دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > سير المفسرين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 شعبان 1436هـ/28-05-2015م, 02:55 AM
خولة حافظ خولة حافظ غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: السعودية - الرياض
المشاركات: 239
افتراضي سيرة :الإمام العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني- رحمه الله تعالى-.

بسم الله الرحمن الرحيم


سيرة الإمام العلامة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هو فخر مصر و العرب و المسلمين أمير المؤمنين في الحديث هو الحافظ النجم العلم هو الكوكب الساطع اللامع هو النور الحاوي الضاوي صاحب فتح الباري في شرح صحيح البخاري.


• اسمه ونسبه:
هو: شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمودابن أحمد بن حجر الكناني العسقلاني فلسطيني الأصل مصري المولد و التعليم و النشأة و الوفاة نزيل القاهرة.[1]
• كنيته:
لقد اشتهر بـ (ابن حجر) وهو لقب لبعض آبائه ، وقيل بأنه نسبة إلى آل حجر وهو قوم يسكنون الجنوب الآخر على بلاد الجريد وأرضهم قابس. [2].
غير أن بعض شيوخه كنوه بأبي العباس، وكناه أبو عبد الله التلمساني بأبي جعفر [3].
• ألقابه:
منها: (الحافظ) الذي صار إطلاقه عليه كلمة إجماع)، و(أمير المؤمنين في الحديث) ، و(شيخ الإِسلام) والذي صار إطلاقه من المعتبرين في زمنه لا يراد به ولا يفهم منه غيره. [4].
• مولده :
ولد في شعبان سنة: 773هـ على شاطئ النيل بمصر القديمة (الفسطاط) في منزلٍ بالقرب من دار النحاس والجامع الجديد. [5].
• رحلاته :
قال الإمام السخاوي :
"أول ما رحل فيما علمته في سنة ثلاث و تسعين و سبعمائة إلى " قوص " وغيرها من البلاد الصعيد .لكنه لم يستفد بها شيئا من المسموعات الحديثية بل لقي جماعة من العلماء منهم القاضي "هو " نورالدين على بن كريم الدين"ثم رحل إلى :الإسكندرية و الحجاز و اليمن و تعز و زبيد و عدن و المهجم وغيرها كثير.[6]
• نشأته:
نشأ ابن حجر العسقلاني –رحمه الله- في أسرة تحب العلم وتشجع عليه، وهذا قدر الله له أن يهيئ له جوًا علميًا وبيئة صالحة تأخذ بيده إلى العلم، حتى صار له شأن عظيم بين الناس، وشاء الله -تعالى- كذلك أن ينشأ ابن حجر- رحمه الله- يتيمًا أباً وأمًا، فحُرم من عطف أبيه وعلمه كما حرم من حنان أمه، إلا أنه –رحمه الله- تغلب على ظروفه وكافح في حياته حتى نال السؤدد بين الناس بالعلم والحديث.
نشأ ابن حجر –رحمه الله- مع يتمه في غاية العفة والصيانة والرياسة في كنف أحد أوصيائه زكي الدين الخروبيّ، وهو من كبار التجار في مصر، ولم يألُ الخروبي جهدًا في رعايته والعناية بتعليمه، فأدخله الكتاب بعد إكمال خمس سنين، وكان لدى ابن حجر ذكاء وسرعة حافظة بحيث إنه حفظ سورة مريم في يوم واحد [7].
وأكمل ابن حجر حفظه للقرآن على يد صدر الدين السَّفطي المقرئ، وهو ابن تسع سنين. واصطحب الزكي الخروبي ابن حجر معه في الحج عند مجاورته في مكة أواخر سنة 784هـ، وفي سنة 785 هـ أكمل ابن حجر اثنتي عشرة سنة، ومن حسن حظه أن يكون متواجدًا مع وصيه الخروبي في مكة، فصلى بالناس التراويح في تلك السنة إمامًا في الحرم المكي. ويمكن أن نستقرأ من هذه الأخبار بوادر نبوغ الحافظ ابن حجر المبكرة، والتي تتمثل في إتمامه القرآن صغيرا وإمامته للناس في الحرم المكي وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وهو سن ربما يعتري الأطفال فيه رهبة وخوفا، إلا أن نبوغ الطفل الصغير وذكائه وحسن تربيته ونشأته أهلته لأن يكون كذلك في غاية النباهة والثبات.
وبعد رجوع ابن حجر –رحمه الله- مع وصيه الخروبي من الحج سنة 786 هـ حفظ عمدة الأحكام للمقدسي وألفية العراقي في الحديث والحاوي الصغير للقزوينبي ومختصر ابن الحاجب في أصول الفقه ومنهج الأصول للبيضاوي، وتميَّز ببين أقرانه بقوة الحفظ، فكان يحفظ الصحيفة من الحاوي الصغير من مرتين الأولى تصحيحا والثانية قراءة في نفسه ثم يعرضها حفظا في الثالثة ، ويذكر السخاوي أن حفظ ابن حجر –رحمه الله- لم يكن على طريقة الأطفال في المدرسة، وإنما كان حفظه تأمُّلا على طريقة الأذكياء.
وظل ابن حجر في كنف وصيه يرعاه إلى أن مات الزكيّ الخروبي سنة 787هـ، وكان ابن حجر قد راهق، فلم تعرف له صبوة ولم تضبط له زلة.
وفي سنة 790 هـ أكمل ابن حجر –رحمه الله- السابعة عشرة من عمره، فقرأ القرآن تجويدا على الشهاب الخيوطي، وسمع صحيح البخاري على بعض المشايخ، كما سمع من علماء عصره البارزين واهتم بالأدب والتاريخ. وفي هذه الفترة انتقل ابن حجر –رحمه الله- إلى وصاية شمس الدين بن القطان المصري فحضر دروسه في الفقه والعربية والحساب، وفي سنة 793هـ نظر في فنون الأدب، ففاق أقرانه فيها، حتى أنه لا يكاد يسمع شعرا إلا ويستحضر من أين أخذ ناظمه وطارح الأدباء. ونظم الشعر والمدائح النبوية. [8]

• عائلته:

1 – والده علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد بن حجر العسقلاني ثم المصري الكناني ( 720 – 777 هـ ) :
ترجم له ابنه الحافظ في " أنباء الغمر بأبناء العمر " فقال : ولد في حدود العشرين وسبعمائة ، وسمع من أبي الفتح بن سيد الناس وغيره ، واشتغل بالفقه والعربية ، ومهر في الآداب ، وقال الشعر فأجاد ، ووقع في الحكم ، وناب قليلا عن ابن عقيل ثم ترك لجفاءنا له من ابن جماعة لما عاد بعد صرف ابن عقيل من أجل تحققه بصحبة ابن عقيل وأقبل على شأنه ، وأكثر الحج والمجاورة ، وله عدة دواوين ، منها ديوان الحرم مدائح نبوية ومكية في مجلدة ، وكان موصوفا بالعقل والمعرفة والديانة والأمانة ومكارم الأخلاق ومحبة الصالحين والمبالغة في تعظيمهم ، ومن محفوظاته الحاوي ، وله استدراك على الأذكار للنووي فيه مباحث حسنة ، وكان ابن عقيل يحبه ويعظمه ، ورأيت خطه له بالثناء البالغ ، ولما قدم الشيخ جمال الدين بن نباتة أخيرا أنزله عنده ببيت من أملاكه في جواره وطارحه ومدحه بما هو مشهور في ديوانه ، ثم انحرف عليه وانتقل إلى القاهرة كعادته مع أصحابه في سرعة تقلبه عفا الله تعالى عنه . وهو القائل ومن خطه نقلته :
يا رب أعضاء السجود عتقتها
من عبدك الجاني وأنت الواقي
والعتق يسري بالغنى يا ذا الغنى
فامنن على الفاني بعتق الباقي
قرأت بخط ابن القطان وأجازنيه : كان يحفظ الحاوي الصغير وينظم الشعر وكان مجازا بالفتوى وبالقراءات السبع ، حافظا لكتاب الله تعالى معتقدا في الصالحين وأهل الخير جعله الله تعالى منهم ، وكان أوصى أن يكفن في ثياب الشيخ يحيى الصنافيري ، قال : ففعلنا به ذلك ، مات يوم الأربعاء ثالث عشرين شهر رجب .
قلت : وتركني لم أكمل أربع سنين وأنا الآن أعقله كالذي يتخيل الشيء ولا يتحققه، وأحفظ منه أنه قال : كنية ولدي أحمد أبو الفضل رحمة الله تعالى . [9]

2 – أخوه الذي توفي قبل مولده بيسير ( أي قبل سنة 773 هـ ) :
قال الحافظ في " الدرر الكامنة " في ترجمة يحيى الصنافيري : كان لي أخ من أبي قرأ الفقه وفضل وعرض المنهاج، ثم أدركته الوفاة فحزن الوالد عليه جداًّ، فيُقال أنه حضر إلى الشيخ فبشره بأن الله سيخلف عليه غيره ويعمره أو نحو ذلك، فولدت أنا له بعد ذلك بيسير . [10]
3 – أخته ست الركب بنت علي بن محمد ( 770 – 798 هـ ) :
ترجم لها ابن حجر في " أنباء الغمر " فقال : ست الركب بنت علي بن محمد بن حجر أخت كاتبه ، ولدت في رجب سنة سبعين في طريق الحج ، وكانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء ، وهي أمي بعد أمي، أصبت بها في جمادى الآخرة من هذه السنة [11].
4 – زوجته الأولى أنس ابنة عبد الكريم بن أحمد اللخمي النستراوي ( 780 – 867 هـ ) :
" أنس " ابنة عبد الكريم بن أحمد اللخمي النستراوي ،أسمعها زوجها من شيخه العراقي المسلسل وكذا من الشرف بن الكويك مع ختم صحيح البخاري وأجاز لها أبو هريرة ابن الذهبي وأبو العلائي وخلق، وحجّت صحبة زوجها ثم بمفردها في حياته وجاورت حينئذ وحدثت بحضور شيخنا، وبعده قرأ عليها الفضلاء وكانت تحتفل بذلك وتكرم الجماعة غالباً، وخرّجتُ لها أربعين حديثاً عن أربعين شيخاً قرأتها عليها بحضوره أيضاً، وحملتُ عنها أشياء، وكانت رئيسة دينة كريمة راغبة في الخير مجابة الدعاء ويقال إنها رأت ليلة القدر. ولم تتزوج غير شيخنا . ماتت في ربيع الأول سنة سبع وستين وصلى عليها بجامع المارداني ودفنت بتربة سلفها بالقرب من الجامع عند أولادها. وقد أطلت ترجمتها في الجواهر رحمها اللّه وإيانا . اهـ .
قال أبو معاوية البيروتي : وأنجبت للحافظ خمس بنات : زين خاتون وفرحة وغالية ورابعة وفاطمة [12].
5 – زوجته الثانية أرملة الزين أبي بكر الأمشاطي
6 – زوجته الثالثة عتيقة نظام الدين يحيى ابن الصيّرامي
7 – زوجته الرابعة ليلى بنت محمود بن طوغان الحلبية ( ت 881 هـ ) :
8 – سريّته خاص ترك أم ولده محمد :
ذكر قصتها مفصلة السخاوي في " الجواهر والدرر " ، وكيف احتال ابن حجر على زوجته الأولى أنس – وكانت جاريتها – حتى باعتها، ثم اشتراها بالوكالة سرًّا واستبرأها ووطئها فحملت له بولده القاضي محمد وولدته في ثامن عشر صفر سنة 815 .[13]
9 – ولده الوحيد محمد ( ت 869 هـ ) :
ترجم له السخاوي في " الضوء اللامع " فقال : محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن احمد البدر أبو المعالي ابن شيخنا العسقلاني المصري الأصل القاهري الشافعي الماضي أبوه، ويعرف كهو بابن حجر . ولد في صفر سنة خمس عشرة وثمان مئة، ووجدته بخطي في موضع آخر سنة أربع عشرة، وأمه أم ولد تركية ، ونشأ فحفظ القرآن وصلى به على العادة في رمضان سنة ست وعشرين بالبيبرسية، وأسمعه والده على الشهاب الواسطي تلك الأجزاء والفخر الدندلي جزء ابن حذلم في آخرين وكتب عن والده في الإملاء وأكثر عنه، وأجاز له خلق من الشام ومصر وغيرهما منهم عائشة ابنة ابن عبد الهادي والزين أبو بكر المراغي، ولما ترعرع اشتغل بالقيام بأمر القضاة والأوقاف ونحوهما حتى فاق وصارت له خبرة تامة بالمباشرة والحساب وتزايدت محبة والده له، وولى في حياته عدة وظائف أجلها مشيخة الخانقاة البيبرسية وتدريس الحديث بالحسنية وناب عنه فيهما والده والإمامة بجامع طولون، وكان حسن الشكالة قوى النفس شهماً متكرماً على عياله أمضى أكثر ما أوصى به أبوه من الصدقات ونحوها لكنه ضيع المهم من ذلك وهو تصانيفه ونحوها مما كتبه بخطه كما بسطته في مكان آخر؛ أنشأ عدة دور وأملاك ونحوها، وحج في حياة أبيه وبعده غير مرة وجاور، وحدث باليسير وخرجت له جزءاً وكتب على الاستدعاءات وما كان له توجه لشيءٍ من هذا ونحوه. مات وقد كاد أن يضيق حاله بالنسبة لإتلافه مبطونا شهيداً في جمادى الثانية سنة تسع وستين ودفن بتربة جوشن عفا الله عنه وسامحه وإيانا .
10 – ابنته زين خاتون ( 802 – 833 ) :
" زين خاتون " ابنة شيخنا الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن أحمد العسقلاني الأصل المصري القاهري الشافعي والدة الجمال يوسف بن شاهين الماضي وبِكْر أبناء أبويها. ولدت في ربيع الآخر وقيل رجب سنة اثنتين وثمان مئة، وأحضرها أبوها عند الزين العراقي والهيثمي والجلال بن خطيب داريا، بل أسمعها على الشرف بن الكويك واستجاز لها خلقاً؛ وتعلمت الكتابة والقراءة، وتزوّجها الأمير شاهين الكركي الماضي فأولدها عدة تأخر منهم المشار إليه. وماتت شهيدة في الطاعون حاملاً سنة ثلاث وثلاثين فجمعت لها شهادتان رحمها اللّه وعوضها الجنة .
11 – ابنته فرحة ( 804 – 828 هـ ) :
ترجم لها السخاوي في " الضوء اللامع " فقال : فرحة ابنة شيخنا الشهاب أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن حجر.
ولدت في رجب سنة أربع وثمان مئة، وأجاز لها في سنة سبع وثمانمائة فما بعدها جماعة، بل سمعت من ابن الكويك وغيره، وتزوجها ابن الأشقر فاستولدها. وماتت في ربيع الآخر سنة ثمان وعشرين بعد أن حجّت في العام قبله مع زوجها ورجعت متوعكة حتى ماتت عوضها اللّه الجنة .

12 – ابنته غالية ( 807 – 819 هـ ) :
. ولدت في ذي القعدة سنة سبع وثمان مئة وأجاز لها جماعة. وماتت في الطاعون في ربيع الأول سنة تسع عشرة .
13 – ابنته رابعة ( 811 – 832 هـ ) :
ولدت في رجب سنة إحدى عشرة وثمان مئة وأحضرها أبوها في سنة خمس عشرة بمكة على الزين المراغي وأسمعها على غيره، وأجاز لها جمع كثير من المصريين والشاميين، وتزوجها الشهاب بن مكنون ثم المحب بن الأشقر. ماتت معه في سنة اثنتين وثلاثين، ذكرها أبوها في الأنباء وترجمتها في الجواهر .

14 – ابنته فاطمة ( 817 – 819 هـ ) :
ولدت في ربيع الآخر سنة سبع عشرة، وأجاز لها جماعة، وماتت وهي طفلة في الطاعون في ربيع الأول سنة تسع عشرة عوضها الله الجنة وإيانا .

15 – ابنته آمنة ( 835 – 836 هـ ) :
ولدت في رجب سنة خمس وثلاثين بقاعة البيبرسية، أمها عتيقة النظام يحيى السيرامي، وأجاز لها خلق وكذا أجاز لها حسين البوصيري في سنة ست وثلاثين، ولم تلبث أن ماتت وهي في الثانية في شوالها في غيبة أبيها مع السلطان . [14]

• مناصبه:

قام الحافظ -رحمه الله- بأعمال جليلة، وتولى مناصب متعددة، وهي كثيرة، أبرزها -بإيجاز- ما يلي:
1- الإملاء [15]
2- التدريس:وغلب عليه تدريس عدة فنون، أشهرها:أ- التفسير ب- الحديث جـ- الفقه [16]
3- الإفتاء[17]
4- القضاء[18]
5- الخطابة والوعظ:تولى الحافظ -رحمه الله- الخطابة بجامع الأزهر سنة: 819 هـ، ثم بجامع عمرو بن العاص سنة: 838 هـ .[19]
6- خزن الكتب بالمحمودية:أسند إلى الحافظ -رحمه الله- مهمة خزن الكتب بالمدرسة المحمودية .[20]

• صفاته الخَلْقِيَّة
كان ابن حجر –رحمه الله- ربعة، أبيض اللون، كثّ اللحية، ووجه صبيح، للقصر أقرب، وفي الهامة نحيف، جيد الذكاء، فصبح اللسان، شجي الصوت، صحيح السمع والبصر، صغير الفم، قوي البنية، عالي الهمة، خفيف المشية، عظيم الحذق لمن ناظره أو حاضره، هذا مع سكون ووقار وأبهة وثبات، تاركا لما لا يعنيه، طارحا للتكلف، كثير الصمت إلا لضرورة، شديد الحياء. [21]

• أخلاقه
-ورعه وتقواه:
كان الحافظ -رحمه الله- متين الديانة، متنزهاً عن الشهوات والشبهات، حسن الأخلاق، كثير الصوم وملازمة العبادة واقتفاء طرق من تقدمه من الصلحاء، قائم الليل
كثير البر والصدقات، شديد التحري في مأكله ومشربه وملبسه، مديماً على أنواع الخيرات إلى أن توفي؛ مما كان لذلك أعظم الأثر في توفيق الله له إلى تحصيل العلوم وإتقان الفنون، كيف وقد قال -عز وجل-: ((وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ)) [البقرة:282]. [22]
- حسن أدبه مع شيوخه:
أجلَّ الحافظ شيوخه، وبالغ إجلالهم وتوقيرهم والتأدب معهم في حضورهم وغيبتهم مما كان له أعظم الأثر في محبتهم له، وحرصهم على إفادته وبذل العلم له، ومن ذلك أن شيخة له قدمت عليه فأكرمها وأجلسها في الموضع الذي يصلي عليه، كما قدم عليه أحد أشياخه فخرج لتلقيه مسرعاً إلى باب القاعة، وكان يقبل يد بعض مشايخه في بعض الأحايين إذا لقيه.
- سرعة القراءة الحسنة:
ومن ذلك أنه قرأ سنن ابن ماجة في أربعة مجالس، وقال السخاوي (وأسرع شيء وقع له أنه قرأ في رحلته الشامية معجم الطبراني الصغير في مجلس واحد بين صلاتي الظهر والعصر).
- سرعة الكتابة:
رزق الحافظ -رحمه الله- سرعة الكتابة حتى قال: (وشهرة كاتبه -أي: إنباء الغمر-
بسرعة الكتابة ليست خفية) ، ولذا كتب بخطه ما لا يدخل تحت الحصر، (وامتازت كتابته بأنها ناعمة بحيث ما كان يكتبه بخطه في كراس يجيئ بخط غيره في كراسين أو أكثر، وكان لا يرفع القلم أثناء الكتابة، ولذا شبهت بسلاسل الذهب، وقد لاحظت عند دراستي لمؤلفاته أن خطه يقرأ بصعوبة بالغة، ويصعب على من لم يمارس قراءة المخطوطات أن يقرأه على وجه الصواب) .
- سرعة الحفظ:
رزق الحافظ -رحمه الله- من صغره سرعة الحفظ (بحيث كان يحفظ كل يوم نصف حزب، وبلغ من أمره في ذلك أنه حفظ سورة مريم في يوم واحد، وأنه كان في أكثر الأيام يصحح الصفحة من الحاوي الصغير ثم يقرؤها تأملاً مرة أخرى، ثم يعرضها في الثالثة حفظاً، ولم يكن -رحمه الله- حفظه الدرس على طريقة الأطفال، بل كان حفظه تأملاً، كما سمعت ذلك من لفظه مراراً على طريقة الأذكياء في ذلك غالباً) .
- فرط الذكاء وجودة الفهم:
رزق الحافظ -رحمه الله- سرعة الإدراك، وبعد النظر، وفرط الذكاء، واتقاد الذهن، وعظمة الحذق، والقدرة الفائقة على النقد والتمحيص للآراء.
- علو الهمة والتحمل في الطلب:
رزق ابن حجر -رحمه الله- همة عالية، وتحملاً شديداً لمشاق طلب العلوم، ولذا واصل الغدو والرواح إلى المشايخ في البواكر والعشايا .
- حسن استغلال الوقت:
اعتنى الحافظ بوقته، بحيث لم تكن تمر عليه اللحظات من دون اشتغال بما فيه فائدة، إذ (كانت همته المطالعة والقراءة والسماع والعبادة والتصنيف والإِفادة بحيث لم يكن يخلي لحظة من أوقاته عن شيء من ذلك حتى في حال أكله وتوجهه) ، حتى إنه كان يقول غير مرة: (إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال) . [23]
- الحلم في حياة ابن حجر
فقد روي أن بعض الشعراء هجاه وبالغ في هجاه، فما احتمل محبيه وتلامذته ذلك، فأحضروا الشاعر وأرادوا أن ينالوه منه، وبلغ ابن حجر –رحمه الله- ذلك، فتغيظ عليهم، وأمر بصرفه مكرما، بل أنعم عليه بشيء من الدنيا .
- تواضع ابن حجر مع معرفته لقدر نفسه
فقد سئل –رحمه الله: هل رأيت مثل نفسك؟، فقال:قال الله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ} [النجم: 32].
وسأله بعض أصحابه: أنت أحفظ أم الذهبي؟، فسكت –رحمه الله- تواضعا.
وكان رحمه الله- لا يتكثَّر بعلومه ولا يتبجح بها، ولا يفتخر، ولا يباهي بمعارفه، بل كان يستحي من مدحه ويطرق، ولقد قال له بعض تلاميذه مرة: يا سيدي، إن لك بفتح الباري المنة على البخاري، فقال له: قصمت ظهري [24].
- الموضوعية والإنصاف في البحث
على الرغم من أن علوم ابن حجر –رحمه الله- كانت سلفية، وغالب قضايا وتصرفات مجتمعه كانت كذلك، فإنه قد انسلخ بفكره من بيئته وصار سباقا لعصره في التحرر، والتحرز عن التعصب والانقياد للإجماع الخاطئ، الذي كثيرا ما أهلك العلماء، فكان الحافظ ابن حجر –رحمه الله- ميالا للحق بل والمعاداة فيه، منصفا في البحث ولو على نفسه، لا يستنكف من سماع الفائدة ولو من صغار الناس أو آحاد الطلبة، بل يستحسنها ويأمر الحاضرين بسماعها [25].

• عبادته
فقد كان الحافظ ابن حجر –رحمه الله- ملازما للتهجد وقيام الليل في مقامه وسفره، ولم يترك قيام الليل حتى مرضه الذي مات فيه، فكان يتّكأ على ولده. وأما صومه، فكان –رحمه الله- يصوم يوما ويفطر يوما، محافظا على أوقات الفضائل في الصيام. وأما قراءته للقرآن فكان –رحمه الله- مكثرا من قراءة القرآن لا سيما في حال ركوبه، وعقب صلاة الفجر بتدبر وتأن وسكون، إذا مرّ بآية رحمة سأل، أو عذاب تعوّذ. وأما عيادته للمرضى وشهود الجنائز، فكان حريصا على ذلك، لا سيما من يلوذ به، ومن لم يتيسر له عيادته منهم، تفقده بشيء من الدنيا. وأما اتباعه –رحمه الله- للسنة فهو شيء لا يُسأل عنه؛ لأنها عنه تؤخذ ومنه تُعرف، ويحرص بلسانه وقلمه على جذب الناس إليها، وتحذيرهم من مخالفتها، حتى كان يتأثر من تأخير الفطر وتقديم السحور [26].

• مذهبه الفقهي:
لا تختلف المصادر -التي ترجمت للحافظ ابن حجر، على أنه شافعي المذهب، ويؤكد ذلك أمران:
الأول: نصه على أنه شافعي المذهب، وأن إمامه الشافعي.
الثاني: وظائفه التي تولاها من تدريس للشافعية، وتولي منصب قاضي قضاتهم.[27].

• مذهبه العقدي:
اختلف الباحثون في المذهب العقدي للحافظ، فبعضهم يجزم بأنه أشعري المعتقد، وبعضهم يجزم بأنه سلفي المعتقد ينهج منهج السلف في كليات العقيدة وجزئياتها، وبعضهم يصفه بالتذبذب في العقيدة بين منهج الأشاعرة ومنهج السلف، والذي يظهر أن الأخير هو الصواب، ولكن ليس ذلك ناتجاً عن تذبذب بل عن اعتقاد بصحة المنهجين، وأن الجميع أهل سنة وجماعة، ولذا نجده مرة يأخذ بقول السلف، وأخرى يأخذ بقول الأشاعرة نتيجة شبهات قوية أدّاه اجتهاده من خلالها إلى أن ذلك هو الصواب.[28].

• شيوخه:
أما من تحمل عنهم رواية وكذا من استفاد منهم ،وهم على ثلاثة أقسام:
1- من سمع منه الحديث
2- من أجاز له
3- من أخذ عنه مذاكرة أو إنشاد أو سمع خطبته وتصنيفه[29].
هيأ الله لابن حجر من الشيوخ في كل فن رؤوسه بحيث اجتمع له منهم ما لم يجتمع لأحد من أهل عصره، فالتنوخي في علم القراءات وعلو سنده فيها، والغماري والفيروزآبادي في معرفة العربية ومتعلقاتها، وابن الملقن في كثرة التصنيف، والبلقيني في سعة الحفظ وكثرة الاطلاع والتوسع في معرفة مذهب الشافعي، والعراقي في معرفة علوم الحديث، والهيثمي في حفظ المتون واستحضارها والتوغل في علم التخريج، والأبناسي في حسن التعليم وجودة التفهيم، وعز الدين ابن جماعة في حسن التقرير وإتقان فنون المعقول وإجادة كثير من العلوم، والبشتكي في تعاني الأدبيات والمهارة فيها.[30]
وقد بلغ عدد شيوخه بالسّماع وبالإجازة وبالإفادة على ما بيَّن بخطه نحو أربعمائة وخمسين نفسا، وإذا استثنينا الشيوخ الذين أجازوا عموما فقد ترجم في "المجمع المؤسس" لأكثر من ستمائة شيخ، وذكر بعضهم أن عدد شيوخه بلغ ستمائة نفس سوى من سمع منه من الأقران [31].

• تلاميذه:
ولقد عدد السخاوي أسماء جماعة من الآخذين عنه دراية ورواية فذكر خمسمائة شخصاً، ولعل أبرز هؤلاء التلاميذ:
أ- كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي المعروف بابن الهمام، عالم مشارك في الفقه وأصوله والتفسير وغيرها من الفنون.
ب- أبو الفضل تقي الدين محمد بن محمد بن محمد بن فهد الهاشمي، برع في الحديث وأكثر من المسموع والشيوخ .
جـ- أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن تغري بردي الحنفي، إمام علامة، مؤرخ كبير .
د- بدر الدين محمد بن أبي بكر بن أحمد الأسدي الشهير بابن قاضي شهبة، عالم الشام، فقيه مؤرخ.
هـ- أبو عبد الله محيي الدين محمد بن سليمان البرعمي المعروف بالكافيجي، لقب بذلك لكثرة اشتغاله بكتاب الكافية في النحو، كان إماماً كبيراً في المعقولات وعلوم العربية، وله يد حسنة في الفقه والتفسير ونظر في علوم الحديث.
و- برهان الدين إبراهيم بن عمر البقاعي، إمام مفسر، محدث مؤرخ أديب .
ز- أبو الفضل محب الدين محمد بن محمد بن محمد الثقفي المعروف بابن الشِّحْنَة، قاضي قضاة الحنفية، اشتغل بالفقه وأصوله، والحديث والتاريخ والأدب .
حـ- أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن شاهين الكركي المعروف بسبط ابن حجر فقيه محدث مؤرخ.
ط- أبو الخير شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي، حافظ برع في الفقه وأصوله والعربية والحديث والتفسير وغيرها من الفنون، ولازم الحافظ أشد الملازمة، وحمل عنه ما لم يشاركه فيه غيره، وأخذ عنه أكثر تصانيفه، وقال عنه الحافظ: (هو أمثل جماعتي)
ي- أبو يحيى زين الدين زكريا بن محمد الأنصاري، قاضي قضاة الشافعية، (له الباع الطويل في كل فن، خصوصاً التصوف).[32]

● طلبه للعلم

هيأ الله للحافظ في صغره من يعتني بتعليمه يوفر له الجو الملائم لطلب العلم؛ إذ دخل المكتب لحفظ القرآن وعمره خمس سنين وأتم حفظه وله تسع سنين.
وفي سنة: 785هـ حينما كان مجاوراً بمكة موصيه زكي الدين الخروبي سمع هناك غالب صحيح البخاري على أحد كبار مسندي الحجاز، وشارك في البحث في الأحكام من خلال كتاب عمدة الأحكام على أحد الحفاظ المكيين.
وبعد عودته من المجاورة بمكة عام: 786هـ صحبة الزكي الخروبي حفظ كتباً من مختصرات العلوم كعمدة الأحكام والحاوي الصغير ومختصر ابن الحاجب وملحة الإِعراب ومنهج الأصول وألفية العراقي وألفية ابن مالك والتنبيه في الفروع للشيرازي وغيرها، وعرضها على بعض
مشايخ العصر كالعادة فأجازوه.
وبعد وفاة وصيه الخروبي سنة: 787هـ فتر عن الاشتغال لعدم وجود من يحثه على الطلب، إلى أن استكمل سبع عشرة سنة ليلازم في سنة: 790هـ وصيه الآخر الشمس ابن القطان فحضر دروسه في الفقه وأصوله والعربية والحساب وغيرها، وفي غضون ذلك سمع من جماعة واشتغل بطلب ما غلب على العادة طلبه من أصل وفرع ولغة ونحوها، وطاف على شيوخ الدراية.
على أنه حبب إليه النظر في التواريخ وهو بعد في المكتب فعلق بذهنه شيء كثير من أحوال الرواة، ونظر في فنون الأدب من سنة: 792هـ ففاق فيها حتى كان لا يسمع شعراً، إلا ويستحضر من أين أخذه الناظم، ثم حبب إليه علم الحديث وبدأ طلبه له بنفسه سنة: 793هـ لكنه لم يكثر من ذلك إلا في سنة: 796هـ فإنه كما كتب بخطه: (رفع الحجاب وفتح الباب، وأقبل العزم المصمم على التحصيل ووفق للهداية إلى سواء السبيل) ، فأخذ عن مشايخ ذلك العصر وواصل الغدو والرواح إليهم، واجتمع بحافظ العصر زين الدين العراقي فلازمه عشرة أعوام وتخرج به في علوم الحديث وانتفع بملازمته وقرأ عليه الألفية وشرحها له بحثاً، ثم قرأ عليه نكته على ابن الصلاح وبعض الكتب والأجزاء، وهو أول من أذن له بالتدريس في علوم الحديث وذلك في سنة سبع وتسعين.
كل ذلك مع اشتغاله بغير الحديث من العلوم، والمحافظة على المنطوق منها والمفهوم كالفقه والعربية والأصول وغيرها من العلم المنقول والمعقول. [33]

● نماذج من تفسيره
1. تفسير القرآن بالقرآن
• تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة (كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ) بقوله تعالى في سورة غافر (رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ) وشرحها فقال: كنتم ترابا قبل أن يخلقكم ، فهذه ميتة ، ثم أحياكم فخلقكم فهذه حياة ، ثم يميتكم فترجعون إلى القبور فهذه ميتة أخرى ، ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة أخرى . فهذه ميتتان وحياتان.
• تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ) بقوله تعالى في سورة الأعراف (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

2. تفسير القرآن بالسنّة
• تفسيره لقوله تعالى في سورة الأحقاف ( وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ) بأن قال بأن الشاهد هو عبد الله بن سلام وقد ورد مرفوعا أن النبّي صلّى الله عليه وسلّم قال لعبد الله بن سلام أنه من أهل الجنّة ،وفيه نزلت هذة الآية، قاله سعد ابن أبي وقّاص.
• تفسيره لقوله تعالى في سورة الواقعة (وظلّ ممدود) قال الضحاك أي لا ينقطع، ليس فيها شمس ولا حر مثل قبل طلوع الفجر.

3. تفسير القرآن بأقوال االصحابة
• تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة (هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ) قال الضحاك: هذا الذي طعمناه من قبل، فرزق الغداة كرزق العشي. فقد قال ذلك ابن عباس.
• تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ) قال الضحاك: الخظيئة هي الشرك يموت عليه. فقد قال ذلك أبو هريرة.

4. تفسير القرآن بأقوال التابعين
• تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة (هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ) قال الضحاك: هذا الذي طعمناه من قبل، فرزق الغداة كرزق العشي. فقد قال ذلك ابن عباس.
• تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـئَتُهُ) قال الضحاك: الخظيئة هي الشرك يموت عليه. فقد قال ذلك أبو هريرة. [34]

- موقفه من الإسرائيليات:

الحافظ -رحمه الله- لا يخفى عليه حكم الإِسرائيليات، بل نص على أن (فيما قصه الله علينا في القرآن من ذلك كفاية عن غيره) ، ولذا فإنه كان بصيراً بما ينقل، فلم ينقل -في الجزء المدروس، مع قلة ما نقل منها- ما يكذبه الشرع أو يحيله العقل أو يخالف العقيدة أو يخدش في عصمة نبي إلا أن يبين ذلك، ومن الأمثلة:
1- قوله: (في قوله تعالى: ((وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ)) [البقرة:93]... وهو من مجاز الحذف، أي: أشربوا في قلوبهم العجل، ومن قال: إن العجل أحرق ثم ذري في الماء فشربوه فلم يعرف كلام العرب؛ لأنها لا تقول في الماء: أشرب فلان في قلبه).

2- قوله: (واختلف في المراد بالآية فقيل: إن سليمان كان جمع كتب السحر والكهانة فدفنها تحت كرسيه، فلم يكن أحد من الشياطين يستطيع أن يدنو من الكرسي، فلما مات سليمان وذهبت العلماء الذين يعرفون الأمر جاءهم شيطان في صورة إنسان فقال لليهود: هل أدلكم على كنز لا نظير له؟ قالوا: نعم، قال: فاحفروا تحت الكرسي، فحفروا -وهو متنح عنهم- فوجدوا تلك الكتب، فقال لهم: إن سليمان كان يضبط الإِنس والجن بهذا، ففشا فيهم أن سليمان كان ساحراً، فلما نزل القرآن بذكر سليمان في الأنبياء أنكرت اليهود ذلك، وقالوا: إنما كان ساحراً، فنزلت هذه الآية، أخرجه الطبري وغيره عن السدي، ومن طريق سعيد بن جبير بسند صحيح نحوه، ومن طريق عمران بن الحارث عن ابن عباس موصولاً بمعناه، وأخرج من طريق الربيع بن أنس
أنس نحوه لكن قال: إن الشياطين هي التي كتبت كتب السحر ودفنتها تحت كرسيه، ثم لما مات سليمان استخرجته، وقالوا: هذا العلم الذي كان سليمان يكتمه الناس.
وأخرجه من طريق محمد بن إسحاق، وزاد: أنهم نقشوا خاتماً على نقش خاتم سليمان وختموا به الكتاب، وكتبوا عنوانه: (هذا ما كتب آصف ابن برخياء الصديق للملك سليمان بن داود من ذخائر كنوز العلم) ثم دفنوه، فذكر نحو ما تقدم.
وأخرج من طريق العوفي عن ابن عباس نحو ما تقدم عن السدي، ولكن قال: (إنهم لما وجدوا الكتب قالوا: هذا مما أنزل الله على سليمان فأخفاه منا)، وأخرج بسند صحيح عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: (انطلقت الشياطين في الأيام التي ابتلي فيها سليمان فكتبت كتباً فيها سحر وكفر، ثم دفتتها تحت كرسيه ثم أخرجوها بعده فقرءوها على الناس)...).

3- قوله: (وقصة هاروت وماروت جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر في مسند أحمد، وأطنب الطبري في إيراد طرقها بحيث يقضي بمجموعها على أن للقصة أصلاً خلافاً لمن زعم بطلانها كعياض ومن تبعه، ومحصلها: أن الله ركب الشهوة في ملكين من الملائكة اختباراً لهما، وأمرهما أن يحكما في الأرض، فنزلا على صورة البشر وحكما بالعدل مدة، ثم افتتنا بامرأة جميلة فعوقبا بسبب ذلك بأن حبسا في بئر ببابل منكسين وابتليا بالنطق بعلم السحر، فصار يقصدهما من يطلب ذلك فلا ينطقان بحضرة أحد حتى يحذراه وينهياه، فإذا أصر تكلما بذلك ليتعلم منهما ذلك، وهما قد عرفا ذلك، فيتعلم منهما ما قص الله عنهما، والله أعلم).

4- قوله: (وفيما قصه الله علينا في القرآن من ذلك كفاية عن غيره، واختلف في اسم القاتل فالمشهور قابيل بوزن المقتول لكن أوله هاء، وقيل اسم [القاتل]: قين، بلفظ الحداد، وقيل: قاين، بزيادة ألف.
وذكر السدي في تفسيره عن مشايخه بأسانيده أن سبب قتل قابيل لأخيه هابيل أن آدم كان يزوج ذكر كل بطن من ولده بأنثى الآخر، وأن أخت قابيل كانت أحسن من أخت هابيل، فأراد قابيل أن يستأثر بأخته فمنعه آدم، فلما ألح عليه أمرهما أن يقربا قرباناً فقرب قابيل حزمة من زرع وكان صاحب زرع، وقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب مواش، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل دون قابيل، وكان ذلك سبب الشر بينهما، وهذا هو المشهور.
ونقل الثعلبي بسند واه عن جعفر الصادق أنه أنكر أن يكون آدم زوج ابنا له بابنة له، وإنما زوج قابيل جنية، وزوج هابيل حورية، فغضب قابيل، فقال: يا بني ما فعلته إلا بأمر الله، فقربا قرباناً، وهذا لا يثبت عن [جعفر] ولا عن غيره، ويلزم منه أن بني آدم من ذرية إبليس؛ لأنه أبو الجن كلهم، أو من ذرية الحور العين، وليس لذلك أصل ولا شاهد). [35]

• مؤلفاته:
إن مكانة الحافظ ابن حجر العلمية و تضلعه في أغلب العلوم الشرعية مكنت له من التأليف في أغلب هذه العلوم و قد أكثر الحافظ رحمه الله من التأليف في شتى الفنون و إستفاد من تأليفاته طلاب العلم والعلماء إستفادة عظيمة و كل من أتى بعده فهو عالة عليه خاصة في علم الحديث ولعل من أشهر مؤلفاته التي تزيد على أكثر من مائتين و خمسين مصنفا ما يلي :
مولفاته في الحديث :
1- بلوغ المرام من أدلة الأحكام و هو كتاب مشهور
2- إتحاف المهرة بالفوائد المبتكره من أطراف العشرة
3- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية
4- تغليق التعليق
من مؤلفاته في علم الرجال:
1- تبصير المنتبه و تحرير المشتبه
2- تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة
3- الإصابة في تمييز الصحابة و هو من أشهر مصنفات الحافظ و أعظمها بعد فتح الباري
4- تقريب التهذيب
5- تهذيب التهذيب
6- لسان الميزان
من مؤلفاته في الشروح :
1- فتح الباري شرح صحيح البخاري (خمسة عشر مجلداً)، ومكث ابن حجر في تأليفه عشرين سنة، ولما أتم التأليف عمل مأدبة ودعا إليها أهل قلعة دمشق وكان يوماً عظيماً. ويعتبر هذا الكتاب أفضل شرح وأعمّه نفعاً لصحيح البخاري .
2- هدي الساري
من مؤلفاته في التخريج :
1- التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير
2- الدراية في تلخيص تخريج الهداية
3- موافقة الخبر الخبر في تخريج آثار المختصر
4- نتائج الفكر في تخريج الأذكر
ومن مؤلفاته في مصطلح الحديث :
1- نخبة الفكر و شرحها نزهة النظر
2- النكت على كتاب إبن الصلاح و لم يكمله
ومن مؤلفاته في التاريخ :
1- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة
2- إنباء الغمر بأبناء العمر
هذا وقد قال الحافظ أبن حجر: "لستُ راضيًا عن شيء من تصانيفي؛ لأني عملتها في ابتداء الأمر، ثم لم يتهيَّأ لي مَن يُحرّرها معي، سوى شرح البخاري ومقدّمته والمشتبه والتهذيب ولسان الميزان". بل كان يقول فيه: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أتقيّد بالذهبي، ولجعلته كتابا مبتكرا". بل رأيته في موضع أثنى على شرح البخاري والتغليق والنخبة، ثم قال: "وأما سائر المجموعات فهي كثيرة العَدد، واهية العُدَد، ضعيفة القُوى، ظامئة الرُّوى، ولكنها كما قال بعضُ الحفّاظ من أهل المائة الخامسة:
وما لي فيه سوى أنَّني = أراه هوى وافق المقصدا
وأرجو الثواب بِكَتْبِ الصّلا = ة على السيّد المصطفى أحمدا [36]

• ثناء العلماء عليه
قد بلغ الحافظ بن حجر من المكانة العلمية العالية التي جعلت أقلام العلماء من الموافق و المخالف تفيض بالثناء عليه و تبين مكانته العلمية و تشهد له بالرسوخ و طول الباع في العلم
فمن ذلك :
1- قال عنه شيخه العراقي :" الشيخ العالم و الكامل الفاضل الإمام المحدث المفيد المجيد الحافظ المتقن الضابط الثقة المامون "

2- قال أبوزرعة العراقي " صاحب الفضائل الباهرة الشيخ الإمام و السيد الهمام ذي الأوصاف الحميدة و المناقب العديدة جمال المحدثين مفيد الطالبين شهاب الدين ابي الفضل أفاض الله عليه من فضله و جمع له بين وابل الخير وطله ...."

3- قال كمال الدين الشمني عنه : الشيخ الإمام مفتي الأنام مالك ناصية العلوم و فارس ميدانها و حائز قصب السبق في حلبة رهانها الوارد من فنون المعارف أنهارا صافية الابس من محاسن الأعمال ثيابا ضافية حافظ السنة من التحريف و التبديل المرجوع اليه في علمي الجرح والتعديل وحيد دهره في الحفظ و الإتقان فريد عصره في النباهة و العرفان فيلسوف علل الأخبار و طبيبها إمام طائفة الحديث و خطيبها المقدم في معرفة الصحيح و السقيم من الخبر "

4- قال تقي الدين ابن فهد المكي : "الإمام العلامة الحافظ فريد الوقت مفخرة الزمان بقية الحفاظ علم الأئمة الأعلام عمدة المحققين خاتمة الحفاظ المبرزين و القضاة المشهورين أبو الفضل شهاب الدين ..."[37]


• وفاته
بدأ المرض بالحافظ ابن حجر –رحمه الله- في ذي القعدة سنة 852هـ، ومع مرضه –رحمه الله- إلا أنه كان يواصل أعماله ويحضر مجالس الإملاء، يعلِّم الناس أحكام دينهم وأمور دنياهم، وفي يوم الثلاثاء الخامس عشر من ذي القعدة حضر مجلس الإملاء وقد زاد عليه الإرهاق والتعب، فتغيّر مزاجه وضعفت حركته، إلا أنه –رحمه الله- ما ترك صلاة جمعة ولا جماعة، ولكن مع مرور الأيام اشتد مرضه حتى ما استطاع أن يؤدي صلاة عيد الأضحى، إلا أنه صلى الجمعة التي تليه، ثم توجه إلى زوجته الحلبية، فاستعطف خاطرها في انقطاعها عنها، واسترضاها. وكان –رحمه الله- قد استشعر بالوفاة، فكان يقول: "اللهم حرمتني عافيتك، فلا تحرمني عفوك".
وقد تردد الأطباء عليه، وهرع الناس والقضاة والعلماء والصالحون أفواجا أفواجا لعيادته، واستغاثوا مبتهلين إلى الله تعالى في طلب عافيته. وقد طال مرضه –رحمه الله- شهرا، إلى أن كانت ليلة السبت الثامن عشر من ذي الحجة سنة 852 هـ، وبعد العشاء بساعة جلس حوله بعض أصحابه يقرءون (يس) مرة، ثم أعيدت إلى قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [يس: 58]، حتى فارقت الروح إلى بارئها.

وترك وصيته التي نقل السّخاوي نصها، عن سبطه يوسف بن شاهين، ومما ورد فيها أنه أوصى لطلبة الحديث النبوي والمواظبين على حضور مجالس الإملاء بجزء من تركته .
وكانت هذه ساعة عظيمة وأمرا مهولا، ودفن من الغد وصلى عليه بمصلاة بكتمر المؤمني بالرميلة، ومشى أعيان الناس من بيته داخل باب القنطرة إلى القرافة حيث دفن، وحضر السلطان الملك الظاهر جقمق الصلاة عليه، ومشى الخليفة المستكفي بالله أبو الربيع سليمان، والقضاة، والعلماء، والأمراء، والأعيان بل غالب الناس في جنازته حَتَّى قيل أنه قُدّر من مشى في الجنازة بأكثر من خمسين ألفًا. وكان لموته يوم عظيم على المسلمين، حتى على أهل الذمة. وقيل صلى عليه الخليفة العباسي، وقيل صلى عليه قاضي القضاة علم الدين البلقيني. وأقيمت صلاة الغائب عليه في جميع أنحاء العالم الإسلامي، في مكة وبيت المقدس وحلب والخليل، وغيرها من بلاد المسلمين [38].
فرحم الله الحافظ شيخ الإسلام أبا الفضل شهاب الدين ابن حجر العسقلاني، وجزاه الله خيرا على ما قدم للإسلام والمسلمين.

الخاتمة

الحمدلله الذي بعونه وتوفيقه تم هذا البحث ، ومن المناسب هنا أن استجلي بعض النتائج الهامة التي توصلت إليها خلال كتابة البحث وهي كالتالي:

1- مكانة الإمام الحافظ ابن حجر العلمية فقد كان رحمه الله كان من أوعية العلم .
2- أن الحافظ ابن حجر لم يكن أشعري المذهب لا في جزئيات العقيدة و لا في كلياتها و إنما وافق الأشاعرة في مسائل وخالفهم في مسائل تعد من أصول مذهبهم وأنه كان مجتهدا في تلك التي وافق فيه الأشاعرة غير قاصد مخالفة السلف.
3- المكانه العلمية لكتابه فتح الباري و أنه أفضل شروح صحيح البخاري.
4- الكتاب يعد من أهم شروح السنة و أعلاها منزلة.
5-من أهم أسباب نبوغ ابن حجر بيئته العلمية ومشائخه الأجلاء.
6- تأليف ابن حجر مصنفاته في علوم مختلفة.
7-ابن حجر كان موسوعة علمية نادرة.
8-أكثر علم ألف وبرع فيه ابن حجر هو علم الحديث وكثرة شروحات كتابه بلوغ المرام خير دليل على ذلك.

هذا و الله أعلم و أجل و أحكم....
وهذا الجهد البسيط عمل بشري مُعدٌ على أنه صواب و هو معرض للخطأ فما فيه من صواب فمن الله ومافيه من خطأ فمن نفسي و الشيطان والله ورسوله بريئان و الله المستعان..
نسأل الله - عز وجل - أن ينفع بها مَنْ كتَبَها، أو قرأَهَا، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، ومن أسباب الفوْز لديه بجنات النعيم، وهو حسبُنا ونِعْم الوكيل، ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، والحمد لله رب العالمين.


********************************************
المصادر والمراجع:

1- الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت:903)، منشورات دار مكتبة الحياة – بيروت.
2- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (ت: 1250)، دار المعرفة – بيروت،.
3- لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ ، محمد بن محمد بن محمد، أبو الفضل تقي الدين ابن فهد الهاشمي العلويّ الأصفوني ثم المكيّ الشافعي (ت: 871هـ(، دار الكتب العلمية، ط1، 1419هـ - 1998م.
4- منهج ابن حجر العسقلاني في العقيدة من خلال كتاب فتح الباري، محمد إسحاق كندو ، مكتبة الرشد - الرياض .
5- تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي ،جلال الدين السيوطي(ت:911) ،المحقق: نظر محمد الفاريابي أبو قتيبة ،مكتبة الكوثر ،ط2، 1415.
6- الذيل على رفع الإصر أو بغية العلماء والرواة، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت:903) ،المحقق: جودة هلال - محمد محمود صبح - علي البجاوي.
7- منهج الحافظ ابن حجر في التفسير من خلال كتابه فتح الباري، إعداد:فيصل البعداني،موقع الألوكة العلمي.
8- الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر،شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (ت:903)،تحقيق : إبراهيم باجس عبد المجيد،دار ابن حزم،بيروت،ط1، جزء (1)،1419هـ-1999م.
9- ابن حجر مؤرخا ،محمد كمال الدين عز الدين ،عالم الكتب، ط1، 1987م،
10- ابن حجر العسقلاني – مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة، شاكر محمود عبد المنعم، مؤسسة الرسالة – بيروت، ط1، جزء،(1) ،1997 م.
11- الحافظ ابن حجر العسقلاني أمير المؤمنين في الحديث ،عبد الستار الشيخ، دار القلم - دمشق، 1412 – 1992
12- المجمع المؤسس للمعجم المفهرس، تحقيق: يوسف عبد الرحمن الرعشلي، الناشر: دار المعرفة – بيروت، الطبعة: الأولى 1994م، المجلد الثالث.
13- رفع الإصر عن قضاة مصرلابن حجر، تحقيق: الدكتور علي محمد عمر، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة، الطبعة: الأولى، 1418 هـ - 1998م،
14- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، تحقيق: محمد عبد المعيد ضان، الناشر: مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند، الطبعة: الثانية، 1392هـ/ 1972م
15- إنباء الغمر بأنباء العمر، تحقيق: حسن حبشي، الناشر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية - لجنة إحياء التراث الإسلامي، مصر 1389هـ، 1969م.





الهوامش:

(1) إنباء الغمر لابن حجر: 1/175، الجواهر والدرر للسخاوي: 1/47 47 ، ابن حجر العسقلاني مؤرخاً د. محمد كمال الدين: 15، ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة منهجه وموارده في كتابه الإصابة لشاكر عبد المنعم: 1/48، الحافظ ابن حجر العسقلاني لعبد الستار الشيخ: 27-28. رفع الإصر لابن حجر: 62، الضوء اللامع للسخاوي: 2/36، لحظ الألحاظ لابن فهد: 326،
(2) ابن حجر العسقلاني مصنفاته ودراسة منهجه وموارده في كتابه الإصابة لشاكر عبد المنعم: 1/49،
(3) الجواهر والدرر السخاوي: 1/235
(4) البدر الطالع للشوكاني: 1/81 ، الجواهر والدرر للسخاوي: 1/17، منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة لمحمد كندو: 54- 57.
(5) رفع الإصر لابن حجر: 62، الجواهر والدرر للسخاوي: 1/49.
(6) الجواهر و الدرر للسخاوي1/128
(7) لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ لابن فهد المكي ، جـ1/211.
(8) الجواهر والدرر للسخاوي، جـ/ 121- 126. بتصرف.الضوء اللامع لأهل القرن التاسع للسخاوي، جـ 2/ 36،البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع للشوكاني، جـ1/ 88، ابن حجر العسقلاني – مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة، شاكر محمود عبد المنعم جـ1/ 54- 56.
(9) إنباء الغمر لابن حجر: 1/175.
(10) الدرر الكامنة
(11) أنباء الغمر بأبناء العمر ،الجواهر والدرر " ( 1 / 114 – 115 )،
(12) الضوء اللامع للسخاوي
(13) الجواهر والدرر للسخاوي ( 3 / 1218 – 1219 )،
(14) الضوء اللامع للسخاوي،" الجواهر والدرر للسخاوي " ( 3 / 1219 – 1223 ) .
(15) تدريب الراوي للسيوطي: 2/132- 135، الحافظ ابن حجر العسقلاني لعبد الستار الشيخ: 253، ابن حجر العسقلاني مؤرخاً د. محمد كمال الدين: 56.
(16)ابن حجر العسقلاني مصنفاته... د. شاكر: 1/131- 133، الحافظ ابن حجر العسقلاني لعبد الستار الشيخ: 262، منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة لمحمد كندو: 66.
(17الذيل على رفع الإصر للسخاوي: 80.
(18الذيل على رفع الإصر للسخاوي: 80، الضوء اللامع للسخاوي: 2/38.
(19)إنباء الغمر لابن حجر: 7/213، ابن حجر العسقلاني مؤرخاً د. محمد كمال الدين: 74. انظر: إنباء الغمر لابن حجر: 8/353، الذيل على رفع الإصر للسخاوي: 85.
(20) الذيل على رفع الإصر للسخاوي: 85، الضوء اللامع للسخاوي: 2/39.
(21)] الجواهر والدرر للسخاوي، جـ3/ 1053- 1054.
(22) لحظ الألحاظ لابن فهد: 336. الضوء اللامع للسخاوي: 2/39، الذيل على رفع الإصر للسخاوي: 86.
(23) الجواهر والدرر للسخاوي: 1/121.
(24) الجواهر والدررللسخاوي جـ3/ 992.
(25) ابن حجر مؤرخا، محمد كمال الدين عز الدين، ص105. بتصرف.
(26) الجواهر والدررللسخاوي جـ3/ 1044- 1049.
(27) إنباء الغمر لابن حجر: 7/350. الجواهر والدرر للسخاوي: لحظ الألحاظ لابن فهد: 2/269،
(28 ) منهج الحافظ ابن حجر في العقيدة لمحمد كندو: 94
(29) الجواهر والدرر للسخاوي 1/ 200
(30) المجمع المؤسس لابن حجر: 2/318، الجواهر والدرر للسخاوي: 1/79- 80 الضوء اللامع للسخاوي: 2/37.
(31) الجواهر والدررللسخاوي جـ1/ 240. ابن حجر العسقلاني – مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة،شاكر محمود عبد المنعم جـ1/93-94.
(32 ) الجواهر والدرر للسخاوي: 253ب، و: 273 أ نقلاً عن ابن حجر العسقلاني مصنفاته... د. شاكر:106/1.
(33رفع الإصر لابن حجر: 63، الجواهر والدرر للسخاوي: 1/69، الذيل على رفع الإصر لللسخاوي: 79.
(34) منهج الحافظ ابن حجر في التفسير من خلال كتابه فتح الباري، إعداد:فيصل البعداني
(35) المصدر السابق
(36) الجواهر والدر للسخاوي2/659
(37) الجواهر والدرر2 للسخاوي/659
(38): الجواهر والدرر للسخاوي، جـ3/ 1185- 1197. الضوء اللامع للسخاوي جـ2/ 40. لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ، ابن فهد المكي جـ1/ 215. : ابن حجر العسقلاني – مصنفاته ودراسة في منهجه وموارده في كتابه الإصابة،شاكر محمود عبد المنعم جـ1/ 118- 122. ابن حجر العسقلاني مؤرخاً د. محمد كمال الدين: 107- 110.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 شعبان 1436هـ/1-06-2015م, 12:21 AM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

أحسنتِ أختي الفاضلة ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
تم تصحيح بحثكِ في صفحتك الخاصة بالاختبارات.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإمام, سيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir