- شرك التصرف: هو الاعتقاد بقدرة الأنبياء والصالحين والأولياء على التصرف في الكون. وليس هناك ما يمنع من أن نذكر الصالحين والرسل بما يستحقونه من فضائل، ولكن المحظور هو أن نجعل لهم شيئًا من حقوق الله الخاصة به، من القدرة والتصرف والضر والنفع مع الله تعالى. وهذه من الشرك في الربوبية، وحتى كفار قريش لم يقعوا بهذا الشرك. قال تعالى: }وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ{ [يونس: 31].
7- شرك الخوف: هو الاعتقاد بأن غير الله تعالى يضر وينفع، أو التسوية بين الله تعالى وغيره في الخشية، كالخوف من تصرف بعض الأموات في الأحياء، أو خوف عملي يؤدي إلى ترك الواجبات. أما الخوف الطبيعي: كالخوف من الحيوان المفترس والظالم وغيرها فجائز شرعًا. وقد وصف الله نبيه موسى u بالخوف فقال: }فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ{ [القصص: 21].
وعكس هذا الخوف: هو خوف الواجب، وهو الخوف من الله غاية الخوف ومنتهاه.
8- شرك التوكل: والتوكل هو تفويض الأمر إلى الله والاعتماد عليه في تحصيل المطالب. قال تعالى: }وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ{ [الفرقان: 58] بهذا لا يجوز أن يكون التوكل على غير الله. ومن التوكل الشركي: الاعتماد بالقلب على غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله، أو الاعتقاد بأن المخلوق يمكن له أن يرزق المخلوق، أو أن يمنع عنه الرزق.
ثانيًا- الشرك الأصغر: وهو لا يخرج صاحبه من الملة، ولا ينافي أصل التوحيد ولكنه ينافي كماله. والشرك الأصغر هو: كل وسيلة إلى الشرك الأكبر، وهو من أكبر الكبائر، وله أنواع كثيرة، ويمكن حصرها بحسب محلها فيما يلي:
* قوليّ: وهو ما كان باللسان: كالحلف بغير الله، وقول «ما شاء الله وشئت»، وقول: «قاضي القضاة»، والتعبيد لغير الله؛ كعبد النبي وعبد الحسين وغيرها. فهذا يعتبر تعظيمًا لغير الله.
* فعليّ: كالتطير: وهو امتناع المسلم عن فعل شيء بسبب التشاؤم من شيء كان قد رآه أو سمعه؛ كالتشاؤم من بعض الحيوانات أو الطيور أو الأيام، وكذلك إتيان الكاهن وتصديقه ،والاستعانة على كشف السارق ونحوه بالعرافين، ومنه تصديق المنجِّمين والرحالين وغيرهم من المشعوذين.
* قلبيّ: كالرياء والسمعة وإرادة الدنيا ببعض الأعمال.
والرياء أربعة أنواع:
1- أن يكون قصده بالعمل هو الجزاء عليه في الدنيا، وليس طلب الآخرة؛ فهذا يعطى نصيبه في الدنيا وليس له في الآخرة نصيب، وهذا الشرك الأكبر.
2- أن يقصد بعمله الناس؛ فهذا من الرياء بالأعمال والسمعة بالأقوال، وهو شرك أصغر.
3- أن يقصد بالعمل الصالح المال، كأن يحج لمال يأخذه، أو لزوجة يريدها، أو يجاهد من أجل الغنيمة، أو يتعلم من أجل المنصب.
4- أن يكون العمل الصالح مخلصًا لله فيه، لكنه قد وقع في إفساده، كما قال تعالى: }إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ{ [المائدة: 27] فهذا لا ينفعه عمله في الآخرة. فسبب فساد الأعمال هو وجود الكفر والشرك اللذان يضدان الإيمان والتوحيد، فلا إيمان ولا توحيد إلا بعمل خالص موافق لما جاء به الرسول r.