دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 02:35 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير


اختر إحدى المجموعات التالية، ثم أجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.


المجموعة الثانية:
1
: بيّن فضل القرآن وأهله.

2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.

3: بيّن حكم نسيان القرآن.

تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 05:54 PM
الصورة الرمزية إشراقة جيلي محمد
إشراقة جيلي محمد إشراقة جيلي محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الرياض
المشاركات: 303
افتراضي

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
تفسير القرآن هو الكشف عن معاني القرآن وتبيينه للناس، وحكمه واجب على علماء الأمّة.
فالله عز وجل أولا ندبهم على تفهمه فقال
{ {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [ النساء: 82] وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]، وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24].
فيجب على العلماء تعلم التفسير وطلبه من مظانّه وتعليمه للناس، قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضل القرآن:
ـــ من فضائل القرآن أنه مهيمن على كل الكتب قبله {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه} [المائدة: 48]. وأصل الهيمنة الحفظ.
ـــ بدأ نزول القرآن في البلد الحرام وهو مكان شريف، في شهر رمضان وهو زمان شريف، فاجتمع له شرف الزمان والمكان.
ـــ عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة)). والمعنى، أنّ معجزة القرآن باقية إلى يوم القيامة.
ـــ عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن مأدبة الله تعالى فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله عز وجل، وهو النور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن تبعه، لا يعوج فيقوم، لا يزيغ فيستعتب، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق عن كثرة الرد، فاتلوه، فإن الله يأجركم على تلاوته بكل حرف عشر حسنات، أما إني لا أقول لكم الم حرف، ولكن ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر)). وهذا غريب من هذا الوجه.
ـــ عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ((ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه فيما بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)) رواه مسلم
ـــ أنّه تركة النّبي  لم يترك غيره قال ابن عباس: وإنما ترك ما بين الدفتين يعني: القرآن، والسنة مفسرة له ومبينة وموضحة له، فهي تابعة له، والمقصود الأعظم كتاب الله تعالى، كما قال تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} الآية [فاطر: 32]
ـــ عن أبي موسى، رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب وريحها طيب. والذي لا يقرأ القرآن كالتمرة، طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة، ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها)).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟
• أصح طرق تفسير القرآن وأحسنها تفسير القرآن بالقرآن، فما أجمل في مكان فإنه قد فسر في موضع آخر.
• ثم تفسير القرآن بالسنّة فإنها شارحة له. قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44].
• إذا لم نجد في القرآن ولا في السنّة رجعنا إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوا من القرائن والأحوال، التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة؟
إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنّة ولا في أقوال الصحابة، نرجع إلى أقوال التابعين كمجاهد بن جبر فقد قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها.
وكذلك بقية التابعين كسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين وتابعيهم ومن بعدهم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3: ما المقصود بالأحرف السبعة،؟
اختلف العلماء في معنى الأحرف السبعة وما أريد منها على أقوال :
القول الأول: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وتعال وهلم، عن أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وروى عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".

القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].
القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
القول الرابع: وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت"، أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف؟
عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف)).إذن الحكمة هي التخفيف على الأمة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 06:21 PM
مريم عادل المقبل مريم عادل المقبل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 59
افتراضي

بسم الله وبه استعين
المجموعة الثالثة :
*جمع القران في عهد ابو بكر :-
بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام وتقديم ابو بكر لامامة المسلمين وقد كان رضي الله عنه أقرؤهم ، فقد جُمع القران في عهد ابو بكر عدد من الصحابة وذلك بعد اليمامة ومقتل كثير من القراء ، خاف عمر ان يستمد القتل لمن تبقى من القراء ، فأشار على ابو بكر بجمع القران ، فلم يزل أبا بكر يراجع عمر في ذلك حتى شرح الله له صدره ، فتُتبَّع القران وجُمعَ من العسب واللخاف وصدور الرجال .
فكانت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر ثم عند حفصه رضي الله عنهم جميعاً ..
وكان هذا من أجلّ ما فعله ابو بكر رضي الله عنه ، فكان أول من جمع القران بين اللوحين .

*معنى التغني بالقران :-
المراد به تحسين الصوت بقراءته «لم يأذن الله لشيء ، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقران »
ومعناه : ان الله ما استمع لشيء كاستماعه لنبي يجهر بقرائته ويحسنها .
- وقال سفيان بن عيينه :
(المراد بالتغني : يستغني به ، فإن أراد أنه يستغني عن الدنيا ،وهو الظاهر من كلامه الذي تابعه عليه أبو عبيد القاسم وغيره .
وهذا خلاف الظاهر من الحديث لأنه قد فسّره بعض رواته بالجهر وهو تحسين القراءة والتحزين بها ..


* ايهما افضل القراءة من المصحف او عن ظهر قلب؟ في المسألة قولان للعلماء :
الاول ..
-صرح عدد كثير من العلماء أن القراءة من المصحف أفضل لأنه يشمل على التلاوة وعبادة النظر في المصحف ، واستدلوا بذلك بحديث لكنه ضعيف «فضل قراءة القران نظرا على من يقرأه ظهرا كفضل الفريضة على النافلة »
وكذلك لماثبت عن عدد من الصحابة كثرة ادامتهم للنظر في القران وتلاوتهم منه وأمرهم بذلك .

الثاني ..
ذهب البخاري إلى أن تلاوة القران عن ظهر قلب أفضل ، مستدلا بحديث سهل ..
* ونوقش قوله بانه :
1-
الحديث الذي استدل به لا يدل على الأفضلية مطلقا ولكن بحسب الحال ، فيحتمل أن الرجل الذي سال النبي لايحسن الكتابة ويعلم ذلك رسول الله منه .
2-
أن سياق الحديث لأجل اثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب ، ليمكنه تعليمها لزوجته ، وليس المراد أن هذا أفضل من التلاوة نظرا .. والله أعلم .

**قال بعض العلماء أن المرجع في ذلك لمسألة الخشوع في القراءة فبإيهما حصل كان افضل ، سواء عن ظهر قلب او تلاوة ونظرا من المصحف .
والله اعلم وبالله التوفيق ..

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 09:40 PM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

المجموعة الثانية:
1: بيّن فضل القرآن وأهله.
1- يرقى صاحبه في درج الجنة ما دام يقرأ؛ قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)). وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ عشر آيات في ليلة كتب له قنطار، والقنطار خير من الدنيا وما فيها، فإذا كان يوم القيامة يقول ربك، عز وجل: اقرأ وارق بكل آية درجة حتى ينتهي إلى آخر آية معه، يقول ربك: اقبض، فيقول العبد بيده: يا رب أنت أعلم. فيقول: بهذه الخلد وبهذه النعيم)).
2- أفضل الكلام وفضله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.
3- أهله هم أهل الله وخاصته؛ فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ".
4- هو الغنى الحقيقي؛ فعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه)).
5- البيت الذي يقرأ فيه يكثر خيره؛ عن أنس؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
6- القرآن شافع مشفع وماحل مصدق؛ عن عبد الله بن مسعود قال: ((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار)). وعن عبد الله بن عمرو، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
7- عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ ألف آية كتب الله له قنطارا، والقنطار مائة رطل، والرطل اثنتا عشرة أوقية، والأوقية ستة دنانير، والدينار أربعة وعشرون قيراطا، والقيراط مثل أحد، ومن قرأ ثلاثمائة آية قال الله لملائكته: نصب عبدي لي، أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت له، ومن بلغه عن الله فضيلة فعمل بها إيمانا به ورجاء ثوابه، أعطاه الله ذلك وإن لم يكن ذلك كذلك)).
8- من اتبعه هداه الله من الضلالة ووقاه سوء الحساب يوم القيامة؛ فعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى} [طه: 123] )).
9- حملته هم أشرف الأمة؛ عن ابن عباس مرفوعا: ((أشرف أمتي حملة القرآن)).
10- ملازمته واتباعه أحب الأعمال إلى الله؛ عن ابن عباس قال: "سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أي الأعمال أحب إلى الله؟ فقال: ((الحال المرتحل)). قال: يا رسول الله، ما الحال المرتحل؟ قال: ((صاحب القرآن يضرب في أوله حتى يبلغ آخره، وفي آخره حتى يبلغ أوله)) ".
11- القرآن أفضل ما أعطيه عبد؛ فعن عبد الله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه، ومن قرأ القرآن فرأى أن أحدا أعطي أفضل مما أعطي فقد عظم ما صغر الله، وصغر ما عظم الله، وليس ينبغي لحامل القرآن أن يسفه فيمن يسفه، أو يغضب فيمن يغضب، أو يحتد فيمن يحتد، ولكن يعفو ويصفح، لفضل القرآن)).
12- يؤجر العبد على استماع آيه؛ فعن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة)).
13- لا يدخل حامله العامل به النار؛ فعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن القرآن جعل في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق)).
14- أن تعلمه وتعليمه ينال به الخيرية؛ فعن أبي عبد الرحمن، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلم القرآن وعلمه)). وأقرأ أبو عبد الرحمن في إمرة عثمان، رضي الله عنه، حتى كان الحجاج قال:وذاك الذي أقعدني مقعدي هذا.
15- عن سهل بن سعد قال: أتت النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فقالت: إنها قد وهبت نفسها لله ورسوله، فقال: ((ما لي في النساء من حاجة)). فقال رجل: زوجنيها قال: ((أعطها ثوبا))، قال: لا أجد، قال: ((أعطها ولو خاتما من حديد))، فاعتل له، فقال: ((ما معك من القرآن؟)). قال: كذا وكذا. فقال: ((قد زوجتكها بما معك من القرآن)).


2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
نص الأئمة على النهي عنه والتحذير منه، فالقرآن الكريم كلام رب العالمين يجل ويعظم عن مثل هذا؛ فأما إذا خرج إلى التمطيط الفاحش الذي يزاد به حرفا أو ينقص حرفا فاتفقوا على تحريمه.
وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك، كما قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام، رحمه الله:
حدثنا نعيم بن حماد، بسنده عن حذيفة بن اليمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).
وعن عليم قال: "كنا على سطح ومعنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال يزيد: لا أعلمه إلا قال: عابس الغفاري، فرأى الناس يخرجون في الطاعون فقال: ما هؤلاء؟ قالوا: يفرون من الطاعون، فقال: يا طاعون خذني، فقالوا: تتمنى الموت وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((لا يتمنين أحدكم الموت))؟ فقال: إني أبادر خصالا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوفهن على أمته: بيع الحكم، والاستخفاف بالدم، وقطيعة الرحم، وقوم يتخذون القرآن مزامير يقدمون أحدهم ليس بأفقههم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم به غناء" وذكر خلتين أخرتين.
وعن أنس بن مالك: أنه سمع رجلا يقرأ القرآن بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.

3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.
أولا: جمع القرآن في الصدور:
جمع القرآن الكريم الخلفاء الأربعة وعبد الله بن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وعبد الله بن عمرو من المهاجرين.
وأبو الدرداء وأبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد من الأنصار، رضي الله عنهم أجمعين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((خذوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب))
وعن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه على قراءة ابن أم عبد)).
وعن قتادة قال: سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد. رواه مسلم، ورواه البخاري عن ثمامة عن أنس.
ثانيا: جمعه في السطور:
فقد كان القرآن يكتب مفرقا على العسب واللخاف والرقاع والأضلاع والأكتاف والأقتاب.


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 جمادى الأولى 1438هـ/23-02-2017م, 09:58 PM
عباز محمد عباز محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: الجزائر
المشاركات: 309
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
الجواب على المجموعة الأولى:

1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
حكم التفسير: واجب كفائي، و يجب على العلماء بيان مراد الله تعالى من كلامه لخلقه، والقرآن إنما أنزل من أجل العمل به، ولا سبيل لذلك إلا بفهم معانيه.
وذلك لقوله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}
فضل علم التفسير: علم التفسير هو أشرف العلوم و أجلّها ؛ كيف لا ؛ و موضوعه يتعلق بأشرف الكلام وأحسنه وأصدقه وأحكمه، وأعظمه بركة وأجلّه قدرا، وهو كلام الله تعالى، وفضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله عز وجل على خلقه.
وله فضائل كثيرة منها على سبيل الذكر لا على سبيل الحصر:
- أنه معين على فهم كلام الله عز وجل، ومعرفة مراده، ومن أوتي فهم القرآن فقد أوتي خيرا كثيرا.
- أنه يدل صاحبه على ما يعتصم به من الضلالة.
-أنه من أعظم الأسباب المعينة على صلاح القلب.
- أنه يدخل صاحبه في زمرة خير هذه الأمة، كما قال النبي صلى الله عليه و سلم: « خيركم من تعلم القرآن وعلمه ».
- ومن فضائله أن المفسر كثير الاشتغال بالقرآن ومعانيه وهداياته، وهذا يجعله ينال صحبة القران و يدخله في قوله صلى الله عليه وسلم: « اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه ». رواه مسلم

2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة
أحسن طرق التفسير تفسير القرآن بالقرآن، لأنه لا أحد أعلم من الله بكلامه، فالقرآن يفسر بعضه بعضا، فما أجمل في موضع فقد فُسر في موضع آخر، قال تعالى: {حم * و القرآن المبين} فهو قرآن مبين يُبين بعضه بعضا.
وإن لم يوجد ففي السنة، لأن السنة وحي من الله، و مهمة الرسول صلى الله عليه و سلم قد بينها الله تعالى في قوله: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
فإن لم نجد في الوحيين فنعتمد على تفسير الصحابة فهم أدرى بذلك لشهودهم التنزيل و لتزكية الله تعالى لهم، و لحسن فهمهم و هم أهل لسان عربي...إلخ.
فإن لم نجد فيما سبق فالرجوع إلى أقوال التابعين لأنهم قد تلقوا التفسير عن الصحابة مباشرة، و لكونهم في القرون المفضلة، و لكونهم أهل لغة و ألسنتهم لم تفسد بالعجمة. وإذا أجمع التابعون على شيء فهو حجة بلا ريب، فإن اختلفوا فلا يكون قول أحدهم حجة على الآخر، عند ذلك يُرجع إلى التفسير باللغة، فالقرآن نزل بلغة العرب، فكانت اللغة من المصادر اللازمة لمن أراد فهم القرآن.

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
اختلف العلماء في معنى الأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا نذكر منها خمسة أقوال سردها القرطبي:
الأول : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو: أقبل وتعال وهلم، وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي:
- عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".

الثاني: أن القرآن نزل ببعض لغات العرب.
- قال أبو عبيد: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى، قال:
- عن ابن عباس قال: نزل القرآن على سبع لغات، منها خمس بلغة العجز من هوازن.
- عن ابن عباس؛ أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. قال أبو عبيد: يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير.
- عن ابن عباس، قال: كنت لا أدري ما {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر، فقال أحدهما: أنا فطرتها. يقول: أنا ابتدأتها.
- معنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز.

الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر.

الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء :
1- منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} و "يضيقَ".
2- ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} و "باعَد بين أسفارنا".
3- وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها}، و"ننشرها"
4- أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} أو "كالصوف المنفوش"
5- أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود"
6- أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}، أو "سكرة الحق بالموت"،
7- أو بالزيادة مثل: "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

الخامس: أنه نزل على سبعة أبواب من أبواب الجنة: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال.
- عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((كان الكتاب الأول نزل من باب واحد وعلى حرف واحد، ونزل القرآن من سبعة أبواب وعلى سبعة أحرف: زاجر، وآمر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال، فأحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا: آمنا به كل من عند ربنا)). .
- قال ابن جرير: والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي في القرآن من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.
ورد القاسم بن سلام على هذا القول بما معناه: بأنهم يعنون أنه نزل على سبعة أوجه، وكلامهم صحيح ، لكنه ليس معنا للأحرف السبعة محل الدراسة.
وقال ابن عطية: وهذا ضعيف.
و أقوى الأقوال: القول الأول و الثاني لقوة الأدلة و لكثرة العلماء القائلين بهما، و الله أعلم.

الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
القراءة بالأحرف السبعة كانت رخصة للتخفيف عن الأمة، ودليل ذلك ما رواه الإمام أحمد عن أبي بن كعب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف).
- قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ.
- أنها نزلت تسهيلا للأمة بلهجات مختلفة من لهجات العرب، وأن الأمر فيها إنما كان رخصة وليس عزيمة، لذلك جمع عثمان رضي الله عنه القرآن على حرف واحد خوفا من اختلاف الأمة وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 جمادى الأولى 1438هـ/24-02-2017م, 02:43 PM
مروة كامل مروة كامل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 191
افتراضي

المجموعة الرابعة :


الجواب الأول :
فى البداية كان هناك حفظة للقرآن فى عهد النبى عليه الصلاة والسلام ، وكان هناك أيضا كتاب للوحى مثل زيد بن ثابت رضى الله عنه . وكانوا يكتبون القرآن على العسب واللخاف .
وفى خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه ، قتل كثير من القراء فى يوم اليمامة وحزن أبو بكر وعمر رضى الله عنهما لقتلهم ، لكن الأمر أثار انتباه عمر رضى الله عنه وأشار على أبى بكر رضى الله عنه أنه لا بد من السعى فى جمع القرآن حتى لا يتأثر بموت الحفظة فى مواطن القتال . وقد قلق فى البداية سيدنا أبو بكر لهذا الأمر لكون النبى عليه الصلاة والسلام لم يفعله ؛ ثم طمأنه الفاروق رضى الله عنه وقال : هو خير ، وتمهل الصديق حتى انشرح صدره لجمع القرآن .
فأرسل لزيد بن ثابت رضى الله عنه وأمره بجمع القرآن ووصف سيدنا زيد هذا الأمر بأنه أثقل عليه من أمره له بنقل جبل من مكانه وذلك لأن القرآن العظيم أمانة عظيمة ودستور الأمة وليس مجموع فى مكان واحد وعليه نقله ، بل أخذ يتتبعه من السعف واللخاف ومن صدور الرجال ، وشرط عليه سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه ألا يكتب آية إلا وعليها شاهدين من الرجال الحفظة .
المهم تم كتابة القرآن فى الصحف وتم حفظها عند الصديق رضى الله عنه ، حتى توفى ، فحفظت عند الفاروق رضى الله عنه ، حتى توفى ، ثم نقلت إلى ابنته حفصة بنت عمر وظلت عندها .
وفى خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه حدث أمر آخر :
فقد خرج حذيفة بن اليمان رضى الله عنه غازيا فى فتح أرمينية وأذربيجان واجتمع مع أهل الشام والعراق وسمعهم فى قراءتهم للقرآن مختلفين اختلافا واضحا ويقرؤون على حروف شتى فأفزعه الأمر . فرجع إلى عثمان رضى الله عنه وأخبره بما سمع وأشار عليه بأن يدرك هذه الأمة قبل أن تختلف فى كتابها كما اختلف اليهود والنصارى فى كتبهم .
وقد اختلف اليهود والنصارى اختلافا كثيرا فى كتبهم فهناك توراة مع اليهود وأخرى مع السامرة وأخرى مع النصارى يسمونها العتيقة ، كما توجد أربعة أناجيل مع النصارى مختلفين فيها وهى إنجيل متى ويوحنا ولوقا ومرقس. وجاء القرآن الكريم ناسخ لكل هذه الكتب ومهيمنا عليها .
فجد عثمان فى الأمر وأرسل إلى حفصة رضى الله عنها وطلب منها الصحف حتى يكتب منها القرآن فى المصحف . وطلب من زيد بن ثابت رضى الله عنه وهو أحد كتاب الوحى وأيضا ثلاثة قرشيين وهم سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص و عبد الله بن الزبير بن العوام وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا القرآن فى المصحف ، وأرشدهم أيضا أنهم إذا اختلفوا فى أى كلمة بأى لغة يكتبوها فليكتبوها بلغة قريش لأن القرآن نزل بلغتهم ، وفعلا قد كان .
فقد اختلفوا مثلا فى كتابة لفظة " التابوت " بالهاء كما قال زيد أم بالتاء كما أجمع على ذلك القرشيون الثلاثة فعمدوا إلى كتابتها بالتاء كما وجههم سيدنا عثمان رضى الله عنه فى اتباع لغة قريش.
وتم كتابة المصحف الإمام على حرف واحد ، وأمر سيدنا عثمان رضى الله عنه بحرق ما سواه من المصاحف ، وأرسل نسخ من المصحف الإمام إلى الأمصار .أرسل بمصحف إلى أهل مكة ،وآخر إلى الكوفة ، وآخر إلى البصرة ،وآخر إلى الشام ، وآخر إلى أهل اليمن ، وآخر إلى البحرين ، وترك نسخة فى المدينة . كما أعاد الصحف إلى حفصة رضى الله عنها كما وعدها بذلك .
وعندما حرق سيدنا عثمان رضى الله عنه ما سوى المصحف الإمام قال على رضى الله عنه : لولم يصنعه لصنعته . وهذا يدل على موافقته لما صنعه عثمان رضى الله عنه .
وقد رتب سيدنا عثمان السور فى المصحف السبع الطوال ثم المئين ثم المثانى ثم المفصل . وقد سأله ابن عباس رضى الله عنه عن سبب إيراده لسورة الأنفال مع السبع الطوال رغم أنها من المثانى ، فأجابه بأن النبى عليه الصلاة والسلام كان ينزل عليه العدد من الآيات فيقول :ألحقوها بالسورة التى بها كذا وكذا ؛ وأن سورة الأنفال من أول ما نزل بالمدينة وبراءة من آخر ما نزل من القرآن ، وأن النبى عليه الصلاة والسلام مات ولم يبين أن أنها منها ، كما أن قصة الأنفال شبيهة بقصة براءة ، فلذلك قرن عثمان رضى الله عنه بينهما ولم يكتب بينهما البسملة ووضعهما فى السبع الطوال .
فترتيب السور من سيدنا عثمان رضى الله عنه ، أما ترتيب الآيات فى السور فهو من النبى صلى الله عليه وسلم . لذلك يحرم تنكيس القرآن وقراءة آية قبل آية . لكن يجوز قراة السور غير مرتبة والله أعلم ويحسن قراءتها على ترتيب المصحف الإمام .
ومما سبق يتضح أن الخلفاء الراشدون الأربعة اتفقوا على جمع القرآن وكتابته حتى يحفظوا للأمة كتابهم . فقد حفظ الشيخان أبو بكر وعمر رضى الله عنهما للأمة القرآن بجمعه فى الصحف ، وحفظ عثمان رضى الله عنه للأمة القراءة على حرف واحد وكتبه فى المصحف لئلا يختلفوا ووافقه على رضى الله عنه . ومعلوم أن النبى عليه الصلاة والسلام أمرنا باتباعهم فقال :" عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدون المهديون من بعدى عضوا عليها بالنواجذ ."



الجواب الثانى :

أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن :
- الإخلاص لله تعالى فى القراءة : أى يقرأ القارىء القرآن ويبتغى بذلك وجه الله , ولا يكون هدفه ومبتغاه والتكسب والمرآة . ففى الحديث "واعلم أنك لن تتقرب إلى الله بأعظم مما خرج منه " والمقصود القرآن .
- أن يحاول أن يجمع بين القراءة العمل بما فيه فقد قال عليه الصلاة والسلام :" مثل المؤمن الذى يقرأ القرآن ويعمل به مثل الأترجة طعمها طيب وريحها طيب ، والمؤمن الذى لا يقرأ القرآن ويعمل به مثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها ، ومثل المنافق الذى يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب ولا طعم لها ، والمنافق الذى لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر وريحها مر".
- أن يداوم على قراءته فقد سأل رجل النبى عليه الصلاة والسلام :" أى الأعمال أحب إلى الله فقال : "الحال المرتحل " ، قال : يا رسول الله ما الحال المرتحل ؟ قال :" صاحب القرآن يضرب فى أوله حتى يبلغ آخره وفى آخره حتى يبلغ أوله ."
- ويحسن أن يستعد لتلاوته بالطهارة من الحدثين .
- التسوك لأن الفم هو محل خروج الكلام فيطهره يحسن رائحته استعدادا لقراءة القرآن .
- استقبال القبلة إن أمكن .
- الاستعاذة قبل القراءة تحصنا بالله من شر هذا العدو الرجيم الذى لا نستطيع دفع شره إلا بالله .ولها عدة صيغ أشهرها قول القارىء ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ) كما فى قوله تعالى " فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم " وقد حمل الجمهور الأمر فى الآية على الاستحباب.
- محاولة التأنى فى القراءة وقراءة القرآن مجودا كما أنزل فذلك أدعى لفهمه وحصول بركته ، قال تعالى " وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ."
- سؤال الله الجنة كلما مررت على آية فيها وصف للجنة ، وكذلك الاستعاذة من النار كلما مررت بآية فيها ذكر للنار وأهلها كما كان يفعل النبى عليه الصلاة والسلام عند قراءته للقرآن .
- محاولة فهم الآيات وتدبرها فهو المقصد من القرآن كما قال تعالى " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته ".



الجواب الثالث :


حكم نسيان القرآن:
قال عليه الصلاة والسلام :" بئس ما لأحدهم أن يقول نسيت آية كيت وكيت بل هونُسّى فإنه أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم ."
فالنسيان ليس من العبد خاصة إذا كان بعد اجتهاد وسعى ولكنه من الشيطان كما قال تعالى فى سورة الكهف " فأنسانيه الشيطان أن أذكره ".
وقد يكون من العبد إذا صدر منه أسبابه من التغافل والتهاون المفضى إلى النسيان .
وقد قال عليه الصلاة والسلام " تعاهدوا القرآن " .
وقال الضحاك بن مزاحم :" ما من أحد تعلم القرآن ثم نسيه إلا بذنب أحدثه " فقد قال تعالى " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " ، وإن من أعظم المصائب نسيان القرآن.
قال ابن مسعود رضى الله عنه :" إنى لأمقت القارىء أن أراه سمينا نسيا للقرآن ".
وقال إسحاق بن راهويه : يكره لرجل أن يمر عليه أربعون يوما لا يقرأ القرآن . كما يكره أن يقرأ القرآن فى أقل من ثلاثة أيام .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 12:51 AM
مها الحربي مها الحربي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 461
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم


المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
عندما اشتد وكثر القتل في القراء يوم قتال مسيلمه الكذاب أشار عمر بن الخطاب على أبو بكر الصديق -رضي الله عنهما - بجمع المصحف حتى لا يضيع بموت القراء ،فكان أول من جمع القرآن كله بفضل الله بين لوحين .
قال البخاري : أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز} [التوبة: 128] حتى خاتمة براءة.
وكانت من شروط كتابة الآيه أن يشهد شاهدان على صحة الآيه
فكانت الصحف عند أبي بكر الصديق حتى توفاه الله ،ثم عند عمر بن الخطاب حتى توفاه الله ، ثم عند حفصه رضي الله عنهم .
إن الله قد تكفل بحفظ القرآن من الضياع قال تعالى : {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر: 9]،وجعل الله لذلك الحفظ أسباب ومن أسبابها أبو بكر الصديق رضي الله عنه،ولنتيقن أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغوا لنا الأمانه .

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
يدخل تحت معنى التغني بالقرآن :
1/طيب الصوت مع الخشيه وتحزينه وتحسينه
2/الإستغناء عن الدنيا روي عن سفيان بن عيينه

3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
فيها أقوال :
1/من ترجمة البخاري : أنه عليه السلام، قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).
يدل على أن القراءه عن ظهر قلب أفضل
2/القراءه من المصحف أفضل لأن تجتمع فيها النظر بالمصحف والتلاوه وهما عباده،وكان هذا فعل الصحابه رضي الله عنهم
عن ابن عباس، عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه.
وهو أفضل حتى إذا نسي كلمه أو آيه أو تقديم و تأخير تذكرها وهو أثبت من الحفظ في الصدور
رد العلماء :قال إن المدار بين القراءه من الحفظ أو المصحف على خشوع القلب ،فإذا كان الخشوع عن القراءه من الحفظ فهو أفضل ،وإذا كان من المصحف أخشع فهو أولى لإمتيازه بالنظر بالمصحف
قال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 06:43 AM
زينب الجريدي زينب الجريدي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
المشاركات: 188
افتراضي

لمجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
حكم تفسير القرآن هو مندوب للعامة تدبره و تعقله و الدليل قوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [ النساء: 82]، وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24].
وهو حق العلماء واجب تعلمه و تعليمه و تبينه للناس و الدليل تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} [آل عمران: 187]، وقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} [آل عمران: 77].
فضله عظيم و جليل إذ هو المقصد الأول من تنزل الوحي و الدليل قوله تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} [ص: 29]،
و هو سبب لاحياء القلوب بعد موتها و غفلتها و زيادة للإيمان و الخشوع و الدليل قوله تعالى : {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون} [الحديد: 16، 17]. فكما أن الله يحيي الأرض بعد موتها فهو يحيي القلوب بالقرآن إذا قرئ بتدبر و فهم.

2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة
أحسن طرق التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن،
ثم بالسنة و الدليل قوله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [ النساء: 105]، وقال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [ النحل: 44]، وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون} [النحل: 64].
ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه)) يعني: السنة. والسنة أيضا تنزل عليه بالوحي، كما ينزل القرآن؛ إلا أنها لا تتلى كما يتلى القرآن،
ثم بأقوال الصحابة لما شرفهم الله به من صحبة النبي و لما لهم من الذيانة و العلم و العمل و التقى و لما شهدوه من الوقائع و أسباب النزول.
و الأدلة كثير منها: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين بعثه إلى اليمن: ((بم تحكم؟)). قال: بكتاب الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: بسنة رسول الله. قال: ((فإن لم تجد؟)). قال: أجتهد برأيي. قال: فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدره، وقال: ((الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضي رسول الله)) وهذا الحديث في المسانيد والسنن بإسناد جيد.
قال الإمام بن جرير الطبري : قال عبد الله -يعني ابن مسعود- : والذي لا إله غيره، ما نزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن نزلت وأين نزلت ولو أعلم مكان أحد أعلم بكتاب الله مني تناله المطايا لأتيته.
وقال الأعمش أيضا، عن أبي وائل، عن ابن مسعود قال: كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن.
ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: ((اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)).
فإن لم يوجد تفسير في الوحيين ولا في تفسير الصحابة فنرجع لتفسير التابعين كسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وسعيد بن المسيب، وأبي العالية، والربيع بن أنس، وقتادة، والضحاك بن مزاحم، وغيرهم من التابعين..
فعن مجاهد، قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها.
فتفسير التابعين إن أجمعوا عليه فهو حجة في التفسير.
و أما التفسير بالرأي فهم حرام و الدليل حديث بن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال في القرآن برأيه، -أو بما لا يعلم-، فليتبوأ مقعده من النار)).
في لفظ لهم: ((من قال في كتاب الله برأيه، فأصاب، فقد أخطأ)) أي: لأنه قد تكلف ما لا علم له به.
و قد كان السلف يتهبون القول في تفسيرالقرآن بلا علم حدثني يزيد بن أبي يزيد، قال: كنا نسأل سعيد بن المسيب عن الحلال والحرام، وكان أعلم الناس، فإذا سألناه عن تفسير آية من القرآن سكت، كأن لم يسمع.
وقال ابن جرير: حدثني أحمد بن عبدة الضبي، حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عبيد الله بن عمر، قال: لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع.

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها:
وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين، ونحن نذكر منها خمسة أقوال:
-القول الأول:
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.
وقال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وروى عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13]: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه}[البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه"

-القول الثاني:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت} [المائدة: 60] و{يرتع ويلعب} [يوسف: 12].
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا} [يوسف: 2]، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى: {فاطر السماوات والأرض} [فاطر: 1]، حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.

-القول الثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.

-القول الرابع:
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء- : أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء،
1/منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل:{ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ".
2/ ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا".
3/وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها} [البقرة: 259]، و"ننشرها" .
4/أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل {كالعهن المنفوش} [القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش".
5/أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} "وطلع منضود".
6/أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق} [ق: 19]، أو "سكرة الحق بالموت".
7/أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".

-القول الخامس:
أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 12:55 PM
مها محمد مها محمد غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 251
افتراضي


المجموعة الثالثة:
إجابة السؤال الأول:
تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
ورد في حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه أغلب ما يتعلق بجمع القرآن في زمن الصديق رضي الله عنه وأرضاه ويمكن تلخيصه كالآتي:
1- سبب الجمع والذي دعا إليه:
قال زيد رضي الله عنه:( أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر)
إذن السبب الأكيد في جمع أبي بكر الصديق هو الخوف من ذهاب القراء ، ذلك لأن أصل حفظ القرآن هو المقروء المحفوظ في الصدور .
وقد كان المكتوب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مفرق غير مجموع مما لا يعين على حفظه.

2- الصفات التي أهلت زيد بن ثابت لأن يتولى مهمة جمع القرآن:
قال أبو بكر الصديق لزيد: (إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن).

3- مصادر زيد في هذا الجمع:
قال زيد بن ثابت: "فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال" وفي رواية: "من العسب والرقاع والأضلاع" وفي رواية: "من الأكتاف والأقتاب وصدور الرجال".وفي رواية قال: (فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره).
أما العسب فجمع عسيب. وهو من السعف لم ينبت عليه الخوص، وما نبت عليه الخوص فهو السعف.
واللخاف: جمع لخفة وهي القطعة من الحجارة مستدقة، كانوا يكتبون عليها وعلى العسب وغير ذلك، مما يمكنهم الكتابة عليه بما يناسب ما يسمعونه من القرآن من رسول الله صلى الله عليهوسلم.

4- سمات هذا الجمع:
1- القصد من هذا الجمع هو جمع المكتوب المتفرق من القرآن في مصحف واحد.
2- من سمات هذا الجمع أن زيدا كان لا يقبل من أحد شيئا من القرآن حتى يشهد شاهدان، لأن الصديق قال له ولزيد : (فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه).
ولهذا قال زيد بن ثابت: وجدت آخر سورة التوبة، يعني قوله تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}إلى آخر الآيتين [التوبة: 128، 129]، مع أبي خزيمة الأنصاري، وفي رواية: مع خزيمة بن ثابت الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين لم أجدها مع غيره فكتبوها عنه لأنه جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادتين في قصة الفرس التي ابتاعها رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأعرابي، فأنكر الأعرابي البيع، فشهد خزيمة هذا بتصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمضى شهادته وقبض الفرس من الأعرابي.
والمراد أنه لم يجدها مكتوبة إلا عنده، وإلا فهي محفوظة في صدور كثير من الصحابة ومنهم زيد نفسه .
---------
إجابة السؤال الثاني:
بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لم يأذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن) .
ومعنى الحديث أن الله ما استمع لشيء كاستماعه لقراءة نبي يجهر بقراءته ويحسنها، وذلك أنه يجتمع في قراءة الأنبياء طيب الصوت لكمال خلقهم وتمام الخشية، وهو، سبحانه وتعالى، سميع يسمع أصوات العباد كلهم برهم وفاجرهم، ثم استماعه لقراءة أنبيائه أبلغ كما دل عليه هذا الحديث.
ويدور المراد من معنى التغني بالقرآن على معنيين:

1-المراد هو الاستغناء بالقرآن عن الدنيا ، وهو قول سفيان بن عيينة وأبو عبيدة القاسم بن سلام وغيره.
2- المراد من التغني بالقرآن هو تحسين قراءة القرآن والتحزين والترنم بها، وهو قول الشافعي وابن وهب وغيرهم.
الراجح هو القول الثاني، لذلك قال الشافعي لما سمع من يقول: أن معناه: يستغني به، ليس هو هكذا، ولو كان هكذا لكان يتغانى به، وإنما هو يتحزن ويترنم به ، ولا يمنع أيضا من أن يستغني صاحب القرآن به عن الدنيا.
ووردت أحاديث تدل على المعنيين منها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته آناء الليل والنهار، وتغنوه واقتنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون)) وهذا مرسل.
قال أبو عبيد: قوله((:تغنوه)) يعني: اجعلوه غناءكم من الفقر، وقوله((:واقتنوه))، يقول: اقتنوه، كما تقتنون الأموال: اجعلوه مالكم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).، وقوله :((زينوا القرآن بأصواتكم)).
----------
3:أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
للعلماء في المسألة قولان:

الأول:القراءة عن ظهر قلب أفضل وهذا ما أشار إليه البخاري بترجمته لحديث سهل بن سعد والذي فيه أنه، عليه الصلاة والسلام، قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)) قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).
الثاني:القراءة من المصحف أفضل ، وهو قول كثير من العلماء لأنه يشتمل على التلاوة والنظر في المصحف وهو عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف، وكرهوا أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في مصحفه.
واستدلوا بالحديث الضعيف ((فضل قراءة القرآن نظرا على من يقرأه ظهرا، كفضل الفريضة على النافلة)) ، كما استدلوا بقول ابن مسعود "أديموا النظر في المصحف" ، وغيره من الآثار الواردة عن السلف التي تدل على اهتمامهم بالقراءة من المصحف .
المناقشة
قد نوقش قول البخاري بما يلي:
1- المسألة فيها نظر لأنها قضية عين، فيحتمل أن ذلك الرجل كان لا يحسن الكتابة ويعلم ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، فلا يدل على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل مطلقا في حق من يحسن ومن لا يحسن، إذ لو دل هذا لكان ذكر حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاوته عن ظهر قلب -لأنه أمي لا يدري الكتابة- أولى من ذكر هذا الحديث بمفرده.
2- أن سياق الحديث إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب؛ ليمكنه تعليمها لزوجته، وليس المراد هاهنا: أن هذا أفضل من التلاوة نظرا، ولا عدمه والله سبحانه وتعالى أعلم.
الراجح:
قال بعض العلماء: المدار في هذه المسألة على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف قال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.
--------

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 03:14 PM
حليمة محمد أحمد حليمة محمد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 248
افتراضي المجلس الخامس مقدمة ابن كثير /2

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى وسلام على نبيه الذي اصطفى

المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
الجمع في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
دليله : ما ورد عند البخاري -رحمه الله- أن زيد بن ثابت قال: أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره.
معناه: نقل القرآن وكتابته في صحف، مرتب الآيات مقتصرا فيه على مالم تنسخ تلاوته .
الباعث عليه: حفظ القرآن وتقييده بالكتابة مجموعا مرتبا خشية ذهاب شيء منه بموت حملته وحفاظه، كما حصل في وقعة اليمامة.
المكلف بالجمع: زيد بن ثابت رضي الله عنه.
المنهجية التي سار عليها:
أ‌) الاعتماد على المصادر التالية:
1 / ما كتب بين يدي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم مما ثبت في العرضة الأخيرة.
2 / ما كان محفوظا في صدور الرجال.
ب‌) أن لا يقبل شيئًا من المكتوب حتى يشهد شاهدان عدلان أنه كتب بين يدي رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم .
ج) أن لا يقبل من صدور الرجال إلا ما تلقوه من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
ورد هذا اللفظ في عدد من الأحاديث منها : قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن" وقوله :" ليس منا من لم يتغن بالقرآن".
ومعنى التغني على الراجح : الجهر بالقرءان مع تحسين الصوت بالقراءة والترنم والتحزين بها . وهو أمر مندوب غليه كما دل عليه ظاهر السنة .
وأما تفسيره بالاستغناء بالقرءان فقال عنه ابن كثير أنه خلاف الظاهر من مراد الحديث .


3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟

وردت فيه أقوال عن أهل العلم وهي كالتالي:
القول الأول: القراءة عن ظهر قلب أفضل .
دليله: ما ورد عند البخاري من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، أن النبي عليه الصلاة السلام، قال لرجل: "فما معك من القرآن؟". قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: "أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟". قال: نعم. قال: "اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن" مستدلًا به على فضل القراءة عن ظهر قلب.
وقد رُدّ ماسبق ؛ لأمور:
أ‌) أنها قضية عين، فيحتمل أن هذا الرجل لم يكن يحسن الكتابة ، وقد علم نبي الأمة منه ذلك، فليس فيه دلالة على الأفضلية مطلقًا، ولو كان مراد البخاري ذلك- أي الاستدلال على أفضلية القراءة غيبًا- لكان الاستدلال بحال النبي صلى الله عليه وسلم هو الأولى .
ب‌) أن سياق الحديث في التثبت من حال الرجل في تمكنه من حفظ السورة ليتسنى له تعليمها زوجته، ولا علاقة له بالأفضلية وعدمها.
القول الثاني: أن قراءة القرآن من المصحف أفضل- في غير مقام التلقين- وقد صرح به كثير من أهل العلم وذلك لأمور:
أولًا: - أن النظر في المصحف عبادة، كما صرح به غير واحد من السلف،
ومما استدلوا على أفضيلة التلاوة في المصحف : ما قاله الثوري عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.وكذلك ما روي عن ابن عباس، عن عمر: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه. فكانت الأفضلية فيه حتى لا يحصل تعطيل للمصحف عن القراءة فيه.
ثانيًا: لأنه أدعى للتثبت والتوثيق لما قد يقع من النسيان للبعض .
أما في مقام تلقين القرآن فاستحسنوا الأخذ من فم الملقِّن ، ولم يجيزوا الأخذ من المصحف وحده إلا عند الضرورة كحال من لا يجد شيخًا متقنا يقرأ عليه ؛ لأن الأخذ من المصحف والاعتماد عليه وحده يكثر فيه التصحيف والغلط .
القول الثالث: أنه يتوقف على حصول الخشوع للقارئ :
- فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل.
- وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل.
- فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف
وهو مارجحه ابن كثير بما أورده من كلام الإمام النووي رحمه الله،: "والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل"

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 09:48 PM
الصورة الرمزية محمد عبد الرازق جمعة
محمد عبد الرازق جمعة محمد عبد الرازق جمعة غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 510
افتراضي

مجلس مذاكرة مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير



اختر إحدى المجموعات التالية، ثم أجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
حكم تفسير القرآن
حكم تفسير القرآن واجب على العلماء حيث قال الله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}، وقال تعالى: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب}، وقال تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}. وكيف سيتم التدبر الذي يدعونا الله إليه لو لم نفهم تفسيره؟
ولذلك قال ابن كثير: ( فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله وتفسير ذلك وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه).
فقد قال الله تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}.
وقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}.
ولتوضيح فضل تعلم تفسير القرآن
ذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله إليهم، وإقبالهم على الدنيا وجمعها، واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله، فعلينا نحن المسلمون أن ننتهي عما ذمهم الله تعالى به، وأن نأتمر بما أمرنا به، من تعلم كتاب الله المنزل إلينا وتعليمه، وتفهمه وتفهيمه.
و قال الله تعالى: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون * اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون}.
قال ابن كثير: (ففي ذكره تعالى لهذه الآية بعد التي قبلها تنبيه على أنه تعالى كما يحيي الأرض بعد موتها، كذلك يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي، والله المؤمل المسؤول أن يفعل بنا ذلك، إنه جواد كريم).


2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة
أحسن طرق التفسير
تفسير القرآن بالقرآن.
ما أجمل في موضع من القرآن فإنه قد فسر في موضع آخر.

تفسير القرآن بالسنّة.
السنّة مبيّنة للقرآن وشارحة له.
قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}.
وقال تعالى: {وما أنزلنا عليك الكتاب إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}
السنّة وحي من الله إلا أنها لا تُتلى كما يُتلى القرآن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:((ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه))يعني: السنة.
قال الشافعي: (كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن، قال الله تعالى:{إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} ).

تفسير القرآن بأقوال الصحابة رضي الله عنهم.
إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنّة رجعنا إلى أقوال الصحابة رضي الله عنهم
الصحابة أعلم الناس بالقرآن لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها ولما لهم من الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح.
علماء الصحابة وكبراؤهم لهم مزيد عناية بالعلم بالقرآن كالخلفاء الأربعة وابن مسعود وابن عباس.

إذا لم تجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير، كما قال محمد بن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح، عن مجاهد، قال:عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها.
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا طلق بن غنام، عن عثمان المكي، عن ابن أبي مليكة قال:رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، قال: فيقول له ابن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله. ولهذا كان سفيان الثوري يقول:إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.

3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.

وقد اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وما أريد منها على أقوال: قال أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري القرطبي المالكي في مقدمات تفسيره، وقد اختلف العلماء في المراد بالأحرف السبعة على خمسة وثلاثين قولا ذكرها أبو حاتم محمد بن حبان البستي، ونحن نذكر منها خمسة أقوال المشهورة.
قول بن كثير في أقوال العلماء:
قال بن كثير سردها القرطبي وحاصلها ما أنا مورده ملخصا
القول الأول:
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة
نحو:أقبل وتعال وهلم.
قال الطحاوي: وأبين ما ذكر في ذلك حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
روى عن ورقاء عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم) "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا" وكان يقرأ: (كلما أضاء لهم مشوا فيه) "مروا فيه" و "سعوا فيه".
قال الطحاوي. وغيره: وإنما كان ذلك رخصة أن يقرأ الناس القرآن على سبع لغات، وذلك لما كان يتعسر على كثير من الناس التلاوة على لغة قريش، وقرأه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدم علمهم بالكتابة والضبط وإتقان الحفظ.
قد ادعى الطحاوي والقاضي الباقلاني والشيخ أبو عمر بن عبد البر أن ذلك كان رخصة في أول الأمر، ثم نسخ لعدة أسباب وهي:
بزوال العذر
تيسير الحفظ
كثرة الضبط
تعلم الكتابة
قال بن كثير: وقال بعضهم: إنما كان الذي جمعهم على قراءة واحدة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، أحد الخلفاء الراشدين المهديين المأمور باتباعهم، وإنما جمعهم عليها لما رأى من اختلافهم في القراءة المؤدية إلى تفرق الأمة وتكفير بعضهم بعضا، فرتب لهم المصاحف الأئمة على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، عليه الصلاة والسلام، وعزم عليهم ألا يقرؤوا بغيرها، وألا يتعاطوا الرخصة التي كانت لهم فيها سعة، ولكنها أدت إلى الفرقة والاختلاف.
القول الثاني:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات
12- أمثلة على القول الثاني:
كما في قوله: (وعبد الطاغوت) و قوله (يرتع ويلعب).
قال القرطبي: ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض، وقال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى (قرآنا عربيا) ولم يقل: قرشيا.
قال القرطبي: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز. وقال ابن عطية: قال ابن عباس: ما كنت أدري ما معنى (فاطر السماوات والأرض) حتى سمعت أعربيا يقول لبئر ابتدأ حفرها: أنا فطرتها.
القول الثالث:
أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
القول الرابع:
وحكاه الباقلاني عن بعض العلماء: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء.
منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل (ويضيقُ صدري) و "يضيقَ" ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل) فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا) و "باعَد بين أسفارنا"، وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل (ننشزها) و"ننشرها" أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل(كالعهن المنفوش) أو "كالصوف المنفوش" أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل (وطلح منضود) "وطلع منضود" أو بالتقدم والتأخر مثل (وجاءت سكرة الموت بالحق) أو "سكرة الحق بالموت" أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
القول الخامس:
أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.


قال القرطبي: قال كثير من علمائنا كالداودي وابن أبي صفرة وغيرهما: هذه القراءات السبع التي تنسب لهؤلاء القراء السبعة ليست هي الأحرف السبعة التي اتسعت الصحابة في القراءة بها، وإنما هي راجعة إلى حرف واحد من السبعة وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره.
قال القرطبي: وقد سوغ كل واحد من القراء السبعة قراءة الآخر وأجازها، وإنما اختار القراءة المنسوبة إليه لأنه رآها أحسن والأولى عنده. قال: وقد أجمع المسلمون في هذه الأمصار على الاعتماد على ما صح عن هؤلاء الأئمة فيما رووه ورأوه من القراءات، وكتبوا في ذلك مصنفات واستمر الإجماع على الصواب وحصل ما وعد الله به من حفظ الكتاب.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 10:27 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

المجموعة الرابعة:
1: تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.

لما توسعت الفتوحات الإسلامية في عهد عثمان رضي الله عنه, ودخل الكثير من العجم في الإسلام, جاء حذيفة ابن اليمان بعد أن فتحت أرمينية أذربيجان, بعد أن أفزعه ما سمع من اختلاف المسلمين على القرآن,فقد سمع منهم قراءات على حروف متعددة, فركب عائدا من الجهاد, متجها إلى عثمان, فلما دخل عليه قال:" يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى...الحديث", فكانت ردة فعله-رضي الله عنه- سريعة, فلم ينتظر, حيث أرسل إلى حفصة-رضي الله عنها- لترسل له المصحف الإمام الذي جمع في عهد أبي بكر-رضي الله عنه-, ووعدها أن يرجعه بعد الانتهاء من النسخ, وخطب في الناس ليحضروا ما عندهم من المكتوب من القرآن, فقال:"وأعزم على كل رجل منكم ما كان معه من كتاب الله شيء لما جاء به، فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن....", ثم عمد إلى اختيار من يقوم بهذه المهمة, فقال:"من أكتب الناس؟ قالوا: كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت. قال: فأي الناس أعرب؟ قالوا: سعيد بن العاص, قال عثمان: فليمل سعيد، وليكتب زيد", وكان زيد بن ثابت قد شارك في الجمع الأول في عهد ابي بكر, وهو من كتاب الوحي, ثم أوصاهم عثمان إن اختلفوا أن يكتبوا ما اختلفوا فيه بلسان قريش,فقال: "إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا,", كذلك كانوا يرجعون إلى عثمان في حال اختلافهم, كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء أو الهاء، "فقال زيد بن ثابت: إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون: إنما هو التابوت فترافعوا إلى عثمان فقال: اكتبوه بلغة قريش، فإن القرآن نزل بلغتهم". ولقد جمع عثمان-رضي الله عنه-قراءات الناس على مصحف واحد ووضعه على العرضة الأخيرة التي عارض بها جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر رمضان من عمره، وبعد الانتهاء من الكتابة, قرئت على الصحابة بين يدي عثمان، ثم أرسل مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك في المدينة مصحفا, وقام-رضي الله عنه- بإحراق كل صحيفة أو مصحف مما كان موجودا قبل الجمع الثاني, ماعدا المصحف الإمام, حيث رده إلى حفصة-رضي الله عنها- كما وعدها, وقد أقره جميع الصحابة على ما فعله, حتى إن عليا قال:"لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا", لكن ابن مسعود أظهر المعارضة حين سمع بأمر عثمان بحرق المصاحف, فقال للناس خطيبا:"من استطاع منكم أن يغل مصحفا فليغلل، فإنه من غل شيئا جاء بما غل يوم القيامة", ولم يقره الصحابة على ذلك, حتى إن أبا الدرداء قال:"كنا نعد عبد الله جبانا فما باله يواثب الأمراء", وقد قيل إن ابن مسعود رجع عن هذا إلى الوفاق ولله الحمد.
وقد سخر الله-سبحانه وتعالى-عثمان ليقوم بهذا العمل الجليل, فجمع الناس على قراءة واحدة, فمنع بذلك وقوع اختلاف بينهم على كتاب الله, كما حصل مع اليهود والنصارى, حيث اختلفوا على كتبهم, فاختلفت لغاتها, فحرفت, ونسخت بالقرآن الذي تكفل الله بحفظه سواء حفظ صدور أو حفظ سطور.

2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
1- الإخلاص لله تعالى, وقراءة كتابه بنية التقرب إليه والعمل به ونيل الأجر والثواب, لا المراءاة أو التأكل به, وقد حذر عليه الصلاة والسلام, من هذا فقال:"ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية....الحديث", وقال:"اقرؤوا القرآن وابتغوا به وجه الله عز وجل, من قبل أن يأتي بقوم يقيمونه إقامة القدح، يتعجلونه ولا يتأجلونه".
2- الطهارة لمس المصحف من الحدثين: الأكبر والأصغر, وعدم قراءة الجنب للقرآن, لقوله عليه الصلاة والسلام:"ولا يمس القرآن إلا طاهر".
3- قراءة السور مرتبة الآيات لا منكوسة, فلا يبتدئ بآخرها إلى أولها، فإن ذلك يحرم, وقد وصف الصحابة من يفعل هذا بأنه:"منكوس القلب".
4- عدم قراءة القرآن في الحشوش أو المقابر, صيانة لكلام الله وشرف القرآن.
5- وجوب تعظيم كلام الله من جميع النواحي, ونعظيم المصحف, وعدم تعريضه للمهانة أو الإستهانة, وقد عظم الله -تعالى- قدر فقال:"قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهير", ووصفه بأنه:"كريم"و"عزيز"و"مهيمن"...
6- فهم معانيه عند القراءة, فلا يقرأه كهذ الشعر فيخرج إلى حد الملل والهذرمة, قال عليه الصلاة والسلام:"لا يفقه من قرأه في أقل من ثلاث".

3: بيّن حكم نسيان القرآن.
الأصل إن الإنسان إذا اجتهد ولم يقصر, ثم حصل له النسيان, فلا يعد ذلك نقصا ولا يقدح فيه, وقد حصل النسيان من النبي عليه الصلاة والسلام, فلما سمع شخصا يقرأ القرآن في المسجد, قال:"يرحمه الله، لقد أذكرني آية كذا وكذا من سورة كذا", ومع هذا ارشدنا إلى الأدب في التعبير عن نسيان بعضا من القرآن, قد قال عليه الصلاة والسلام:" بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نُسي", فالتعبير بما لم يسم فاعله; فيه أدب مع الله عز وجل, وتعظيما لكتابه, فلا يظن الاستهانة به وسهولة نسيانه, أما إذا صدر من العبد شيئ من التناسي والتغافل والتهاون,أو المعاصي, فإن نسيان القرآن هنا يعد نقصا, ويكون كالعقوبة عليه, لذلك قال تعالى:"واذكر ربك إذا نسيت", فهنا ذكر المسبب وأراد السبب؛ فأمر الله تعالى بذكره ليذهب الشيطان عن القلب, فتحصل اليقظة بالذكر بعد الغفلة, فتحصل حسنة الذكر التي تزيح النسيان.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 29 جمادى الأولى 1438هـ/25-02-2017م, 10:51 PM
لولوة الحمدان لولوة الحمدان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 303
افتراضي

المجموعة الثالثة:
1:
تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
أخرج ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "أعظم الناس أجراً في المصاحف أبو بكر، إن أبا بكر كان أول من جمع القرآن بين اللوحين".
وهذا الأثر من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب يفصح عن عظيم مقام الصديق رضي الله عنه؛ فلقد كان من أحسن وأجل وأعظم ما فعله – رضي الله عنه - جمعه القرآن في مصحف واحد من أماكنه المتفرقة حتى يتمكن القارئ من حفظه كله.
وكان هذا بمشورة من عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ فإنه هو الذي نبَّه لذلك لما استحرَّ القتل بالقراء يوم اليمامة حيث قُتل منهم يومئذٍ قريب من خمسمائة، فأشار على الصديق بأن يجمع القرآن لئلا يذهب منه شيء بسبب موت الحفاظ من الصحابة في مواطن القتال، فإذا كُتب وحُفظ صار ذلك محفوظاً فلا فرق بين حياة من بلغه أو موته.
ولما كان هذا الأمر جليل القدر عظيم الشأن تثبت الصديق من الأمر وراجع فيه عمر بن الخطاب حتى شرح الله صدره له، فوافقه عليه.
أخرج الإمام البخاري بسنده عن زيد بن ثابت أنه قال: "أرسل إليَّ أبو بكر - مقتل أهل اليمامة – فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل استحرَّ بقراء القرآن، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن. فقلت لعمر: كيف نفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير. فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان عليَّ أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر – رضي الله عنهما – فتتبعت القرآن أجمعه من العُسُب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز) حتى خاتمة براءة، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهم".
وكان من شدة توثقهم وتثبتهم – رضي الله عنهم – في جمع القرآن أن أبا بكر قال لعمر وزيد: "من جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه".
فاستوثقوا لكتاب الله أعظم الاستيثاق، وأدى الجميع الأمانة على أكمل وجه، وكانوا أحرص شيء على أداء الأمانات، وهذا من أعظم الأمانة؛ فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمرهم أن يبلغوا من وراءهم فقال: "بلغوا عني ولو آية"، وقال: "ليبلغ الشاهد الغائب" صلوات الله وسلامه عليه.
فكان زيد بن ثابت يتتبع القرآن يجمعه من العسب واللخاف والأقتاب والرقاع والأكتاف والأضلاع وصدور الرجال، فتلقاه من هذا من عسيبه، ومن هذا من لخافه، ومن صدر هذا، ووجد آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري الذي جعل النبي صلى الله عليه وسلم شهادته بشهادة رجلين، فقبل منه لهذه الفضيلة، ثم إن أبيّ بن كعب أملاها عليهم مع أبي خزيمة، فلم يبق من القرآن شيء إلا وقد اُستوثق منه، ولم يبق من القرآن مما أداه الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وقد بلغوه إلينا.
فكان هذا العمل من أعظم المصالح الدينية وأكبرها، فرضي الله عن الصحابة الكرام؛ فلقد بلغوا أوفى البلاغ وأتمه.

2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
ورد الأمر بالتغني بالقرآن في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لم يأذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن".
وأقوال أهل العلم في المراد بالتغني بالقرآن تدور بين معنيين رئيسين:
أحدهما: أن المراد بالتغني الاستغناء بالقرآن، ومتعلق الاستغناء يرجع إلى أحد شيئين:
الأول: الاستغناء بالقرآن عن الدنيا، الذي هو ضد الفقر، وإليه ذهب سفيان بن عيينة وأبو عبيد القاسم بن سلام.
الآخر: الاستغناء بالقرآن عمَّا عداه من أخبار الأمم الماضية، والاكتفاء به عن الاحتياج لغيره، وعليه يُحمل إيراد المصنف قوله تعالى: (أو لم يكفهم أنا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم) في باب من لم يتغن بالقرآن.
المعنى الثاني: أن المراد بالتغني بالقرآن الجهر به والترنم وتحسين التلاوة والتحزين بها.
وممن قال بهذا القول: الإمام الشافعي نقله عنه المزني والربيع، وهو قول ابن وهب، واختيار ابن كثير.
واستدل أصحاب هذا القول بدلالة الحديث الصحيح المتقدم حيث خُصَّ الأنبياء فيه بالذكر، وإنما خُصُّوا لما يجتمع فيهم من طيب الصوت - لكمال خلقهم - وتمام الخشية.
واستدلوا بما ورد في الحديث الآخر الذي أخرجه ابن ماجه عن فضالة بن عبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد أذناً إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته".
واعتضدوا لصحة هذا القول بأنه المعنى اللغوي للتغني، وأنه لو كان المراد الاستغناء لقيل يتغانى به، ذكره الشافعي.

3: أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
صرح كثير من أهل العلم بأن القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب، مستندين في ذلك إلى جملة من الأدلة منها ما يلي:
- أخرج الإمام أبو عبيد بسنده عن عبد الله بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "فضل قراءة القرآن نظراً على من يقرأه ظهراً كفضل الفريضة على النافلة". إلا أنه ضعيف الإسناد لضعف بعض رواته.
- عن ابن مسعود رضي الله عنه: "أديموا النظر في المصحف". رواه الإمام أبو عبيد.
- عن عمر رضي الله عنه: أنه كان إذا دخل بيته نشر المصحف فقرأ فيه. رواه الإمام أبو عبيد.
- عن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا وفسر لهم" رواه الإمام أبو عبيد وإسناده صحيح.
- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "إذا رجع أحدكم من سوقه فلينشر المصحف وليقرأ".
- عن الأعمش عن خيثمة قال: دخلت على ابن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: "هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة".
- أن القراءة من المصحف تشتمل على التلاوة وهي عبادة، وعلى النظر في المصحف وهو عبادة أيضاً – كما صرح به غير واحد من السلف – فكانت أعظم أجراً من القراءة عن ظهر قلب.
- أن السلف كانوا يكرهون أن يمضي على الرجل يوم لا ينظر في المصحف.
- أن القراءة في المصحف يؤمن معها من تعطيل المصاحف.
- أن القراءة في المصحف أثبت من حيث ما قد يقع لبعض الحفظة من نسيان أو تحريف كلمة أو آية أو تقديم أو تأخير؛ فالاستثبات بالاستذكار من المصحف أولى، إذ الرجوع إليه أثبت من أفواه الرجال.
ويستثنى من هذا التفضيل حالة مخصوصة وهي تلقين القرآن؛ فإن الأحسن فيه أن يكون من فم الملقن؛ لأن الكتابة لا تدل على كمال الأداء، ولهذا قيل: لا تأخذ القرآن من مصحفي.
وهذا القول هو اختيار ابن كثير، وأجاب عن صنيع البخاري في إيراده حديث سهل بن سعد الذي فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "فما معك من القرآن؟" قال: معي سورة كذا وكذا لسور عددها، قال: "أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟" قال: نعم. قال: "اذهب، فقد ملكتكها بما معك من القرآن" تحت باب القراءة عن ظهر قلب وما تشعر به من تفضيل القراءة عن ظهر قلب بجوابين:
أحدهما: أن هذه قضية عين فيُحتمل أن ذلك الرجل كان لا يحسن الكتابة، فلا دلالة فيه على تفضيل القراءة عن ظهر قلب، إذ لو كان هذا لكان ذكر حال رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلاوته عن ظهر قلب أولى.
الآخر: أنه لا دلالة في الحديث على أن التلاوة عن ظهر قلب أفضل من التلاوة نظراً ولا عكسه، فإن سياق الحديث إنما هو لأجل استثبات أنه يحفظ تلك السور عن ظهر قلب ليمكنه تعليمها لزوجته، فهو من باب تلقين القرآن لا تلاوته.
وتوسط بعض أهل العلم في المسألة فذهبوا إلى أن المدار على الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة عن ظهر قلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل، فإن استويا فالقراءة نظراً أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف، وإليه ذهب النووي وحمل عليه كلام السلف وفعلهم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 12:18 AM
هدى محمد صبري عبد العزيز هدى محمد صبري عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 164
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقاصد مقدمة تفسير ابن كثير

المجموعة الرابعة:
1:
تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه.
1-جمع عثمان رضى الله عنه للقرءان :
سبب جمع عثمان رضى الله عنه للقرءان :
- قال البخاري رحمه الله: أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان بن عفان رضي الله عنهما وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما أنزل بلسانهم. ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق. قال ابن شهاب الزهري: فأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت: سمع زيد بن ثابت قال: فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، التمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه} [الأحزاب: 23]، فألحقناها في سورتها في المصحف.
موقف عثمان رضى الله عنه من الاحرف السبعة :
- جمع الناس على قراءة واحدة لئلا يختلفوا في القرآن .
ترتيب السور :
- ترتيب الآيات في السور أمر توقيفي متلقى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب السور فمن أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه
وإن قدم بعض السور على بعض جاز أيضا، فقد روى حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران. أخرجه مسلم. وقرأ عمر في الفجر بسورة النحل ثم بيوسف.
موقف عثمان رضى الله عنه من صحف أم المؤمنين حفصة:
- ردعثمان الصحف إلى حفصة، فلم يزل عندها حتى أرسل إليها مروان بن الحكم يطلبها فلم تعطه حتى ماتت، فأخذها من عبد الله بن عمر فحرقها لئلا يكون فيها شيء يخالف المصاحف الأئمة التي نفذها عثمان إلى الآفاق
المصاحف التى أرسلها عثمان رضى الله عنه إلى الآفاق :
- أرسل مصحفا إلى أهل مكة، ومصحفا إلى البصرة، وآخر إلى الكوفة، وآخر إلى الشام، وآخر إلى اليمن، وآخر إلى البحرين، وترك عند أهل المدينة مصحفا، رواه أبو بكر بن أبي داود عن أبي حاتم السجستاني، سمعه يقوله. وصحح القرطبي أنه إنما نفذ إلى الآفاق أربعة مصاحف
موقف الصحابة من جمع عثمان رضى الله عنه للقرءان :
- ووافقه على ذلك جميع الصحابة ومنهم على بن أبى طالب وإنما روي عن عبد الله بن مسعود شيء من التغضب بسبب أنه لم يكن ممن كتب المصاحف وأمر أصحابه بغل مصاحفهم لما أمر عثمان بحرق ما عدا المصحف الإمام ثم رجع ابن مسعود إلى الوفاق .
_______________________________________
2:
اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
1- الاخلاص لله تعالى فى تلاوة القرءان وعدم المراءاة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة).
2- تدبر القرءان وفهم معانيه :
قال تعالى (أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها )
3- نية العمل بالقرءان :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ويعمل به كالأترجة طعمها طيب وريحها طيب ، والمؤمن الذي لا يقرأ القرآن ويعمل به كالتمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كالحنظلة طعمها مر أو خبيث وريحها مر)
4- قد تكون القراءة عن ظهر قلب
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال: ((أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟)). قال: نعم. قال: ((اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن)).
وقد تكون من المصحف
عن ابن مسعود قال: أديموا النظر في المصحف.
وقال الأعمش عن خيثمة: دخلت على ابن عمر وهو يقرأ في المصحف فقال: هذا جزئي الذي أقرأ به الليلة.
5- نية استذكارالقرءان وتعاهده:
عن ابن عمر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنما مثل صاحب القرآن كمثل صاحب الإبل المعقلة، إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت))
6- القراءة ما ائتلفت عليه القلوب :
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه)).
7- الخشوع والبكاء عند القراءة :
عن عبد الله -هو ابن مسعود- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ علي)). قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: ((إني أشتهي أن أسمعه من غيري)). قال: فقرأت النساء، حتى إذا بلغت: {فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا} [النساء: 41]، قال لي: ((كف أو أمسك))، فرأيت عيناه تذرفان ".
8- الترتيل فى القراءة :
قال تعالى :(ورتل القرآن ترتيلا)
وقال تعالى :(وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث)
9- مد القراءة والترجيع :
سئل أنس بن مالك: كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدا، ثم قرأ: بسم الله الرحمن الرحيم. يمد بسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
10- حسن الصوت فى القراءة :
عن أبي موسى الأشعري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يا أبا موسى، لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود
11- الوضوء عند مس المصحف :
قال تعالى : (لا يمسه إلا المطهرون )

___________________________
3:
بيّن حكم نسيان القرآن.
1- قد يكون التغافل والتهاون سبب من أسباب النسيان للعبد . وفى هذه الحالة يأثم العبد لتفريطه.
2- وقد يكون العبد حريصا علي قرءانه واجتهد ثم نسى فهذا لا يعتبر نقص منه لان النسيان ليس بفعله بل هو نُسى .
عن أبو نعيم عن عبد الله، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بئس ما لأحدهم أن يقول: نسيت آية كيت وكيت، بل هو نسي)ورواه مسلم والنسائي، من حديث منصور به. وقد تقدم. وفي مسند أبي يعلى: (فإنما هو نسي).
وكما قال تعالى : (سنقرئك فلا تنسى * إلا ما شاء الله)
3- وقد يكون النسيان بسبب ذنب اذنبه العبد فيسند إليه النسيان مجازا كما قال تعالى :(واذكر ربك إذا نسيت) فإذا ذكر الله يذهب الشيطان ويحدث الذكر بعد التوبة لأن الحسنات يذهبن السيئات .
وفى الحالتين الاخيرتين لا يأثم لأن النسيان ليس بفعله وعليه بتعهد القرءان .
__________________________________

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 12:52 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي إجابة عن المجموعة الأولى

1: اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.
حكم تفسير القرآن
قال الإمام ابن كثير : الواجب على العلماء الكشف عن معاني كتاب الله وطلبه من مظانه وتعلمه وتعليمه قال تعالى " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتو الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون "
فقد ذم الله أهل الكتاب على عدم التبيين والانشغال عنه والتلهي بالدنيا وتقديمها

فضل علم التفسير
أنه السبيل لفهم القرآن وتدبره قال تعالى " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا "
وفي سورة ص " كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب "
وقد سبق ذم أهل الكتاب في الآية كما ندب الله المؤمنين لعدم مشابهتهم فقال " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتو الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون "

________________________
2: ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة
أحسن طرق التفسير
1- تفسير القرآن بالقرآن .. فما أجمل في موضع بينه الله في موضع آخر
2- تفسير القرآن بالسنة .. قال (صلى الله عليه وسلم ) " ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه "
3- تفسير القرآن بأقوال الصحابة ..بعد أن لم نجد في الكتاب والسنة
لأنهم من عاصروا التنزيل وشاهدوا الأحوال والقرائن وأدرى الناس بذلك وهم خير القرون وكلهم عدول وفيهم أعلام المفسرين كابن مسعود وابن عباس
4- تفسير القرآن بأقوال التابعين يتجه إليهم بعد الصحابة إذا لم نجدها في الكتاب والسنة
اجماعهم على شئ لا تجوز مخالفته أما إذا اختلفوا فليس بحجة ولكن يجب التنبه للخلاف ونوعه فبعض الأقوال تكون اختلاف تنوع لا تضاد ومن أئمة التفسير في التابعين مجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة مولى ابن عباس
5- الإجتهاد في التفسير بضوابطه

___________________________________
3: ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
المقصود بالسبعة أحرف

اختلف العلماء في معنى هذه السبعة الأحرف وحاصلها خمس
القول الأول : أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:أقبل وتعال وهلم.
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي
واستدل الطحاوي بحديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".

وروى عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} "مروا فيه" "سعوا فيه".

القول الثاني: أن القرآن نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب،
وهو قول أبو عبيد واختاره ابن عطية ذكره القرطبي عنهما ونقله عنه ابن كثير

قال أبو عبيد: وليس معنى تلك السبعة أن يكون الحرف الواحد يقرأ على سبعة أوجه، وهذا شيء غير موجود، ولكنه عندنا أنه نزل سبع لغات متفرقة في جميع القرآن من لغات العرب، فيكون الحرف الواحد منها بلغة قبيلة والثاني بلغة أخرى سوى الأولى، والثالث بلغة أخرى سواهما، كذلك إلى السبعة، وبعض الأحياء أسعد بها وأكثر حظا فيها من بعض، وذلك بين في أحاديث تترى،
واستدل أبو عبيد لذلك باستشهاد ابن عباس بالشعر على التفسير :
فروى عنه أنه كان يسأل عن القرآن فينشد فيه الشعر. يعني: أنه كان يستشهد به على التفسير فروى في قوله: {والليل وما وسق} قال: ما جمع وأنشد:
قد اتسقن لو يجدن سائقا

القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة
واستدل له بقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب

قال القاضي الباقلاني: ومعنى قول عثمان: إنه نزل بلسان قريش، أي: معظمه، ولم يقم دليل على أن جميعه بلغة قريش كله، قال الله تعالى: {قرآنا عربيا}، ولم يقل: قرشيا.
قال: واسم العرب يتناول جميع القبائل تناولا واحدا، يعني حجازها ويمنها، وكذلك قال الشيخ أبو عمر بن عبد البر، قال: لأن غير لغة قريش موجودة في صحيح القراءات كتحقيق الهمزات، فإن قريشا لا تهمز
القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: {ويضيقُ صدري} و "يضيقَ"، ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا} [سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"،
وضعفه ابن جرير
: وأما ما كان من اختلاف القراءة في رفع حرف ونصبه وجره وتسكين حرف وتحريكه، ونقل حرف إلى آخر مع اتفاق الصورة فمن معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقرأ القرآن على سبعة أحرف)) بمعزل؛ لأن المراء في مثل هذا ليس بكفر، في قول أحد من علماء الأمة، وقد أوجب صلى الله عليه وسلم بالمراء في الأحرف السبعة الكفر
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
قال ابن جرير :
وقد روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبي بن كعب وعبدالله بن مسعود من أن القرآن نزل من سبعة أبواب الجنة،
وفسرها بقوله والأبواب السبعة من الجنة هي المعاني التي فيها من الأمر والنهي، والترغيب والترهيب، والقصص والمثل، التي إذا عمل بها العامل وانتهى إلى حدودها المنتهي، استوجب بها الجنة.

قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني،

الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف

التيسير على الأمة
روى الإمام أحمد عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: ((قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام)).

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 01:41 AM
إيمان شريف إيمان شريف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
المشاركات: 173
افتراضي إجابة مجلس مذاكرة القسم الثاني من مقدمة تفسير ابن كثير

المجموعة الأولى:
- 1 اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.


ج/حكم التفسير :

واجب ، فالواجب على العلماء الكشف عن معاني كلام الله، وتفسير ذلك، وطلبه من مظانه، وتعلم ذلك وتعليمه،
الدليل : قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}[[آل عمران: 187] ،
وقال تعالى: {إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} [آل عمران: 77].
فذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله إليهم، وإقبالهم على الدنيا وجمعها، واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله.
فضائل القرآن :
ورد في فضائل القرآن العديد من الأحاديث منها:
- قال ابن عباس: المهيمن الأمين القرآن، أمين على كل كتاب قبله، في قوله : {ومهيمنا عليه} قال: المهيمن: الأمين. قال: القرآن أمين على كل كتاب قبله. وفي رواية: شهيدا عليه. وقال سفيان الثوري وغير واحد من الأئمة عن أبي إسحاق السبيعي، عن التميمي، عن ابن عباس: {ومهيمنا عليه}قال: مؤتمنا، وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب.
- حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من الأنبياء نبي إلا أعطي ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحاه الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة."
وفي الحديث فضيلة عظيمة لأن معنى الحديث: ما من نبي إلا أعطي من المعجزات ما آمن عليه البشر، أي: ما كان دليلا على تصديقه فيما جاءهم به واتبعه من اتبعه من البشر، ثم لما مات الأنبياء لم تبق لهم معجزة بعدهم إلا ما يحكيه أتباعهم عما شاهدوه في زمانه، فأما الرسول الخاتم للرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فإنما كان معظم ما آتاه الله وحيا منه إليه منقولا إلى الناس بالتواتر، ففي كل حين هو كما أنزل، فلهذا قال: " فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا" ، وكذلك وقع، فإن أتباعه أكثر من أتباع الأنبياء لعموم رسالته ودوامها إلى قيام الساعة، واستمرار معجزته؛ ولهذا قال الله تبارك وتعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا} [[الفرقان: 1 ]
- وقال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق قال: ذكر محمد بن كعب القرظي عن الحارث بن عبد الله الأعور قال: قلت: لآتين أمير المؤمنين، فلأسألنه عما سمعت العشية قال فجئته بعد العشاء، فدخلت عليه، فذكر الحديث. قال: ثم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أتاني جبريل فقال: يا محمد، أمتك مختلفة بعدك" .قال: " فقلت له: فأين المخرج يا جبريل" قال: فقال: "كتاب الله به يقصم الله كل جبار، من اعتصم به نجا، ومن تركه هلك، مرتين، قول فصل وليس بالهزل، لا تخلقه الألسن، ولا تفنى عجائبه، فيه نبأ من كان قبلكم، وفصل ما بينكم، وخبر ما هو كائن بعدكم"هكذا رواه الإمام أحمد.

2
- ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة.
ج/ أحسن طرق التفسير:
أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجُمِل في مكان فإنه قد فُسِر في موضع آخر، فإن لم تجده في القرآن فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن وموضحة له، بل قد قال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي، رحمه الله تعالى: كل ما حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مما فهمه من القرآن.،
والدليل : قوله الله تعالى: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما} [النساء: 105] ،
وقوله تعالى :
{وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} [النحل: 44] .
إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة، فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح، لا سيما علماؤهم وكبراؤهم، كالأئمة الأربعة الخلفاء الراشدين.
ومنهم الحبر البحر عبد الله بن عباس، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترجمان القرآن ببركة دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم له حيث قال: "اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل".
فإذا لم تجد التفسير في الوحيين ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين، كمجاهد بن جبر فإنه كان آية في التفسير، كما قال محمد بن إسحاق: حدثنا أبان بن صالح، عن مجاهد، قال: عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها.
وقال ابن جرير: حدثنا أبو كريب، حدثنا طلق بن غنام، عن عثمان المكي، عن ابن أبي مليكة قال: رأيت مجاهدا سأل ابن عباس عن تفسير القرآن، ومعه ألواحه، قال: فيقول له ابن عباس: اكتب، حتى سأله عن التفسير كله.ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.

- 3
ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.
ج/ المراد بالأحرف السبعة على أقوال:
القول الأول:أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:
أقبل وتعال وهلم.... وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي واستدل عليه الطحاوي بحديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكل شاف كاف إلا أن تخلط آية رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وروى عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب: أنه كان يقرأ: { يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم} [الحديد: 13] "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: {كلما أضاء لهم مشوا فيه} [البقرة: 20] "مروا فيه" "سعوا فيه".
القول الثاني:
أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر. قال الخطابي: وقد يقرأ بعضه بالسبع لغات كما في قوله: {وعبد الطاغوت}[المائدة: 60]و{يرتع ويلعب}[يوسف: 12].... ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية. قال أبو عبيد: وبعض اللغات أسعد به من بعض ،وذكره عنهم القرطبي.
القول الثالث: أن لغات القرآن السبع منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة؛ لقول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب، كما نطق به الحديث في سنن ابن ماجه وغيره.
القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء، منها :
1. ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: { ويضيقُ صدري} [الشعراء: 13] و "يضيقَ"،
2. ومنها ما لا تتغير صورته ويختلف معناه مثل: {فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا}[سبأ: 19] و "باعَد بين أسفارنا"،
3. وقد يكون الاختلاف في الصورة والمعنى بالحرف مثل: {ننشزها}[البقرة: 259] ، و"ننشرها"
4. أو بالكلمة مع بقاء المعنى مثل{كالعهن المنفوش}[القارعة: 5]، أو "كالصوف المنفوش"
5. أو باختلاف الكلمة واختلاف المعنى مثل: {وطلح منضود} ، "وطلع منضود" .
6. أو بالتقدم والتأخر مثل: {وجاءت سكرة الموت بالحق}[ق: 19] ، أو "سكرة الحق بالموت"
7. أو بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".


القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال. قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقد أورد القاضي الباقلاني في هذا حديثا، ثم قال: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.


الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
التخفيف على أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأن منهم الشيخ الفاني والعجوز الكبيرة والغلام ؛ فلا تطيق أمته صلى الله عليه وسلم أن تقرأ على حرف واحد لاختلاف لغاتها ولهجاتها وتفاوت الأعمار ودرجة العلم والقراءة والكتابة.
الدليل:
1. قال الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله: حدثنا يحيى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد، حدثني عبد الله بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي بن كعب، قال: كنت في المسجد فدخل رجل فقرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه، فقمنا جميعا، فدخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فقرأ قراءة غير قراءة صاحبه، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقرآ))، فقرآ، فقال: ((أصبتما)). فلما قال لهما النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال، كبر علي ولا إذا كنت في الجاهلية، فلما رأى الذي غشيني ضرب في صدري ففضضت عرقا، وكأنما أنظر إلى رسول الله فرقا فقال: ((يا أبي، إن ربي أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على حرفين، فرددت إليه أن هون على أمتي، فأرسل إلي أن اقرأه على سبعة أحرف، ولك بكل ردة مسألة تسألنيها)). قال: { قلت: اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق حتى إبراهيم عليه السلام. } وهكذا رواه مسلم من حديث إسماعيل بن أبي خالد به.
2. قال الإمام أحمد: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن أبي قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عند أحجار المراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: { إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف. }وأخرجه الترمذي من حديث عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن أبي بن كعب، به وقال: حسن صحيح.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 01:57 AM
منال انور محمود منال انور محمود غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 168
افتراضي


حل مجلس مذاكرة القسم الثاني
المجموعة الثالثة:
1: تكلّم عن جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه.
كان أبو بكر الصديق رضي الله عنهم ممن أول من جمع القرآن من المهاجرين ويظهر ذلك جليا فى أمر النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر أن يؤم الناس في الصلاة وهو مريضا وقد ثبت في الخبر المتواتر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلو لم يكن الصديق أقرأهم ماقدمه النبي صلى الله عليه وسلم((ليؤم القوم أقرؤهم))
- وعند توليه الخلافة أقامه الله على نصرة هذا الدين فحارب المرتدين وقاتل مانعي الزكاة وأنفذ الجيوش وبعث السرايا وأعاد الأمر إلى نصابه بعد الخوف من شتات الأمر وذهابه وكان من أجل أعماله هو جمع القرآن.
وكان مبدأ الأمر حين استحر القتال يوم اليمامة واستشهد من المؤمنين عدد كبير من حفظة القرآن خشي الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يذهب القرآن فكلم أبي بكر رضي الله عنه فى الأمر ولم يقبل أبو بكر فى أول الأمر وقال "كيف أفعل شىء لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم" وظل عمر يراجعه وهو يقول "هو والله خير" إلى أن شرح الله صدر أبو بكر لذلك فأسند الأمر إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه كاتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الآمر شديد على زيد حتى قال" فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن "فكان ذلك أعظم وأجل مافعله أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ذلك سر قوله سبحانه"إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
قال البخاري: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثنا ابن شهاب، عن عبيد بن بن السباق، أن زيد بن ثابت قال أرسل إلى أبو بكر -مقتل أهل اليمامة- فإذا عمر بن الخطاب عنده، فقال أبو بكر: إن عمر بن الخطاب أتاني، فقال: إن القتل قد استحر بقراء القرآن، وإني خشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن.
فقلت لعمر: كيف نفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال عمر: هذا والله خير، فلم يزل عمر يراجعني حتى شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتتبع القرآن فاجمعه، فوالله لو كلفوني نقل جبل من الجبال ما كان علي أثقل مما أمرني به من جمع القرآن. قلت: كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو والله خير.. ،. فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما. فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، ووجدت آخر سورة التوبة مع أبي خزيمة الأنصاري لم أجدها مع غيره "لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز"التوبة: 128حتى خاتمة براءة.
-قال على رضي الله عنه" أعظم الناس أجرا فى المصاحف أبو بكر الصديق رضي الله عنه".
-أمر أبو بكر الصديق رضى الله عنه عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت رضى الله عنهما إذا جاءهما شاهدين أن يكتباه .
فكانت الصحف عند أبي بكر وبعد موته عند عمر رضى الله عنه .
فكان مافعله رضي الله عنه من أعظم المصالح الدينية بحفظه لكتاب الله لئلا يذهب منه شىءبموت من حفظه من الصحابة وقد أدوا الأمانة وبلغوا عنه صلى الله عليه وسلم (بلغوا عني ولو آية) .
2: بيّن معنى التغنّي بالقرآن.
ذكر فى معنى التغني بالقرآن معنيان :
المعنى الأول : تحسين الصوت بالتلاوة .
عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أنه كان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لم يأذن الله لشيء، ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن).ومعناه مااستمع الله لشىء كاستماعه لنبي يقرأ القرآن لأنه يجتمع حسن التلاوة وطيب الصوت كمال الخشية وذلك هو الغاية .والأذن الإستماع كما يدل على ذلك السياق .: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(لله أشد أذنا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن يجهر به من صاحب القينة إلى قينته).
المعنى الثاني : الإستغناء به
قول سفيان بن عيينة : التغني بمعنى الإستغناء فإن أراد أنه يستغنى بها عن الدنيا وهو الظاهر من كلامه غير الظاهر من مراد الحديث فقال الشافعى هو ليس كذلك ولوكان كذلك كان يتغانى به,إنما هو يتحزن ويترنم به .
وممكن القول بالتغنى يجمع بين تحسين الصوت به والإستغناء به عن أمور الدنيا.
3 أيهما أفضل: القراءة من المصحف أم القراءة عن ظهر قلب؟
ذكر فى القراءة عن ظهر قلب أنها أفضل واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: ((فما معك من القرآن؟)). قال: معي سورة كذا وكذا، لسور عددها. قال(أتقرؤهن عن ظهر قلبك؟. قال: نعم.
قال: اذهب فقد ملكتكها بما معك من القرآن).
ولكن صرح كثير من العلماء أن القراءة من المصحف أفضل لأنه يشتمل على النظر فى المصحف والتلاوة وصرح كثير من السلف بذلك وكرهوا أن يمر يوم للمرء لاينظر فيه فى المصحف واستدلوا على ذلك :
قال الثوري عن عاصم، عن زر، عن ابن مسعود قال:أديموا النظر في المصحف.
عن ابن مسعود:أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف، فقرؤوا، وفسر لهم. إسناد صحيح
وذلك حتى لايعطل المصحف فلا يقرأ منه ولعل الحافظ ينسى فيستذكر منه , والاستثبات حتى لايحرف كلمة أو تبدل آية مكان آية.
أما التلقين من فم المتقن أحسن لأن الكتابة لاتدل على كمال الأداء.
وقال بعض العلماء: الأفضل في ذلك هو حصول الخشوع في القراءة، فإن كان الخشوع عند القراءة على ظهر القلب فهو أفضل، وإن كان عند النظر في المصحف فهو أفضل فإن استويا فالقراءة نظرا أولى؛ لأنها أثبت وتمتاز بالنظر في المصحف قال الشيخ أبو زكريا النووي رحمه الله، في التبيان: والظاهر أن كلام السلف وفعلهم محمول على هذا التفصيل.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 02:37 AM
غيمصوري جواهر الحسن مختار غيمصوري جواهر الحسن مختار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 159
افتراضي


المجموعة الرابعة:
1:
تكلم عن جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه
في جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه القرآن الكريم دليل ذكره البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه وسببه أنّ حذيفة ابن اليمان ذكر لعثمان بن عفان رضي الله عنه ـــــ وهو خليفة المسلمين ــــــ حين مقدمه من غزو أهل الشام في فتح أرمينيا وأذريبنجان حيث أفزع حذيفة رضي الله عنه اختلاف النّاس في قراءة القرآن الكريم فقال لأمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه (أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنّصارى ) ومعنى ذالك أنّ اليهود والنصارى مختلفون فيما بأيديهم من الكتب ,فلليهود نسخة من التّواة والسّامرة يخالفونهم في ألفاظ كثيرة ومعان أيضا وليس في توراة السّامرة حرف الهمزة ولا حرف الياء .
والنّصارى بأيديهم التّوراة يسمونه العتيقة وهي مخالفة لنسختي اليهود والسّامرة .
وفي الأناجيل للنّصارى كذلك إختلاف كبير وبيّن دفعهم إلى الإختلاف في الإعتقاد , فلدى النّصارى إذ ربعة أناجيل هي :1-إنجيل مرقس 2- إنجيل متى 3-إنجيل يوحنا 4- إنجيل لوقا ,وكلها مختلفة في مضمونها , كما أن جل مافيها لا يتجاوز الحديث عن سيرة عيسى وأيامه وأحكامه وكلامه وشيء قليل مما يدعون أنه كلام الله وهو مع ذلك مختلف .
وهذا الذي أفزع الخليفة الرّاشد عثمان بن عفان رضي الله عنه فأرسل إلى أمّ المؤمنين حفصة رضي الله عنها بأن ترسل إليه بالمصحف التي عندها مما جمعه الشيخان ليكتب ذلك في مصحف واحد ثم ينفذه إلى الآفاق
ـ وهذا الجمع الذي قام به عثمان بن عفان رضي الله عنه هو جمع النّاس على قراءة واحدة لئلا يختلفوا في القرآن الكريم ووافقه على ذلك جميع الصحابة رضي الله عنهم جميعا ,
فيعدّ ذلك من أكبر مناقبه , قال ابن كثير وهذا ـــــ من أكبر مناقب أمير المؤمنين عثمان ابن عفان رضي الله عنه , فإنّ الشيخان سبقاه إلى جمع حفظ القرآن الكريم لأن لا يذهب منه شيء, وهو جمع النّاس على قراءة واحد , لئلا يختلفوا في القرآن , قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه مؤيدا لفعل عثمان رضي الله عنه ( لو لم يفعل ذلك عثمان لفعلته أنا .
فدلّ ذلك على اتّفاقهم جميعا في المسألة وهو من مصالح الدّين واتّفاقهم سنّة متّبعة لقوله صلى الله عليه وسلّم (( عليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الرّاشدين من بعدي ))
هذا وقد اختار عثمان رضي الله عنه من الصحابة لهذا الأمر الجلل كل ّ زيد بن ثابت الأنصاري أحد كتاب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلّم , وعبد الله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي احد فقهاء الصّحابة ونجبائهم , وسعيد بن العاص بن أمية القرشي , وعبد الرّحمن بن الحارث القرشي المخزومي .

1- 2: اذكر أهم الآداب الواجبة أثناء تلاوة القرآن.
من آداب التلاوة تحسين الصوت عند تلاوته فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال ((يا أبا موسى لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )9
ومن آدابه البكاء عند التلاوة أو التباكي به فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم ((اقرأعلي )) قلت : أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال:( إنّي أشتهي أن أسمعه من غيري )) قال :فقرأت النّساء حتى إذا بلغت :((فكيف إذا جئنا من كلّ أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا)) قال لي ( كف أو أمسك) فرأيت عيناه تذرفان .
ومن الآداب جمع القلوب حال القرآن وإحضار الذّهن وعدم الإنشغال عنه قال صلى الله عليه وسلّم :(( اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا عنه )),
ومن آداب التلاوة الطهارة , واستقبال القبلة , والتعوّذ عند آية العذاب والدّعاء عند آيت الرّحمة . ومنه التغني بالقرآن لقوله تعالى(( وتّل القرآن ترتيلا)) .

3:
بيّن حكم نسيان القرآن
نسيان القرآن الكريم ذنب عظيم وشر كبير مستطيل , لقوله صلى الله عليه وسلّم ((تعلّموا كتاب الله , وتعادوه وتغنّوا به , فو الذي نفسي بيده , لهو أشدّ تفلّتا من المخاض في العقل )) فقد عقّب على الحديث ابن كثير فقال رحمه الله تعالى : ومضمون هذه الأحاديث الترغيب في كثرة تلاوة القرآن واستذكاره وتعاهده , لئلا يعرضه حافظه للنسيان فإنّ ذلك خطر كبير , نسأل السّلامة والعافية .انتهى
ومن الأدلة في هذه المسألة عن سعد بن عبادة قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم : (( ما من أمير عشرة إلا ويؤتى به يوم القيامة مغلولا لا يفكه من ذلك الغل إلاّ العدل , وما من رجل قرأ القرآن فنسيه إلاّ لقي الله يوم القيامة يلقاه وهو أجذم ))
وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة والبعرة يخرجها الرّجل من المسجد , وعرضت علي ذنوب أمّتي فلم أر ذنبا أكبر من آية أو سورة من كتاب الله أوتيها رجل فنسيها ))
وأدخل بعض المفسّرين مفهوم قوله تعالى (( ومن أعرض عن ذكري فإنّ له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ))
قال ابن كثير معقبا : وهذا الذي قاله وإن لم يكن هو المراد جميعه فهو بعضه ,فإنّ الإعراض عن تلاوة القرآن وتعريضه للنسيان وعدم الإعتناء به فيه تهاون كثير وتفريط شديد نعوذ بالله منه .

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 01:35 PM
محمد شمس الدين فريد محمد شمس الدين فريد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: مصر
المشاركات: 163
افتراضي

المجموعة الأولى:
1:اذكر حكم تفسير القرآن، وبيّن فضله.

حكم تفسير القرآن:
واجب على العلماء.
والدليل قوله تعالى: "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون".

فضل تفسير القرآن:
1- أنه اجتهاد في بيان معاني الآيات التي أنزلها الله تعالى إلى عباده لهدايتهم.
2- أن الله تعالى ندب عباده إلى تفهم كتابه، فقال تعالى:"أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"، وقال تعالى: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب"، وقال تعالى"أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها".

3- ذم الله تعالى أهل الكتاب قبلنا بإعراضهم عن كتاب الله إليهم، وإقبالهم على الدنيا وجمعها، واشتغالهم بغير ما أمروا به من اتباع كتاب الله يدل على وجوب الاهتمام بكتب الله تعالى المنزلة وفضل ذلك، والدليل قوله تعالى:"ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون"
4- أن الله تعالى كما يحيي الأرض بعد موتها، كذلك يلين القلوب بالإيمان والهدى بعد قسوتها من الذنوب والمعاصي، ومعرفة كلام الله وفهم معاني كتابه من أكبر أسباب الإيمان والهدى، قال تعالى: "اعلموا أن الله يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون".


2-ما هي أحسن طرق التفسير؟ وكيف نفسّر ما لا نجده في الوحيين ولا في أقوال الصحابة.

أولا: أصح الطرق وأفضلُها هو تفسير القرآن بالقرآن؛ حيث إن ما يذكره تعالى مجملا في موضع يفسره في موضع آخر.
ثانيا: تفسير القرآن الكريم بالسنة النبوية المطهرة؛ لأنها شارحةٌ للقرآن. والدليل قوله تعالى: "إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما"، وقوله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون"، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه"يعني: السنة.
ثالثا: إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة، رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة؛ فإنهم أدرى بذلك، لما شاهدوا من القرائن والأحوال التي اختصوا بها، ولما لهم من الفهم التام، والعلم الصحيح، والعمل الصالح.
وأخص الصحابة وأولاهم بالأخذ منه: الخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس وزيد بن ثابت، وعبدالله بن عمر ــ رضي الله عنهم أجمعين ـــ.
رابعا: إذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة ولا وجدناه عن الصحابة رضوان الله عليهم= نرجع إلى أقوال التابعين المعروفين بالاهتمام بالتفسير ونقله، كمجاهد بن جبر الذي قال: "عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات، من فاتحته إلى خاتمته، أوقفه عند كل آية منه، وأسأله عنها"، وسعيد بن جبير، وعكرمة مولى ابن عباس، وعطاء بن أبي رباح، والحسن البصري، ومسروق بن الأجدع، وغيرهم من التابعين ثم تابعيهم ومن بعدهم.
ويتنبه إلى أن أقوالهم ليست حجة إلا إذا حصل الإجماع عليها كما ذكر ابن كثير عن شعبة بن الحجاج.
رابعا: التفسير بالرأي إذا عُدم أيٌّ مما سبق، علما بأن التفسير بمجرد الرأي حرام، لقوله صلى الله عليه وسلم: "من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار".
ولو فرض أن القائل في القرآن برأيه ابتداء قد أصاب المعنى الصحيح في نفس الأمر= لكان مخطئا؛ لأنه لم يأتالأمر من بابه.
ولهذا تحرج جماعة من السلف عن تفسير ما لا علم لهم به، كما روى عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال: "أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم؟!
وكما عدَّ عمر رضي الله عنه التساؤل عن معنى الأبّ من التكلف.
وما ورد عن سعيد بن المسيب: أنه كان إذا سئل عن تفسير آية من القرآن، قال: إنا لا نقول في القرآن شيئا.
وقال عبيد الله بن عمر، قال: "لقد أدركت فقهاء المدينة، وإنهم ليعظمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد، وسعيد بن المسيب، ونافع".
وعن محمد بن سيرين: سألت عَبيدة يعني السلماني، عن آية من القرآن فقال: ذهب الذين كانوا يعلمون فيم أنزل القرآن فاتق الله، وعليك بالسداد.
وعن إبراهيم قال: كان أصحابنا يتقون التفسير ويهابونه.

قال ابن كثير: (هذه الآثار الصحيحة وما شاكلها عن أئمة السلف محمولة على تحرجهم عن الكلام في التفسير بما لا علم لهم به؛ فأما من تكلم بما يعلم من ذلك لغة وشرعا، فلا حرج عليه؛ ولهذا روي عن هؤلاء وغيرهم أقوال في التفسير، ولا منافاة؛ لأنهم تكلموا فيما علموه، وسكتوا عما جهلوه، وهذا هو الواجب على كل أحد؛ فإنه كما يجب السكوت عما لا علم له به، فكذلك يجب القول فيما سئل عنه مما يعلمه، لقوله تعالى: "لتبيننه للناس ولا تكتمونه")

3-ما المقصود بالأحرف السبعة، وما الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف.

المقصود بالأحرف السبعة:
اختلف العلماء في المقصود بالأحرف السبعة على أقوال ذكر ابن كثير رحمه الله خمسة منها هي حاصل ما ذكره القرطبي رحمه الله في تفسيره:
القول الأول: أن المراد سبعة أوجه من المعاني المتقاربة بألفاظ مختلفة نحو:أقبل وتعال وهلم.
وهو قول أكثر أهل العلم، منهم سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبو جعفر بن جرير، والطحاوي.
والدليل: حديث أبي بكرة قال: جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: اقرأ على حرف، فقال ميكائيل: استزده فقال: اقرأ على حرفين، فقال ميكائيل: استزده، حتى بلغ سبعة أحرف، فقال: اقرأ فكلٌّ شاف كاف إلا أن تخلط آيةَ رحمة بآية عذاب، أو آية عذاب بآية رحمة، على نحو هلم وتعال وأقبل واذهب وأسرع وعجل".
وعن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: "يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم"يقرؤها: "للذين آمنوا أمهلونا" "للذين آمنوا أخرونا" "للذين آمنوا ارقبونا"، وكان يقرأ: "كلما أضاء لهم مشوا فيه"يقرؤها:"مَرُّوا فيه" "سَعَوا فيه"

القول الثاني: أن القرآن نزل على سبعة أحرف، وليس المراد أن جميعه يقرأ على سبعة أحرف، ولكن بعضه على حرف وبعضه على حرف آخر.
ذهب إلى هذا القول أبو عبيد، واختاره ابن عطية.

القول الثالث: أن لغات القرآن سبع وهي منحصرة في مضر على اختلاف قبائلها خاصة.
والدليل: قول عثمان: إن القرآن نزل بلغة قريش، وقريش هم بنو النضر بن الحارث على الصحيح من أقوال أهل النسب.

القول الرابع: أن وجوه القراءات ترجع إلى سبعة أشياء
1- ما تتغير حركته ولا تتغير صورته ولا معناه مثل: "ويضيقُ صدري" و "يضيقَ"
2- ما لا تتغير صورتهويختلف معناه مثل: "فقالوا ربنا باعِد بين أسفارنا" و "باعَد بين أسفارنا".
3- ما تتغير صورته ومعناه بالحرف مثل: "ننشزها" و"ننشرها".
4- ما تتغير صورته بالكلمة مع بقاء المعنى مثل:"كالعهن المنفوش"، أو "كالصوف المنفوش".
5- تتغير صورته بالكلمة مع اختلاف المعنى مثل: "وطلح منضود" و"وطلع منضود"
6- ما يكون التغيير فيه بالتقدم والتأخر مثل: "وجاءت سكرة الموت بالحق" أو "سكرة الحق بالموت".
7- ما يكون التغيير فيه بالزيادة مثل "تسع وتسعون نعجة أنثى"، "وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين". "فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم".
حكاه الباقلاني عن بعض العلماء.
القول الخامس: أن المراد بالأحرف السبعة معاني القرآن وهي: أمر، ونهي، ووعد، ووعيد، وقصص، ومجادلة، وأمثال.
قال ابن عطية: وهذا ضعيف؛ لأن هذه لا تسمى حروفا، وأيضا فالإجماع أن التوسعة لم تقع في تحليل حلال ولا في تغيير شيء من المعاني، وقال الباقلاني: وليست هذه هي التي أجاز لهم القراءة بها.

الحكمة من نزول القرآن على سبعة أحرف:
هي التخفيف والتيسيرعلى الأمة.
والدليل: ما رواه ابن جرير من حديث أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله أمرني أن أقرأ القرآن على حرف واحد، فقلت: خفف عن أمتي، فقال اقرأه على حرفين، فقلت: اللهم رب خفف عن أمتي، فأمرني أن أقرأه على سبعة أحرف من سبعة أبواب الجنة كلها شاف كاف".
وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل: "إني بعثت إلى أمة أميين فيهم الشيخ الفاني، والعجوز الكبيرة، والغلام، فقال: مرهم فليقرؤوا القرآن على سبعة أحرف".

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 30 جمادى الأولى 1438هـ/26-02-2017م, 09:04 PM
بيان الضعيان بيان الضعيان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 245
افتراضي

"بسم الله الرحمن الرحيم"

إجابة المجموعة الثانية:
1: بيّن فضل القرآن وأهله.
للقرآن ولأهله فضائل كثيرة نذكر منها:
1 _ أنه أفضل كلام وأعظمه وأصدقه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه)).
وقال: (أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله..).

2_ وصف النبي صلى الله عليه وسلم المتعلقين بالقرآن والمتمسكين به بأنهم أهل الله وخاصته فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس)). قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: ((أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)) ".

3_أنه يرفع صاحبه في الدنيا وكذلك في درجات الجنان،كما ورد عن ابن عباس مرفوعا: ((أشرف أمتي حملة القرآن)).
وكما قال نبي الله عليه الصلاة والسلام: ((يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ واصعد، فيقرأ ويصعد بكل آية درجة، حتى يقرأ آخر شيء معه)).

4_أن صاحب القرآن يغتني به عما سواه كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه)).

5_قراءة القرآن سبب لكثرة البركة كما أن تركه سبب لمحقها ،قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن البيت الذي يقرأ فيه القرآن يكثر خيره، والبيت الذي لا يقرأ فيه القرآن يقل خيره)).
وقال : ((إن الرجل الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب)).

6_أنه يشفع لأصحابه يوم القيامة كما قال صلى الله عليه وسلم: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه))، قال: ((فيشفعان)).
وعن عبد الله بن مسعود قال:((إن هذا القرآن شافع مشفع، من اتبعه قاده إلى الجنة، ومن تركه أو أعرض عنه -أو كلمة نحوها- زج في قفاه إلى النار)).

7_ القرآن سبب للهداية إلى الطريق الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من اتبع كتاب الله هداه الله من الضلالة، ووقاه سوء الحساب يوم القيامة، وذلك أن الله عز وجل يقول: {فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى}.

8_الاستماع للقرآن وقراءته من أسباب زيادة الحسنات وكثرة الثواب كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استمع إلى آية من كتاب الله كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورا يوم القيامة)).
وكان يقول: ((يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن، واتلوه حق تلاوته من آناء الليل والنهار، وتغنوه وتقنوه، واذكروا ما فيه لعلكم تفلحون، ولا تستعجلوا ثوابه، فإن له ثوابا)).

2: اذكر أقوال أهل العلم في قراءة القرآن بالألحان المحدثة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((زينوا القرآن بأصواتكم)).
والمراد من تحسين الصوت بالقرآن: تطريبه وتحزينه والتخشع به الباعث على تدبر القرآن وتفهمه والخشوع والخضوع والانقياد للطاعة.
كما روى أبو بردة بن أبي موسى، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو رأيتني وأنا أستمع قراءتك البارحة)). قلت: أما والله لو علمت أنك تستمع قراءتي لحبرتها لك تحبيرا.
فدل على جواز تعاطي ذلك وتكلفه..
أما الأصوات بالنغمات المحدثة والقانون الموسيقائي، فالقرآن ينزه عن هذا، وقد جاءت السنة بالزجر عن ذلك كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرؤوا القرآن بلحون العرب وأصواتها، وإياكم ولحون أهل الفسق وأهل الكتابيين، وسيجيء قوم من بعدي يرجعون بالقرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح، لا يجاوز حناجرهم، مفتونة قلوبهم وقلوب الذين يعجبهم شأنهم)).

وعن أنس بن مالك: أنه سمع رجلا يقرأ القرآن بهذه الألحان التي أحدث الناس، فأنكر ذلك ونهى عنه.

وقد نص الأئمة، رحمهم الله، على النهي عنه، فأما إن خرج به إلى التمطيط الفاحش الذي يزيد بسببه حرفا أو ينقص حرفا، فقد اتفق العلماء على تحريمه.

3: تكلم عن جمع القرآن في العهد النبويّ.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه القرآن ويبلغهم إياه وكانوا يحفظونه منه ولكن تختلف قدراتهم في الحفظ فمنهم من جمعه بصدره كاملا مثل الخلفاء الأربعة ومن ورد ذكرهم في قول أنس :جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة، كلهم من الأنصار؛ أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت.
وثبت بالطرق المتواترة أنه جمع القرآن عثمان، وعلي، وتميم الداري، وعبادة بن الصامت، وعبد الله بن عمرو بن العاص.
وبالإضافه إلى حفظه بالصدور كان الصحابة يكتبون القرآن على الجلود والعظام واللخاف خوفا عليه من النسيان ،ونهاهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يكتبوا عنه شيئا غير القرآن خوفا من اختلاط السنة بالقرآن،لكنه لم يكن مجموعا في مكان واحد بل كان مفرقا حتى جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

رد مع اقتباس
  #21  
قديم 2 جمادى الآخرة 1438هـ/28-02-2017م, 09:49 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة مقاصد مقدّمة تفسير ابن كثير


أحسنتم، سدّد الله خطاكم.

المجموعة الأولى:


1: إشراقة جيلي محمد أ
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: المطلوب بيان فضل تفسير القرآن، وليس بيان فضل القرآن.

2: عباز محمد أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

3: زينب الجريدي أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: فاتك بيان الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف.

4: محمد عبد الرازق جمعة أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: فاتك بيان الحكمة في نزول القرآن على سبعة أحرف.

5: فاطمة أحمد صابر أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: لو فصّلتِ أكثر في بيان التيسير.

6: إيمان شريف أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك، وأثني على اجتهادك.
ج1: المطلوب بيان فضل تفسير القرآن، وليس بيان فضل القرآن.

7: محمد شمس الدين فريد أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثانية:



8: رقية عبد البديع أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.

9: بيان الضعيان أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
- خصمت نصف درجة على التأخير.


المجموعة الثالثة:



10: مريم عادل المقبل ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: الكلام عن جمع القرآن في عهد أبي بكر فيه عدّة مسائل يجب فصلها وترتيبها وبيانها، لا أن نتكلم بكلام عامّ، فنتكلّم عن سبب جمع أبي بكر وغرضه من هذا الجمع، والمكلّف بالجمع، وطريقة الجمع، وموقف الصحابة منه، ومصير مصحف أبي بكر.
ج3: الجواب فيه إجمال وإبهام، إذ لابد من ذكر الحديث الذي استدلّ به للقول الثاني.

11: مها الحربي ب

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: كلامك مختصر جدا، ويجب التفصيل بذكر أصحاب حجة كل قول والراجح منهما.

12: مها محمد أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك سدادا وتوفيقا.

13: حليمة محمد أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك من فضله.

14: لولوة الحمدان أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك وزادك سدادا.

15: منال أنور أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج2: الذي رجّحه ابن كثير في معنى التغنّي بالقرآن هو تحسين الصوت وتحزينه للأدلّة الواردة، وإن كان معنى الاستغناء به معنى صحيحيحا في نفسه لكن تبعد دلالة اللفظ عليه.
ج3: اختصرتِ مناقشة القول الأول.


المجموعة الرابعة:


16: مروة كامل أ+
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنتِ واستوفيتِ، والأفضل أن تصيغي الجواب في صورة مسائل مرتّبة مفصّلة، ولعلك تراجعين أفضل تلخيص لمسألة جمع القرآن في مجلس القسم الأول.


17: فداء حسين أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: نفس الملحوظة في التصحيح السابق.

18: هدى محمد صبري أ+

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج1: أحسنتِ، والمسألة الأولى نفسها فيها عدّة مسائل.

19: غيمصور جواهر الحسن أ

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
ج3: بقي الكلام عن النوع الآخر من النسيان وهو النسيان الطبعي الذي قد يحصل دون أن يكون هناك تفريط في معاهدة القرآن، فهذا لا إثم على العبد فيه.



رزقكم الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:06 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir