س1: اكتب رسالة قصيرة في نحو سبعة أسطر تحذّر فيها من الشرك.
ج: لما كان الشرك منافيا للتوحيد, ويوجب دخول النار, بل والخلود فيها والحرمان من الجنة ونعيمها - إن كان شركا أكبر-, ولما كانت السعادة المنشودة لا تتحقق إلا بالسلامة منه, كان لزاما على العبد أن يحذر منه أشد الحذر, وأن يخاف منه أعظم الخوف, وأن يسعى جاهدا في الفرار منه ومما يقرب إليه, ولذلك كان من دعاء سيد الموحدين – محمد صلى الله عليه وسلم -: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك شيئا وأنا أعلم, وأستغفرك لما لا أعلم", ذلك أن الشرك أعظم الذنوب, ولقد قال الله جل وعلا: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء),
وكذلك كان إبراهيم – عليه السلام - يخشى أن يدركه الشرك وعبادة الأصنام, فيقول: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام), برغم أن الله تعالى قال فيه: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين), "فمن يأمن البلاء بعد إبراهيم".
فالحذر الحذر من الشرك – أكبر أو أصغر أو خفي -, فإن التهاون في أمره تهاون بأصل دين الإسلام, وبغيث السماء الذي أنزل على محمد؛ لتصبح به القلوب مخضرة.
فمن أخلص التوحيد فقد نجا, فالله الله في إخلاصه, ومن فرط فلا يلومن إلا نفسه, نسأل السلامة, إنه بكل جميل كفيل, وهو حسبنا ونعم الوكيل.
س2: بيّن وجوب الكفر بما يعبد من دون الله، وأنّ التوحيد لا يصحّ إلا به.
ج: إن من التوحيد الذي هو حق الله على عباده, أن يعبدوه وحده سبحانه, وأن يكفروا بما يعبد من دونه, وإلا فما صح توحيد العبد وما كمل, قال جل وعلا: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة), فاجتناب الطاغوت أمر من الله تعالى, حتى يتحقق التوحيد, والطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله.
فلقد أمر العبد أن يتبرأ مما يعبد من دون الله, قال تعالى: (وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون), فكانت تلك الكلمة هي: لا إله إلا الله, فدل ذلك على وجوب توحيد الله بإخلاص العبادة له, والبراءة من كل ما سواه, من صنم, أو وثن, أو ند؛ قال تعالى: (واجنبني وبني أن نعبد الأصنام), وقال جل شأنه: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله...), وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم لا تجعل قبري وثنا", وكذلك حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا, قال: "أليس يحلون لكم ما حرم الله فتحلونه, ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه؟ فتلك عبادتهم".
س3: فصّل القول في حكم تعليق التمائم.
ج: التمائم إذا علقت اعتقادا من معلقها أن تدفع البلاء قبل وقوعه, أو ترفعه إذا وقع, فإن صاحبها مشرك شركا أصغر, ذلك أن النافع والضار هو الله تعالى, وأن الأسباب لا تثبت إلا أن تكون أسبابا شرعية أو ثبتت بالتجربة الواقعية أنها تؤثر تأثيرا ظاهريا غير خفي.
أما إذا اعتقد في التمائم أنها تؤثر بنفسها وليست مجرد سبب, كان ذلك شركا أكبر.
ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له", وفي رواية: "من تعلق تميمة فقد أشرك", والتمائم وما شابهها شرك يجب إنكاره وإزالته بالقول والفعل.