دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 04:20 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الثالث: مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة

مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير الفاتحة

اختر مجموعة من المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية..

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
س2: ما المراد بالبسملة؟
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن)
س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد} ؟
س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟


المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟


المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
س3: ما المراد بالعالمين.
س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟
س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟


المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 02:12 PM
منال السيد عبده منال السيد عبده غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 126
افتراضي

المجموعة الرابعة
==========
السؤال الاول : بين معني اسم الرب تبارك وتعالي؟

الرب هو اسم جامع لمعاني الربوبية؛ الرب هو الخالق والمالك والمدبر والامر والرزاق.
والربوبيه نوعان:-
ربوبية عامة: وهي خاصة بالخلق والملك والتدبير.
وربوبيه خاصة: وهي لاولياء الله سبحانه وتعالى، وهي تربية خاصة و هدايه ونصرة و توفيق وتسديد وحفظ ..، وغيرها .

السؤال الثاني:-
ماسبب حذف الالف في (بسم الله)؟
من اشهر اقوال علماء الرسم واللغه في هذا الامر :-
١- أمن اللبس
٢- التخفيف لكثرة الإستخدام.
السؤال الثالث:-
مالمراد بالعاملين؟
اختلف العلماء في المراد بالعاملين الي عدة اقوال:-
القول الأول: المراد جميع العالمين؛ وهو كل ما سوي الله؛ فالانس والجن وكل اصناف الحيوانات والنباتات والافلاك و... وكل مما لايحصيه الا الله.
وقد بين الله العالمون في قوله تعالي : " قال فرعون وما رب العالمين* قال رب السموات والأرض وما بينهما " سورة الشعراء

قال تعالي: " وما من دابة في الارض ولا طاءر يطير بجناحيه إلا امم امثالكم ما فرطنا في الكتاب من شيء ثم اليه تحشرون"
(سورة الانعام)
فكل امة من هذه الامم عالم.
القول الثاني:-
المراد بالعالمين الانس والجن.
الدليل: قوله تعالي:
( تبارك الذي نزل الفرقان علي عبده ليكون للعالمين نذيرا)
(سورة الفرقان)
والمراد بالعالمين في السورة المكلفون من الانس والجن.
وعلي هذا القول فان ال التعريف في العالمين تكون للعهد الذهني ويكون هذا من العام الذي اراد به الخصوص اي خص الانس والجن من العالمين.
القول الثالث:-
المراد بالعالمين:- اصناف الخلق الروحانيين وهم ، الانس والجن و الملائكة.

السؤال الرابع:-
مالحكمة من تكرار ذكر اسم ( الرحمن الرحيم) بعد ذكرها في البسملة؟
اختلف المفسرون علي اقوال أصحها:
١- ان التكرار من اجل التأكيد.
٢- ان التكرار لأجل النبيه علي علة استحقاق الحمد.

السؤال الخامس:
مامعني قوله (واياك نستعين)؟
هذا اسلوب حصر حيث قدم المفعول به؛ وهذا معناه اننا نستعين بالله وحده
علي اخلاص العبادة له سبحانه ، ونستعين به وحده علي جميع امورنا.

السؤال السادس:
مامعني الالتفات في الخطاب وما فائدته وما الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الالتفات هو : تحول الكلام من اسلوب الغيبة الي اسلوب الخطاب.
فائدة الالتفات:-
١- التنبيه علي نوع جديد من الخطاب، يتطلب التفكر و لفت الانتباه لمقصده.
٢- البيان عند التنقل من مقامات الكلام.
والحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة في قوله: " اياك نعبد واياك نستعين" :-
انه في بدايه السورة حين قرأ العبد قوله تعالي : ( الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين) بعد تلاوة هذه الآيات وبعد ان فرغ العبد من هذا الحمد في قوله:( الحمد لله رب العالمين) والتمجيد في قوله: (مالك يوم الدين ); فبعدها اثني علي الله جل في علاه، كأنه اقترب اوحضر بين يدي مولاه و قال: ( اياك نعبد واياك نستعين).

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 07:08 PM
ناريمان حسن ناريمان حسن غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 13
افتراضي

حلُّ أسئلةِ المجموعةِ الرابعة
السؤال الأول: بيني معنى اسم (الرب) تبارك وتعالى
الربُّ: هو الخالق الرازق المدبر، والربوبية قسمان: ربوبيةٌ عامةٌ شاملةٌ جميعَ الخلق بالإنعامِ والملكِ والتدبير.
وربوبية خاصةٌ تشمل أولياء الله الصالحين بالتربية الخاصةِ والهداية والنصرة والتوفيق.


السؤال الثاني: ما هو سبب حدف الألف في (بسم الله)؟
اتفقت المصاحف على حذف ألف (بسم الله) في فواتح السور وفي قوله تعالى (بسم الله مجرىها) وإثباتِها في مثل قوله تعالى (اقرأ باسم ربك) و (سبح باسم ربك).
ولقد ذكر علماءُ اللغة والرسم أسبابًا للتفريق، منها: أمنُ اللبسِ في (بسم الله) وهذا قولُ الفرّاء.
أو التخفيف لكثرة الاستعمال، وهذا القول مذكورٌ عن جماعةٍ من العلماء، وفي هذا قال الزجاج: "سقطت الألف في الكتاب من ﴿بسم اللّه الرحمن الرحيم﴾، ولم تسقط في: ﴿اقرأ باسم ربّك الّذي خلق﴾؛ لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال

السؤال الثالث: ما المراد بالعالمين؟
العالمون اسم جنس لا جمع له من لفظه، يشملُ أفرادًا كثيرة ضمنَ صنفٍ واحدٍ. قال ابن جرير رحمه الله: "والعالمون جمع عالمٍ، والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، كالأنام والرّهط والجيش ونحو ذلك من الأسماء الّتي هي موضوعاتٌ على جماعٍ لا واحد له من لفظه".
قال تعالى: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ﴾ [الأنعام: 38]
كما أنَّ لفظ العالمين ينقسِمُ إلى عوالم في كلِّ قرنٍ أو زمن؛ قال تعالى: ﴿يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [البقرة: 47]. وإلى هذا نبه ابنُ كثيرٍ فقال: قال ابن كثير: "والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السّماوات والأرض في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا".

السؤال الرابع: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي ﴿الرحمن الرحيم﴾ بعد ذكرهما في البسملة؟
هذه المسألة فيها أقوالٌ بين أهل التفسير:
القول الأول ذكره ابن جرير فقال: لا تكرار؛ لأنَّ البسملة ليست آية من الفاتحة؛ وهذا القول يُعترض عليه من وجهين:
الأول: أنَّ اختار المفسر لأحد المذاهب في العد لا يقتضي بطلان المذاهب الأخرى التي تعدُّ البسملة آية من الفاتحة.
الثاني: أنّه على فرضِ اختياره مذهب عدم عدِّ البسملة آية من الفاتحة فإنَّ المسألةُ تبقى قائمةٌ على حالها، إذ لا يُنكرُ على من قرأ البسملة قبل الفاتحة ولو لم يُعدُّها آية من الفاتحة.

القول الثاني ذكره الرازي في تفسيره: وهو أنَّ التكرار للتأكيد، قال: "التكرار لأجل التأكيد كثيرٌ في القرآن، وتأكيد كون الله رحمانًا رحيمًا من أعظم المهمات في القرآن".

القول الثالث ذكره البيضاوي: وهو أن التكرار لأجل التنبيه على عِلةِ استحقاقِ الحمد.
وهذان القولان الأخيران قائمان على الاجتهاد في التماس الحكمة من التكرار، ومثل هذا المسائل يُرتَّبُ الجواب فيها على مراتب.
المرتبة الأولى: النظر في أقوال السلف المأثورة الصحيحة، فإن وجِدَ شيءٌ أُخِذَ به، وإلا فيُنتقلُ إلى المرتبة الثانية.
والمرتبة الثانية هي: النظر في سياقِ الكلام وهذه مرتبة مهمة في الجواب عن مثلِ هذه الأسئلة، فإن لم يستطعها الباحث انتقل إلى المرتبة الثالثة.
والمرتبة الثالثة هي: النظر في مقاصِد الآيات.
فإن لم يستطع الباحث أيًا من ذلك يتوقف في الأمر ويكِلُه إلى أهل العلم.
ومسألة التكرار هذه من المسائل التي لم يرد فيها آثارٌ عن السلف، وهذا يعني أنها لم تكن عندهم من المسائل المُشكَلَة؛ لكن يُنظر فيها إلى سياق الآيات فيتبينُ لنا وجهين.
الأول: أنَّ ذكر البسملة قبل القراءة غرضها الاستعانة بالله تعالى والتبركُ به واستصحاب اسمه في تلاوةِ القرآن وفهم معانيه وتدبر آياتِهِ، وتحقيق هذه المقاصد لا يكونُ إلا برحمةِ الله تعالى، كما أن استحضار العبدِ التعبدَ بهذين الاسمين يفيضُ على القلب إيمانًا وتعظيمًا ورجاءً ومحبة لله عزَّ وجل.
الثاني: أنّ ذكر (الرحمن الرحيم) بعد (الحمد لله ربِّ العالمين) يدلُّ على أنَّ الرحمة شاملة وسِعت جميعَ العالمين، وأنَّ الله عظيم الرحمةِ كثيرُها، وفي هذا ثناءٌ على الله سبحانه وتعالى. والله أعلم.


السؤال الخامس: ما معنى قوله تعالى: ﴿وإياك نستعين﴾؟
أي: يا ربِّ لا نستعينُ إلا بِكَ وحدَك على إخلاصِ العبادة لك، فإنك إن لم تُعِنَّا على ذلِكَ فإنّا لا نقدر على جلب نفعٍ لأنفسِنا ولا دفع ضرٍ عنها.


السؤال السادس: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟
الالتفات: هو الانتقال في الأسلوب من صيغةِ التكلم أو الخطاب أو الغيبة إلى صيغة من هذه الصيغ، بحيثُ يكونُ الضمير عائدًا على نفس الأمر، وعندنا في قوله تعالى: (إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعين) التفاتٌ من الغيبةِ إلى الخطاب.
وللالتفاتِ فوائد، منها: التنقل بين مقامات الكلام، استرعاء انتباه السامع للمقصودِ من الكلام، التنبيه على نوعِ جديد من الكلام يستدعي التفكير.
وأمّا الحكمة من الالتفات في هذا الموضع فقد ذكره ابنُ كثيرٍ فقال: "وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: ﴿إيّاك نعبد وإيّاك نستعين﴾ وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك".

تمَّ بحمد الله وفضلِهِ.
ناريمان حسن.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 09:13 PM
منى السهريجي منى السهريجي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 120
افتراضي

المجموعة الثالثة
س1 : بين معنى إسم الله ( الرحيم )
ج1 : الرحيم على وزن فعيل بمعنى فاعل وهو صيغة مبالغة لكثرة رحمة الله عز وجل وكثرة عظمة رحمته و الرحمة نوعان : 1- رحمة عامة فهى تشمل ما فى الكون من خير وجمال فعو من أثار رحمة الله عز وجل وهى تعم جميع ممخلوقاته فى كونه حتى البهيمة برفع رجلها عن صغيرها كى ترضعه فى من آثار رحمة الله عز وجل . 2- رحمة خاصة وهى رحمة الله عز وجل بعباده المؤمين وما يخصهم به من هداية ومحبة وإعانة على فعل الخيرات واحتناب المحرمات وإستجابة دعائهم وإغاثتهم وكشف الضر عنهم الى غير ذلك من آثار رحمة الله بعباده المؤمنين أما يوم القيامة فتتمثل رحمنه فى العفو عنهم وإبدال سيئاتهم حسنات وإدخالهم الجنة بل ورفع مكانتهم فيها و ان يحل عليهم رضوانه سبحانه جل فى علاه .
س2 : ما معنى الباء فى { بسم الله } ؟
ج2 : غختلف علماء اللغة فىما يفيده حرف الباء فى { بسم الله الرحمن الرحيم على أربعة أقوال :
1- الباء للإبتداء قال به الفراء وقتيبة و ثعلب وجماعة من المفسرين وغيرهم
2- الباء للإستعانة وهوقول ابى حيان والسمين الحلبى وجماعة من المفسرين
3- الباء للمصاحبة والملابسة وهوقول ابن عشور
4- الباء للتبرك وقال به جماعة من المفسرين بمعنى ابدأ متبركآ باسم الله أى شأن من الشئون وغالبآ هذا الرأى ماخوذ عن بعض السلف فى ان البسملة قد كتبت فى المصحف للتبرك
أما سيبويه فقد قال الباء إنما هى للإلزاق واستبدلها إبن عشور بالمصاحبة والملابسة
وهناك نوعان من الإزلاق إزلاق حسى كأن تقول امسكت بالقلم وإزلاق معنوى كأن تقول أكلت بنهم أو نظرت بحب .وعموما المعانى الأربعة ليس بينها تعارض أبدا بل هى تتكامل فيما بينها ويستطيع المبسمل أن يستحضر جميع هذه المعانى معا . وقد إعترض البعض على معنى الإستعانة بأن الإستعانة تكون بالله وليس بإسم الله والرد على ذلك أن المبسمل حين يستحضر معنى الإستعانة فإنه فى الأصل هو مستعين بالله عز وجل ولكنه يذكر إسم الله عز وجل متوسلا إليه سبحانه

س3 : ما الفرق بين الحمد والشكر
الحمد هو ذكر محاست المحمود عن رضا ومحبة اما الشكر فقيل هو الإعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع وقد إختلف أهل العلم فى مسألة ما الفرق بين الحمد والشكر والأرجح ان بينهما عموم وخصوص : - فالحمد أنه يكون على صفات المحمود الحسنة التى يحمد عليها وعلى ما أحسن به , أما الشكر فيكون على ما أنعم واحسن به المحمود من نعم وإحسان – والشكر يكون أعم من الحمد بإعتبار أنه بكون بالقلب واللسان و الجوارح ( العمل بالأركان ) أما الحمد فباللسان والقلب فقط . وها ما قال به ابن تيمية فى مدارج السالكين ( ...والفرق بينهما أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه و أخص من جهة متعلقاته و الحمد أعم من جهة متعلقاته وأخص من جهة الأسباب ) فالشكر يكون باللسان ثناءأ و مدخآ وبالقلب خضوعآ وإعترافآ بالفضل و بالجوارح طاعة ,اتباعا و عملآ وهو متعلق بالنعم التى من يمن الله بها على عبده وليست على أوصاف الله عز وجل الذلتية فلا يقال شكرت الله على سمعه وبصره بل شكرت الله على فضله وإحسانه أو على عدله وحلمه . وكل مايتعلق به الشكر يتعلق به الحمد والعكس غير صحيح وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر والعكس غير صحيح فالحمد بالقلب ةاللسان والشكر بالقلب واللسان والجوارح قال تعالى : ( إعملوا آل داوود شكرآ ) . -- أما الطبرى و جماعة من أهل العلم فقد رأوا انه قد يطلق الحمد فى موضع الشكر والشكر فى موضع الحمد ولا فرق بينهما ولكن هذا القول يصح فيما يشترك فيه الحمد والشكر وهو القلب واللسان وفى مقابل الإحسان فقط .

س4 : بين أثر إختلاف القراءات على المعنى فى قوله تعالى ( مالك يوم الدين ) , وما الموقف الصحيح من هذا الإختلاف . ؟
هناك قرائتين سبعيتين متواترتين : الأولى بإثبات ألف مدية بعد الميم ( مالك يوم الدين ) وهى فى قرائتين عاصم والكسائى والثانية ( ملك يوم الدين ) ويقرأ بها فى خمس قراءات نافع وابن كثير وحمزة وأبى عمرو وابن عامر
و" ملك " أى ذو الملك وصاحب السلطان فلا ينازعه أحد من خلقه فله كمال التصرف والتدبير والإختصاص فها اليوم لا ملك فيه إلا الله جل فى علاه قال تعالى : ( قل لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) فهى بذلك صفة كمال لله عز وجل .
أما " مالك " فهو الذى يملك كل شئ يوم القيامة فهو الذى يملك الميزان والحساب والثواب والعقاب والعفو والرحمة والجنة والنار . فتتجلى عظمة الله عز وجل فهو المتفرد بالملك والملك ( بكسر الميم ) بل أن جميع الخلق يومئذ لا يملكون لأنفسهم ضرآ ولا نفعآ قال تعالى : { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله } . والجمع بينهما هو جمع بين الكمال و الجلال ففيه تمجيد وتعظيم وتفويض بإجتماع الملك والملك ( بكسر الميم ) وهو حق لله وحده على أكمل ما يكون . أما الموقف منهما فهما قرأتان متواترتان يقرأ بهما فى القراءات السابق ذكرها
س5 : إشرح بإجاز أقسام الناس فى العبادة والإستعانة
ج5 :العبادة فى اللغة مأخوة من العبودية وهى التذلل والخضوع فيقال على الطريق الممهد انه معبد وافضل ما قيل فى تعريفها شرعآ ما قاله ابن تيمية (العبادة هى إسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الباطنة والظاهرة ) . اما الإستعادة فهى طلب المعونة والإعتماد التام على المستعان به فى طلب الخير و دفع الضر . وهى بمعناها الواسع تشمل الإستعاذة والإستهداء والدعاء وحسن التوكل . والناس يتفاوتون فى إخلاص العبادة والإستعادة بالله عز وجل فأضلهم الذين وفقهم الله عز وجل إلى غخلاص العبادة والغستعانة به سبحانه فكانوا من أهل إياك نعبد وإياك نستعين ,هم بدورهم يتفاوتون فى درجات إخلاصم لله عز وجل فأحسنهم السابقين بالخيرات قال تعالى { ثم أورثنا الكتاب الذين إصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك القضل الكبير } . وهناك من يقع فى التقصير فى إخلاص العبادة والإستعانة فيصابوا بآفات كالرياء أو العجب أو إبتغاء الدنيا بعمل الآخرة فيصل الأمر غلى إحباط العمل وأقلها أن يخل بواجبات العبادة فؤدى ذلك إلى الإصابة بالوهن والضعف وقلة الصبر فيحرم من الطمأنينة و سكينة القلب والحياة الطيبة .
س6 : ما الحكمة من تكرار { إياك } مرتين فى قوله تعالى { إياك نعبد وإياك نستعين }
ج 6 : { إياك نعبد } تفيد إخلاص و إفرادها العبادة لله عز وجل وحده وكذلك { إياك نستعين } تفيد إفراد الله وحده بالإستعانة وطلب المعونة والتوكل عليه وحده فى جميع شئون العبد الدنيوية والأخروية لتحقيق كمال إخلاص العبادة لله وحده كما أمر سبحانه وعليها حياة العبد فى الدنيا وبسببها يستحق الثواب أو العقاب فى الآخرة . والتكرار للفظ {إياك } التأكيد على تخصيص وحصر هاتين العبادتين ( إخلاص العبادة لله وحده حسن الإستعانة به والتوكل عليه ) فعليها مدارحياة العبد المؤمن . قال ابن القيم فى مدارج السالكين ( ...ففى إعادة الضمير قوة الإقتضاء ) وقال ابن كثير ( وكرر للإهتمام والحصر ) .

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 ربيع الأول 1439هـ/14-12-2017م, 09:20 PM
أمل سالم أمل سالم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 135
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
اسم الرحيم على وزن فعيل وهو صيغة مبالغة تدل على العظمة والكثرة ، فالرحيم هو عظيم الرحمة وكثير الرحمة ، وهومتعلق بالفعل.

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
الباء في (بسم الله ) لها عدة معاني منها :
1- الاستعانة أي بمعنى الاستعانة وهو قول ابن حيان والسمين الحلبي.
2- تكون بمعنى المصاحبة والملابسة وهو قول ابن عاشور .
3- تكون بمعنى التبرك أي أبدا متبركا باسم الله وهذا القول مستخرج من قول بعض السلف في سبب ذكر البسملة في المصاحف.
4-تكون بمعنى الابتداء وهو قول الفراء وثعلب وغيرهم .
وكلها معان صحيحة ولا تعارض بينها .
هناك بعض الأقوال الضعيفة في معنى الباء ومنها : أنها زائدة وهو قول ضعيف جدا ، وقيل أنها للقسم والقسم يفتقر إلى جواب القسم ، وقيل انها للاستعلاء قد يكون صحيحا إذا كان معنى الاستعلاء مطلوبا عند التسمية ،كالتسمية عند الرمي.

س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
●الحمد أعم من وجه ، والشكر أعم من وجه .
●الحمد أعم باعتبار أنه يكون على أحسن اتصف به المحمود من صفات حسنة يحمد عليها ، والشكر أخص لأنه يكون في مقابل نعمة أو إحسان .
●الشكر أعم باعتبار ان الشكر يكون بالقلب واللسان والعمل ( اعملوا آل داود شكرا ) ، أما الحمد فيكون بالقلب واللسان .
● كل ما يتعلق به الشكر يتعلق به الحمد من غير عكس ، وكل ما يقع به الحمد يقع به الشكر من غير عكس ، فالشكر يقع بالجوارح ، والحمد يقع بالقلب واللسان .

س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
ورد في هذه الآية قراءتان سبعيتان متواترتان :
● قراءة عاصم و الكسائي ( مالك يوم الدين) بإثبات الألف
● بحذف اﻷلف (ملك يوم الدين ) قراءة ابن عامر وابن كثير وابو عمرو حمزة ونافع .
معنى القراءتين :-
على قراءة( ملك يوم الدين ) إضافة الملك إلى يوم الدين تفيد الاختصاص، ففي هذا اليوم يزول كل ملك إلا ملك الله ، فكل ملوك الدنيا يأتون الله كما خلقهم حفاة عراة غرلا ، كما قال تعالى ( يوم هم بارزون لا يخفى منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار ) .
* على قراءة (مالك يوم الدين ) فهو سبحانه المالك الذي يملك كل شيء يوم الدين ، فله الملك التام فلا أحد يملك لنفسه ولا لغيره شيئا ، ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله ) .
الموقف الصحيح من هذا الاختلاف الجمع بين المعنيين فالمعنى الأول صفة كمال تقتضي تمجيد الله والتفويض إليه وكذلك المعنى الثاني والجمع بينهما يفيد كمال آخر وهو اجتماع الملك- بضم الميم- والملك- بكسر الميم - في حق الله على أكمل الوجوه وأتمها .


س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
الناس في العبادة والاستعانة على أقسام :
أكملهم وأفضلهم من أخلص العبادة والاستعانة لله ، فكانوا من اهل ( إياك نعبد وإياك نستعين ) .
ومنهم من يكون عنده تقصير وتفريط في تحقيق الإخلاص في العبادة والاستعانة بالله فيحصل لهم بسبب هذا التقصير والتفريط آفات عظيمة تحبط العمل كالرياء والسمعة وكذلك الضعف والعجز والوهن بسبب ضعف الاستعانة ،فإن أصابه مايحب اغتر بما يملك من الأسباب، وإن أصابه ما يكره حزن وأصيب بالجزع وعدم الصبر ،
وأعظم الاستعانة الاستعانةبالله على طاعته مع ما يكون في قلب المؤمن من المحبة والخوف والرجاء .
ومن الناس من يغلب عليه الاستعانة بالله على تحقيق المطالب الدنيوية حتى تشغله عن المطالب الأخروية ، فهؤلاء في قلوبهم عبودية للدنيا ، هم لهم سوء العاقبة لأنهم شابهوا الكفار فيما ذمهم الله به ،كما قال تعالى ( وويل للكافرين من عذاب شديد . الذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة ) فمن شابههم في بعض أعمالهم استحق العذاب بقدر مشابهتهم لهم .
فعلى المؤمن ان يعلم أن سعادته في إخلاص العبادة والاستعانة بالله .


س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
اجتهد العلماء في التماس الحكمة من التكرار ،
قال ابن عطية : ( تكررت "إياك " مرتين بحسب اختلاف الفعلين ،فاحتاج كل واحد منهما إلى تاكيد واهتمام )
قال ابن كثير : سبب التكرار للاهتمام والحصر .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 09:39 AM
رويدة محمد رويدة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2017
المشاركات: 60
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
ج: اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، وهو أخصّ أسماء الله تعالى؛ وأعرف المعارف على الإطلاق.
ومعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فهذا الاسم يدلّ باللزوم على سائر الأسماء الحسنى.
والمعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه، كما قال تعالى: {وهو الله في السموات وفي الأرض} أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.

س2: ما المراد بالبسملة؟
ج: المراد بالبسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً.

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
ج: والفرق بين الحمد والثناء من وجهين:
الأول: أن الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته، ولذلك جاء في الحديث المتقدّم: (فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي..).
والتمجيد هو كثرة ذكر صفات المحمود على جهة التعظيم.
ولذلك قال في الحديث: (وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي).
والوجه الثاني: أن الحمد لا يكون إلا على الحُسْن والإحسان، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، كما في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
ج: الإضافة في مالك يوم الدين لها معنيان:
المعنى الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ ففي يوم الدين لا يملك أحد دونه شيئاً.
والمعنى الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه). ذكره أبو حيان.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما.

س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
ج: تقديم المفعول {إيَّاك} على الفعل {نعبد} فيه ثلاث فوائد جليلة:
إحداها: إفادة الحصر؛ وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ؛ فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، أوقول: (لا نعبد إلا إيَّاك)؛ مع اختصار اللفظ وعذوبته.
والثانية: تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.
والثالثة: إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).

س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
ج: الاستعانة على قسمين:
القسم الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾؛ وتقديم المعمول يفيد الحصر، فيستعان بالله جل وعلا وحده، ولا يستعان بغيره، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله)) رواه الترمذي وقال: حسن صحيح.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.

القسم الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.
فهذه النصوص وما في معناها المراد بالاستعانة فيها استعانة التسبّب، وأمَّا استعانة العبادة فلا يجوز أن تصرف لغير الله تعالى.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 09:45 AM
نشمية الصبيحي نشمية الصبيحي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 20
Question

المجموعة الثالثة :
س1:بيّن معنى اسم (الرحيم)
(الرحيم) فعيل بمعنى فاعل، أي: راحم، ووزن فعيل من أوزان المبالغة؛ والمبالغة تكون لمعنى العظمة ومعنى الكثرة.*
والله تعالى هو الرحيم بالمعنيين؛ فهو عظيم الرحمة، وكثير الرحمة.*
والرحمة نوعان: رحمة عامة ورحمة خاصة:
- فجميع ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة حتى إن البهيمة لترفع رجلها لصغيرها يرضعها من رحمة الله عز وجل كما جاء ذلك في الحديث.*
- وأما الرحمة الخاصة فهي ما يرحم الله به عباده المؤمنين مما يختصهم به من الهداية للحق واستجابة دعائهم وكشف كروبهم وإعانتهم وإعاذتهم وإغاثتهم ونصرهم على أعدائهم ونحو ذلك كلها من آثار الرحمة الخاصة.

س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
اختلف اللغويون في معنى الباء في (بسم الله) على أقوال أقربها للصواب أربعة أقوال، وهي أشهر ما قيل في هذه المسألة:
القول الأول: الباء للاستعانة، وهو قول أبي حيان الأندلسي والسمين الحلبي، وقال به جماعة من المفسّرين.*
والقول الثاني: الباء للابتداء، وهو قول الفراء، وابن قتيبة، وثعلب، وأبي بكر الصولي، وأبي منصور الأزهري، وابن سيده، وابن يعيش، وجماعة.
والقول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة، واختاره ابن عاشور.*
والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً، وهذا القول مستخرج من قول بعض السلف في سبب كتابة البسملة في المصاحف، وأنها كتبت للتبرّك، وهذا المعنى يذكره بعض المفسرين مع بعض ما يذكرونه من المعاني.
والأظهر عندي أن هذه المعاني الأربعة كلها صحيحة لا تعارض بينها، وما ذكر من اعتراضات على بعض هذه الأقوال فله توجيه يصحّ به القول.*

س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
لفرق بين الحمد والشكر أنّ الحمد أعمّ من وجه، والشكر أعمّ من وجه آخر.
-*فالحمد أعمّ؛ باعتبار أنه يكون على ما أحسن به المحمود، وعلى ما اتّصف به من صفات حسنة يُحمد عليها، والشكر أخصّ لأنه في مجازاة مقابل النعمة والإحسان.*
-*والشكر أعمّ من الحمد باعتبار أنّ الحمد يكون بالقلب واللسان، والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل؛ كما قال الله تعالى:*{اعملوا آل داوود شكرا}.*
وقد قال بهذا التفريق شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم في مواضع من كتبهما، ومن أجمع العبارات في ذلك قول ابن القيّم رحمه الله في مدارج السالكين:*(والفرق بينهما: أن الشكر أعم من جهة أنواعه وأسبابه، وأخص من جهة متعلقاته. والحمد أعم من جهة المتعلقات، وأخص من جهة الأسباب.

س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟*

أمَّا المَلِك فهو ذو المُلك، وهو كمال التصرّف والتدبير ونفوذ أمره على من تحت ملكه وسلطانه.*
وإضافة المَلِك إلى يوم الدين (ملك يوم الدين) تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله؛ فكلّ ملوك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم، ويأتونه كما خلقهم أوَّل مرة مع سائر عباده عراة حفاة غرلاً؛ كما قال الله تعالى: {يوم هم بارزون لا يخفى على اللّه منهم شيءٌ لمن الملك اليوم للّه الواحد القهّار}.
وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين، فيظهر في ذلك اليوم عظمة ما يَـمْلِكه جلَّ وعلا، ويتفرّد بالمِلك التامّ فلا يملِك أحدٌ دونه شيئاً إذ يأتيه الخلق كلّهم فرداً فرداً لا يملكون شيئاً، ولا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضراً، ولا يملك بعضهم لبعضٍ شيئاً { يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله}.*

المعنى الأولّ صفة كمال فيه ما يقتضي تمجيد الله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه، والمعنى الثاني صفة كمال أيضاً وفيه تمجيد لله تعالى وتعظيم له وتفويض إليه من أوجه أخرى، والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها؛ فإذا كان من الناس من هو مَلِكٌ لا يملِك، ومنهم من هو مالكٌ لا يملُك، فالله تعالى هو المالك الملِك، ويوم القيامة يضمحلّ كلّ مُلك دون ملكه، ولا يبقى مِلكٌ غير*ملكه

س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة

**أفضلهم الذين أخلصوا العبادة والاستعانة لله تعالى؛ فكانوا من أهل {إياك نعبد وإياك نستعين}، وهم على درجات لا يحصيهم إلا من خلقهم؛ لأن المسلمين يتفاضلون في إخلاص العبادة وفي الاستعانة تفاضلاَ كبيراً؛ ومن أحسن في هذين العملين فهو سابق بالخيرات بإذن ربه.*
*قد يقع لدى بعض المسلمين تفريط وتقصير في إخلاص العبادة والاستعانة؛ فيحصل لهم بسبب ذلك آفات وعقوبات.*
*التقصير في إخلاص العبادة تحصل بسببه آفات عظيمة تحبط العمل أو تنقص ثوابه كالرياء والتسميع وابتغاء الدنيا بعمل الآخرة، وأخف من هؤلاء من يؤدي هذه العبادات لله لكن لا يؤديها كما يجب
فيسيء فيها ويخلّ بواجباتها لضعف إخلاصه وضعف إيمانه.

س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟

تكرّر (إيّاك) في الآية مرتين له فائدة، وقد اجتهد العلماء في التماس هذه الفائدة؛ فقال ابن عطية: (وتكررت {إيّاك} بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام)ا.هـ.
قال ابن القيم: (وفي إعادة " إياك " مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه، فإذا قلت لملك مثلا: إياك أحب، وإياك أخاف، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره، ما ليس في قولك: إياك أحب وأخاف)ا.هـ.
وقال ابن كثير: (وكرّر للاهتمام والحصر).

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 01:51 PM
مريم الفلاح مريم الفلاح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 37
افتراضي

المجوعة الأولى

س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
اسم الله هو الإسم الأجمع من الأسماء الحسنى والأخص فقد قال ابن القيم رحمه الله : (هذا الاسم هو الجامع، ولهذا تضاف الأَسماءُ الحسنى كلها إليه فيقال: الرحمن الرحيم العزيز الغفار القهار من أَسماء الله، ولا يقال: الله من أَسماءِ الرحمن، قال الله تعالى: {وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى})
ولمعنى (الله) معنيين مترابطين :
ـ الأول : هو الإله ذو جميع الصفات والجمال والكمال و العظمة
قال ابن القيّم رحمه لله: (اسم الله تعالى هو الجامع لجميع
معاني الأسماء الحسنى والصفات العلى)
ـ الثاني : هو المعبود الذي لا يُعبد أحد غيره ولا يستحق أن يُعبد سواه
قال تعالى: ( وهو الله في السموات وفي الأرض ) أي المعبود في السماوات والأرض
ولا نطلق على العبادة أنها عبادة إلا إن اجتمعت ثلاثة شروط تلزم صاحبها بأن يكون من أصحاب التوحيد والإخلاص :
* الشرط الأول : الحب العظيم لله لا لغيره فلا يستحق الحب العظسم الا الله ففي قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
* الشرط الثاني : تعظيم الله وإجلاله
* الشرط الثالث : الإتباع والرضوخ والذل فلا يصرف لغير الله


س2: ما المراد بالبسملة؟
ـ المراد بالبسملة في قوله تعالى الكريم هي لفظ كلمة أو قول: بِسم اللهِ الرحمن الرحيم ويدل اختصاراً على طريقة النحت
ـ وقد استعمل العرب النحت في أشعارهم منها شعر عبد يغوث بن وقاص الحارثي :
و تضحك مني شيخة عبشمية كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
فكلمة عبشمية أصلها من عبد شمس فنحت الكلمة بإسقاط الدال والسين وجعل من الكلمتين المركبتين كلمة واحد و عندها يتشكل لدينا النحت


س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
الفرق بينهم يأتي على وجهين :
* الوجه الأول : أن الحمد :هو عملية تكرار الحمد و تثنيته
- ففي صحيح مسلم وغيره من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين}، قال الله تعالى: حمدني عبدي، وإذا قال: {الرحمن الرحيم} ، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: {مالك يوم الدين}، قال: مجدني عبدي...)
وأما التمجيد :كثرة قول صفات المحمود على جهة التعظيم
* الوجه الثاني :
أن الحمد :يكون بالحسن والإحسان
أن الثناء : يكون في الخير والشر
ـ حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».



س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة لها معنيان :
الأول : أنه إضافة على معنى ( في ) الذي يملك يوم الدين لايملكه أحد غيره
الثاني :أنه إضافة على معنى اللام أي أن الله هو المالك ليوم الدين
- قال ابن السراج: (إن معنى مالك يوم الدين: أنه يملك مجيئه ووقوعه)
وكلا الإضافتين حق وتقتضيان الحصر والأقوم الجمع بينهما



س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
فيها ثلاث فوائد :
1- أنه يفيد الحصر فكأنما نقول : نعبدك ولا نعبد غيرك مع اختصار اللفظ وعذوبته
مثال ثاني : {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون} ف {بل إياه تدعون}
ظاهر لنا أنه تركيب يفيد الحصر بمعنى تدعونه وحده لا سواه من الذي تعبدون غيره مشركين به
2- تقديم ذكر المعبود
3- إفادة الحرص على التقرّب فهو أفصح من (لا نعبد إلا إياك)
وقد لخص ابن القيم هذه الأوجه بحسن الصياغة فقال : (وأما تقديم المعبود والمستعان على الفعلين، ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر، فهو في قوة: لا نعبد إلا إياك، ولا نستعين إلا بك، والحاكم في ذلك ذوق العربية والفقه فيها، واستقراء موارد استعمال ذلك مقدما، وسيبويه نص على الاهتمام، ولم ينف غيره)



س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
- القسم الأول: استعانة العبادة فهي من المحبة و الخوف والرجاء والرغب والرهب وهي عبادة لايجوز اخلاصها الا لله، قال الله تعالى: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾ وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (( وإذا استعنت فاستعن بالله))
- القسم الثاني : اسعانة التسبب وهو الرجاء بالدعاء وبذل الأسباب مع العلم أن الضرر والنفع بيد الله وتعالى وأنه تعالى ماشاء كان وما لم يشأ لم يكن وما كان سيكون لو كان كيف يكون
فائدة الإستعانة أنها كما يحتاج الكاتب لقلمه للكتابة فالمؤمن يحتاجها لعبادة الله والإيمان به

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 10:18 PM
وفاء الحربي وفاء الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 30
افتراضي

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
اولاً : معنى الرحمن : ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء وبناء هذا الاسم على وزن فعلان يدل على معنى السعة وبلوغ الغاية وهو اسم مختص بالله تعالى لا يسمى به غيره.
ثانياً : معنى الرحيم : فعيل بمعنى فاعل أي راحم ووزن فعيل من أوزان المبالغة ,والمبالغة تكون لمعنى العظمة ومعنى الكثرة والله تعالى هو الرحيم بالمعنيين ,فهو عظيم الرحمة وكثير الرحمة.
الحكمة من اقتران هذين الاسمين :
اختلف العلماء في سبب اقتران هذين الاسمين على اقوال منها :
قول ابن القيم رحمة الله : ( (الرحمن ) دال على الصفة القائمة به سبحانه وتعالى و (الرحيم ) دال على تعلقها بالمرحوم ,فكان الاول للوصف والثاني للفعل
فالأول دال على أن الرحمة صفته
والثاني دال على انه يرحم خلقه برحمته
واذا اردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى ( وكان بالمؤمنين رحيماً ) ولم يجئ قط رحمن بهم ,فعلم أ ( رحمن ) هو الموصوف بالرحمة , و(رحيم ) هو الراحم برحمته ) انتهى كلامه رحمه الله.
وقيل في هذه المسألة أقوال أخرى فيها نظر
منها : أن الرحمن ذو الرحمة العامة للخلق كلهم , والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين, واستدلوا بقوله تعالى ( وكان بالمؤمنين رحيماً ) وهذا الاستدلال فيه نظر ,وبناء الاسمين لا يساعد على هذا التأويل ,ويرد هذا التأويل قول الله تعالى ممتنا على جميع خلقه مؤمنهم وكافرهم : ( ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيماً ).
ومنها : أن المراد الإنباء عن رحمه عاجلة ورحمة آجلة .

س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
الجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخر يقدر في كل موضع بما يناسبه, فإذا قرأت قدرته باسم الله أقرا واذا كتبت قدرته باسم الله اكتب.
ومن أهل العلم من يقدر المحذوف بحسب اختياره في معنى الباء فيقول من رأى الباء للابتداء فالتقدير : باسم الله ابدأ او باسم الله ابتدائي.
وقد ورد في القران الكريم تعلق الجار والمجرور بالاسم وبالفعل :
فمثال تعلقه بالاسم : قوله تعالى ( وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرساها )
ومثال تعلقه بالفعل : قوله تعالى ( اقرأ باسم ربك )
الحكمة من حذفه :
1- تقديم اسم الله تعالى فلا يقدم عليه شيء .
2- التخفيف لكثرة الاستعمال.
3- ليصلح تقدير المتعلق المحذوف في كل موضع بحسبة.

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
هذه الآية حمد لله وثناء عليه بما حمد به نفسه تعالى
معنى (الحمد لله ) : الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا وعن محبة
والتعريف في الحمد له معنيان :
اولاً : استغراق الجنس ,أي كل حمد فالله هو المستحق له فكل ما في الكون مما يستحق الحمد, فإنما الحمد فيه لله تعالى حقيقة لأنه انما كان منه وبه.
ثانياً : التمام والكمال ,أي الحمد التام الكامل من كل وجه وبكل اعتبار لله وحده تعالى
- فهو تعالى محمود على كل ما اتصف به من صفات الكمال والجلال والجمال .
- وهو محمود في جميع امره.
فملأ حمد تعالى كل شيء قال تعالى ( وإن من شيء الا يسبح بحمده )
الفرق بين الحمد والشكر :
ان الحمد أعم من وجه والشكر اعم من وجه آخر
- فالحمد أعم باعتبار أنه يكون على ما أحسن به المحمود وعلى ما اتصف به من صفات حسنة يحمد عليها والشكر أخص لأنه في مجازاة مقابل النعمة والاحسان.
- والشكر اعم من الحمد باعتبار ان الحمد يكون بالقلب واللسان والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل قال تعالى ( اعملوا ءال داود شكرا)
الفرق بين الحمد والمدح :
- فالمدح اعم من الحمد باعتبار ان الحمد انما يكون عن رضا ومحبة والمدح لا يقتضي ذلك , وباعتبار اخر وهو أن الحمد لا يكون الا على اعتقاد حسن صفات المحمود واحسانه والمدح قد يكون مدحا على ما ليس بحسن.
- والحمد اعم من المدح باعتبار ان المدح انما يكون باللسان والحمد يكون بالقلب واللسان.
الفرق بين الحمد والثناء :
- ان الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته
- ان الحمد لا يكون الا على الحسن والاحسان والثناء يكون على الخير والشر.
معنى (الرب )
( الرب) هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والاصلاح.
انواع الربوبية :
ربوبية الله تعالى لخلقه على نوعين :
- ربوبية عامة بالخلق والملك والانعام والتدبير وهذه عامه لكل المخلوقات
- ربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والاصلاح والنصرة والتوفيق.
معنى ( العالمين )
العالمون جمع عالم وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه يشمل أفرادا كثيرة يجمعها صنف واحد فالأنس عالم والجن عالم وكل صنف من الحيوانات عالم الى غير ذلك مما لا يحصيه الا الله تعالى من عوالم الافلاك والملائكة والجبال وغيرها.
معنى ( رب العالمين )
وربوبية الله تعالى ربوبية عامة فهو تعالى ( رب العالمين ) الذي خلق العوالم كلها كبيرها وصغيرها على كثرتها وتنوعها وتعاقب أجيالها, وهو رب العالمين المالك لكل تلك العوالم فلا يخرج شيء منها عن ملكه , وهو رب العالمين الذي دبر أمرها وسير نظامها وقدر اقدارها , وهو رب العالمين الذي له الملك المطلق والتصرف التام فيما يقضيه فيها نافذ لا مرد له بل لا تملك جميع المخلوقات لنفسها نفعا ولا ضرا الا بإذنه جل وعلا , وهو رب العالمين الذي لا غنى للعالمين عنه ولا صلاح لشئونهم الا به ,وهو رب العالمين المستحق لان يعبدوه وحده لا شريك له.
والمقصود أن تأمل معاني الربوبية والتفكر في اثارها في الخلق والامر يورث اليقين بوجوب التوحيد أن العالم لا صلاح له الا بان يكون ربه واحد كما قال تعالى ( لو كان فيهما ءالهة الا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون )

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
معنى العبادة لغة :
قال ابو منصور الأزهري : ( ومعنى العبادة في اللغة : الطاعة مع الخضوع ,ويقال طريق معبد اذا كان مذللا بكثرة الوطء)
معنى العبادة شرعا :
والعبادة في الشرع لها تعريفات متعددة ذكرها أهل العلم ومن أحسنها تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية رحمة الله اذ قال ( العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاة من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة )
قوله ( من الاعمال والاقوال ) هذا قيد يخرج الاشخاص والامكنة والأزمنة التي يحبها الله فلا توصف بانها عبادة لان العبادة تتعلق بما يتعبد به.
وتعريف شيخ الاسلام حسن بديع وهو وصف جامع مانع للعبادات الشرعية واما العبادات الشركية والبدعية فلا يشملها هذا التعريف لان الله لا يحبها ولا يرضاها, فتعريف شيخ الاسلام للعبادة تعريف بالحد الرسمي لغرض بيان ما يشمله اسم العبادة الشرعية وتعريف ابو منصور للعبادة تعريف بالحد الحقيقي لغرض بيان ماهية العبادة وحقيقتها فهي لا تكون الا بالتذلل والخضوع
ويصحب هذه الذلة في العبادات الشرعية التي أمر الله بها ثلاثة أمور : المحبة والانقياد والتعظيم .
والعبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح ,وقد أمر الله تعالى بإخلاص العبادة له وحده لا شريك له قال الله تعالى : ( قل اني امرت أن اعبد الله مخلصا له الدين ).

س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
معنى الاستعانة :
هي طلب العون والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار وهي اوسع معانى الطلب ,واذا اطلقت دلت على معنى الاستعاذة والاستغاثة لان حقيقة الاستعاذة طلب الاعانة على دفع مكروه وحقيقة الاستغاثة : طلب الاعانة على تفريج كربة.
فالاستعانة بمعناها العام تشمل الدعاء والتوكل والاستعادة والاستغاثة والاستهداء والاستنصار والاستكفاء وغيرها , لأن كل ما يقوم به العبد من قول او عمل يرجو به تحصيل منفعة او دفع مفسدة فهو استعانة .
وحاجة العبد الى الاستعانة بالله تعالى لا تعدلها حاجة بل هو مفتقر اليه في جميع حالاته فهو محتاج الى الهداية ومحتاج الى تثبيت قلبه على الحق ,ومغفرة ذنبة وستر عيبة وحفظه من الشرور وقيام مصالحه.
فلا يحصل لعبد من عباد الله نفع في امر دينه ودنياه الا بالله جل وعلا فهو المستعان وحده على كل ذلك .
تحقيق الاستعانة يكون بأمرين :
- التجاء القلب الى الله تعالى بصدق طلب العون منه وتفويض الأمر اليه والايمان بان النفع والضر بيده جل وعلا لا يخفي عليه شيء ولا يعجزه شيء.
- اتباع هدى الله تعالى ببذل الاسباب التي ارشد اليها وبينها فيبذل في كل مطلوب ما اذن الله تعالى به من اسباب.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم هذين الامرين بقوله ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) رواه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه .

س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟
في هذه المسألة أقوال لأهل العلم :
- المراد الاخبار عن جنس العباد والمصلي فرد منهم ذكره ابن كثير.
- ان ذلك الطف في التواضع من ( اياك اعبد ) لما في الثاني من تعظيمه لنفسه .
- ان ذلك ابلغ في التعظيم والتمجيد وهو قول ابن القيم رحمه الله قال في بدائع الفوائد : ( الاتيان بضمير الجمع في الموضعين احسن وافخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار الى الرب تعالى واقرار بالفاقة الى عبوديته واستعانته وهدايته فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي نحن معاشر عبيدك ومماليكك وتحت طاعتك ولا نخالف امرك فيكون هذا احسن واعظم موقعا عند الملك من ان يقول : انا عبدك ومملوكك , ولهذا لو قال : أنا وحدي مملوكك استدعى مقته ,فاذا قال : أنا وكل من في البلد مماليكك وعبيدك وجند لك كان أعظم وأفخم لان ذلك يتضمن ان عبيدك كثيرا جدا وانا واحد منهم وكلنا مشتركون في عبوديتك والاستعانة بك وطلب الهداية منك فقد يتضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجدة وكثرة عبيدة وكثر سائلية الهداية مالا يتضمنه لفظ الافراد فتأمله ) انتهى كلامه رحمه الله .
- الاتيان بضمير الجمع اغيظ للمشركين وابلغ في الثناء على الله وهو قول ابن عاشور في التحرير والتنوير.
- النون للتعظيم الذي يشعر به شرف العبادة وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27 ربيع الأول 1439هـ/15-12-2017م, 10:54 PM
عائشه عبد المجيد عائشه عبد المجيد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 18
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.
الرب هو الجامع لكل ما يدخل ضمن معاني الربوبيه من الخلق والاماته والرزق والاحياء وتكون عامه لجميع خلقه من الانعام والتدبير لشؤونهم وخاصه لأوليائه وتكون بهدايتهم واصلاح شأنهم ونصرتهم ..


س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟
التمس علماء اللغه سبب الحذف* بان فيه امن اللبس في بسم الله ..
وايضا لكثرة استخدامها واستعمالها فمن باب التخفيف تم الحذف

س3: ما المراد بالعالمين.
اسم جمع لا مفرد له من لفظه* فيشمل افراد كثيرة تحت صنف واحد
مثلا الانس عالم
الجن عالم .
الحيوانات عالم ... الخ
واقول العلماء تنقسم الى
احدهما :
جميع العالمين
والاخر :
الانس والجن فقط
والثالث : اصناف الخلق الروحانين والقائلين بهذا ادخلوا في هذا الملائكة ايضا ..

لكن القول الاعم هو القول الاول ويقصد به جميع العالمين وهو قول جمهور علماء المفسرين ..

س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذك ما في البسملة؟
ذكر الاسمين بالبسمله كان فيه دليل الاستعانه بالله* ففيه دلالة على ان التوفيق لهذه المقاصد الذي نسمي لها بالله انما تتحقق لنا برحمة الله عزوجل ..

وثم ذكر هذه الاسمين في الفاتحه انما جاءت بعد حمدلله وربوبيته ففي ذكرها هنا بينت سعة رحمته وفيه الثناء على الله عزوجل ..

س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟
في هذه الايه عده نقاط :

*تعريف الاستعانة : وهو طلب العون والاعتماد على المستعان به جلب المنافع ودفع المضار ..
*معنى الآيه : نستعين بك يا الله في عبادتنا لك وفي قضاء* جميع حوائجنا* وكل امور حياتنا ..
* ويتم تحقيق هذه الاستعانة بالالتجاء الى الله واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ..


ويمكن تقسيم الاستعانة الى قسمين : استعانة العبادة وهي تحمل معاني تعبد والرهبه وهذا النوع من الاستعانة لا يجوز صرفه الا لله عزوجل ..
واستعانة التسبب** وهي بذل السبب رجاء نفعه . كالكاتب يستعين بالقلم ليكتب فهذا لا عبادة فيه وانما استعانة تسبب فقط


س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ تحول الكلام من الغيية الى الخطاب

وما فائدته؟ هذا العلم من علوم البلاغه فيه لفت الانتباه للقارئ او السامع وشد انتباهه وبهذا يعلم ان امر ما مهم ذكر ،* وفيه تنويع الخطاب والتنبيه على نوع جديد* من الخطاب..

*ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟فيه التنبيه على مقصد السورة .. وبيان ان الله اثنى على نفسه مما اخبرنا من صفاته وبالتالي يجب على العبد ان يثني على الله بما اثنى به على نفسه ..

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 08:22 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 704
افتراضي

المجموعة الثالثة:
س1: بيّن معنى اسم (الرحيم)
الرحيم على وزن فعيل بمعنى فاعل راحم، ويدل على العظمة ومعنى الكثرة.
فالله عظيم الرحمة وكثير الرحمة
والرحمة نوعان رحمة عامة ورحمة خاصة:
كل ما في الكون من خير فهو من آثار رحمة الله العامة والرحمة الخاصة فهي رحمة الله بعباده المؤمنين .
س2: ما معنى الباء في {بسم الله}؟
القول الأول: الباء للاستعانة،
القول الثاني: الباء للابتداء،
القول الثالث: الباء للمصاحبة والملابسة،
والقول الرابع: الباء للتبرك، أي أبدأ متبركاً،
س3: ما الفرق بين الحمد والشكر؟
الفرق بين الحمد والشكر
الحمد أعمّ؛ باعتبار أنه يكون على ما اتّصف به من صفات حسنة يُحمد عليها،
والشكر أخصّ لأنه في مجازاة مقابل النعمة والإحسان.
والشكر أعمّ يكون بالقلب واللسان والعمل؛ كما قال الله تعالى: {اعملوا آل داوود شكرا}.
الحمد يكون بالقلب واللسان،
س4: بيّن أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟
في هذه الآية قراءتان:
الأولى: {مالك يوم الدين} بإثبات الألف بعد الميم، وهي قراءة عاصم والكسائي.
والثانية: {ملك يوم الدين} بحذف الألف، وهي قراءة نافع وابن كثير وأبي عمرو بن العلاء وحمزة وابن عامر.
ملك - تفيد الاختصاص؛ لأنه اليوم الذي لا مَلِكَ فيه إلا الله؛ فكلّ ملوك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم،
وأمَّا المالك فهو الذي يملِكُ كلَّ شيء يوم الدين
والجمع بين المعنيين فيه كمال آخر وهو اجتماع المُلك والمِلك في حقّ الله تعالى على أتمّ الوجوه وأحسنها وأكملها

س5: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.
الاول صنف أخلص العبادة والاستعانة
الثاني صنف أخلص العبادة ولم يخلص الاستعانة
الثالث صنف لم يخلص العبادة واخلص الاستعانة
الرابع صنف لم يخلص لا العبادة ولا الاستعانة

س6: ما الحكمة من تكرر {إياك} مرّتين في قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين}؟
تكررت لكل فعل للتخصيص لكل فعل وللتأكيد والاهتمام والحصر وبيان التعظيم

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 08:52 PM
سلمى محمد عبدالعال سلمى محمد عبدالعال غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 23
افتراضي

المجموعة الأولى:
س1: بيّن بإيجاز معنى اسم (الله) تبارك وتعالى.
الاسم الجامع لجميع الأسماء الحسنى وهو أخص أسماء الله تعالى وأعرف المعارف على الإطلاق.
......................................................................................................................................
س2: ما المراد بالبسملة؟
المراد بها قول " بسم الله الرحمن الرحيم " وهي اسم دالٌّ على هذه الكلمة بطريقة النحت للاختصار.
......................................................................................................................................
س3: ما الفرق بين الحمد والثناء؟
1) أن الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة و الثناء تكرير هذا الحمد وتثنيته.
2) أن الحمد يكون على الحُسْن والإحسان دون سواهما ، والثناء يكون على الخير وعلى الشر، وجاء في الصحيحين من حديث عبد العزيز بن صهيب، قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، يقول: مروا بجنازة، فأثنوا عليها خيرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال: «وجبت».
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ما وجبت؟
قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض».
........................................................................................................................................................
س4: ما معنى الإضافة في قوله تعالى: {مالك يوم الدين}؟
الإضافة في مالك يوم الدين تحوي معنيين:
الأول: إضافة على معنى (في) أي هو المالك في يوم الدين؛ فلا يملك في ذلك اليوم أحد دونه شيئاً.
الثاني: إضافة على معنى اللام، أي هو المالك ليوم الدين.
وكلا الإضافتين تقتضيان الحصر، وكلاهما حقّ، والكمال الجمع بينهما.
.................................................................................................................
س5: ما الحكمة من تقديم المفعول {إياك} على الفعل {نعبد}؟
1) إفادة الحصر؛ وهوَ إثباتُ الحكمِ للمذكورِ ونفيهُ عما عداهُ؛ فكأنَّهُ يقولُ: نعبدكَ، ولا نعبدُ غَيركَ، أوقول: (لا نعبد إلا إيَّاك)؛ مع اختصار اللفظ وعذوبته.
ومما يوضّح هذا المعنى قول الله تعالى: {قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين . بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون}
{بل إياه تدعون} ظاهر في أنّ هذا التركيب يفيد الحصر، أي: تدعونه وحده ولا تدعون غيره مما كنتم تشركون بهم.
2) تقديم ذكر المعبود جلَّ جلاله.
3) إفادة الحرص على التقرّب؛ فهو أبلغ من (لا نعبد إلا إياك).
...........................................................................................................................................................................
س6: اذكر أقسام الاستعانة، وفائدة معرفة هذه الأقسام.
الأول: استعانة العبادة، وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة والخوف والرجاء والرغب والرهب فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر، وهي الاستعانة التي أوجب الله تعالى إخلاصها له جلَّ وعلا، كما قال الله تعالى فيما علّمه عباده المؤمنين: ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ﴾.
والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين؛ فإنه لم يعبد إلهه إلا ليستعين به على تحقيق النفع ودفع الضر.
الثاني: استعانة التسبب، وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد أن النفع والضر بيد الله جل وعلا، وأن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
فهذه الاستعانة ليست بعبادة لخلوّها من المعاني التعبّدية، وهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة؛ وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال أهل العلم.
استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض فإذا كان الغرض مشروعاً والسبب مشروعاً كانت الاستعانة مشروعة، وإذا كان الغرض محرماً أو كان السبب محرماً لم تجز تلك الاستعانة، فإن تعلق القلب بالسبب كان ذلك شركاً أصغر من شرك الأسباب.

وفائدة معرفة هذه الأقسام/ أن يُحقق العبد استعانته بخالقه عز وجل على خير وجه وأن يعبد الله على علمٍ وبصيرة حتى لا يضل عن الطريق المستقيم والمنهج القويم..

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 10:08 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعه الرابعه
س1-بين معنى اسم الرب تبارك وتعالى ؟
الرب هو الجامع لجميع معانى الربوبية من الخلق والملك والرزق والتدبير والهدايه وهذا الفظ في لسان العرب يطلق على جميع هذه المعانى إطلاق صحيحا وله شواهد في معاجم اللغه ودلائل النصوص .
س2-ماسبب حذف الألف في [بسم الله ]؟
الجواب اتفقت المصاحف على حذف الألف في كتابة بسم الله في فواتح السورو في قول الله تعالى {بسم الله مجريها ومرسها } وأثباتها في نحو{فسبح باسم ربك } و{ اقرأ باسم ربك } ولم يختلف علماء رسم المصاحف في التزام هذا التفريق اتباع للرسم العثمانى .
وأما علماء اللغه والرسم فلهم اقوال مشهورة في سبب التفريق وهى:
1- أمن اللبس في بسم الله وهو قول الفراء .

2- إرادة التخفيف لكثرة الاستعمال وهوقول جماعه من العلماء

3- وسقطت في اللفظ لكثرة الاستعمال قال به الزجاج وعلماء اللغة .

4- أما عمرو الدانى غي كتابه [ المقنع ] فقد قال لا خلاف في رسم ألف الوصل الساقطة من اللفظ إلإ في خمسة مواضع فإنها حذفت منها في كل المصاحف.

5- فقال التسميه في فواتح السور وفي هود [بسم الله مجريها ومرسها ] لكثرة الاستعمال وأما قوله [ باسم ربك العظيم ] و[ بإسم ربك الذى ] فالألف مثبته في الرسم بلا خلاف .

س3- ما المراد بالعالمين ؟
العالمون جمع عالم :- وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه ويشمل أفراداكثيرة يجمعها صنف واحد .
فكل صنف من الحيوانات او النبات ات عالم و، والإ نس عال ،والجن عالم الى غير ذلك من العوالم الذين لا يحصيهم إلا الله من عوالم الملائكه ووالرياح والمياه والجبال والأفلاك.
والدليل قوله تعالى {وما من دابة في الأ رض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}
قال ابن جرير العالم جمع لا واحد له من لفظه كالرهط والجيش .
ثم كل صنف من هذه العوالم ينقسم إلى عوالم في كل قرن فأهل كل قرن من ذلك الصنف عالم والدليل قوله تعالى {يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم وأنى فضلتكم على العالمين }
اما ابن كثير فذكر نفس التعريف وقال العالم جمع لا واحد له من لفظه والعوالم اصناف المخلوقات في السموات والأرض وفي البر والبحر وكل قرن وجيل يسمى ايضا عالما .
س4 – ماالحكمه من تكرار ذكر اسمى الرحمن الرحيم بعد ذكرها في البسمله ؟
الجواب اختلف المفسرين في ذلك على اقوال :-
1-قول ابن جرير وهو انه لا تكرار هنا لان البسملة ليست آيه من الفاتحه
وهذا اقول يعترض عليه من وجهين ؛ ا- أن اختيار المفسر لأحد المذاهب في العد لا يقتضى بطلان المذاهب الا خرى ،وااختياره لإ حدى القرءاتين لا يعنى بطلان الاخرى .
2-أن المسألة باقيه على حالها حتى على اختياره إذ لا إنكار عللا من قرأ البسملة قبل الفاتحه ولو لم يعدها ايه من الفاتحه.
قول الرازى في تفسيره التكرار للتأكيد حيث قال [ التكرارلأجل التأكيد في القران كثير ، وتأكيد أن الله رحمان رحيم من أعظم المهمات .
3- قول البيضاوى من أن التكرار لأجل التنبيه على استحقاق الحمد .
وهذان القولان استندا الى الاجتهاد من الحكمه من التكرار وهذه المسالة لم تكن موجودة عند السلف
وانه بعد أثارة هذا السؤال يرتب الجواب عليه على ثلاث مراتب وهى :- 1- النظر في الأ قوال المأثورةإن وجدت .
2- النظر في سياق الكلام وهوأصل مهم في الجواب .
3-النظر في مقاصد الايات، وأن لم يتبين له الجواب توقف ووكل الأمر الى عالمه .
وهذه المسألة يكشف السياق عن مقصد تكرار ذكر الاسمين في هذين الموضعين :
الموضع الااول البسملة غرضها الاستعانه بالله والتبرك باسمه واستصحابه على تلاوة القران وتدبره وهذا مناسبة ذكر الأسمين في هذا الموضع وان التوفيق لتحقق هذه المقاصد لايكون الإ برحمة الله عزو جل والتعبد لله تعالى بذكر هذين الإسمين يثمر الإيمان والتوكل فيعظم رجاؤه لرحمة ربه وإعانته على التلاوة
الموضع الثانى:- [ الحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ] جاء فيه ذكر هذين الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيته العامه للعالمين , فيكون لذكر هذين الاسمين في هذا الموضع ما يناسب من معانى رحمة الله تعالى وسعتها لجميع العالمين وكل شئ وانه تعالى عظيم وكثير الرحمه فيكون ذكر هذين السمين من باب الثناء على الله تعالى وتقدمة لما سيسأله في هذه السورة .
انه اذا ظهر الفرق في المقصد في الموضعين ظهر للمتأمل الحكمه من ترتيب الايات على هذا الترتيب البديع المحكم .

س5- ما معنى قوله تعالى { إياك نستعين }؟
الجواب أي نستعينك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك فلا سبيل الى ذلك إلا بمعونتك ونستعينك وحدك على جميع أمورنا فأنك سبحانك عن لم تعنا لم نقدر على دفع ضر أو جلب نفع.
س6- ما معنى الالتفات في الخطاب ؟ وما فائدته ؟ وما الحكمه من الالتفات في سورة الفاتحه ؟
الجواب¬_ تحول الكلام من الغيبه إلى الخطاب هو ما يسمى بالإ لتفات في علم االبلاغه .
فوائده :- 1- تنويع الخطاب . 2- التنقل بين مقامات الكلام . 3- التنبيه على نوع جديد من الخطاب يستجلب التفكر بالمناسبه والانتباه للمقصد .
قال ابن كثير رحمه الله [ تحول الكلام من الغيبه الى المواجهه بكاف الخطاب له مناسبة ] في سورة الفاتحه أنه لما أثنى على الله فكانه اقترب وحضر بين يدى الله تعالى فلهذ قال { إياك نعبد وإياك نستعين } وفي هذا دليل على أن اول السورة خبر من الله تعالى بالثناء على نفسه الكريمه بجميل صفاته الحسنى وارشاد لعباده بأن يثنوا عليه بذلك .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 10:12 PM
بشائر قاسم بشائر قاسم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 98
افتراضي

المجموعة الثالثة

السؤال الأول: بين معنى اسم الرحيم.

رحيم من فعيل، وهي من صيغ المبالغة؛ ففيها دلالة على العظمة والكثرة.
فالله تبارك وتعالى كثير الرحمة وعظيمها. ورحمته على نوعان: فالأول عام وهو لجميع ما في الكون من أمور عظيمة وصغيرة فكل خير لأي شيء فهو من رحمته تعالى، أما الثاني فهو الرحمة الخاصة للمؤمنين بما اختصوا به من الهداية والإعانة ونحو ذلك.

السؤال الثاني: ما معنى الباء في (بسم الله
ذكر فيها أقوال أشهرها وأصحها أربعة هي:
1- أنها للاستعانة، قال به أبو حيان وجماعة من المفسرين.
2- للابتداء، قال به الفراء وجماعة.
3- للمصاحبة والملابسة، قال به ابن عاشور.
4- للتبرك أي أبدأ متبركا، وهذا القول مستخرج من قول بعض السلف في سبب كتابة البسملة في المصاحف، وذكره بعض المفسرين من جملة المعاني.
والأظهر أنها كلها صحيحة غير متعارضة.
*أرجع سيبويه معاني الباء إلى الأصل: الإلزاق، وهذا مقبول حيث يعبر عن المعنى في كل موضع بما يناسبه؛ فالإلزاق ينقسم إلى حسي ومعنوي ثم يتفرع عنهما أنواع أخرى؛ فقد يكون للاستعانة أو للتبرك أو للاستفتاح أو للابتداء ونحو ذلك، وقد تجتمع بعض معانيها في بعض المواضع دون أن يكون بينها تنافر وتضاد.

السؤال الثالث: ما الفرق بين الحمد والشكر؟

كل منهما أعم من الآخر في وجه من الوجوه.
فالشكر يكون مقابل النعمة والإحسان، أما الحمد فيكون لما أتم واتصف به من محمود عمل؛ فالحمد هنا أعم من الشكر.
والشكر يكون بالقلب واللسان والعمل، أما الحمد فيكون بالقلب والسان فقط؛ فيكون هنا الشكر أعم من الحمد.

السؤال الرابع: بين أثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى: (مالك يوم الدين)، وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف؟

الملك هو ذو الملك؛ وهو ما اختص بالملك ونفوذ الأمر على من تحته.
والمالك فهو الذي بيده خزائن كل شيء.
والمعنيان كل منهما فيه صفة الكمال لله تعالى وتعظيمه والتفويض إليه من وجه، والموقف الصحيح هو الجمع بينهما وبه اجتماع معنى الملك -النفوذ-، والملك -امتلاك خزائن كل شيء- لله تعالى على أتم الوجوه وأحسنها.

السؤال الخامس: اشرح بإيجاز أقسام الناس في العبادة والاستعانة.

هم في ذلك أقسام:
فأفضلهم المخلصين لله تعالى في ذلك، فهم من أهل (إياك نعبد وإياك نستعين)، وهم درجات متفاوتة.
ثم يليهم من حصل منهم تفريط في إخلاص العبادة والاستعانة لله تعالى، وهم درجات متفاوتة وبتفريطهم هذا يحصل لهم من الآفات والعقوبات بقدر تفريطهم.

السؤال السادس: ما الحكمة من تكرار "إياك" في قوله تعالى: (إياك نعبد وإياك نستعين)
ذكر في ذلك أقوال عدة:
فقال ابن عطيه: "تكررت (إياك) بحسب اختلاف الفعلين، فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام".
وقال ابن القيم: "في إعادة (إياك) مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين، ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه". أي فيه اختصاص الفعل بذاته.
وقال ابن كثير: "كرر للاهتمام والحصر".

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 10:24 PM
شيماء المري شيماء المري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 23
افتراضي

المجموعه الثالثه
س1بين معنى اسم الرحيم ؟
هو اسم يدل على الرحمة فـ الرحيم باللغه راحم العباد المؤمنون .
فالرحمة تشمل نوعين :
1- رحمة عامه : تشمل الجميع حتى البهائم
2-رحمة خاصة : يرحم الله عباده المؤمنين مما يختصهم بالهدايه .
والله تعالى رحيم بالمعنين ، وكثير وعظيم الرحمة ..

س2 ما معنى الباء في بسم الله ؟
اختلف اللغوين في معنى الباء على أقوالها باختلافها على أوجه :
1-للاستعانه وهو قول أبي حيان الاندلس ، والحلبي وقال جماعه من المفسرين .
2-للابتداء وهو قول الفراء وابن قتيبه والازهري والصولي وغيرهم .
3-للمصاحبه والملابسه ، ابن عاشور .
4-للتبريك .
فقال سيبويه في الكتاب : ( وباء الجر إنما هي للالزاق ) .


س3 ما الفرق بين الحمد والشكر ؟
الحمد أعم من الشكر لان الشكر لا يكون إلا جزاءً على النعمه ، والحمد يكون جزاء كالشكر ويكون ثناء ابتداء .
الحمد : يكون على ما أحسن به المحمود وعلى ما اتصف من صفات حسنه يحمد عليها ( بالقلب واللسان ) .
الشكر : بالقلب واللسان والعمل ( اعملوا آل داوود شكرا ) .

س4 بين اثر اختلاف القراءات على المعنى في قوله تعالى ( مالك يوم الدين ) وما الموقف الصحيح من هذا الاختلاف ؟
1/ ( مالك يوم الدين ) اثبات الالف بعد الميم ، وهي قراءة عاصم والكسائي .
فهو الذي يملك كل شيء يوم الدين فيظهر في ذلك عظمة ما يملكه جل وعلا ويتفرد الملك التام ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا الامر يومئذ لله ) ، ليقتضي تمجيد الله وتعظيمه وتفويض إليه .
2/ ( ملك يوم الدين ) بحذف الالف وهي قراءة نافع وابن كثير وابى عمرو بن العلاء وحمزه وابن عامر .
تفيد الاختصاص لانه اليوم الذي لا ملك فيه إلا الله ،فكل ملوك الدنيا يذهب ملكهم وسلطانهم ( يوم هم بارزون لا يخفى على الله منهم شيء لمن الملك اليوم لله الواحد القهار )

** فكلها تقتضي تمجيد الله وتعظيمه وتفويض إليه .

س5 اشرح بايجاز اقسام الناس في العبادة والاستعانه ؟
* أفضلهم الذين أخلصوا العبادة والاستعانه ، وهم على درجات ، ويتفاضلون في اخلاص العبادة في الاستعانه ومن أحسنهم : سابق الخيرات .
* قد يقع بعض المسلمين في التفريط والتقصير في اخلاص العبادة والاستعانه فيحصل لهم افات وعقوبات :
* ~التقصير في الاخلاص بالعبادة تحبط العمل ، مثل / الرياء والسمعه ( وابتغاء الدنيا )..
* ~ التقصير في الاستعانه تحصل بسبب الوهن والضعف والعجز ، مثل / العجب والاغترار بما يملك ، فإن اصابه ما يكره يصاب بالجزع وضعف الصبر ..

وكلهما تفريط لا يحصل صاحبهما طمأنينة بالقلب ولا سكينة بالنفس ..

س6 ما الحكمه من تكرار ( اياك ) مرتين في قوله تعالى ( اياك نعبد واياك نستعين ) ؟
قال ابن عطيه : وتكررت ( إياك ) بسبب اختلاف الفعلين فاحتاج كل واحد منهما إلى تأكيد واهتمام .
قال ابن القيم : اعادة إياك مره اخرى دلالة على تعلق الامور بكل واحد من الفعلين ، ففي اعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ماليس في حذفه ، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته واهتمام بذكره .
قال ابن كثير : كرر الاهتمام والحصر

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 11:05 PM
سارة عبد الغني سارة عبد الغني غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 42
افتراضي

◇بسم الله الرحمن الرحيم ◇

اللهم يسر وأعن ...

#المجموعة الاولى :

س ١ : بيني بإيجاز معنى اسم الله تبارك وتعالى ...

الجواب : اسم الله هو الإسم الجامع للأسماء الحسنى ، وهو اخص أسماء الله تعالى ، وأعرف المعارف ..

قال الامام ابن القيم رحمه الله : هذا هو الاسم الجامع و لهذا تضاف الأسماء الحسنى كلها إليه "

ومعنى اسم الله يشتمل معنيين عظيمين :
أولهما : هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال و الجلال والجمال ، فهذا الإسم يدل باللزوم على سائر الأسماء الحسنى ، فهو الخالق البارئ المصور ، وهو الملك الغني الرزاق ، و هكذا سائر اسمائه سبحانه و صفاته العلى .
فهو يتضمن كمال الألوهية لله تعالى و هو معنى جامع لكل ما يؤلّه الله تعالى لاجله ،

المعنى الثاني :
هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه ، كما قال الله تعالى
"وهو الله في السماوات و في الارض " اي المعبود في السماوات و في الأرض .

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

س ٢ : ما المراد بالبسملة ؟

الجواب : المراد بها قول " بسم الله الرحمن الرحيم " فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصارا

والاصل في البسملة انها اختصار لقول : بسم الله .. و قد ورد لفظ البسملة في شواهد لغوية احتج بها بعض أهل اللغة ، ومن ذلك ما انشده الخليل بن أحمد وغيرهم من قول الشاعر :
" لقد بسملت هند غداة لقيتها
فيا حبذا ذاك الحبيب المبسمل "
بسملت اي قالت بسم الله ..

واشتهر اطلاق البسملة على كلمة " بسم الله الرحمن الرحيم "

واكثر ما يستعمل لفظ " البسملة " في كلام أهل العلم لقول ( بسم الله الرحمن الرحيم )
وأكثر ما تستعمل التسمية لقول ( بسم الله ) .
ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين ، والسياق يخصص المراد ..

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

س٣ : ما الفرق بين الحمد و الثناء ؟

الجواب : الفرق بينهما من وجهين :

الوجه الأول : ان الثناء هو تكرير الحمد وتثنيته ، ولذلك جاء في الحديث :" فإذا قال العبد : " الحمد لله رب العالمين " قال الله حمدني عبدي و إذا قال " الرحمن الرحيم " قال الله تعالى : أثنى عليّ عبدي .."

والوجه الثاني :
ان الحمد لا يكون إلا على الحُسن و الإحسان ، و الثناء يكون على الخير و على الشر ، كما في الصحيحين حديث عبدالعزيز بن صهيب قال : سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول : مروا بجنازة فأثنوا عليها خيراً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وجبت " ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شراً فقال : " وجبت "
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما وجبت ؟

قال " هذا اثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة ، وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار ، أنتم شهداء الله في الأرض "

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

س٤ : ما معنى الإضافة في قوله تعالى: " مالك يوم الدين " ؟

الجواب : الإضافة في مالك يوم الدين لها معنيان :

المعنى الاول : إضافة على معنى ( في ) اي هو المالك في يوم الدين ، ففي يوم الدين لا يملك احد دونه شيئاً ..

المعنى الثاني : إضافة على معنى اللام اي هو المالك ليوم الدين ..

قال ابن سراج : (إن معنى مالك يوم الدين : أنه يملك مجيئه و وقوعه )

وكلا الاضافتين تقتضيان الحصر ، وكلاهما حق و الكمال الجمع بينهما ..

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

س ٥ : ما الحكمة من تقديم المفعول " إياك " على الفعل " نعبد " ؟

الجواب : تقديم المفعول" إياك " على الفعل " نعبد " فيه ثلاث فوائد جليلة :

أولها : إفادة الحصر ، وهو اثبات الحكم للمذكور ، ونفيه عما عداه ، فكأنه يقول : نعبدك ولا نعبد غيرك ، او قول لا نعبد إلا إياك ، مع اختصار اللفظ و عذوبته ..

كما في قوله تعالى " بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه ان شاء وتنسون ما تشركون "

بل إياه تدعون : ظاهر انه يفيد الحصر
اي تدعونه وحده ولا تدعون غيره مما كنتم تشركون بهم ..

ثانيا : تقديم ذكر المعبود جل جلاله

ثالثاً : إفادة الحرص على التقرب فهو أبلغ من ( لا نعبد إلا إياك )

وفي قول الامام ابن القيم رحمه الله :

واما تقديم المعبود و المستعان على الفعلين ففيه : ادبهم مع الله ، بتقديم اسمه على فعلهم ، وفيه الاهتمام و شدة العناية به ، وفيه الاختصاص ، المسمى بالحصر ، فهو في قوة : لا نعبد إلا إياك ، ولا نستعين الا بك ....

〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

س ٦ : اذكري اقسام الاستعانة وفائدة معرفة هذه الاقسام ..

الجواب :
القسم الأول : استعانة العبادة
وهي الاستعانة التي يصاحبها معانٍ تعبدية تقوم في قلب المستعين من المحبة و الخوف والرجاء والرغب والرهب .. فهذه عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل ، ومن صرفها لغيره فهو مشرك كافر ، وهي الاستعانة التي اوجب الله إخلاصها له جل وعلا ،
ففي قول النبي صلى الله عليه وسلم واذا استعنت فاستعن بالله "

والاستعانة ملازمة للعبادة فكل عابد مستعين ، فإنه لم يعبد إلهه الا ليستعين بهةعلى تحقيق النفع و دفع الضر ..

القسم الثاني : استعانة التسبب
وهو بذل السبب رجاء نفعه في تحصيل المطلوب مع اعتقاد ان النفع والضر بيد الله جل وعلا ، وان ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ..

استعانة التسبب حكمها بحسب حكم السبب وحكم الغرض ، فإذا كان الغرض مشروعا السبب مشروعا كانت الاستعانة مشروعة ، واذا كان الغرض محرما و كان السبب محرما لم تجز تلك الاستعانة ..

فائدة معرفة هذه الاقسام هو
ان نعرف نوع الاستعانة اذا كانت على امر من امور الدنيا ( تكون خالية من المعنى التعبدي ) فهي كما يستعين الكاتب بالقلم على الكتابة ، وكما يستعين على معرفة الحق بسؤال اهل العلم ..

اما استعانة العبادة فلا يجوز ان تصرف لغير الله ...

مثل قوله تعالى" واستعينوا بالصبر والصلاة "• استعانة العبادة •

وفي قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمى ابن الخطاب لما اعطاه عطية " استعن بها على دنياكَ ودينك "
فهنا • استعانة تسبب •
〰〰〰〰〰〰〰〰〰〰

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ♡

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 11:07 PM
أرجوان محمد أرجوان محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 23
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية :

السؤال الأول : بين معنى اسم ( الرحمن ) .

الرحمن , اسم من أسماء الله – سبحانه - , وهو على وزن فعلان الذي يدل على معنى السعة وبلوغ الغاية , فالمعنى يكون أي : ذو الرحمة الواسعة التي وسعت كل شيء , وهي مختصة بالله – سبحانه – لان وزنه يدل على ما فيه مبالغة , فالرحمة التي وسعت كل شيء لا تجوز إلا للحق – سبحانه - .
***************************
السؤال الثاني : اذكر الخلاف في عد البسملة اية أول كل سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح .

اختلف العلماء في عد البسملة اية اول كل سورة عدا براءة والفاتحة على أقوال :
أولا : لا تعد اية , وهذا قول أبي حنيفة ومالك والأوزاعي وحكي عن سفيان الثوري – رحمهم الله- .
ثانيا : اية في اول كل سورة عدا براءة , وقال ذلك سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك , وأصح الروايات عن الشافعي ورواية عن أحمد ورجحه النووي
ثالثا : جزء من الاية الأولى من كل سورة عدا براءة , قال به شيخ الإسلام وابن كثير وابن الجزري ورواية عن الشافعي
رابعا: اية مستقلة في اول كل سورة وليست من السور , فلا تعد اية من ايات السور , وهذا القول رواية عن احمد وقول لبعض الحنفية واختيار شيخ الإسلام
ما استقرت عليه المذاهب عدم عدها اية في غير سورة النمل التي فيها جزء من اية :" وانه بسم الله الرحمن الرحيم " , وعدا سورة الفاتحة التي فيها مذهبان وعدا سورة براءة التي لا بسملة في بدايتها , وايضاهي يفصل بها بين السور وهي من كلام الله –تعالى- فوردت جزء من اية مستقلة في سورة النمل .
******************
السؤال الثالث : ما الفرق بين الحمد والمدح ؟

تارة يكون الحمد أعم وأخرى المدح اعم :
- المدح أعم من الحمد وذلك باعتبار , ان الحمد يكون عن رضا ومحبة ولا يقتضي ذلك من المدح فقد يكون لسؤال خير او كف شر , فالمدح قد يكون لاصل باطل , والحمد يكون كما قلنا عن رضا ومحبة لاعتقاد حسن صفات المحمود
- الحمد اعم من المدح , وذلك لان المدح يكون باللسان , والحمد باللسان والقلب .
**************************
السؤال الرابع : ما معنى قوله تعالى :" إياك نعبد " ؟
إياك نعبد : أي نخلص لك العبادة , فنطيع أوامرك محبة وخوفا ورجاء بخضوع لك واستكانة لك وحدك لا شريك لك .
فالعبادة لغة : هي الذلة والطاعة
وشرعا : اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الباطنة والظاهرة , فكل عبادة يتخلف فيها الشروط من غير ما يحبه الله ويرضاه كالعبادة البدعية والشركية لا تقع تحت مسمى العبادة شرعا وان كانت لغة عبادة .
فالعبادة لا بد ان تكون عن محبة وانقياد وتعظيم
***********************
السؤال الخامس : ما الحكمة من حذف متعلق الاستعانة ؟

متعلق الاستعانة : هو ما يستعان الله – سبحانه – عليه , فورد في الاية الاستعانة والمستعان به وحذف المستعان عليه وهذا يرجع إلى معنيين :
- أي نستعينك على عبادتك ( لتقدم ذكرها ) حيث العبادة سبقت الاستعانة بالذكر
- أي نستعينك على قضاء حوائجنا وجميع شؤوننا وأمورنا , فلبيان عموم الاستعانة
والصواب كلا المعنيين صحيح وحق .
*******************
السؤال السادس :ما الحكمة من تقديم " إياك نعبد " على " إياك نستعين " ؟

هذه المسالة من مسائل التفسير البياني وهي هنا نذكر منها ستة أقوال :
- مراعاة فوواصل الايات في السورة , ذكره البيضاوي والنسفي وابن عاشور وغيرهم
- انه لا فرق هناك بين تقديم العبادة على الاستعانة او العكس , ذكره ابن جرير
- أن العبادة أعم من الاستعانة , فقدم الاعم على الأخص الذي هو الاستعانة وهي نوع من العبادة , قاله البغوي
- العبادة المقصودة والاستعانة الوسيلة , قاله ابن كثير وشيخ الإسلام
- ذلك لبيان ان العبادة لا تكون الا باعانة الله – تعالى – للعبد , ذكره البيضاوي وألمح اليه أبو السعود
- ان العبادة فيها تقرب فاجدر تقديمها بالمناجاة والاستعانة تعود بالنفع على العبد , والاستعانة كونه معبودا للمستعين , ذكره ابن عاشور

وهناك اقوال أخرى حول الحكمة من التقديم , فاوصلها الالوسي الى احدى عشر وجها وهناك نظر في بعضها
وذكر محمد امين الشنقيطي قولا , انه لا ينبغي ان يتوكل الا على من يستحق العبدة , وذكر ابن القيم – رحمه الله – أيضا تفسير للتقديم ومنها :
-" اياك نعبد" متعلق بالاوهية وهي قسم للرب و" اياك نستعين " متعلق بالربوبية وهي قسم للعبد
-الاستعانة طلب منه والعبادة طلب له
-العبادة لا تكون الا من مخلص والاستعانة من مخلص وغيره .

فالقاعدة في المسائل البيانية :
ان يقبل :
- ما يحتمله السياق
- ترتيب الكلام
- مقصد الايات
وذلك بشرطين :
1- ان يكون القول في نفسه صحيحا
2- أن يكون لنظم الاية دلالة معتبرة عليه .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 11:11 PM
مريم محمد عبد الله مريم محمد عبد الله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 110
افتراضي

إجابة مجلس مذاكرة القسم الثاني من تفسير سورة الفاتحة

المجموعة الخامسة:
س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟
وقع خلاف بين أهل العلم في بيان سبب اقتران هذين الاسمين، وسبب كثرة اقترانهما ببعضهما في كتاب الله على أقوال عدة من أحسنها :
- ما يراه ابن القيم رحمه الله وهو: أن الرحمن وصف قائم بالله تعالى، قائم بذاته سبحانه، أما الرحيم فهو دال على فعل الله بعبده المرحوم، فالرحمن صفة، والرحيم فعل الله الذي يرحم به الخلق.
واستدل على قوله بقوله تعالى في حق المؤمنين (وكان بالمؤمنين رحيما) (إنه بهم رؤوف رحيم) ولم يأت في القرآن أنه رحمن بهم، فدل ذلك على أن الرحمة صفته التي وصف بها ذاته، وأن الرحيم فعله الواصل لعباده.
وإلى قريب منه يرى أبو عبيدة معمر بن المثنى أن الرحمن : ذو الرحمة (أي صاحب الرحمة ) وأن الرحيم أي الراحم
ومما يبين ذلك أن صيغة رحمن على وزن فعلان، وهذه الصيغة تدل على الامتلاء والسعة، مثل : غضبان وشبعان وريّان، وهذه الصيغة من صيغ المبالغة؛ للدلالة على بلوغ الغاية في الرحمة.
وصيغة فعيل تدل على الفعل، فحكيم بمعنى حاكم، وكذلك سميع بمعنى سامع، ومثله رحيم بمعنى راحم، وهو وصف لفعله سبحانه.
ومن أهل العلم من قال : أن الرحمن ذو الرحمة العامة لجميع الخلق، وأن الرحيم ذو الرحمة الخاصة الواصلة لأوليائه وأهل طاعته، واستدلوا بقوله تعالى (وكان بالمؤمنين رحيما)، ولكن في هذا الاستدلال نظر، وهو أنه ورد اسم الله الرحيم في بيان امتنان الله على عموم العباد بتسخير البحر لهم والفلك التي تجري فيه، وهو لمؤمنهم وكافرهم، فقال سبحانه (ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما)
وهناك من يقول : أن الرحمن ذو الرحمة العاجلة في الدنيا، أما الرحيم فهو ذو الرحمة المؤجلة الآجلة ليرحم بها العباد في الآخرة.
ومنهم من قال أن الاقتران هنا للتأكيد، وهذا الرأي فيه ماهو صواب وفيه ماهو مجانب للصواب، والصواب الذي فيه أن المغايرة هنا لتأكيد الرحمة إذ لا فرق بين الاسمين، أما حصر الحكمة في هذا المعنى فهو غير صحيح.

س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟
اختلف العلماء في متعلق الجار والمجرور من (بسم الله ) ع النحو التالي :
منهم من قال : أن متعلقه خبر محذوف يقدر في كل موضع بحسبه، فإن كان قارئا فإنه يقدر ببسم الله أقرأ، وكذا إن كان كاتبا أو آكلا، بسم الله أكتب وبسم الله آكل وهكذا.
ومنهم من قال أن متعلقه مبتدأ محذوف، والجار والمجرور هو الخبر، وتقديره : ابتدائي بسم الله، أي كائن باسم الله، وهذا رأي البصريين.
أما الرأي عند الكوفيين : فهو أن متعلق الجار والمجرور فعل في محل نصب بالمحذوف، وتقدير الفعل عندهم : ابتدأت أو ابتدأ.
ومن العلماء من يقدر المحذوف بحسب اختياره لمعنى الباء، فمن كان يرى أن الباء للابتداء فيقول باسم الله أبدأ، أو باسم الله ابتدائي.
وقد ورد تعلق الجار والمجرور في كتاب الله بالاسم وبالفعل، ومثاله قوله تعالى : (وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها ) فمجريها ومرساها اسم، ومثاله في الفعل قوله تعالى :( اقرأ باسم ربك الذي خلق )
والحكمة من حذف هذا المتعلق كما ذكرها النحاة إحدى ثلاث، وهي أسباب حذف متعلق الجار والمجرور، وهي :
1 /تعظيما وتقديرا لاسم الله عزوجل ألا يقدم عليه شيء.
2/من باب التخفيف؛ لكثرة استعمال العبد لهذه الكلمة قبل أن يفعل شيئا أو يقوله.
3/ليناسب تقدير المتعلق المحذوف في كل موضع بحسبه.
فالفاعل هو الذي يقدره بحسب فعله إن كان قارئا أو كاتبا أو نائما أو غيره.

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.
الحمد :هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة
وفائدة التعريف في هذه اللفظة (الحمد ) هو إفادة الاستغراق لكل معاني وأنواع وأسباب جنس الحمد، فكل مايحصل للعبد من خير فالله هو المستحق لأن يحمد على ما أعطى وقدر وهدى.
والثاني : يكون بمعنى التمام والكمال، فالله هو المحمود على كل حال وفي كل وقت، وهو المحمود على الدوام حمدا تاما كاملا غير ناقص، وهذا النوع من الحمد مختص بالله وحده دون سواه.
فهو محمود لما اتصف به من صفات الكمال والجمال والجلال والعظمة، محمود على فعله وخلقه وأمره ونهيه وقضائه وقدره وحكمه، محمود في الدنيا والآخرة وفي السراء والضراء، وكل شيء يحمده ويسبح له وينزهه إلا أننا لا نفقهه.
حتى ما يقع من النفع والخير مما يجريه الله على أيدي عباده بعضهم لبعض فهو المحمود عليه لأنه بتوفيقه لهم وتسخير بعضهم لبعض، وبحمده سبحانه وتعالى على توفيقه لعبده للطاعة والأخلاق الفاضلة، ويحمده العبد على ماجبل عليه العباد من صفات البر والإحسان والرحمة ببعضهم البعض، فكل هذه المحاسن إنما هي من فضل الله التي يستحق أن يحمد عليها.
لذلك سمى الله نبيه محمدا وأحمدا؛ لأنه محمود الصفات والأفعال وكثير الحمد لربه، ومحمود في السماء وفي الأرض.
واللام في لفظ (لله ) تفيد الاختصاص على الراجح من أقوال العلماء؛ لأن الحمد معنى أضيف إلى ذات الله سبحانه فهو مختص به.
والاختصاص له معنيان :
1. الحصر 2. الأولوية والأحقية.
وهذان المعنيان يتواردان للحمد.
أما معنى الرب : فهو الجامع لمعاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والرعاية والإصلاح.
وربوبية الله نوعان :
1.ربوبية عامة لجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم، برهم وفاجرهم، أنسهم وجنهم، وهي التي تكون بالخلق والرزق والتدبير والرعاية.
2. ربوبية خاصة لأهل ولايته وطاعته والمحسنين من عباده، وهذه التربية تكون بالتوفيق والتسديد والإعانة والنصرة والهداية والحفظ وغيرها.
أما العالمين فجمع عالَم، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه كالإنس والجيش ونساء وغيرها.
وربوبية الله للعالمين ربوبية عامة؛ لأن منهم المسلم والكافر والبر والفاجر.
فهو ربهم الذي رباهم بنعمه، وهو خالقهم ورازقهم كلهم على كثرتهم وتنوعهم وتفرقهم في الأزمنة والأمكنة، فلا يحصيهم إلا الله.
وهو ربهم المالك لهم فلا يخرج أحد عن ملكه وسلطانه وحكمه وقدره، يملكهم ويملك رزقهم، أحياهم وأوجدهم وسيفنيهم ويبعثهم.
وهو ربهم المدبر لشؤونهم، المقدر لأرزاقهم وأقواتهم وأقدارهم، فلا غنى لهم عنه طرفة عين، ولا صلاح لدنياهم بدونه، فكل خير فهو منه، وكل ضر مدفوع عنهم فهو بسببه وبحفظه ولطف ورعايته وإذنه.
فهو بكل ما سبق وغيره مستحق للعبادة دون سواه، وألا يُشرك معه غيره، فإيمان العباد بأنه ربهم يستلزم منهم صرف كل أنواع العبادة له وحده.

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.
أصل العبودية عند العرب وفي لغتهم : هي الذلة، لذلك يسمى الطريق الميسر الذي يسلكه الناس معبدا؛ من كثرة وطئة الأقدام له، وكذلك البعير المعبد الذي قد ذل من كثرة الركوب عليه، وكذلك العبد سمي عبدا لذلته لمولاه.
وقيل في معنى العبادة في اللغة أيضا : أي الطاعة مع الخضوع (قاله أبو منصور الأزهري)
أما معنى العبادة في الشرع : فلها تعريفات عدة عند أهل العلم، ومن أحسن من عرفَّها شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ حيث عرفها بقوله : العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وهذا تعريف جامع مانع، قد جمع كل ما يمكن أن يطلق عليه اسم العبادة التي يتقرب بها إلى الله، وهو مانع لكل ماليس بعبادة مما اختل فيه أحد شرطيها إما الإخلاص أو المتابعة، كالشركيات والبدع، من أن تدخل فيها، فهي عبادة باطلة مردودة على صاحبها.

س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟
الاستعانة : هي طلب العون من الله في جلب المنافع ودفع المضار، واعتماد القلب عليه وحده دون سواه مع الأخذ بالأسباب الشرعية المأذون بها.
وهي أوسع معاني الطلب، فإذا أطلقت الاستعانة دخلت فيها عبادات كثيرة أخرى مثل الاستعاذة والاستغاثة والتوكل والاستهداء والاستكفاء والدعاء وغيرها، وهي من أعظم العبادات وأجلها لذلك خصت بالذكر دون غيرها.
وتحقيق الاستعانة يكون بأمرين :
أحدهما : صدق اللجأ إلى الله في طلب العون منه في تيسير الأمور وقضاء الحاجات والإعانة على طاعته وتفويض الأمر إليه، لعلم العبد بسعة علم الله وقدرته على كل شيء، وملكه لكل شيء.
والآخر : موافقة شرع الله وطاعته سبحانه فيما يبذل من أسباب للحصول على مصالحه ودفع المضار عن نفسه، إذ لابد أن تكون الأسباب شرعية.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الأمرين في قوله : (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ) فأمر بطلب العون من الله للحصول على ما ينفع العبد في دينه ودنياه وذاك في قوله (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ) وكذلك نهى عن التواكل وعدم الأخذ بالأسباب بقوله (ولا تعجز ) فمن ترك أحدهما فهو غير مستعين بالله حق الاستعانة.

س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟
لأهل العلم أقوال عدة في بيان الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في هذين الفعلين منها :
1.المراد الإخبار عن جنس القائلين لهذه الآية وهم المصلون، والمصلي فرد منهم.
2. لإظهار تواضع العبد لربه وخضوعه وذلته بين يديه، فلو أن العبد قال (إياك أعبد ) لكان لهذه الصيغة نوع من عدم ظهور الذلة والمسكنة بين يدي رب العالمين؛ لما فيها من تعظيم العبد لنفسه.
3. لما فيها من إظهار التعظيم والتمجيد لرب العالمين سبحانه، لأن المقام مقام عبودية لله وإظهار الافتقار بين يديه فهو كأنه يقول : نحن معاشر عبيدك بين يديك، مفتقرون إليك وإلى رحمتك وعفوك وكرمك وإحسانك، وأنت الملك العظيم الكريم.
4. لما فيها من إغاظة المشركين، وأبلغ في الثناء على رب العالمين، إذ يظهر فيها مابلغ إليه أهل الإسلام من العزة والمنعة والرفعة والتمكين واجتماع الكلمة.
5.يظهر في هذه الصياغة شرف هذه العبادة (وهذا القول فيه نظر، وماقبله أحق منه)






رد مع اقتباس
  #19  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 11:21 PM
ريهام إبراهيم ريهام إبراهيم غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 5
افتراضي

بسم الله نبدأ
اللهم أعنا

المجموعة الخامسة:

س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و"الرحيم"؟

اختلف العلماء في سبب الإقتران على أقوال أحسنها وأجمعها:
قول ابن القيم رحمه الله تعالى:(الرحمن) دالٌّ على الصفة القائمة به سبحانه، و(الرحيم) دال على تعلقها بالمرحوم
فالأول دال على أن الرحمة صفته والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته وأن الرحمن ذو الرحمة العامّة للخلق كلّهم ، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين
كما فى قوله تعالى(وكان بالمؤمنين رحيماً)
ومنها: أن المراد الإنباء عن رحمة عاجلة ورحمة آجله.
ومنها:أن جَمْع الاسمين فيه دلالة على تأكيد صفة الرحمة



س2: ما متعلّق الجار والمجرور المحذوف في {بسم الله}، وما الحكمة من حذفه؟

الجار والمجرور متعلق بمحذوف مؤخَّر يقدّر في كلّ موضع بما يناسبه، فإذا قرأت قدّرته باسم الله أقرأ، وإذا كتبت قدّرته باسم الله أكتب.
ومن أهل العلم من يقدّر المحذوف بحسب اختياره في معنى الباء؛ فيقول من رأى الباء للابتداء: التقدير: باسم الله أبدأ، أو باسم الله ابتدائي
وقد ورد في القرآن تعلّق الجارّ والمجرور في مثل هذا الموضع بالاسم وبالفعل:
فمثال تعلقه بالإسم قوله تعالى: {وقال اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها}
ومثال تعلّقه بالفعل قوله تعالى: {اقرأ باسم ربك}
الحكمة من حذفه ثلاثة أسباب:
الأول: تقديم اسم الله تعالى فلا يُقدّم عليه شيء.
والثاني: التخفيف لكثرة الاستعمال.
والثالث: ليصلح تقدير المتعلّق المحذوف في كلّ موضع بحسبه.

س3: فسّر بإيجاز قوله تعالى: {الحمد لله رب العالمين}.


الحمد : هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة.
والحمد له معنيان :
المعنى الأول: استغراق الجنس، أي كلّ حمد فالله هو المستحقّ له
والمعنى الثاني: التمام والكمال، أي الحمد التامّ الكامل من كلّ وجه وبكلّ اعتبار لله تعالى وحده.
فهو تعالى محمود على كلّ ما اتّصف به من صفات الكمال والجلال والجمال وهو محمود في جميع أمره وعلى كل ما خلق وقضى وقدر

فائدة: في أنواع التعريف بـ(ال):
4. ومنها: العهد، والمراد به ما يعهده المخاطَب ويعرفه، وهو على ثلاثة أنواع:
- عهد حضوري، نحو: {ولا تقربا هذه الشجرة} فهي شجرة يعهدها آدم ويعرفها بمقتضى الإشارة إليها.
- وعهد ذِكْري: نحو: {كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً . فعصى فرعون الرسول} أي الرسول الذي ذُكر في الآية التي قبلها.
- وعهد ذهني: وهو ما يعهده المخاطب في ذهنه لظهور العلم به نحو: {إن الذين جاؤوا بالإفك} المراد به القصة التي عرفوها فهي معهودة لهم في أذهانهم
معنى (لله ):
اللام هنا للاختصاص لأنَّ الحمدَ معنىً أُسند إلى ذات و الاختصاص على معنيين:
أحدهما: بمعنى الحصر كما تقول: "الجنة للمؤمنين" أي لا يدخلها غيرهم.
معنى(رب) : هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية
{ربّ العالمين} الذي خلق العوالم كلَّها كبيرها وصغيرها
- وهو ربُّ العالمين المالك لكلِّ تلك العوالم فلا يخرج شيء منها عن ملكه، وهو الذي يملك بقاءها وفناءها
- وهو ربّ العالمين الذي دبَّر أمرها، وسيّر نظامها، وقدّر أقدارها، وساق أرزاقها، وأعطى كلّ شيء خلقه ثمّ هدى.
- وهو ربّ العالمين الذي لا غنى للعالمين عنه، ولا صلاح لشؤونهم إلا به، كلّ نعمة ينعمون بها فإنما هي من فضله وعطائه
- وهو ربّ العالمين الذي دلّت ربوبيّته للعالمين على كثير من أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فلا يرتاب أحد في بديع خلقه
والمقصود أنّ تتأمُّلَ معاني الربوبية والتفكر في آثارها أنَّ العالم لا صلاح له إلا بأن يكون ربه واحدا.

س4: بيّن معنى العبادة لغة وشرعا.

العبادة لغة :
العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة وأنها تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وطئته الأقدام.
العبادة شرعا:
هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة



س5: بيّن معنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها؟

معنى الإستعانة :الاستعانة هي طلب العون؛ والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار.
يحقق الإنسان الاستعانة بأمرين:
أولا :إلتجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه، وتفويض الأمر إليه
ثانيا :بذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها الله عز وجل فيبذل في كل شئ يريده ما أذن الله تعالى به من أسباب
قال الرسول صلى الله عليه وسلم(احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز). رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(احرص على ما ينفعك) في أمور دينك ودنياك.
(واستعن بالله) أي: اطلب عونه لتحقيق ما ينفعك.
(ولا تعجز) لأنَّ العجز هو: ترك بذل السبب مع إمكانه.
فتبيَّن بذلك أنَّ من يترك بذل السبب غير محقّقٍ للاستعانة ومن حقّق الاستعانة أعانه الله، والله لا يخلف وعده.


س6: ما الحكمة من الإتيان بضمير الجمع في فعلي {نعبد} و{نستعين}؟

هناك أقوال لأهل العلم:
القول الأول: المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلّي فرد منهم، ذكره ابن كثير.
والقول الثاني: إن ذلك ألطف في التواضع من (إياك أعبد) .
والقول الثالث: إنّ ذلك أبلغ في التعظيم والتمجيد وهو قول ابن القيم ، قال في بدائع الفوائد:
(الإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب عز وجل)
والقول الرابع: الإتيان بضمير الجمع أغيظ للمشركين، وأبلغ في الثناء على الله عز وجل وهو قول ابن عاشور
والقول الخامس: النون للتعظيم الذي يُشعِر به شرفُ العبادة، وهذا القول ذكره الرازي .

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 28 ربيع الأول 1439هـ/16-12-2017م, 11:34 PM
مروة منتصر مروة منتصر غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 67
افتراضي

المجموعة الرابعة

س1 : بين معني اسم الرب تبارك وتعالى.

هو اللفظ الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير
ويطلق لفظ الرب علي لسان العرب علي هذه المعاني إطلاقا صحيحا
ويستشهد علي ذلك من دلت عليه معاجم اللغة ودلائل النصوص.

س2 : ما سبب حذف الالف في قوله بسم الله .
اتفقت المصاحف علي حذف الألف في كتابة بسم الله في فواتح السور وفي آية سورة هود بسم الله مجراها ومرساها.
وإثبات الألف في قوله تعالى ( اقرا باسم ربك الذي خلق ) و(فسبح باسم ربك الأعلي ) وذلك اتباعا للرسم العثماني
وقال علماء اللغة أن سبب الحذف في بسم الله منعا للبس وأيضا لكثرة الإستعمال
الدليل : قال الزجاج وسقطت الألف في الكتاب من بسم الله الرحمن الرحيم ولم تسقط في اقرا باسم ربك الذي خلق لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط مع اللفظ كثرة الأستعمال
و بنحو ما قال الزجاج قال جماعة من أهل اللغة


س3 : ما المراد بالعالمين ؟

اختلف المفسرين في المراد بالعالمين في قوله تعالي الحمد لله رب العالمين أشهرهما قولان :

القول الأول : المراد بها جميع العالمين
* فهو رب العالمين الذي خلق العوالم كلها كبيرها وصغيرها
* فهو رب العالمين المالك لكل تلك العوالم فلا يخرج منها شئ عن ملكه
* فهو رب العالمين الذي دبر أمرها وسير نظامها
* فهو رب العالمين الذي له الملك المطلق والتصرف التام
* فهو رب العالمين الذي دلت ربوبيته للعالمين علي كثير من أسمائه الحسني وصفاته العلى
* وهو رب العالمين المستحق أن يعبدوه وحده لا شريك له وأن لا يجعلوا معه إلها أخر

القول الثاني : المراد بالعالمين في هذه الاية هما الإنس والجن وهذا قول مشهور لابن عباس رضي الله عنهما .

وهناك قول ثالث بأن المراد بالعالمين في الأية هنا أصناف الخلق الروحانين الإنس والجن والملائكة . وهذا قول ابن قتيبة الدينوري ونص عبارته في تفسير القرآن

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في تفسير سورة الفاتحة في قوله تعالى (رب العالمين ) لم يبين هنا ما العالمين
ولكنه عز وجل بين ذلك في موضع سورة الشعراء ( قال فرعون وما رب العالمين * قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين )
وهذا من أحسن ما يستدل به علي ترجيح القول الأول للمراد بالعالمين .

س4 : ما الحكمة من تكرار ذكر الرحمن الرحيم بعد ذكرهما في البسملة

اختلف العلماء في ذلك علي اقوال :

القول الأول : وهو قول ابن جرير انه لا يوجد تكرار هنا لإن البسملة ليست آية من الفاتحة
ويعترض علي هذا القول من وجهين:
* الوجه الاول ان اختيار المفسر لاحدي القراءات لا يقتصي بطلان الاخري كما ان اختياره لاحد المذاهب في العد لت يقتضي بطلان الاخري
* الوجه الآخر ان المسألة كما هي فلا يوجد إنكار لمن قرأ البسملة قبل الفاتحة ولو لم يعدها ءاية منها

القول الثاني : ان التكرار هنا لأجل التاكيد وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره

القول الثالث : أن التكرار هنا لأجل التنبيه علي علة استحقاق الحمد وهذا القول ذكره البيضاوي

والقولان الثاني والثالث مستندهما الإجتهاد من إلتماس الحكمة من التكرار .


س 5 : ما معنى قوله تعالى: ﴿وإياك نستعين﴾؟

معني قوله تعالي إياك نستعين
*إنا نخصك وحدك بالعبادة، ونستعين بك وحدك لا شريك لك في جميع أمورنا وشؤننا ، فالأمر كله بيدك، لا يملك منه أحد شئ فإنك إن لم تُعِنَّا على ذلِكَ فإنّا لا نقدر على جلب نفعٍ لأنفسِنا ولا دفع ضرٍ عنها.

س6 : ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟

معني الالتفات :

هو اُسلوب بلاغيّ مستعمل في اللغة العربيّة. ويعني نقل الكلام من وِجهة إلى أُخرى. من ضمير المتكلم إلى المخاطب أو العكس، ومن المخاطب إلى الغائب، وهكذا.
والالتفات في اصطلاح البلاغيين هو التحويل في التعبير الكلامي من اتجاه إلى اخر .
واللفت لغةَ يعني الصرف، لفت وجهه عن فلان: أي صرفه عنه، والتفت إليه: صرف وجهه إليه.

فائدة الإلتفات :

للالتفات فوائد عامة، وهي التفنن و الانتقال من أسلوب إلى آخر لما في ذلك من تنشيط السامع،و استجلاب بصفائه، و اتساع مجاري الكلام، و لفت انتباهه.

الحكمة من الإلتفات في سورة الفاتحة :
وأمّا الحكمة من الالتفات في هذا سورة الفاتحة فقد ذكره ابنُ كثيرٍ فقال: "وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: ﴿إيّاك نعبد وإيّاك نستعين﴾ وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك".

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 01:06 AM
نفلا دحام نفلا دحام غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 187
افتراضي

المجموعة الرابعة:
س1: بيّن معنى اسم (الربّ) تبارك وتعالى.


معنى (الرَّبّ)
(الرَّبُّ) هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير والإصلاح والرعاية، فلفظ الربّ يطلق على هذه المعاني في لسان العرب إطلاقاً صحيحاً، وشواهد هذه المعاني مبثوثة في معاجم اللغة، ودلائل النصوص عليها ظاهرة بيّنة.

س2: ما سبب حذف الألف في {بسم الله}؟


حذف الألف في {بسم الله}

فقد التمس علماء اللغة وكذلك علماء الرسم سبب التفريق فقالوا في ذلك أقوالاً أشهرها: أَمْنُ اللبس في {بسم الله} وهو قول الفرَّاء، وإرادة التخفيف لكثرة الاستعمال، وهو قول جماعة من العلماء، وذكر بعضهم عللاً أخرى.



وايضا قال الزجاج: (وسقطت الألف في الكتاب من {بسم اللّه الرحمن الرحيم}، ولم تسقط في: {اقرأ باسم ربّك الّذي خلق}؛ لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال)ا.هـ.

فهذا سبب حذف الألف في بسم الله وأشهرها 👆

س3: ما المراد بالعالمين.

العالمون جمع عالَم، وهو اسم جمعٍ لا واحد له من لفظه، يشمل أفراداً كثيرة يجمعها صِنْفٌ واحد.
فالإنس عالَم، وكذلك الجنّ عالَم، وكلّ صنف من الحيوانات عالَم، وكلّ صنف من النباتات عالم، إلى غير ذلك مما لا يحصيه إلا الله سبحانه و تعالى عوالم فالأفلاك وكذلك الملائكة والجبال وغير ذلك من العوالم.

ووذكر الله سبحانه في كتابه : { وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}.
فكلُّ أمَّة من هذه الأمم عالَم.

وايضا قال ابن جرير: (والعالمون جمع عالمٍ، والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، كالأنام والرّهط والجيش ونحو ذلك من الأسماء الّتي هي موضوعاتٌ على جماعٍ لا واحد له من لفظه)ا.هـ.
وذكر ابن كثير : (والعالم جمعٌ لا واحد له من لفظه، والعوالم أصناف المخلوقات في السّماوات والأرض في البرّ والبحر، وكلّ قرنٍ منها وجيلٍ يسمّى عالمًا أيضًا)ا.هـ.


س4: ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي {الرحمن الرحيم} بعد ذكرهما في البسملة؟

تكلّم في هذه المسألة بعض المفسّرين، وقد اختلفوا في ذلك على أقوال:
القول الأول: أنه لا تكرارَ هنا لأن البسملة ليست آية من الفاتحة، وهذا قول ابن جرير.
وهذا القول يعترض عليه من وجهين:
أحدهما: أنّ اختيار المفسّر لأحد المذاهب في العدّ لا يقتضي بطلان المذاهب الأخرى، كما أنّ اختياره لإحدى القراءتين أيضا لا يقتضي بطلان الأخرى.
والوجه الآخر: أنَّ المسألة باقية على حالها حتى على اختياره؛ إذ لا إنكار على من قرأ البسملة قبل الفاتحة ولو لم يعدَّها آية من الفاتحة.

والقول الثاني هو: التكرار لأجل التأكيد، وهذا القول ذكره الرازي في تفسيره، قال: (التكرار لأجل التأكيد كثير في القرآن، وتأكيد كون الله تعالى رحمانا رحيما من أعظم المهمات).



وأماالقول الثالث: التكرار لأجل التنبيه على علّة استحقاق الحمد، وهذا القول ذكره البيضاوي.
وهذان القولان مستندهما الاجتهاد بالنظر في التماس الحكمة من التكرار، ولا أعلم عن السلف قولاً في هذه المسألة، وهذا مشعرٌ بأن المسألة لم تكن مشكلة عند السلف؛ لكن لمَّا أثير السؤال كان لا بدَّ من الجواب عليه.



س5: ما معنى قوله تعالى: {وإياك نستعين}؟

معنى قوله تعالى: {إياك نستعين}.
أي نستعينك بك وحدك لا شريك لك على إخلاص العبادة لك؛ فإنا لا نقدر على ذلك إلا بأن تعيننا عليه، ونستعينك وحدَك على جميع أمورنا؛ فإنّك إن لم تعنّا لم نقدر على جلبِ النفعِ لأنفسنا ولا دفع الضرّ عنها فأنت المعين وحدك على عبادتك فستعنا بك وحدك .


س6: ما معنى الالتفات في الخطاب؟ وما فائدته؟ ومالحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة؟

هو تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب.
وهذا ما يُسمّى بالالتفات في علم البلاغة.
وله فوائد
1_تنويع الخطاب
2_البيان عن التنقّل بين مقامات الكلام
3_التنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكّر في مناسبته
4_استرعاء الانتباه لمقصده.

وقال ابن كثير رحمه الله: (وتحوّل الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبةٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: {إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك).

رد مع اقتباس
  #22  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 01:18 AM
ليلى بنت إبراهيم ليلى بنت إبراهيم غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 46
افتراضي

المجموعة الخامسة :
س١/مالحكمة من اقتران اسمي الله الرحمن الرحيم:
من أحسن ماقيل في ذلك قول ابن القيم :
*الرحمن دال على الصفة القائمة به ،أي أن الرحمة صفته ، ومجازه :ذو الرحمة ،فصيغة فعلان تدل على قيام الصفة بالموصوف وسعتها كما تقول شبعان وريّان فالرحمن وصف ذات.
*الرحيم :دال على تعلقها بالمرحوم أي أنه يرحم خلقه برحمته ومجازه : الراحم ،وصيغة فعيل تدل على الفعل كالحكيم بمعنى حاكم* فالرحيم وصف فعل.
وقيل أقوال أخرى فيها نظر منها:
أن الرحمن ذو الرحم العامة للخلق كلهم ، والرحيم ذو الرحمة الخاصة بالمؤمنين واستدلوا :{وكان بالمؤمنين رحيما } وفيه نظر ،وبناء الاسمين لايؤيد هذا التأويل ، وآية {ربكم الذي يزجي لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيماً) ترد على استدلالهم ، حيث امتن الله سبحانه على الخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم.

س٢ / مامتعلق الجار والمجرور المحذوف في (بسم الله ) ومالحكمة من حذفه ؟
متعلق بمحذوف مؤخر يختلف تقديره في كل موضع حسب مايناسبه فعند القراءة تقديره* :باسم الله أقرأ ،وإذا كتبت باسم الله أكتب .
ومن العلماء من يقدره بحسب اختياره في معنى الباء : فمن رأىالباء للابتداء قدّره باسم الله أبدأ وهكذا
والحكمة من حذف الجار والمجرور فقد ذكر النحاة أسبابا عدة أهمها :
الأول : تقديم اسم الله فلا يقدّم عليه شيء
الثاني : التخفيف لكثرة الاستعمال
الثالث: ليصلح تقدير المتعلق المحذوف في كل موضع بحسبه .
فكل من سمى لأي غرض :كالقراءة والكتابة والأكل والشرب وغيرها يصح أن يقدر اسماً أو فعلاً من ذلك الغرض يتعلق بالجار والمجرور

س٣ /فسّر بايجاز قوله تعالى :{الحمدلله رب العالمين}
الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة ، وتعريف الحمد له معنيان :
١/استغراق الجنس أي كل حمد فهو المستحق له فكل مافي الكون ممايستحق الحمد فإنما الحمد فيه لله تعالى حقيقة لأنه إنما كان منه وبه .
٢/التمام والكمال :الحمد التام من كل وجه وبكل اعتبار لله تعالى وحده فهو المختص به فالله تعالى لايكون إلا محمودا على كل حال وفي كل وقت ومن كل وجه وبكل اعتبار .
والله تعالى له الحمد بالمعنيين كليهما .
والفرق بين معنيي التعريف في الحمد : أن المعنى الأول :يشتمل على أنواع كثيرة فمنها مايختص بالله تعالى ومنها ما يقع اسم الحمد فيه عل بعض مايحمد به بعض خلقه ومن ذلك مايحمد به بعضهم على ما حباهم الله من الأخلاق الحميدة والحسنة ، وقد سمى الله سبحانه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لكثرة الصفات التي يحمد عليها فكل حمد حقيقته أنه لله تعالى لأنه هو المانّ به ومن آثار حمده .

وأما المعنى الثاني : فهو مختص بالله تعالى لايطلق على غيره لأن معناه الحمد التام المطلق الذي لايشوبه نقص ولا انقطاع .

س٤ / تعريف العبادة لغة وشرعاً.
لغة : عند جميع العرب أصلها الذلة وتسمى الطريق المذلل الذي قد وطئته الأقدام وذللته السابلة معبدا
وهناك من قال : العبادة لغة : الطاعة مع الخضوع
تعبدني نمر بن سعد وقد أرى**** ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع

شرعا :اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة وهذا هو تعريف ابن تيمية رحمه الله وهو تعريف جامع.


س٥ / مامعنى الاستعانة وكيف يكون تحقيقها.
الاستعانة هي طلب العون* والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضار
والاستعانة أوسع معاني الطلب وإذا أطلقت جمعت* معنى الاستغاثة والاستعاذة لأن الاستغاثة طلب الإعانة على تفريج كربة والاستعاذة طلب الإعانة على دفع مكروه .

وحاجة العبد إلى الاستعانة بالله تعالى لاتعدلها حاجة بل هو مفتقر إليه في جميع حالاته* فهو محتاج في كل أحواله إلى الهداية والإعانة عليها .
ومحتاج إلى تثبيت قلبه على الحق والطريق المستقيم ومغفرة ذنبه وستر عيبه وحفظه من الشرور والآثام .
تحقيق الاستعانة :
أحدها : التجاء القلب إلى الله تعالى بصدق طلب العون منه والإخلاص واللجوء إليه والإيمان بالنفع والضر بيده جل وعلا**
والآخر : اتباع الهدى الله تعالى ببذل الأسباب التي أرشد إليها وبينها فيبذل في كل مطلوب ماأذن الله به من أسباب وقد جمع الرسول صلى الله عليه وسلم هذين الأمرين في قوله :(احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز)
س٦ / مالحكمة من إتيان ضمير الجمع في فع
في هذه المسألة عدة أقوال :
ق١ /المراد الإخبار عن جنس العباد والمصلي فرد منهم .
ق٢/إن ذلك ألطف في التواضع من إياك أعبد لما في الثاني من تعظيم نفسه
ق٣/إن ذلك في التعظيم والتمجيد وهو قول ابن القيم
ق٤/الإنيان بضمير الجمع أغيظ للمشركين و أبلغ في الثناء على الله وهو قول ابن عاشور .
ق٥/النون للتعظيم* الذي يُشعر به شرف العبادة* وهذا قول الرازي وفيه نظر .
والأقوال الأربعة حسنة ويجمعها الإتيان بضمير الجمع يتضمن الإقرار بأن العبد أنما هو من جملة العباد الذين يعبدون الله ويستعينون به ولا يشركون به
إياك نعبد جملة خبرية وإياك نستعين جملة خبرية متضمنة الطلب فالإتيان بضمير الجمع في مقام الأخبار أبلغ في التعظيم والتمجيد وفي مقام الطلب أبلغ في التوسل .
*.



*

رد مع اقتباس
  #23  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 01:47 AM
ريم الزبن ريم الزبن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 123
افتراضي

المجموعة الثانية:
س1: بيّن معنى اسم (الرحمن).
الرحمن اسم خاص بالله عز وجل لا يصح أن يتسمّى أو يُسمى به غيره، ومعناه ذو الرحمة الواسعة، وهو على وزن فعلان الذي يُفيد بلوغ الغاية، كقولنا (عطشان) أي بلغت غايتي في العطش، فهي من أوزان المبالغة كما قال الزجاج. وقد ورد اسم الرحمن في كتاب الله كثيرا، قال تعالى: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا} [الملك: 29]، وغالبا ما يرد مفردا -أي غير مقترن باسم آخر-، وأكثر سورة تكرر فيها سورة مريم؛ دلالة على أن كل ما ورد فيها من مواعظ وقصص وبشارة ونذارة حُفّت برحمته الواسعة.

س2: اذكر الخلاف في عدّ البسملة آية أوّل كلّ سورة عدا سورة براءة وسورة الفاتحة مع الترجيح.
قبل أن أجيب فقد أشكل علي عطف (سورة الفاتحة) على (سورة براءة) في السؤال، فلم أستطع تفسيره إلا بوجهين: إما أن العطف غير مقصود، أو أن المراد هو عرض المسألة من غير تطرق إلى الخلاف الوارد في سورة الفاتحة، وقد استبعدت هذا، وآثرت الوجه الأول؛ إذ إن المسألة عُرضت في ثنايا مباحث سورة الفاتحة، ويُحال أن يُطلب عدم التعرض إليها، ثم أجيب على السؤال بعد ذلك بما يلي:
يرجع الخلاف في هذه المسألة إلى تنوّع القراءات واختيار الأئمة فيها، وعدّ الآي مسألة متعلقة بتلك القراءات، ويمكن تقسيمهم حيال هذه المسألة إلى فريقين:
الفريق الأول: أن البسملة لا تعد آية مطلقا، وهو قول أبي حنيفة والأوزاعي ومالك، وحُكي عن سفيان الثوري.
الفريق الثاني: أن البسملة تعد آية، واختلفوا في بيان ذلك إلى أربعة أقوال:

  • القول الأول: أنها آية في سورة الفاتحة دون بقية السور، وعليه العدّ الكوفي والمكي، وهو رواية عن الشافعي.
  • القول الثاني: أنها آية في أول كل سورة -عدا سورة براءة-، وهو قول سفيان الثوري وعبد الله بن المبارك وأصحّ الروايات عن الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه النووي، وخالفهم أهل العدّ بتنوع مذاهبهم -عدا سورة الفاتحة-.
  • القول الثالث: أنها آية من الفاتحة، وجزء من الآية الأولى من كل سورة -عدا سورة براءة-، وهو رواية عن الشافعي، وذكره ابن تيمية وابن كثير وابن الجزري، وهو قول ضعيف.
  • القول الرابع: أنها آية مستقلة في أول كل سورة عدا -سورة براءة- وليست من آيات السورة، وهو رواية عن أحمد، وقول لبعض الحنفية.

ومن أدلة الفريق الأول: حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك}). رواه أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه والنسائي، وغيرهم. وسورة الملك ثلاثون آية باتفاق أهل العدد من غير البسملة.

ومن أدلة الفريق الثاني: ما رواه مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسما، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله قال: «أنزلت علي آنفا سورة؛ فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أعطيناك الكوثر. فصل لربك وانحر. إن شانئك هو الأبتر}».

والراجح -والله أعلم- هو القول الرابع من الفريق الثاني، وهو اختيار ابن تيمية، وعلل ذلك فقال: (هو أوسط الأقوال، وبه تجتمع الأدلة، فإن كتابة الصحابة لها في المصاحف دليل على أنها من كتاب الله، وكونهم فصلوها عن السورة التي بعدها دليل على أنها ليست منها)، أما البسملة في سورة الفاتحة خاصة فهي آية في العدّ الكوفي والمكي، وليست آية عند باقي أهل العدد.

س3: ما الفرق بين الحمد والمدح؟
الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا ومحبة، وبينه بين المدح علاقة عموم وخصوص:
فالحمد أعم من المدح من جهة سُبله، فيكون الحمد بالقلب واللسان، أما المدح فلا يكون إلا باللسان.
والمدح أعم من الحمد إذ إنه قد يصدر عن رضا ومحبة أو من غيرهما، وسواء كان المدح لعمل حسن أو قبيح، بخلاف الحمد الذي لا يصدر إلا عن رضا ومحبة، ولا يكون إلا على حسن صفات المحمود وإحسانه.

س4: ما معنى قوله تعالى: {إياك نعبد}؟
معناها الإجمالي: هو أننا نتبرأ من كل معبود يُعبد سواك يا الله، فنخلص لك الطاعة محبة وتعظيما وتذللا وانقيادا.
أما معنى العبادة لغة: فهو التذلل، ومنه سُمّي الطريق معبدا، أي ذلل لوطئه بالأقدام، ومنه قول طرفة بن العبد:
تُبَارِي عِتَاقًا نَاجياتٍ وأَتْبَعت وَظِيفًا وظيفًـا فـوق مَـوْرٍ مُعَبَّـدِ
والمور هو الطريق.
ومعناها شرعا: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة.
وهذا أجمع وأمنع التعاريف لها، وهو لابن تيمية، وعليه فإنه يُخرج من مسمى العبادة كل ما قد يُخالف هذا التعريف، أو لا تتحقق فيه جميع الأركان، كالبدع والشركيات، فهي مما لا يحبه الله ولا يرضاه، أو الأزمنة والأمكنة الفاضلة التي لا تتعلق بفعل العبد أو قوله.
وقُدم المفعول لعدة حكم، منها ما ذكره ابن القيم في قوله: "ففيه: أدبهم مع الله بتقديم اسمه على فعلهم، وفيه الاهتمام وشدة العناية به، وفيه الإيذان بالاختصاص، المسمى بالحصر". وجيء بالفعل بصيغة الجمع؛ تواضعا لله، وتعظيما له، وإغاضة للمشركين، وشمولا لجميع العباد.

س5: ما الحكمة من حذف متعلّق الاستعانة؟
لم يُذكر متعلّق الاستعانة في الآية -وهو ما يُستعان الله تعالى عليه-، ولذا فقد اجتهد العلماء أولا في بيان متعلَّق الاستعانة، وعليه تتبين الحكمة من حذفه، وترجع جميع أقوالهم إلى قولين:
الأول: أن المتعلَّق هو العبادة، وحُذف لتقدّم ذكرها، وهو قول ابن كثير.
الثاني: أن المتعلَّق هو جميع شؤون السائل، وحُذف لإطلاقه حتى يشملها جميعا من غير تقييد.
والقولان ليس بينهما تعارض، وحاصل ما بينهما هو العموم والخصوص، فأصحاب القول الأول خصّوه بالعبادة، وأصحاب القول الثاني جعلوه عاما، ليشمل العبادة وجميع شؤون العبد الدينية والدنيوية، وقد رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يعضّد ذلك فقال في قوله تعالى: "{وإيّاك نستعين} على طاعتك وعلى أمورنا كلّها".

س6: ما الحكمة من تقديم {إياك نعبد} على {إياك نستعين}؟
تعددت أقوال العلماء في بيان الحكمة من هذا التقديم والتأخير، حتى أوصلها الألوسي إلى أحد عشر وجها، أذكر منها ما اشتهر وقارب الصواب:
القول الأول: مراعاة فواصل الآيات في السورة، ذكره البيضاوي والنسفي وابن عاشور وغيرهم.
القول الثاني: أنه لا فرق في المعنى بين التقديم والتأخير، وهو لابن جرير، وفيه نظر.
القول الثالث: تقديم العام على الخاص، والأصل على الفرع، فقُدمت العبادة لأنها أعم من الاستعانة، وهي أصلها، والاستعانة من أنواعها، ذكره البغوي.
القول الرابع: تقديم الغاية على الوسيلة، فالعبادة هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها، وهذا قول ابن تيمية، وتابعه ابن القيم وابن كثير، وأظن أن قول ابن عاشور داخل فيه حين قال: "فناسب أن يقدِّم المناجي ما هو من عزمه وصنعه على ما يسأله مما يعين على ذلك".
القول الخامس: لبيان أن عبادة الله لا تكون إلا بإعانته، ذكره البيضاوي، وألمح إليه أبو السعود، وأشار إليه ابن جرير حين قال: "لما كان معلوما أن العبادة لا سبيل للعبد إليها إلا بمعونة من الله جل ثناؤه..".
القول السادس: جملة من الحكم التي ذكرها ابن القيم، منها:
· مناسبة ترتيب السورة في تقديمها الألوهية ومتعلقاتها، على الربوبية ومتعلقاتها.
· قوله عز وجل على لسان نبيه: "قسمت الصلاة بيني وبين عبدي.." حتى قال: "فإذا قال {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذه بيني وبين عبدي"، فالعبادة متعلقة بالشطر الأول من السورة، وهو المتعلق بالله، والاستعانة متعلقة بالشطر الثاني وهو المتعلق بالعبد ودعائه.
· أن العبادة لا تكون إلا من مخلص، والاستعانة تكون من مخلص ومن غير مخلص.
القول السابع: إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتوكل العبد إلا على من يستحق العبادة؛ لأن غيره ليس بيده الأمر، ويؤيده قوله تعالى: {فاعبده وتوكل عليه}، وهو قول الشنقيطي.

رد مع اقتباس
  #24  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 02:13 AM
ريهام حسن ريهام حسن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 79
افتراضي المجموعة الخامسة

س1: ما الحكمة من اقتران اسمي "الرحمن" و " الرحيم"؟
اختلف العلماء على اقوال عدة من احسنها و اجمعها قول الامام ابن القيم ان الرحمن دال غلى الصفة القائمة به سبحانه, اما الرحيم فهو دال على المرحوم.
فالرحمن مجازه (ذو الرحمة), و الرحيم مجازه (الراحم), أي ان الرحمن صفة ذات والرحيم صفة فعل.
و يدل على قوله تعالى " و كان بالمؤمنين رحيما" و قوله " انه بهم رؤوف رحيم", فعلم ان الرحمن هو الموصوف بالرحمة, و الرحيم هو الراحم برحمته.
و هناك اقوال اخرى فيها نظرِ
منها ان الرحمن رحمة عامة لجميع خلقه و الرحيم خاصة بالمؤمنين.
و منها: ان الجمع على سبيل المشاكلة اي التاكيد.
ومنها: الانباء عن رحمة عاجلة و رحمة اجلة.

س2: ما تقدير متعلق الجار و المجرور المحذوف في "بسم الله" و ما الحكمة من حذفه؟
• تقديرة مؤخر يقدر بحسب موضعه فمن اراد ان يقرأ يقدره: بسم الله اقرأ, وهكذا.
• و من اهل العلم من اختار ان الباء بمعنى أبدأ فانه يقدره: بسم الله ابدأ.
• عند البصريين : ابتدائي باسم الله اي كائن باسم الله.
• عند الكوفيين المحذوف فعل تقديره أبدأ او ابتدأت.
و الحكمة من حذفه:
• ليتقدم اسم الله تعالى
• للتخفيف لكثرة الاستعمال
• ليتم تقديره بحسب موضعه.
س3: فسر بايجاز قوله تعالى " الحمد لله رب العالمين"
الحمد هو ذكر محاسن المحمود عن رضا و محبة.
لله : اللام للاختصاص على الراجح من أقوال أهل العلم.
رب: جامع لكل معاني الربوبية من الخلق و الرزق و التدبير و الاصلاح و... ..
العالمين : جمع عالم و هو افراد كثيرة من صنف واحد فالانس عالم, و الجن عالم, و الملائكة عالم و هكذا.

س4: بين معنى العبادة لغة و شرعا.
العبادة لغة: العبودية أصلها الذلة و هي الطاعة في خضوع , و يقال للطريق معبد اذا كان مذللا بكثرة الوطء.
العبادة شرعا: من أحسن الأقوال و أجمعها قول شيخ الاسلام ابن تيمية (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله من الاقوال و الاعمال الظاهرة و الباطنة) .
س5: بين معنى الاستعانة و كيف يكون تحقيقها.
الاستعانة هي طلب العون و الاعتماد على المستعان به في جلب المنافع و دفع المضار.
و يكون تحقيقها بأمرين:
• التجاء القلب الى الله تعالى بصدق.
• اتباع هدي الله تعالى و امتثال أمره.
س6: ما الحكمة في الاتيان بصيغة الجمع في فعلى "نعبد" و"نستعين"
اختلف في هذا على اقوال
منها: المراد به الاخبار عن جنس العباد و المصلي فرد منهم.
ومنها : انها ألطف في التواضع من قوله ( اياك أعبد).
ومنها : انها أبلغ في التعظيم.
ومنها : أنها أغيظ للمشركين و أبلغ في الثناء على الله.

رد مع اقتباس
  #25  
قديم 29 ربيع الأول 1439هـ/17-12-2017م, 03:30 AM
فاطمة سليم فاطمة سليم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 154
افتراضي

🌹 المجموعة الثانية 🌹

★ إجابة أسئلة المجموعة الرابعة ★

س 1 : بين معنى اسم " الرب " تبارك وتعالى .

معنى " الرب " : هو الجامع لجميع معاني الربوبية من الخلق والرزق والملك والتدبير واﻹصلاح والرعاية .
فلفظ الرب يطلق إطلاقا صحيحا في لسان العرب لهذه المعاني ، ويدل على ذلك شواهد موجودة في معالم اللغة ودلائل النصوص عليها واضحة.

وربوبية الله تعالى لخلقه على نوعين:
النوع الأول: ربوبية عامة بالخلق والملك والإنعام والتدبير، وهذه عامة لكل المخلوقات.
والنوع الثاني: ربوبية خاصة لأوليائه جل وعلا بالتربية الخاصة والهداية والإصلاح والنصرة والتوفيق والتسديد والحفظ.
والله تعالى هو الرب بهذه الاعتبارات كله .
و ربوبيّة الله تعالى للعالمين ربوبيّة عامّة
- فهو تعالى {ربّ العالمين} الذي خلق العوالم كلَّها كبيرها وصغيرها على كثرتها وتنوعها وتعاقب أجيالها.
أنشأها ربّ العالمين من العدم على غير مثال سابق .
- وهو ربُّ العالمين المالك لكلِّ تلك العوالم فلا يخرج شيء منها عن ملكه، وهو الذي يملك بقاءها وفناءها، وهو مدبر أمورها ومسير نظامها .
- وهو ربّ العالمين الذي له الملك المطلق والتصرف الكامل في كل شئون الكون وأموره ولا مرد لحكمه ولا لقضائه
- وهو ربّ العالمين الذي لا غنى للعالمين عنه، ولا صلاح لشؤونهم إلا به، وهو الغني ونحن الفقراء إليه .
- وهو تعالى {ربّ العالمين} المستحقّ لأن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن لا يجعلوا معه إلهاً آخر .

س 2 : ما سبب حذف اﻷلف في " بسم الله " ؟

اتفقت المصاحف على حذف اﻷلف في كتابة " بسم الله " الموجودة في فواتح السور وفي قوله _ تعالى _ : " بسم الله مجريها ومرساها " ، وإثباتها في غير ذلك كقوله _ تعالى _ : " فسبح باسم ربك " ، ولم يختلف علماء الرسم في هذا التفريغ اتباعا للرسم العثماني .

و قال علماء اللغة في سبب التفريغ أقوالا أشهرها ما يلي :
أولا : أمن اللبس في " بسم الله " ، وهو قول الفراء .
ثانيا : إرادة التخفيف لكثرة اﻹستعمال وهو قول جماعة من العلماء .
ثالثا : سقطت الألف في الكتاب من " بسم اللّه الرحمن الرحيم " ، ولم تسقط في: " قرأ باسم ربّك الّذي خلق " ؛ لأنه اجتمع فيها مع أنها تسقط في اللفظ كثرة الاستعمال) ، وهو قول الزجاج وجماعة من أهل اللغة .
رابعا : قول أبو عمرو الداني في كتابه "المقنع في رسم مصاحف الأمصار" : (اعلم انه لا خلاف في رسم ألف الوصل الساقطة من اللفظ في الدرج إلا في خمسة مواضع فإنها حذفت منها في كل المصاحف.
فأولها: التسمية في فواتح السور وفي قوله في هود " بسم الله مجرها ومرسها " لا غير ذلك لكثرة الاستعمال .

س 3 : ما المراد بالعالمين ؟

العالمون جمع عالَم، وهو اسم جمعٍ لا واحد له من لفظه، يشمل أفراداً كثيرة يجمعها صنفٌ واحد.
فالإنس عالَم، والجنّ عالَم، وكلّ صنف من الحيوانات عالَم، وكلّ صنف من النباتات عالم، إلى غير ذلك من مخلوقات الله الكثيرة التي لاتعد ولا تحصى .

وقد اختلف المفسرين في المراد بالعالمين في هذه اﻵية على أقوال كثيرة ، أشهرها قولان صحيحان :

القول اﻷول : المراد بها جميع العالمين ، حيث أن كل ما خلقه الله من عوالم تندرج تحت هذا اللفظ ، فهذه العوالم أمم لا يحصيها إلا الله _ تعالى _ فهو خالقها و مالكها ومدبر أمورها ، وهو وحده _ عزوجل _ القادر على بقائها وفنائها .

القول الثاني : المراد بالعالمين في هذه اﻵية ( اﻹنس والجن ) ، وهذا القول مشهور عن ابن عباس _ رضي الله عنهما_ وأصحابه .
بدليل قول ابن عباس في قوله _ تعالى _ : " رب العالمين " قال : رب الجن واﻹنس .
وبقوله أيضا في قوله _ تعالى _ " تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا " قال : والمراد بهم هنا المكلفون من الجن واﻹنس .
وهذا الرأي صحيح المعنى والدلالة وذلك بالجمع بين أمرين :
1_ أن يكون التعريف في (العالمين) للعهد الذهني، وليس للجنس ، فيكون هذا اللفظ من العام الذي أريد به الخصوص.
2_ أن يكون لفظ " رب " هنا بمعنى " إله " كما في حديث سؤال العبد في القبر : من ربك ؟ أي : من اﻹله الذي تعبده ؟
فلفظ " رب " من معانيه اﻹله المعبود وما عبد من دون الله فليس بإله على الحقيقة، وليس برب على الحقيقة، وإنما اتخذ رباً، واتخذ إلها، كما في قوله _ تعالى _ : " ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبين أربابا " .
واتخاذ الشئ ربا معناه عبادته إذ الربوبية تستلزم العبادة .
ولعل الصارف لهم لهذا المعنى هو اعتبار الخطاب في اﻵية للمكلفين بالعبادة و هم الإنس والجن ، فقد قال _ تعالى _ : " وما خلقت الجن واﻹنس إلا ليعبدون " ، وبذلك هم أولى بالتخصيص بالعالمين في هذه اﻵية .
وهذا القول مقبول ، إلا أن القول اﻷول أعم منه وله دلالة صحيحة ظاهرة ، وهو قول جمهور المفسرين .
ومن أحسن ما استدل به على ترجيح الرأي اﻷول بقول أحد العلماء في تفسير سورة الفاتحة: قوله _ تعالى_ : " رب العالمين " لم يبين هنا ما العالمون ، وبين ذلك في موضع آخر بقوله: " قال فرعون وما رب العالمين . قال رب السماوات والأرض وما بينهما " .

وهناك قول ثالث : وهو أن المراد بالعالمين ، أصناف الخلق الروحانية وهم الجن والإنس والملائكة كل صنف منهم عالم .
إلا أن هذا القول منقول من غير إسناد ، وبذلك تكون دعوى الاستناد إليه باطلة ، فلا ينقل في معرض اختلاف المفسرين .


س 4 : ما الحكمة من تكرار ذكر اسمي ( الرحمن الرحيم ) بعد ذكرهما في البسملة ؟

تكلم بعض المفسرين في الحكمة من تكرار ذكر ( الرحمن الرحيم ) واختلفوا في ذلك على أقوال :

القول اﻷول : أنه لا تكرار ، ﻷن البسملة ليست من آيات الفاتحة ، وهو قول ابن جرير .
وهذا القول عليه اعتراض من وجهين :
1_ اختيار المفسر ﻷحد مذاهب العد لا يقتضي بطلان المذاهب اﻵخرى .
2_ أن المسألة باقية على حالها حتى مع اختياره ، إذ لا إنكار على من قرأ البسملة قبل الفاتحة ولم يعدها آيه .

القول الثاني : التكرار ﻷجل التأكيد ، وهو كثير في القرآن كما ذكره الرازي في تفسيره .
القول الثالث : التكرار ﻷجل التنبيه على علة استحقاق الحمد ، وهذا القول ذكره البيضاوي .
👈 وهذان القولان استنادهما للإجتهاد ، فلم يروى عن السلف للنظر في الحكمة من التكرار قولا والراجح أن هذه المسألة لم تكن عندهم مشكلة .
وفي حالة عدم وجود أقوال مأثورة صحيحة في إحدى مسائل التفسير لابد وأن ننظر في سياق الكلام .
وبالنظر في سياق اﻵيات يكشف عن مقصد تكرار ذكر الاسمين في هذين الموضعين .
_ أما الموضع اﻷول :
البسملة الغرض منها الاستعانة بالله و التبرك بذكر الله في تلاوة القرآن وفهمه و تدبره ، ومن المعلوم أن التوفيق للعبادة إنما يكون برحمة الله _ تعالى _ ، كما أن التعبد لله بذكر هذين الاسمين يجعل قلب القارئ يحسن التوكل عليه لرجاء رحمته _ عزوجل_ وإعانته على تحقيق مقاصد التلاوة .
_ الموضع الثاني: " الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم " جاء فيه ذكر هذين الاسمين بعد ذكر حمد الله تعالى وربوبيته العامة للعالمين ، فيكون لذكر الاسمين في هذا الموضع ما يناسب من معاني رحمة الله _ تعالى _ التي وسعتها لجميع العالمين فهو _عزوجل _ عظيم الرحمة وواسع الرحمة بمن خلق .

س 5: ما معنى قوله _ تعالى _: " وإياك نستعين " ؟


الاستعانة هي طلب العون ، والاعتماد على المستعان به في جلب المنافع ودفع المضارّ ،
والاستعانة أوسع معاني الطلب .
والمعنى : أننا نستعين بالله وحده لا شريك له ، على إخلاص العبادة له وأننا لا نقدر على ذلك إلا بإعانته _ عزوجل _ لنا ، ونستعين به وحده على جميع أمورنا ، فإن لم تعنا يالله لا نستطيع جلب منافع ﻷنفسنا ولا دفع ضرر عنا .


س 6 : ما معنى الالتفات في الخطاب ؟ وما فائدته ؟ وما الحكمة من الالتفات في سورة الفاتحة ؟

معنى الالتفات : هو تحول الكلام من الغيبة إلى الخطاب.
والالتفات له فؤائد منها :
1_ تنويع الخطاب
2_البيان عن التنقّل بين مقامات الكلام .
3_ التنبيه على نوع جديد من الخطاب يستدعي التفكّر في مناسبته، والاناباه لمعرفة مقصده.
أما الحكمة منه في سورة الفاتحة ، فذكرها ابن كثير رحمه الله : وتحول الكلام من الغيبة إلى المواجهة بكاف الخطاب له مناسبة ٌ، لأنّه لمّا أثنى على اللّه فكأنّه اقترب وحضر بين يدي اللّه تعالى؛ فلهذا قال: " إيّاك نعبد وإيّاك نستعين " وفي هذا دليلٌ على أنّ أوّل السّورة خبرٌ من اللّه تعالى بالثّناء على نفسه الكريمة بجميل صفاته الحسنى، وإرشادٌ لعباده بأن يثنوا عليه بذلك .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir