دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #37  
قديم 14 ذو الحجة 1440هـ/15-08-2019م, 10:19 PM
منى الصانع منى الصانع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثاني
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 68
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية:
1: بيّن أهميّة مرحلة التأسيس العلمي.
تكمن أهمية مرحلة التأسيس العلمي، في كونها الأصل والأساس والجذر لشجرة عمر طالب العلم .
وطالب العلم فيها علي نوعين:
١- إما طالب يسقي بذور علمه بمقومات العلم من اختيار التربة الصالحة الخصبة - الشيخ المعين بعد الله وتوفيقه-، وفتح نوافذ عقله لهواء المعرفة المتجددة ، ليري شمس العلوم الأخرى ساطعة نافعة، فيأخذ منها ما يناسبه من معارف.
٢- وإما طالب مفرط في وقته وجهده، فأينما وقعت عينه في زي أرض ألقى بذور معرفته، فتركها وأهملها ( فلا ظهرا أبقى ولا أرضاً قطع)، تجرفه الرياح أينما سار ، ذلك أنه قصر ولم يدرك حق نفسه عليه.
..........................................................
2: كيف يكون البناء العلمي؟
البناء العلمي: هو لب العلم وساقه ، ومرحلته المتوسطة التي تعتمد علي المهارة والحذاقة في ظهور الثمرة بإذن الله. وهي سهلة ميسرة لمن اجتهد في وضع الأساس، فخطوط الطول والعرض بينة واضحة شفافة ، لا تلزم منه الا اكمال البيانات وتنفيذها لتصبح واقعاً ملموساً.
ويكون البناء العلمي بخمسة أمور وهي:
1- التدرج: من دراسة كتب المختصر، ثم كتب المتوسطيين، ثم كتب المتقدميين، بعد سؤال أهل العلم في ذلك.
2- اتخاذ أصل جامع للعلم الذي يتعلمه، وحسب المدرسة التي ينتمي اليها في علمه، فيدون ويراجع ويضيف وينتقي ويهذب، حتي يصل الي جامع علمي كبير ونفيس لمدرسته الخاصة الجامعه المتضمنة حصيلة سنوات علمه.
3- القراءة المنتظمة، في مجال تخصصك، التي تسهم في زيادة المعرفة لديك.
4- مطالعة أمهات الكتب، ولا أعظم من مطالعة تفاسر القرآن وشرح أحاديث الصحاح، ففيهما من الخير الوفير والعلم الكثير والاجر العظيم.
5- قراءة تراجم علماء التخصص، ومعرفة سيرتهم العطرة، ،مسيرتهم العلمية، للاقتداء بهم ، والاستفادة من معين علمهم ، ففي حياتهم من العبر والدروس والمواعظ والمنافع، ما يستلهم منه طلبة العلم الفائدة والعزيمة والقوة بعد الله عز وجل علي مواصلة العلم والعمل به.
..........................................................................................
3: بم يتحقق الصدق في طلب العلم؟
الصدق: هو ضد الكذب .
وأعظم الصدق هو الصدق مع الله تعالي ، الذي هو أجل أنواع الصدق ، ويتحقق في جانبي المقاصد والوسائل :
١- المقاصد: الإيمان والاعتقاد الحسَن: من خلال إخلاص النية لله، فيكون تعلم العلم خالصا لوجهه، والصادق مع ربه تعالى يبلغ بصدق نيته ما يبلغ العامل إن تعذر عليه القيام بالعمل، فعن سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ) . رواه مسلم.
٢- الوسائل : وهي العزم علي طلب العلم في طاعة الله ،فليس الإيمان والعلم بالتمني ولا بالتحلي ، والصادق فيهما من حققه على الوجه الذي أراده منه ربه تعالى ، ومنه الصدق في اليقين ، والصدق في النية ، والصدق في الخوف منه تعالى ، وليس كل من عمل طاعة يكون صادقا حتى يكون ظاهره وباطنه على الوجه الذي يحبه الله تعالى
قال ابن القيم رحمه الله:
"ليس للعبد شيء أنفع من صدقه ربَّه في جميع أموره ، مع صدق العزيمة ، فيصدقه في عزمه ، وفي فعله ، قال تعالى : "فإذَا عَزَمَ الأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا الله لَكَانَ خَيْراً لَهُم" .
.......................................................................................................
4: بيّن مراتب طلاب العلم في الحفظ والفهم وما توصي به أصحاب كل مرتبة.
قال تعالى: (وَلَو شاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمَّةً واحِدَةً وَلا يَزالونَ مُختَلِفينَ*إِلّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُم...)،
فمن آياته الدالة على كمال قدرته واستحقاقه للعبادة وحده على الاختلاف بين البشر، الذ جعله سبحانه لحكمة وتدبير أراده الله في خلقه، فما ظهر لنا من أنّ الناس متنوعين في الطبائع والصفات نؤمنُ به وما خفي علينا ندعُ التفصيل فيه إيماناً وتسليماً ويقيناً بحكمِ الله -تعالى- وأنَّه المتصرف المتفرّد بالخلق والإيجاد.
كل ذلك يجعلنا نوقن بأن البشر متفاوتون، من ذلك طلاب العلم حيث زن التفاوت ظاهر وبين علي أربع مستويات ومراتب:
المرتبة الأولى: أفضل المستويات، وهم من الله عليهم بحسن الفهم وقوة الحفظ.
* فمن أدرك في نفسه تلك الموهبة، فقد حاز خيرا كثيرا ، في حفظ النصوص، وشرحها ، لذا كان عليه التخطيط الجيد في استثمار الوقت، في طلب العلم بجد واجتهاد وعزيمة وإصرار، حتي يحصل علي أكبر قدر من العلوم النافعة .
المرتبة الثانية: من رزقه الله حسن الفهم مع ضعف الحفظ، لذا كان عليه أن يعتني بالكيف أكثر من عنايته بالكم، حتي يحصل له الضبط والاتقان، فيعمد الي تلخيص المسائل حتي يسهل له فهمها، ويضع لها الرموز والمفاتيح التي يسهل عليه استدراكها ، فيسير بتدرج سهل ميسر متتابع ، وليعلم أن من سار علي الدرب وصل ، وإياه والتذبذب في المناهج والكسل، فقد يدرك بعد معونة الله له وتيسيره وتوفيقه، من العلم مالا يدركه الموهوب في الحفظ والفهم.
المرتبة الثالثة: من آتاهم الله قوة الحفظ مع تعسر الفهم، ولذا ينصح أهل تلك المرتبة بأهمية التواصل مع عالم أو طالب علم متمكن، ليتدرج بهم في فهم كل مسألة، بالوقت والطريقة التي تناسب كل منهم علي حدة، ويسير به بتدرج وتأنٍ، معالجا تعسر فهمه، حتي يحرز من العلم أنفعه ومن الفهم ماقدر الله له به، وليهتم باختيار التخصص الذي يناسبه ليبدع فيه ويضبط مسائله بإذن الله تعالي.
ا[u]لمرتبة الرابعة:[/u] وهم من كان لديهم ضعف في الحفظ وتعسر في الفهم، وه وطلبٌ في العلم ، فهم أصحاب الهمم العالية ومن أختصهم الله عز وجل ، فجاهدوا أنفسهم ، ولم يضعفهم إثباط المثبطين من حولهم ، فصدقوا مع الله ، " ومن صدق في طلب العلم صدقه الله".
وختاما: فالعاقل خصيم نفسه، فيعرف أوجه قصوره ، فيعالجها بما يحقق له عبودية الله تعالي كما يحب سبحانه ويرضى.
................................................................
والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الأول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir