دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 شوال 1439هـ/5-07-2018م, 02:02 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس: مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران

مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 23-32)




حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:

1: من أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني} الآية.
2: المراد بالكتاب في قوله تعالى:
{يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.
3: المراد بالملك في قوله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء}.


تعليمات الإجابة على المسائل:
هذا التطبيق مطلوب تقديمه في صورة خطوات منفصلة كالتالي:
أولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
ثانيا:
استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
ثالثا: تخريج الأقوال.
رابعا: توجيه الأقوال.
خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.



تعليمات:
- دراسة تفسير سورة آل عمران سيكون من خلال مجالس المذاكرة ، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق مهارات التفسير التي تعلمها الطالب سابقا.
- لا يقتصر تفسير السورة على التفاسير الثلاثة الموجودة في المعهد.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.

- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 شوال 1439هـ/6-07-2018م, 04:11 AM
سارة المشري سارة المشري غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 544
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:

2: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.


ولا: ذكر مراجع البحث مرتّبة على مراتب مراجع الأقوال في التفسير.
هذه المسألة تفسيرية ، ولها علاقة بأسباب النزول ، تم الرجوع فيها إلى الكتب التالية :
- من المرتبة الثانية : كتب التفسير في جوامع الأحاديث .
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لإمام المفسّرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
4- التفسير الوسيط للواحدي .
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
1. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
2. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
3. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
4. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
5. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
6. التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور .
7. تفسير الألوسي .
ومن التفاسير اللغوية :
معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)

ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها.
يمكن إرجاع القول في هذه المسألة إلى ثلاثة أقوال :
القول الأول : أنّ المراد بكتاب الله تعالى التوراة ، وهو قول ابن عباس ، واختيار ابن جرير .
تخريج القول الأول :
أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طريق سعيد بن جبير وعكرمة عنه .
ورواه ابن أبي حاتم من طريق محمّد ابن أبي محمّدٍ، عن عكرمة عنه .

توجيه القول الأول :
يرجع هذا القول إلى عدة أمور :
الأول : ما نُقل من أسباب النزول ويمكن إرجاعها إلى ثلاثة أسباب :
1- قال ابن جرير : حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ مولى زيد بن ثابتٍ، قال: حدّثني سعيد بن جبيرٍ وعكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بيت المدراس على جماعةٍ من يهود، فدعاهم إلى اللّه، فقال له نعيم بن عمرٍو والحارث بن زيدٍ: على أيّ دينٍ أنت يا محمّد؟ فقال: على ملّة إبراهيم ودينه، فقالا: فإنّ إبراهيم كان يهوديًّا، فقال لهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فهلمّوا إلى التّوراة فهي بيننا وبينكم، فأتيا عليه، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ألم تر إلى الّذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يدعون إلى كتاب اللّه ليحكم بينهم ثمّ يتولّى فريقٌ منهم وهم معرضون} إلى قوله: {ما كانوا يفترون} .
2- قال البغوي : روى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رجلا وامرأة من أهل خيبر زنيا وكان في كتابهم الرجم ، فكرهوا رجمهما لشرفهما فيهم فرفعوا أمرهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجوا أن يكون عنده رخصة فحكم عليهما بالرجم فقال له النعمان بن أوفى وبحري بن عمرو : جرت عليهما يا محمد ليس عليهما الرجم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " بيني وبينكم التوراة " قالوا : قد أنصفتنا قال " فمن أعلمكم بالتوراة " قالوا رجل أعور يسكن فدك يقال له ابن صوريا ، فأرسلوا إليه فقدم المدينة ، وكان جبريل قد وصفه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنت ابن صوريا؟ " قال : نعم ، قال : " أنت أعلم اليهود " ؟ قال : كذلك يزعمون قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء من التوراة ، فيها الرجم مكتوب ، فقال له : " اقرأ " فلما أتى على آية الرجم وضع كفه عليها وقرأ ما بعدها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عبد الله بن سلام : يا رسول الله قد جاوزها فقام فرفع كفه عنها ثم قرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى اليهود بأن المحصن والمحصنة إذا زنيا وقامت عليهما البينة رجما ، وإن كانت المرأة حبلى تربص بها حتى تضع ما في بطنها ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم باليهوديين فرجما ، فغضب اليهود لذلك وانصرفوا فأنزل الله عز وجل ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ) . )
قال القرطبي وابن عطية ( وذكر النقاش أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( هلموا إلى التوراة ففيها صفتي ) فأبوا )
3- قال القرطبي وابن عطية ( وذكر النقاش أنها نزلت لأن جماعة من اليهود أنكروا نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( هلموا إلى التوراة ففيها صفتي ) فأبوا ) .
والثاني : أنّ أهل الكتاب كانوا مكذبين بالقرآن ، مع زعمهم أنّهم مصدّقين بالتوراة مقرّين بها ، قال ابن جرير : فكانت الحجّة عليهم بتكذيبهم بما هم به في زعمهم مقرّون أبلغ وللعذر أقطع .
والثالث : ما تضمنته هذه الكتب من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ونبوته ، وما يدلّ على صدقه من تشابه في الأخبار وفي بعض الأحكام ، طلباً للنظر وإقامة للحجّة .

القول الثاني : أنّ المراد به التوراة والإنجيل .
تخريج القول الثاني : وهو قول ابن كثير ، ولم أجد له قولا من السلف .

توجيه القول الثاني :
لعلّ ابن كثير قرّر هذا بناء على لفظ الآية في العموم ( ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب ) فيدخل في ذلك اليهود والنصارى ، مع تشابه ما لدى الفريقين من زعم التمسك بما أنزل عليهم من الكتب ، مع التكذيب بها في الحقيقة ، سواء كان في قبول أمر النبي صلى الله عليه وسلم والتصديق بنبوته ، أو في ما أُنزل عليهم من أحكام .

القول الثالث : أنّ المراد به القرآن ، وهو قول قتادة وابن جريج وروي عن ابن عباس .

ثالثا: تخريج القول الثالث .
وأمّا قول قتادة فرواه ابن جرير وابن المنذر من طريق سعيد عنه ، ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عنه .
وأمّا قول ابن جريج فرواه ابن جرير من طريق القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ عنه .
وأمّا ماروي عن ابن عباس فذكر الواحدي أنه في رواية الضحاك .

رابعا: توجيه القول الثالث .
1- أنّ هذا كما في قوله تعالى : ( نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم ) فهو غير الكتاب المراد في قوله : من الكتاب كما ينبئ به تغيير الأسلوب . والمعنى : يدعون إلى اتباع القرآن والنظر في معانيه ليحكم بينهم فيأبون ، وهو قول ابن عاشور .
2- لأنه موافق لما عندهم من أصول الديانة وأركان الشريعة والصفة التي تقدمت البشارة بها ، ذكره الألوسي .
3- لثبوت أنّه كتاب الله تعالى ، حيث لم يقدر بشر أن يعارضه ، كما أنهم لا يشكون انه كتاب الله المنزل على خاتم رسله ، وهو خلاصة قول الواحدي ونسبه إلى قتادة ، وقول الألوسي .

خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
هذه المسألة ترجع إلى قولين رئيسين ، أمّا الأول فهو القول بأنّ المراد بكتاب الله التوراة ، ويؤيده ما جاء في سبب نزول الآية ، كما أنّ سياق الآيات تحتمله ، ويكون قوله تعالى ( يُدعون إلى كتاب الله ) هو عين المراد من الكتاب ، وإنما غير اللفظ تفننا وتنويها بالمدعو إليه ، ليتأملوه ويؤمنوا بما فيه ويعملوا به ، كما ذكر ذلك ابن عاشور .
وأما ضمّ الإنجيل معه فلم يقل به أحد ، بخصوص المراد بهذه الآية .
وأمّا الثاني فهو القول بأنه القرآن ، وذلك لثبوت إعجازه و أنه وحي من عند الله مهيمن على كل الكتب ، و لتصديقه ما عندهم من أصول الدين وبعض الشرائع ، و إثباته لنبوته عليه الصلاة والسلام ، وهذا القول محتمل ،
وإن كان الأول أقوى وأوجه من جهة تعدد أسباب النزول ، ومن جهة إقامة الحجة عليهم بما يزعمون الإيمان به ، وإثبات إعراضهم وكفرهم بما أنزل عليهم .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 شوال 1439هـ/7-07-2018م, 01:50 PM
علاء عبد الفتاح محمد علاء عبد الفتاح محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 599
افتراضي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تحرّير القول: فيمن أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم-أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني} الآية

أولا: ذكر مراجع البحث.
هذه المسألة تفسيرية ، ولها علاقة بأسباب النزول ، تم الرجوع فيها إلى الكتب التالية :
من المصادر الأصلية:
-من المرتبة الأولى: كتب دواوين السنة.
بحثت في بعضها كالصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد ومستدرك الحاكم وسنن سعيد بن منصور وتفسيره، ومصنف عبد الرزاق ولم أجد فيها شيء يتعلق بالآية سوى حديث عن عائشة في المستدرك وذكرته في القول الأول كما سيأتي.
- من المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث.
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)
- من المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة :
1- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري (ت: 310هـ)
2- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ)
3- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ)
4- تفسير أبي إسحاق الثعلبي(ت427) .
- ومن المرتبة الرابعة : التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها .
تفسير ابن المنذر النيسابوري(ت:318هـ)
- من المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير :
1. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
2. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
3. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
4. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)
5. التحرير والتنوير للطاهر ابن عاشور .
ومن التفاسير اللغوية :
معاني القرآن لإِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ)

ثانيا: استخلاص الأقوال وتصنيفها ونسبتها. ثم تخريج الأقوال ثم توجيهها
قيل في هذه المسألة أربعة أقوال :
==القول الأول : أنّ المراد بهم قوم من المسلمين قالوا للنبي عليه السلام: يا محمد إنا نحب ربنا، فنزلت هذه الآية في قولهم،
=القائلون به:
الحسن وابن جريج
-قال الطبري حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، عن بكر بن الأسود قال، سمعت الحسن يقول: قال قومٌ على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد، إنا نحبّ ربنا! فأنزل الله عز وجل:"قُل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، فجعل اتباع نبيه محمد صلى الله عليه وسلم عَلَمًا لحبه، وعذاب من خالفه.
-وقال أيضا: حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثني حجاج، عن ابن جريج قوله:"إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، قال: كان قوم يزعمون أنهم يحبون الله، يقولون: إنا نحب ربّنا! فأمرهم الله أن يتبعوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، وجعل اتباع محمد علمًا لحبه.
=تخريج القول الأول :
-أما قول الحسن
فرواه الطبري في تفسيره عن بكر بن الأسود وعباد ابن منصور وأبي عبيدة الناجي عنه.
ورواه ابن المنذر النيسابوري في تفسيره عن أبي عبيدة الناجي عنه.
ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره عن حوشب وعباد بن منصور عنه.
-وأما قول ابن جريج
فرواه الطبري في تفسيره عن حجاج عنه.
ورواه ابن المنذر النيسابوري في تفسيره عن محمد بن ثور عنه.
وقد ذكر هذا القول عنهما الثعلبي وابن عطية في تفسيرهما.

=توجيه القول الأول :
يرجع هذا القول إلى أنه بيان للطريق الدال على صدقة محبة النبي صلى الله عليه، وأن الأمر ليس فقط القول باللسان، بل هو في الاتباع أيضا فبينت الآية هذا الطريق لمن أبلغوا النبي صلى الله عليه وسلم بحبهم له.
وفي المستدرك للحاكم : عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الشِّرْكُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ الذَّرِّ عَلَى الصَّفَا فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ، وَأَدْنَاهُ أَنْ تُحِبَّ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْجَوْرِ، وَتُبْغِضَ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْعَدْلُ وَهُوَ الدِّينُ، إِلَّا الْحَبُّ وَالْبُغْضُ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبَعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ»
ورواه ابن ابي حاتم في تفسيره عن عائشة أيضا، وفي الإسناد عبد الأعلى قال عنه الدارقطني ليس بثقة. وقال أبو زرعة: عبد الأعلى منكر الحديث، وهذا حديث منكر.

==القول الثاني : أنّ المراد بهم نصارى نجران.
=القائلون به:
محمد ابن إسحاق، ومحمد بن جعفر بن الزبير.
قال الطبري: - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير: "قل إن كنتم تحبون الله"، أي: إن كان هذا من قولكم - يعني: في عيسى - (2) حبًّا لله وتعظيمًا له =،"فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم"، أي: ما مضى من كفركم ="والله غفور رحيم". (3)
=تخريج القول الثاني : .
أما قول محمد ابن إسحاق:
فرواه ابن المنذر النيسابوري في تفسيره عن زياد عنه.
ورواه أيضا ابن أبي حاتم في تفسيره عن سلمة عنه.
وأما قول محمد بن جعفر بن الزبير:
-فرواه الطبري في تفسيره عن محمد ابن إسحاق عنه.
-وقد ذكره الثعلبي وابن عطية في تفسيره عنه.
=توجيه القول الثاني :
لما كان النصارى يزعمون أنهم يحبون الله فنزلت الآية لتبين لهم زيف هذه الدعوى وأنهم لو كانوا صادقين فإنهم لابد أن يتعبوا النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأن هذا ما أمرهم به الله في الإنجيل وأمرهم به عيسى عليه السلام ويكفوا عما قالوه من القول العظيم في عيسى ابن مريم فإن فعلوا ذلك نالوا محبة الله.
فيكون اتباع محمد صلى الله عليه وسلم هو اتباع لعيسى عليه السلام فإن حصل منهم هذا فهم يحبون الله حق المحبة كما يزعمون وإلا فهم كاذبون في دعواهم.
قال الطبري في تفسيره:
" فإذْ كان الأمر على ما وصفنا، فتأويلُ الآية: قل، يا محمد، للوفد من نصارى نجران: إن كنتم كما تزعمون أنكم تحبون الله، وأنكم تعظمون المسيح وتقولون فيه ما تقولون، حبًّا منكم ربَّكم = فحققوا قولكم الذي تقولونه، إن كنتم صادقين، باتباعكم إياي، فإنكم تعلمون أني لله رسولٌ إليكم، كما كان عيسى رسولا إلى من أرسل إليه، فإنه = إن اتبعتموني وصدّقتموني على ما أتيتكم به من عند الله = يغفرُ لكم ذنوبكم، فيصفح لكم عن العقوبة عليها، ويعفو لكم عما مضى منها، فإنه غفور لذنوب عباده المؤمنين، رحيمٌ بهم وبغيرهم من خلقه" أ.هـ.


==القول الثالث : أنّ المراد بهم اليهود.
=القائلون به:
روي هذا عن ابن عباس.
فذكر الثعلبي أن الكلبي روي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال: إنّ اليهود لمّا قالوا: نَحْنُ أَبْناءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ، أنزل الله هذه الآية، فلمّا نزلت عرضها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على اليهود، فأبوا أن يقبلوها.
=تخريج القول الثالث .
-ذكره الثعلبي عن أبي صالح عنه.
=توجيه القول الثالث .
هذا القول مبني على اشتراك اليهود والنصارى في زعمهم المحبة لله، كما جاء في آيات كثيرة منها قوله تعالى:
- وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ. الآية [المائدة: 18]
- وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (111) البقرة.
- وقالوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ [سورة آل عمران: 24]. وغيرها من الآيات التي فيهم زعمهم بالمحبة والمكانة عند الله.
وفي المقابل فهم لا يتبعون ما جاءت به رسلهم من عند الله لهم،
فالنصارى كما تقدم في القول السابق لا يتبعون عيسى حين بلغهم بوجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم،
واليهود لا يتبعون موسى حين بلغهم بذلك في التوراة أيضا.

==القول الرابع: أن المراد بهم قريش.
=القائلون به:
روي هذا القول عن ابن عباس.
-قال الثعلبي: وروى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال: وقف النبي صلّى الله عليه وسلّم على قريش وهم في المسجد الحرام، وقد نصبوا أصنامهم وعلّقوا عليها بعض النعام وجعلوا في آذانها السيوف وهم يسجدون لها. فقال: يا معشر قريش والله لقد خالفتم ملّة أبيكم إبراهيم وإسماعيل، ولقد كانا على الإسلام. فقالت له قريش: يا محمّد إنّا نعبدها حبّا لله، لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى، فقال الله تعالى: قُلْ يا محمّد إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ وتعبدون الأصنام ليقرّبوكم إليه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ، وأنا رسوله إليكم وحجّته عليكم وأنا أولى بالتعظيم من الأصنام.
=تخريج القول الرابع .
ذكره الثعلبي عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس.
وذكره البغوي عن الضحاك عنه.
=توجيه القول الرابع .
هذا القول إن صح فهو محمول على أن صدق محبة الله هي في اتباع النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو خاتم النبيين وهو مبعوث لجميع العالمين، فوجب على الجميع اتباعه فنزلت الآية مبينة لهذا.

خامسا: دراسة الأقوال ونقدها وبيان الراجح منها.
هذه المسألة ترجع إلى قولين رئيسين:
=الأول: القول بان المراد المسلمين.
=الثاني: أنهم غير المسلمين، ثم فيه ثلاثة أقوال:
-أنهم نصارى نجران.
-أنهم اليهود.
-أنهم كفار قريش.

والذي يترجح:
أن القول بأنهم نصارى نجران هو الأقوى وهذا لأمرين:
-الأول: من جهة الرواية:
فإن الأثر عن الحسن وابن جريج –أن المراد المسلمين- قد ضعفهما ابن جرير الطبري.
وكذا الآثار عن ابن عباس في أن المراد قريش أو اليهود، ليس فيها سند يحكم به عليه وإنما هي نسبة فلم أقف على سند متصل إليه في أي منهما.
-والثاني: من جهة الدراية:
فأن الآيات قبل وبعد هذه الآية متعلقة بوفد نصارى نجران، تتكلم عنهم وتحاجهم فالأولى أن تصرف هذه الآية أيضا لمثل هذ.
وهذا القول هو اختيار ابن جرير الطبري

ومع هذا فالآية تشمل كل من كل هذه الأقوال من جهة المعنى وإن قلنا أن المراد بالأمر فيها قوم معينين
فلا تعارض بينهما، فمن زعم من أهل الكتاب حب الله لزمه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح هذا الاتباع إلا بالدخول في دين الإسلام،
ومن زعم من أمة محمد أنه يحب الله، لزمه أن يتبع النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء به فيفعل ما أمره به وينتهي عما نهاه عنه ويصدقه فيما أخبره به.
وهذا العموم هو الذي فسر به ابن كثير الآية في تفسيره .

والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 شوال 1439هـ/9-07-2018م, 01:03 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي

المراد بالملك في قوله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء}


1. المراجع

كتب المرتبة الأولى: كتب التفسير في دواوين السنّة
لم أجد شيئا

من كتب المرتبة الثانية: كتب التفسير في جوامع الأحاديث
الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي(ت:911هـ)

من كتب المرتبة الثالثة: التفاسير المسندة المطبوعة
- جامع البيان عن تأويل آي القرآن، لإمام المفسّرين أبي جعفر محمد بن جرير الطبري (ت: 310هـ).
- تفسير القرآن العظيم، عبد الرحمن ابن أبي حاتم الرازي (ت: 327هـ).
- الكشف والبيان عن تفسير القرآن، لأبي إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي (ت: 427هـ)
- معالم التنزيل لأبي محمد الحسين بن مسعود البغوي (ت: 516هـ).

المرتبة الرابعة: التفاسير المسندة التي طُبع شيء منها
لم أبحث في كتب هذه المرتبة

1. من كتب المرتبة الخامسة: أجزاء وصحف تفسيرية مطبوعة، ومنها:
تفسير مسلم بن خالد الزنجي، (ت: 179هـ).

من كتب المرتبة السادسة: التفاسير التي تنقل أقوال السلف في التفسير
1. الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب القيسي(ت:437هـ)
2. النكت والعيون للماوري(ت:450هـ).
3. المحرر الوجيز لابن عطية(ت:542هـ).
4. زاد المسير لابن الجوزي (ت:597هـ).
5. الجامع لأحكام القرآن للقرطبي(ت:671هـ).
6. تفسير القرآن العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقي(ت:774هـ)

المرتبة السابعة: كتب تخريج أحاديث التفسير
لم أبحث

المرتبة الثامنة: شروح الأحاديث
لم أبحث

كما بحثت في بعض الكتب المتأخرة مثل:
1. التحرير والتنوير
2. السعدي
3. بعض البحوث

2. الأقوال في المسألة وتخريجها:

2. أقدم بذكر ما جاء في سبب النزول لعلاقته بمعنى الملك في الآية:
جاء في سبب نزول الآية عدة أقوال تتلخص فيما يلي مع ملاحظة اختلاف مصطلح سبب النزول:
1. القول الأول: أنها نزلت بعد فتح مكة لما وعد عليه السلام أمته ملك فارس والروم، فأنكر المنافقون ذلك، وهو قول ابن عباس وأنس بن مالك
2. القول الثاني: أنها نزلت لما سأل عليه الصلاة والسلام ربه أن يجعل ملك فارس والروم في أمته، وهو قول قتادة
3. القول الثالث: أنها نزلت في قصة الصخرة التي اعترضت المسلمين أثناء حفر الخندق في غزوة الخندق، وتصدى لها عليه الصلاة والسلام بمعوله فكسرها وأضاءت له قصور كسرى وقيصر وقصور صنعاء فبشر المسلمين بها، فأنكر المنافقون وتعجبوا، وهو قول ابن عباس وفيه رواية عن عمرو بن عوف المزني
4. وَقِيلَ: نَزَلَتْ دَامِغَةً لِبَاطِلِ نَصَارَى أَهْلِ نَجْرَانَ فِي قَوْلِهِمْ: إِنَّ عِيسَى هُوَ اللَّهُ، ذكره القرطبي
5. أن اليهود قالوا: والله لا نطيع رجلاً جاء ينقل النبوة من بني اسرائيل إلى غيرهم، فنزلت هذه الآية، ذكره ابن الجوزي عن أبو سليمان الدمشقي.


المصادر التي لخصت منها أسباب النزول مع التخريج إن وجد:

القول الأول:
أما قول ابن عباس فقد ذكره الثعلبي والواحدي في أسباب النزول والعسقلاني وذكره القرطبي
أما قول أنس بن مالك فقد ذكره الواحدي أسباب النزول والقرطبي في تفسيره.

القول الثاني:
أما قول قتادة فقد رواه الطبري من طريقين وابن أبي حاتم في تفسيرهما ورواه الواحدي في أسباب النزول، وذكره وذكره الثعلبي وابن حجر العسقلاني في العجاب في بيان الأسباب والزجاج وابن عطية ومكي.

القول الثالث:
أما قول ابن عباس فقد ذكره ابن حجر العسقلاني في العجب العجاب عن الثعلبي
أما حديث عمرو بن عوف المزني فقد رواه الواحدي في أسباب النزول وذكره الثعلبي والعسقلاني وقال: رواه البيهقي وليس في آخره ونزل قوله، وذكره ابن عطية


3. الأقوال في المسألة
القول الأول: أن الملك المقصود هنا هو المال والعبيد، ذكره الزجاج ومكي وابن لجوزي والقرطبي

القول الثاني: أن الملك المقصود هنا هو الغلبة والسلطان، ذكره الزجاج، ومكي والماوردي والقرطبي

القول الثالث: أن الملك المذكور هو النبوة، قاله ابن عباس ومجاهد وذكره ابن عطية، وأشار له ابن كثير ، ورواه ابن أبي حاتم عن محمد بن إسحاق قال ابن أبي حاتم وروي عن مجاهد والحسن مثله وذكره مكي والبغوي والماوردي والقرطبي

القول الرابع: أنه مالك الملك كله بجميع أنواعه في الدنيا والآخرة، قاله محمد بن جعفر بن الزبير وذكره ابن جرير وابن عطية وابن ابي حاتم عن محمد بن إسحاق والماوردي والقرطبي

القول الخامس: أنه الإيمان ذكره الماوردي والقرطبي

4. التخريج:
القول الأول:
لم ينسبه أصحاب التفاسير المذكورة لأحد من السلف.

القول الثاني:
لم ينسبه أصحاب التفاسير المذكورة لأحد من السلف

القول الثالث:
أما قول ابن عباس فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره
أما قول مجاهد فرواه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ في جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي، كما رواه الطبري في تفسيره بروايتين من طريق ابن أبي نجيح
أما قول الحسن فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره
أما قول محمد بن إسحاق فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره

القول الرابع:
أما قول محمّد بن جعفر بن الزّبير فرواه الطبري في تفسيره
أما قول ابن محمد بن إسحاق فرواه ابن أبي حاتم في تفسيره

القول الخامس:
لم ينسبه أصحاب التفاسير المذكورة لأحد من السلف


5. توجيه الأقوال:

القول الأول :
أن الملك هو المال والعبيد
هذا المعنى مستفاد من المعنى اللغوي ل ( الملك) إ ذ أن معناه: الاحتواءُ. أي الحيازة مع القدرة على التصرف. مأخوذ من: مَلَكَ الشيءَ يملكه: احتواه قادرا على حرية التصرف فيه. وهو بهذا المعنى - يطلق على: ملك الله وملك غيره.
فالمال والعبيد والدور والقصور يطلق عليها كلها ملك والله سبحانه مالك العباد وما ملكوا كما قال الزجاج
فالتفسير هنا أحد المعاني التي يدل عليها ( الملك) ولا يشمل جميع المعاني والأصل عدم حصره بغير دليل خاصة أنه لم يرد عن أحد من السلف.

القول الثاني:
أن الملك هو الغلبة والسلطان
والمعنى هنا أيضا استخدام لغوي صحيح فالسلطان يطلق عليه لفظ الملك وإن لم يكن لديه مال ولا عبيد لكن لا تحصر اللفظة في هذا المعنى بدون دليل ولا أثر عن أحد من السلف، إنما هي أحد المعاني الصحيحة والتي يدل عليها بعض ما ذكر في أسباب النزول من سؤاله صلى الله عليه الملك أو بشراه لأصحابه بملك كسرى وقيصر.
قال السعدي" وفيه الإشارة إلى أن الله تعالى سينزع الملك من الأكاسرة والقياصرة ومن تبعهم ويؤتيه أمة محمد "

ولعل الزجاج هو أول من قال بالقولين الأول الثاني لأن بعض من ذكر هذه المعاني من المفسرين أرجعوا الكلام له وهو من أهل اللغة ولعله أراد أن من معاني الملك في اللغة المال والعبيد والملك والغلبة

القول الثالث: أن الملك المذكور هو النبوة
وهذا القول مروي عن بعض السلف منهم ابن عباس ومجاهد، ولعله يناسب سياق الآيات التي جاءت في ذم أهل الكتاب لإعراضهم عن قبول شريعة الإسلام ولعلها تشير إلى أن إعراضهم بسبب حسدهم أن تنقل النبوة منهم إلى العرب كما أشار لهذا المعنى ابن عاشور، ودار حول هذا المعنى تفسير ابن كثير ولعل سياق الآيات يدل على هذا المعنى ويشير إليه ولكن من غير الضروري اقتصار المعنى عليه إنما هو أحد المعاني التي تدل عليها اللفظة
قال ابن عاشور بعد أن أشار لمعنى نقل النبوة المستفاد من الآية: "مَعَ الْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّ الشَّرِيعَةَ الْإِسْلَامِيَّةَ شَرِيعَةٌ مُقَارِنَةٌ لِلسُّلْطَانِ وَالْمُلْكِ"
وهذا المعنى يتناسب مع سبب النزول الذي ذكره القرطبي.

القول الرابع:
أنه مالك الملك كله بجميع أنواعه في الدنيا والآخرة، وهو قول مروي عن محمد بن إسحاق وهذا القول هو أشمل الأقوال، والحقيقة أن اللفظة تدل عليه ولا يمنع مانع من شمولها لكل ما يمكن أن يذكر من ملك سواء في الدنيا والآخرة، فهو سبحانه المتصرف يؤتي ملكه من يشاء سواء كان الملك المقصود مالا أو عبيدا أو غلبة أو سلطانا أو نبوة أو إيمانا أو غير ذلك مما يملكه سبحانه وحده ويهبه لمن يشاء بقدرته ومحض مشيئته

القول الخامس
أن الملك هنا الإيمان، ويقال في هذا القول ما قيل في غيره من الأقوال التي هي مثال على ملك الله سبحانه ولا تقتصر عليه والله أعلم


6. الترجيح:
ومما سبق يتبين أن الملك المذكور هنا يعم جميع ملك الله سبحانه في الدنيا والآخرة كما جاء في القول الثالث، وجميع ما ذكر من أقوال أخرى إنما هو مثال على ملكه الذي يهبه لمن يشاء سبحانه، وأن ما ذكره بعض السلف من أن المعنى هو النبوة إنما هو لمناسبة السياق ولا يقتصر الملك عليه

قال الشوكاني في فتح القدير:
قَالَ الزَّجَّاجُ: وَالْمَعْنَى مَالِكُ الْعِبَادِ وَمَا مَلَكُوا وَقِيلَ:
الْمَعْنَى مَالِكُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَقِيلَ: الْمُلْكُ هُنَا: النُّبُوَّةُ وَقِيلَ: الْغَلَبَةُ وَقِيلَ: الْمَالُ وَالْعَبِيدُ. وَالظَّاهِرُ شُمُولُهُ لِمَا يَصْدُقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْمُلْكِ مِنْ غَيْرِ تَخْصِيصٍ.

والله أعلم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 شوال 1439هـ/9-07-2018م, 10:08 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

حرّر القول في واحدة من المسائل التالية:
3: المراد بالملك في قوله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء}.


بسم الله مالك الملك, موزع الأرزاق, الذي أعطى ومنع, وله الحكمة فيما أمسك ووزع, وبعد:
فإن للمراد بالملك في قوله تعالى :"تؤتي الملك ..." أقوال عدة, سنذكرها متبوعة بالتخريج, ثم نتم ذلك بتوجيه الأقوال وتحريرها وتبيين الراجح منها:

أ/ المراجع:
- جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي.
- تفسير الطبري.
- تفسير القرآن العظيم.
- تفسير الزجاج.
- تفسير ابن عطية.
- تفسير ابن كثير.

ب/ الأقوال في المراد بـ"الملك" متبوعة بالتخريج:
1-أن الملك هو المال والعبيد والحضرة. ذكره الزجاج.

2-أن المراد بالملك من جهة الغلبة بالدّين والطاعة والتسليط والقوة. ذكره الزجاج.

3-أنه أمر للنبي صلى الله عليه وسلم أن يسأل ربه نقل عزّ فارس إلى العرب, وذل العرب إلى فارس. قاله قتادة, وذكره الطبري والزجاج وابن عطية.
تخريج الأقوال:
قول قتادة: أخرجه الطبري عن بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة, وذكر قوله.
وأخرجه ابن أبي حاتم قال: حدثني أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ عن أبيه, عن قتادة, وذكر قوله.
وأخرجه بطريق أخرى عن المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا ابن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن قتادة, وذكر قوله.

4- أنه النبوة. قال به ابن عباس والحسن ومجاهد, وذكره ابن أبي حاتم وابن عطية ورجحه ابن كثير.
التخريج:
قول ابن عباس: أخرجه ابن أبي حاتم عن أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ قال: ثنا أبي، عن جدّي، عن شبيبٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ, وذكر قوله.
قول الحسن: أخرجه ابن أبي حاتم عن أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أسامة، عن الرّبيع، عن الحسن, وذكر قوله.
قول مجاهد: أخرجه محمد بن أحمد بن نصر الرملي والطبري عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ, وذكرا قوله.

5- أنه الملك على إطلاقه بجميع أنواعه, وأشرفه سعادة الآخرة. ذكره ابن عطية ورجحه.

ج/ توجيه الأقوال وتصنيفها:
يتضح لنا من خلال الأقوال المعروضة أن تصنيفها يسير, وأن منها المتباين والمتشابه, وبعضها جزء من بعض, وسنقوم بتصفيتها وتمحيصها واستخلاص الأقوال المتعارضة للترجيح بينها:
أما القول الأول ففي مجمله صحيح, واستخدام الملك في هذا المعنى وارد, ولكنه من الأقوال العامة التي يمكن وضعها تحت القول الخامس ليكون أشمل وأدق في التعبير عنها, وعلى هذا يتبقى القول الثاني والثالث, واللذان مع محاولة الفهم والتدقيق يتضح لنا أن بينهما علاقة, إلا أن القول الثالث أضيق من الثاني ويدعمه قول قتادة وهو من كبار التابعين, بينما الثاني أشمل من الثالث, لكنه رأي مفسر وليس مدعوما بأقوال للصحابة أو التابعين, ويمكننا الجمع بينهما بأن يكون المراد هو تنبيه الرسول للدعاء لأن ينقل عز فارس إلى العرب والمسلمين, والذي يؤكد أن المراد بالملك هو السلطة والقوة, فخصوصية الآية هنا لا تمنع شمولية معناها, والذي هو من أهم ميزات هذا الكتاب العظيم, فقد يكون المراد هو تنبيه الرسول, ولكن الآية كذلك نزلت عامة للناس جميعا لتنبيههم وتثبيت هذا الأمر في نفوسهم, وبهذا نكون قد جمعنا بين القول الثاني والثالث, يتبقى بذلك القول الرابع, وهو من أقوى الأقوال لكثرة القائلين به من الصحابة والتابعين وكبار المفسرين, ومن أخص الأقوال كذلك وأكثرها تحديدا, والذي يبدو أنه جاء كرد على أهل الكتاب بعد انتقال النبوة منهم إلى العرب, أما القول الخامس فهو أشمل الأقوال وتحته نستطيع إدراج الكثير من الأقوال.

د/ عرض الأقوال بعد تمحيصها:
1- أن المراد بالملك السلطة والقوة والغلبة, وإن كانت خاصة للرسول في أن يدعو ربه بملك فارس, إلا أن هذا لا يمنع من عمومية المعنى.
2- أن الملك هو النبوة.
3- أنه الملك على إطلاق بجميع أنواعه, ويخص منه ما كان عظيما كالنبوة والرئاسة وأملاك الآخرة ونحوها من الأملاك العظيمة.

ه/الترجيح بين الأقوال:
الراجح والله أعلم القول الأخير لعموميته, ودخول ما ورد قبله تحته, ولأن القارئ لكتاب الله دوما ما يلحظ شموليته وعمومية معانيه, فهذا هو الأقرب, وإن كان هذا لا يمنع من تخصيص النبوة والسلطة على وجه التحديد من الأملاك عامة, لما ورد من أقوال قوية في تخصيصهما, فيقال: أنه الملك عامة, والنبوة والسلطة على وجه الخصوص وما شابههما, هذا والله أعلم, وصلى الله وسلم على نبيه محمد.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 08:50 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي


تقويم مجلس مذاكرة القسم الثالث من تفسير سورة آل عمران
(الآيات 23-32)



أحسنتم، بارك الله فيكم وأيّدكم بتوفيقه.

من أُمر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقول لهم: {إن كنتم تحبون الله فاتّبعوني} الآية.
1: علاء عبد الفتاح أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- فاتك الرجوع إلى كتب أسباب النزول رغم وضوحها ضمن تصنيف المسألة.
- القول بأنهم قوم من المسلمين لم يصرّح به في الرواية، بل يحتمل أن يكونوا منهم ومن غيرهم.
- الكلبي متّهم بالكذب فلا يعوّل على روايته في أن الآية نزلت في اليهود، والقول بأنهم قريش يردّه أن آل عمران مدنية وشأن قريش كان بمكة.
- بالنسبة لتخريجك للأقوال فقد لوحظ أنك تكتفي بالراوي قبل صاحب القول فقط، ونحن نريد معرفة رجال السند لأجل الحكم عليه وإثبات صحة نسبة الرواية إلى قائلها، فأوصيك ثانية بمراجعة فقرة "مخرج الحديث ومخرج الأثر" من درس تخريج أقوال المفسّرين والإكثار من التطبيق عليه، مع ثنائي على اجتهادك.


2: المراد بالكتاب في قوله تعالى: {يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم}.
2: سارة المشري أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- نفس الملاحظات في التقويم السابق على تخريج القول الأول، فليراجع للضرورة.


المراد بالملك في قوله تعالى: {تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء}.
- تعيين المراد بأي لفظة قرآنية مسألة تفسيرية بالدرجة الأولى، وأهل اللغة تبع لتفاسير السلف فيها، وقد تتعلّق ببعض المصادر الأخرى ككتب أسباب النزول أو السيرة ونحو ذلك من المصادر.
- اتّفقنا سابقا أننا في المسائل التفسيرية نقدّم الأقوال المسندة ثم المنسوبة دون إسناد ثم الأقوال غير المنسوبة إذا كان لذكرها فائدة في تحرير المسألة.

3: ضحى الحقيل ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- الفاصل في تعيين المراد بالملك الثاني في الآية هل هو للجنس أم للعهد، والظاهر أن المراد به الجنس وأنه لفظ عامّ لم يوجد ما يدلّ على تخصيصه، وبعض الأقوال يقويها سياق الآيات وإن كانت لا تعارض غيرها، كما أشرتِ عند توجيه القول بأن الملك النبوة.
كذلك بعض الأقوال قد يكون مستندها ما روي في أسباب نزول الآية كالقول بأن الملك هو الغلبة والسلطان، وكله يشمله لفظ "الملك" من جهة المعنى، وهذا الذي ذكرته مهم في فهم الأقوال وتوجيهها.
- توجد أخطاء في تخريج القول الثالث فأنت تقولين في بعض المواضع: "رواه ابن أبي حاتم عن فلان" ولا توردين سند الرواية وهذا ليس تخريجا، وانتبهي أن محمد بن إسحاق ليس من أصحاب القول بأن الملك هو النبوة، فأرجو العناية بالتخريج ومراجعة الدرس الخاصّ به والتدرّب على محاكاة الأمثلة، فطالبة بمثل مستواك -حفظك الله- لا ينبغي أن تفرّط في إتقان هذه المرحلة المهمّة من التحرير.
- القول الرابع عني به الملك المذكور في أول الآية وليس الثاني وإن كان الثاني داخل فيه، لأنه ليس لأحد غير الله أن يحوز ملك الدنيا والآخرة ولكن الله تعالى يعطي منه لبعض خلقه ما يشاء، فانتبهي للمطلوب في المسألة تحديدا.
- القول الخامس يمكن حمله على أن الإيمان سبب لتحصيل الملك والخير في الدنيا والآخر، وزواله سبب في زوال الملك، ففسّر بالسبب.

4: نورة الأمير ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

- التفاسير المختارة قليلة، ونحن في هذه التطبيقات وإن لم نلزم الطالب بتقصّي جميع المراجع إلا أنه لا يصلح أن يقتصر على عدد قليل، وإن كان هذا العدد هو أهمها، فربما يعثر الطالب على فائدة مهمّة تتعلّق بالمسألة في مرجع لا يتوقع وجودها فيه.
- تأمّلي لو اعتبرنا القول الثالث، فإن المعنى يكون أن الملك هو أمر للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسأل ربه كذا وكذا، وهذا لا يستقيم، ولكن ما ذكرتيه هو قول روي في سبب نزول الآية.
وقتادة راو لسبب النزول وليس هو صاحب القول -إذا اعتبرناه قولا- لأن الرواية حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلا نقول: "قاله قتادة".
- عند نسبة الأقوال اذكري قائليها من السلف وأبقي من رواه من المحدثين لفقرة التخريج منعا للإطالة، فلا نقول مثلا: "هو قول فلان ورواه فلان" ثم في التخريج نعود ونذكر الرواية كاملة السند، هذا لا داعي له.
- أيضا لا حاجة لذكر من ذكر القول من أصحاب التفاسير الناقلة كابن عطية وابن كثير طالما وجد مخرّجا في مصدر أصليّ.
- اعتني دوما بتوجيه كل قول ومحاولة فهم حجته ومستنده قبل الدخول في فقرة الدراسة والترجيح، لأن هذا سيعين على تقريب كثير من الأقوال والجمع بينها بخلاف ما لو ظل القول غامضا لا يعرف مستنده.
ولا يظهر من كلام السلف تخصيص، وإنما يمكن القول بأن ما قالوه مما يشمله لفظ الملك، وله ما يقويه مما روي في سبب النزول ومن تأمّل سياق الآيات ومن نظائر الآية.


رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir