دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم الحديث الشريف > متون علوم الحديث الشريف > عمدة الأحكام > النكاح والطلاق والرضاع

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1429هـ/8-11-2008م, 03:48 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,453
افتراضي كتاب النكاح

كِتَـابُ النـِّكَاحِ

  #2  
قديم 15 ذو القعدة 1429هـ/13-11-2008م, 11:14 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي خلاصة الكلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

كتابُ النِّكَاحِ

  #3  
قديم 15 ذو القعدة 1429هـ/13-11-2008م, 11:15 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي تيسير العلام للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن البسام

كِتَابُ النِّكَاحِ(113)
__________________
(113) النِّكَاحُ حقيقَتُهُ - لُغةً - الوَطْءُ . ويُطْلَقُ - مَجازًا - علَى العَقْدِ ، من إطْلاقِ المُسَبِّبِ على السَّببِ.
وكلُّ ما وَرَدَ في القُرْآنِ مِن لَفْظِ ( النِّكاحِ ) فالمُرادُ بهِ العَقدُ إلَّا قَولَهُ تعالى : ( فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوجًا غَيْرَهُ ) فالمُرادُ بهِ الوَطْءُ.
والأصْلُ في مَشرُوعِيَّتِهِ الكِتابُ، والسُّنَّةُ، والإجْماعُ.
أمَّا الكِتابُ، فقَولُهُ تعالى : ( فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَّ النِّسَاءِ ). وغَيرُها مِن الآياتِ.
وأمَّا السُّنَّةُ فآثارٌ كَثيرةٌ قَوليَّةٌ، وفِعليَّةٌ، وتَقريرِيَّةٌ، ومِنْها حَديثُ البابِ[ يَا مَعْشرَ الشَّبابِ ...إلخ ]
وأَجْمَعَ المُسلِمونَ على مَشروعِيَّتِهِ ، وقدْ حَثَّ عليهِ الشَّارِعُ الحَكيمُ لِمَا يَتَرتَّبُ عليهِ مِن الفَوائِدِ الجَليلَةِ، ويُدْفَعُ بهِ مِن المَفاسِدِ الجَسِيمةِ، فقَدْ قالَ الله ُتَعالى: (وَأنْكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ ). وهذا أَمْرٌ ، وقالَ: (فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ) وهذا نَهْيٌ.
وقالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( النِّكاحُ سُنَّتي فمَن رَغِبَ عن سُنَّتي فلَيْسَ مِنِّي ). وقالَ : ( تَنَاكَحُوا تَكْثُروا، فإنِّي مُبَاهٍ بكُمُ الأُمَمَ يَومَ القِيامَةِ ). والنُّصوصُ في هذا المعنَى كَثيرَةٌ.
كلُّ هذا لِمَا يَتَرَتَّبُ عليهِ مِن المَنافِعِ العَظِيمَةِ، الَّتي تَعودُ على الزَّوجَيْنِ، والأَوْلَادِ، والمُجْتَمَعِ، والدِّينِ بالمَصالِحِ الكثيرَةِ.
فمِن ذَلكَ ما فيهِ مِن تَحْصِينِ فَرْجَي الزَّوجَيْنِ، وقَصْرِ كُلٍّ مِنهُما بهذا العَهدِ نَظَرَهُ على صاحبِهِ عن الْخُلَّانِ والخَليلاتِ.
ومِن ذلكَ ما في النِّكاحِ مِن تَكْثيرِ الأُمَّةِ بالتَّناسُلِ؛ لِيكثُرَ عِبادُ اللهِ تعالى، وأَتْباعُ نَبيِّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم, فتَتَحقَّقُ المُبَاهاةُ ويَتَساعَدوا على أعْمالِ الحياةِ.
ومِنها: حِفظُ الأنْسابِ التي يَحصُلُ بِها التَّعارُفُ، والتَّآلُفُ، والتَّعَاونُ، والتَّناصُرُ.
ولَولَا عَقدُ النِّكاحِ وحِفظُ الفُرُوجِ بهِ لَضَاعَت الأنْسابُ، ولأصْبَحَت الحياةُ فَوضَى، لا وِرَاثَةَ، ولا حُقُوقَ، ولا أُصُولَ، ولا فُرُوعَ.
ومِنها : ما يَحصُلُ بالزَّوَاجِ مِن الأُلْفَةِ والمَوَدَّةِ والرَّحْمَةِ بينَ الزَّوْجينِ؛
فإنَّ الإنْسانَ لابُدَّ لهُ مِن شَريكٍ في حَياتِهِ، يُشاطِرُهُ هُمُومَهُ وغُمُومَهُ، ويُشارِكُهُ في أفْرَاحِهِ وسُرُورِهِ.
وفي عَقْدِ الزَّواجِ سِرٌّ إلهيٌّ عَظيمٌ يَتِمُّ عِندَ عَقْدِهِ - إذا قدَّرَ اللهُ الأُلفَةَ- فيَحصُلُ بينَ الزَّوجينِ مِن مَعانِي الوُدِّ والرَّحمَةِ ما لا يَحصُلُ بينَ الصَّدِيقَيْنِ أو القَرِيبَيْنِ إلَّا بعْدَ الخُلْطَةِ الطَّويلَةِ.
وإلى هذا المَعنَى أَشارَ تَبَاركَ وتعالى بقولِهِ: ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَومٍ يَتَفَكَّرُونَ ).
ومِنها : ما يَحصُلُ في اجْتِماعِ الزَّوجَينِ مِن قِيامِ البَيتِ والأُسْرَةِ الذي هُوَ نَوَاةُ قِيامِ المُجتَمَعِ وصَلَاحِهِ.
فالزَّوجُ يكُدُّ ويَكدَحُ ويَتَكسَّبُ، فيُنفِقُ ويَعُولُ.
والمَرْأَةُ تُدبِّرُ المَنْزِلَ، وتُنَظِّمُ المَعِيشَةَ، وتُربِّي الأطْفالَ، وتقُومُ بِشُؤونِهِمْ.
وبهذا تَستَقيمُ الأحْوالُ، وتَنتظِمُ الأُمُورُ.
وبهذا تَعلَمُ أنَّ للمَرأَةِ في بَيتِها عمَلًا كَبيرًا, لا يَقِلُّ عن عَمَلِ الرَّجُلِ في خَارجِهِ، وأَنَّها إذا أَحسَنَت القِيامَ بما نِيطَ بها فقَدْ أدَّتْ للمُجتمَعِ كُلِّهِ خِدْمَاتٍ كَبيرةً جَليلَةً.
فتَبيَّنَ أنَّ الَّذينَ يُريدُونَ إِخْراجَها مِن بَيْتِها ومَقَرِّ عَمَلِها، لِتُشارِكَ الرَّجُلَ في عَملِهِ، قدْ ضَلُّوا عن مَعرِفَةِ مَصَالحِ الدِّينِ والدُّنيا ضَلَالًا بَعيدًا.
وفَوائِدُ النِّكاحِ لا تُحْصِيها الأقْلَامُ، ولا تُحِيطُ بها الأَفْهَامُ؛ لِأنَّهُ نِظامٌ شَرعِيٌّ إلَهِيٌّ، سُنَّ لِيُحقِّقَ مَصَالحَ الآخِرَةِ والأُولَى.
ولَكِنْ لهُ آدابٌ وحُدودٌ لابُدَّ مِن مُراعَاتِها والقِيامِ بِها مِن الجانِبَينِ؛ لِتَتِمَّ بهِ النِّعْمَةُ، وتَتَحقَّقَ السَّعادَةُ، ويصْفُوَ العَيْشُ، وهِيَ أنْ يقُومَ كُلُّ واحِدٍ مِن الزَّوجَيْنِ بما لِصاحبِهِ مِن حُقُوقٍ، ويُراعِيَ ما لهُ مِن واجِباتٍ.
فمِن الزَّوجِ القِيامُ بالإنْفاقِ، وما يُسْتَحَقُّ مِن كُسْوَةٍ ومَسكَنٍ بالمَعْرُوفِ، وأنْ يكونَ طَيِّبَ النَّفْسِ، وأنْ يُحسِنَ العِشْرَةَ باللُّطفِ واللِّينِ، والبَشَاشَةِ والأُنسِ، وحُسنِ الصُّحبَةِ.
وعلَيْها أنْ تَقومَ بخِدمَتِهِ وإصْلاحِ بَيْتِهِ، وتَدْبِيرِ مَنزِلِهِ ونَفَقَتِهِ، وتُحْسِنَ إلى أبْنَائِهِ وتُرَبِّيَهِمْ، وتَحْفَظَهُ في نَفْسِها وَبَيْتِهِ ومالِهِ، وأنْ تُقَابِلَهُ بالطَّلاقَةِ والبَشَاشَةِ، وتُهَيِّئَ لهُ أَسْبابَ راحَتِهِ، وتُدْخِلَ على نَفْسِهِ السُّرورَ؛ لِيَجِدَ في بَيتِهِ السَّعادَةَ والانْشِراحَ والرَّاحَةَ بَعدَ نَصَبِ العَمَلِ وتَعَبِهِ.
فإذا قامَ كُلٌّ مِن الزَّوجَينِ بِما لِصَاحِبهِ مِن الحُقوقِ والواجِباتِ، صارَتْ حياتُهُما سَعيدَةً، واجْتِماعُهُما حَميدًا، ورَفْرَفَ على بَيتِهِما السُّرورُ والحُبُورُ، ونَشَأَ الأطْفَالُ في هذا الجوِّ الهَادِئِ الوادِعِ، فَشَبُّوا على كَرَمِ الطِّباعِ، وحُسْنِ الشَّمَائِلِ، ولَطِيفِ الأخْلاقِ.
وهذا النِّكاحُ الَّذِي أَتَيْنَا على شَيْءٍ مِن فَوَائدِهِ، ثُمَّ ذَكَرْنَا ما يُحقِّقُ مِن السَّعَادَةِ ، هُوَ النِّكاحُ الشَّرْعِيُّ الإسْلَامِيُّ الَّذي يَكْفُلُ صَلَاحَ البَشَرِ، وعَمَارَ الكَوْنِ، وسَعادَةَ الدَّارَيْنِ, فإنْ لم يُحقِّقِ المَطْلوبَ فإنَّ النُّظُمَ الإلَهِيَّةَ الَّتي أَمَرَ بها, وحَثَّ عَلَيْها لم تُرَاعَ فيهِ، وبهذا تُدْرِكُ سُمُوَّ الدِّينِ، وَجَليلَ أَهْدافِهِ ومَقاصِدِهِ.

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
النكاح, كتاب

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir