دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 ذو القعدة 1438هـ/17-08-2017م, 04:48 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة من الآية 58 إلى الآية 74

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.


السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟



المجموعة الثانية:
1:
فسّر باختصار قول الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 ذو القعدة 1438هـ/19-08-2017م, 04:10 PM
فاطمة محمود صالح فاطمة محمود صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة - قطر
المشاركات: 297
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
المجموعة الثانية

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.

1) يستفاد من قوله تعالى : { قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)}
• على المسلم الاقتداء بصفات الأنبياء ومنها ابلاغ الرسالة والصبر على الأذى وعدم الجدال مع الطرف الآخر إلا بما يستحق المقام لذلك .
• على المسلم طلب العلم والسعي له قربة إلى الله وحتى يخرج من دائرة الجهل .
• على المسلم عدم الخوض والسؤال عن التشريعات التي فرضها الله وعليه الانقياد والطاعة والتسليم .
• على المسلم عدم التعجب من آيات الله والاستهزاء بها ، حتى لا يضل عن الطريق الحق المستقيم فيخسر الدنيا والآخرة

2) يستفاد من قوله تعالى : { قالوا ادع لنا ربّك يبيّن لنا }
• على المسلم الامتثال لأوامر الله وطاعته دون التشديد على النفس بكثرة الأسئلة ، فمن شدد على نفسه شدد الله عليه .
• على المسلم الداعية أن يبين الأوامر والنواهي والأمور الشرعية ويوضحها .

3) يستفاد من قوله تعالى : { فافعلوا ماتؤمرون } أن على المسلم سرعة الاستجابة للأوامر والنواهي وعدم التعنت والتشدد .
4) يستفاد من قوله تعالى : { كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } أن على المسلم الاعتبار من قصص السابقين وأخذ العبرة والعظة على أن الله قادرعلى البعث يوم القيامة .
5) يستفاد من قوله تعالى : { ثم قست قلوبكم من بعد ذلك } أن على المسلم الابتعاد عن مسببات قسوة القلب ، والتضرع إلى الله وطلب الهداية منه وحده .
6) يستفاد من قوله تعالى : { وما الله بغافل عما تعملون } أن على المسلم مراقبة الله في السر والعلن

1) فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.

{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ }خاطب الله تعالى في هذه الآيات بني إسرائيل وذكرهم بالعهود والمواثيق التي أخذها عليهم ، بتوحيده وعبادته وحده لا شريك له ، والإيمان به وبرسله الذين أرسلهم واتباعهم ، وقد جاء في هذا الميثاق عدة أقوال ، منها ما أخذه الله عز وجل حين أخرج الناس كالذر ، بدليل قوله تعالى { وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم} أو هو الميثاق الذي أخذه الله على الرسل و يدخل فيه من اتبعهم ، بدليل قوله تعالى {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه} أوالقول الأخير وهو الأقرب إلى السياق أن الله لما أمرهم بالأخذ بالتوراة والإيمان واتباع الرسل، رفضوا إلا أن يكلمهم الله فرفع فوقهم الطور وأخذ عليهم الميثاق ثم تابوا وسجدوا، وأقروا ذلك بأخذه بقوة، والله أعلم . { ورفعنا فوقكم الطّور }الطور جاءت بعدة معاني منها : أنها كلمة سريانية بمعنى كل جبل، وقيل أنها كلمة عربية بمعنى الجبل الذي نُجي عنده موسى عليه السلام ، وقيل كل جبل ينبت ، وكلها تدل على أنها بمعنى الجبل ، وكان الجبل من آيات الله العظيمة أنه رفعه فوق رؤوسهم حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم ، وذلك ليقروا بما عوهدوا عليه وليبين لهم أهمية الأخذ به .{ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ } أي خذوا ما أعطيناكم من الكتاب وهو التوراة ، بقوة وجد وحزم واجتهاد وامتثلوا لأمر الله واتركوا ما في قلوبكم من الشك والريب .{ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } واقرؤوا وتدبروا واعملو بما في التوراة ولا تضيعوه لعلكم تستحقون بذلك التقوى وهي الخوف من الله بمراقبته في أعمالكم وأفعالكم .

{ ثمّ تولّيتم من بعد ذلك } التولي من الإعراض والإدبار عن الشيء، واستعملت مجازا في الإعراض عن الأديان والمعتقدات وتوليهم يكون بالكفر وارتكاب المعاصي والذنوب .
ويكون معنى الآية على أنهم بعد هذه الآيات العظيمة من الله نقضوا هذا الميثاق الغليظ المؤكد وأعرضوا وتولوا ولم يوفوا بعهدهم والوعد . { فلولا فضل اللّه عليكم ورحمته } أي بعد أن توليتم وكفرتم بالآيات العظيمة ، كان فضل الله أن منّ اللّه عليكم بالتوبة وأمهلكم ولم يعجل في هلاككم ، وذلك حتى يخرج من ذريتهم من يؤمن بالله أو يطال في أعمارهم فمنهم من يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من ذكر أن الفضل هو الإسلام وأن الرحمة هي القرآن ، والظاهر أن فضل الله يشمل توبته عليهم ويشمل فضله عليهم بإرسال الرسل لدعوتهم { لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} فالخسران هو النقصان ، وخسارتهم تكون في الدنيا والآخرة .

2) بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.

أجمع العلماء أن ( أو ) ليست للشك كما جرى عليه العرف ، واختلفوا في معناها على أقوال منها :
القول الأول: أنها بمعنى الواو ، ذكره ابن كثير وابن عطية، ورد الزجاج هذا القول.
بدليل قاله تعالى:{آثماً أو كفوراً}أي وكفورا

قول الشاعر: نال الخلافة أو كانت له قدرا كما أتى ربّه موسى على قدر
أي: وكانت له

القول الثاني: أنها بمعنى بل الاستدراكية ، تقديره فهي كالحجارة بل أشد قسوة، ذكره ابن كثير وابن عطية.
بدليل قوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} أي: بل يزيدون.
وقوله تعالى : {إذا فريقٌ منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً}
وقوله تعالى : { فكان قاب قوسين أو أدنى}

القول الثالث: أنها بمعنى التخيير، أي اختر ما شئت منهما ( الحجارة أو أشد من الحجارة ، مثل جالس الحسن أو ابن سيرين، ذكره ابن كثير وابن عطية والقرطبي والرازي وأولها الزجاج بهذا المعنى بعد أن نبه أنها للإباحة .

القول الرابع: أنها بمعنى الإبهام للمخاطب، ويكون القائل يعلم أي الخيارين الأصح ، مثل قول القائل: أكلت خبزًا أو تمرًا وهو يعلم أيّهما أكل.ذكره ابن كثير وابن عطية والرازي.

القول الخامس : المراد أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين، ذكره ابن كثير وابن عطية ، وهو ما رجحه ومال له ابن كثير .

القول السادس: أنها بمعنى الشك ، ومعناه: أيها المخاطبون أنها في نظركم، أنكم لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة ، وقد أجمع العلماء أنها ليست للشك .

القول السابع: المراد أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة فأصبحت في حد لا ترجى إنابته وتوبته ، فصارت أشد من الحجارة، فهي كالحجارة طورا أو أشد طورا. ذكره ابن كثير وابن عطية والزجاج.


3) ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
أن بني إسرائيل بدلوا أمر اللّه لهم الخضوع بالقول والفعل، فأمرهم الله أن يدخلوا سجدا أي ركعا ، فدخلوا القرية يزحفون على أستاههم أي من قبل أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطّةٌ، أي: مغفرة بأن يحط عنهم ذنوبهم ، فاستهزؤوا وقالوا: حنطةٌ في شعرةٍ. وهذا غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة؛ ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم ، بسبب خروجهم عن طاعته .
فعن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ } فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ. حديث صحيح للبخاري والنسائي

والحمد لله رب العالمين

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 ذو القعدة 1438هـ/19-08-2017م, 11:56 PM
هناء محمد علي هناء محمد علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 439
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الخامس
من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1- يلتزم المؤمن أمر الله تعالى ... فيحرص على السمع والطاعة والالتزام بكل ما أمر الله والانتهاء عما نهى عنه دون أخذ ورد وكثرة مراجعة للأمر ... فالله تعالى أمر بني إسرائيل بذبح بقرة ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) وكان المفروض منهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا لا أن يقولوا ( أتتخذنا هزوا )
ولذلك مدح الله المؤمنين ببيان سمتهم بقوله ( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )

2- يقبل المؤمن رخص الله تعالى فلا يتعنت ولا يشدد على نفسه بكثرة المسألة عن تفاصيل تركت رحمة له ... فإن بني إسرائيل لما أمروا بذبح بقرة تركت لهم نكرة غير موصوفة ( بقرة ) لتكون أي بقرة من جنس البقر مجزئة عنهم ، ولكنهم لما شددوا وتعنتوا شدد الله عليهم فحددت لهم بقرة لم يجدوا في مثل وصفها إلا واحدة بعد جهد وبحث ... فكان الأمر ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) وكان التعنت أن قالوا ( ادع لنا ربك يبين لنا ما هي ) ( ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها ) ( ادع لنا ربك يبين لنا ما هي إن البقر تشابه علينا ) ... ولو أخذوا بالأمر على إطلاقه لكان خيرا لهم ... ولذلك نهي المسلمون عن هذا النوع من المسائل التي تشدد بلا طائل ... ( يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها ) ...
وقد ورد في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " أَيُّهَا النَّاسُ قد فرض اللَّهُ عَلَيكُمُ الحَجَّ فَحِجُّوا" فقال رجل : أكل عام يا رسول الله ، فسكت حتى قالها ثلاثا فقال رسول الله : لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وما استطعتم، ثم قال : ذروني ما تركتكم فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبَْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ واخْتِلاَفِهِم عَلَى أَنْبِيائِهِمْ"

3- يلتزم المؤمن الأدب مع الله تعالى ومع أنبيائه ... فالأدب من أعظم منازل الإيمان ... وإن المرء لينال بالأدب ما لا ينال بالعلم المجرد من الأدب ... وقد كان من صفة بني إسرائيل قلة تأدبهم مع الله تعالى ومع أنبيائه فنالهم ما نالهم من العقاب ... فنبيهم عليه السلام يقول لهم ( إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ) فيقولون ( أتتخذنا هزوا ) ، ثم لما أرادوا بيان صفتها قالوا ( ادع لنا ربك ) فنسبوا ربوبيته تعالى لنبيه عليه وسلم فقط ، فلم يقولوا ربنا من كبرهم وقلة تأدبهم ، ثم لما بين الله لهم صفات البقرة قالوا ( الآن جئت بالحق ) ، وكل ما جاء به عليه السلام حق ... ولكن قلة أدبهم مع نبي الله تجاوزت حدها حتى وصفوا قوله بالاستهزاء ، ثم بأنه غير الحق ...

4- يحرص المؤمن على الهداية ويسأل الله تعالى أن يهديه لأرشد أمره دائما ... ويعلم أن من سأل الله الهداية بحق أرشده الله وهداه ... فبنوا إسرائيل تعنتوا فصعب الأمر عليهم وتشابه البقر عليهم ... فلما قالوا ( وإنا إن شاء الله لمهتدون ) اهتدوا إليها ووصلوا إلى ما أرادوا ... ولذلك ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لولا أنّ بني إسرائيل قالوا:{وإنّا إن شاء اللّه لمهتدون} لما أعطوا، ولكن استثنوا».

5- يحرص المؤمنون على المسارعة في الخيرات والتلبية لأي أمر رباني ... وأي نداء لهم ... فلا يتباطأوا ولا يتثاقلوا ولا يتثبطوا في الأمر ... ولا يكونوا في ذلك كبني إسرائيل الذين بعد كل مراجعاتهم ليأخذوا وصف البقرة التي أمروا بذبحها ثم لما وجدوا البقرة وصف الله فعلهم ب( فذبحوها وما كادوا يفعلون ) فما ذبحوها إلا بعد الجهد وكانوا يريدون ألا يذبحوها ...

6- يستحيي المؤمن من الله في سره وعلانيته ... ويكون دافعه الأول في الابتعاد عن المحرمات هو الخوف من عقاب الله ... لا الخوف من افتضاح أمره بين الناس ... ويعلم أنه وإن أخفى جرمه أو رمى به غيره فالله تعالى مظهره ... قال تعالى ( والله مخرج ما كنتم تكتمون )

7- يحذر المؤمن من أن يرمي غيره بما لم يفعل من الإثم أو المعصية ... فقاتل بني إسرائيل رمى غيره بالقتل .. بل إن بني إسرائيل تدافعوا بينهم وكل يتهم غيره فقال تعالى في وصفهم ( وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها ) ... وحذر الله تعالى من فعل ذلك فقال ( وَمَنْ يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا )

8- يعلم المؤمن يقينا أن الله قادر على إحياء الموتى ... وأنه على ذلك قدير ... وأن ذلك واقع لا محالة يوم القيامة حين يحيي الله الأنفس للحساب والجزاء ... وقد بين الله تعالى ذلك لبني إسرائيل في الدنيا فرأوه بأم أعينهم فأحيا لهم القتيل ليقوم ويبين لهم قاتله ( فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون )

9 - يحذر المؤمن أن يقع فيما وقع فيه من ذمهم الله تعالى في أقوالهم وأفعالهم ... فإنما أورد الله قصصهم لنعتبر ونتعظ ... ولا نكون مثلهم في تعنتهم وكبرهم وملاججتهم للحق ...

10 - يحرص المؤمن على تليين قلبه بالذكر والقرآن ومجالس الصالحين وتذكر نعم الله وعظيم منته فهي ترقق القلوب ،...ويحذر كل الحذر من قسوة القلوب ... فالله تعالى قال ذاما بني إسرائيل ( ثم قست قلوبكم من بعد ذلك ) ، كما توعد من لا يتعظ بقوله ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) ...

السؤال الثاني:
اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
بين الله تعالى في هذه الآيات أحد اختبارات بني إسرائيل .. وكان ذلك بعد التيه في أرجح ما قيل ... فأمرهم الله تعالى أن يدخلوا ( هذه القرية ) وهي الأرض المقدسة ( بيت المقدس ) التي رفضوا دخولها أول ما أمروا بذلك لأن فيها قوما جبارين ... وقالوا لموسى عليه السلام بكل تعنت وقلة تأدب مع الأمر الرباني ( اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) فعوقبوا بالتيه ... وبعد انتهاء التيه أمروا بدخولها ... فقال تعالى :
- ( وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ) : أي بيت المقدس

- ( فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا) :
والأمر هنا للإباحة ... أباح الله لهم أن يأكلوا من هذه القرية حيث شاؤوا فلم يمنع عنهم شيئا من خيراتها ... وبيت المقدس كثيرة الخير خصبة الأرض ... فوصف الله أكلها ( رغدا ) أي واسعا كثيرا لينا سهل المنال ... فكان هذا من إنعام الله عليهم وكرمه بعد ما ظهر منهم من الرفض أول ما أمروا ...
ولذلك أمرهم أن يدخلوا القرية شاكرين له تعالى على عظيم كرمه ومنه وفضله ، مقرين بإحسانه خاضعين متذللين له ...

- فأمرهم بالدخول ( وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا )
سجدا أي على هيئة خاضعة خاشعة متذللة لله تعالى مقرة له بالذنب ومقرة لله بفضله ... وهي الحال التي يؤمر بها المؤمن عند أي فتح أو نصر حتى لا ينسى فضل الله ولا تأخذه النعمة والفرح بها إلى البطر ونسيان المنعم ...
وقيل أن هذا الباب الذي أمروا بالدخول منه على هذه الهيئة هو ما يعرف اليوم بباب حطة ... من أبواب المسجد الأقصى في البلدة القديمة في القدس ...
وأمروا مع إظهار هيئة الخشوع أن يقولوا بألسنتهم ما يدل على ذلك ( وقولوا حطة ) أي حط عنا خطايانا واغفر لنا ذنوبنا ، فأمروا بالإقرار بالذنب والاستغفار .. وذلك يشبه ما أمر به صلى الله عليه وسلم إذا جاءه النصر والفتح ( فسبح بحمد ربك واستغفره ) ...

- ( وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ)
فوعدهم الله تعالى بذلك القول والاستغفار منهم أن يحط عنهم خطاياهم ويغفر لهم ذنوبهم ...

- ( وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ)
بل وسيزيد من أحسن فزاد على ما أمر به من الاستغفار ... فمنهم من زاد على الاستغفار ثناء وحمدا وتوحيدا فوعده الله بالزيادة وسماه محسنا لأنه أدى الأمر وزاد عليه ...

- ( فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ )
فبين الله حال طائفة من بني إسرائيل وسماهم ( الذين ظلموا ) ذلك أن العاصي للأمر ظالم لنفسه لتعرضه للعقاب الرباني ... وكان هذا حال طائفة من بني إسرائيل ... ظلموا أنفسهم فعصوا الأمر وبدلوا القول الذي أمروا به ... فقد أمروا بدخول الباب خاشعين بالهيئة والقول ... فبدلوا ذلك فبدل دخولهم سجدا دخلوا يزحفون على أستاههم ، وبدل الاستغفار والدعاء أن تحط عنهم الخطايا قالوا حنطة ، حبة في شعيرة كما ورد عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ »... رواه البخاري

- وقوله تعالى ( فبدل الذين ظلموا ) يدل على أن منهم من لم يظلم نفسه ودخل كما أمر ساجدا لله مستغفرا ...
لذلك كان العقاب كما بين تعالى للذين ظلموا :
- ( فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ )
والرجز هو العذاب ... فأنزل الله عليهم عذابا من السماء قيل أن الله أنزل الطاعون على من ظلم منهم فأذهب منهم الألوف جزاء من الله على استهزائهم بالأمر ...

- ( بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ)
أي أن ذلك الرجز والعذاب جزاء لهم بما فسقوا عن أمر ربهم ... والفسق هو الخروج عن طاعة الله ، فبفعلهم وبخروجهم عن الطاعة استحقوا الرجز والعذاب .

2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟
في هذه الآية شبه الله قسوة قلوب بني إسرائيل بقسوة الحجارة ... ثم ذكر أن من قلوبهم ما هو أقسى من الحجارة ...ذلك أن من الحجارة ما يلين فيتشقق ليخرج منه الماء ومن الحجارة ما يتفجر منه الأنهار ... ومن الحجارة ما يهبط من خشية الله ...
والهبوط هو النزول والتردي من علو
والخشية هي الخوف والرهبة مع الإجلال والتعظيم

🔹و اختلف في معنى الهبوط والخشية للحجارة على أقوال :
1- فقيل هو هبوط حقيقي وترد وسقوط من علو من خشية وهيبة لله تعالى ... ذكر ذلك الزجاج وابن عطية وابن كثير ...
- فقال الزجاج : إن الذي يهبط من خشية الله نحو الجبل الذي تجلى اللّه له حين كلم موسى عليه السلام ... وذكر ابن عطية مثله ...

- وقال ابن عطية : قيل: إن الله تعالى يخلق في بعض الأحجار خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا، ونظير هذه الحياة حياة الحجر المسلِّم على النبي صلى الله عليه وسلم، وحياة الجذع الذي أنّ لفقد النبي صلى الله عليه وسلم ...

- وقال ابن كثير مبينا لذلك مستدلا : فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة كما في قوله تعالى{إنّا عرضنا الأمانة على السّماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها} الآية، وقال: {والنّجم والشّجر يسجدان} و {أولم يروا إلى ما خلق اللّه من شيءٍ يتفيّأ ظلاله} الآية، {قالتا أتينا طائعين} {لو أنزلنا هذا القرآن على جبلٍ} الآية، {وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا قالوا أنطقنا اللّه}الآية، وفي الصّحيح: «هذا جبلٌ يحبّنا ونحبّه».، وكحنين الجذع المتواتر خبره، وفي صحيح مسلمٍ: «إنّي لأعرف حجرًا بمكّة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث إنّي لأعرفه الآن». وفي صفة الحجر الأسود أنّه يشهد لمن استلمه بحقٍّ يوم القيامة، وغير ذلك ممّا في معناه. )

-و قال العوفي في تفسيره عن ابن عباس : ( ومنها ما يهبط من رأس الجبل من خشية اللّه، وفيه إدراكٌ لذلك بحسبه، كما قال:{تسبّح له السّماوات السّبع والأرض ومن فيهنّ وإن من شيءٍ إلا يسبّح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورًا} ) ذكره ابن كثير

- قال مجاهد: «ما تردى حجر من رأس جبل ولا تفجر نهر من حجر ولا خرج ماء منه إلا من خشية اللّه، نزل بذلك القرآن»، وقال مثله ابن جريج... ذكره ابن عطية وابن كثير ...
فهذا القول أخذ بحقيقة هذا الإسناد ... وأن الخشية تقع حقيقة من الحجارة ، وأن هبوطها يكون تواضعا وخشية وهيبة لله تعالى ...

2- وقيل أن هذا الهبوط وتلك الخشية هو من باب المجاز لا الحقيقة ، ذكر هذا القول ابن عطية وابن كثير ... فمن قال بذلك بين أن هذا تعبير يدل على معنى الخشوع واللين لا أنه على الحقيقة ...
وقد اختلفوا في تفسير ذلك المجاز :
2.أ - فقيل : هو من باب المجاز العقلي بإسناد الفعل إلى غير فاعله حقيقة ، فإسناد الهبوط إلى الحجارة مجاز ... ذكر ذلك ابن عطية وإسناد الخشية إلى الحجارة مجاز كما ذكر ابن كثير ...
- فقال ابن عطية في بيان قولهم :وقيل لفظة الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها ويخشع بعض مناظرها، أضيف تواضع الناظر إليها، كما قالت العرب: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها ...

- وقال ابن كثير قوله : وقد زعم بعضهم أنّ هذا من باب المجاز؛ وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ} ...

🔺 وضعف ابن كثير هذا القول فقال ( ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة ( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها ) ... إلى آخر ما ذكر من الآيات في اعتبار المعنى حقيقيا .
واستدل بما مر في اعتبار المعنى حقيقة لا مجازا ...
- و الأصل أن يحمل الكلام بما فيه من إسناد على الحقيقة ولا يصار إلى المجاز إلا عند تعذر إرادة الحقيقة ... وهذا منتف هنا لإمكان وجود إدراك حقيقي للحجارة يناسب كونها جمادا ، به تخشع خشية لله فتهبط ، وذلك الإدراك الذي تحصل به الحركة كإدراك الجبل الذي يتصدع من خشية الله ، وكسجود النجوم والجبال والشجر والدواب ، وكإتيان السماوات والأرض طائعة لله ... وكحنين الجذع وغيرها ... والله أعلم ...

2.ب- وقيل هو من باب الاستعارة وهي من المجاز اللغوي ... ذكر ذلك ابن عطية عن الطبري الذي ذكر قول طائفة قالت : أن في التعبير استعارة ، حيث استعير لفظ الخشية للحجارة كما استعير لفظ الإرادة للجدار في قوله تعالى ( يريد أن ينقض فأقامه ) ...
- وكما قال زيد الخيل:
بجمع تضل البلق في حجراته
ترى الأكم فيه سجدا للحوافر


- وكما قال جرير:
لما أتى خبر الزبير تواضعت ... سور المدينة والجبال الخشع

أي من رأى الحجر هابطا تخيل فيه الخشية.
فجعل هذا القول بعض الحجارة في هويها وهبوطها مشبهة بالقلوب التي تلين وتخضع خشية لله ... فحذف المشبه به وبقي شيء من لوازمه وهو الخشية التي تكون في القلب ...
🔺وضعف هذا القول ابن عطية فقال ( وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة )

3- وقيل أن هبوط الحجارة هو كناية عن معان مختلفة :
فقيل :
- هو كناية عن تفيؤ ظلالها ... ذكره ابن عطية

- وقيل هو كناية عن سقوط البرد من السحاب ، قاله أبو عليٍّ الجبائيّ في تفسيره: {وإنّ منها لما يهبط من خشية اللّه}
قال القاضي الباقلّانيّ: وهذا تأويلٌ بعيدٌ ، وتبعه في استبعاده فخر الدّين الرّازيّ وهو كما قالا؛ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ، واللّه أعلم... ذكر ذلك ابن كثير

- وقيل هو كناية عن بكاء القلب من غير دموع العين ...قاله يحيى بن يعقوب ، رواه ابن أبي حاتم وذكره ابن كثير
فجعل هذا التأويل أحوال الحجارة المذكورة أحوالا للإنسان في خشوعه ، فتفجر الأنهار كناية عن كثرة البكاء ، وتشققها بالماء قلة البكاء ، وهبوطها خشوع القلب بلا دموع العين ...
وكما مر لا حاجة لتأويل المعنى مع إمكان دلالته على معناه حقيقة ...

4- وقيل هو من آثار صنعة الله لتدل على أنها مخلوقة ... ذكره الزجاج وقال أنه خطأ ...لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها كما قال ، ... ولا يلزم هبوط الحجارة خشية لتدل على الصنعة وإنما جعل الهبوط ميزة لبعض تلك الحجارة كما ميز الجبل الذي اندك عندما تجلى له ربه ... واستدل لذلك بقوله تعالى ( ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ) فقال أن هذه الآية تدل على أن السجود في النجوم والجبال والشجر والدواب شيء من التمييز جعله الله فيها وليس لبيان أثر الصنعة ، إذ لو كان لبيان أثر الصنعة لشمل ذلك المؤمن والكافر إذ يتجلى فيهما أثر الصنعة ... ولكن الله ميز بينهما هنا فقال ( وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ) وهذا دليل أن المقصود هو شيء ميزت به هذه الحجارة ...


🔹ولعل أمثل الأقوال وأقربها للصواب هو القول بحقيقة وقوع الخشية من الحجارة ... وذلك لكل ما استدل به ابن كثير من الآيات والأقوال ... ثم إن الله تعالى قال ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) فكل خلق الله من جماد أو نبات أو حيوان وغيرها تسبح بحمد لله ... وقد صح تسليم الحجر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنين الجذع حنينا إليه ... فإن كان هذا واقع من الحجر والشجر فلا يبعد كون وقوع الخشية وهبوط الحجارة تعظيما وإجلالا وهيبة لله ...
والله تعالى قال ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله ) ...
ولا منافاة بين كون هذه الأشياء جمادات وبين وقوع الخشية منها ... إذ الله قادر على أن يخلق فيها الإدراك الذي يجعلها تنفعل تعظيما وخشية وخشوعا ... وهو إدراك يناسب كونها جمادا ...

- ثم كما ورد سابقا ... الأصل في الكلام الحقيقة ، ولا يصار إلى المجاز إلا عند تعذر الحقيقة ... وهي غير متعذرة هنا ... والله أعلم

3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
بين الله تعالى أنه ضرب الذلة والمسكنة على اليهود أي قضى عليهم بها وألزمهم إياها ...
- والذلة من الذل .. وهو الصغار ... فحالهم وهيئتهم حال المذلة والمهانة ... حاصل قول الزجاج وابن عطية وابن كثير ...
قال الحسن :«أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية». ذكره ابن كثير
وقال ابن كثير : ( لا يزالون مستذلّين، من وجدهم استذلّهم وأهانهم، وضرب عليهم الصّغار ...)

- والمسكنة : مشتقة من السكون ... ومنها المسكين وهو الفقير الذي أسكنه الفقر فقلل حركته ... ذكره الزجاج
🔺والمراد بالمسكنة هنا أقوال :
1- أن المسكنة هي خضوع الفقر والفاقة والحاجة ... ذكره المفسرون الثلاثة في معنى المسكنة
- فقال الزجاج : «هي مأخوذة من السكون وهي هنا: زي الفقر وخضوعه، وإن وجد يهودي غني فلا يخلو من زي الفقر ومهانته»نقله عنه ابن عطية
وعن أبي العالية قوله «المسكنة الفاقة والحاجة» ذكره ابن عطية وذكر ابن كثير مثله عن أبي العالية والربيع بن أنس والسدي .
وقال ابن كثير في وصف ذلتهم وصغارهم ( وهم مع ذلك في أنفسهم أذلّاء متمسكنون.)

2- أن المسكنة هي ما يجبى من أموال اليهود للمسلمين من جزية أو خراج ... ذكره ابن عطية وابن كثير عن عدد من السلف كابن عباس والحسن وقتادة والضحاك والسدي .

- فقال الحسن وقتادة: «المسكنة الخراج أي الجزية» ذكره ابن عطية وابن كثير عنهما قال :قولهما في { وضربت عليهم} قال: «يعطون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون» .

- كما ذكر ابن كثير مثله عن ابن عباس في قوله: {وضربت عليهم الذّلّة والمسكنة}قال: «هم أصحاب النّيالات يعني أصحاب الجزية»
- وعن الضحاك قال : الجزية
- وعن عطيّة العوفيّ: «الخراج» ذكره ابن كثير

🔺والقولان في المسكنة متكاملان متلازمان ... إذ الجزية تفرض على أهل الذمة علامة لخضوعهم للمسلمين ، وبدفعها يستوجبون حقوقهم على المسلمين من حماية ورعاية ... فهم خاضعون للمسلمين يؤتونهم من أموالهم وهم أذلاء صاغرون مفتقرون لحماية دولة الإسلام لهم وحماية مصالحهم في ظلها .
والذلة والمسكنة قرينان ... فأداؤهم الجزية يلزم معها شيء من الذل ... والخضوع ذل ...

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 12:06 AM
رشا نصر زيدان رشا نصر زيدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الدوحة قطر
المشاركات: 359
افتراضي المجلس الخامس عشر: مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة من الآية 58 إلى الآية 74

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.

وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67): مذمة الاستهزاء بأوامر وتعاليم الإسلام و رموزه و هو عنوان للجاهل.

• قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) : استقم لأوامر الله كما أمرت و ليس كما رغبت.وخير الأمور أوسطها فلا افراط و لا تفريط.
• قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69):عدم التعنت و التنطع في الدين، و قبول الميسر منها ونيسر على من هم في رعايتنا.الاعتناء بالمظهر مع عدم التكلف فالعين تسر بالجمال و الألوان المبهجة.

•قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70): صاحب الهوى والإمعة الذي يسير مع القطيع يصعب عليه التمييز بين الحق و الباطل، قال تعالى: "أفرءايت من اتخذ إله هواه و أضله الله على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون".وقال تعالى: "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا"

•قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) : صاحب العقل الراقي يناقش الأفكار و الأهداف،أما صاحب العقل الضيق يتناقش في الماديات و التفاهات.

•وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا ۖ وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ (72): علينا بإصلاح سريرتنا،فالله مطلع على ما في قلوبنا.

• فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73): البعث والآخرة حق وكل الآيات الكونية تدل على البعث.


السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:

1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {


وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58):


•أمر الله تعالى بني اسرائيل بدخول القرية ،و القرية هي المدينة التي تقرت أي اجتمعت و منها قريت الماء في الحوض؛أي جمعته،و أجمع المفسرون أن المقصود بها بيت المقدس.وكان ذلك بعد خروجهم من التيه و نشأة جيل جديد وموت الشيوخ، وهذا على أرجح الأقوال.ولقد أشار القرآن إلى بركة هذه الأرض بحث بني إسرائيل إلى دخولها حيث يأكلوا منها كيفما شاؤوا،فهي أرض كثيرة الغلة.

•ولقد أمرهم الله بدخولها ركعاً طاعة لله و تواضعاً له، وقيل أنه باب في مدينة القدس يعرف باب الحطة، و قيل هو باب القبة الني كان يصلي عنده موسى عليه السلام. وقيل هي كناية عن التواضع وليس على هيئة معينة.ولكنهم عصوا الأمر و دخلوا من قبل استاههم. فمن شيم صاحب الحق أنه عندما ينتصر يملأ الله قلبه تواضعا له و يربط على قلبه فلا يشمت و لا يتكبر؛بل يرجع الفضل لله تعالى؛ ولنا في رسول الله صلى الله عليه و سلم أسوة حسنة عند فتح مكة، فلقد دخل صلى الله عليه و سلم مطأطأ رأسه و لقد صلى ثماني ركعات وقت الضحى.

•و أمرهم الله تعالى أن يدعوه سبحانه ليحط عنهم خطاياهم و يغفرها لهم. فالحطة هي فعلة من حط يحط.وقيل هو الدعاء بالمغفرة،وقيل هو قولهم لا إله إلا الله.

•وسنزيد المحسنين الذين أذعنوا للأمر فلقد كان هناك من بني إسرائيل من دخل من الباب تواضعاً ودعا الله أن يحط عنه الذنوب.

فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.


•فبدل الظالمين قولا غير الذي أمروا به وهو الاستغفار،فقالوا حبة في شعرة، وقيل حنطة حمراء فيها شعرة وقيل شعيرة.فعاقبهم الله بعذاب و الرجز هو العذاب، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" الطاعون رجز عذاب عذب به من كان قبلكم" رواه النسائي من حديث سفيان الثوري. وأنزل الله عليهم الطاعون فأذهب منهم سبعين ألفاً، وقال ابن عباس: "أمات الله منهم في ساعة واحدة نيفا على عشرين ألفا".و الفسق اي الخروج يقال الفأرة فسقت أي خرجت من الحجر لتفسق.


2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟


•الذي يهبط خشوعا لله تعالى.أي أن الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عزّ وجلّ: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية اللّه}. قيل الذي تفيؤ ظلاله، وقيل أن الجبل الذي تم دكه عندما تجلى الله تعالى للجبل.وقيل أن الله تعالى قد يجعل في الحجر حياة مثل الحجر الذي كان يسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بعثته، و جزع النخل الذي افتقد الرسول عليه الصلاة و السلام. وقد زعم بعضهم أنّ هذا من باب المجاز؛ وهو إسناد الخشوع إلى الحجارة كما أسندت الإرادة إلى الجدار في قوله: {يريد أن ينقضّ} قال الرّازيّ والقرطبيّ وغيرهما من الأئمّة: ولا حاجة إلى هذا فإنّ اللّه تعالى يخلق فيها هذه الصّفة .



3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟


•الذلة هي الصغار، المسكنة: الخضوع، و اشتقاقه من السكون، المسكين الذي اسكنه الفقر غلى الأرض. قال الزجاج: «هي مأخوذة من السكون وهي هنا: زي الفقر وخضوعه، وإن وجد يهودي غني فلا يخلو من زي الفقر ومهانته».

•وقيل المسكنة هي الجزية ذكره الحسن و قتادة،و ذكره الضحاك عن ابن عباس. ذكره ابن عطية و ابن كثير في تفسيرهما.

•وقيل المسكنة هي الفاقة و الحاجة ذكره أبو العالية.

و قال الحسن: "أذلّهم اللّه فلا منعة لهم، وجعلهم اللّه تحت أقدام المسلمين. ولقد أدركتهم هذه الأمّة وإنّ المجوس لتجبيهم الجزية"فذكر المفسرون الثلاثة أن المراد من الذلة و المسكنة هي الفاقة و الحاجة، أو الجزية أو الخراج،وقيل هي الصغار و المهانة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 01:32 AM
منيرة جابر الخالدي منيرة جابر الخالدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 364
افتراضي

المجموعة الأولى:

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.

- الحذر من الاستهزاء، لأنه جهل (أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين)
- عدم تعجل الشيء قبل أوانه.
- البر بالوالدين
- اللجوء إلى أهل الرأي إذا حصل خلاف أو احتيج إليهم.
- التثبت من الأمر حتى وإن أظهر المتحدث الصدق
- عدم الاستفصال فيما لا يحتاج إليه.
- الأخذ بالأيسر ما لم يكن إثما.
- الاستثناء في الأمر.
- التحرز أثناء الكلام، والحذر من الزلل فيه.
- التصديق والامتثال من أول مرة حتى لا يقسو القلب، وحتى لا تتابع المعاصي.
- التأمل في مخلوقات الله.
**

1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.

لما خرج ذرية بني إسرائيل من التيه أمروا بدخول (القرية) والقرية المدينة تسمى بذلك لأنها تقرت أي اجتمعت، ومنه قريت الماء في الحوض أي جمعته، والمراد بها بيت المقدس، وقيل أريحا والراجح الأول وهو قول الجمهور، وهي أرض مباركة عظيمة الغلة ولهذا قال تعالى: (فكلوا منها حيث شئتم رغدا) كلوا على وجه الإباحة والرغد: الواسع الذي لا يعني (وادخلوا الباب سجدا) أمروا أن يدخلوا ساجدين أو راكعين، والمراد التواضع والخضوع وإن لم تكن على هيئة معينة (وقولوا حطة) أقروا بما قيل لكم وبذنبكم واسألوا الله حط الذنوب واسعوا لما فيه المغفرة بالقول والفعل، واشكروا الله على نعمه، فإن فعلتم ذلك (غفر لكم خطاياكم) وهذا جواب الشرط، والخطايا جمع خطيئة (وسنزيد المحسنين) وهذا على سبيل العدة، فمن دخل وقال ما أمر به فهو محسن، ويزاد لمن أحسن فوق ذلك. وكان من بني إسرائيل من امتثل ومنهم من ظلم وبدل (فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم) فلم يقولوا حطة وإنما قالوا: حنطة أو حبة في شعرة وعن ابن مسعود: (أنهم قالوا: "هطي سمعاتا أزبة مزبا" فهي بالعربية: حبة حنطة حمراء مثقوبة فيها شعرة سوداء). وكذلك بدلوا الفعل فلم يدخلوا سجدا وإنما دخلوا يزحفون على أستاههم. وهذا غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة.* وكما أن المحسنين لهم الزيادة فهؤلاء لهم العذاب (فأنزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء) والرجز العذاب والغضب، وعن ابن عباس: "كل شيء في كتاب الله من "الرجز" يعنى به العذاب". (بما كانوا يفسقون) الباء: سببية، بسبب تبديلهم. والفسق: الخروج.* وإذا أطلق فالمراد به الخروج عن أمر الله.


2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟

اختلف أهل التأويل في معنى هبوط ما هبط من الحجارة من خشية الله، فقيل:

1 - الذي يهبط من خشية الله نحو الجبل الذي تجلى الله له حين كلم موسى عليه. أو أنه الجبل الذي صار دا إذ تجلى له ربه. ذكره الزجاج وابن عطية
2 - أن هبوط ما هبط منها من خشية الله تفيؤ ظلاله.** ابن عطية
3 - أن الله تعالى يعطي بعض الأحجار معرفة وفهم ويخلق فيها خشية وحياة يهبطها من علو تواضعا.* وهذا نظير حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، والجذع الذي أن لفقد النبي صلى الله عليه وسلم.* ابن عطية
4 - أن لفظ الهبوط مجاز فرؤيته توجب الخشية لغيره، بدلالته على صانعه كما قيل: ناقة تاجرة أي: تبعث من يراها على شرائها.* ابن عطية وابن كثير
وقيل: أن الخشية مستعارة للحجارة كما استعيرت الإرادة للجدار في قوله: (يريد أن ينقض)** حكاه الطبري عن فرقة ونقله ابن عطية وقال:
وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة.* وقال بقوله الرازي والقرطبي وغيرهما من الأئمة

وعليه وما يدل عليه ظاهر الآية أن الراجح هو القول الثالث

ووردت أيضا بعيدة عن الصواب، فقيل:
5- أثر الصنعة التي تدل على أنها مخلوقة. ذكره الزجاج وقال: وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عز وجل: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله)
6- سقوط البرد من السحاب.* قاله أبو علي الجبائي ونقله ابن كثير واستبعده وقال: فإن هذا خروج عن ظاهر اللفظ بلا دليل. وكذلك استبعده الباقلاني وفخر الدين الرازي
7- بكاء القلب من غير دموع. نقله ابن كثير*


3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟

الذلة:
أي: الذل والصغار، فعلة من الذل كأنها الهيئة والحال.
المسكنة:
من المسكين، واشتقاقه من السكون وتقال للذي أسكنه الفقر أي: قلل حركته.
وقيل: الخراج أي الجزية. قاله الحسن وقتادة والضحاك وعطيّة العوفي
وقيل: الفاقة والحاجة. قاله أبو العالية*

وهذا حاصل ما ذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 05:58 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول اللهتعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَامِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْبَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
وردت هذه الآيات في سياق الحديث عن بني إسرائيل وذكر بعض أخبارهم ومنها أنهم لما عصوا الله وامتنعوا عن طاعته وعن العمل بما في الألواح رفع الله من فوقهم الجبل ليروا عظيم قدرته وشيئا من آياته فتابوا إلى الله وسجدوا وأخذا الله عليهم عهدا أن يأخذوا ما أعطاهم الله من التوراة ويدرسوها ويعملوا بما فيها من أوامر ونواهٍ ويأخذوها بجد واجتهاد وحزم وامتثال دون تهاون ونسيان وإغفال فتكونا قد جعلتم بينكم وبين عذاب الله وقاية بطاعة الله فيما أمر به ونهى عنه.
{ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}
ثم من بعد هذا الميثاق أعرضوا ونكثوا عهدهم بالمعاصي أو بالكفر فامتن الله عليهم بفضله عليهم من التوبة والإمهال وإرسال الرسل وبسعة رحمته ولولا هذا الفضل لخسروا وهلكوا بنقضهم العهد في الدنيا والآخرة .

2: بيّن معنى "أو" فيقوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
ورد في معنى أو هنا عدة أقوال :
أحدها : أنها بمعنى الإباحة فيكون المعنى إن شبهتم قسوة قلوبهم بالحجارة فأنتم مصيبون وإن شبهتموهم بأشد من ذلك فأنتم كذلك مصيبون وإن جمعتم بينهما فأنتم مصيبون أيضا. ذكره الزجاج.
الثاني: بمعنى التخيير الذي لا يمكن معه الجمع بين الأمرين فيكون المعنى إن شبهتم قسوة قلوبهم بالحجارة فأنتم مصيبون وإن شبهتموهم بأشد من ذلك فأنتم كذلك مصيبون. ذكره ابن عطية وحكاه ابن كثير عن القرطبي والرازي .
الثالث: بمعنى بل كقوله تعالى {إلى مائة ألف أو يزيدون} أي بل يزيدون . ذكره ابن عطية وابن كثير.
الرابع: بمعنى الشك منسوب إلى المخاطبين والمعنى إن نظرتم إليهم شككتم في شأنهم أقلوبهم كالحجارة أم هي أشد قسوة منها ، أما الشك في حق الله جل وعلا فهو ممتنع . ذكره ابن عطية وأشار إليه ابن كثير.
الخامس: يراد بها الإبهام على المخاطب مع علم المتكلم بالمراد كقول أبي الأسود :

أحب محمّدا حبا شديدا.......وعباسا وحمزة أوعليّا

وعورض أبو الأسود فاحتج عليه بقوله تعالى {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبين} وبينهما فرق إذ لا يتم المعنى في الآية إلا بأو .ذكر ذلك ابن عطية وحكاه ابن كثير عن الرازي.
السادس: بمعنى الواو التي تفيد المشاركة كقوله تعالى {آثما أو كفورا} أي آثما وكفورا. ذكره ابن عطية وابن كثير.

السابع: بمعنى ثم التي تفيد الترتيب أي أن قلوبهم كانت كالحجارة ترجى لها الإنابة كما تتفجر الأحجار فيخرج منها الماء ثم ازدادت قسوتها حتى لم يعد يرجى لها الإنابة فكانت أشد قسوة .ذكره ابن عطية .
الثامن : بمعنى التقسيم أي أنهما فرقتان من قلبه كالحجارة و من قلبه أشد قسوة منها لا يخرجان عن هذين القسمين .ذكره ابن عطية وأورده ابن كثير من غير نسبة .
التاسع : بمعنى التبعيض أي بعضكم قلبه كالحجارة وبعضكم أشد قسوة منه كقوله تعالى : {مثلهم كمثل الذي استوقد نارا...الآية } . رجحه ابن جرير ووجه بقية الأقوال ذكر ذلك عنه ابن كثير.

3: ماالمراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
التبديل في اللغة التغيير ، والمراد به : أنهم لما أمروا أن يقولوا حطة عند دخولهم القرية عصوا الله عنادا واستكبارا وبدلوا ما أمرهم به الله من أن يقولوا حطة بقول آخر لم يأمرهم به الله واختلفوا في نص قولهم :
فقيل: أنهم بدلوا حطة بقولهم حنطة أو حنطة في شعيرة أو حنطة حمراء في شعيرة.ذكره ابن عطية وابن كثير.
عن ابن عبّاسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «دخلوا الباب -الّذي أمروا أن يدخلوافيه سجّدًا-يزحفون على استاههم، وهم يقولون: حنطةٌ في شعيرةٍ».
عن البراء: {سيقول السّفهاء من النّاس}[البقرة: 142]«قال اليهود: قيل لهم: {ادخلوا البابسجّدًا}، قال: ركّعًا،{وقولوا حطّةٌ}: أي مغفرةٌ، فدخلوا على استاههم،وجعلوا يقولون: حنطةٌ حمراء فيها شعيرةٌ، فذلك قول اللّه تعالى:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غيرالّذي قيل لهم}.
وقيل: أنهم بدلوا حطة بقولهم حبة أو حبة في شعرة أو شعيرة. ذكره ابن عطية وابن كثير.
عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبنيإسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلواوقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ».رواه البخاري والنّسائيّ.
وقيل: قالوا هطّي سمعاتا أزبة مزبا أو حطي شمقاثا أزبة، عن ابن مسعودٍ أنّه قال: «إنّهم قالوا: "هطّي سمعاتا أزبة مزبا" فهي بالعربيّة: حبّة حنطةٍحمراء مثقوبةفيها شعرةٌ سوداء، فذلك قوله:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غيرالّذي قيل لهم}».

هذا والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 ذو القعدة 1438هـ/20-08-2017م, 02:34 PM
عقيلة زيان عقيلة زيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 700
افتراضي


المجموعة الثانية



السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب

.
استخرجالفوائد السلوكية من قصةبقرةبني إسرائيل مما درست

.
الفائدة العامة الشاملة لكل القصة
وجوب تعظيم الله عزوجل ...و.تعظيم شرعه و أوامره و أحكامه...وتعظيم أنبياءه....و وجوب الاستلام لأمره و قضاءه دون تردد أو تعنتت..
الحذر الشديد من الاستهزاء بشرع الله عزوجل أو أنبياءه ...فهي قاسمة الظهر ..الحائلة بين العبد و الإيمان.. الموجبة لغضب الرحمان.......المورثة لقسوة القلب
-{ هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (}
-وجوب تنزيه الأنبياء عن الجهل و النقائص....
- { قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ}
-يحرم إن سأل العبد ربه سؤال تعنت أو سؤال اختبار يختبر ربه...فإن عاقبة ذلك وخيمة عائدة عليه..
-على العبد أن يقبل الحنيفية السمحة و يمتثلها ولا يشدد فيشدد الله عليه كما جاء في الحديث
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول { لا تشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم فإن قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم..}الحديث... رواه أبو داود
-{فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ}
لا يأمن العبد أن يخرج الله ما في قلبه و ينكشف أمره أمام الناس...فليحذر ذلك...ولكن مراقبا دائما لقلبه
. {فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}
كلما تعنت العبد كلما صعب عليه إتباع الحق...فليرب العبد نفسه على التسليم والطاعة الخضوع.
{ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى.}
-وجوب اعتقاد أن الله قادر على كل شيء
-ضرب الميت بأعضاء البقرة ليس سببا حقيقيا لإحياء الميت. ..والله قادر على إحياءه دون ضربه ..فهو تعليم من الله لعباده أنه جرى سنته الكونية لابد من فعل السبب لحصول المرغوب أو دفعا لمكروه
- السبب ينفع بإذن الله عزوجل...فضرب الميت بأعضاء البقرة تعتبر سبب ضعيفا لكن الله نفع به...فعلى العبد جمع قلبه و توكله على الله عزوجل عند الأخذ بالأسباب لأن الله هو الذي ينفع بها مهما كان هذا السبب قوة أو ضعفا
- { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ؛}
- آيات الله ينتفع بها أصحاب العقول و ذوي الألباب فإذا لم تنفع بآيات الله فاتهم عقلك...وراجعه لتدارك الخلل
{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ.؛}
من أعظم أسباب قسوة القلب مخالف الأمر...فأيا عبد الله عظم أمر ربك في نفسك فهو أهل لذلك..وسارع بامتثاله قبل أن يحال بينك وبينه
-من أعظم العقوبة التي يعاقب بها العباد قسوة القلب....لا يغتر العبد المقيم على معصية الله حيث لم يعاقب في ماله وولده وصحته وعافيه ..يقال له تفقد قلبك ..فهناك قد تحل العقوبات وهى أعظم
.-من وجد قسوة القلب فليسارع بالتوبة والإنابة و الاستغفار ..
- { وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (}
- الله لا يغفل عن إعمال العبادة. فليراقب العبد ربه
-
- الله يمهل ولا يهمل...الله لا يعاجل العباد بالعقوبة رحمة بهم فرحمة سبقت غضبة ...فهو حليم بهم.. ...فلا يغتر العبد..بحلم الله عزوجل...
***



المجموعة الثانية:
1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)}البقرة.



يذكر الله عزوجل اليهود بجانية أخرى لأسلافهم
فقال سبحانه وتعالى :
{وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ} واذكروا يا بنى إسرائيل وقت أخذنا على أسلافكم العهود و لمواثيق المغلظة بالعمل بما في التوراة وقبولهم ذلك. والمحافظة على ذلك.
لكن هم كرهوا الإقرار بما فيها ؛ فرفع عليهم الجبل قال تعالى :
{وَرَفَعْنا فَوْقَكُمُ الطُّورَ} أي أن سبحانه وتعالى لما أخذ عليهم الميثاق بأخذ التوراة فرأوا ما فيها من التثقيل، امتنعوا من أخذها، فرفع الجبل .على رؤوسهم ليقرّوا بما عوهدوا عليه .....وكان الجبل فوقهم حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم
و يمكن أن يكون المراد بالميثاق ما أخذه الله عزوجل حين أخرج الناس كالذر و دليل ذلك سياق آيات الأعراف حيث جاء قوله تعالى { وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم من ذرياتهم } عقب قوله تعالى { وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّة}
هذه الآيات مثل الآية التي في سورة البقرة ..قاله الزجاج ثم عقب بقوله وهو أحسن المذاهب فيها.
-كما يمكن أن يكون المراد به
ما أخذ الله من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم. ودليله قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه} فالأخذ على النبيين -صلى الله عليهم وسلم- الميثاق يدخل فيه من اتبعهم.
{خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ}وقلنا لهم خذوا الكتاب وهو التوراة بتصديق و جد وعزيمة واجتهاد و أن يعملوا بما فيه و يتركوا الريب و الشك فيه
{وَاذْكُرُوا ما فِيهِ} وأن يدرسوا ما في التوراة بتدبر وأن يحفظوا أوامره و نواهيه و وعيده ولا ينسوه فيضيعونه؛ و أن يعملوا بما فيه من الأحكام فإن العمل هو الذي يجعل العلم راسخا في النفس مستقرا عندها .
ثم ذكر لهم فائدة ذكره فقال:(لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) أي إذا فعلتم ذلك اتقيتم معاصي الله و رجوتم أن تكونوا من تنتظموا في سلك المتقين.
***
ثم ذكر الله عزوجل الذنب العظيم الذي يستحقون لأجله العذاب الشديد
فقال (ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ) أي ثم أعرضتم وانصرفتم عن الطاعة والعمل بما فيه بعد أن أخذ عليكم الميثاق وأراكم من الآيات العظام ما فيه عبرة لمن ادّكر.
لكن الله عزوجل عاملهم برحمته وفضله فلم يعاجلهم بالعقوبة
لهذا قال تعالى (فَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ}
وقد اختلف في المراد بالمخاطب في الآية
فقد قيل أن المخاطب بقوله: عليكم لفظا ومعنى من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم.
وجمهور المفسرين على أن المراد بالمعنى من سلف
**
أي ولولا فضل الله عليكم أي الإسلام ؛ورحمته القرآن وهذا المعنى مبني على أن المخاطبين بالآية هم اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ..فقد فمنّ الله عليهم بالتوبة حيث لم يعاجلهم بالإهلاك و قبل منهم التوبة حتى أدركوا زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم..ومنهم من لحق به..وعليه يكون المراد بالتولى هو الكفر
-و قيل أن المراد بالتولى فعل المعاصي، فعليه يكون فضل الله ورحمته التوبة والإمهال إليها.
{لَكُنْتُمْ مِنَ الْخاسِرِينَ) لكنتم جواب «لولا»، ومن الخاسرين خبر «كان». والخسران النقصان،
أي لكنتم من الخاسرين الهالكين في الدنيا والآخرة
يعنى معنى الآية تنم- إنكم بتوليكم استحققتم العقاب، ولكن فضل الله عليكم ورحمته أبعده عنكم،و لم يعاملكم بما تستحقون؛ ولولا ذلك لخسرتم سعادتى الدنيا والآخرة.


2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.معنى
واجب

اتفق المفسرون الثلاثة أنه لا يصح حمل معنى "أو" في الآية على الشك
وقال ابن كثير يستحيل ذلك وحكى إجماع أهل اللغة في ذلك.
ثم اختلفوا في معنى " أو"
-
قيل هي التخيير – للإباحة- ....ذكره المفسرون الثلاثة وهو الذي رجحه الزجاج .
وهو كقولنا "جالس الحسن أو ابن سرين" أي إن جالست الحسن فأنت مصيب و إن جالست ابن سرين فأنت مصيب
والمعنى إن قلوب هؤلاء إن شبهتم قسوتها بالحجارة فأنتم مصيبون أو بما هو أشد فانتم مصيبون
-وقيل
أنها بمعنى الواو ......ذكره ابن عطية وابن كثير ومنع ذلك الزجاج بقوله: ولا يصلح أن تكون (أو) هاهنا بمعنى الواو.
واسُتدل لهذا القول بقوله تعالى :{ ولا تطع منهم ءاثما أو كفورا} أي وكفروا
وقوله تعال { عذرا أو نذرا} أي ونذرا
وقيل هي بمعنى" بل" ...ذكره ابن عطية و ابن كثير
و قد علم ذلك عن العرب
أنشد الفراء:
بدت مثل قرن الشمس في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في العين أملح
أي بل أنتِ في العين أملح
وهو مثل قوله تعالى { فأرسلناه إلى مئة ألف أو يزيدون} أي بل يزيدون
وكقوله تعالى :{ فكان قاب قوسين أو أدنى }
-وقيل هي على جهة الإبهام على المخاطب .....ذكره ابن عطية وابن كثير
والعرب تبهم ما لا فائدة في تفصيله. قال لبيد:
تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إِلا من ربيعة أو مضر
أي: هل أنا إلا من أحد هذين الفريقين، وقد فنيا، فسبيلي أن أفنى كما فنيا.
ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا.......وعباسا وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع.
قال ابن جريرٍ: قالوا: ولا شكّ أنّ أبا الأسود لم يكن شاكًّا في أنّ حبّ من سمّى رشدٌ، ولكنّه أبهم على من خاطبه.
-
--وقيل هي على اعتبار حالين مختلفين ............ذكره ابن عطية
فكانت كالحجارة طورا وشوطا من الزمن ثم صارت أشد طورا آخر
أي أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، .. .
--وقيل هي على بابها بمعنى الشك ........ذكره ابن عطية
ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة.
--وقيل هي بمعنى التفصيل .......ذكره ابن عطية وابن كثير
والمعنى أن فيهم فرقتين .... فيهم من قلبه كالحجر وفيهم من قلبه أشد من الحجر.
فقلوبهم لا تخرج عن أحد هذين المثلين إما أن تكون مثل الحجارة في القسوة و إما أن تكون أشد منه قسوة
وهو مثل قولنا "أطعمتك الحلو أو الحامض " يعنى لا يخرج ما أُطعم عن هذين .

قال ابن جريرٍ: ومعنى ذلك على هذا التّأويل: فبعضها كالحجارة قسوةً، وبعضها أشدّ قسوةً من الحجارة. .. وقد رجح .مع توجيه غيره قاله ابن كثير
قال ابن كثير وهذا القول يبقى شبيها بقوله تعالى {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا}[البقرة: 17] مع قوله: {أو كصيّبٍ من السّماء} [البقرة:19] وكقوله: {والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ} [النّور: 39] مع قوله: {أو كظلماتٍ في بحرٍ لجّيٍّ}[النّور: 40]، الآية أي: إنّ منهم من هو هكذا، ومنهم من هو هكذا، واللّه أعلم.

3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟

خرج ذرية بني إسرائيل من التيه أمروا بدخول القرية المشار إليها، وأن يدخلوا خاضعين ذليلين منكسرين لله عزوجل بالقول والفعل وأن يقولوا حطة أي اححط عنا ذنوبنا و خطايانا لكنهم بدلوا و غيروا ما أمروا به
فبدل أن يدخول سجدا خاصعين دخلوا على الباب من قبل أدبارهم القهقرى، وفي الحديث: أنهم دخلوا يزحفون على أستاههم،
وبدل أن يقولوا حطة قالوا..حبة في شعرة، وقيل قالوا حنطة حبة حمراء فيها
شعرة وقيل شعيرة.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 ذو القعدة 1438هـ/21-08-2017م, 06:15 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة


أحسنتم بارك الله فيكم وأنار دربكم.

المجموعة الأولى:
1: هناء محمد علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

2: رشا نصر زيدان ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- قولك في الفوائد المستفادة من قصة بقرة بني إسرائيل: "صاحب العقل الراقي يناقش الأفكار والأهداف..إلخ"، فهذه أوصاف بيّنتها الآية فلا يليق وصفها بما ذكرتِ.
ج2: راجعي جواب الأخت "هناء" على هذا السؤال وطريقة تقسيمها ومناقشتها للأقوال.
ج3: هناك فرق في المعنى بين الذلّة والمسكنة، فلينتبه لذلك.

3: منيرة جابر الخالدي أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- قد أحسنت استخلاص الفوائد، وفاتك الاستدلال لها.
ج2: القول الأول ليس في معنى الهبوط من الخشية، وإنما هو تمثيل لبعض الحجارة التي دكّت من أثر الخشية.
ج3: جوابك في المراد بذلّة اليهود مختصر، ويراجع جواب الأخت "هناء" للفائدة.




المجموعة الثانية:
4: فاطمة محمود صالح أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

5: عقيلة زيان أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 ذو القعدة 1438هـ/22-08-2017م, 05:06 PM
منى محمد مدني منى محمد مدني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 344
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
المجموعة الثانية
مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول:
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1- الاستسلام لأوامر الله سبحانه والخضوع لها وتنفيذ ما أمر الله به ،يؤخذ هذا من قوله تعالى:(فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)

2- الحذر من التعنت والجدال في أوامر الله وشرعه فهؤلاء بني إسرائيل تعنتوا فضيق الله عليهم ولو أنهم قبلوا ما أمرهم الله به من أول مرة لم يضيق عليهم
،يؤخذ هذا من قوله تعالى:(قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا ۚ قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)
3- جواز بيع ( السلم ) أي : البيع بالصفات دون حضور السلعة ؛ لأن الله ذكر لهم الصفات فقط ، فاستجابوا بالصفات فأقرهم الله
قال تعالى: ( إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لا شِيَةَ فِيهَا [البقرة:71] تكلم العلماء في هذه الآية على قضية بيع السلم، وأنه يجوز بيع الحيوان سلماً إذا ضبطت صفاته كما ضبطت في هذه الآية؛ لأن العلماء قد اختلفوا في حكم بيع السلم في الحيوان، فادعى بعضهم أنه لا يجوز؛ لأنه لا يمكن ضبطه، وهم الحنفية، وذهب الشافعي رحمه الله ومالك والأوزاعي والليث وغيرهم إلى جواز بيع السلم في الحيوان واستدلوا بالآية
4- المسارعة إلى تنفيذ أمر الله في أول الوقت بدون تراخي أو كسل أو جدال، يؤخذ هذا من قوله تعالى: ( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ ۚ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَٰلِكَ ۖ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68)وكذلك من هذه الآية يستدل أيضاً على قاعدة أصولية أخرى تتعلق بالأمر، وهي: الأمر على الفور لا على التراخي، فإذا أمرنا بشيء يجب أن ننفذ فوراً،
5- أهمية مراعاة الآدب في مخاطبة الأنبياء ومن يقوم مقامهم من الدعاة إلى الله وقد تبين من الآيات سوء أدب اليهود في تعاملهم مع بني إسرائيل
،يؤخذ هذا من قوله تعالى:(قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًقَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَقَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ ۚ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)
6- أهمية قول إن شاء ولو أن بني إسرائيل لم يقولوا هذه الكلمة لم يوفقهم الله لذبحها
،يؤخذ هذا من قوله تعالى:َالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70)
7- ينبغي على الداعية أن يدفع عن نفسه إذا اتهم بباطل حتي يتبين الأمر ويتضح
،يؤخذ هذا من قوله تعالى:(وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67)
8- الاستدلال بهذه الواقعة على سعة قدرة الله على كل شئ وعلى قدرة الله على البعث بعد الموت فهذه الآية تزيد المؤمن يقينا ً بقدرة الله،يؤخذ هذا من قوله تعالى:فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا ۚ كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)
9- معرفة صفات اليهود وأنهم قوم القوم لا يملون ولا يضجرون ولا يسأمون من المفاوضات؛ لأنهم يتقنون فن التهرب والتملص والتحايل وهذه الأمور لابد من وضعها في عين الإعتبار عند التعامل معهم وهذا يؤخذ من مجمل الآيات ومراجعتهم في أوصاف البقرة
10-دلالة قوله [لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك] على جواز الاجتهاد واستعمال غالب الظن في الأحكام إذ لا يعلم أنها بين البكر والفارض إلا من طريق الاجتهاد.
11-الحذر من قسوة القلوب، بعد رؤية الآيات والنذر
وقال الله في عاقبة هؤلاء (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد الحجارة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون)

1: فسّر باختصار قول الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)} البقرة.
مقدمة بين يدي تفسير الآية :
لهذه الآية قصة يتبين بها معناها وذلك أن موسى عليه السلام لما رجع من عند الله بعد أن كلمه إلى بني إسرائيل رجع ومعه الالواح فيها التوراة وأمرهم أن ياخذوها وأن يلتزموا بمافيها فرفضوا إلا أن يكلمهم الله فأمر الله تعالى الملائكة فاقتلعت جبلا وأمرهم الله أن ياخذوها وعليهم الميثاق وإلا عاقبهم الله بسقوط الجبل عليهم فاستجابوا وأخذوا التوراة بالميثاق فرفع الله عنهم العذاب
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ )
هذه الآية في سياق الكلام عن بني إسرائيل والله يذكرهم فيها ما أخذه عليهم من الميثاق بأن يؤمنوا بالله وحده وأن يتبعوا الرسل وهذا الميثاق هو الذي يترجح بدلالة السياق وكما جاء في سورة الأعراف قال تعالى: {وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنّه ظلّةٌ وظنّوا أنّه واقعٌ بهم خذوا ما آتيناكم بقوّةٍ واذكروا ما فيه لعلّكم تتّقون 171]
وقيل : ما أخذه اللّه عزّ وجلّ حين أخرج الناس كالذرودليل ذلك ماجاء في سورة الاعراف {وإذ أخذ ربّك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّتهم}
وقيل: ما أخذ الله من الميثاق على الرسل ومن اتبعهم ودليله قوله عزّ وجلّ: {وإذ أخذ اللّه ميثاق النّبيّين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه}
والطور هو الجبل اسم لكل جبل وقيل: الجبل الذي نوجي موسى عليه
وقيل :الطّور كل جبل ينبت، وكل جبل لا ينبت فليس بطور.
والذي يتحصل مما سبق أن الله أخذ على بني إسرائيل الميثاق ورفع فوقهم الجبل تهديدا لهم وتوعدا .
(خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ )
أمر الله بني إسرائيل بعد رفع الطور عليهم بأخذ الكتاب الذي أعطاهم وهو التوراة بقوة أي بتصديق ماجاء فيه وكثرة درسه بجد واجتهاد وبطاعة الله فيما أمر فيه ونهى فأمروا بالإيمان به والعمل بما فيه ،وإذا لم يفعلوا فهم متوعدون بالعقوبة من الله بإسقاط الجبل عليهم
(وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63)
لازال الكلام عن التوراة فبعد أن أمرهم الله أن يأخذوه بقوة أمرهم أن يذكروا مافيه ويدخل في ذلك دراسته وتدبره وحفظ أوامره ووعيده وقراءته والعمل به
(ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ )
ثمّ بعد أن أخذ الله هذا الميثاق المؤكّد العظيم على بني إسرائيل تولوا وأعرضوا وأدبروا والتولي أما أن يكون بالمعاصي أو بالكفر
(فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ)
المخاطب في هذه من سلف من بني إسرائيل وعليه الجمهور ، وقيل: من كان في مدة محمد صلى الله عليه وسلم
و فضل الله على بني إسرائيل بالتوبة والإمهال بعد المعاصي
وقيل فضله بعدم معاجلة الهلاك بعد الكفر
وقيل الفضل الإسلام، والرحمة القرآن
وقيل الفضل والرحمة إدراكهم مدة محمد صلى الله عليه وسلم
(لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)
الخسران النقصان والمعنى ولولا فضل الله ورحمته على بني إسرائيل لوقعوا في الخسارة والنقص بنقضهم الميثاق وهذه الخسارة في الدّنيا والآخرة

2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة}.
اختلف المفسرون في معنى أو على أقوال :
القول الأول:
هي بمعنى الواو وتقديرالكلام: فهي كالحجارة وأشدّ قسوةً كقوله تعالى: {ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا}[الإنسان: 24]، وكما قال النّابغة الذّبياني:
قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا ....... إلى حمامتنا أو نصفه فقد
تريد: ونصفه، قاله ابن جريرٍ. وقال جرير بن عطيّة:
نال الخلافة أو كانت له قدرًا ....... كما أتى ربّه موسى على قدر
قال ابن جريرٍ: يعني نال الخلافة، وكانت له قدرًا
ذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثاني:
"أو" هاهنا بمعنى بل، تقديره فهي كالحجارة بل أشدّ قسوةً، وكقوله: {إذا فريقٌ منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً}[النّساء: 77]{وأرسلناه إلى مائة ألفٍ أو يزيدون}[الصّافّات: 147]{فكان قاب قوسين أو أدنى}[النّجم: 9]
ذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث:
معناها التخيير، أي: شبهوها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا،
ذكره ابن عطية نقلاً عن و فخر الدّين وذكره ابن كثير
القول الرابع:
هي على بابها في الشك. ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة ذكر هذا القول ابن عطية
وقال الزجاج ودخول "أو" ههنا لغير معنى الشك
وقال ابن كثير اختلف علماء العربيّة في معنى قوله تعالى: {فهي كالحجارة أو أشدّ قسوةً} بعد الإجماع على استحالة كونها للشّكّ

القول الخامس:
هي على جهة الإبهام على المخاطب، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ....... وعباسا وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع، وقد عورض أبو الأسود في هذا، فاحتجّ بقول الله تعالى: {وإنّا أو إيّاكم لعلى هدىً أو في ضلالٍ مبينٍ} [سبأ: 24]، وهذه الآية مفارقة لبيت أبي الأسود، ولا يتم معنى الآية إلا ب «أو»ذكره ابن عطية وابن كثير وفخر الدّين

القول السادس:
إنما أراد الله تعالى أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: أطعمتك الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين ذكره ابن كثير وابن عطية
القول السابع:
إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا أو أشد طوراذكره ابن عطية
القول الثامن:
(أو) التي تأتي للإباحة ذكره الزجاج ورجحه الطبري وذكره ابن عطية وابن كثير
معنى أو أن القلوب لا تخرج عن أحد هذين المثلين، إمّا أن تكون مثل الحجارة في القسوة وإمّا أن تكون أشدّ منها قسوةً فيكون المعنى فبعضها كالحجارة قسوةً، وبعضها أشدّ قسوةً من الحجارة. وقد رجّحه ابن جريرٍ وذكر ابن كثير الآيات التي تشبه هذه الآية كقوله تعالى: {مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا}[البقرة: 17] مع قوله: {أو كصيّبٍ من السّماء} [البقرة:19] وكقوله: {والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعةٍ} [النّور: 39] مع قوله: {أو كظلماتٍ في بحرٍ لجّيٍّ}[النّور: 40]، الآية أي: إنّ منهم من هو هكذا، ومنهم من هو هكذا

القول الراجح:
رجح الطبري القول الأخير والذي يظهر أن ابن كثير يميل لهذا القول لأنه ذكر الآت التي تشبه هذه الآية
قال أبو جعفر: ولكل مما قيل من هذه الأقوال التي حكينا وجه ومخرج في كلام العرب غير أن أعجب الأقوال إلي في ذلك ما قلناه أولا ثم القول الذي ذكرناه عمن وجه ذلك إلى أنه بمعنى: فهي أوجه في القسوة: إما أن تكون كالحجارة، أو أشد، على تأويل أن منها كالحجارة، ومنها أشد قسوة. لأن"أو"، وإن استعملت في أماكن من أماكن"الواو" حتى يلتبس معناها ومعنى"الواو"، لتقارب معنييهما في بعض تلك الأماكن فإن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين. فتوجيهها إلى أصلها ما وجدنا إلى ذلك سبيلا أعجب إلي من إخراجها عن أصلها، ومعناها المعروف لها.
3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
أمر الله بني اسرائيل أن يدخلوا الباب سجدا وأن يقول حطة فبدلوا فدخلوا يزحفون على استاههم، وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ ،دل على هذا الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ»
مما سبق يتبين أن التبديل وقع من بني إسرائيل في الفعل وفي القول :
التبديل في الفعل:
أمرهم الله أن يدخلوا سجدا خضوعا لله عز وجل فدخلوا من قبل أدبارهم القهقرى، وفي الحديث: أنهم دخلوا يزحفون على أستاههم ذكره ابن عطية وابن كثير
التبديل في القول :
أي: تبديلهم ما أمروا به من أن يقولوا حطةذكره الزجاج
ثم اختلف المفسرون في القول الذي بدلوه :
القول الأول:
بدلوا فقالوا حبة في شعرة ذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثاني:
قالوا حنطة حبة حمراء فيها شعرة وقيل شعيرةذكره ابن عطية وابن كثير
القول الثالث:
قالوا حطي شمقاثا أزبة، وتفسيره ما تقدم ذكره الطبري وابن عطية وابن كثير
*ذكر الروايات التي فيها التبديل بقول حبة أو حبة في شعرة
*عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «قيل لبني إسرائيل:{ادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ}فدخلوا يزحفون على استاههم، فبدّلوا وقالوا: حطّةٌ: حبّةٌ في شعرةٍ»رواه البخاري ورواه النّسائيّ، عن ابن المبارك ببعضه مسندًا، في قوله تعالى: {حطّةٌ} قال: «فبدّلوا. فقالوا: حبة ».
* أبا هريرة يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «قال اللّه لبني إسرائيل:{وادخلوا الباب سجّدًا وقولوا حطّةٌ نغفر لكم خطاياكم}فبدّلوا، ودخلوا الباب يزحفون على استاههم، فقالوا: حبّةٌ في شعرةٍ »ذكره عبد الرزاق
وهذا حديثٌ صحيحٌ، رواه البخاريّ. والتّرمذيّ. وقال التّرمذيّ: حسنٌ صحيحٌ.
* ذكر الروايات التي فيها التبديل بقول حنطة في شعيرة
عن ابن عبّاسٍ: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «دخلوا الباب -الّذي أمروا أن يدخلوا فيه سجّدًا-يزحفون على استاههم، وهم يقولون: حنطةٌ في شعيرةٍ» ذكره محمد بن اسحاق
* عن البراء: {سيقول السّفهاء من النّاس}[البقرة: 142]«قال اليهود: قيل لهم: {ادخلوا الباب سجّدًا}، قال: ركّعًا،{وقولوا حطّةٌ}: أي مغفرةٌ، فدخلوا على استاههم، وجعلوا يقولون: حنطةٌ حمراء فيها شعيرةٌ، فذلك قول اللّه تعالى:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}.
* عن ابن مسعودٍ: {وقولوا حطّةٌ}«فقالوا: حنطةٌ حبّةٌ حمراء فيها شعيرةٌ،فأنزل اللّه:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}».
عن ابن عبّاسٍ في قوله: {ادخلوا الباب سجّدًا} «ركّعًا من بابٍ صغيرٍ، فدخلوا من قبل أستاههم، وقالوا: حنطةٌ، فهو قوله تعالى:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}».
وهكذا روي عن عطاءٍ، ومجاهدٍ، وعكرمة، والضّحّاك، والحسن، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ، ويحيى بن رافعٍ.
* ذكر الروايات التي فيها التبديل بقول حطي شمقاثا أزبة
*عن ابن مسعودٍ أنّه قال: «إنّهم قالوا: "هطّي سمعاتا أزبة مزبا" فهي بالعربيّة: حبّة حنطةٍ حمراء مثقوبةفيها شعرةٌ سوداء، فذلك قوله:{فبدّل الّذين ظلموا قولا غير الّذي قيل لهم}».
هذا القول يرجع إلى القول الثاني لأنه يفسره
القول الراجح :
لاتعارض بين هذه الأقوال
قال ابن كثير :حاصل ما ذكره المفسّرون وما دلّ عليه السّياق أنّهم بدّلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا سجّدًا، فدخلوا يزحفون على أستاههم من قبل أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطّةٌ، أي: احطط عنّا ذنوبنا، فاستهزؤوا فقالوا: حنطةٌ في شعرةٍ. وهذا في غاية ما يكون من المخالفة والمعاندة؛ ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم، وهو خروجهم عن طاعته؛ ولهذا قال: {فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزًا من السّماء بما كانوا يفسقون}


*أعتذر أشد الاعتذار عن التاخير والسبب ظروف خارجة عن ارادتي وليس تفريطا .

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 1 ذو الحجة 1438هـ/23-08-2017م, 03:08 AM
ندى علي ندى علي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 311
افتراضي

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1- على العبد أن يسلم لله ويترك التعنت فإنما هلك بنو إسرائيل لكثرة تعنتهم ومن ذلك قولهم (أتتخذنا هزوا) فلم يسلموا لأمر الله وأمر نبيهم وإنما كان الواجب عليهم الاستجابة والتسليم .
2- على العبد أن يتجنب أن يقول على الله بلا علم فإن موسى عليه السلام رد على بني إسرائيل بقوله ( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين) فوصف القول على الله بغير علم من الجهل .
3- على العبد أن يتجنب اللغو من الكلام والجهل في الحديث ويدل عليه (أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) فسره بعض العلماء أنه استعاذ من جهل بني إسرائيل إذ قالوا (أتتخذنا هزوا).
4- على العبد أن يتجنب كثرة السؤال والتشديد فإن الجزاء من جنس العمل فقد يشدد عليه كما شدد على نفسه ويدل عليه ( ادع لنا ربك يبين لنا ...) فإنهم أكثروا السؤال على أوصاف تلك البقرة ولو سلموا لأجزأت أي بقرة بلا تعيين .
5- يستحب أن يعقب العبد مواعيده بالاستثناء رجاء تحقيق المراد كما قال بنو إسرائيل ( وإنا إن شاء الله لمهتدون) فقد ورد أنهم لو لم يستثنوا لما بين لهم أبدا .
6- على العبد أن يعزم على فعل الخير وعلى سائر شؤونه ويتجنب الاستبطاء والتكاسل وضعف العزيمة فإن الله سبحانه ذم بني إسرائيل بقوله ( وما كادوا يفعلون) فسرها بعض العلماء أنهم لم يريدوا ولم يعقدوا العزم على الاستجابة .
7- على العبد أن يلزم الصدق في القول والعمل فإن الله سبحانه مخرج ما أبطن ويدل عليه قوله تعالى ( والله مخرج ما كنتم تكتمون ) أي مظهر ما أخفوامن الحق من قاتل القتيل .
8- على العبد أن يكثر من التفكر والتأمل في آيات الله الكونية والشرعية فيورثه ذلك حسن العمل والامتناع عن الشر(كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون ) فأخبر سبحانه أنه ينتفع بالآيات من يعقل .
9- على العبد أن يستعيذ من قسوة القلب فإن الله سبحانه وتعالى ذم بني إسرائيل لقسوة قلوبهم فقال (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة )
10- ( ومالله بغافل عما تعملون ) إذا علم العبد إحاطة الله له وقدرته عليه وعلمه به حمله ذلك على إحسان العمل ومراقبة الله في القول والعمل وتجنب ظلم العباد وظلم النفس بالمعاصي والذنوب .

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 1 ذو الحجة 1438هـ/23-08-2017م, 04:02 AM
مريم أحمد أحمد حجازي مريم أحمد أحمد حجازي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
المشاركات: 308
افتراضي


مجلس مذاكرة القسم الخامس من تفسير سورة البقرة
الآيات (58 - 74)

السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب.

استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1- من شدد شدد الله عليه ، فمن لم يقبل هدى الله تعالى أوّل مرّة شدّد الله عليه ، و لهذا قال عليه الصلاة و السلام : (( إنّ الدّين يسر ، و لن يشادّ الدين أحدٌ إلا غلبه ))

قال ابن كثير : ( فلو لم يعترضوا "البقر" لأجزأت عنهم أدنى بقرة و لكنّهم شدّدوا فشدّد الله عليهم ) ، فعلى العبد الاستسلام و الطاعة لأوامر الله و أن يقول : سمعنا و أطعنا فيكون من السعداء في الدنيا و الآخرة
2- على العبد قبول أوامر الله تعالى و نواهيه بالتسليم و الانقياد و عدم الاعتراض ، و لو لم يعرف الفائدة منها و ما هي عللها
3- استشعار فائدة قول إنشاء الله عندما يريد العبد القيام بعمل ، فقد ظهرت فائدته عندما قالوا : {و إنّا إنشاء الله لمهتدون } فلولا قولهم هذا لما اهتدوا لمعرفة البقرة المطلوبة
4- لقد بيّن الله تعالى في هذه القصة صفات لبني إسرائيل للحذر منها و عدم الاتصاف بها و تجنبها و منها :
* قلة أدبهم مع نبيّهم موسى عليه السلام و عدم اختيار الألفاظ المناسبة عند الكلام معه فقد قالوا : { أتتخذا هزوا }
* الاستهتار حيث قالوا : { الئن جئت بالحق } ، كأنهم يقولون : الآن رضينا بوصف البقرة ، ثم ذبحوها ، فهذا يدل على استهتارهم بأوامر الله
* الكبر ؛ و قد ظهر في معظم المواطن و منها قولهم لموسى عليه السلام : { ادعُ لنا ربّك } أمروه أمرًا ثم أضافوا ربوبية الله إليه كأنّهم متبرئون من ذلك ، فلم يقولوا : (ادع ربنا)
و يدل على استكبارهم كذلك طلبهم من موسى عليه السلام أن يبين لهم البقرة مع أنّها معروفة و كان يجزئ أي بقرة
5- على العبد الحذر من الاستهزاء بالآخرين ، لأنه من الصفات المذمومة و التي تدل على سفه و جهل صاحبها ، فقد استعاذ موسى عليه السلام من ذلك
6- الحذر من قسوة القلب لأنها من علامات الشقاء ، فعلى العبد تعاهد قلبه بما يرققه و يجعله خاشعًا متضرعًا لله تعالى فيكون خير ما يقوده لطلعة الله . فبني إسرائيل جاءتهم النعم الكثيرة و مع ذلك لم يلينوا للحق بل قست قلوبهم
7- تذكر العبد لنعم الله سبحانه التي لا تعد و لا تحصى لأنّها تجعله على بصيرة من أمره و تذكره بالمنعم . فقد ذكّر الله تعالى بني إسرائيل بما أنعم عليهم من بيان أمرهم في هذه القصة
8- تأمل : { والله مخرجٌ ما كانوا يكتمون } فاحذر أن تكتم شيئًا لا يرضاه الله تعالى ، فمهما كتمته فإن الله قادرٌ على أن يظهره إلا أن يعفُوَ عنك
9- استشعار عظمة الله تعالى و خشيته ، فإذا كانت الجمادات كالحجارة تهبط من خشية الله { و إنّ منها لما يهبط من خشية الله } فنحن بما كرّمنا الله أولى بخشيته و تعظيمه
10- على العبد مراقبة الله في السر و العلن فهي خير معين على ترك معاصيه إذا تذكر العبد أن الله يراه ، و أنه { و ما الله بغافل عما تعملون }

السؤال الثاني: اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: فسّر باختصار
قول الله تعالى:
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (59)}البقرة.
يقول تعالى لائمًا بني إسرائيل على نكولهم عن الجهاد ودخول الأرض المقدّسة، لمّا قدموا من بلاد مصر صحبة موسى، عليه السّلام، فأمروا بدخول الأرض المقدّسة الّتي هي ميراثٌ لهم عن أبيهم إسرائيل، وقتال من فيها من العماليق الكفرة، فنكلوا عن قتالهم وضعفوا واستحسروا، فرماهم اللّه في التّيه عقوبةً لهم، كما ذكره تعالى في سورة المائدة؛ فقال : { و إذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدًا } أي و اذكروا حين أمرنا بني إسرائيل بالدّخول للقرية و هي بيت المقدس و هو الصحيح ؛ لأنّ موسى عليه السلام قال لهم : { ادخلوا الأرض المقدّسة التي كتب الله لكم } و أن يأكلوا منها -لأن الأمر هنا للإباحة- من أي مكان من وسطها ، أو أطرافها تأكلون ما تريدون ، {رغدًا }رزقًا واسعًا هنيئًا ،مطمئنين لا يعارضكم أحدٌ و لا يمانعكم {و ادخلوا الباب سجّدًا و قولوا حطّة } أي أمروا بأن يخضعوا له سبحانه بالفعل و القول عند دخولهم باب بيت المقدس ، بأن يدخلوا راكعين متواضعين ، و أن يطلبوا من الله تعالى أن يضع عنهم ذنوبهم و خطاياهم ، ف(قولوا حطّة) أي أن يقولوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا ، و أوزارنا { نغفر لكم خطاياكم و سنزيد المحسنين}
أي إذا فعلتم ما أمركم الله تعالى ، فسيستر عليكم ذنوبكم ، و يتجاوز عنها ، و سيزيد سبحاننه إيمانًا ، أو حسنات من فضله من أحسن في عبادته ، و أحسن للخلق فقام بنوعي الإحسان
{ فبدّل الّذين ظلموا قولاً غير الّذي قيل لهم } أي غفير الظالمون منهم القول الذي أمروا بقوله بقولٍ غيره على وجه المخالفة ، فقالوا بدل حطّة : حبّة في شعرة ، فهم بدلوا القول فتبديلهم للفعل من باب أولى ؛ و لهذا دخلوا يزحفون على أدبارهم . عن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : (( قيل لبني إسرائيل : { ادخلوا الباب سجّدًا و قولوا حطّة نغفر لكم خطاياكم } فبدّلوا ، فدخلوا يزحفون على أستاههم ، و قالوا : حبّةٌ في شعيرة )) رواه البخاري .
{ فأنزلنا على الّذين ظلموا رجزًا من السماء بما كانوا بفسقون } أي أنزل الله على الّذين استبدلوا القول الذي أمروا به قولاً غيره عذابًا من السماء بسبب خروجهم عن طاعة الله تعالى إلى معصيته
2: ما معنى هبوط الحجارة من خشية الله؟

جاء في معنى الهبوط من خشية الله عدّة أقوال :
1- أن الّذي هبط من خشية الله نحو الجبل الّذي تجلّى الله له حين كلّم موسى عليه السلام .....ذكره الزجاج و نحوه ابن عطية
2- و قيل : أن الله يخلق في بعض الأحجار خشية و حياة يهبطها من علوٍّ تواضعًا
قال ابن عباس : " يهبط من رأس جبل من خشية الله و فيه إدراكٌ بحسبه كما قال تعالى :{ تسبّح له السموات السبع و الأرض و من فيهنّ و إن من شئٍ إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم إنّه كان حليمًا غفورا} . و نظير هذه الحياة حياة الحجر المسلم على النبي صلى الله عليه و سلم ، و حياة الجذع الّذي أنّ لفقد النبيّ .
قال مجاهد : " ما تدّى حجرٌ من رأس جبلٍ و لا تفجّر نهرٌ من حجر و لا خرج ماءٌ منه إلا من خشية الله ، نزل بذلك القرآن " .............مجموع ماذكره ابن عطية و ابن كثير
3- و قيل : لفظ الهبوط مجاز لما كانت الحجارة يعتبر بخلقها و يخشع بعض مناظرها ..ذكره ابن عطية و قال : أضيف تواضع الناظر إليها ، كما قالت العرب : ناقة تاجرة أي : تبعث من يراها على شرائها
4- و قيل : هبوط الحجارة تفيؤ ظلالها ........ذكره ابن عطية
5- و قيل : أنّها أثر الصنعة التي تدل على أنها مخلوقة .......ذكره الزجاج و قال : وهذا خطأ، لأن ليس منها شيء ليس أثر الصنعة بينا في جميعها وإنما الهابط منها مجعول فيه التميز كما قال عزّ وجلّ: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدّعا من خشية اللّه}، وكما قال: {ألم تر أنّ اللّه يسجد له من في السّماوات}، ثم قال: {والنّجوم والجبال} فأعلم أن ذلك تمييز أراد اللّه منها، ولو كان يراد بذلك الصنعة لم يقل: {وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب}، لأن أثر الصنعة شامل للمؤمن وغيره)
6- و قيل : هو سقوط البرد من السماء ........قاله أبو علي الجبائي في تفسيره ، قال القاضي الباقلّانيّ: وهذا تأويلٌ بعيدٌ وتبعه في استبعاده فخر الدّين الرّازيّ وهو كما قالا؛ فإنّ هذا خروجٌ عن ظاهر اللّفظ بلا دليلٍ، واللّه أعلم].ذكره ابن كثير
7- قيل : هو بكاء القلب ، من غير دموع العين ... قاله يحيى بن يعقوب رواه ابن أبي حاتم ، ذكر هذا القول ابن كثير
* من الإمكان جمع الأقوال الثلاث الأولى : أن الله تعالى جعل في الجمادات خشيته كما سبق في الآيات و الأمثلة ، و منها الجبل الذي خرّ و هبط من خشية الله تعالى حين تجلّى عز و جل له حين كلمه موسى عليه السلام ، و في الحجارة أنها أقصى ما يشبّه به فقلوبهم أقصى منها فهي تهبط من خشية الله .
الأقوال الباقية لا تصح رد عليها أهل العلم . هذا و الله أعلم
3: ما المراد بالذلة والمسكنة في قوله تعالى: {وضربت عليهم الذلة والمسكنة}؟
المراد على قولين :
الأول : الذلة : الصغار ، و المسكنة : الخضوع معناه ألزموها وقضي عليهم بها، كما يقال ضرب الأمير البعث، وكما قالت العرب ضربة لازب، أي إلزام ملزوم أو لازم، فينضاف المصدر إلى المفعول بالمعنى، وكما يقال ضرب الحاكم على اليد، أي حجر وألزم، ومنه ضرب الدهر ضرباته، أي ألزم إلزاماته، والذّلّة فعلة من الذل كأنها الهيئة والحال، والمسكنة من المسكين، قال الزجاج: «هي مأخوذة من السكون وهي هنا: زي الفقر وخضوعه، وإن وجد يهودي غني فلا يخلو من زي الفقر ومهانته» أي : وضعت عليهم و ألزموا بها شرعًا و قدرًا ، أي لا يزالون مستذلين ، من وجدهم استذلهم و أهانهم ، و ضرب عليهم الصغار ، و هم مع ذلك في أنفسهم أذلاء متمسكنون .
قال الضحاك: ( و ضربت عليهم الذلة ) قال : الذل
قال الحسن : " أذلّهم الله فلا منعة لهم ، و جعلهم الله تحت أقدام المسلمين ، و لقد أدركتهم هذه الأمة و إنّ المجوس لتجبيهم الجزية "
قال أبو العالية و الربيع بن أنس و السدي : المسكنة الفاقة .
الثاني : هم أصحاب الجزية ، قال ابن عباس :" ( و ضربت عليهم الذلة و المسكنة ) هم أصحاب النّيالات يعني أصحاب الجزية "
قال الحسن و قتادة :" يعطون الجزية عن يد و هم صاغرون "
قال عطية العوفي : الخراج . قال الضحاك : الجزية
و القولين لا تعارض بينهما و يمكن الجمع بينهما : بأن الله وضع عليهم الذل و الخضوع و المسسكنة شرعًا و قدرًا ، و من ذلك الذل دفع الجزية للمسلمين و الله أعلم

* ملاحظة : أعتذر عن التأخر لظروف جزاكم الله خير الجزاء

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 5 ذو الحجة 1438هـ/27-08-2017م, 03:32 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع تقويم مجلس مذاكرة القسم الخامس


ندى علي أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- ما قصدتيه بقولك "أو" معناها التبعيض، نقول: التنويع.

منى مدني أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

مريم حجازي ب+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وأحيلك على أجوبة الأخت "هناء" على السؤالين الثاني والثالث للفائدة، واجتهدي أن تكون الأجوبة بأسلوبك.


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19 محرم 1439هـ/9-10-2017م, 10:28 PM
رضوى محمود رضوى محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 237
افتراضي


السؤال الأول: عامّ لجميع الطلاب
استخرج الفوائد السلوكية من قصة بقرة بني إسرائيل مما درست.
1-سرعة امتثال أوامر الله ،وعدم المماطلة ، فقد قال الله تعالى: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ).
الدليل: قال تعالى:( وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا).
2- التزام الأدب في الحديث عن الأنبياء والمرسلين ، خلاف ما كان من بني إسرائيل.
الدليل : قال تعالى: (قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا).
3- الاستعاذة بالله من الجهل ومن سيء الأخلاق اقتداء بالأنبياء والصالحين.
الدليل :قال تعالى: (قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
4- التيسير، وعدم التشدد والتعنت ،حتى ييسر الله لنا .
الدليل :قال تعالى:( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ).
5- الحرص على قول إن شاء الله إذا نوينا القيام بعمل ما،ليوفقنا الله تعالى.
الدليل :قال تعالى:(وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ).
6- على المؤمن أن يعلم أن الله غالب على أمره ،ويتضح ذلك من قصة القتل ،فالله سبحانه وتعالى أظهر الحق ،ورد كيد الظالم.
قال تعالى:(وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ).
7- الاعتبار بآيات الله والتفكر فيها ،لنهتدي لما فيه نفعنا، قال تعالى:( وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).
8- الأخذ بأسباب تليين القلب ومن تلك الأسباب الحرص على قراءة القرآن وتدبر معانيه والتفكر في قصصه وعبره.
مستفاد من قوله تعالى: (ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
المجموعة الثانية:
1- فسّر باختصار:
(وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُم وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ)يقول تعالى مذكرا بني إسرائيل بما أخذه عليهم من عهود ومواثيق بأن يؤمنوا بالله، ويتبعوا رسله ،فلما عصوا أمره ،وقالوا لموسى عليه السلام لن نطيعك حتى يكلمنا الله ،رفع الله فوقهم الجبل حتى أظلهم وظنوا أنه واقع بهم، وقيل هو جبل الطور الذي نودي عليه موسى ،وذلك ليمتثلوا أمر الله، فلما رأوا الجبل فوق رؤوسهم يكاد أن يقع عليهم سجدوا لله وأنابوا، فرحمهم الله وكشفه عنهم.
(خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ) أي خذوا التوراة التي أنزلها الله على موسى بقوة أي باجتهاد وجد واعملوا بما فيها طاعة لله،(واذكروا ما فيه) أي تدبروه واحفظوه ولا تضيعوه، (لعلكم تتقون) عذاب الله وسخطه.
(ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ) ثم من بعد معاينتكم للآيات العظيمة توليتم وأعرضتم ونقضتم الميثاق (فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) فلولا فضل الله عليكم بأن تاب عليكم، ورحمكم، وأرسل لكم النبيين ،ولم يعاجلكم بالإهلاك، لكنتم من الخاسرين والخسران هو النقصان.
2: بيّن معنى "أو" في قوله تعالى: {ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة).
أجمع العلماء على استحالة أن تكون " أو" هنا للشك ذكر ذلك ابن كثير ،واختلفوا في معناها على أقوال:
القول الأول: أنها بمعنى الواو، تقديره: فهي كالحجارة وأشد قسوة ،كما في قوله تعالى: (ولا تطع منهم آثمًا أو كفورًا).ذكره ابن عطيه و ابن كثير ورده الزجاج
القول الثاني:أنها للتخيير في مفهومها بهذا أو بهذا مثل جالس الحسن أو ابن سيرين.قول القرطبي وفخر الدين ذكره ابن كثير وذكره ابن عطيه والزجاج
القول الثالث: أنها للإبهام بالنسبة إلى المخاطب، كقول القائل: أكلت خبزًا أو تمرًا وهو يعلم أيهما أكل.قول فخر الدين ذكره ابن كثير وذكره ابن عطية
القول الرابع: أنها بمعنى قول القائل: أكلي حلو أو حامض، أي لا يخرج عن واحد منهما ويكون المعنى قلوبكم صارت في قسوتها كالحجارة أو أشد قسوة منها لا يخرج عن واحد من هذين الشيئين. ذكره ابن عطيه وابن كثير
قال ابن جريرٍ: ومعنى ذلك على هذا التّأويل: فبعضها كالحجارة قسوةً، وبعضها أشدّ قسوةً من الحجارة. وقد رجّحه ابن جريرٍ مع توجيه غيره.
قال ابن كثير أن هذا القول شبيه بقوله تعالى:( مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا)،وقوله تعالى:( أو كصيّبٍ من السّماء).
القول الخامس: بمعنى بل، تقديره فهي كالحجارة بل أشدّ قسوةً ،كقوله تعالى: (إذا فريقٌ منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً).ذكره ابن عطيه وابن كثير
القول السادس:معنى ذلك (فهي كالحجارة أو أشدّ قسوة) عندكم.ذكره ابن كثير عن ابن جرير
القول السابع: هي على بابها في الشك. ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أن لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة.ذكره ابن عطية
القول الثامن: إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة.ذكره ابن عطية
3: ما المراد بالتبديل في قوله تعالى: {فبدّل الذي ظلموا قولا غير الذي قيل لهم}؟
بدلوا أمر اللّه لهم من الخضوع بالقول والفعل، فأمروا أن يدخلوا سجدا، فدخلوا يزحفون على أستاههم رافعي رؤوسهم، وأمروا أن يقولوا: حطة، أي: احطط عنا ذنوبنا، فقالوا: حنطة في شعرة. وهذا في غاية ما يكون من المعاندة ،ولهذا أنزل اللّه بهم بأسه وعذابه بفسقهم.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الخامس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir