ويلزم من ذلك كثرة نزول جبريل فيه، وفي كثرة نزوله من توارد الخيرات والبركات ما لا يحصى، ويستفاد منه: أن فضل الزمان إنما يحصل بزيادة العبادة، وفيه أن مداومة التلاوة توجب زيادة الخير، وفيه استحباب تكثير العبادة في آخر العمر، ومذاكرة الفاضل بالخير والعلم، وإن كان هو لا يخفى عليه لزيادة التذكرة والاتعاظ، وفيه أن ليل رمضان أفضل من نهاره، وأن المقصود من التلاوة الحضور والفهم ؛ لأن الليل مظنة لذلك، لما في النهار من الشواغل والعوارض الدنيوية" (13) .
من اجتهاد السلف في تلاوة القرآن في شهر رمضان
قال إبراهيم النخعي: "كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، فكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ" .
وقال سلام بن أبي مطيع: "كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة" .
وقال الربيع بن سليمان: "كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة" .
وقال موسى بن معاوية: "رحلت من القيروان وما أظن أحداً أخشع من البهلول بن راشد، حتى لقيت وكيعاً، وكان يقرأ في رمضان في الليل ختمه، وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر" .
وقال محمد بن زهير بن محمد: "كان أبي يجمعنا في وقت ختمه للقرآن في شهر رمضان في كل يوم وليلة ثلاث مرات، يختم تسعين ختمة في رمضان" .
وقال مسبح بن سعيد: "كان محمد بن إسماعيل – يعني البخاري – يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة" .
وقال أبو بكر الحداد: "أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمة، سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قعدت عليه تسعا وخمسين، وأتيت في غير رمضان بثلاثين ختمة" .
فكان السلف - رضوانُ الله عليهم ورحمتهُ - يهتمون بهذا الشهر غاية الاهتمام ويتفرغون فيه للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، وكانوا يجتهدون في قيام ليله وعمارة أوقاته بالطاعة ، قال الزهري - رحمه الله - : (( إذا دخل رمضان إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام)) هذا هو شأن رمضان عند السلف - رحمهم الله - : جدٌّ واجتهاد ، صيامٌ وقيام ، عبادةٌ وتلاوة قرآن ، تهليلٌ وتسبيحٌ وبرٌّ وإحسان ، عطفٌ ومواساةٌ وإطعام.
من إخلاص السلف وصدقهم
قال الفلاس: "سمعت ابن أبي عدي يقول: "صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازاً يحمل غداءه فيتصدق به في الطريق" .

الاعتكاف في رمضان
ومن فضائل شهر رمضان وخصائصه الاعتكاف
عن عائشة رضي الله عنها ، - زوج النبي صلى الله عليه وسلم - : " أن النبي صلى الله عليه وسلم ، كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده " (14)
قال الإمام الصنعانى رحمه الله: فيه دليل على أن الاعتكاف سنة واظب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه من بعده.
قال أبو داود: عن أحمد لا أعلم عن أحد من العلماء خلافا أن الاعتكاف مسنون.


فتاوى وأحكام ومسائل تتعلق بشهر الصيام
مسألة: معنى إغلاق أبواب جهنم وفتح أبواب الجنة في رمضان.

لأهل العلم من شراح الحديث كلام فيها؛ ولهم فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول: حمله على ظاهره؛ إذ أنه إخبار عن أمر غيبي يجب علينا الإيمان به وحمله على ظاهر معناه، ما لم يرد دليل صحيح بإرادة معنى آخر يؤوّل به.
ولا يلزم من فتح أبواب الجنة في رمضان غلقها في غيره، بل الذي يدل عليه الحديث أنها تفتّح أبواب الجنة جميعها في رمضان؛ وهذا جاء مصرّحا به في رواية الترمذي وابن ماجه "وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب"
قال عبدالله بن الإمام أحمد: سألت أبي عن حديث: "إذا جاء رمضان صفدت الشياطين"
قال: نعم.
قال: قلت؛ الرجل يوسوس في رمضان ويصرع –يعني وهذا من أثر الشياطين-
قال الإمام أحمد: هكذا جاء الحديث.
أي الواجب علينا الإيمان والتسليم وإن لم نعرف حقيقة هذه الأمور الغيبية وكيف تكون، ولكنا نؤمن بصدق خبر الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال ابن المنير: لا ضرورة توجب صرفه عن ظاهره –أي أنه فتح حقيقي وإغلاق حقيقي وهو أمر غيبي ولا ضرورة توجب تأويله إلى معنى آخر-
القول الثاني: أن هذا الفتح والإغلاق هو إشارة إلى كثرة الثواب والعفو، وهذا القول اعتمده المناوي، وهو تأويل لا يصح.
القول الثالث: وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وفيه تفصيلان:
-أن هذا الفتح والغلق خاص للصائمين –يعني فتحت أبواب الجنة للصائمين وغلقت أبواب النار عن الصائمين- وأما الكفار فلا تفتح لهم فيه أبواب الجنة ولا تغلق عنهم فيه أبواب جهنم ولا تصفد شياطينهم.
-أن فتح أبواب الجنة وغلق أبواب النار نتيجة للأعمال الصالحة والكف عن المحرمات، ...وما ذاك إلا لأنه في شهر رمضان تنبعث القلوب إلى الخير والأعمال الصالحة التي بها وبسببها تفتح أبواب الجنة، ويمتنع عن الشرور التي بها تفتح أبواب النار، وتصفد الشياطين ... . [التسجيلات الصوتية لدورة أحكام الصيام للشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله (الشريط الأول)]


مسألة: الأقليات المسلمة في البلاد الكافرة (كأمريكا وأوروبا ونحوهما)؛ ما حكمهم.
إن كان لهم مركز إسلامي جامع تتوحد فيه كلمتهم فهو بمثابة الحاكم في بلاد المسلمين؛ وأصحاب المركز لهم رؤيتهم إذا تمكنوا، فإن لم يتمكنوا يعتبرون أقرب البلدان إليهم.
فإن لم يكن لهم مركز جامع، أو كان الرجل مسافر ولا يعرف أحدا في هذا البلد وقارب دخول شهر رمضان، فإن تمكن هو من الرؤية ورأى الهلال ثبت في حقه، وإن لم يتمكن من الرؤية وبلغه عن بلد قريب من رؤية الهلال فيلزمه الصوم، وإلا يكمل عدة شعبان ثلاثين يوما. [التسجيلات الصوتية لدورة أحكام الصيام للشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله (الشريط الأول)]

مسألة: من رأى الهلال وحده؛ ولم يؤخذ بقوله –أي لم تعتبر شهادته-، إما لأن القاضي في ذلك البلد يشترط شاهدين، أو أن القاضي رأى أنه ليس بعدل، فهل يصوم هذا الذي رأى الهلال، أو يفطر ويصوم مع الناس.
في هذه المسألة أقوال لأهل العلم، والراجح فيها ما ذهب إليه جمهور أهل العلم، وهو قول أبي حنيفة ومالك وأحمد: أن من رأى هلال رمضان وحده وجب عليه الصوم؛ لقوله تعالى: {فَمن شَهد منكم الشهر فليصمه}، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما نهى عن يوم الشك، وهذا ليس يوم شكّ في حقه، لأنه تيقّن دخول الشهر، فهو واجب عليه وإن لم يجب على غيره –لأن رؤية هذا الشاهد غير معتبرة-. [التسجيلات الصوتية لدورة أحكام الصيام للشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله (الشريط الأول)]

مسألة: صيام يوم الشك.
وصيام يوم الشك فيه قاعدة، وذلك أن له ثلاثة أحوال:
الأولى: أن يُصام على أنه من رمضان.
الثانية: أن يُصام على أنه من شعبان تطوعا أو قضاء صوم كفارة أو نذر أو غير ذلك.

الثالثة: أن يُصام احتياطا.
أي مقاصد الذي يصوم يوم الشك؛ الذي هو يوم الثلاثين من شعبان، فهو إما أنه يصوم على أنه من رمضان، أو يصومه احتياطا، أو يصومه على أنه من شعبان وهو يعلم أنه لم يدخل رمضان وفي الحكم أنه الثلاثين من شعبان لكنه يصومه إمّا تطوعا أو قضاء صوم أو كفارة أو نذر؛ فما الحكم في صيام يوم الشك؟
الجواب:
... الراجح في هذه المسألة: أنه يحرم صيام يوم الشك إلا لمن كان له صوم يصومه فوافق صيامه صيام يوم الشك فهو يصومه تطوّعا كمن اعتاد صوم الاثنين أو الخميس، أو صيام يوم وإفطار يوم، أو كان عليه نذر أو كفارة أو قضاء أو نحو ذلك.
وهذا القول هو الذي يتفق مع الأدلة الصحيحة المرفوعة في هذا الباب، ولم يلحقها نسخ ولا تخصيص.
أما من صامه على أنه من رمضان قبل الرؤية فقد أفتى جمهور أهل العلم بأن عليه القضاء.
وتحريم صيامه هو قول عمر وعلي وابن مسعود وأنس بن مالك وعمار بن ياسر وحذيفة وابن عباس ... وهو رواية عن ابن عمر ورواية عن أبي هريرة وقال به من التابعين محمد بن سيرين وإبراهيم النخعي والشعبي وسعيد بن جبير وعكرمة وحكاه الترمذي عن سفيان ومالك وإسحاق بن راهويه والشافعي وأحمد: أن من صامه على أنه من رمضان فصيامه محرّم.
قال الترمذي: رأى أكثرهم على أن من صامه على أنه من رمضان ثم ثبت أنه من رمضان فإن عليه القضاء.
السبب في هذا: أن تعيين التبييت للنيّة لصوم الفرض واجب، وإذا لم يعلم بدخول الشهر إلا بعد طلوع الفجر فهو لم يبيّت الصيام الواجب. [التسجيلات الصوتية لدورة أحكام الصيام للشيخ عبدالعزيز الداخل حفظه الله (الشريط الأول)]


مسألة: من صام يوم الشك على أنه من رمضان ثم تبيّن أنه من رمضان فعلا؛ فعليه القضاء، لماذا؟
لأن تبييت النيّة للصيام الواجب واجب، لحديث حفصة وابن عمر رضي الله عنهما: "من لم يبيّت الصيام من الليل فلا صيام له"

فهذا لم يجمع الصيام من الليل، فطلع الفجر وثبت بعد ذلك أنه من رمضان، فيكون صيامه (يعني الفرض) باطلا، فعليه القضاء.
فلو قال: أنا أصوم على أنه من رمضان، قيل: لم يقبل ذلك لأن رمضان لم يثبت دخوله؛ فتكون هذه النية باطلة.
كما لو صام إنسان في أي يوم في محرم أو ذي القعدة؛ صام على أنه من رمضان، هل يقبل صومه على أنه من رمضان؟ لا يقبل. [التسجيلات الصوتية لدورة أحكام الصيام للشيخ المشرف العام حفظه الله (الشريط الأول)]



خسارة وحرمان من أدرك رمضان ولم يغفر له

وإن من أعظم الخسران وأكبر الحرمان أن يدرك المرء هذا الشهر الكريم المبارك شهر المغفرة فلا تُغفر له فيه ذنوبه ولا تحطّ عنه خطاياه لكثرة إسرافه وعدم توبته وتركه في هذه الأوقات العطرة والأيام الفاضلة الإقبال على الله بالإنابة والرجوع والخضوع والخشوع والتوبة والاستغفار ، بل يدخل عليه هذا الشهر الكريم ويخرج وهو باقٍ على ذنوبه مصرٌ على خطاياه سادر في غيِّه .
روى الطبراني في معجمه عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( أَتَانِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ ، فَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ أَحَدَ وَالِدَيْهِ فَمَاتَ ، فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ؛ قُلْ آمِينَ ، فَقُلْتُ آمِينَ ، قَالَ : يَا مُحَمَّدُ مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ ، فَمَاتَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأُدْخِلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ؛ قُلْ آمِينَ ، فَقُلْتُ آمِينَ ، قَالَ : وَمَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ ؛ قُلْ آمِينَ ، فَقُلْتُ آمِينَ )) (15).
وروى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلَاهُ الْجَنَّةَ )) (16).
فحري بك -أخي المسلم- أن تعرف لهذا الشهر حقه, وأن تقدره حق قدره، وأن تغتنم أيامه ولياليه، عسى أن تفوز برضوان الله، فيغفر الله لك ذنبك وييسر لك أمرك، ويكتب لك السعادة في الدنيا والآخرة، جعلنا الله وإياكم ممن يقومون بحق رمضان خير قيام.



للاستفادة:
(هنـا) صفحة: دروس أحكام الصيام من الملخص الفقهي
و(هنـا) صفحة: مخصصة للأسئلة المتعلقة في الصيام يجيب عليها الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله.
و(هنا) ملف خاص عن الاعتكاف ومشروعيته
و(هنا) ملف خاص عن زكاة الفطر
و(هنا) آداب تلاوة القرآن




(1) مسند الإمام أحمد (13408) ، قال محققه: إسناده صحيح .
(2) الترمذي (682)، وابن ماجه (1642)، واللفظ للترمذي .
(3) المسند: (9497)
(4) لمراجعة تخريج الأحاديث ينظر: [دورة في أحكام الصيام للشيخ عبدالعزيز الداخل: باب في وجوب الصيام ووقته]
(5) أخرجه البخاري فى صحيحه - كتاب الصوم- باب : أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون - حديث: (‏ 1812‏)
(6) البخاري (37) في الإيمان، باب تطوع قيام رمضان من الإيمان، ومسلم (759) في الصيام، باب الترغيب في قيام رمضان.
(7) فتح الباري (4/251).
(8) شرح مسلم (6/39).
(9) سير أعلام النبلاء (4/72).
(10) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (2/145) بسند صحيح.
(11) البخاري (6) في بدء الوحي، باب كيفية بدء الوحي، مسلم (2308) في الفضائل، باب كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس.
(12) شرح مسلم (15/69).
(13) فتح الباري (9/45).
(14) أخرجه البخاري فى صحيحه - كتاب الاعتكاف باب الاعتكاف في العشر الأواخر - حديث رقم ‏ (1937)
(15) المعجم الكبير للطبراني (2022)
(16) رواه الترمذي (3545)






إعداد طالبات معهد آفاق التيسير
نقل من عدة مواقع


التوقيع :

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أتاكم, رمضان


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir