س1: ما معنى الإسرائيليات؟ وما حكم روايتها؟
المراد بالإسرائيليات أخبار بني إسرائيل، وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام، الذي قال الله فيه: {كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ما حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزّل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين}.
وقد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في التحديث عنهم، ونهى عن تصديقهم وتكذيبهم.
في صحيح البخاري ومسند الإمام أحمد من طريق حسان بن عطية، عن أبي كبشة، عن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا، فليتبوأ مقعده من النار».
س2: ما سبب شهرة الإسرائيليات المنكرة في كتب التفسير؟
من أكثر ما أشاع الإسرائيليات المنكرة في التفاسير المتأخرة:
- رواية المفسّرين الذين ليس لهم معرفة بالرجال وأحوال الرواة ولا يميزون الصحيح من الضعيف ولا يتفطّنون لعلل المرويات؛ كالثعلبي والواحدي وغيرهما.
- النقل من تلك التفاسير دون ذكر الأسانيد كما فعل الماوردي، وكان يحكيها على أنها من أقوال دون التثبّت من صحّة الإسناد إليهم.
س3: لخّص أحكام رواية الإسرائيليات.
- الإذن بالتحديث عنهم إذن مطلق يدخله التقييد، وتلك القيود منها ما نصّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ومنه ما نصّ عليه بعض أصحابه مما علموه وأدركوه من هدي النبي صلى الله عليه وسلم لهم وتعليمه إيّاهم.
- ما كان من أخبارهم يخالف دليلاً صحيحاً فهو باطل؛ لا تحلّ روايته إلا على سبيل الاعتبار والتشنيع ، وبيان تحريفهم. ويجب تكذيبه،
- عدم اعتاد صدق ما يروى عنهم ما لم يشهد له دليل صحيح من الأدلة المعتبرة لدى أهل الإسلام.
- أن بعض الإسرائيليات قد تتضمن زيادات منكرة لأخبار محتملة الصحة في الأصل؛ فتنكر الزيادات المنكرة، وتردّ، مع بقاء احتمال أصل القصة إذا كان له ما يعضده.
- لا تجعل أخبارهم مصدراً يعتمد عليه في التعلّم والتحصيل.
س4: هل الإذن بالتحديث عن بني إسرائيل يسوّغ الرواية عمّن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم؟
ينبغي التفريق بين الإذن المطلق بالتحديث عن بني إسرائيل وبين التحديث عن الكذابين والمتّهمين بالكذب، فالإذن بالتحديث غير مسوغ للرواية عمن عرف عنه الكذب في نقل أخبارهم، بل ينبغي التثبت والتأكد من صحة الخبر، والرواية عن الثقات، وأن يكون موافقا للشرع، فلا يخالف كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.