نشأة تدوين التفسير
كانت بداية تدوين التفسير محضاً - فيما أعلم - ما أُثر عن بعض أصحاب ابن عبّاس رضي الله عنهما من كتابتهم التفسير عنه.
وممن ذكر أنه كان يكتب التفسير من أصحاب ابن عباس: سعيد بن جبير (ت:95هـ)، وأبو مالك غزوان الغفاري(ت:95هـ)، ومجاهد بن جبر(ت:102هـ)، وأربدة التميمي(ت:102هـ)، وأبو صالح مولى أمّ هانئ (ت:115هـ) وغيرهم.
وكان ابن عباس رضي الله عنه يأذن لخاصة أصحابه بالكتابة كما تقدّم.
- قال جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: (كنت أجلس عند ابن عباسٍ فأكتب في الصحيفة حتى تمتلئ..). رواه الدارمي.
- وقال عثمان بن حكيمٍ: سمعت سعيد بن جبيرٍ يقول: (كنت أسير مع ابن عباسٍ في طريق مكة ليلاً، فكان يحدثني بالحديث فأكتبه في واسطة الرحل حتى أصبح فأكتبه). رواه الدارمي.
- وقال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله).رواه ابن جرير.
- وكان لأربدة التميمي صحيفة في التفسير عن ابن عباس، رواها عنه أبو إسحاق السبيعي والمنهال بن عمرو، وقد أخرج منها سفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهم روايات مفرّقة على السور.
ومن أصحاب ابن عباس أبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي (ت:82هـ) روى عنه عمرو بن مالك النكري صحيفة في التفسير أكثرها عن ابن عباس، وفيها بعض أقوال أبي الجوزاء، وقد أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة.
وروى الإمام أحمد في العلل عن عمرو بن مالك النكري أنه قال: سمعت أبا الجوزاء يقول: (جاورت ابن عباس ثنتي عشرة سنة، وما من القرآن آية إلا وقد سألته عنها).
لكني لم أقف على خبر ثبت بأن أبا الجوزاء كتب صحيفة في التفسير عن ابن عباس.
والخلاصة أن أصحاب ابن عباس منهم من رويت عنهم صحفهم كأربدة وأبي مالك وأبي صالح، وقد تداولها الرواة حتى أخرج منها أصحاب التفاسير المسندة كابن جرير وابن أبي حاتم وابن المنذر وغيرهم بعض مروياتها.
ومنهم من لم نقف على أنهم رووا عن ابن عباس عين ما كتبوه كما هو حال مجاهد وسعيد بن جبير؛ والأظهر أنهم إنما كتبوا لأنفسهم ثم أضافوا إلى ما كتبوه عن ابن عباس ما استفادوه من غيره، ثمّ كتبوا تفاسير أو أملوها بعدما تصدّروا في التفسير.
- فأما سعيد بن جبير؛ فقد روي أنّ الخليفة عبد الملك بن مروان سأل سعيد بن جبير أن يكتب له التفسير؛ فكتبه، وتفسيره هذا رواه عنه عطاء بن دينار (ت:126 هـ) وجادة، ولم يسمعه من سعيد بن جبير، وقد أخرج منه أصحاب التفاسير المسندة مرويات كثيرة، وأكثر ما فيه من أقوال سعيد من جبير لا مما يرويه عن ابن عباس.
- وأما مجاهد بن جبر فكان أصحابه يكتبون التفسير في مجالسه، وكتاباتهم متعددة، فيقع في كتاباتهم من الاختلاف في الفهم والضبط وزيادة بعضهم على بعض ما يقتضيه الحال.
- قال عبيدٍ المكتب: «رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهد». رواه الدارمي.
وقد روي أنّ مجاهداً أملى كتاباً في التفسير على تلميذه القاسم بن أبي بزة، ثم إن القاسم أطلع عليه جماعة من أصحابه منهم الحكم بن عتيبة وابن أبي نجيح وليث بن أبي سلمين؛ فاشتهرت رواياتهم لهذا الكتاب عن مجاهد.
- قال يحيى بن معين عن سفيان بن عيينة قال: (تفسير مجاهد لم يسمعه منه إنسان إلا القاسم بن أبى بزة).
- وقال علي بن المديني: قال سفيان: (لم يسمعه أحد من مجاهد إلا القاسم بن أبي بزة أملاه عليه، وأخذ كتابَه الحكم وليث وابن أبي نجيح). رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ.
- وقال أبو حاتم الرازي: (ابن أبي نجيح وابن جريج نظرا في كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد في التفسير فرويا عن مجاهد من غير سماع).
وهذا الكتاب في حقيقته من تفسير مجاهد مما ألقاه إليهم بعد ما تصدّر في التفسير، وهو غير حاصر لما رُوي عن مجاهد في التفسير؛ فقد روى عنه جماعة من أصحابه مسائل سألوها إياه في التفسير، ورووا بعض ما كتبوه عنه، فقول سفيان إنه لم يسمع التفسير أحد من مجاهد إلا القاسم منصرف إلى تلك النسخة المشتهرة التي سمعها القاسم منه تامة، ولا يقتضي نفي غيرها من الكتابات غير التامة، وروايات المسائل عن مجاهد.
وأكثر علم مجاهد في التفسير من قِبَل ابن عباس رضي الله عنهما، لكنه أخذ من غيره؛ فأخذ عن عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن عمر، وعبيد بن عمير الليثي، وأخذ عن بعض من قرأ كتب أهل الكتاب ومنهم: تبيع بن عامر الحميري وكان رفيقه في الغزو وبينهما مودة، وأخذ عن مغيث بن سُمي الأوزاعي، ويوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير وكان يهوديا فأسلم، وكان ممن قرأ كتب أهل الكتاب.
ولذلك دخل على مجاهد بعض الإسرائيليات وإن كان غير مكثر منها.
وقد قال أبو بكر بن عياش: قلت للأعمش: ما لهم يتّقون تفسير مجاهد؟!
قال: (كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب). رواه ابن سعد.
- وأما أبو صالح باذام أو باذان مولى أمّ هانئ بنت أبي طالب ؛ فقد كان معلّم كُتّاب بمكّة، ثم انتقل إلى الكوفة، وكان قد سمع من ابن عباس رضي الله عنهما، وروى عنه، وله كتاب في التفسير، فيه ما هو من أقواله، وفيه ما هو من مروياته عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد روى تفسيره السدي وإسماعيل بن أبي خالد وسماك بن حرب، وقد أخرج منه أصحاب التفاسير المسندة جملة من المرويات.
وقد ادّعى الكلبي الرواية عنه، وكان يضع عليه.
وقال أبو جناب الكلبي: (حلف أبو صالح أني لم أقرأ على الكلبي من التفسير شيئا).
فهذا ما وقفته عليه من ذكر من دوَّن التفسير ورواه من أصحاب ابن عباس رضي الله عنهما، وقد دوَّن التفسير جماعة من التابعين وتابعيهم، وكان الغالب على تلك التفاسير اختصار العبارة، وتفسير بعض الآيات ببيان الغريب، وإيضاح المعنى، وذكر أسباب النزول وبعض ما يتعلق ببعض الآيات من علوم القرآن، وبعض تلك الكتب والصحف غير مرتبة على السور، لأن أكثرها كان تدوينا لمسائل التفسير التي يسألها بعض التلاميذ أو يمليها بعض الشيوخ.
وفي زمانهم كان الضحاك بن مزاحم الهلالي من أهل العلم بالتفسير في خراسان، ولا تُعرف له رواية عن أحد من الصحابة، ولذلك عدّه ابن حبان من تابعي التابعين مع تقدّم سنّه، وعدّه الذهبي في الطبقة الثانية من التابعين.
وروايته عن ابن عباس منقطعة، لقي سعيد بن جبير بالري فأخذ عنه، وأخذ عن عبد الملك بن ميسرة عن ابن عباس، وغيرهما، وهو يرسل كثيراً عن ابن عباس وعن غيره من الصحابة، ولذلك فروايته عن الصحابة منقطعة، وإنما عُرف بالتفسير، وهو ثقة مأمون.
وقد رَوى عنه في التفسير جماعة من أصحابه، ودُوّنت عنه نسخ منها نسخة عبيد بن سليمان الباهلي، ونسخة جويبر بن سعيد الأزدي، ونسخة نصر بن مشارس الخراساني.
قال ابن عديّ: (روى التفسير عنه عبيد بن سلمان وجويبر بن سعيد وأبو مصلح نصر بن مشارس، ومن غير كتابٍ مؤلَّف: سلمة بن نبيط، وعلي بن الحكم البنانيّ).
وأوّل من علمته جمع التفسير من صحف متعددة وألّف بينها وأخرجها في كتاب هو إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي (ت:127هـ) وهو تابعي كوفيّ، كان يقصّ بسدّة باب الجامع في الكوفة فلقّب بالسدّي، وقد اختلف فيه الأئمة النقاد فضعفه يحيى بن معين، ووثقه الإمام أحمد، وأخرج له مسلم في صحيحه.
وكانت أكثر عنايته بالتفسير، وله تفسير كبير جمعه من طرق أدخل بعضها في بعض، ثم ساقها مساقاً واحداً:
- من طريق أبي مالك الغفاري عن ابن عباس.
- ومن طريق أبي صالح مولى أمّ هانئ عن ابن عباس.
- ومن طريق مرة بن شراحيل الهمداني عن ابن مسعود.
- ومما رواه هو عن ناس من الصحابة لم يسمّهم، ولا ندرى هل روايته عنهم متصلة أو مرسلة.
وهذا التفسير رواه عنه أسباط بن نصر الهمداني، وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم في تفاسيرهما مرويات كثيرة من تفسير السدي مفرقة على السور؛ فاضطرهم التفريق إلى تكرار الأسانيد في كلّ موضع.
وكان للسدي كتاب آخر في التفسير يرويه عن أبي صالح مولى أمّ هانئ؛ ففي التفاسير المسندة مرويات كثيرة من طريق السدي عن أبي صالح خاصة، وقد كان لأبي صالح صحيفة في التفسير، فلعله رواها عنه أو استملى منه بعض ما فيها.
وفي زمانه محمد بن أبي محمّد الحِرَشي مولى زيد بن ثابت (ت: 120 هـ تقريباً )
وهو مجهول الحال، وله صحيفة في التفسير جمعها من تفسير سعيد بن جبير وعكرمة ولم يميّز بينهما في أكثر المواضع، وهي نسخة كبيرة، رواها عنه ابن إسحاق، وأخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم نحو مائة وثلاثين رواية، لكنّهم لمّا فرقوها على الآيات لم يجدوا بداً من تكرار الإسناد؛ فكانوا يروون تلك المسائل على الشكّ بين سعيد بن جبير وعكرمة.
ومن أصحاب التفسير من التابعين عطية بن سعد العوفي (ت:111هـ) ، وهو تابعي كوفيّ، حدّث بأحاديث صالحة عن أبي سعيد الخدري وعن غيره، ثم دلّس بعدها عن بعض الضعفاء؛ فاختلط صحيح حديثه بضعيفه؛ فمن أهل العلم من ترك حديثه، ومنهم من رأى أن يكتب حديثه ليميّز صحيحه من ضعيفه، وهو في نفسه لم يكن متّهماً بالكذب، لكنه كان يروي عن الضعفاء ولا يبيّن حالهم، وربّما كنّاهم بما لا يُعرفون به.
وله مرويات وأقوال كثيرة في كتب التفسير، وأكثر ما يُروى عنه بالسلسلة المشهورة بالضعف في كتب التفسير، وهي التي يرويها عنه أبناؤه.
- قال ابن جرير الطبري: (حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده [عطية بن سعد العوفي] عن ابن عباس ... )
وروى بهذا الإسناد أكثر من ألف وثلاثمائة رواية.
- وقال ابن أبي حاتم: (أخبرنا محمد بن سعد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي فيما كتب إلي حدثني أبي ثنا عمي عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس ... )
وروى ابن أبي حاتم فيما طبع من تفسيره نحو ثلاثمائة رواية بهذا الإسناد الضعيف.
وتفسير العوفي كتاب، لكن لم أقف على خبر ثبت بأنّ أوّل من دوّنه هو عطية العوفي، وهو لا يُعتمد في نسبة الأقوال إلى ابن عباس، لكن فيه أقوال صالحة للاعتبار.
وممن دوَّن التفسير من التابعين: عزرة بن عبد الرحمن بن زرارة الخزاعي (ت: 105هـ) وهو تابعي كوفي، روى عن أبي الشعثاء جابر بن زيد، وعامر الشعبي، وله مرويات في كتب التفسير المسندة أكثرها عن سعيد بن جبير والحسن بن عبد الله العرني، يروي عنه قتادة، وكان صاحب كتاب.
- قال وقاء بن إياس: (رأيت عزرة يختلف إلى سعيد بن جبير معه التفسير في كتاب، ومعه الدواة يغيّر). رواه البخاري في التاريخ الأوسط، ابن سعد، وابن أبي خيثمة.
ولعمرو بن مالك النكري (ت:129 هـ) جزء صغير في التفسير يرويه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس، وقد اختلف فيه فوثّقه ابن حبان، وضعّفه ابن عدي.
ويروي عنه ابنه يحيى وهو ضعيف، وما رواه عنه غير ابنه من الثقات فقد صححه بعض أهل العلم.
فهذه اثنا عشر تفسيراً لجماعة من التابعين أكثرهم من أصحاب ابن عباس كانت هي أصل نشأة تدوين التفسير فيما نعلم.
أنواع العناية بتدوين التفسير
ثم اشتهر تدوين التفسير، وكثرت الصحف والكتب، وكثر رواتها، وكانت العناية بالتفاسير على أنواع:
النوع الأول: أن يكتب المفسّر كتاباً في التفسير أو يمليه على أصحابه بعد التصدّر، ومن ذلك: تفسير سعيد بن جبير، وتفسير مجاهد بن جبير، وتفسير الضحاك بن مزاحم.
وقد يكون في بعض تلك التفاسير ما يروونه عن غيرهم لكن أكثر الاعتماد على ما يفهمه المفسر ويرجحه ويختاره.
والنوع الثاني: أن يعمد صاحب التفسير إلى صحف مشتهرة في التفسير فيؤلّف بينها ويجمعها في كتاب؛ كما فعل محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، والسديّ، ثم مقاتل بن حيان جمع تفسيراً قيّما مما تحصَّل له من تفسير مجاهد والحسن والضحاك وغيرهم، ولتفسيره روايات أشهرها رواية بكير بن معروف الدامغاني.
ثم جماعة بعدهم، وقد يدخل بعضهم في كتابه شيئا من أقواله لكن أكثر عنايته بالجمع والتأليف.
والنوع الثالث: أن يروي كتاباً بعينه لإمام من أئمة المفسرين؛ ويقتصر عمله في الغالب على الضبط والرواية، وهذا كما فعل أربدة التميمي وأبو مالك غزوان الغفاري، ثمّ الحكم بن عتيبة وابن أبي نجيح في روايتهما لتفسير مجاهد.
وكذلك أصحاب الضحاك الذين رووا عنه تفسيره: جويبر الأزدي، وأبو روق الهمداني، وأبو مصلح الخراساني، وعبيد بن سليمان الباهلي.
تدوين التفسير في القرن الثاني الهجري
وقد اشتهرت بعدهم تفاسير كثيرة مبنية على هذه الأنواع لجماعة من التابعين وتابعيهم سوى ما تقدم، فمنهم:
1: الحكم بن عتيبة الكندي (ت: 115هـ) تابعي كوفي، من كبار أصحاب إبراهيم النخعي، وهو أحد رواة تفسير مجاهد، وروى مسائل في التفسير عن سعيد بن جبير، وله أقوال تروى عنه في كتب التفسير المسندة.
2: عبد الله بن أبي نجيح المكي (ت: 131هـ) مولى آل الأخنس بن شريق الثقفي، له كتاب في التفسير يرويه عن مجاهد، وقد ذكر ابن حبان أنّ أصله كتاب القاسم بن أبي بزة عن مجاهد، وهذا لا مطعن فيه؛ فكلاهما موثقان، وكلاهما من أصحاب مجاهد.
3: أبو رجاء محمد بن سيف الحداني الأزدي (ت: 135هـ)له تفسير يرويه عنه ابن علية ويزيد بن زريع وغيرهما، أكثره عن الحسن البصري، وفيه مسائل عن عكرمة.
4: عطاء بن أبي مسلم الخراساني (ت: 135 هـ) وهو صدوق عابد مجاهد، صاحب مواعظ حسنة، لكن تكلّم فيه من جهة سوء حفظه، وضعف ضبطه، وله أقوال حسنة في التفسير، وقد كتب عنه يونس بن يزيد الأيلي جزءاً صغيراً في التفسير، وهو مطبوع، وكتب عنه ابن جريج جزءاً في التفسير، وكذلك كتب عنه ابنه عثمان بن عطاء وهو ضعيف.
5: زيد بن أسلم العدوي (ت:136هـ) الإمام الفقيه المفسّر، قال يعقوب بن شيبة: (زيد بن أسلم ثقة من أهل الفقه والعلم، وكان عالما بتفسير القرآن، له كتاب فيه تفسير القرآن). رواه ابن عساكر.
وله كتاب في الناسخ والمنسوخ رواه عنه القاسم بن عبد الله العمري، وقد أخرجه ابن وهب في جامعه.
6: الربيع بن أنس بن زياد البكري (ت: 137هـ) وهو تابعي من أهل البصرة، رأى أنس بن مالك رض الله عنه، ولازم الحسن البصري عشر سنوات، وأخذ التفسير عن أبي العالية الرياحي، وله عنه نسخة في التفسير رواها عنه أبو جعفر الرازي، أكثرها مما يرويه عن أبي العالية، وفيها أقوال له في التفسير.
7: أبان بن تغلب الربعي (ت:141 هـ) وهو كوفي ثقة من كبار القراء في زمانه، وذكر ابن النديم أنّ له كتاباً في معاني القرآن، وقد انتحلته الشيعة، ووضعوا عليه كتابا في التفسير وروايات معلومة البطلان على طريقة الإمامية.
8: علي بن أبي طلحة الوالبي الهاشمي (ت: 143هـ) مولى بني هاشم، أصله من الجزيرة بالعراق، ثم انتقل إلى حمص، وله صحيفة مشهورة كتب فيها ما بلغه من تفسير ابن عباس، وهو لم يلقه باتفاق، ولم ينصّ على الواسطة بينه وبين ابن عباس، وبعض ما في صحيفته مما يُجزم أنه ليس لابن عباس، وهي نسخة جيدة في مجملها، إلا أن في بعضها ما يستنكر؛ فلذلك لا يُحكم بصحة مروياتها بإطلاق، ولا تردّ بإطلاق، بل تعتبر في التفسير.
9: أبو القاسم جويبر بن سعيد الأزدي البلخي (ت: 145هـ تقريباً) اسمه جابر، وجويبر لقب، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وأكثر روايته عن الضحاك بن مزاحم الهلالي، وله عنه نسخة في التفسير، وهو ضعيف الحديث، لكن روايته للتفسير معتبرة.
10: أبو روق عطية بن الحارث الهمداني (ت: 145هـ تقريباً) تابعي كوفي ثقة، روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه، وعن عامر الشعبي والضحاك، وله عن الضحاك نسخة كبيرة في التفسير رواها عنه بشر بن عمارة الخثعمي.
11: أبو مصلح نصر بن مشارس الخراساني (ت: 145هـ تقريبا) صاحب الضحاك، له عنه كتاب في التفسير، يرويه عنه عمر بن هارون، وأبو معاذ خالد بن سليمان الحداني.
12: عبيد بن سليمان الباهلي، أبو الحارث، أصله من الكوفة، ثم سكن مرو، له كتاب مشهور في التفسير يرويه عن الضحاك، لم أقف على تاريخ وفاته.
13: ومقاتل بن حيان النبطي (ت: قبل 150هـ) له تفسير قيّم جمعه مما تحصّل له من تفسير مجاهد والحسن والضحاك وغيرهم.
14: وعبد الملك بن عبد العزيز ابن جريج المكي (ت:151هـ) وهو أوّل من صنّف التصانيف بمكة، ومروياته في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، وقد طبع تفسيره حديثاً برواية الحسن بن الصباح الزعفراني عن حجاج بن محمد المصيصي عنه.
15: وعباد بن منصور الناجي (ت: 152هـ) قاضي البصرة في زمانه، وله نسخة في التفسير يرويها عن الحسن البصري.
16: ويونس بن يزيد بن أبي النجاد الأيلي (ت:152هـ) وله جزء في التفسير عن عطاء الخراساني، وهو مطبوع.
17: أبو عروة معمر بن راشد الأزدي (ت: 153هـ) وهو من رواة تفسير قتادة، وتفسير الكلبي، ومروياته في كتب التفسير المسندة كثيرة جداً، وأكثر ما في تفسير عبد الرزاق من طريق معمر.
18: عيسى بن ميمون المكي (ت: 155هـ تقريبا) المعروف بابن داية، وهو أحد رواة التفسير عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وقد روى عنه تفسيره أبو عاصم الضحاك بن مخلد.
19: سعيد بن أبي عروبة البصري (156هـ) وهو أشهر رواة تفسير قتادة.
20: الحسين بن واقد المروزي (ت: 159هـ) قاضي مرو ومفتي أهلها في زمانه، وله نسخة في التفسير عن يزيد النحوي عن عكرمة.
21: شبل بن عباد المكي (ت: 160هـ تقريباً ) وله تفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
23: أبو جعفر عيسى بن ماهان الرازي التميمي(ت: نحو 160هـ ) وله نسخة مشهورة في التفسير يرويها عن الربيع بن أنس البكري وأكثرها من تفسير أبي العالية الرياحي.
24: سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري (ت: 161هـ) الإمام المعروف، وله تفسير مشهور، يرويه عنه أبو حذيفة النهدي، وقد طبع بعضه.
25: أبو معاذ بكير بن معروف الدامغاني (ت: 163هـ) قاضي نيسابور، له كتاب في التفسير عن مقاتل بن حيان.
26: شيبان بن عبد الرحمن النحوي (ت: 164هـ) وله كتاب تفسير مشهور يرويه عن قتادة.
27: نافع بن عبد الرحمن أبي نعيم المدني (ت: 169هـ) قارئ أهل المدينة، له جزء صغير في التفسير رواه عنه ابن وهب فيه نحو عشر مسائل مما سأل عنها شيوخه ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ومسلم بن جندب، وعبد الله بن يزيد بن هرمز، وأدخل فيه ابن وهب مسائل عن الليث بن سعد ومالك بن أنس وغيرهما، وعامّة هذه المسائل في كتاب تفسير القرآن من جامع ابن وهب.
28: أبو بشر ورقاء بن عمر بن كليب اليشكري (ت: نحو 170هـ) له كتاب مشهور في التفسير يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، ولم يسمعه كلّه من ابن أبي نجيح، بعضه قراءة وبعضه عرض.
29: أبو معشر نجيح بن عبد الرحمن السندي المدني ( 170هـ) راوي التفسير عن محمد بن كعب القرظي، وله كتاب في المغازي، وهو مضعّف في الحديث، لكنه حاله في التفسير أحسن، قال أحمد بن حنبل: (يُكتب من حديث أبي معشر أحاديثه عن محمد بن كعب في التفسير).
30: أسباط بن نصر الهمداني الكوفي (ت: 170هـ تقريباً) صاحب السدّي وراويته، وله كتاب مشهور في التفسير يرويه عن السدي.
31: مسلم بن خالد الزنجي (ت: 179هـ) فقيه أهل مكة وقارئهم، وهو شيخ الشافعي وابن وهب، ضعّفه البخاري وأبو داود، وقال يحيى بن معين: لا بأس به، وله تفسير مطبوع من رواية أبي جعفر الرملي عن أحمد بن محمد القواس عنه، وفيه نحو مائة وستين أثراً، وهو غير مرتب على السور، وعامّته يرويه عن ابن أبي نجيح عن مجاهد، وفيه أثران عن عطاء، وأثر عن طاووس كلها من طريق ابن أبي نجيح.
32: مالك بن أنس بن مالك بن عامر الأصبحي (ت: 179هـ) الإمام المعروف، له الموطأ، ورسائل أخرى قصيرة.
قال الذهبي: (له جزء في التفسير يرويه خالد بن عبدالرحمن المخزومي، يرويه القاضي عياض عن أبي جعفر أحمد ابن سعيد، عن أبي عبدالله محمَّد بن الحسن المقرئ، عن محمَّد بن علي المصيصي، عن أبيه بإسناده).
33: عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت:181هـ) الإمام المعروف، وقد ذكر في مؤلفاته: كتاب في التفسير، ولم يطبع.
- قال عبد الرزاق: (كان عبد الله بن المبارك يقرأ عليه - يعني على معمر – التفسير، ويقرأ معمر عليه). رواه الإمام أحمد في العلل.
34: عبد الرحمن بن زيد بن أسلم العدوي (ت: 182هـ) المفسّر المعروف، كان عالماً بالتفسير والمغازي والأخبار، لكنه ضعيف الحديث.
قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: (كان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير، جمع تفسيرا في مجلد، وكتاباً في الناسخ والمنسوخ).
35: أبو معاوية يزيد بن زريع بن يزيد العيشي (ت: 182هـ) إمام حافظ ثقة، يروي تفسير قتادة من طريق سعيد بن أبي عروبة، وقد أكثر ابن جرير من الرواية من طريقه جداً.
36: أبو معاوية هشيم بن بشير بن القاسم الواسطي (ت: 183هـ) من الأئمة الحفاظ، وله كتب مصنفة، منها كتاب في التفسير يرويه عنه أبو هاشم زياد بن أيوب، ذكره أبو القاسم ابن منده في المستخرج والمستطرف.
37: سرور بن المغيرة بن زاذان الواسطي، ابن أخي منصور بن زاذان، له تفسير يرويه عن عباد بن منصور عن الحسن، لم أقف على تاريخ وفاته.
38: يحيى بن اليمان العجلي (ت: 188هـ) له جزء صغير مطبوع في التفسير رواه عنه يزيد بن موهب، وفيه نحو ثلاثين أثراً كلها من تفسير سعيد بن جبير رواها من طرق عنه.
39: رشدين بن سعد بن مفلح المصري (ت:188هـ) رجل صالح في ديانته، مضعّف في روايته، قال عنه الإمام أحمد: لا بأس به في أحاديث الرقاق، وقال النسائي: متروك الحديث.
وله نسخة في التفسير يرويها يونس بن يزيد الأيلي عن عطاء الخراساني.
40: علي بن حمزة الكسائي (ت: 189هـ) أحد القراء السبعة، له كتاب في معاني القرآن، مفقود، ورويت عنه مسائل في القراءة والعربية في كتب التفسير المسندة.
41: إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المعروف بابن عُليَّة (ت 193هـ) أحد أوعية العلم، نسب إلى أمّه، نُسب إليه كتاب في التفسير، وله مرويات كثيرة جدا في كتب التفسير المسندة، وله نسخة مشهورة رواها عن أبي رجاء محمد بن سيف عن الحسن.
42: وكيع بن الجراح بن مليح الرؤاسي (ت: 197هـ) الإمام الحافظ، له مرويات في كتب التفسير المسندة، وله كتاب في التفسير، رواه عنه محمد بن إسماعيل الحساني، ذكره أبو القاسم ابن منده في المستخرج والمستطرف.
وقال إبراهيم الحربي: لما قرأ وكيع التفسير، قال للناس: (خذوه، فليس فيه عن الكلبي ولا ورقاء شيء). رواه الخطيب البغدادي.
43: عبد الله بن وهب بن مسلم المصري (ت: 197هـ) الإمام الحافظ، له كتاب في التفسير ضمن جامعه، وهو مطبوع.
44: سفيان بن عيينة الهلالي المكي (ت: 198هـ) الإمام المعروف، له كتاب في التفسير يرويه أبو عبيد الله المخزومي، وكان معروفاً متداولاً لدى أهل العلم ومنهم من يروي بعض ما فيه بالإسناد كأبي القاسم الأصبهاني وغيره، ويعزو إليه ابن حجر والسيوطي وغيرهما، لكنه لم يطبع فيما أعلم.
45: يحيى بن سلام البصري(ت:200هـ) أصله من البصرة ثمّ هاجر إلى إفريقية، وله كتاب في التفسير طبع بعضه، وقد جمع فيه بين التفسير اللغوي وما بلغه من تفاسير الصحابة والتابعين، واختصره هود بن محكّم الهواري، وابن أبي زمنين؛ فما اتفقا عليه فالظن أنه هو عبارة يحيى بن سلام.
وفي أواخر القرن الثاني برز الإمام الجليل محمد بن إدريس الشافعي (ت:204هـ) وهو وإن لم يفرد كتاباً في التفسير؛ إلا أنّ له أثراً كبيراً على العلماء في تناول مسائل التفسير؛ فأحيا علم الحِجَاج، وقعّد قواعد الاستدلال، وبيّن ما يمكن أن يسمّى بأدوات المفسّر، وأودع في كتبه - ولا سيما ما في الرسالة- من ذلك ما لو جُمع وأفرد وبيّن بأمثلته لكان من أنفع ما يدرسه طالب علم التفسير، وقد جمع له البيهقي كتاباً في أحكام القرآن، جمع فيه ما رواه عن الشافعي من مسائل متصلة بأحكام القرآن.
تفاسير الضعفاء في القرن الثاني الهجري:
وكان لبعض الضعفاء والمتّهمين في ذلك القرن كتب في التفسير، ومنهم:
1: محمد بن السائب الكلبي (ت:146هـ) وهو أخباري نسّابة، وكان من القصاص المشهورين في الكوفة، وله كتب في التفسير، وهو مضعّف في الحديث، بل مُتّهم بالكذب، وله أقوال حسنة في التفسير، وقد ترك أكثر أهل العلم تفسيره فاندثر، إلا مسائل انتقاها بعض أهل العلم، وإلا نسخة كبيرة يرويها عنه السدي الصغير وهو تالف، وقد أخرج له الثعلبي في تفسيره أقوالاً كثيرة من طرق واهية لا تصحّ عنه.
2: أبو حمزة ثابت بن أبي صفية الثمالي(ت:148هـ) روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وعامر الشعبي، وأبي إسحاق السبيعي، وغيرهم، وهو شيعيّ غالٍ، متروك الحديث لسوء مذهبه، وسوء ضبطه، له مرويات في تفسير ابن جرير وابن أبي حاتم، وتفسيره من مصادر الثعلبي في الكشف والبيان.
3: مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ) وكان صاحب كتب وله اطلاع واسع على التفسير في زمانه، وله عناية بعلوم القرآن، وكتب فيها كتباً، وقد ذكر في مقدمة تفسيره أنّه استخلصه من تفاسير ثلاثين رجلاً منهم اثنا عشر رجلاً من التابعين، ولم يسمّهم.
ومقاتل متروك الحديث، واتّهمه بعض المحدّثين بالكذب، وأعرض عنه كبار أصحاب التفاسير المسندة كعبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وغيرهم فلم ينقلوا عنه، وإنما اشتهرت بعض أقواله في التفاسير المتأخرة بسبب نقل بعض متأخري المفسرين عنه كالثعلبي والماوردي والواحدي؛ فكثر إيراد أقواله في التفاسير من غير إسناد.
وله تفسير مطبوع من رواية الهذيل بن حبيب الدنداني.
4: أبو الجارود زياد بن المنذر الهمداني (ت: بعد 150 هـ) ، وكان له أتباع يسمّون الجارودية نسبة إليه، وهم من فرق الزيدية، وهو متروك الحديث متّهم بالكذب والرفض، وله كتاب في التفسير، نقل منه ابن جرير وابن أبي حاتم شيئاً يسيراً.
5: محمد بن مروان بن عبد الله المعروف بالسدّي الصغير (ت: 185هـ تقريبا) راوي تفسير الكلبي، وهو متّهم بالكذب، وقد تجنّب الأئمة الرواية عنه، وإنما يروي عنه بعض المتأخرين كالثعلبي والواحدي.
6: أبو سعيد المسيّب بن شريك التميمي(ت:186هـ) وهو من أصحاب الأعمش، لكنه كان متروك الحديث لسوء حفظه وكثرة غلطه، وتحديثه بأحاديث منكرة عن الأعمش وغيره، ولم يكن ممن يتعمّد الكذب.
له مرويات في تفسير ابن جرير وابن ابي حاتم، وذكر الثعلبي في مقدّمة تفسيره أنّ له كتاباً في التفسير رواه عنه بإسناده، وجعله من مصادره في التفسير.
7: موسى بن عبد الرحمن الثقفي الصنعاني (ت: نحو 190 هـ)
- قال ابن عدي: (يعرف بأبي محمد المفسّر، منكر الحديث).
- وقال ابن حبان: (شيخ دجال يضع الحديث، روى عنه عبد الغني بن سعيد الثقفي، وضع على ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس كتاباً في التفسير جمعه من كلام الكلبي ومقاتل بن سليمان وألزقه بابن جريج عن عطاء عن بن عباس).
وقد تجنّب الأئمة الرواية عنه في كتب التفسير المسندة، وإنما روى عنه بعض المتأخرين كالثعلبي والواحدي.
تدوين التفسير في القرن الثالث الهجري:
وفي القرن الثالث اشتهرت كتب في التفسير لجماعة من العلماء منهم:
1: أبو بكر عبد الكبير بن عبد المجيد الحنفي (ت:204هـ) وهو بصريّ، من شيوخ الإمام أحمد وإسحاق ابن راهويه، له نسخة في التفسير يرويها عن عباد بن منصور عن الحسن البصري.
2: روح بن عبادة بن العلاء القيسي (ت:205هـ) من كبار المحدثين وحفاظهم، وكان مكثراً من كتابة الحديث، وله كتاب في التفسير.
3: أبو زكريا يحيى بن زياد الفرَّاء (ت:207 هـ) وله كتاب معاني القرآن، وهو مطبوع، أملاه من حفظه، واعتنى به العلماء عناية بالغة؛ فهو من أهم مصادر البخاري في التفسير اللغوي في صحيحه، ومن المصادر المهمة لابن جرير الطبري في تفسيره.
4: أبو عبيدة معمر بن المثني (ت:209 هـ) وهو أسنّ من الفراء لكن مات بعده، وله كتابه مجاز القرآن مطبوع، وهو في معاني القرآن.
5: محمد بن المستنير البصري المعروف بقطرب(ت: بعد 211 هـ) له كتاب "معاني القرآن"، وقد طبع بعضه حديثاً.
6: عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميريّ الصنعاني (ت: 211هـ) له كتاب كبير في التفسير، مشهور مطبوع.
7: محمد بن يوسف بن واقد الفريابي (ت:212هـ) الإمام المحدّث العابد الورع، من شيوخ أحمد والبخاري، وأثنيا عليه، له كتاب في التفسير مفقود.
8: أبو عامر قبيصة بن عقبة السوائي(ت:215هـ) المحدّث الثقة، والعابد الزاهد، من شيوخ أحمد والبخاري ومسلم، له تفسير أكثره عن سفيان الثوري، وقد أخرج منه ابن جرير جملة من المرويات، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.
9: الأخفش الأوسط سعيد بن مسعدة (ت: 215 هـ) له كتاب في "معاني القرآن" مطبوع.
10: آدم بن أبي إياس العسقلاني (ت:220هـ) وقد طبع تفسيره باسم تفسير مجاهد بن جبر باعتبار أنّ أكثر مروياته عن مجاهد، وفيه مرويات عن غيره كالحسن البصري والزهري.
وهو من رواية عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني (ت:356 هـ) - وهو مضعَّف- عن الحافظ إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل (ت: 281 هـ) وجادة.
11: أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت:224 هـ) له كتاب في "معاني القرآن" مفقود.
12: سعيد بن منصور بن شعبة الخراساني (ت: 227هـ) له كتاب السنن، وفيه كتاب في التفسير، وهو مطبوع.
13: عبد الغني بن سعيد الثقفي (ت: 227هـ) من أهل مصر، ضعّفه ابن يونس، وذكره ابن حبان في الثقات، وله تفسير يرويه عن موسى بن عبد الرحمن الصنعاني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس، وموسى متّهم بالكذب، وذكر ابن حبان أنّ تفسيره موضوع.
وتفسير عبد الغني بن سعيد الثقفي من مصادر الثعلبي في تفسيره.
14: محمد بن حاتم بن ميمون المروزي (ت:235هـ) من أهل بغداد، يُعرف بالسمين، يروي عن عبد الله بن إدريس ووكيع بن الجراح وسفيان بن عيينة وغيرهم.
- قال ابن سعد: (استخرج كتابا في تفسير القرآن كتبه الناس ببغداد).
15: أبو بكر عبد الله بن محمد ابن أبي شيبة الكوفي (ت: 235هـ) وتفسيره مفقود، ولابن أبي شيبة كتب كثيرة طبع منها: المصنف، والمسند، والإيمان، والمغازي، والأدب.
16: إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي المعروف بابن راهويه (ت:238هـ)
له كتاب في التفسير رواه عنه أبو يزيد محمد بن يحيى بن خالد، ذكره أبو القاسم بن منده في المستخرج والمستطرف.
17: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (ت: 241هـ) ذكر أبو إسحاق الزجاج وابن القيم أنّ للإمام أحمد كتاباً في التفسير، ونقل منه ابن القيم في بدائع الفوائد مسائل مختصرة، فإن كان تفسيره على مثل ما نقل ابن القيم رحمه الله فهو جزء صغير في التفسير.
لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة التفسير: (وكذلك الإمام أحمد وغيره ممن صنف في التفسير يكرر الطرق عن مجاهد أكثر من غيره).
وقد أنكر الذهبي أن يكون للإمام أحمد كتاب كبير في التفسير ولا يشتهر عنه، ولا يروى.
18: عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو الدمشقي المعروف بدحيم (ت:245هـ) له كتاب في التفسير ذكره الكتاني في ذيل تاريخ مولد العلماء ووفياتهم، وعنه ابن عساكر في تاريخه.
19: عبد الحميد بن حُميد بن نصر الكسّي (ت: 249هـ) له كتاب في التفسير، طبع بعضه.
20: محمد بن إسماعيل البخاري (ت: 256هـ) في جامعه الصحيح كتاب مفرد في تفسير القرآن، وله معلقات كثيرة في صحيحه في التفسير.
21: عبد الله بن سعيد بن حصين الأشج الكندي (ت: 257هـ) قال الذهبي: (له التفسير والتصانيف ).
22: الإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت: 261هـ) له كتاب في التفسير ضمن صحيحه.
23: الحسين بن داوود المصيصي المعروف بسُنيد (ت: 266هـ) له كتاب مشهور في التفسير، لكنّه مفقود، وقد أخرج منه ابن جرير مرويات كثيرة.
24: محمد بن يزيد ابن مـاجـه القزويني (ت: 273هـ) صاحب السنن، وله كتاب في التفسير يعزو إليه أبو الحجاج المزي كثيراً في تهذيب الكمال.
25: عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدينوري (ت:276هـ) له كتب كثيرة، طبع منها نحو عشرين كتاباً، ومنها كتاب غريب القرآن، وكتاب تأويل مشكل القرآن.
26: بقيُّ بن مخلد بن يزيد الأندلسي القرطبي (ت: 276هـ) له كتاب في التفسير مفقود، بالغ ابن حزم في الثناء عليه حتى فضّله على تفسير ابن جرير، ونقل منه السهيلي في الروض الأنف.
27: يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي (ت: 277هـ) صاحب كتاب "المعرفة والتاريخ" ، ذكر له كتاب في التفسير مفقود.
28: محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت: 279هـ) صاحب الجامع، وفيه أبواب في تفسير القرآن.
29: الحسين بن الفضل بن عمير البجلي (ت:282 هـ) له كتاب في التفسير مفقود، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره.
30: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد الأزدي الجهضمي(ت:282هـ) القاضي المالكي، له كتب في علوم القرآن منها: كتاب أحكام القرآن وهو مطبوع، وكتاب في القراءات، وكتاب في معاني القرآن.
31: سهل بن عبد الله التستري (ت: 283هـ) يغلب عليه التصوف، وله كتاب "تفسير القرآن العظيم" ، مطبوع.
32: هود بن محكم الهواري (ت: 290ه تقريبا) له كتاب تفسير الكتاب العزيز، مطبوع، وهو مختصر لتفسير يحيى بن سلام البصري.
33: أحمد بن شعيب النسائي (ت: 303هـ) له كتاب السنن الكبرى، وفيه كتاب كبير في التفسير ، وقد طبع مفرداً.
تدوين التفسير القرن الرابع الهجري
وفي أواخر القرن الثالث الهجري وبدايات القرن الرابع الهجري ظهرت العناية بمحاولة جمع كتب التفسير المتقدمة وتصنيفها ودراسة الأقوال ونقدها، وكان ممن عُني بذلك: الحسين بن الفضل البجلي، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو إسحاق الزجاج، وابن المنذر، وابن أبي حاتم الرازي وأبو جعفر الرازي.
- فأما تفسير الحسين بن الفضل البجلي فمفقود، وهو من مصادر الثعلبي في تفسيره، ويظهر مما نقله منه أنّه كان تفسيراً محرراً لم يكن عمدته فيه على مجرّد النقل.
- وأما تفسير ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم فكان عمدتها على جمع أقوال السلف في مسائل التفسير وتصنيفها ورواياتها بالأسانيد، وفضله عليها تفسير ابن جرير بالعناية بالقراءات وأقوال علماء اللغة والجمع والترجيح، وكثرة المرويات؛ فقد جمع في تفسيره مرويات كثيرة جداً من التفاسير المتقدمة، وحرر ونقد، واحتجّ ورجّح، وأجاد وأفاد.
روى الخطيب البغدادي وابن عساكر في تاريخيهما عن القاضي أبي عمرو السمسار وأبي القاسم الوراق أن أبا جعفر الطبري قال لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟
قالوا:كم يكون قدره؟
فقال: ثلاثون ألف ورقة
فقالوا:هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه
فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة
ومن نظر إلى الأصول التي جمع منها ابن جرير الطبري تفسيره وصنّفه وهذّبه علِم أنه كان محقّا حين قدّره بثلاثين ألف ورقة لأن بعض النسخ التفسيرية المشتهرة في زمانه عن بعض الأئمة لم يخرج منها إلا قليلاً.
- وأما كتاب "معاني القرآن" للزجاج، فهو أكبر كتب المتقدمين في التفسير اللغوي وأجمعها، وقد جمع في كتابه كثيراً مما تفرق في كتب معاني القرآن التي تقدمته، ومما تحصّل له من دروس شيوخه كالمبّرد وثعلب والقاضي إسماعيل بن إسحاق المالكي وغيرهم، وما اطلع عليه من كتب أهل اللغة كالخليل بن أحمد وسيبويه والأصمعي وأبي عبيد وغيرهم؛ فدرس التفسير اللغوي من مصادر كثيرة متنوّعة، وهذّبه وحرره في كتابه هذا؛ فكان من أجود كتب التفسير اللغوي وأجمعها.
- ثمّ سلك أبو جعفر النحاس مسلكه وتمّم عمله في كتابه "معاني القرآن".
وقد ذُكر لغير هؤلاء تفاسير مفقودة يأتي ذكر بعضها في طبقات المفسرين إن شاء الله.