بسم الله الرحمن الرحيم
تلخيص أصول التفسير للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ( ترتيب القرآن +كتابة القرآن وجمعه ):
درس : ترتيب القرآن
معنى ترتيب القرآن : تلاوته تاليا بعضه بعضا حسبما هو مكتوب في المصاحف ومحفوظ في الصدور.
أنواع الترتيب وحكمه :
ثلاثة أنواع :
1) ترتيب الكلمات بحيث تكون كل كلمة في موضعها من الآية.
حكمه :
- ثابت بالنص والإجماع.
- واجب ويحرم مخالفته .
مثال :
فلا يجوز أن يقرأ: لله الحمد رب العالمين بدلا من (الحمد للّه ربّ العالمين) (الفاتحة: 2)
2) ترتيب الآيات بحيث تكون كل آية في موضعها من السورة.
حكمه :
- ثابت بالنص والإجماع.
- واجب على القول الراجح، وتحرم مخالفته .
مثال :
ولا يجوز أن يقرأ: مالك يوم الدين الرحمن الرحيم بدلا من: (الرّحمن الرّحيم) (الفاتحة: 3) (مالك يوم الدّين) (الفاتحة: 4)
3) ترتيب السور بحيث تكون كل سورة في موضعها من المصحف
حكمه :
- ثابت بالاجتهاد .
- فلايكون واجبا .
مثال :
- عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم البقرة، ثم النساء، ثم آل عمران
- وروى البخاري تعليقا عن الأحنف: أنه قرأ في
الأولى بالكهف، وفي الثانية بيوسف أو يونس، وذكر أن صلى مع عمر بن الخطاب الصبح بهما.
درس : كتابة القرآن وجمعه
مراحل كتابة القرآن وجمعه والغرض منه :
مرت على ثلاث مراحل :
المرحلة الأولى : في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الاعتماد في هذه المرحلة على الحفظ أكثر من الاعتماد على الكتابة، لقوة الذاكرة وسرعة الحفظ وقلة الكاتبين ووسائل الكتابة.
الغرض من الكتابة :
الحفظ .
لذلك لم يجمع في مصحف بل كان من سمع آية حفظها، أو كتبها فيما تيسر له من عسب النخل، ورقاع الجلود، ولخاف الحجارة، وكسر الأكتاف .
المرحلة الثانية :
في عهد أبي بكر رضي الله عنه في السنة الثانية عشرة من الهجرة. وسببه أنه قتل في وقعة اليمامة عدد كبير من القراء
الغرض من التجميع والكتابة :
أمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع.
المرحلة الثالثة: في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه في السنة الخامسة والعشرين، وسببه اختلاف الناس في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي في أيدي الصحابة
رضي الله عنهم.
الغرض من التجميع والكتابة :
بسبب اختلاف الناس خيف من الفتنة .
فأمر عثمان رضي الله عنه أن تجمع هذه الصحف في مصحف واحد؛ لئلا يختلف الناس، فيتنازعوا في كتاب الله تعالى ويتفرقوا.
*الفرق بين التجميع في عهد أبي بكر رضي الله عنه والتجميع في عهد عثمان رضي الله عنه :
أن الغرض من جمعه في عهد أبي بكر الله عنه تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف، حتى لا يضيع منه شيء دون أن يحمل الناس على الاجتماع على مصحف واحد؛ وذلك أنه لم يظهر أثر لاختلاف قراءاتهم يدعو إلى حملهم على الاجتماع على مصحف واحد.
وأما الغرض من جمعه في عهد عثمان رضي الله عنه فهو تقييد القرآن كله مجموعا في مصحف واحد، يحمل الناس على الاجتماع عليه لظهور الأثر المخيف باختلاف القراءات.