تلخيص درس العلوّ المطلق والعلوّ النسبيّ
العناصر
مصدر الدرس
الشروح المعتمدة
مناسبة الباب لما سبقه من الدروس
العلو
تعريف العلو في السند
مشروعية طلب العلوّ
أقسام العلوّ
أولا: العلوّ المطلق
تعريفه
مثاله
بعض المصنفات
ثانيا:العلوّ النسبيّ
تعريفه
مثاله
أنواع العلوّ
الموافقة : تعريفها ومثالها
البدل :تعريفه ومثاله
المساواة: تعريفها ومثالها
المصافحة: تعريفها ومثالها
أمثلة عن الرحلة في طلب العلوّ
مسألة:هل يكون الاشتغال بطلب العلوّ -النسبيّ- مفضولا أم أنّه فاضل مطلقا؟
النزول
تعريفه
مثاله
مسألة: هل العلوّ أفضل من النزول مطلقا؟
فائدة
التفصيل:
المصدر:
نخبة الفكر لابن حجر العسقلانيّ رحمه الله.
الشروح المعتمدة:
نزهة الفكر في شرح نخبة الفكر لابن حجر رحمه الله.
شرح النخبة للشيخ سعد بن عبد الله الحميد.
نظم الدرر لفضيلة الشيخ :إبراهيم اللاحم
المتن:
اقتباس:
وَالمُسْنَدُ مَرْفُوعُ صَحَابِيٍّ بِسَنَدٍ ظَاهِرُهُ الاتِّصَالُ.
فَإِنْ قَلَّ عَدَدُهُ فَإِمَّا أَنْ يَنْتَهِيَ إِلى النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ - أَوْ إِلى إِمَامٍ ذِي صِفَةٍ عَلِيَّةٍ كَشُعْبَةَ.
فالأَوَّلُ:العُلُوُّ المُطْلَقُ ، والثَّانِي:النِّسْبِيُّ.
وَفِيهِ:
المُوَافَقَةُ، وَهِيَ الوُصُولُ إِلى شَيْخِ أَحَدِ المُصَنِّفِينَ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِهِ.
وَفِيهِ: البَدَلُ، وَهُوَ الوُصُولُ إِلى شَيْخِ شَيْخِهِ كَذَلِكَ.
وَفِيهِ:
المُسَاوَاةُ، وَهِيَ اسْتِوَاءُ عَدَدِ الإِسْنَادِ مِنَ الرَّاوِي إِلى آخِرِهِ مَعَ إِسْنَادِ أَحَدِ المُصَنِّفِينَ.
وَفِيهِ:
المُصَافَحَةُ وَهِيَ الاسْتِوَاءُ مَعَ تِلْمِيذِ ذَلِكَ المُصَنِّفِ.
وَيُقَابِل العُلُوَّ بِأَقْسَامِهِ: النُّـزُولُ.
|
مناسبة الباب لما سبق:
شرع المصنف -ابتداء من هذا الباب -بعدما فرغ من بيان مصطلحات الحديث الأربعة: الموقوف ،المرفوع ،المقطوع والمسند في شرح ما يعرف بلطائف الإسناد وهي التي الأمور ليس لها صلة مباشرة بالتصحيح أو التضعيف واستهلها بالعلوّ والنزول.
العلوّ
تعريف عُلوّ السند:
اختصار عدد رجالِ الإسناد الصحيح ما أمكن في حديث ما بالنسبة إلى إسناد آخر صحيح في الحديث بعينه ؛ أي أنّه كلما كان عدد رجال الإسناد من الرواي إلى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ-، أو إلى إمام ذي صفة عليّة قليلا كان السند أعلى، وهو قسمان مطلقٌ ونسبيّ.
مشروعية طلب السند وفضله:
هو مطلوب ومحل فخر وتباري المحدثين فكلما كان الإسناد عاليا كان أبعد عن العلل، ومن أجله كانت الرحلة في طلب الحديث ،ويجعلون أصلا في ذلك حديث : ضمام بن ثعْلبة، وهو أنَه قال للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- بعد أن فارق دياره ديار بكرٍ، وجاء للنبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ- ويقول: ((أَتانَا رَسُولُكَ يَزْعُمُ أنَّكَ رَسولُ اللَّهِ... إلخ،
فأراد أن يسمع الكلام بنفسه وأسقط بهذا من الرواية رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أقسام العلوّ
أوّلا: العلوّ المطلق
العلوّ في السند الذي قلّ رواته إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم، كأن يكون بينه وبين الإمام الرواي ثلاثة رجال ،فهذا أعلى سندا من الذي تفصله أربعة رجال عن منتهى السند وهو النبيّ صلى الله عليه وسلّم.
مثاله
حديث :((الدين نصيحة)) يرويه سفيان بن عيينة بإسنادين :
الأوّل: بواسطةِ رجلينِ، عن أبي صالحٍ السمَّانِ، عن عطاءِ بنِ يزيدَ اللَّيثيّ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
الثاني: عن سهيلٍ بن أبي صالح ، عن عطاءٍ، عن تميمٍ الدَّاريِّ.
الإسناد الثاني أعلى لأن سفيان أسقط منه رجلين بلقائه سهيل وطلبه منه أن يسقط عنه رجلا فحدثه سهيل بنفس الحديث وقد كان سمعه من عطاء وهو يحدث به أباه ، فأصبح بين سفيان والنبيّ صلى الله عليه وسلّم ثلاثة رجال بدلا من خمسة.
بعض المصنفات في هذا الباب :
أفرد السافارينيّ ثلاثيات الإمام أحمد وثلاثيات البخاري وكذا لمسلم وشرحها، وسميت بذلك لأنّ سندها عال يكون فيها بين الإمام الرواي والنبيّ صلى الله عليه وسلم ثلاثة أنفس، وقد اعتيد أن يكون بينهما خمسة أو أربعة أنفس، فهي أسانيد فائقة العلوّ.
العلوّ النسبيّ:
ما قلّ عدد رواته بالنسبة إلى إمام ذي صفة عليّة كشعبة وقتادة ، ويكون بالنسبة إلى رجل من رجال السند، وبخاصة إذا كان إماما مشهورا كالإمام أحمد أوصاحب مصنّف من المصنفات كالبخاريّ ومسلم.
مثاله:
يروي البخاري عن أحمد عن عبد الرزاق بن همام الصنعاني عن معمر عن الزهري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم،أي أنّ بينه وبين النبيّ صلى الله عليه وسلّم ستّة رجال أو خمسة، فيأتي أبو نعيم -صاحب المستخرج على صحيح البخاريّ- فيروي الحديث عن شيخه الطبراني -وهو ممّن عمّر- عن شيخه إسحاق بن إبراهيم الدَبري عن شيخه عبد الرزاق، فهذا من أنواع العلوّ الفائق جدا ،فهو استطاع -برغم عدم علوّه على البخاريّ -أن يصل إلى عبد الرزاق.
أنواع العلوّ النسبيّ:
الموافقة: وهي الوصول إلى شيخ أحد المصنفين من غير طريقه.
مثالها:
يروي البخاريّ من طريق شيخه عليّ بن المدينيّ إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، ثمّ يأتي أبو نعيم فيروي الحديث من طريق عليّ بن المدينيّ ،فصار أبو نعيم راويا عن ابن المدينيّ بدلا من البخاريّ الذي هو أحد سلسلة الرجال لأبي نعيم، فيقال: وافق أبو نعيم البخاريّ بعلوّ.
البدل: وهو الوصول إلى شيخ شيخه بدلا من شيخه كما في الموافقة.
مثاله:
كما في مثال الموافقة لكن يروي البخاريّ الحديث عن ابن المدينيّ عن ابن عيينة -شيخه- ،ويروي أبو نعيم نفس الحديث من طريق الحُميديّ عن ابن عيينة فيكون الحميدي بدلا من ابن المدينيّ.
المساواة: استواء عدد رجال الإسناد من الراوي إلى آخره مع إسناد أحد المصنّفين، والسبب في حعله سندا عاليا هو الفارق بين وفاة المتأخِّر ووفاة المصنّف.
مثالها: يروي النسائيّ (وقد توفيّ سنة 303هـ)حديثا بإسناد عدد الرجال فيه بينه وبين النبيّ صلى الله عليه وسلّم إحدى عشر.
يروي ابن حجر (وقد توفيّ852هـ) نفس الحديث بنفس الفارق في عدد الرجال وهو إحدى عشر.
فنقول إسناد ابن حجر عالٍ على الرغم الفرق الواضح بينه وبين النسائيّ.
المصافحة: هو الاستواء مع تلميذ ذلك المصنّف.
مثالها: نفس المثال السابق لكن النسائي بفارق إحدى عشر نفسا وابن حجر اثنا عشر، فيكون ابن حجر وكأنّه صافح النسائيّ ،بل وكأنّه تلميذه والنسائي بمثابة شيخه.
أمثلة عن الرحلة في طلب الحديث:
-رحلة أبي أيوب الأنصاري من المـدينـة إلى عقبة بن عامر بمصر؛ ليسمع منه حديثاً واحداً، وهو: " من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة " وسمع الحديث فور وصوله إلى مصر، ورجع مباشرة إلى المدينة.
-رحلة جابر بن عبد الله رضي الله عنه إلى بلاد الشام مسيرة شهر؛ ليسمع حديثاً واحداً من عبد الله بن أنيس، وهو: " يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلاً "
-رحلة الإمام أحمد ويحي بن معين من العراق إلى اليمن.
مسألة:هل يكون الاشتغال بطلب العلوّ -النسبيّ- مفضولا أم أنّه فاضل مطلقا؟
نعم، قد يصبح مفضولا ،إذا كان من اشتغل بهذا الأمر -خاصة من المتأخرين- عظمت رغبته فيه حتى غلبت عليه ،فيضيّع أوقاتا ثمينة في طلبه بدلا من التبحرّ فيما هو أهمّ منه، وقد انتقد الذهبيّ والحافظ مثل هذا الاشتغال بتكثير الشيوخ وطلب العلوّ، و لعلّ هذا ينبي عن شهوة التحديث كما ذكر بعضهم.
النزول:
تعريفه:
من لطائف الإسناد وهو في مقابل العلوّ نزولا، أي كثرة عدد رجال الإسناد.
مثاله:
الحديث الذي يكون فيه بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين الإمام مسلم خمسة رجال ،ثم يرويه بإسناد آخر يصل فيه إلى النبيّ صلى الله عليه وسلّم بستة يكون الأول إسناده عال والثاني إسناده نازل، فيكون بذلك لدينا نزول مطلق في مقابل العلو المطلق ونزول نسبي في مقابل العلو النسبيّ.
مسألة: هل العلوّ أفضل من النزول مطلقا؟
القول الأوّل:
العلوّ أفضل وعلّل ذلك بأنّه كلما قلّ عدد الرجال قلّ الخطأ إذ أنّ احتمال الخطأ واردٌ عليهم ولو كانوا ثقات، ومن جهة أخرى كلما كثر العدد كثر الخطأ.
القول الثاني:
قال بعض العلماء أنّ النزول أفضل باعتبارين:
-أن يكون رجال النازل في مقابل العالي حفاظا أو يكون الإسناد أصحّ وإن كان العلوّ في الإسناد مطلوبا لحد ذاته ،وهذا صحيح لكنه أمر عارض ، يكون فيه للنازل بلا شك مزيّة على العالي .
-أنّ النازل يحتاج في البحث في رواته إلة مشقة أكبر باعتبار أنّ الأجر على قدر المشقة، فهذا ترجيح باعتبارٍ ليس له علاقة ألبتة بالتصحيح والتضعيف.
الترجيح:
العلوّ أفضل من النزول وهو قول جمهور العلماء وهو اختيار ابن حجر،لأنّه مطلوب لذاته ،أن يعرض للنازل عارض يجعل له مزيّة على العالي،كأن يكون رجاله أحفظ وأفقه أو يكون أتصال سنده أقوى .
فائدة:
طلب العلوّ في وقتنا الحاضر يماثله اهتمام بعض الباحثين بروايات الكتب كصحيح البخاري،فيرحل بعض الطلبة إلى الشيوخ لطلب الإجازة في الرواية عنه لهذه الكتب،وقد لا يقرؤها عليه ،أو قد يكون في الطريق إلى هذه الكتب أسماء غير معروفة فيُنبه لمثل هذا الأمر،أيضا هذا الطلب والاهتمام إذا كان للتفقه ودراسة الأسانيد لا للتباهي وتطويل التعليقات على الكتب فلا بأس فيه، غير أنّه يجدر الانشغال بما هو أهمّ وأنفع للأمة التي تتكالب عليها الفتن، وعلى كل حال فهذه الأسانيد وإن كانت ميزة هذه الأمّة ،إلاّ أنّ أهميتها-من جهة طالبيّ العلوّ- تقل مع تطاول الزمن.
هذا وأسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا في الدنيا والآخرة ،وأن يجزل الثواب لكل من ساهم بكثير أوقليل في تيسير العلم لطلابه.