المجموعة الثالثة:
س1: اذكر الأدلّة الدالة على بيان الله تعالى للقرآن.
أفضل بيان للقران وأحسنه بيان الله عزوجل لأنه جل وعلا أعلم بمراد كلامه ...فقد تكفل سبحنه ببيان كلامه ويسره للذكر
وجعله هدي وشفاء لما في الصدور
من الأدلة على ذلك
-النص الصريح أن الله عزوجل قد بين هذا القران
- قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه . فإذا قرأناه فاتبع قرآنه . ثم إن علينا بيانه}
عن ابن عباس(ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) يقول: حلاله وحرامه، فذلك بيانه. رواه ابن جرير
قال أبو السعود في تفسيره:..ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ أي بيانَ ما أشكلَ عليكَ من معانيهِ وأحكامِه.
- وقال تعالى: {ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً}أي بيانا وتفصيلا، ومن ذلك بيان الله لما أنزل في القرآن.
قال الشيخ السعدي: {إِلا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} أي: أنزلنا عليك قرآنا جامعا للحق في معانيه والوضوح والبيان التام في ألفاظه، فمعانيه كلها حق وصدق لا يشوبها باطل ولا شبهة بوجه من الوجوه، وألفاظه وحدوده للأشياء أوضح ألفاظا وأحسن تفسيرا مبين للمعاني بيانا كاملا.
- وصف القران بكونه مفصل ومبين؛أي فيه البيان التام الشامل الكامل لكل ما يحتاج إليه
- وقال تعالى: {وهو الذي أنزل إليكم الكتاب مفصلًا والذين آتيناهم الكتاب يعلمون أنه منزل من ربك بالحق فلا تكونن من الممترين}مفصلا: أي مبينا.
قال الشيخ السعدي:{الَّذِي أَنزلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلا}أي: موضَّحا فيه الحلال والحرام، والأحكام الشرعية، وأصول الدين وفروعه، الذي لا بيان فوق بيانه، ولا برهان أجلى من برهانه، ولا أحسن منه حكما ولا أقوم قيلا لأن أحكامه مشتملة على الحكمة والرحمة.
- وقال تعالى: {قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين (15) يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيمٍ}
- وقال تعالى: {حم . والكتاب المبين}في مطلع سورتي الزخرف والدخان، وهذا إقسام من الله تعالى بالقرآن بصفة من أظهر صفاته وهو أنه قرآن مبين؛ يبين بعضه بعضاً، ويبين للناس بيانا مفصلا ما يحتاجون إليه ليهتدوا إلى صراط الله المستقيم وينالوا رضوانه وثوابه، ويسلموا من سخطه وعقابه.
قال الشيخ السعدي
{وَكِتَابٌ مُّبِينٌ} لكل ما يحتاج الخلق إليه من أمور دينهم ودنياهم. من العلم بالله وأسمائه وصفاته وأفعاله، ومن العلم بأحكامه الشرعية وأحكامه الجزائية.
وقال : هذا قسم بالقرآن على القرآن، فأقسم بالكتاب المبين وأطلق، ولم يذكر المتعلق، ليدل على أنه مبين لكل ما يحتاج إليه العباد من أمور الدنيا والدين والآخرة.
قال أبو السعود
{المبين} أي البيِّنِ لمن أُنزلَ عليهم لكونِه بلغتِهم وعَلى أساليبِهم أو المبينِ لطريقِ الهُدى من طريقِ الضلالةِ الموضح لكل ما يُحتاج إليهِ في أبوابِ الديانةِ
القران نزل هداية للناس فكان لازم ذاك فيه بيان ما يتوصل به إلى الهدى
وقد ضرب الله تعالى للناس في هذا القرآن من كلّ مثل، وصرّف لهم الآيات، وجعل كتابه نوراً مبيناً، وهادياً للتي هي أقوم، وفرقانا يفرق بين الحقّ والباطل، وعصمة من الضلالة لمن تمسّك به، ودعا إلى اتّباعه فقال : {وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155)}،
وقال تعالى: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.
قال الشيخ عبد العزيز الداخل حفظه الله:.. وهذا يستلزم أن يكون في كلام الله من البيان ما يتيسر به اتباع الهدى ؛ كما هو صريح دلالة قول الله تعالى: {ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}.
س2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلّم القرآن لأصحابه؟
كان بيان النبي صلى الله عليه و سلم القران لأصحابه شامل لبيان حروفه ومعانيه .. و تنوعت طرق ذلك
- تلاوة القران
فقد كان النبي يقرأ القرن قراءة مفسرة مبينة يظهر بها معانيه ويفقه عليه السماع؛ حتى إنّه منهم من يسلم بمجرّد استماعه إلى التلاوة.
كما ورد من حديث أم سلمة رضي الله عنها: (نعتت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءة مفسرة حرفا حرفا)
- تحفيظ القران للصحابة ..قال ابن مسعود : أخذت منفم الرسول صلى الله عليه وسلمسبعين سورة من القرآن لا ينازعني فيها أحد ؟ أ
بيان معاني القران:
إما ابتداء:بأن يبتدئ النبي صلى الله عليه وسلم ببيان معاني الآيات والمراد منها.
. كما في حديث أبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى}قال:لا إله إلا الله). رواه الترمذي، وصححه الألباني
-إما جوابا عما أشكل علي بعض أصحابه .
كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت{من يعمل سوءا يجز به}بلغت من المسلمين مبلغا شديدا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قاربوا، وسددوا، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة، حتى النكبة ينكبها، أو الشوكة يشاكها»
وروى ابن جرير من طريق إسماعيل بن أبي خالدٍ عن أبي بكر بن أبي زبيرٍ الثقفي قال: قال أبو بكرٍ الصديق: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية؟ قال:أي آيةٍ؟قال: {ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءًا يجز به}أفكل ما عملنا في الجاهلية نؤخذ به؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: غفر الله لك يا أبا بكرٍ، رحمك يا أبا بكرٍ، ألست تحزن؟ ألست تنصب؟ ألست تصيبك الأواء؟ قال: بلى. قال: فذاك الذي تجزون به). رواه ابن جرير.
وفي صحيح مسلم أيضاً من حديث المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنه قال: لما قدمت نجران سألوني، فقالوا: إنكم تقرؤون {يا أخت هارون}، وموسى قبل عيسى بكذا وكذا؟ فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألته عن ذلك؟
فقال: «إنهم كانوا يسمون بأنبيائهم، والصالحين قبلهم».
- إما بالعمل به:
كبيان المراد بإقامة الصلاة بفعله صلى الله عليه وسلم، وقال لأصحابه: (صلوا كما رأيتموني أصلي). متفق عليه من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه.
وفي صحيح مسلم من حديث عامر الشعبي عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه» قالت: فقلت يا رسول الله، أراك تكثر من قول: «سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؟»
فقال: " خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي، فإذا رأيتها أكثرت من قول: سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه، فقد رأيتها{إذا جاء نصر الله والفتح}، فتح مكة،{ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}"
- إرشادهم للأخذ ممن أتقن القران وأحسن تلاوته وأداءه.
روى مسروق بن الأجدع الهمداني قال: ذُكر عبد الله بن مسعود عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم، مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب».متفق عليه.
--جواب أسئلة المشركين وأهل الكتاب والمنافقين عن بعض معاني القرآن، وما يوردونه من الشبه والاعتراضات، وهذا أمثلته كثيرة.
-تعليمهم التلاوة والمعنى والعمل معا جميعا .
عن ابن مسعود، قال: «كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن» رواه ابن أبي شيبة في مصنفه وابن جرير الطبري في تفسيره.
-عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: (حدثنا من كان يقرئنا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أنهم كانوا يقترئون من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات؛ فلا يأخذون في العشر الأخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل، قالوا: فعلمنا العلم والعمل).رواه الإمام أحمد وابن جرير الطبري وابن سعد في الطبقات.
وفي لفظ ابن جرير: (فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعملوا بما فيها من العمل، فتعلمنا القرآن والعمل جميعا).
-تعليم الصحابة وإرشادهم وتنبيه من أخطأ منهم ببيان الصواب له في كتاب الله تعالى؛ كما في صحيح البخاري وغيره من حديث أبي سعيد بن المعلى، قال: مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي، فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت، فقال: «ما منعك أن تأتيني؟»فقلت: كنت أصلي، فقال: " ألم يقل الله:{يا أيها الذين آمنوا استجيبوالله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}ثم قال: «ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد»فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكَّرته، فقال: «الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته»
س3: ما هي طرق الصحابة رضي الله عنهم في تعلم التفسير وتعليمه؟
كان للصحابة طرق في تدارس معاني القرآن وتعلّمه وتعليمه منها:
1: طريقة الإقراء والتعليم.
وهو ان يكون للصحابي مجلس إقراء يعلم فيه الناس القران ...وكان المتصدّرون للإقراء من الصحابة علماء في التفسير، ومحلّ للأسوة والاقتداء، ولم يكن تعليمهم للقرآن مقتصراً على مجرّد أداء الحروف، بل كان تعليما لحروفه ومعانيه، وتفقيها في أحكامه، وإرشاداً لمواعظه وزواجره وآدابه، ولذلك قال أنس بن مالك: (كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جدَّ فينا)رواه الإمام أحمد، وأصل الحديث في الصحيحين.
(جَدَّ فينا)أي: عظم شأنه، وارتفع قدره.
وكان من طريقة تعلميهم القران الأخذ بعدد يسير من الآيات يتعلمون التلاوة و ما فيها من المعاني و يتعلمون العمل لا يُتجاوز إلى غيرهن حتى يتقنها
- عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن).رواه ابن أبي شيبة وابن جرير.
ورواه الطحاوي بلفظ: (كنا نتعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر آيات فما نعلم العشر التي بعدهن حتى نتعلم ما أنزل في هذه العشر من العمل).
لهذا كان الواحد منهم يأخذ وقتا طويلا لإكمال السورة
كما ذكر مالك في الموطّأ أنه بلغه أن عبد الله بن عمر «مكث على سورة البقرة، ثماني سنين يتعلمها»
2: طريقة القراءة والتفسير
وهو أن يجتمع الصحاب مع إخوانه فيقعد لهم مجلس تفسير
- عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود: " أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم" ). رواه أبو عبيد وصححه ابن كثير.
3: طريقة السؤال والجواب:
وصورته أن يسأل العالم أصحابه؛ فإن أصابوا أقرّهم على صوابهم، وأثنى على علمهم، وإن أخطؤوا بيّن لهم الصواب، ومن أمثلة ذلك:
أ: ما رواه ابن جرير من طريق الأسود بن هلالٍ المحاربي، قال: قال أبو بكرٍ: " ما تقولون في هذه الآية: {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}قال: فقالوا " ربنا الله ثم استقاموا من ذنبٍ، قال: فقال أبو بكرٍ: " لقد حملتم على غير المحمل، قالوا: ربنا الله ثم استقاموا فلم يلتفتوا إلى إلهٍ غيره ".
ج:قال السيوطي: (أخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن الشعبي قال: كان حذيفة جالسا في حلقة فقال: ما تقولون في هذه الآية{من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذٍ آمنون ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار}فقالوا: نعم يا حذيفة من جاء بالحسنة ضعفت له عشر أمثالها.
فأخذ كفا من حصى يضرب به الأرض وقال: تبا لكم، وكان حديداً وقال: من جاء بلا إله إلا الله وجبت له الجنة، ومن جاء بالشرك وجبت له النار).
4: طريقة التدارس والتذاكر
وهذه الطريقة كانت معهم لما علموا من النبي صلى الله عليه وسلم فضل الاجتماع لتدراس القران فكانوا يجتمعون لتدبر القران و استخراج كنوزه
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده). رواه مسلم
وكان لتدارسهم القرآن أثر في استثارة معانيه والتفقه فيه، والوقوف على عجائبه.
- قال عبد الله بن دينار: كان عمر بن الخطاب يسأل ابن عباس عن الشيء من القرآن ثم يقول: «غص غواص»رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
- وروى أبو إسحاق، عن مرة الهمداني، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «من أراد العلم فليثور القرآن، فإن فيه علم الأولين والآخرين». رواه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والطبراني في المعجم الكبير واللفظ له.
وفي لفظ عند المروزي في "قيام الليل": «إذا أردتم العلم فأثيروا القرآن فإن فيه علم الأولين والآخرين»
والمراد بإثارة القرآن بحث معانيه والتفكّر فيه وتدارسه.
5: تصحيح الخطأ الشائع في فهم الآية
وهو أن يوجد خطأ شائع بين الناس في فهم معنى من معاني آيات القران فيعمد الصحابي إلى تصحيحه
- عن قيس بن أبي حازم أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه خطب فقال: يا أيها الناس، إنكم تقرؤون هذه الآية وتضعونها على غير ما وضعها الله: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم}سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الناس إذا رأوا المنكر بينهم فلم ينكروه يوشك أن يعمهم الله بعقابه". رواه الإمام أحمد.
6: الرد على من تأوّل تأولاً خاطئاً في القرآن
ه قد يسمع الصحابي تفسير خاطئ للمعنى من معاني القران فيرد على ذلك التأويل الخاطئ.
- عن ثور بن زيدٍ الديلي، عن عكرمة، عن ابن عباسٍ، أن قدامة بن مظعونٍ، شرب الخمر بالبحرين فشهد عليه ثم سئل فأقر أنه شربه، فقال له عمر بن الخطاب: ما حملك على ذلك، فقال: لأن الله يقول: {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناحٌ، فيما طعموا إذا ما اتقوا وآمنوا، وعملوا الصالحات}، وأنا منهم أي من المهاجرين الأولين، ومن أهل بدرٍ، وأهل أحدٍ، فقال: للقوم أجيبوا الرجل فسكتوا، فقال لابن عباسٍ: أجبه، فقال: إنما أنزلها عذرًا لمن شربها من الماضين قبل أن تحرم وأنزل: {إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجسٌ}من عمل الشيطان، حجةٌ على الباقين ثم سأل من عنده عن الحد فيها، فقال علي بن أبي طالبٍ: إنه إذا شرب هذي، وإذا هذي افترى فاجلدوه ثمانين). رواه النسائي في السنن الكبرى.
7: الدعوة بالقرآن
ومن طرق تعليم الصحابة للقران الدعوة إلى الله عزوجل والدخول في دينه والاستسلام والخضوع له بالقران..وبيان معانيه بأسلوب حسن جامع بين الترهيب و الترغيب..وقد كانوا تعلموا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم
- قال مالك بن سعيد بن الحسن: حدثنا الأعمش، عن أبي وائل، قال: حججت أنا وصاحب لي، وابن عباس على الحج، فجعل يقرأ سورة النور ويفسرها؛ فقال صاحبي: يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأس هذا الرجل، لو سمعت هذا الترك لأسلمت). رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
-
8: مناظرة المخالفين وكشف شبههم
كما في مناظرة ابن عباس للخوارج، .كما جاء ذلك في كتب الآثار
9: إجابة السائلين عن التفسير
ومن طرق تعليم الصحابة للقران الإجابة عن أسئلة السائلين عن ما أشكل عليهم في فهم معاني القرانً.
- قال عطاء بن أبي رباح: «ما رأيت مجلسا أكرم من مجلس ابن عباس كانوا يجيئون أصحاب القرآن فيسألونه، ثم يجيء أهل العلم فيسألونه، ثم يجيء أصحاب الشعر فيسألونه» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.
- وقال أبيّ بن كعب لزرّ بن حبيش:لا تريد أن تدع آية في كتاب الله تعالى إلا سألتني عنها!! ) رواه الإمام أحمد.
10: اجتهاد الرأي
ومن طرقهم في تعليم القران الاجتهاد برأيهم عند انعدام النص
مثل اجتهاد أبي بكر رضي الله عنه في تفسير الكلالة؛ فإنه قد روي عنه من طرق متعددة أنه قال:«إني قد رأيت في الكلالة رأيا، فإن كان صوابا فمن الله وحده لا شريك له، وإن يكن خطأ فمني والشيطان، والله منه بريء؛ إن الكلالة ما خلا الولد والوالد»
قال الشعبي: (فلما استخلف عمر رضي الله عنه، قال: إني لأستحيي من الله تبارك وتعالى أن أخالف أبا بكر في رأي رآه). رواه ابن جرير.
س4: بيّن طبقات المفسرين في عصر التابعين.
الطبقة الأولى: طبقة أئمة أهل التفسير الذين جمعوا الرواية والدراية
وهم الذين اعتنوا بالتفسير على الطريقة التي تعلّموها من الصحابة رضي الله عنهم رواية ودراية،
ومنهم: محمد بن الحنفية، وعَبيدة السلماني، ومسروق بن الأجدع الهمداني، وأبو العالية رفيع بن مهران الرياحي، والربيع بن خثيم الثوري، ومرة بن شراحيل الهمداني، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وشريح القاضي، وقيس بن أبي حازم، والأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس النخعي، وأبو وائل شقيق بن سلمة، وأبو الأحوص عوف بن مالك الجشمي، وزرّ بن حبيش، وصلة بن زفر، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو رجاء العطاردي، وسعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، والقاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله بن عمر، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وأخوه حميد، وخارجة بن زيد، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعليّ بن الحسينبن علي،وسعيد بن جبير، وإبراهيم النخعي، وعمر بن عبد العزيز، ومجاهد بن جبر، وطاووس بن كيسان اليماني، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، وعامر بن شراحيل الشعبي، وأبو ميسرة عمرو بن شراحيل الهمداني، وعمرو بن ميمون الأودي، وعبد الله بن أبي مليكة، وأبو الشعثاء جابر بن زيد، وأبو الجوزاء أوس بن عبد الله الربعي، وأبو قلابة الجرمي، وأبو مجلز لاحق بن حميد، وأبو عبد الرحمن الحبُلِّي، وأسلم العدوي مولى عمر بن الخطاب، وابنه زيد بن أسلم، ونافع مولى ابن عمر، والحسن البصري، ومحمد بن سيرين، وقتادة بن دعامة السدوسي، ومحمد بن المنكدر، وعبد الرحمن بن سابط، ومكحول الدمشقي، ومحمد بن كعب القرظي، وأبو أيوب ميمون بن مهران، ومحمد بن مسلم ابن شهاب الزهري، وأبو نضرة العبدي، وأبو الضحى مسلم بن صبيح القرشي، وسالم بن أبي الجعد الأشجعي، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وسليمان بن مهران الأعمش، وغيرهمكثير.
وهؤلاء عامّتهم من الأئمة الثقات، وهمأكثر من يروى عنهم التفسير في كتب التفسير المسندة التي بين أيدينا، ولهم أقوال في التفسير ولهم مرويات عن الصحابة وعنكبار التابعين.
الطبقة الثانية: طبقة ثقات نقلة التفسير
وهم من الأئمة الذين رووا تفاسير الصحابة وكبار التابعين، وأدّوها كما سمعوها، ولا تكاد تُحفظ لهم أقوال في التفسير منسوبة إليهم إلا قليلاً، وإنما كانت أكثر عنايتهم بالتفسير روايته عمّن سبقهم، وكانت روايتهم مما يحتجّ به في الجملة.
ومن هؤلاء: سعيد بن نمران، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، وحسان بن فائد، وأربدة التميمي، وسعيد بن أبي سعيد المقبري، والربيع بن أنس البكري، وأبو المتوكّل الناجي، وأبو تميمة طريف بن مجالد الهجيمي، وأبو حازم سلمة بن دينار، وأبو الزبير المكي.
وأصحاب الطبقتين الأولى والثانية هم عماد علم التفسير في عصر التابعين.
الطبقة الثالثة: المفسّرون المتكلّم فيهم
وهم الذين تنقل عنهم الأقوال في التفسير، ولهم مرويات فيه، وهم متكلّم فيهم عند أهل الحديث- إما لعدالتهم أو لضبطهم-، على تفاوت في مقتضى ذلك الكلام؛ فمنه ما لا يصل إلى ترك مرويات المفسّر وأقواله، ومنه ما يوجب تركهم وتوقّي ما يروى عنهم.
. فهؤلاء في جانب رواية الأحاديث لم يكونوا ممن تعتمد روايتهم، لكن لبعضهم أقوال حسنة في التفسير؛ ولهم عناية بجمعه وروايته، وربما اجتمع لديهم من الروايات في التفسير ما لم يجتمع لكثير من أهل زمانهم بسبب كثرة جمعهم من غير تثبّت في تلقي الروايات؛ فكان من أهل العلم من يتوقّى حديثهم، ويحذّر منهم، ومنهم من يحمل عنهم التفسير لأجل ذلك؛ ويكون في أقوالهم صواب وخطأ، وفي مروياتهم ما يعرف وما ينكر.
وهم على أصناف:
الصنف الأوّل:من يترجّح قبول مروياتهم بشرط عدم مخالفة الثقات، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: أبو صالح مولى أمّ هانئ، والسدي الكبير.
ومعنى اعتبار الأقوال في التفسير أن يُنظر فيها فإن كان لها وجه صحيح في الاستدلال قُبلت، وإن تبيّن فيها خطأ رُدَّت، وإن لم تُعرف صحتها ولم يتبيّن خطؤها فيتوقّف فيها وتجعل عهدتها على قائلها.
الصنف الثاني: من لا يحتجّ بهم إذا تفرّدوا في جانب المرويات لضعفهم، وتعتبر أقوالهم في التفسير، ومنهم: شهر بن حوشب، وعطية العوفي، وشرحبيل بن سعد المدني.
الصنف الثالث: المتروكون لاتّهامهم بالكذب أو غلوّهم في البدعة، ومنهم: الحارث بن عبد الله الهمداني، وجابر الجعفي.
الطبقة الرابعة: طبقة ضعفاء النقلة:
وهم الذين غلبت المناكير على مروياتهم، وكثرت أخطاؤهم في الرواية فحذّر منهم الأئمة النقّاد، وقد يكون منهم من هو صالح في نفسه لكنّه لا يقيم الحديث من كثرة ما يخطئ فيه، ويكون منهم من هو متّهم بالكذب؛ فهم ليسوا على درجة واحدة في الضعف، فمنهم من تعتبر روايته فتقبل بتعدد الطرق، ومنهم من لا تعتبر روايته.
- فمن الضعفاء الذين تُعتبر رواياتهم في التفسير إذا سلمت من النكارة والمخالفة: علي بن زيد بن جدعان، وعبد الله بن محمد بن عقيل، وعاصم بن عبيد الله العدوي.
- ومن المتروكين الذين لا تعتبر رواياتهم: أبان بن أبي عياش، ويزيد بن أبان الرقاشي، وعبد الله بن يزيد الدالاني، والأصبغ بن نباتة التميمي، وأبو هارون العبدي، وأبو المهزم التميمي.