دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > البحوث التفسيرية

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 9 شعبان 1435هـ/7-06-2014م, 10:01 AM
ليلى باقيس ليلى باقيس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,071
افتراضي

المسائل التفسيرية في قول الله تعالى: {الحمدلله ربّ العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم الدين}

1: ما ورد في فضل قول العبد (الحمدلله)
{الحمدلله} هي كلمة الشكر والثناء على الله تعالى، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس وكعب.

فقول العبد (الحمدلله):
- هو شكره لله تعالى حقّ شكره، رواه البيهقي عن علي مرفوعا، وأورده السيوطي.
- هو إقراره لله تعالى بنعمه وهدايته وغير ذلك، رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس.
- هو حمده لله تعالى بمحامد يرضاها، وذلك أنه جعل الحمد كلّه لله تعالى، رواه أبو نعيم والبيهقي عن جعفر بن محمد، وأورده السيوطي.
- هو قرنه بين توحيد الله تعالى وحمده، ذكره ابن كثير.
- هو أفضل الدعاء، رواه الترمذي والنسائي وابن ماجه عن جابر بن عبدالله مرفوعا، وأورده ابن كثير والسيوطي، ورواه ابن حبان والبيهقي، وأورده السيوطي.
- هو ذكر وشكر، رواه أبو الشيخ والبيهقي عن سفيان الثوري كما ذكره السيوطي.
- والحمدلله تملأ الميزان، رواه أحمد ومسلم والنسائي عن أبي موسى الأشعري مرفوعا، ورواه سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وابن مردويه عن رجل من بني سليم مرفوعا، ورواه الترمذي عن ابن عمر مرفوعا، وأورده السيوطي.
قال ابن كثير: (وقال القرطبي في تفسيره وفي نوادر الأصول عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّنيا بحذافيرها في يد رجلٍ من أمّتي ثمّ قال: الحمد للّه، لكان الحمد للّه أفضل من ذلك». قال القرطبيّ وغيره: أي لكان إلهامه الحمد للّه أكبر نعمةً عليه من نعم الدّنيا؛ لأنّ ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدّنيا لا يبقى)

2: معنى قوله تعالى: {الحمدُلله}
فيه قولان:

الأول: هو الشكر لله، وهذا اختيار ابن جرير الطبري ومكّي
الثاني: هو الثناء على الله تعالى، وهذا اختيار ابن عطية
وجمع بين القولين الزجاج وابن كثير، قال الزجاج: "معنى الحمد: الشكر والثناء على الله تعالى"

3: الفرق بين الحمد والشكر
فيه أربعة أقوال:

القول الأول: أنهما بمعنى واحد، وهذا اختيار ابن جرير الطبري، وقال فيه ابن عطية: ذلك غير مرضي، وقال ابن كثير: فيه نظر.
القول الثاني: أن الحمد أعم؛ قالوا: الحمد يقع على الثناء وعلى التحميد وعلى الشكر والجزاء، والشكر مخصوص بما يكون مكافأة لمن أولاك معروفا، وهذا اختيار النحاس وابن عطية.
القول الثالث: أن بينهما عموم وخصوص؛ فالحمد أعم من حيث أنه يكون على الصفات اللازمة والمتعدية، في حين أن الشكر لا يكون إلا على الصفات المتعدية.
والشكر أعمّ من حيث أنه يكون بالقول والعمل والنيّة، والحمد أخصّ لأنه لا يكون إلا بالقول، وهذا اختيار ابن كثير.
القول الرابع: أن الحمد ثناء على الله تعالى بأسمائه وصفاته، والشكر لله ثناء عليه بنعمه وأياديه، ذكره ابن جرير وابن عطيّة.

4: فائدة إدخال الألف واللام في (الحمدُلله)
فإن قيل: ما فائدة إدخال الألف واللام في (الحمدُلله)؟
قيل: لبيان أن جميع المحامد والشكر الكامل لله تعالى.
ولو أسقطنا الألف واللام لما دلّنا على هذا المعنى، ولاقتصر معناه على حمد قائل ذلك لله دون المحامد كلّها، وهذا حاصل قول أبو العباس أحمد -ثعلب- وابن عطية، وهو قول ابن جرير الطبري.

5: معنى اسم الله تعالى: (الله)
معناه:هو الذي يألهه كلّ شيء، ويعبده كلّ خلق، ذكره ابن جرير الطبري.
وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: «اللّه ذو الألوهيّة والمعبوديّة على خلقه أجمعين».

6: معنى قوله تعالى: {ربّ}
لغة: الربّ يتصرّف في كلام العرب على معان:
السيّد المطاع، والمالك للشيء، والرجل المصلح للشيء، ذكره ابن جرير الطبري والنحاس وابن عطية وابن كثير.
ثم قال ابن كثير: (وكل ذلك صحيح في حقّ الله تعالى)، وقال ابن عطية: (وهذه الاستعمالات قد تتداخل؛ فالرب على الإطلاق الذي هو رب الأرباب على كل جهة هو الله تعالى) ، وبمثل هذا المعنى قال ابن جرير الطبري.

7: اشتقاق لفظ العالم.
لغة: جمع عالم، وهو كل موجود سوى الله تعالى، وعالم جمع لا واحد له من لفظه، وهو مأخوذ من العلم والعلامة لأنه يدلّ على موجده، كما ذكر ذلك ابن جرير الطبري والزجاج والنحاس وابن عطية وابن كثير.

8: المراد بـــ {العالمين} في الآية.
واختلفوا في المراد بــــــ{العالمين} في الآية على أقوال:
القول الأول: قالوا: {العالمين} كل ما خلق الله في الدنيا والآخرة، فالعالمين: أي المخلوقين، وهذا اختيار أبوعبيدة وعبدالله اليزيدي وابن جرير الطبري والزجاج ومكّي وابن عطية وابن كثير.
وقال ابن كثير: (قال القرطبي: وهذا هو الصحيح؛ أنه شامل لكلّ العالمين لقوله: {قال فرعون وما ربّ العالمين . قال ربّ السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين})
القول الثاني: أنهم عبارة عمّا يعقل: وهم الإنس والجنّ والملائكة والشيطين، وهذا اختيار عبدالله الدينوري والنحاس.
القول الثالث: أنهم الجنّ والإنس فقط، ذكره ابن أبي حاتم، وقال ابن كثير: (واستدلّ القرطبي لهذا القول بقوله: {ليكون للعالمين نذيرا} وهم الإنس والجنّ)
القول الرابع: أنهم عبارة عن كلّ ما له روح يرتزق، ذكره ابن كثير عن زيد بن أسلم وأبي عمرو بن العلاء.

9: معنى قوله تعالى: {الرحمن الرحيم}
هما اسمان مشتقّان من الرحمة على وجه المبالغة، وهي في اللغة: بمعنى الحنوّ والعطف.
ورحمن أشدّ مبالغة من رحيم، ومعناه: أنه انتهى إلى غاية الرحمة، وهذا حاصل ما ذكره البخاري والعيني وابن جرير الطبري والزجاج وابن عطية وابن كثير.
وقال الزجاج: (هذه الصفات لله عزوجل، معناه فيما ذكر أبو عبيدة: ذو الرحمة، ولا يجوز أن يقال الرحمن إلا لله)
وقد روى ابن أبي حاتم من طريق زيد بن الحباب عن أبي الأشهب عن الحسن قال: :«الرّحمن اسمٌ لا يستطيع النّاس أن ينتحلوه، تسمّى به تبارك وتعالى»
ومما ورد في الأثر من التفريق بين معنيهما:
- قيل: هما بمعنى واحد، ولكن أحدهما أبلغ من الآخر، ذكره ابن عطية وهو اختيار القرطبي ذكر ذلك ابن كثير.
- وقيل: الرحمن بجميع خلقه، والرحيم بالمؤمنين، رواه ابن جرير عن العرزميّ، وابن أبي حاتم عن الضحاك.
- وقيل: الرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة، رواه ابن جرير من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا، ورواه ابن عديّ وابن مردويه وأبونعيم وابن عساكر كما ذكره السيوطي.
- وقيل: الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة التي يختصّ به الله تعالى، والرحيم إنما هو في جهة المؤمنين، ذكره ابن عطية.
وقال ابن عطية في جميع هذه الأقوال أنها تتعاضد.
- وقيل: كان الرحمن فلما اختزل وتسمّى به مسيلمة قال الله لنفسه: (الرحمن الرحيم)، رواه ابن جرير عن عطاء الخراسانيّ، وقال فيه ابن عطية: (وهذا ضعيف)
- وقيل: الرحمن عبرانيّ، والرحيم عربيّ، ذكره ابن كثير والنحاس وقال: (هذا القول مرغوب عنه).

10: وجه التكرير في قوله: {الرحمن الرحيم} وهما اسمان مشتقان من الرحمة.
فإن قيل: ما وجه التكرير في قوله تعالى: {الرحمن الرحيم} وهما اسمان مشتقان من الرحمة؟
قيل: لكلّ كلمة منهما معنًى لا تؤدّي الأخرى منهما عنها.
فمن جهة اللغة: الرحمن أشدّ مبالغة من الرحيم، فبناء (فعلان) من أبنية ما يبالغ في وصفه، وهي أبلغ من فعيل، وفعيل أبلغ من فاعل؛ لأن راحماً يقال لمن رحم ولو مرة واحدة، ورحيما يقال لمن كثر منه ذلك، والرحمن النهاية في الرحمة، فـــ "رحمن" الذي وسعت رحمته كلّ شيء، وهذا حاصل قول الزجاج وابن عطية وابن كثير.
وأما من جهة الأثر ففيه اختلاف:
- قيل: في تأويل كل واحد منهما من المعنى الذي ليس الآخر منهما:
فقالت طائفة: الرحمن بجميع الخلق، والرحيم بالمؤمنين، رواه ابن جرير عن العرزميّ، وابن أبي حاتم عن الضحّاك.
وقالت طائفة: الرحمن رحمن الدنيا والآخرة، والرحيم رحيم الآخرة، رواه ابن جرير من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا، ورواه ابن عديّ وابن مردويه وأبونعيم وابن عساكر كما ذكره السيوطي.
وذكر هذا القول ابن جرير والعيني وابن عطية وابن كثير.
- وقيل: أنه تعالى فصل بتكرير الرحيم على الرحمن بين اسمه واسم غيره من خلقه، ذكره ابن جرير والنحاس وابن عطية وابن كثير
- وقيل: جمع بينهما للتوكيد، وهو قول النحاس وقال: (هذا قول حسن) واستشهد له بقول محمد بن يزيد: (أنه تفضّل بعد تفضّل، وإنعام بعد إنعام، وتقوية لمطامع الدّاعين، ووعد لا يخيب آمله)
وردّ ابن كثير قول من قال: أن الرحيم أشدّ مبالغة من الرحمن لأنه أكّد به، وقال: (إنما هو من باب النعت بعد النعت)، وأنه تعالى إنما ابتدأ باسمه الرحمن لأنه أخصّ وأعرف من الرحيم.
- وقيل: الرحيم عربيّ، والرحمن عبرانيّ، ولهذا جمع بينهما، ذكره النحاس وقال: (وهذا القول مرغوب عنه)

11: تكرر {الرحمن الرحيم} في الفاتحة حجة لمن ذهب إلى أن البسملة ليست بآية منها.
ذهب لذلك ابن جرير الطبريّ وقال: (إذ لو كان كذلك -أي البسملة آية من الفاتحة- لكان ذلك إعادة آية بمعنى واحد ولفظٍ واحد مرتين).

12: معنى قوله تعالى: {مالك يوم الدين}
أي يوم القيامة يدين الله العباد بأعمالهم إن خيرا فخير، وإن شرّا فشرّ، إلا من عفا عنه، فالأمر أمره، رواه عبدالرزاق عن قتادة، وابن جرير عن ابن عباس، ورواه عبد بن حميد عن قتادة كما ذكره السيوطي في الدرّ المنثور.

13: سبب تخصيص الملك بيوم الدين.
فإن قيل: ما سبب تخصيص الملك بيوم الدين، والله عز وجل يملك كلّ شيء؟
قيل: الجواب عن ذلك فيه ثلاثة أقوال:
الأول: أنه اليوم الذي يضطرّ فيه المخلوقون إلى أن يعرفوا أن الأمر كلّه لله تعالى، وهو قول الزجاج والنحاس.
الثاني: أنه اليوم الذي لا يملك فيه أحد لنفسه ولا لغيره نفعًا ولا ضرًا، ولا يتكلم أحد إلا بإذنه، وهذا القول يُفهم مما رواه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس، وهو قول الزجاج والنحاس وابن كثير.
الثالث: خصّه بالذكر لعظمه في جمعه وحوادثه، ذكره ابن عطية

14: معنى قوله تعالى: {الدّين}
الدين في اللغة: الجزاء والحساب، ومن أمثال العرب: (كما تدين تُدان) أي كما تعمل تُعطى وتُجازى.
وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {يوم الدين} قال: «الدّين يوم حساب الخلائق هو يوم القيامة، يدينهم بأعمالهم، إن خيرًا فخيرٌ وإنّ شرًّا فشرٌّ، إلاّ من عفا عنه».
فالدين في هذا الموضع بتأويل الحساب والمجازاة بالأعمال وهو يوم القيامة، وهذا قول عامّة المفسرين.
ويجئ الدين في لغة العرب على معان أخرى منها: الملة، العادة، سيرة الملك وملكته، وقال ابن عطية: وهذه الثلاث لا يفسّر بها قوله تعالى: {مالك يوم الدين}، ويجئ كذلك على معان: العمل، والحال، والخلق، والطاعة، والقهر، والشريعة، والطاعة، والورع، والسياسة، كما ذكر ذلك أبو سعيد السكري وعبد الله الدينوري وابن حجر والعيني والمبرّد والزجاج والنحاس وأبو علي القالي وابن عطية.


رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تجب, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:05 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir