دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > صفحات الدراسة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 22 صفر 1436هـ/14-12-2014م, 03:11 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
تكليف دورة أنواع المؤلفات في علوم القرآن الكريم :

إجمالي الدرجات = 92 / 100

الأسئلة

(21 / 24 ) السؤال الأول : أكمل ما يلي :

1: المراد بعلوم القرآن من حيث :
الإطلاق اللغوي : كل العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم
المعنى الخاص : هو أبحاث كلية تتعلق بالقرآن الكريم من نواحى شتى يصلح كل مبحث منها أن يكون علما مستقلا

2: أقسام التآليف في علوم القرآن من حيث المصدر ثلاثة هي :
أ: كتب ومؤلفات تضمنت بعض مسائل هذا العلم مثل كتب الحديث والفقه [والتفسير والعقيدة وأصول الفقه]
ب: الكتب الموسوعية في علوم القرآن الكريم
ج: كتب أفردت نوعا من أنواع علوم القرآن الكريم كالناسخ والمنسوخ وأسباب النزول


3: من أوائل الكتب التي جمعت أنواع علوم القرآن كتاب البرهان في علوم القرآن للإمام الزركشي [
فنون الأفنان في عجائب علوم القرآن؛ لابن الجوزي] .
4: من أهم الكتب المؤلفة في الناسخ والمنسوخ :
أ: الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم لأبو عبيدة القاسم بن سلام
ب: كتاب الإيضاح في الناسخ والمنسوخ لمكي بن أبي طالب
ج: النسخ في القرآن الكريم لمصطفى زيد


(22 / 24 ) السؤال الثاني : أجب عما يلي :
1: بيّن أهمية معرفة أنواع المؤلفات في علم من العلوم.
- تفيد طالب العلم في اختيار ما يناسبه والأمثل لمستواه وحاجته
- تقديم الفاضل على المفضول وسعة القراءة والتحصيل في وقت وجيز
- معرفة الشبه والانحرافات في بعض الكتب والمنهج الصحيح لضبط العلم
- [البحث العلمي] .

2: يمكن حصر مباحث علوم القرآن إلى ثمانية نواحٍ ؛ اذكرها .
حقيقة القرآن - مصدره - نزوله - حفظه - نقله - بيانه أو تفسيره - لغته وأساليبه - أحكامه
3: اذكر سبب كثرة التأليف في علوم القرآن في العصر الحديث.
ذلك لأن علوم القرآن صارت علما مستقلا مقررا في الجامعات فأفردت له الكتب وتعددت

(16 / 16 ) السؤال الثالث : بين أهم ما تمتاز به المؤلفات التالية :
1: المقدمات الأساسية في علوم القرآن للدكتور عبد الله الجديع.
أحسن الكتب تحريرا وتحقيقا وترتيبا جمع فيه بين حسن الترتيب والتحقيق للمسائل والإشكالات وحرص على تخريج الآثار والروايات والأحاديث التى وردت في علوم القرآن
2: إتقان البرهان في علوم القرآن للشيخ فضل حسن عباس.
امتاز بحسن التحرير ومناقشة الأقوال التى يوردها أهل العلم وتحليلها والرد على الأشياء التى فيها ضعف ويستعرض ما ذكره العلماء في كل موضوع وينبه الى الجيد ويرد على الضعيف كل ذلك بلغة علمية حوارية مقنعة فيرد على الشبهات والأقوال الباطلة بأسلوب شيق


(16 / 16 ) السؤال الرابع : بين أهم المؤاخذات على المؤلفات التالية :
1: الزيادة والإحسان في علوم القرآن لابن عقيلة المكي.
هو غير محرر فلا يحذر ولا يحقق الضعيف والباطل من الآثار فهو يرجع إلى مصادر كثيرة تحتاج إلى تمحيص وذكر أشياء بدعية لا تليق منقولة من كتب الصوفية الغلاة ولم يحكم ببطلانها ولم يبين رأيه في أي مسألة مما ذكر وإن كانت مشهورة
2: أسباب النزول للواحدي.
فيه الكثير من الأسانيد المنقطعة والضعيفة

( 17 / 20 ) السؤال الخامس :
1: اذكر الفرق بين كتاب البرهان للزركشي وكتاب الإتقان للسيوطي مع بيان أهم الرسائل التي صدرت في المقارنة بينهما؟
اتفق الكتابان في 39 نوعا وانفرد الزركشي بثمانية أنواع لم تذكر في السيوطي كما أنه يتعلق بالمسائل اللغوية أكثر
وانفرد السيوطي ب18 نوع غير أن الكثير منها مجمل في الزركشي وهو فصلها لأنواع ثم إن بها عدة مسائل متكلفة واعتمدت على آثار لم تثبت وأحاديث لم تصح وكان يمكن جمعها لبعض والاستغناء عن بعضها
ومن أهم الرسائل التى صدرت في المقارنة بينهما رسالة علمية كتبها الباحث حازم السعيد حيده عنوانها ( علوم القرآن بين الإتقان والبرهان )
2: اذكر مميزات كتاب مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني وأهم ما أُخِذ عليه ، مع بيان أهم الرسائل التي صدرت لدراسته وتقويمه ؟
تميز باقتصاره على الموضوعات الرئيسية في علوم القرآن وهو أعم وأشمل من كتاب الجزائري وكتاب الفرقان وأصبح مرجعا لطلاب العلم وتميز أيضًا بالرد على الشبهات بتوسع وخاصة شبهات المستشرقين التى انتشرت في ذلك الوقت
أين أهم ما أخذ عليه ؟
من أهم الرسائل التى صدرت لتقويمه رسالة ماجستير للشيخ خالد السبت اسمها ( مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني دراسة وتقويم )

إجمالي الدرجات = 92 / 100
جزاكِ الله خيرا ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #27  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 05:17 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل أحكام المصحف

أولًا : الإجابة على الأسئلة :
1: ما معنى المصحف والربعة والرصيع؟
المصحف هو الجامع للصحف المكتوبة بين الدفتين
الربعة هي جونة العطار وصندوق أجزاء المصحف
الرصيع هو زر عروة المصحف

يجب الإشارة إلى مصادر الأقوال، ومن قال بها
9/10

2: ما حكم من استخفّ بالمصحف أو تعمّد إلقاءه في القاذورات؟
اتفق المسلمون على أنه من فعل ذلك كافر مباح دمه
نفس الملاحظة السابقة، من قال
بذلك؟ النووي في التبيان، وابن تيمية في الفتاوى
8/10

3: ما يُصنع بالأوراق البالية والمتقطّعة من المصحف؟

اختلفت الأقوال في ذلك فمنهم من يرى دفنه كما ذكر في أثر إبراهيم النخعي ويكره ذلك حال تعرضه للوطء بالأقدام كما ذكر الإمام أحمد
ومنهم من قال يغسل بالماء كما ذكر الحليمي ومنهم من كره ذلك
ومنهم من قال بحرقه كما فعل عثمان رضى الله عنه ومنهم من كره ذلك كالنووي
10/10
الدرجة: 27/30
بارك الله فيك وأحسن إليك

رد مع اقتباس
  #28  
قديم 23 صفر 1436هـ/15-12-2014م, 05:42 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل آداب التلاوة :
أولا :إجابة الأسئلة

س1: بيّن أهميّة الإخلاص في تلاوة القرآن.
الإخلاص شرط لازم لقبول كل العبادات والقرآن هو كلام الله تعالى وجب علينا تعظيمه والقيام بحقه والإخلاص فيه تلاوة وعملا وقد ورد الأمر بذلك
كما وردت الأدلة الكثيرة من الأحاديث الشريفة على ذم من تعلم القرآن وعلمه يبتغي به غرضا من أعراض الدنيا

وورد الحديث في أن أول من تسعر بهم النار رجل قرأ القرآن ليقال عنه قارىء
وورد النهى والوعيد عمن تعجل أجر تلاوة القرآن وعدم الإخلاص فيه
فلزم من ذلك ابتغاء وجه الله والأجر عند الله بتلاوة القرآن وتعلمه والعمل به للنجاة من عذاب الله والفوز والفلاح في الدنيا والآخرة

الإجابة صحيحة لكنها مختصرة، والسؤال: بين أهمية الإخلاص في تلاوة القرآن.
يجب أن يكون تبيينك مدعم بالدليل، ما دليلك أن الإخلاص مهم؟
أقول: تتضح أهمية الإخلاص في تلاوة القرآن من خلال:
- ورود الأحاديث والآثار الدالة على وجوبه، ومثالها ....
- ورود الأحاديث والآثار المتضمنة للوعيد الشديد وا
لذم لمن لمن يخلص، ومثالها...
- الآثار الحسنة على صاحبه في الدنيا، وما فيها من حث على التحلي به، ومثالها ....
- الآثار السيئة لتركه، وما فيها من التح
ذير منه، ومثالها ....
(قد تكلم الآجري رحمه الله عن العنصرين الأخيرين)
من مجموع الكلام عن تلك الجوانب المتنوعة تتبين لنا وبوضوح أهمية الإخلاص
وكما رأيت أختي، فليس المطلوب في المسألة هو مجمل القول فيها، إنما عرض لجميع الأقوال الواردة في المسألة باختصار ودون إخلال المطلوب.
8/10

س2: ما حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها في الصلاة وخارجها؟
اختلفت الأقوال في صحة بعض الأحاديث الواردة في ذلك فمنها الضعيف ومنها الصحيح يجب الإشارة إليها أو إلى بعضها
والراجح والله أعلم أن لا حرج في ذلك خارج الصلاة حال التلاوة أو السماع
وإنما الخلاف في الشهادة في الصلاة وقد رجح الشيخ بن عثيمين رحمه الله مسألة التعوذ عند ذكر النار وسؤال الله الجنة في النفل سنة دون الفرض لفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا
كما رجح إجابة الأسئلة بقول بلى وذلك في النفل والفرض إن لم يشغل المأموم عن متابعة الإمام فهو جائز

ليس السؤال عن الراجح في المسألة فقط
بل عند الحديث عن الحكم الشرعي في مسألة، يجب إيراد جميع الأقوال، ومن قال بها، وحجة كل قول، وعلته إن وجدت، ثم الترجيح بينها، مع الإشارة إلى المصادر.
وتنظيم إجابة المسألة يفيد الطالب كثيرا في رسوخ المسألة وسهولة استرجاعها، ولو تأملت الموضوع لوجدت أنه تعرض للمسألة من عدة جوانب:
أولا: الأحاديث والآثار الدالة على ورود الشهادة للآيات وجواب أسئلتها
ثانيا: حكم الشهادة للآيات وجواب أسئلتها خارج الصلاة
ثالثا: حكمها في الصلاة
- من قال بالجواز
من استحبها في الفرض والنفل على السواء
من استحبها في النفل دون الفرض
حكمها للمأموم
- من قال بالمنع
وإجابتك قد استوفت الكلام عن بعض
هذه الجوانب، وليس كلها، لذا كان تنظيم العناصر مهم حتى لا يفوتك شيء منها.
8/10


س3: ما يصنع من سلّم عليه وهو يقرأ؟
يرد السلام عليه لأن رد السلام واجب ثم يتعوذ بالله ويكمل قرائته
نفس الملاحظة السابقة، يجب الإشارة إلى القول الآخر، ومن قال بهما، وحجة كل قول، ثم الترجيح
9/10
الدرجة: 25/30
بارك الله فيك وأحسن إليك

رد مع اقتباس
  #29  
قديم 25 صفر 1436هـ/17-12-2014م, 12:37 AM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
تكليف دورة تاريخ علم التفسير :

الأسئلة
إجمالي الدرجات = 89 / 100
(16 / 16)
السؤال الأول: أكمل ما يلي:
(أ) التفسير الإلهي على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: تفسير القرآن بالقرآن
النوع الثاني: تفسير القرآن بالحديث القدسي
النوع الثالث: تفسير القرآن بدلالة الوحى ينزل على الرسول صلى الله عليه وسلم

(ب) الأحاديث النبوية التي يوردها المفسرون في تفاسيرهم على نوعين:
النوع الأول: أحاديث تفسيرية تتضمن معنى الآية بالنص ومثاله : تفسير قوله تعالى ( يوم يكشف عن ساق ) بحديث أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم
النوع الثاني: أحاديث يؤخذ منها معنى التفسير بنوع من الاجتهاد ومثاله: تفسير ابن عباس لمعنى اللمم من قهمه لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( إن العين تزني وزناها النظر ... )

) ممن كتب التفسير عن ابن عبّاس رضي الله عنهما:
1 - مجاهد بن جابر
2- سعيد بن جبير
3- أربدة التميمي
(د) ممّن عرف برواية الإسرائيليات من التابعين وتابعيهم:
1- سعيد بن جبير
2- قتادة
3- محمد بن إسحاق بن يسار
(هـ) من أهم تفاسير القرن الثامن الهجري:
1: كتاب الإنصاف في الحكم بين الكشاف والإنتصاف لعبد الكريم العراقي
2: مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي
3: غرائب القرآن ورغائب الفرقان للنيسابوري

(12 / 16) السؤال الثاني: أجب عمّا يلي:
1: ما هي ضوابط صحّة تفسير القرآن بالقرآن؟
أن تصح دلالته على التفسير بصراحة النص ودلالته على أنه مراد الله عز وجل وأما ما كان من اجتهاد فلا يحكم بأنه تفسير القرآن بالقرآن
وأن لا يتضمن معنى باطلا في نفسه أو يخالف لدليل صحيح في كتب أهل السنة والإجماع فإن خالف فهو باطل وإن ادعي صاحبه أنه تفسير القرآن بالقرآن
2: كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يبيّن ما أنزل الله إليه في الكتاب؟
1- بيان بتلاوته صلى الله عليه وسلم فقد كان يخاطب العرب بلسانهم العربي المبين فيفهمون مراده ومنهم من يخشع ويهتدي ومنهم من تكبر وأعرض
2- بيان بدعوته صلى الله عليه وسلم وتوحيده لله يصدق ما يتلوه من كتاب الله
3- بيانه بالعمل به وتفصيل ذلك في السنة النبوية
4- بيانه عن طريق الإخبار عن أمور لا تدرك بدلالة اللغة وإنما تدرك بالحى من عند الله تعالى
5- بيانه بالرد على أسئلة المشركين والمؤمنين وأهل الكتاب فيبين ذلك

3: ما مراد الإمام أحمد بقوله: (ثلاثة ليس لها أصل: التفسير والملاحم والمغازي)؟
يريد بها التفاسير الشائعة في عصره الضعيفة الإسناد والتى تسترسل في الكلام بلا أصل ولا دليل ولا يميزون فيها بين الضعيف والصحيح
4: ما هي أسباب الرواية عن الضعفاء في كتب التفسير؟
[لا توجد إجابة]
لأمرين:
1: أن ذلك من باب استيعاب ما قيل في تفسير الآية، وقد يكون فيه ما يُشكل، فيذكرونه للإلمام بما قيل في تفسير الآية.
2: ولأن في بعض ما قالوه وجه حسن في تفسير الآية، ولا يتوقف ذلك على صحة الرواية.

(9 / 9) السؤال الثالث:
1: بيّن منزلة تفسير الصحابة رضي الله عنهم.
هم أعلم الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم إذ رافقوه في أحواله كلها العامة والخاصة كما كانوا يسألونه عن كل شىء مما أشكل عليهم وكان يبين لهم صلى الله عليه وسلم
وتميزوا أيضًا بلسانهم العربي الفصيح وسلامته من لغة العجم مما كان له الأثر في فهم كتاب الله
كان لهم حسن فهم فهم أهل خشية وإنابة وقد وعد الله أهل الخشية والإنابة بفهم القرآن والهداية وهم أحق الناس بذلك
كان لهم علم بالقراءات والأحرف السبعة والتى لم يبلغنا منها غير ما صح سنده منها

2: كيف كان الصحابة رضي الله عنهم يتدارسون معاني القرآن؟
1- بطريقة السؤال والجواب
2- بتصحيح الخطأ لمن يلاحظ عليه الفهم الخاطىء للآيات

3: اذكر أربعة ممن عرفوا برواية التفسير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
القامة /
علقمة والأسود والحارث بن قيس وعمرو بن شرحبيل

(8 / 9)
السؤال الرابع: لخّص بدايات تدوين التفسير في نقاط من أول ما بدأ تدوين التفسير إلى عصر ابن جرير الطبري.
- كان التفسير يتلقّى في مجالس العلم، ولم يكن يدوّن في كتب ولا صحائف.
-وإنما يفسّر المفسّر في مجلس تفسيره ويحفظ أصحابه ما يحفظون، كما كان في مجلس ابن عباس، كان يفسر في مجالسه ويجيب من يسأله، وكذلك كان ابن مسعود يفسّر ويجيب من يسأله، وكذلك غيرهم ممن لهم عناية بالتفسير من الصحابة والتابعين يفسّرون ولا يكتبون.
-ثم دوّنت صحف متفرقة في التفسير، كان يدوّن فيها التفسير تدوينًا يسيرًا، يُعزّى فيه بالرواية إلى صاحبه، وهكذا بدأ التدوين شيئًا فشيئًا.

- إلى عصر الإمام أحمد لم تذكر تفاسير محررة تحريرا علميًا بل كانت صحف متفرقة كثر عددها مثل ما ذكر عن تفاسير الإمام مالك وأبو عبيدة القاسم وأبو بكر بن شيبة
- ثم ظهرت عدة كتب للتفسير ولكنها غير مكتملة مثل الكوشي وله تفسير طبع منه قطع نقل عنه ابن كثير والسيوطي ومحمد بن إسماعيل البخاري والإمام مسلم ومحمد بن إدريس ووالده أبي حاتم ومحمد بن عيسى الترمذي
- في ذلك الوقت اكتمل تفسير ابن مخلد الأندلسي وقد أثنى عليه ابن حزم وظهر الحسين بن الفضل وقد أكثر الثعلبي في النقل عنه غير أن تلك التفاسير مفقودة
- في أواخر القرن الثالث الهجري ظهر تفسير أحكام القرآن مثل كتاب ابو اسحاق اسماعيل ابن اسحاق المالكي
-فكانت كتب التفسير إلى نهاية هذا القرن على ثلاث أنواع:
تفاسير المحدثين والأئمة وكان اعتناؤهم بالمرويات
تفاسير القصاص وكانوا يدخلون فيها المرويات من الإسرائيليات والأخبار الباطلة والمرسلة كتفسير مقاتل والكلبي والضحاك
التفسير المقتصر على أحكام القرآن، كتفسير الجهضمي

- في القرن الرابع الهجري ظهر النسائي وله كتب في فضائل القرآن وله كتاب السنن الكبري استخرج منه كتب تفسير القرآن وبعده إبراهيم بن اسحاق بن يوسف ذكر أن له تفسير كبير
- ثم ظهر تفسير ابن جرير الطبري

(24 / 25)
السؤال الخامس: بيّن أهمّ ما تمتاز به التفاسير التالية:
(1) تفسير ابن جرير الطبري.
كان له منهج حسن في الموازنة بين الأقوال وترجيح بعضها على بعض وتمييزها ثم إذا كان هناك خلاف في مسألة ذكر أدلة أصحاب القول الأول وأدلة القول الثاني ويظهر علمه بأصول التفسير والفقه والأحكام والعربية وغير ذلك
(2) تفسير ابن عطيّة الأندلسي.
بارع في إعمال أصول التفسير ونقد الأقوال والترجيح بينها
(3) معاني القرآن للزجاج.
كتابه أوسع الكتب في معاني القرآن وتفسيره أكبر من الفراء
والزجاج من أهل السنة، من أئمة اللغة فهو من كبار اللغويين.
(4) تفسير الثعلبي.
جامع لتفاسير عدة ومنها المفقود فهو مرجع هام جدا لكثير من المفسرين كما له تلخيص حسن يروى الكثير من الأحاديث والآثار
(5) أضواء البيان للشنقيطي
من أفضل التفاسير

(20 / 25)
السؤال السادس: بيّن أهمّ المؤاخذات على التفاسير التالية:
(1) الكشاف للزمخشري.
هو معتزلي متشدد سليط اللسان على أهل السنة وله كثير من التأويلات الخاطئة التى توافق اعتقاده والتى انتشرت في كتب المفسرين
(2) التفسير الكبير للرازي.
ينتقد عليه انتهاجه طريقة المتكلمين وضعف معرفته بالحديث وضعف معرفته بالقراءات
(3) النكت والعيون للماوردي.
أخطأ في ذكر الأقوال دون إسناد واتبعه في ذلك المفسرين ونقلوا عنه كما زاد كثير من الأوجه التى فيها تكلف كانت أولى ألا تذكر ويأخذ عليه أيضًا تأثره بالمعتزلة في بعض الأصول
(4) تفسير الثعلبي.
يجمع بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة ويذكر الكثير من الإسرائيليات ويروى عدد من الموضوعات بدون تمييز ولا تبيين
(5) تنوير المقباس.
[لا توجد إجابة]
ما فيه من الروايات هو من طريق ما رواه الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، والكلبي متهم بالكذب، وقد أقرّ أن كل ما رواه عن أبي صالح عن ابن عباس فهو كذب، بل ربما ظهر للكلبي وجه في التفسير فيسنده لابن عباس، وروى عن الكلبي السدي الصغير محمد بن مروان وقد جمع هذه الروايات المجد الفيروزآبادي في كتابه التنوير المقباس من هذه الطريق الواهية، فكلّ ما فيه كذب، ولا يصح عن ابن عباس.
إجمالي الدرجات = 89 / 100
جزاكِ الله كل الخير ، ونفع بكِ .

رد مع اقتباس
  #30  
قديم 29 صفر 1436هـ/21-12-2014م, 04:05 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
فهرسة مسائل أحكام المصحف
ثانيًا تلخيص موضوع ترتيب المصحف هنا
http://jamharah.net/showthread.php?t=25505#.VHcOvcmf3IV


عناصر الموضوع :
1- إجماع أهل العلم على أن ترتيب آيات القرآن في السور
كان عن توقيف من النبى صلى الله عليه وسلم وبنصه على ذلك
-قول أبو بكر ابن الأنباري :
( ومن أفسد نظم القرآن فقد كفر به ورد على محمد صلى الله عليه وسلم ما حكاه عن ربه تعالى )هذه مسألة منفصلة عن القول بالإجماع، وهي: حكم من خالف ترتيب الآيات في سور القرآن
- قول مكى وغيره :
( ترتيب الآيات فى السور هو من النبى صلى الله عليه وسلم , ولما لم يأمر فى أول براءة تركت بلا بسملة ) .

- قول القاضى عياض ونقله عنه الحافظ فى الفتح :
(لاخلاف أن ترتيب آيات كل سورة على ما هى عليه الآن فى المصحف توقيف من الله تعالى , وعلى ذلك نقلته الأمة عن نبيها صلى الله عليه وسلم )

- قول الزركشى فى البرهان :
( فأما فى كل سورة ووضع البسملة فى أوائلها فترتيبها توقيفى بلا شك ولا خلاف فيه , ولهذا لا يجوز تعكيسها ) .
-قول السيوطى فى الإتقان :
( الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفى لا شبه فى فى ذلك , أما الأجماع فنقله غير واحد , منهم الزركشى فى البرهان , وأبو جعفر بن الزبير فى مناسباته , وعبارته ترتيب الآيات فى سورها واقع بتوقفيه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف فى هذا بين المسلمين ).

- قول الشيخ الزرقانى فى المناهل :
( انعقد إجماع الأمة على ترتيب آيات القرآن الكريم على هذا النمط الذى نراه اليوم بالمصاحف كان بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى , وأنه لا مجال للرأى والأجتهاد فيه , بل كان جبريل ينزل بالآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آيه من سورتها , ثم يقرؤها النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه , ويأمر كتاب الوحى بكتابتها معينا لهم السورة التى تكون فيها الآية , وموضع الأية من السورة . وكان يتلوه عليهم مرارا وتكرارا فى صلاته وعظاته وفى حكمه وأحكامه . وكان يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه به فى العام الأخير مرتين , كل ذلك على الترتيب المعروف لنها فى المصاحف , وكذلك كان من حفظ القرآن أو شيئا منه من الصحابة حفظه الآيات على هذا النمط , وشاع وذلك وذاع وملأ البقاع والأسماع , يتدارسونه فيما بينهم , ويقرأونه فى صلاتهم , ويأخذه بعضهم عن بعض , ويسمعه بعضهم من بعض بالترتيب القائم الآن , فليس لواحد من الصحابة والخلفاء الراشدين يد ولا تصرف فى ترتيب شئ من آيات القرآن الكريم , بل الجمع الذى كان على عهد أبى بكر لم يتجاوز نقل القرآن من العسب واللخاف وغيرها فى صحف , والجمع الذى كان على عهد عثمان لم يتجاوز نقله من الصحف فى مصاحف وكلا هذين كان وفق الترتيب المحفوظ المستفيض عن النبى صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى . أجل انعقد الإجماع على ذلك تاما لا ريب فيه )

قد أكثرت الحديث عن العنصر، وكان يكفيك منه أن تشيري إلى إجماع أهل العلم على أن ترتيب الآيات توقيفي، و
ذكر من نقل الإجماع عنهم، ولا بأس بالاستشهاد بنص واحد من كلامهم وليس كله.

2- الأحاديث الدالة على أن ترتيب الآيات توقيفي :
- حديث عثمان بن أبي العاص
أخرجه الإمام أحمد فى المسند عن عثمان بن أبى العاص , قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره , ثم صوبه , ثم قال : " أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى).
- حديث عمر رضى الله عنه
أخرجه الإمام أحمد وغيره من حديث عمر رضى الله عنه وسؤاله النبى صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وفيه : " تكفيك آية الصيف التى نزلت فى آخر سورة النساء "
- حديث بن عباس رضى الله عنه
أخرج ابن الأنبارى بسنده عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ )
فقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها فى رأس ثمانين ومائتين من البقرة "

قال القرطبى فى تفسيره : ( وحكى مكى أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " جاءنى جبريل فقال : اجعلها على رأس مائتين وثمانين من البقرة " . قال القرطبى : ( وروى أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه قال : " اجعلوها بين آية الربا وآية الدين " ).
- حديث بن مسعود رضى الله عنه
وأخرج أحمد والشيخان من حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه " .
- دلائل من السنة الفعلية لقراءة الرسول صلى الله عليه وسلم :
قال السيوطى فى الإتقان : ( ومن النصوص الدالة على ذلك إجمالا ما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم لسورةعديدة كسورة البقرة و آل عمران والنساء فى حديث حذيفة والأعراف فى صحيح البخارى أنه قرأها فى المغرب , وقد أفلح , روى النسائى أنه قرأها فى الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سلعة فركع والروم . روى الطبرانى أنه قرأها فى الصبح , والم تنزيل , وهل أتى على الإنسان روى الشيخان أنه كان يقرأهما فى صبح الجمعة , وق فى صحيح مسلم أنه كان يقرؤها فى الخطبة , والرحمن فى المستدرك وغيره أنه قرأها على الجن , والنجم فى الصحيح أنه قرأها بمكة على الكفار وسجد فى آخرها , واقتربت عند مسلم أنه كان يقرأ بهما فى صلاة الجمعة والصف فى المستدرك عن عبد الله بن سلام أنه قرأها صلى الله عليه وسلم قرأها عليهم حين أنزلت حتى ختمها , فى سور شتى من المفصل تدل على قراءته صلى الله عليه وسلم لها بمشهد من الصحابة أن ترتيب آياتها توقيفى , وما كان الصحابة ليرتبوا تريبا سمعوا النبى صلى الله عليه وسلم يقرأ على خلافه فبلغ ذلك مبلغ التواتر ).
3- المأثور عن الصحابة فى كون ترتيب الآيات توقيفيا :
- رواية زيد بن ثابت
أخرجه الإمام أحمد وغيره عن زيد بن ثابت رضى الله عنه فى قصة جمع القرآن قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) . قال البيهقى : ( وهذا يشبه أن يكون المراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة فى سورها , وجمعها فيها بإشارة النبى صلى الله عليه وسلم ).
- رواية ابن الزبير
أخرج البخارى عن ابن الزبير قال : ( قلت لعثمان : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " )
قد نسختها الآية الأخرى فلم تكتبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخى لا أغير شيئا من مكانه ).
وذكره البخارى فى موضع آخر بلفظ : ( قال ابن الزبير : قلت لعثمان هذه الأية فى البقرة : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وأَزْوَاجاً ) إلى قوله : (غَيْرَ إِخْرَاجٍ) قد نسختها الأخرى فلم تكتبها ؟ قال : تدعها يا ابن أخى , لا غير شيئا من مكانه ) . قال الحافظ بن حجر : ( وفى جواب عثمان هذا دليل على أن ترتيب الآى توقيفى , وكأن عبد الله بن الزبير ظن أن الذى ينسخ حكمه لا يكتب , فأجابه عثمان بأن ليس بلازم والمتبع فيه التوقيف ). إلى أن قال : ( وهذا الموضع مما وقع فيه الناسخ مقدما فى ترتيب التلاوة على المنسوخ . وقد قيل أنه لم يقع نظير ذلك إلا هنا , وفى الأحزاب على قول من قال أن إحلال جميع النساء هو الناسخ وسيأتى البحث فيه هناك إن شاء الله تعالى , وقد ظفرت بمواضع أخرى ) . ثم سرد الحافظ ذكر المواضع المشار إليها , وقد آثرت إثباتها فى الحاشية ليطلع عليها من رامها .


4- شبهة في سورة براءة وتفنيدها :

قال السيوطى فى الإتقان : ( نعم يشكل على ذلك ما أخرجه ابن أبى داود فى المصاحف من طريق محمد بن إسحاق عن يحى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : " أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقال : أشهد أنى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما . فقال عمر : وأنا أشهد , لقد سمعتها . ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها "
قال بن حجر : ( ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم , وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف )
قال السيوطى : ( قلت يعارضه ما أخرجه ابن أبى داود أيضا من طريق أبى العالية عن أبى كعب أنهم جمعموا القرآن , فلما انتهوا إلى الآية التى فى سورة براءة : " ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون" ظنوا أن هذا آخر ما أنزل , فقال أبى : " إن رسول صلى الله أقرأنى بعد هذا آيتين : " َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة ") فأثر بن كعب هذا نص على كون الآيتين المذكورتين قد وضعتا فى مكانهما من سورة " براءة " وأن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا , وعلى مثله انعقد الإجماع , فيندع الإشكال الناجم عما عارض الإجماع لكونه مضطربا , ولأن ما عارض الإجماع معارض للقاطع , وما عارض القاطع كان ساقطا .

5- دعوة المستشرقين الباطلة : (تؤخر الاستطرادات في نهاية الملخص، ولا تنسخ، بل يشار إليها باختصار)
بث المستشرقون دعوة إلى إعادة ترتيب القرآن حسب نزول الآيات كخطوة منهم فى سبيل إفساد النظم القرآنى , ورغبه منهم فى طمس معالم إعجازه , وما ذلك منهم بعجيب , إذ هم الأعداء الذين تكن صدورهم الضغينة لإسلام وأهله , وغاية ما يتمنون أن تقطع كل رابطة تربط المسلمين بقرآنهم إيقانا منهم بأن عز المسلمين وتآخيهم رهن ببقاء هذا القرآن كأعظم آصرة تربط بين أبناء الإسلام حتى تفشل إذا فشل المستشرقون فى بلوغ مرامهم أو كادوا بسبب نظرة المسلمين إلى كل ما يصدر عنهم , وحذرهم البالغ من كل فكر يطبع بطابعهم كيف ولا وهم العدو المتربص والحاقد المترصد , لجأوا إلى اتخاذ واسطة ممن ينتس إلى الإسلام , أو يحسب عليه ليقوم بنقل سمومهم وتمرير أغراضهم الخبيثة من مثل صاحب كتاب ترتيب سور القرآن الكريم حسب التبليغ الإلهى بزعمه , والذى تصدت له غير جهة إسلامية كدار الإفتاء بلبان , ورابطة العالم الإسلامى وغيرهما من كل جهة إسلامية رسمية كانت أو فردية نذرت نفسها للذود عن هذا الدين ومقوماته , والتصدى لكل مفسد , وإفشال كل مخطط يرمى إلى الإضرار با لإسلام وأهله.

( عناصر باقي الموضوع فقط )

6- الخلاف بين أهل العلم في ترتيب سور القرآن على ثلاث أقوال
القول الأول
:أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم إنما كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم .
القول الثاني:أن ترتيب السور كلها توقيفى بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم , كترتيب الآيات , وأنه لم توضع سورة فى مكانه إلا بأمر منه صلى الله عليه وسلم
القول الثالث: أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم , وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة .

7- ال
منتسبين للأقوال الثلاثة ورواياتهم
8- الأدلة والحجج في الأقوال الثلاثة
9- مناقشة الأدلة والراجح فيها
10- حكم التنكيس في تلاوة القرآن في الآيات
11- حكم التنكيس في تلاوة القرآن في السور
12- حكم التنكيس في التلاوة حال الصلاة




خلاصة ما تقدم :

أولا :ترتيب الآيات :

1- أجمع أهل العلم على أن ترتيب آيات القرآن في السور كان عن توقيف من النبى صلى الله عليه وسلم وبنصه على ذلك
2- كان جبريل ينزل بالآيات على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرشده إلى موضع كل آيه من سورتها , ثم يقرؤها النبى صلى الله عليه وسلم على أصحابه , ويأمر كتاب الوحى بكتابتها معينا لهم السورة التى تكون فيها الآية , وموضع الأية من السورة .
3- كان يتلوه عليهم مرارا وتكرارا فى صلاته وعظاته وفى حكمه وأحكامه .
4- كان يعارض به جبريل كل عام مرة , وعارضه به فى العام الأخير مرتين , كل ذلك على الترتيب المعروف لنا فى المصاحف
5-و كان من حفظ القرآن أو شيئا منه من الصحابة حفظه بنفس الترتيب وكانوا يتدارسونه فيما بينهم , ويقرأونه فى صلاتهم , ويأخذه بعضهم عن بعض , ويسمعه بعضهم من بعض بالترتيب القائم الآن
6- الجمع الذى كان على عهد أبى بكر لم يتجاوز نقل القرآن من العسب واللخاف وغيرها فى صحف والجمع الذى كان على عهد عثمان لم يتجاوز نقله من الصحف فى مصاحف وكلا هذين كان وفق الترتيب المحفوظ المستفيض عن النبى صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى
7- ثبت ذلك بأدلة كثيرة من الأحاديث
القولية والفعلية , وجملة من الآثار عن الصحابة رضى الله عنهم أجمعين

ثانيا : ترتيب السور :
1- اختلف العلماء على ثلاثة أقوال
الأول :أن ترتيب السور على ما هو عليه الآن لم يكن بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم إنما كان باجتهاد من الصحابة رضوان الله عليهم .
والثاني : أن ترتيب السور كلها توقيفى بتعليم الرسول صلى الله عليه وسلم , كترتيب الآيات , وأنه لم توضع سورة فى مكانه إلا بأمر منه صلى الله عليه وسلم
والثالث : أن ترتيب بعض السور كان بتوقيف من النبى صلى الله عليه وسلم , وترتيب بعضها الآخر كان باجتهاد من الصحابة .

2- كل من الأقوال الثلاثة قال به عدد من العلماء واستدلوا على قولهم بدلائل مختلفة .
3-
على كل فاحترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع لأنه أمر حصل عليه من الصحابة إجماع أو شبه إجماع فصار مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب اتباعها

ثالثا :التنكيس في القرآن
1- حال تلاوة الآيات
لاخلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات فى الكتابة والقراءة وأن تنكسيها أمر محرم , فقد جاء النص بترتيب الآيات فصار ذلك الترتيب توقيفيا , وقد صرح غير واحد من أهل العلم بوجوب مراعاة الترتيب فى الآيات وحرمة تنكسيها .
2- حال تلاوة السور أجمع
أهل العلم على استحباب مراعاة ترتيب المصحف حال الصلاة والقراءة لأنه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم ومواظبته على ذلك , وهكذا كانت قراءة أصحابه رضوان الله عليهم فى الغالب الأعم من أحوالهم
الكلام على مسألة التنكيس يكون على جزئين:
1- أقوال العلماء في المراد بالتنكيس
2- حكم التنكيس
- تنكيس الآيات
- تنكيس السور
___________
انتهى
حياك الله أختي
أرجو أن تكملي تلخيص بقية العناصر، والانتباه إلى إيراد الأدلة ومن قال بها وحجته باختصار
وإليك بيان بمسائل الموضوع
اقتباس:
ترتيب المصحف

أولا: ترتيب الآيات
الإجماع على أن ترتيب آيات السور بتوقيف
حكم مخالفة الترتيب الحالي
مستند الإجماع
الأحاديث القولية
السنن الفعلية
آثار الصحابة

شبهة وتفنيدها

ثانيا: ترتيب السور
القول الأول: ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة

-
أصحاب هذا القول
- حجة أقوالهم

القول الثاني: ترتيب السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم

أصحاب هذا القول
حجة أقوالهم
- مآل الخلاف عند الزركشي
القول الثالث: ترتيب السور منه ما كان توقيفي، ومنه ما كان من اجتهاد الصحابة

أصحاب هذا القول
حجة أقوالهم:

مناقشة الأدلة

حكم التنكيس في القراءة والصلاة
أقوال العلماء في المراد بالتنكيس
حكم التنكيس في القراءة والكتابة والصلاة
1- تنكيس الآيات

2
- تنكيس السور

تتمة القول في مسألة ترتيب المصحف للشيخ صالح الرشيد

أرجو أن يفيدك هذا الموضوع

مثبــت: شرح طريقة فهرسة المسائل العلمية
بارك الله فيك وأحسن إليك

رد مع اقتباس
  #31  
قديم 9 ربيع الأول 1436هـ/30-12-2014م, 02:25 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة

فهرسة مسائل آداب التلاوة :
ثانيا: تلخيص موضوع آداب حامل القرآن هنا
http://jamharah.net/showthread.php?t=19085#.vh20wsmf3iv

أ- آداب حامل القرآن في نفسه وخلقه :
بعض المسائل التي أوردتيها هنا تختص بالأدب مع القرآن نفسه
1- الإخلاص في تلاوته ونسبة الفضل لله تعالى وأداء شكره
قول الزركشي:ومنها أن يعتقد جزيل ما أنعم الله عليه إذ أهله لحفظ كتابه ويستصغر عرض الدنيا أجمع في جنب ما ما خوله الله تعالى ويجتهد في شكره ومنها ترك المباهاة فلا يطلب به الدنيا بل ما عند الله

2- التأسي بالسلف في أخذهم للقرآن
- أثر حذيفة قال: (اتقوا الله معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم...)

3- الحرص على طهارة فمه تعظيما للقرآن

- أثر قتادة قال: (ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن)
- أثر يزيد بن أبي مالك قال: (إن أفواهكم طرق من طرق الله فنظفوها ما استطعتم)

4- عدم تلاوته في الأماكن القذرة تعظيما له
قول الزركشي :
وألا يقرأ في المواضع القذرة،

5- ترك اللغو واللهو
- أثر الفضيل: (حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو)

6- الانتهاء عن كل ما نهي القرآن إجلالًا له
-قول النووي : ومن آدابه أن يكون على أكمل الأحوال وأكرم الشمائل وأن يرفع نفسه عن كل ما نهى القرآن عنه إجلالا للقرآن.)
-قول الزركشي :
وأن يكون ذا سكينة ووقار مجانبا للذنب محاسبا نفسه يعرف القرآن في سمته وخلقه لأنه صاحب كتاب الملك والمطلع على وعده ووعيده.).

7- عدم تلاوته لعرض من أعراض الدنيا
- أثر إبراهيم النخعي: (كانوا يكرهون أن يتلو الآية عند الشيء يعرض من الدنيا..)

8- التخلق بالقرآن والتأدب به
- حديث عائشة أم المؤمنين (كان خلقه القرآن)
...- أثر مجاهد في قوله تعالى {وإنك لعلى خلق عظيم}
. - أثر سالم مولى أبي حذيفة يوم اليمامة ما هو؟
... - أثر عبد الله بن عمرو بن العاص: (فلا ينبغي لحامل القرآن أن يحتدّ مع من يحتدّ)
... - قول أبي بكر الآجري
ماذا قال؟
- قول النووي ماذا قال؟

ب - آداب حامل القرآن في عباداته :

1- القيام به
- حديث عائشة رضي الله عنها: (ما بال رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما منذ أنزل القرآن)
ليس هذا هو المقصود من الحديث، فراجعيه

2- تدبر القرآن والعمل به
- أثر الحسن في قوله تعالى {كتاب أنزلناه مبارك ليدبروا آياته} قال: (وما تدبر آياته إلا اتباعه بعلمه)

ج- آداب حامل القرآن في معاملاته
1- بر والديه
قول أبي بكر الآجري

2- تعامله مع أصحابه وجلساؤه
- أثر أم المؤمنين عائشة قالت: (ما لعن رسول الله مسلما من لعنة تذكر إلا ...)
.. - قول أبي بكر الآجري: ؟؟

3- الرفق واللين في التوجيه
. - حديث معاوية بن الحكم مرفوعا: (إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ...) لو لم أقرأ الحديث من قبل لما فهمت المراد منه هنا

د- فيمن لاتنفعه قراءة القرآن
قول أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسي ؟؟

أحسن الله إليك أختي وبارك فيك
قد أحسنت في استخلاص عناصر الدرس، ثم اختصرت كثيرا عند تناولك للأحاديث والآثار، بل نقلك عن بعض أهل العلم كالنووي والزركشي والآجري رحمهم الله كان أوفى من تناولك للأحاديث والآثار
فأنت لا تذكري الدليل بنصه ويفوتك كثيرا موضع الشاهد منه على المسألة، وقد لا تذكريه بالكلية مثل كلامك عن " من لا تنفعه قراءة القرآن"، وتأملي إيرادك لأثر الحسن البصري رحمه الله في الكلام عن "تدبر القرآن والعمل به" كيف هو مختصر رغم أهمية هذا العنصر، ثم إن كثيرا من هذه الأحاديث والآثار بحاجة إلى التعليق عليه حتى يكون الملخص أكثر نفعا
أيضا الأحاديث والآثار لا تذكري رواتها ولا من خرجها وأين خرجها وهذا نقص في طريقة إيراد الدليل
أرجو أن تكون قد وضح لك الأمر، كما أفضل أن تعيدي كتابة الملخص لتتأكدي من استيعابك لطريقة التلخيص وتطبيقك لها تطبيقا صحيحا
وهذا تقييم التلخيص، ولك إعادته لتحسين الدرجة إن رغبت في ذلك

التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 10 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 7 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) :9 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 51/70
وفقك الله


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 27 ربيع الأول 1436هـ/17-01-2015م, 01:18 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي


جزاكم الله خيرا أعيد هذا إن شاء الله
__________
فهرسة مسائل ترتيب المصحف


أولا: ترتيب الآيات
الإجماع على أن ترتيب آيات السور بتوقيف
صرح جمع من أهل العلم بأن ترتيب الآيات فى سورها على ما مشاهد فى المصاحف التى فى أيدينا اليوم كان عن توقيف من النبى صلى الله عليه وسلم وبنصه على ذلك .ذكره أبو بكر ابن الأنبارى ومكي والقاضى عياض ونقله عنه الحافظ فى الفتح والزركشي في البرهان والسيوطى في الاتقان وأبو جعفر بن الزبير فى مناسباته والشيخ الزرقانى فى المناهل .

حكم مخالفة الترتيب الحالي
أجمع أهل العلم على أن كتابة الآيات فى المصحف على هذا الترتيب أمر متعين لا تحل مخالفته , ولا يجوز العدول عنه لأن فى ذلك إفسادا لنظم القرآن ومن تعمد ذلك فقد كفر . ذكره أبو بكر ابن الأنبارى والزركشي في البرهان .

مستند الإجماع
الأحاديث القولية
- ما أخرجه الإمام أحمد فى المسند عن عثمان بن أبى العاص , قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره , ثم صوبه , ثم قال : " أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى).
- وأخرج أيضا هو وغيره من حديث عمر رضى الله عنه وسؤاله النبى صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وفيه : " تكفيك آية الصيف التى نزلت فى آخر سورة النساء "

- وأخرج ابن الأنبارى بسنده عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ).

فقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها فى رأس ثمانين ومائتين من البقرة "
وقاله القرطبى في تفسيره : ( وروى أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه قال : " اجعلوها بين آية الربا وآية الدين " ).
السنن الفعلية
تلا الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن بأكثر من مواضع وأصبحت من السنن الفعلية ومنها :
- أخرج أحمد والشيخان من حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه " .

وذكر منها السيوطى في الإتقان :
- تلاوة سورة البقرة و آل عمران والنساء فى حديث حذيفة والأعراف فى صحيح البخارى أنه قرأها فى المغرب .
- وقد أفلح , روى النسائى أنه قرأها فى الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سلعة فركع .
- والروم . روى الطبرانى أنه قرأها فى الصبح .
- والم تنزيل , وهل أتى على الإنسان روى الشيخان أنه كان يقرأهما فى صبح الجمعة .
- وق فى صحيح مسلم أنه كان يقرؤها فى الخطبة .
- والرحمن فى المستدرك وغيره أنه قرأها على الجن .
- والنجم فى الصحيح أنه قرأها بمكة على الكفار وسجد فى آخرها .
- واقتربت عند مسلم أنه كان يقرأ بهما فى صلاة الجمعة .
- والصف فى المستدرك عن عبد الله بن سلام أنه قرأها صلى الله عليه وسلم قرأها عليهم حين أنزلت حتى ختمها . ذكره السيوطي في الإتقان

آثار الصحابة

روى عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم جملة من الآثار تدل على اعتبارهم التوقيف فى ترتيب آيات القرآن عند كتابته ومن ذلك
- ما أخرجه الإمام أحمد وغيره عن زيد بن ثابت رضى الله عنه فى قصة جمع القرآن قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) .وذكره البيهقي.

- وأخرج البخارى عن ابن الزبير قال : ( قلت لعثمان : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " ) قد نسختها الآية الأخرى فلم تكبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخى لا أغير شيئا من مكانه ). وذكره الحافظ بن حجر .


شبهة وتفنيدها
قال السيوطى فى الإتقان : ( نعم يشكل على ذلك ما أخرجه ابن أبى داود فى المصاحف من طريق محمد بن إسحاق عن يحى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : " أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقال : أشهد أنى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما . فقال عمر : وأنا أشهد , لقد سمعتها . ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها "
قال بن حجر : ( ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم , وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف )
قال السيوطى : ( قلت يعارضه ما أخرجه ابن أبى داود أيضا من طريق أبى العالية عن أبى كعب أنهم جمعموا القرآن , فلما انتهوا إلى الآية التى فى سورة براءة : " ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون" ظنوا أن هذا آخر ما أنزل , فقال أبى : " إن رسول صلى الله أقرأنى بعد هذا آيتين : " َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة ") فأثر بن كعب هذا نص على كون الآيتين المذكورتين قد وضعتا فى مكانهما من سورة " براءة " وأن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا , وعلى مثله انعقد الإجماع , فندع الإشكال الناجم عما عارض الإجماع لكونه مضطربا , ولأن ما عارض الإجماع معارض للقاطع , وما عارض القاطع كان ساقطا .

ثانيا: ترتيب السور
ذكر غير واحد من الكاتبين فى علوم القرآن أن لأهل العلم فى ترتيب السور على ما هى عليه اليوم فى المصاحف التى بين أيدينا ثلاثة أقوال فى الجملة :
القول الأول: ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة

-
أصحاب هذا القول
هو ظاهر ما حكى عن الإمام رحمة الله وهو اختيار أبى الحسين بن فارس فى كتابه المسائل الخمس , واعتمده أبو بكر الباقلانى فى أرجح قوليه
وهو ظاهر المحكى عن مكى بن أبى طالب , وهو اختيار أبى العباس بن تيميه على ما حكاه عنه غير واحد من أصحابنا الحنابلة كابن مفلح فى فروعه وهو محكى أيضا عن أبى جعفر بن الزبير وهو اختيار الزركشى فى البرهان , وهو اختيار الحافظ بن حجر وهو ظاهر كلام القاضى بن عياض على ما ذكره النووى وإليه مال الرزقانى فى المناهل .

- حجة أقوالهم

الدليل الأول: أن مصاحف الصحابة كانت مختلفة فى ترتيب السور قبل أن يجمع القرآن فى عهد عثمان , فلو كان هذا الترتيب توقيفا منقولا عن النبى صلى الله عليه وسلم ما ساغ لهم أن يهملوه ويتجازوه ويختلفوا فيه ذلك الاختلاف الذى تصوره لنا الروايات . فهذا مصحف أبى بن كعب روى أنه كان مبدوءا بالفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران.. إلخ , على اختلاف شديد . وهذا مصحف على كان مرتبا على النزول فأوله { اقرأ} ثم المدثر ثم (ق) ثم ( المزمل ) ثم ( تبت ) ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكى والمدنى .

والدليل الثانى : ما أخرجه اب أشته فى المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس عن حبان بن يحى عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) . أ. هـ .

القول الثاني: ترتيب السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم

أصحاب هذا القول
محى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله ذكر ذلك القرطبي و هو اختيار الحسن ومحمد وأبى عبيد وأبى بكر الأنبارىوقاله أبو جعفر النحاس وهو أحد قولى الباقلانى , بل حكاه الحافظ فى الفتح الراجح منهما واختاره برهان الدين الكرمانى فى كتابه البرهان فى توجيه متشابه القرآن وهو اختيار جماعة من المفسرين كالقرطبى ,
وحكاه السيوطى فى الإتقان قولا لأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى صاحب كتاب ( البرهان فى مناسبة ترتيب سور القرآن)
وحكاه السيوطى أيضا اختيارا لابن الحصار وهو احتمال للحافظ بن حجر على ما فى الفتح , وحكاه السيوطى اختيارا للطيبى أيضا , وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر فى تخريجه لمسند الإمام أحمد و وتابعه على اختياره هذا الشيخ صبحى الصالح فى كتابه علوم القرآن .

حجة أقوالهم
الدليل الأول : حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الأنجيل المثانى , وفضلت بالمفصل )
قالوا : فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبى صلى الله عليه وسلم وأنه من هذا الوقت هكذا .
الدليل الثاني : حديث أوس بن أبى أوس حذيفة الثقفى فى تحزيب القرآن قال: ( كنت فى وفد ثقيف , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " طرأ على حزبى من القرآن , فأردت ألا أخرج حتى أقضيه "). وفيه ( فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : تحزبه ثلاث سور , وخمس سور وبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
قال الحافظ بن حجر فى الفتح إثر هذا الحديث : ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه فى المصحف الآن كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم )
الدليل الثالث : حديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه)
الدليل الرابع: حديث عائشة عند البخارى وغيره أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا اوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين )
الدليل الخامس: بما أخرجه ابن أشته فى كتاب المصاحف عن سليمان بن بلال قال : سمعت ربيعه : يسأل لما قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة , وإنما أنزلتا فى المدينة ؟ فقال : قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه ومن كان معه فيه اجتماعهم على علمهم على علمهم بذلك فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه .
الدليل السادس: ماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب "
الدليل السابع : توالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فلولا أنه توفيقى لحكمة توالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص , وأخرت " المطففين " أو قدمت ولم يفصل بين " الر " و " الر "
الدليل الثامن: أن التوقيف فى ترتيب المصحف بكون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد ذلك النظم وقد ذكر أبو بكر بن الأنبارى فى كتابه الرد على من خالف مصحف عثمان رضى الله عنه بأن جبريل كان يوقف رسول الله على موضع السورة والآية . قال الأنبارى : ( فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف , فكله عن محمد خاتم النبيين عليه السلام , عن رب العالمين , فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والكلمات ) .
الدليل التاسع : عدم وجود دليل على كون الترتيب اجتهاديا , قالوا : ولسنا نملك دليلا على عدم التوقيف , فلا مسوغ للرأى القائل إذن أن ترتيب السور اجتهادى من الصحابة , ولا للرأى الآخر الذى يفصل : فمن السور ما كان ترتيبه اجتهاديا ومنه ما كان توقيفيا لكون مستند كل واحد من هذين المذهبين غير مسلم , إذ منه ما هو غير محفوظ ولا وجود له فى كتب السنن والآثار المعتمدة ومنه ما فى سنده مجهول لا يجوز التعويل على مرويه فى ما هو أدنى من محل النزاع
الدليل العاشر
: أن احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع . قال الحافظ بن حجر : ( ولا شك أن تأليف المصحف العثمانى أكثر مناسبه من غيره ) . ثم هو أمر حصل عليه من الصحابة إجماع أو شبه إجماع فصار مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب عليها اتباعها , كقوله عليه الصلاة والسلام فى حديث العرباض بن سارية : ( فعلليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ) وعن قتادة قال: قال ابن مسعود : ( من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما , وأقلها تكلفا , وأقوامها هديا ,وأحسنها حالا , أختارهم الله لصحبة النبى صلى الله عليه وسلم , وإقامة دينه , فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم فى آثارهم فإنهم كانو على الهدى المستقيم ).

- مآل الخلاف عند الزركشي

مع أن الزركشى فى البرهان قد مال إلى كون ترتيب السور اجتهاديا , إلا أنه قد قال فى موضع من البرهان أيضا : ( والخلاف يرجع إلى اللفظ لأن القائل بالثانى _ أى أن الترتيب متروك لاجتهاد الصحابة _ يقول : إنه رمز إليهم بذلك لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته , ولهذا قال الإمام مالك : إنما { الفوا } القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم مع قوله بأن ترتيب السور اجتهاد منهم . فآل الخلاف إلى أنه هل ذلك بتوقيف قولى أم بمجرد استناد فعلى , وبحيث بقى لهم فيه مجال للنظر . فإن قيل : فإذا كانوا قد سمعوه منه كما استقر عليه ترتيبه ففى ماذا أعملوا الأفكار , وأى مجال بقى لهم بعد هذا الأعتبار ؟ قيل : قد روى مسلم فى " صحيحه" عن حذيفه قال : " صليت مع النبى صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح سورة البقرة , فقلت يركع عن المائة ثم مضى فقلت يصلى بها فى ركعة فمضى , فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها , ثم افتتح آل عمران....) الحديث. فلما كان النبى صلى الله عليه وسلم ربما فعل هذا إرادة للتوسعة على الأمة , وتبيانا لجليل تلك النعمة كان محلا للتوقف , حتى استقر النظر على رأى ما كان من فعله الأكثر فهذا محل اجتهادهم فى المسألة .

القول الثالث: ترتيب السور منه ما كان توقيفي، ومنه ما كان من اجتهاد الصحابة

أصحاب هذا القول
منهم من قصر الإجتهادى على سورتى الأنفال وبراءة كالبيهقى , من تابعه كالسيوطى , ومنهم من خصه بما عدا السبع الطوال والحواميم والمفصل كعبد الحق بن عطية
ومنهم من ذهب إلى الاجتهادى منحصر فى الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء , وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير

حجة أقوالهم:
حديث عثمان , فقد أخرج أبو عبيد والإمام أحمد وأصحاب وأصحاب السنن وغيرهم عن يزيد الفارسى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المئين ففرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها فى السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة فى الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها سبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطول )
قال البيهقى فى المدخل : ( كان القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق )

مناقشة الأدلة
- الرد على من احتج باختلاف مصاحف الصحابة من حيث الترتيب وتنوعها ابتداءا وانتهاءا على أن الترتيب لو كان توقيفا لم يقع بينها اختلاف كما لم يقع فى ترتيب الآيات
بأن هذا الاختلاف محمول على ما كان مكتوبا من المصاحف قبل أن يستقر الترتيب فى العرضة الأخيرة وأن القرآن وقع فيه النسخ كثيرا للرسم , حتى لسور كاملة , وآيات كثيرة , فلا بد أن يكون الترتيب العثمانى هو الذى استقر فى العرضة الأخيرة كالقراءات التى فى مصحفه , ولم يبلغ ذلك أبيا وابن مسعود , كما لم يبلغها نسخ ما وضعاه فى مصاحفهما من القراءات التى تخالف المصحف العثمانى , ولذلك كتب أبى فى مصحفه سورتى الحفد والخلع وهما منسوختان .قاله السيوطي وأجمله الزرقاني


- الرد على ما جاء فى رواية يوسف بن ماهك عن سؤال العراقى عائشة أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه , أن يوسف بن ماهك لم يدرك زمان إرسال عثمان المصاحف إلى الآفاق , وذكر الحافظ بن حجر أن الذى يظهر لى أن هذا العراقى كان ممن يأخذ بقراءة ابن مسعود وكان ابن مسعود لما حضر مصحف عثمان إلى الكوفه لم يوافق على الرجوع عن قراءته ولا على إعدام مصحفه , فكان تأليف مصحفه مغايرا لتأليف مصحف عثمان الذي ولا شك أنه أظهر من غيره .

- والرد على من احتج بقصة سؤال عثمان رضى الله عنهما عن سبب قرنه سورة براءة بسورة الأنفال من غير أن يفصل بينهما بسطر بسم الله الرحمن الرحيم ،
أنه أثر لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل , ثم على تقدير صحة هذا الأثر فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأى , وأنه إنما قاله توفيقا , لأن مثله لا يؤخذ إلا بتوقيف .
ذكره صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ

حكم التنكيس في القراءة والصلاة
أقوال العلماء في المراد بالتنكيس
- حمل بعض أهل العلم النهى المذكور على تنكيس القرآن تنكيس الآيات دون السور بأن يقرأ السورة من آخرها إلى أولها لكن أبا عبيد فى غريبه لم يقبل هذا التأويل لكونه غير معروف فى زمن من نقل عنهم النهى كابن مسعود مثلا حين سئل عن رجل يقرأ القرآن منكوسا فقال : ( ذلك منكوس القلب ) .
- والأظهر أن تنكيس القرآن المراد به تنكيس السور كأن يقرأ من آخرها أو أولها قاله أبا عبيد وحكاه
عن الحسن وابن سيرين
حكم التنكيس في القراءة والكتابة والصلاة
1- تنكيس الآيات
لاخلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات فى الكتابة والقراءة وأن تنكسيها أمر محرم , فقد جاء النص بترتيب الآيات فصار ذلك الترتيب وتوقيفيا , وقد صرح غير واحد من أهل العلم بوجوب مراعاة الترتيب فى الآيات وحرمة تنكسيها .قاله النووي في التبيان وروى ابن أبى داود عن إبراهيم النخعى الإمام التابعى الجليل ,
والإمام مالك بن أنس أنهما كرها ذلك , وأن مالكا كان يعيبه , ويقول هذا عظيم )

وحكى أصحابنا الحنابلة نحوا من ذلك عن الإمام أحمد , فقد سأله حرب عمن يقرأ أو يكتب من آخر السورة إلى أولها فكرهه شديدا .

2
- تنكيس السور
الأول- القول بكراهة التنكيس فى القراءة والصلاة هو مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وإليه مال متأخرى الشافعية ونقله البيهقى
الثاني- القول بجواز القراءة على غير ترتيب المصحف وهو رواية عن الإمام أحمد لما ثبت فى الصحيح من حديث حذيفة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم فى تنفله ذات , ليله فقرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
الثالث - أجازه آخرون في تعليم الصبيان فقط كما قال الأمام أحمد لما سئل عن مسألة التنكيس وقراءة المصحف من آخره إلى أوله : ( لا بأس به , أليس يعلم الصبى على هذا ؟) وقال فى رواية مهنا : ( أعجب إلى أن يقرأ من البقرة إلى أسفل ) وقال بجوازه أبو عبيد

تتمة القول في مسألة ترتيب المصحف للشيخ صالح الرشيد
المتأمل فى كلام أهل العلم على مسألة مراعاة ترتيب المصحف حال الصلاة والقراءة يلحظ اتفاقهم على أولوية مراعاة الترتيب المذكور , ولكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم ومواظبته على ذلك , وهكذا كانت قراة أصحابه رضوان الله عليهم فى الغالب الأعم من أحوالهم , نعم قد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه خلاف ذلك لكنه فى النادر من قراءتهم , وهو محمول على بيان الجواز وقد يستدل به على نفى كراهة التنكيس بين السور , ولهذا مال فريق من أهل العلم إلى القول بسنية القراءة على ترتيب المصحف .
وعبر فريق آخر عن ذلك بالاستحباب , وماهذا سبيله لا ينبغى العدول عنه، والله أعلم بالصواب)
.ذكره صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ

رد مع اقتباس
  #33  
قديم 27 ربيع الأول 1436هـ/17-01-2015م, 10:16 PM
الصورة الرمزية صفية الشقيفي
صفية الشقيفي صفية الشقيفي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 5,755
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
تكليف فهرسة مسائل جمع القرآن

تلخيص موضوع ( عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم ) :

- دليل المسألة :

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن؛ فلَرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.

- معنى العرض :
أي يقرأوالمراد يستعرضه ما أقرأه إياه
فيدارسه القرآن خاصة في شهر رمضان فينسخ منه ما ينسخ ويثبت ما يثبت ويحكم ما يحكم وينسى ما ينسى
وذكر العسقلاني
والمعارضة مفاعلةٌ من الجانبين كأن كلا منهما كان تارةً يقرأ والآخر يستمع .
- فضل شهر رمضان ولياليه خاصة :

نزول القرآن ثابت في كل شهور السنة واختص شهر رمضان بنزول
جبريل في كلّ ليلةٍ من رمضان فيدارس الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن واختص ليله عن نهاره لمظنة حضور القلب والفهم أكثر
- عام وفاته عليه الصلاة والسلام
:
عرض جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم القرآن مرتين واعتكف عشرين يوما خلاف عادته باعتكاف عشر فعد ذلك علامة لوفاته صلى الله عليه وسلم
- اللطائف في قوله أجود الناس :
قال العسقلاني أجود الناس فيه احتراسٌ بليغٌ لئلا يتخيل من قوله وأجود ما يكون في رمضان أن الأجودية خاصةٌ منه برمضان فيه فأثبت له الأجودية المطلقة أولًا ثم عطف عليها زيادة ذلك في رمضان
- البلاغة في قوله
(أجود بالخير من الريح المرسلة)
فيه جواز المبالغة في التشبيه وجواز تشبيه المعنوي بالمحسوس ليقرب لفهم سامعه وخص ذكر الريح المرسلة لأن من الريح الضار والمبشر فخص الثانية بالذكر و
كذلك الريح المرسلة تستمر مدة إرسالها وكذا كان عمله صلى الله عليه وسلم في رمضان ديمةً لا ينقطع
-
علة تكليف زيد بن ثابت بكتابة المصحف :
ذكر الخازن والزركشي
أن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام وهي العرضة التي نسخ فيها ما نسخ وبقي فيها ما بقي ولهذا أقام أبو بكر زيد بن ثابت في كتابة المصحف وألزمه بها لأنه قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم في العام الذي توفي فيه مرتين
- ترتيب الآي والسور:
ذكر السيوطي أن هذا الترتيب موافق للوح المحفوظ عند الله تعالى وهكذا عرضه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عام وفاته
وكان آخر الآيات نزولاً:
{واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} فأمره جبريل أن يضعها بين آيتي الربا والدين .
قال الطيبي: أنزل القرآن أولاً جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثم نزل متفرقاً على حسب المصالح، ثم أثبت في المصاحف على التأليف والنظم المثبت في اللوح المحفوظ.
قال البيهقي في "المدخل": كان القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم مرتباً سوره وآياته على هذا الترتيب، إلا الأنفال وبراءة

-
مسألة الخلاف في العرضة الأخيرة هل كانت بجميع الأحرف المأذون في قراءتها أو بحرفٍ واحدٍ منها وعلى الثاني فهل هو الحرف الذي جمع عليه عثمان جميع الناس أو غيره:
المسألة : الأحرف التي قُرئت بها العرضة الأخيرة :
تكون طريقة صياغة مثل هذه المسائل :
القول الأول : حرف ثابت بن زيد والدليل ..
القول الثاني : حرف عبد الله بن مسعود و الدليل ...
قال ابن حجر العسقلاني ....
وما ذكرتِه تحت المسألة ، يخص مسألة أخرى وهي ، هل جمع عثمان يوافق العرضة الأخيرة ؟! فهما مسألتان.

* روى أحمد وبن أبي داود والطبري من طريق عبيدة بن عمرٍو السلماني أن الذي جمع عليه عثمان الناس يوافق العرضة الأخيرة
*ومن طريق محمد بن سيرين أن قراءتنا أحدث القراءات عهدًا بالعرضة الأخيرة
*وعند الحاكم نحوه من حديث سمرة وإسناده حسنٌ، وقد صححه هو ولفظه: (عرض القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضاتٍ ويقولون إن قراءتنا هذه هي العرضة الأخيرة).
*
ومن طريق مجاهد عن ابن عباسٍ ( كانت قراءة بن مسعودٍ آخرهما).ووافق ذلك مسددٍ في مسنده من طريق إبراهيم النخعي
ويمكن الجمع بين القولين بأن تكون العرضتان الأخيرتان وقعتا بالحرفين المذكورين فيصح إطلاق الآخرية على كل منهما.


بارك الله فيكِ اختي ونفع بكِ
أحسنتِ بالإتيان على معظم المسائل الهامة لكن افتقد تلخيصكِ لحسن ترتيبها وحسن صياغة عنوان المسألة ليشير إلى علاقة هذه المسألة بموضوع عرض جبريل القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم.
مثلا :
- علة تكليف زيد بن ثابت ، والمسألة التي بعدها يدخلان في ( جمع القرآن على العرضة الأخيرة )
- اللطائف في قوله ( أجود الناس ) وما بعدها
يحسن أن نستخرج منها مسألة ( أثر عرض جبريل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم )
وسأضع بين يديكِ قائمة بالمسائل ليتبين لكِ طريقة صياغتها وترتيبها وما فاتكِ منها.



1: الأحاديث والآثار الواردة في معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم
2: معنى معارضة القرآن :
3: زمن معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
4: إطلاق معارضة القرآن على بعضه :
5: الغرض من معارضة القرآن كل عام :
6: أثر معارضة جبريل عليه السلام القرآن للنبي صلى الله عليه وسلم :
7: الحكمة من تكرار العرض في السنة الأخيرة :
8: مقدار ما عُورِض من القرآن في العرضة الأخيرة :
9: الأحرف التي قُرئت في العرضة الأخيرة :
10: من شهد العرضة الأخيرة من الصحابة :
11: جمع القرآن على العرضة الأخيرة :
12: تعظيم شهر رمضان باختصاصه بمعارضة القرآن :


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 20 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 15 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها): 15 / 20
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 10 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15
___________________
= 75 %

وفقكِ الله وسدد خطاكِ ونفع بك ِ الإسلام والمسلمين.

رد مع اقتباس
  #34  
قديم 28 ربيع الأول 1436هـ/18-01-2015م, 10:38 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة

جزاكم الله خيرا أعيد هذا إن شاء الله
__________
فهرسة مسائل ترتيب المصحف


أولا: ترتيب الآيات
الإجماع على أن ترتيب آيات السور بتوقيف
صرح جمع من أهل العلم بأن ترتيب الآيات فى سورها على ما مشاهد فى المصاحف التى فى أيدينا اليوم كان عن توقيف من النبى صلى الله عليه وسلم وبنصه على ذلك .ذكره أبو بكر ابن الأنبارى ومكي والقاضى عياض ونقله عنه الحافظ فى الفتح والزركشي في البرهان والسيوطى في الاتقان وأبو جعفر بن الزبير فى مناسباته والشيخ الزرقانى فى المناهل .

حكم مخالفة الترتيب الحالي
أجمع أهل العلم على أن كتابة الآيات فى المصحف على هذا الترتيب أمر متعين لا تحل مخالفته , ولا يجوز العدول عنه لأن فى ذلك إفسادا لنظم القرآن ومن تعمد ذلك فقد كفر . ذكره أبو بكر ابن الأنبارى والزركشي في البرهان .

مستند الإجماع
الأحاديث القولية
- ما أخرجه الإمام أحمد فى المسند عن عثمان بن أبى العاص , قال : كنت جالسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ شخص ببصره , ثم صوبه , ثم قال : " أتانى جبريل فأمرنى أن أضع هذه الآية هذا موضع من السورة :(إ ِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى).
- وأخرج أيضا هو وغيره من حديث عمر رضى الله عنه وسؤاله النبى صلى الله عليه وسلم عن الكلالة وفيه : " تكفيك آية الصيف التى نزلت فى آخر سورة النساء "

- وأخرج ابن الأنبارى بسنده عن ابن عباس قال : " آخر ما أنزل من القرآن : (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ).

فقال جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم : يا محمد ضعها فى رأس ثمانين ومائتين من البقرة "
وقاله القرطبى في تفسيره : ( وروى أنها نزلت قبل موته بثلاث ساعات , وأنه قال : " اجعلوها بين آية الربا وآية الدين " ).

السنن الفعلية
تلا الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن بأكثر من مواضع وأصبحت من السنن الفعلية ومنها :
- أخرج أحمد والشيخان من حديث ابن مسعود رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة فى ليلة كفتاه " .

وذكر منها السيوطى في الإتقان :
- تلاوة سورة البقرة و آل عمران والنساء فى حديث حذيفة والأعراف فى صحيح البخارى أنه قرأها فى المغرب .
- وقد أفلح , روى النسائى أنه قرأها فى الصبح حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون أخذته سلعة فركع .
- والروم . روى الطبرانى أنه قرأها فى الصبح .
- والم تنزيل , وهل أتى على الإنسان روى الشيخان أنه كان يقرأهما فى صبح الجمعة .
- وق فى صحيح مسلم أنه كان يقرؤها فى الخطبة .
- والرحمن فى المستدرك وغيره أنه قرأها على الجن .
- والنجم فى الصحيح أنه قرأها بمكة على الكفار وسجد فى آخرها .
- واقتربت عند مسلم أنه كان يقرأ بهما فى صلاة الجمعة .
- والصف فى المستدرك عن عبد الله بن سلام أنه قرأها صلى الله عليه وسلم قرأها عليهم حين أنزلت حتى ختمها . ذكره السيوطي في الإتقان

آثار الصحابة

روى عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم جملة من الآثار تدل على اعتبارهم التوقيف فى ترتيب آيات القرآن عند كتابته ومن ذلك
- ما أخرجه الإمام أحمد وغيره عن زيد بن ثابت رضى الله عنه فى قصة جمع القرآن قال : ( كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .. الحديث ) .وذكره البيهقي.

- وأخرج البخارى عن ابن الزبير قال : ( قلت لعثمان : " وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجاً " ) قد نسختها الآية الأخرى فلم تكبها أو تدعها ؟ قال : يا ابن أخى لا أغير شيئا من مكانه ). وذكره الحافظ بن حجر .


شبهة وتفنيدها
قال السيوطى فى الإتقان : ( نعم يشكل على ذلك ما أخرجه ابن أبى داود فى المصاحف من طريق محمد بن إسحاق عن يحى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه قال : " أتى الحارث بن خزيمة بهاتين الآيتين من آخر سورة براءة فقال : أشهد أنى سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووعيتهما . فقال عمر : وأنا أشهد , لقد سمعتها . ثم قال : لو كانت ثلاث آيات لجعلتها سورة على حدة , فانظروا آخر سورة من القرآن فألحقوها فى آخرها "
قال بن حجر : ( ظاهر هذا أنهم كانوا يؤلفون آيات السور باجتهادهم , وسائر الأخبار تدل على أنهم لم يفعلوا شيئا من ذلك إلا بتوقيف )
قال السيوطى : ( قلت يعارضه ما أخرجه ابن أبى داود أيضا من طريق أبى العالية عن أبى كعب أنهم جمعموا القرآن , فلما انتهوا إلى الآية التى فى سورة براءة : " ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون" ظنوا أن هذا آخر ما أنزل , فقال أبى : " إن رسول صلى الله أقرأنى بعد هذا آيتين : " َقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ .." إلى آخر السورة ") فأثر بن كعب هذا نص على كون الآيتين المذكورتين قد وضعتا فى مكانهما من سورة " براءة " وأن هذا الوضع إنما كان توقيفا لا اجتهادا , وعلى مثله انعقد الإجماع , فندع الإشكال الناجم عما عارض الإجماع لكونه مضطربا , ولأن ما عارض الإجماع معارض للقاطع , وما عارض القاطع كان ساقطا .

ثانيا: ترتيب السور
ذكر غير واحد من الكاتبين فى علوم القرآن أن لأهل العلم فى ترتيب السور على ما هى عليه اليوم فى المصاحف التى بين أيدينا ثلاثة أقوال فى الجملة :
القول الأول: ترتيب السور كان باجتهاد الصحابة

-
أصحاب هذا القول
هو ظاهر ما حكى عن الإمام رحمة الله وهو اختيار أبى الحسين بن فارس فى كتابه المسائل الخمس , واعتمده أبو بكر الباقلانى فى أرجح قوليه
وهو ظاهر المحكى عن مكى بن أبى طالب , وهو اختيار أبى العباس بن تيميه على ما حكاه عنه غير واحد من أصحابنا الحنابلة كابن مفلح فى فروعه وهو محكى أيضا عن أبى جعفر بن الزبير وهو اختيار الزركشى فى البرهان , وهو اختيار الحافظ بن حجر وهو ظاهر كلام القاضى بن عياض على ما ذكره النووى وإليه مال الرزقانى فى المناهل .يمكنك الاختصار هنا كثيرا، وما كان يجب عليك اعتماد النسخ الحرفي

- حجة أقوالهم

الدليل الأول: أن مصاحف الصحابة كانت مختلفة فى ترتيب السور قبل أن يجمع القرآن فى عهد عثمان , فلو كان هذا الترتيب توقيفا منقولا عن النبى صلى الله عليه وسلم ما ساغ لهم أن يهملوه ويتجازوه ويختلفوا فيه ذلك الاختلاف الذى تصوره لنا الروايات . فهذا مصحف أبى بن كعب روى أنه كان مبدوءا بالفاتحة ثم البقرة ثم النساء ثم آل عمران.. إلخ , على اختلاف شديد . وهذا مصحف على كان مرتبا على النزول فأوله { اقرأ} ثم المدثر ثم (ق) ثم ( المزمل ) ثم ( تبت ) ثم التكوير وهكذا إلى آخر المكى والمدنى .

والدليل الثانى : ما أخرجه ابن أشته فى المصاحف من طريق إسماعيل بن عباس عن حبان بن يحى عن أبى محمد القرشى قال : ( أمرهم عثمان أن يتابعوا الطوال , فجعل سورة الأنفال وسورة التوبة فى السبع ولم يفصل بينهما ببسم الله الرحمن الرحيم ) . أ. هـ .

القول الثاني: ترتيب السور كان بتوقيف من النبي صلى الله عليه وسلم

أصحاب هذا القول
محى عن ربيعة بن فروخ التيمى شيخ الإمام مالك رحمهما الله ذكر ذلك القرطبي و هو اختيار الحسن ومحمد وأبى عبيد وأبى بكر الأنبارىوقاله أبو جعفر النحاس وهو أحد قولى الباقلانى , بل حكاه الحافظ فى الفتح الراجح منهما واختاره برهان الدين الكرمانى فى كتابه البرهان فى توجيه متشابه القرآن وهو اختيار جماعة من المفسرين كالقرطبى ,
وحكاه السيوطى فى الإتقان قولا لأبى جعفر ابن الزبير الغرناطى صاحب كتاب ( البرهان فى مناسبة ترتيب سور القرآن)
وحكاه السيوطى أيضا اختيارا لابن الحصار وهو احتمال للحافظ بن حجر على ما فى الفتح , وحكاه السيوطى اختيارا للطيبى أيضا , وقطع به جمع من المعاصرين كالشيخ أحمد شاكر فى تخريجه لمسند الإمام أحمد و وتابعه على اختياره هذا الشيخ صبحى الصالح فى كتابه علوم القرآن .

حجة أقوالهم
الدليل الأول : حديث واثلة بن الأسقع أنه علية الصلاة والسلام قال : ( أعطيت مكان التوراة السبع الطوال , وأعطيت مكان الأنجيل المثانى , وفضلت بالمفصل )
قالوا : فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبى صلى الله عليه وسلم وأنه من هذا الوقت هكذا .
الدليل الثاني : حديث أوس بن أبى أوس حذيفة الثقفى فى تحزيب القرآن قال: ( كنت فى وفد ثقيف , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " طرأ على حزبى من القرآن , فأردت ألا أخرج حتى أقضيه "). وفيه ( فقلنا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد حدثنا أنه قد طرأ عليه حزبه من القرآن فكيف تحزبون القرآن ؟ قالوا : تحزبه ثلاث سور , وخمس سور وبع سور , وتسع سور , وإحدى عشرة سورة , وثلاث عشرة سورة , وحزب المفصل ما بين " ق " فأسفل .
قال الحافظ بن حجر فى الفتح إثر هذا الحديث : ( فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو عليه فى المصحف الآن كان على عهد النبى صلى الله عليه وسلم )
الدليل الثالث : حديث معبد بن خالد أنه صلى الله عليه وسلم ( صلى بالسبع الطوال فى ركعة وأنه كان يجمع المفصل فى ركعه)
الدليل الرابع: حديث عائشة عند البخارى وغيره أنه صلى الله عليه وسلم (كان إذا اوى إلى فراشه قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين )
الدليل الخامس: بما أخرجه ابن أشته فى كتاب المصاحف عن سليمان بن بلال قال : سمعت ربيعه : يسأل لما قدمت البقرة وآل عمران وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكة , وإنما أنزلتا فى المدينة ؟ فقال : قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه ومن كان معه فيه اجتماعهم على علمهم على علمهم بذلك فهذا مما ينتهى إليه ولا يسأل عنه .
الدليل السادس: ماورى عن ابن مسعود وابن عمر : " أنهما كرها أن يقرأ القرآن منكوسا , وقالا : ذلك منكوس القلب "
الدليل السابع : توالى الحواميم وذوات " الر" والفصل بين المسبحات وتقديم " طس " على القصص مفصولا بها بين النظريتين " طسم الشعراء , طسم القصص " فى المطلع والطول وكذا الفصل بين الانفطار والانشقاق بالمطففين , وهما نظريتان فى المطلع والمقصد , وهما أطول منها , فلولا أنه توفيقى لحكمة توالت المسبحات وأخرت " طس " عن القصص , وأخرت " المطففين " أو قدمت ولم يفصل بين " الر " و " الر "
الدليل الثامن: أن التوقيف فى ترتيب المصحف بكون ذلك مقتضى نظم القرآن ومخالفة الترتيب تفضى إلى إفساد ذلك النظم وقد ذكر أبو بكر بن الأنبارى فى كتابه الرد على من خالف مصحف عثمان رضى الله عنه بأن جبريل كان يوقف رسول الله على موضع السورة والآية . قال الأنبارى : ( فاتساق السور كاتساق الآيات والحروف , فكله عن محمد خاتم النبيين عليه السلام , عن رب العالمين , فمن أخر سورة مقدمة أو قدم أخرى مؤخرة فهو كمن أفسد نظم الآيات وغير الحروف والكلمات ) .
الدليل التاسع : عدم وجود دليل على كون الترتيب اجتهاديا , قالوا : ولسنا نملك دليلا على عدم التوقيف , فلا مسوغ للرأى القائل إذن أن ترتيب السور اجتهادى من الصحابة , ولا للرأى الآخر الذى يفصل : فمن السور ما كان ترتيبه اجتهاديا ومنه ما كان توقيفيا لكون مستند كل واحد من هذين المذهبين غير مسلم , إذ منه ما هو غير محفوظ ولا وجود له فى كتب السنن والآثار المعتمدة ومنه ما فى سنده مجهول لا يجوز التعويل على مرويه فى ما هو أدنى من محل النزاع
الدليل العاشر
: أن احترام ترتيب المصحف الإمام أمرا مطلوبا ومحل وفاق بين الجمع . قال الحافظ بن حجر : ( ولا شك أن تأليف المصحف العثمانى أكثر مناسبه من غيره ) . ثم هو أمر حصل عليه من الصحابة إجماع أو شبه إجماع فصار مما سنه الخلفاء الراشدون وقد دل الحديث على أن لهم سنة يجب عليها اتباعها , كقوله عليه الصلاة والسلام فى حديث العرباض بن سارية : ( فعلليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهدين عضوا عليها بالنواجذ) وعن قتادة قال: قال ابن مسعود : ( من كان منكم متأسيا فليتأس بأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم فإنهم كانوا أبر هذه الأمة قلوبا وأعمقها علما , وأقلها تكلفا , وأقوامها هديا ,وأحسنها حالا , أختارهم الله لصحبة النبى صلى الله عليه وسلم , وإقامة دينه , فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم فى آثارهم فإنهم كانو على الهدى المستقيم ).
كثير من هذه الآثار كان يمكن الإشارة إليها بالمعنى واختصار الكلام

- مآل الخلاف عند الزركشي

مع أن الزركشى فى البرهان قد مال إلى كون ترتيب السور اجتهاديا , إلا أنه قد قال فى موضع من البرهان أيضا : ( والخلاف يرجع إلى اللفظ لأن القائل بالثانى _ أى أن الترتيب متروك لاجتهاد الصحابة _ يقول : إنه رمز إليهم بذلك لعلمهم بأسباب نزوله ومواقع كلماته , ولهذا قال الإمام مالك : إنما { الفوا } القرآن على ما كانوا يسمعونه من النبى صلى الله عليه وسلم مع قوله بأن ترتيب السور اجتهاد منهم . فآل الخلاف إلى أنه هل ذلك بتوقيف قولى أم بمجرد استناد فعلى , وبحيث بقى لهم فيه مجال للنظر . فإن قيل : فإذا كانوا قد سمعوه منه كما استقر عليه ترتيبه ففى ماذا أعملوا الأفكار , وأى مجال بقى لهم بعد هذا الأعتبار ؟ قيل : قد روى مسلم فى " صحيحه" عن حذيفه قال : " صليت مع النبى صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح سورة البقرة , فقلت يركع عن المائة ثم مضى فقلت يصلى بها فى ركعة فمضى , فقلت يركع بها ثم افتتح النساء فقرأها , ثم افتتح آل عمران....) الحديث. فلما كان النبى صلى الله عليه وسلم ربما فعل هذا إرادة للتوسعة على الأمة , وتبيانا لجليل تلك النعمة كان محلا للتوقف , حتى استقر النظر على رأى ما كان من فعله الأكثر فهذا محل اجتهادهم فى المسألة .

القول الثالث: ترتيب السور منه ما كان توقيفي، ومنه ما كان من اجتهاد الصحابة

أصحاب هذا القول
منهم من قصر الإجتهادى على سورتى الأنفال وبراءة كالبيهقى , من تابعه كالسيوطى , ومنهم من خصه بما عدا السبع الطوال والحواميم والمفصل كعبد الحق بن عطية
ومنهم من ذهب إلى الاجتهادى منحصر فى الأقل من سور القرآن , لكنه يتعدى الأنفال وبراءة إلى غيرهما من سور القرآن كالزهراوين مع النساء , وهذا اختيار أبى جعفر بن الزبير

حجة أقوالهم:
حديث عثمان , فقد أخرج أبو عبيد والإمام أحمد وأصحاب وأصحاب السنن وغيرهم عن يزيد الفارسى عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : ( قلت لعثمان ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهى من المثانى وإلى براءة وهى من المئين ففرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما بسم الله الرحمن الرحيم , ووضعتموها فى السبع الطول , ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : إن رسول الله كان مما يأتى عليه الزمان وهو ينزل عليه من السور ذوات العدد , فكان إذا نزلت عليه سورة يدعو بعض من يكتب فيقول : ( ضعوا هذه السورة فى الموضع الذى يذكر فيه كذا وكذا ) وكانت براءة من آخر القرآن نزولا , وكانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة , وكانت قصتها سبيهة بقصتها , فظننتها منها , وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أمرها . قال : فلذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتها فى السبع الطول )
قال البيهقى فى المدخل : ( كان القرآن على عهد النبى صلى الله عليه وسلم مرتبا سوره وآياته على هذا الترتيب إلا الأنفال وبراءة لحديث عثمان السابق )

مناقشة الأدلة
- الرد على من احتج باختلاف مصاحف الصحابة من حيث الترتيب وتنوعها ابتداءا وانتهاءا على أن الترتيب لو كان توقيفا لم يقع بينها اختلاف كما لم يقع فى ترتيب الآيات
بأن هذا الاختلاف محمول على ما كان مكتوبا من المصاحف قبل أن يستقر الترتيب فى العرضة الأخيرة وأن القرآن وقع فيه النسخ كثيرا للرسم , حتى لسور كاملة , وآيات كثيرة , فلا بد أن يكون الترتيب العثمانى هو الذى استقر فى العرضة الأخيرة كالقراءات التى فى مصحفه , ولم يبلغ ذلك أبيا وابن مسعود , كما لم يبلغها نسخ ما وضعاه فى مصاحفهما من القراءات التى تخالف المصحف العثمانى , ولذلك كتب أبى فى مصحفه سورتى الحفد والخلع وهما منسوختان .قاله السيوطي وأجمله الزرقاني


- الرد على ما جاء فى رواية يوسف بن ماهك عن سؤال العراقى عائشة أن تريه مصحفها ليؤلف عليه مصحفه , أن يوسف بن ماهك لم يدرك زمان إرسال عثمان المصاحف إلى الآفاق , وذكر الحافظ بن حجر أن الذى يظهر لى أن هذا العراقى كان ممن يأخذ بقراءة ابن مسعود وكان ابن مسعود لما حضر مصحف عثمان إلى الكوفه لم يوافق على الرجوع عن قراءته ولا على إعدام مصحفه , فكان تأليف مصحفه مغايرا لتأليف مصحف عثمان الذي ولا شك أنه أظهر من غيره .

- والرد على من احتج بقصة سؤال عثمان رضى الله عنهما عن سبب قرنه سورة براءة بسورة الأنفال من غير أن يفصل بينهما بسطر بسم الله الرحمن الرحيم ،
أنه أثر لا يعرف إلا من طريق عوف بن أبى جميلة الأعرابى عن يزيد الفارسى , وفى كل واحد منهما كلام لأئمة الجرح والتعديل , فالأول مبتدع والثانى مشتبه اشتباها يصيره فى عداد المجاهيل , ثم على تقدير صحة هذا الأثر فإن عثمان رضى الله عنه لم يقل ذلك رأيا , إذ كان مثله لا يقال بالرأى , وأنه إنما قاله توفيقا , لأن مثله لا يؤخذ إلا بتوقيف .
ذكره صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ

حكم التنكيس في القراءة والصلاة
أقوال العلماء في المراد بالتنكيس
- حمل بعض أهل العلم النهى المذكور على تنكيس القرآن تنكيس الآيات دون السور بأن يقرأ السورة من آخرها إلى أولها لكن أبا عبيد فى غريبه لم يقبل هذا التأويل لكونه غير معروف فى زمن من نقل عنهم النهى كابن مسعود مثلا حين سئل عن رجل يقرأ القرآن منكوسا فقال : ( ذلك منكوس القلب ) .
- والأظهر أن تنكيس القرآن المراد به تنكيس السور كأن يقرأ من آخرها أو أولها قاله أبا عبيد وحكاه
عن الحسن وابن سيرين
حكم التنكيس في القراءة والكتابة والصلاة
1- تنكيس الآيات
لاخلاف بين علماء السلف فى وجوب مراعاة ترتيب الآيات فى الكتابة والقراءة وأن تنكسيها أمر محرم , فقد جاء النص بترتيب الآيات فصار ذلك الترتيب وتوقيفيا , وقد صرح غير واحد من أهل العلم بوجوب مراعاة الترتيب فى الآيات وحرمة تنكسيها .قاله النووي في التبيان وروى ابن أبى داود عن إبراهيم النخعى الإمام التابعى الجليل ,
والإمام مالك بن أنس أنهما كرها ذلك , وأن مالكا كان يعيبه , ويقول هذا عظيم )

وحكى أصحابنا الحنابلة نحوا من ذلك عن الإمام أحمد , فقد سأله حرب عمن يقرأ أو يكتب من آخر السورة إلى أولها فكرهه شديدا .

2
- تنكيس السور
الأول- القول بكراهة التنكيس فى القراءة والصلاة هو مذهب الحنفية والمالكية ,والحنابلة , وإليه مال متأخرى الشافعية ونقله البيهقى
الثاني- القول بجواز القراءة على غير ترتيب المصحف وهو رواية عن الإمام أحمد لما ثبت فى الصحيح من حديث حذيفة رضى الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم فى تنفله ذات , ليله فقرأ البقرة ثم النساء ثم آل عمران .
الثالث - أجازه آخرون في تعليم الصبيان فقط كما قال الأمام أحمد لما سئل عن مسألة التنكيس وقراءة المصحف من آخره إلى أوله : ( لا بأس به , أليس يعلم الصبى على هذا ؟) وقال فى رواية مهنا : ( أعجب إلى أن يقرأ من البقرة إلى أسفل ) وقال بجوازه أبو عبيد

تتمة القول في مسألة ترتيب المصحف للشيخ صالح الرشيد
المتأمل فى كلام أهل العلم على مسألة مراعاة ترتيب المصحف حال الصلاة والقراءة يلحظ اتفاقهم على أولوية مراعاة الترتيب المذكور , ولكونه يتفق مع غالب قراءته صلى الله عليه وسلم ومواظبته على ذلك , وهكذا كانت قراة أصحابه رضوان الله عليهم فى الغالب الأعم من أحوالهم , نعم قد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه خلاف ذلك لكنه فى النادر من قراءتهم , وهو محمول على بيان الجواز وقد يستدل به على نفى كراهة التنكيس بين السور , ولهذا مال فريق من أهل العلم إلى القول بسنية القراءة على ترتيب المصحف .
وعبر فريق آخر عن ذلك بالاستحباب , وماهذا سبيله لا ينبغى العدول عنه، والله أعلم بالصواب)
.ذكره صَالِحٌ بْنُ مُحَمَّدِ الرَّشيدِ

بارك الله فيك، قد أحسنت في عنونة الفقرات وتنسيقها جيدا، لكن الكثير من فقرات الموضوع الأصل نسخت بنصها، وهذا يخالف مطلب التلخيص، فأرجو الانتباه لذلك جيدا
التقييم:
الشمول ( شمول التلخيص أهمَّ المسائل ) : 20 / 20
الترتيب ( ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا منطقيًّا ): 15 / 15
التحرير ( استيعاب الأقوال في المسألة واختصارها مع ذكر أدلتها ووجهها ومن قال بها ) : 15 / 20
الصياغة ( حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم ) : 10 / 10
العرض : ( حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه ) : 5 / 5
الدرجة: 63/70
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #35  
قديم 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م, 11:40 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

- لله الحمد من قبل ومن بعد - المستوى الثاني

رد مع اقتباس
  #36  
قديم 12 ربيع الثاني 1436هـ/1-02-2015م, 01:13 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

البناء العلمي
الأسئلة:

س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
البناء العلمي الجيد مهم لطالب العلم فيساعده على سرعة التحصيل العلمي ويكسبه القدرة العالية على تصنيف المسائل العلمية ، وللعلماء في ذلك أمثلة كثيرة منها :
شيخ الإسلام بن تيمية وقف على 25 تفسيرا مسندًا ولخص أقوال السلف على جميع القرآن ، واسحاق بن راهوية قال عن نفسه كأني أنظر إلى مائة حديث في كتبي وثلاثين ألف أسردها وهذا من عنايتهم بكثرة الإطلاع والتكرار حتى الإتقان .
س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
1- أن يتخذ الطالب لنفسه كتابًا من الأصول في العلم الذي يدرسه يدمن قراءته ويستظهر مسائله ويضبطها جيدا .
مثال لذلك ابن فرحون رحمه الله أكثر من الإطلاع على تفسير ابن عطية حتى كاد يحفظه فكان أصلا يرجع إليه .
2- أن ينشأ الطالب لنفسه أصلا من كتب أحد العلماء فيتتبع هذا العالم في كتبه فيستفيد من طريقته في المسائل ويضبطها جيدا .
مثال لذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أقبل على كتب شيخ الإسلام بن تيمية إقبالا كبيرا فاستفاد منها أصلًا علميا يرجع إليه .

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
1- دراسة مختصرة لعلم من العلوم .
2- الزيادة على الأصل المختصر الذي درسه حتى يراجعه مع زيادة تفصيل عليه .
3- تكميل جوانب التأسيس في جوانب الضعف التى لدي الطالب فيدرس مختصر فيه يعالج ذلك الضعف .
4- قراءة كتاب جامع في ذلك العلم واتخاذ أصل مرجعي يعود إليه .
5- القراءة المبوية في العلم الذي يضبطه .
6- المراجعة المستمرة للأصل العلمي الذي اتخذه .

رد مع اقتباس
  #37  
قديم 25 ربيع الثاني 1436هـ/14-02-2015م, 12:10 PM
هيئة التصحيح 7 هيئة التصحيح 7 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 6,326
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
البناء العلمي
الأسئلة:

س1: بيّن أهميّة البناء العلمي في مسيرة طالب العلم ، ومثل لعناية العلماء به.
البناء العلمي الجيد مهم لطالب العلم فيساعده على سرعة التحصيل العلمي ويكسبه القدرة العالية على تصنيف المسائل العلمية ، وللعلماء في ذلك أمثلة كثيرة منها :
شيخ الإسلام بن تيمية وقف على 25 تفسيرا مسندًا ولخص أقوال السلف على جميع القرآن ، واسحاق بن راهوية قال عن نفسه كأني أنظر إلى مائة حديث في كتبي وثلاثين ألف أسردها وهذا من عنايتهم بكثرة الإطلاع والتكرار حتى الإتقان .
س2: الأصول العلمية على أنواع اذكرها ، ومثّل لكل نوع بمثال.
1- أن يتخذ الطالب لنفسه كتابًا من الأصول في العلم الذي يدرسه يدمن قراءته ويستظهر مسائله ويضبطها جيدا .
مثال لذلك ابن فرحون رحمه الله أكثر من الإطلاع على تفسير ابن عطية حتى كاد يحفظه فكان أصلا يرجع إليه .
2- أن ينشأ الطالب لنفسه أصلا من كتب أحد العلماء فيتتبع هذا العالم في كتبه فيستفيد من طريقته في المسائل ويضبطها جيدا .
مثال لذلك الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله أقبل على كتب شيخ الإسلام بن تيمية إقبالا كبيرا فاستفاد منها أصلًا علميا يرجع إليه .
فاتك هنا أصلان :
3- أن ينشأ الطالب لنفسه أصلا من كتب لعدد من العلماء كما فع
ل شيخ الإسلام ابن تيمية في التفسير ، وقد ذكرتِ ذلك في إجابة السؤال الأول .
4 - التأليف : كما فعل الإمام السيوطي في التحبير .

س3: ما هي مراحل بناء الأصل العلمي؟
1- دراسة مختصرة لعلم من العلوم .
2- الزيادة على الأصل المختصر الذي درسه حتى يراجعه مع زيادة تفصيل عليه .
3- تكميل جوانب التأسيس في جوانب الضعف التى لدي الطالب فيدرس مختصر فيه يعالج ذلك الضعف .
4- قراءة كتاب جامع في ذلك العلم واتخاذ أصل مرجعي يعود إليه .
5- القراءة المبوية في العلم الذي يضبطه .
6- المراجعة المستمرة للأصل العلمي الذي اتخذه .

أحسنتِ ، بارك الله فيكِ ، إجابة جيدة ، وتنسيق متميز ، أحسن الله إليكِ ، ونفع بكِ .
يرجى الانتباه للملاحظات التي تمت الإشارة إليها أثناء التصحيح ، والاهتمام بالمراجعة بعد الفراغ من الإجابة ؛ لاستدراك الأخطاء الكتابية وتصويبها -إن وجدت- .
وفقكِ الله ، وسدد خطاكِ ، ونفع بكِ الإسلام والمسلمين .

رد مع اقتباس
  #38  
قديم 9 جمادى الأولى 1436هـ/27-02-2015م, 09:59 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

تلخيص درس " أنواع اختلاف التنوع "

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
أنواع الخلاف
هل ورد الخلاف بين السلف ؟
نوع الخلاف بين السلف
أنواع اختلاف التنوع
أمثلة لاختلاف التنوع
أنواع الفروق بين الألفاظ
سبب اتحاد المعنى واختلاف اللفظ عند السلف
نوع الخلاف في أسباب النزول
مثال للخلاف في أسباب النزول

تلخيص الدرس:
موضوع الدرس
بيان لطبيعة الخلاف بين السلف وأنه اختلاف تنوع وشرح لذلك بالأمثلة .

أنواع الخلاف
1- اختلافُ التنوُّعِ : وهو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ ، إمالرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها منغيرِ معارض .
2- اختلافُ التضادِّ : وهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.

هل ورد الخلاف بين السلف ؟
الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير.

نوع الخلاف بين السلف
وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد .

أنواع اختلاف التنوع
الأول :أن يعبر كل واحد منهما عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى .
الثاني : أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه،وخصوصه .

أمثلة لأنواع اختلاف التنوع
مِثَالُ للصنف الأول :
تَفْسِير السلف لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ :
قَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ القُرْآنُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الإسْلامُ؛ فَهَذَانِ القَوْلانِ مُتَّفِقَانِ ؛لأنَّ دِينَ الإسْلامِ هُوَ اتِّباعُ القُرْآنِ ، ولكنْ كُلٌّ منْهُمَ انَبَّهَ عَلَى وَصْفٍ غَيرِ الوَصْفِ الآخر ، وَكَذلِكَ قَوْلهم : هُوَالسُّنَّةُ وَالجَمَاعَةُ ، وَقَوْلهم : هُوَ طَريقُ العبوديَّةِ وأمثالُ ذلِكَ .
فَهَؤُلاَءِ كلُّهُمْ أَشَارُوا إِلى ذَاتٍ وَاحِدَةٍ ، لَكِنْ وَصَفَهَا كُلٌّ منْهُمْ بِصِفَةٍ منْ صِفَاتِهَا.

مثال للصنف الثاني:
مَانُقِلَ في قولِهِ :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } سورةفاطر : 32
فَمَعْلُومٌ أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ يَتَنَاوَلُ المُضَيِّعَ لِلْوَاجِبَاتِ ، والمنْتَهِكَ لِلْمُحَرَّمَاتِ ، وَالْمُقْتَصِدُ يَتَنَاوَلُ فَاعِلَ الْوَاجِبَاتِ وَتَارِكَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَالسَّابقُ يَدْخُلُ فِيهِ منْ سَبَقَ فَتَقَرَّبَ بِالْحَسَنَاتِ مَعَ الْوَاجِبَاتِ ، فَالْمُقْتَصِدُونَ هُمْ أَصْحَابُ اليَمِينِ ، وَالسَّابقُونَ السابقون أُولَئِكَ الْمُقرَّبُونَ .
ثُمَّ إِنَّ كُلاًّ منْهُمْ يَذْكُرُ هَذَا في نَوْعٍ منْ أَنْواعِ الطَّاعاتِ
:
كقَوْلِ القائِلِ : السَّابقُ الَّذِي يُصَلِّي في أَوَّلِ الوَقْتِ ، وَالمُقْتَصِدُ الَّذِي يُصَلِّي فِي أَثْنَائِهِ ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي يُؤَخِّرُ العَصْرَ إِلَى الاصْفِرَارِ .
أَوْ يقُولُ : السَّابقُ وَالْمُقْتَصِدُ قَدْ ذكرَهُمْ في آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، فَإنَّهُ ذَكَرَ الْمُحْسِنَ بِالصَّدَقَةِ ، وَالظَّالمَ بِأَكْلِ الرِّبَا ،وَالعَادِلَ بِالبَيْعِ وَأَمْثَالُ هَذِهِ الأَقَاوِيلِ.

مثالًا آخَرَ : قولُه تعالى: {وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذهالأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ(({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})).فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.


أنواع الفروق بين الألفاظ
الألفاظ المترادفة : الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر.
الألفاظ المتباينة : هي أن هذا المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً عن اللفظ الآخر .
الألفاظ المتكافئة : يعني يكافئ بعضها بعضاً وهي التي تدل على مُسَمًّى واحدٍ وإن اختلف مسماه وهي المعنية في اختلاف التنوع الذي بين السلف .

سبب اتحاد المعنى واختلاف اللفظ عند السلف
تبيين معنى الكلام يختلف باختلاف المفسر لأسباب :
- لأنه تعبير عما فهمه من الكلام ،
- قد يكون هذا التعبير بالنظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شيء معين ،
- أو لحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية ،
- أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله ونحو ذلك.

نوع الخلاف في أسباب النزول
هذا الخلافَ يُعتبرُ اختلافَ تنوُّعٍ , ولا يُعتَبَرُ اختلافَ تناقُضٍ وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ.

مثال للخلاف في أسباب النزول
قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} هناك أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ{إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ{هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهومقطوعٌ عن الخيرِ وهكذا غيرُه مِن المشركين.

رد مع اقتباس
  #39  
قديم 7 جمادى الآخرة 1436هـ/27-03-2015م, 07:23 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
تلخيص درس " أنواع اختلاف التنوع "

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
أنواع الخلاف
هل ورد الخلاف بين السلف ؟
نوع الخلاف بين السلف
أنواع اختلاف التنوع
أمثلة لاختلاف التنوع
أنواع الفروق بين الألفاظ
سبب اتحاد المعنى واختلاف اللفظ عند السلف
نوع الخلاف في أسباب النزول
مثال للخلاف في أسباب النزول

تلخيص الدرس:
موضوع الدرس
بيان لطبيعة الخلاف بين السلف وأنه اختلاف تنوع وشرح لذلك بالأمثلة .

أنواع الخلاف
1- اختلافُ التنوُّعِ : وهو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ ، إمالرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها منغيرِ معارض .
2- اختلافُ التضادِّ : وهو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا.

هل ورد الخلاف بين السلف ؟ قد أقررت بوجود الخلاف في المسألة الأولى وصنفتيه، فكان الأولى أن تقدمي هذه المسألة أول الملخص.
الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير.

نوع الخلاف بين السلف
وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد .

أنواع اختلاف التنوع
الأول :أن يعبر كل واحد منهما عن المراد بعبارة غير عبارة صاحبه، تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى .
الثاني : أن يذكر كلٌ منهم من الاسم العام بعض أنواعه على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه،وخصوصه .

أمثلة لأنواع اختلاف التنوع
مِثَالُ للصنف الأول :
تَفْسِير السلف لِلصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ :
قَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ القُرْآنُ؛ وَقَالَ بَعْضُهُمْ : هُوَ الإسْلامُ؛ فَهَذَانِ القَوْلانِ مُتَّفِقَانِ ؛لأنَّ دِينَ الإسْلامِ هُوَ اتِّباعُ القُرْآنِ ، ولكنْ كُلٌّ منْهُمَ انَبَّهَ عَلَى وَصْفٍ غَيرِ الوَصْفِ الآخر ، وَكَذلِكَ قَوْلهم : هُوَالسُّنَّةُ وَالجَمَاعَةُ ، وَقَوْلهم : هُوَ طَريقُ العبوديَّةِ وأمثالُ ذلِكَ .
فَهَؤُلاَءِ كلُّهُمْ أَشَارُوا إِلى ذَاتٍ وَاحِدَةٍ ، لَكِنْ وَصَفَهَا كُلٌّ منْهُمْ بِصِفَةٍ منْ صِفَاتِهَا.

مثال للصنف الثاني:
مَانُقِلَ في قولِهِ :{ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ } سورةفاطر : 32
فَمَعْلُومٌ أَنَّ الظَّالِمَ لِنَفْسِهِ يَتَنَاوَلُ المُضَيِّعَ لِلْوَاجِبَاتِ ، والمنْتَهِكَ لِلْمُحَرَّمَاتِ ، وَالْمُقْتَصِدُ يَتَنَاوَلُ فَاعِلَ الْوَاجِبَاتِ وَتَارِكَ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَالسَّابقُ يَدْخُلُ فِيهِ منْ سَبَقَ فَتَقَرَّبَ بِالْحَسَنَاتِ مَعَ الْوَاجِبَاتِ ، فَالْمُقْتَصِدُونَ هُمْ أَصْحَابُ اليَمِينِ ، وَالسَّابقُونَ السابقون أُولَئِكَ الْمُقرَّبُونَ .
ثُمَّ إِنَّ كُلاًّ منْهُمْ يَذْكُرُ هَذَا في نَوْعٍ منْ أَنْواعِ الطَّاعاتِ
:
كقَوْلِ القائِلِ : السَّابقُ الَّذِي يُصَلِّي في أَوَّلِ الوَقْتِ ، وَالمُقْتَصِدُ الَّذِي يُصَلِّي فِي أَثْنَائِهِ ، وَالظَّالِمُ لِنَفْسِهِ : الَّذِي يُؤَخِّرُ العَصْرَ إِلَى الاصْفِرَارِ .
أَوْ يقُولُ : السَّابقُ وَالْمُقْتَصِدُ قَدْ ذكرَهُمْ في آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ ، فَإنَّهُ ذَكَرَ الْمُحْسِنَ بِالصَّدَقَةِ ، وَالظَّالمَ بِأَكْلِ الرِّبَا ،وَالعَادِلَ بِالبَيْعِ وَأَمْثَالُ هَذِهِ الأَقَاوِيلِ.

مثالًا آخَرَ : قولُه تعالى: {ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ. فما ذُكِرَ في هذهالأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ(({وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})).فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.


أنواع الفروق بين الألفاظ
الألفاظ المترادفة : الترادف التام يعني أن هذا اللفظ يساوي هذا من كل جهاته يساويه في المعنى من كل جهاته والترادف التام لا يوجد في القرآن ولا في اللغة أو إن وجد عند بعض المحققين من أهل العلم فإنه نادر.
الألفاظ المتباينة : هي أن هذا المعنى مختلف تماماً كما أن اللفظ مختلف تماماً عن اللفظ الآخر .
الألفاظ المتكافئة : يعني يكافئ بعضها بعضاً وهي التي تدل على مُسَمًّى واحدٍ وإن اختلف مسماه وهي المعنية في اختلاف التنوع الذي بين السلف .

سبب اتحاد المعنى واختلاف اللفظ عند السلف
تبيين معنى الكلام يختلف باختلاف المفسر لأسباب :
- لأنه تعبير عما فهمه من الكلام ،
- قد يكون هذا التعبير بالنظر إلى حاجة المتكلم من أنه سأل عن شيء معين ،
- أو لحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية ،
- أو بالنظر إلى عموم اللفظ وما يشمله ونحو ذلك.

نوع الخلاف في أسباب النزول
هذا الخلافَ يُعتبرُ اختلافَ تنوُّعٍ , ولا يُعتَبَرُ اختلافَ تناقُضٍ وسواءٌ كانَ سببُ النزولِ صريحًا أم غيرَ صريحٍ؛ فإنَّ القاعدةَ العامَّةَ هي أنَّ أسبابَ النزولِ تعتبرُ أمثلةً للعمومِ الواردِ في الآيةِ؛ لأنَّ العبرةَ بعمومِ اللفظِ لا بخصوصِ السَّببِ. كان الأولى شرح هذه القاعدة أولا والدليل عليها ثم التعرض لقضية تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسرون في تفسيرهم للآية.

مثال للخلاف في أسباب النزول
قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} هناك أقوالًا فيها تعيينُ الأبترِ، فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.
وإذا نظرتَ في هؤلاءِ الثلاثةِ وجدتَ أنَّ معنى الآيةِ{إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ{هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهومقطوعٌ عن الخيرِ وهكذا غيرُه مِن المشركين.

بارك الله فيك ونفع بك.
يلاحظ على الملخص الاختصار الزائد فقد فاتك الكثير من المسائل المهمة، وإن كان قد تعرض لأهم عنصرين فيه وهما أنواع اختلاف التنوع.
ومما لوحظ عليه أيضا وجود قصور في خطوة ترتيب المسائل ترتيبا موضوعيا.
هذه مقدمة وضعناها لكل الطلاب خاصة بأول تلخيص، أرجو أن توضح لك هذه الملاحظات بالتفصيل.
سنتكلم إن شاء الله على أصول في تلخيص دروس مقدمة التفسير أرجو أن تتبع في بقية الملخصات، وستلمسين منها بإذن الله استيعابا أفضل للدروس، كما أن الجهد فيها سيكون أخف بإذن الله.
ونذكر بالخطوات الخمس للتلخيص العلمي السليم، وهي:
استخلاص المسائل، ترتيبها، التحرير العلمي، حسن الصياغة، حسن العرض.
1- فالواجب أولا قراءة الدرس قراءة سريعة واستخلاص عناصره.
ونقصد بالعناصر الأفكار الرئيسة التي تناولها الدرس، فمثلا كل نوع من أنواع الاختلاف الوارد في التفسير يعتبر فكرة رئيسة من أفكار هذا الدرس.
2- ثم بعد تحديد العناصر التي هي موضوعات الدرس الأساسية نستخلص من كل عنصر مسائله.
ونقصد بمسائل العنصر ما يندرج تحته من أفكار أدق كاشفة ومبينة لمحتواه.
فاختلاف التنوع الراجع الذي هو من قبيل التمثيل للعمومات، تحته مسائل مثل:
- سبب وجود هذا الاختلاف بين المفسرين
- مثاله الموضح له
- فائدته، أي لماذا التفسير بالمثال أفيد من التفسير بالحد المطابق؟
ولو أخذنا عنصرا آخر كتنوع الأسماء والأوصاف، تحته أيضا مسائل:
- سبب وجود هذا النوع بين المفسرين
- أمثلة موضحة له
- أثر مقصود السائل في تحديد عبارة المفسر.
وغير ذلك من مسائل ذكرها المؤلف عند شرحه لهذا العنصر، وكلها مسائل متصلة به مباشرة.
فالخطوة الأولى: استخلاص العناصر
والخطوة الثانية جمع كل ما يتعلق بالعنصر من مسائل متصلة به مباشرة.
والخطوة الثالثة وهي مهمة جدا لكم على وجه الخصوص وتتعلق بربط العناصر والمسائل بموضوع الدرس، ما صلتها بالموضوع؟
بعض الطلاب يضع المسألة وهو لا يعرف ما فائدة وجود هذه المسألة في الدرس، فتجد هناك شتاتا بين فقرات الملخص، فلابد إذن من نظر مدقق يكتشف به الطالب صلة وجود هذه المسألة في الدرس.
قد تكون هذه المسألة مسألة تمهيدية يجعلها المؤلف كمدخل للدرس، وقد تكون مسألة استطرادية لكن مؤكد لها علاقة بالدرس، فنعرف أين يكون موضع هذه المسائل في الملخص، وذلك حتى نضمن ترتيبا سليما واتصالا قويا لفقرات الملخص بعضها ببعض وبموضوع الدرس.
ومن خلال استخلاص العناصر والمسائل وترتيبها ترتيبا موضوعيا متصلا يمكننا عمل أول وأهم جزء في الملخص وهو الخريطة العلمية للدرس. وهي شبيهة بقائمة عناصر مخلصات دروس التفسير.
1- فنبدأ بذكر الموضوع الرئيس للدرس.
2- ثم إن كان هناك مسائل ذكرها المؤلف كمدخل للدرس نفصلها في عنصر مستقل تحت اسم: التمهيد، ولا نخلطها بمسائل العماد التي هي المسائل الرئيسة.
3- ثم نذكر عناصر الدرس، وتحت كل عنصر مسائله المباشرة.
4- ثم المسائل الاستطرادية إن وجدت
5- ثم العنوان الأخير وهو: خلاصة الدرس.
بعد عمل هذه القائمة والتي نسميها الخريطة العلمية للدرس، نبدأ في تلخيص كلام الشراح وهو ما نسميه بالتحرير العلمي، تماما كما كنا نلخص كلام المفسرين تحت كل مسألة.
وكل ذلك يتبين لك بمطالعة نموذج الإجابة، ونرجو أن تقتدي به في التطبيقات القادمة إن شاء الله.


أنواع اختلاف التنوع

عناصر الدرس:
● موضوع الدرس
تمهيد:
... - معنى اتّفاق السلف في التفسير
... -
بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
... - أنواع الألفاظ عند الأصوليين
أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
● القسم الأول: اختلاف التضاد
... - معنى اختلاف التضاد.
... - مثاله.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
... - معنى اختلاف التنوع
... - أنواع اختلاف التنوع
... ..أ.
اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
.....ب. اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.

أ: اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى بلا تعارض.
..تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
...- سببه
..- مثاله

..الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
.. أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.

ب: اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد.
..
التفسير بالمثال.
. - سببه
..- مثاله
..فائدة التفسير بالمثال

تنبيهات في اختلاف التنوع
- قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول

- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
● خلاصة الدرس


تلخيص الدرس


● موضوع الدرس
موضوع الدرس هو شرح أنواع اختلاف التنوع الوارد عن السلف في التفسير.


● تمهيد
معنى اتّفاق السلف في التفسير

- اتفاق السلف في تفسير الآية أو الكلمة ليس معناه اتفاق أقوالهم في الألفاظ والحروف، بل يقصد بالاتفاق اتفاقهم في المعنى، ولا يعدّ اختلاف الألفاظ مع الاتفاق في المعنى اختلافاً في التفسير.
- لاختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى أسباب منها:
أ: وقوع اللفظ في جواب سؤال السائل عن شيء معيّن.
ب: مراعاة حال من أفيد بالتفسير كحاجته التي فيها إصلاحه من جهة الهداية.
ج: النظر إلى عموم اللفظ وما يشمله.

بيان قلة الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل.
- اختلاف السلف في الأحكام أكثر منه في التفسير.

أنواع الألفاظ عند الأصوليين.
الألفاظ عند الأصوليين خمسة:
متواطئة أو مشتركة أو مشككة أو مترادفة أو متباينة.
- الألفاظ المترادفة: هي الألفاظ التي تدل على مسمى واحد أو معنى واحد، كأسماء الأسد.
- الألفاظ المتباينة: هي الألفاظ المختلفة التي تدل على معان مختلفة، كالسيف والفرس.

- الألفاظ المتكافئة: هي الألفاظ التي تتفق في دلالتها على الذات، وتختلف في دلالتها على الصفات، كما قيل في اسم السيف المهند والبتار والصارم، ومثل أسماء القرآن كالفرقان والهدى والشفاء والبيان والكتاب، وأسماء الله الحسنى كالقدوس والسلام والسميع والعليم، وأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم كأحمد ومحمد والماحي والحاشر والعاقب، فهذه الأسماء مختلفة في الصفات مشتركة في دلالتها على الذات.



أقسام الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير
- ينقسم الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير إلى قسمين: اختلاف تنوع واختلاف تضاد.

- غالب ما صح عن السلف من الاختلاف يعود إلى اختلاف التنوع لا اختلاف التضاد.

● القسم الأول: اختلاف التضاد
- معنى
اختلاف التضادِّ: هو الذي يَلزمُ من القولِ بأحدِ القولَيْن انتفاءُ الآخَرِ.
- ومثالُه: مرجع الضمير المستتر في قوله تعالى: {فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا}.
-
قال بعضُ المفسِّرين: ناداها عيسى، وبعضُهم قال:ناداها جبريل، فهذا الاختلافُ يَرجعُ إلى أكثرَ مِن معنًى؛ لأنَّ المنادِيَ واحدٌ، فهو إما أن يكونَ عيسى وإما أن يكونَ جبريلَ، ولا يمكنُ أن يكونَ المنادِي هو جبريلُ وعيسى معًا، فهذا يُعتبرُ اختلافَ تضادٍّ؛ لأنه لا يمكنُ أن تحتملَ الآيةُ المعنَيَيْن معًا
.

القسم الثاني: اختلاف التنوع
-
معنى اختلاف التنوُّعِ: هو ما يمكنُ اجتماعُه في المفسَّرِ بلا تعارُضٍ ولا تضادٍّ،
إما لرجوعِ الأقوالِ على معنًى واحدٍ، وإما لتنوُّعِ الأقوالِ وتعدُّدِها من غيرِ مُعارِضٍ فتُحملُ الآية عليها جميعا.
- أنواع اختلاف التنوع
: ينقسم اختلافَ التنوُّعِ إلى قسمين:-
- قِسمٌ يعودُ إلى معنًى واحـدٍ.
- قسمٌ يعودُ إلى أكثرَ مِن معنًى، ولكن هذه المعانيَ غيرُ متناقِضةٍ ولا متضادَّةٍ، فإذا كانت غيرَ متناقِضةٍ فإنَّ الآيةَ تُحملُ على هذه الأقوالِ التي قالها السَّلفُ.


القسم الأول: ما ترجع فيه الأقوال إلى أكثر من معنى وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: تنوع الأسماء والأوصاف التي يعبر بها المفسر عن المعنى المراد.
سببه: تعبير المفسر عن المعنى المراد بعبارة غير عبارة المفسر الآخر تدل على معنى في المسمى غير المعنى الآخر مع اتحاد المسمى، بمنزلة الأسماء المتكافئة التي بين المترادفة والمتباينة.

مثاله: معنى الذكر في قوله تعالى:
{ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي}
- قيل: ذكري كتابي، أو كلامي، أو هداي.
- هذه الأسماء مختلفة في المعنى لكنّها متفقة على دلالتها على شيء واحد وهو القرآن.
مثال آخر: تفسير: "الصراط المستقيم" في قوله تعالى:
{اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}.
- قال بعض السلف: هو القرآن، وقال بعضهم: هو الإسلام، ومنهم من قال: هو طريق العبودية، ومنهم من قال: طاعة الله ورسوله، ومنهم من قال: أبو بكر وعمر.
-
هذه الألفاظ إذا نظرنا إليها نجدها مختلفةً من جهةِ الألفاظِ، لكنَّها متَّفِقةٌ من جهةِ دلالَتِها على شيءٍ واحدٍ، وبينَها تلازُمٌ؛ لأنَّ السُّنةَ والجماعةَ هي طريقُ العبوديةِ، ولا يمكنُ أن تُسلَكَ بغيرِ القرآنِ , والقرآنُ مستلزِمٌ للإسلامِ، وكذلك طاعةُ اللَّهِ ورسولِه. فهذه الأقوالُ بينَها تلازُمٌ، وهي تعودُ إلى أمر واحد في الحقيقة.
- إذا عُبِّرَ عن الصراطِ بأنه القرآنُ أو بأنه الإسلامُ، أو بأنه اتِّباعُ طريقِ أبي بكرٍ وعمرَ مَثَلًا، فهذا كلُّه صحيحٌ؛ لأنَّه يرجِعُ إلى أمر واحد يعرف به الصراطُ المستقيمُ.

الفرق بين دلالة اللفظ على الصفة ودلالته على العين في التفسير
- قد يعبّر عن الشيء بما يدلّ على عينه، وقد يعبّر عنه ببيان صفة من صفاته.
مثاله:
عندَما يقال: أحمدُ هو الحاشِرُ، فليس المرادُ أنَّ معنى أحمدَ هو معنى الحاشِرِ، وإنما المرادُ أنَّ أحمدَ هو الحاشِرُ، وهو الماحِي، وهكذا في سائر صفاته.
مثال آخر: إذا قيل: إن المراد بالذكر في قوله: {ومن أعرض عن ذكري} أنه هداي أو كتابي أو كلامي، فهي صفات راجعة إلى ذات واحدة.
مثال آخر: ما قيل في معنى الصراط المستقيم.

أثر مقصود السائل في عبارة المفسر.
- قد يكون مراد السائل معرفة العين المرادة باللفظ؛ وقد يكون مراده معرفة معنى الصفة التي وصفت بها العين؛ فيفسّر له بحسب حاجته.
مثاله: تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}.
- قد يكون قصد السائل معرفة المراد بالذكر في الآية؛ فيبيّن له بما يدلّ على أنه القرآن؛ فقد يقال: هو القرآن، وقد يقال: هو كلام الله، وقد يقال: هو الكتاب، وكلها ألفاظ عائدة إلى مراد واحد.
- وقد يعرف السائل أنّ المراد هو القرآن؛ لكنه يسأل عن معنى وصف القرآن بالذكر؛ فيفسّر له اللفظ بما يدلّ على معنى الصفة.
مثال آخر: معنى القدّوس.
- إذا كان قصد السائل معرفة المراد بالقدّوس؛ فيفسّر له بما يدلّ على أنّ المراد به هو الله تعالى.
- وإذا كان يعرف أنّ المراد به هو الله؛ لكنّه يسأل عن معنى وصفه بالقدّوس؛ فيكون التفسير بعبارات تبيّن معنى هذه الصفة، وهذا قدر زائد على تعيين المسمّى.
تنبيه:
- كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.


● القسم الثاني: ما ترجع فيه الأقوال إلى معنى واحد وهو على أنواع، منها:
النوع الأول: التفسير بالمثال.
سببه: تعبير المفسر عن الاسم العام ببعض أفراده على سبيل التمثيل وتنبيه المستمع على النوع، لا على سبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه.
مثاله: تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا منْ عِبَادِنَا فَمنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ}
1: ذَكرَ بعضُهم أنَّ السَّابِقَ هو الذي يُصلِّي في أوَّلِ الوقتِ، والمقتصِدَ الذي يُصلِّي في أثنائِه، والظالِمَ لنَفسِه هو الذي يؤخِّرُ العصرَ إلى الاصفرارِ.
- مَن فسَّرَ هذه الآيةَ بهذا التفسيرِ اقتصر على نوعٍ من أنواعِ الطاعاتِ، وهو الصلاةُ المفروضةُ، وأداؤُها في الوقتِ المحدَّدِ، ولكنَّ ذلك لا يعني أنَّ غيرَ ما ذُكِرَ لا يَدخُلُ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ.

2: ومنهم مَن قالَ: السابِقُ هو المُحسِنُ بأداءِ المستحبَّاتِ مع الواجباتِ؛ [أي: أنه يؤدِّي الزكاةَ ويُنفِقُ إنفاقًا زائدًا على الزكاةِ]، والظالِمُ لنَفْسِه آكِلُ الرِّبا أو مانعُ الزكاةِ، والمقتصدُ الذي يؤدِّي الزكاةَ المفروضةَ ولا يأكُلُ الرِّبا، ولا يُنفقُ أكثرَ من الزكاةِ.
- هذا التفسيرُ أيضًا للآيةِ إنما هو بنوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطَّاعاتِ، وهو الزكاةُ، ولا يعني هذا عدمَ دخولِ غيرِها من الطاعاتِ في مفهومِ الآيةِ؛ لأنَّ هذا من بابِ التفسيرِ بالمثالِ، فيمكنُ أنْ تُرتِّبَه على أيِّ نوعٍ آخَرَ من أنواعِ الطاعاتِ كَبـِرِّ الوالدَين وتلاوةِ القرآنِ وغيرِ ذلك.
مثال آخر: تفسير النعيم في قوله تعالى:
{ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
- قال بعضُ السَّلفِ: النعيمُ الأكلُ والشُّربُ، وقال بعضُهم: النعيمُ الصِّحةُ والأمنُ، وقال بعضُهم: النعيمُ هو الماءُ الباردُ في الليلةِ الصائفةِ، والماءُ الحارُّ في الليلةِ الشاتِيَةِ.
- ما ذُكِرَ في هذه الأقوالِ ليس هو كلَّ النعيمِ، وإنما هو أمثلةٌ للنعيمِ؛ لأنَّ النعيمَ هو كلُّ ما يَتنَعَّمُ به الإنسانُ، ويدلُّ لذلك ما وَردَ في الحديثِ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ قال لأبي بكرٍ وعُمرَ لمَّا أكلوا من طعامِ الأنصارِيِّ: (({ثم لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ})). فأرادَ أن يُنبِّهَهم إلى أنَّ هذا الأكلَ من النعيمِ الذي يُسأَلون عنه.
مثال آخر: معنى الحفدة في قوله تعالى:
{وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات}
- اختلف فيها المفسرون فمنهم من قال: الحفدة: هم أولاد الأولاد، الحفيد يعني ابن الابن، وقال آخرون: الحفدة: هم الأصهار يعني أزواج البنات، وقال آخرون: الحفدة: هم العبيد والخدم.
- هذا لا يعتبر اختلافاً لأن إرجاع معنى اللفظ إلى أصله اللغوي يوضح لك أن هذه جميعاً من أفراد اللفظ وليست تخصيصاً له ذلك.
- الحفد في اللغة هو المسارعة،
وقد جاء في الحديث: ((إليك نسعى ونحفد)) يعني نسرع في طاعتك بالسعي وبما هو أسرع من السعي نحفد من جهة السرعة.
-
فمن أوصاف الخادم أنه يسارع في خدمة سيده، ،
وسمي الخادم خادماً لأنه يسرع في إرضاء سيده.
- وكذلك ولد الولد باعتبار صغره وحداثة سنه ونحو ذلك وما لجده من الحقوق يسرع في إرضاء جده.
- وكذلك الأصهار أزواج البنات؛ الأصل أنهم يرضون ويسرعون في إرضاء آباء أولادهم من جهة البنات، وهكذا.

مثال آخر: معنى الحسنة في قوله تعالى: {والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبؤنهم في الدنيا حسنة } النحل.
- قال بعض المفسرين من السلف هي: المال، وقال آخرون: هي الزوجات والجواري، وقال آخرون: هي الإمارة.
- هذه تفاسير ظاهرها مختلف، لكن في الحقيقة يجمعها الحسن الذي يلائمهم، والحسنة فسرها العلماء بأنها ما يلائم الطبع ويسر النفس، وهم كانوا ظلموا من جهة أموالهم فإعادة الأموال والتوسع وتوسيع الأموال عليهم وكثرة الأرزاق عندهم هذا حسنة لا شك، والإمارة من ذلك والزوجات وكثرة الجواري لما حرموا منها في أول الإسلام من ذلك.

- إذاً فهذه التفاسير ترجع إلى شيء واحد ولا يعتبر هذا اختلافاً؛ لأن كل واحد ينظر إلى جهة.

فائدة التفسير بالمثال
- التعريف بالمثال قد يسهل أكثر من التعريف بالحد المطابق، لأن التحديد الدقيق للمصطلحات الشرعية ليس دائما صحيحا، وبالتالي لا يستفاد منه في العلم بحقيقة الشيء ومعرفته، كما أن العقل السليم يتفطن للنوع كما يتفطن إذا أشير له إلى رغيف فقيل له: هذا خبز.
- ومن فوائد التفسير بالمثال أن السلف فسروا القرآن لأجل الهداية؛ فقد يرى المفسر حاجة السائل فيفسر له الآية باعتبار حاجته أو حاجة المستمعين، فإن فسرها بذكر بعض أفرادها فإن هذا التفسير منه صحيح وليس بمخالف لتفاسير السلف


تنبيهات في اختلاف التنوع
-
قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

- إذا جاء السبب واحداً مثل قولهم في آية الظهار نزلت في أوس بن الصامت، ونحو ذلك فهذا لا يعني أن عموم اللفظ يخص بهذا السبب بل إن العموم له أفراد ومن أفراده هذه الحادثة التي حدثت.
- ودليله ما جاء في الصحيح أن رجلاً قبّل امرأة في الطريق وجاء للنبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وقال: إني لقيت امرأة في الطريق أو قال في أحد البساتين أو في أحد الحوائط ولا شيء يأتيه الرجل من امرأته إلا فعلته إلا النكاح؛ يعني إلا الوطء فسكت النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم ثم أنزل الله – جل وعلا – قوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} والحسنات مثل الصلاة تذهب السيئات فأخذها، فقال الرجل: يا رسول الله ألي وحدي؟ قال: ((لا، بل لأمتي جميعاً)) وهذا يعني أن خصوص السبب لا يخص به عموم اللفظ.

-
تعدد الأسباب الواردة في النزول عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب
.
- قد يَرِدُ عن المفسِّرِ الواحدِ من السَّلفِ أنها نـزلتْ في فلانٍ، ويَرِدُ عنه أنها نزلتْ في غيرِه؛ لأنها من بابِ التمثيلِ.

- ومثال ذلك
المرادِ بالأبتَرِ في قولِه سبحانَه وتعالى: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} فقد ورد فيها أقوال:
فقيل: هو العاصُ بنُ أميَّةَ، وقيلَ: الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيل: أبو جهلٍ، وقيل غيرُ ذلك.

وبالنظر إلى معنى الآيةِ {إنَّ شَانِئَكَ} أي: مُبْغِضَكَ {هُوَ الأَبْتَرُ} أي: الأقطعُ عن الخيرِ، يصْدُقُ على كلِّ واحدٍ منهم , فكلُّ واحدٍ منهم يُعتبرُ مثالًا لمَن أَبغضَ الرسولَ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ.
ولو قيل أيضًا: إنَّ المرادَ بها أبو لهبٍ لَصَحَّ ذلك؛ لأنه مُبغِضٌ للرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ , وهو مقطوعٌ عن الخيرِ، وهكذا غيرُه مِن المشركين.
فالمقصودُ إذَنْ أنَّ أسبابَ النـزولِ تُعتبرُ أمثلةً أيـًّا كانت صيغةُ هذا النـزولِ.


- فائدة في تفسير الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الألفاظ.

- إذا فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، وينبغي أن يكونَ ذِكرُ مثلِ هذه التفسيراتِ في حدودٍ ضيقةٍ؛ لأنَّ تفسيرَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ لا يُقارَنُ بتفسيرِ غيرِه.
- ومثالُ ذلك معنى القوة في قولُه تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}، فقد فسرها النبي صلى الله عليه وسلم بالرمي وفسرها غيره بذكور الخيل وبعضهم فسرها بالسيوف والرماح.


ضابط الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير
- يمكننا الحكم على نوع الأقوال الواردة بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها، ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة؛ فإذا كان ثَمَّ تلازم بينها وأن أحدهما يؤول إلى الآخر أو مرتبط بالآخر لا يقوم هذا إلا بهذا، أو أنها صفات مختلفة كل واحد ينظر إلى جهة فإن هذا لا يسمى اختلافاً لأن هذه الأقوال مؤداها واحد.

● خلاصة الدرس
- الاختلاف الوارد عن السلف في التفسير قليل وأنها من قبيل اختلاف التنوع لا التضاد.
- واختلاف التنوع هو ما يمكن اجتماعه في المفسر دون تعارض، أما اختلاف التضاد فهو ما يلزم من القول بأحد القولين انتفاء الآخر.
- ومن اختلاف التنوع ما يعود إلى معنى واحد، ومنه ما يعود إلى أكثر من معنى.
- من أنواع اختلاف التنوع الذي يعود إلى أكثر من معنى واحد: اختلاف الأسماء والأوصاف التي يعبر بها عن المعنى المراد.
- سبب هذا النوع هو اختلاف العبارات التي يذكرها المفسرون في المراد في الآية مع اتفاقها في الدلالة على المسمى، ومن أمثلتها تفسير الذكر في قوله تعالى: {ومن أعرض عن ذكري}، وتفسير الصراط المستقيم.

-
كثيراً مما يعبّر السَّلف كثيرًا عن المسمَّى بعبارةٍ تُنَزَّلُ على عَينِه؛ فلا يعني هذا أنها مطابِقةٌ له في المعنى، لكنها تدلُّ على عَينِ المسمَّى، وقد تكون هذه العبارة علما وقد تكون صفة.
- لابد من معرفة مقصود السائل لأنه محدد لعبارة المفسر.
- من اختلاف التنوع الذي يعود إلى معنى واحد هو التفسير بالمثال.
- سبب هذا النوع هو التعبير عن الاسم العام ببعض أفراده وتعريف المستمع بتناول الآية له والتنبيه على نظيره، لأن التعريف بالمثال أسهل من التعريف بالحد المطابق.
- من اختلاف التنوع تعدد أسباب النزول التي يذكرها المفسر وذلك عملا بقاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب

- إذا
فَسَّرَ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الآيةَ بتفسيرٍ، وكانتْ عبارةُ القرآنِ أعمَّ وأشملَ من تفسيرِه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ، فإذا كانت عبارةُ القرآنِ تحتملُ غيرَ ما قالَه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ فإنه يجوزُ أن تُفسَّرَ به، ولكن لا يُرَدُّ قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ.

- الحكم على نوع الأقوال الواردة في التفسير يكون بالنظر إلى المسمى الذي يجمعها ثم النظر إلى المسمى من جهة صفاته ومعانيه المختلفة.


ويطالع هذا الدرس للأهمية:
الدرس السابع: طريقة تلخيص الدروس العلمية



تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 20
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 13
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 80 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #40  
قديم 8 جمادى الآخرة 1436هـ/28-03-2015م, 05:16 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

تلخيص درس " الحذف والتضمين"



عناصر الدرس :

موضوع الدرس
مفهوم قاعدة التضمين
مذاهب النحاة في أحرف الجر وأحرف المعاني
الأول : مذهب الكوفيين
مثاله :
الثاني : مذهب البصريين
مثاله

فائدة ترجيح القول بالتضمين
أمثلة على ذلك :
كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن
خلاصة الدرس

تلخيص الدرس :

موضوع الدرس
شرح قاعدة الحذف والتضمين

مفهوم قاعدة التضمين
التضمينُ هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ في الآية .

مذاهب النحاة في أحرف الجر وأحرف المعاني
الأول : مذهب الكوفيين
وهم يرون أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض وهو ما يسمونه التعاقب
بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ , ويأخُذَ معناه.
مثال :
قال بعضهم في تفسير: {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع).
الثاني : مذهب البصريين
يقولون: أن تعدية الفعل بحرف جر لا يتعدي به في الجادة معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر المذكور وهذا ما يسمي بالتضمين وهو القول الصحيح .
مثال :
قولُه تعالى: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ} حرف الجر هنا يناسبه معنى آخر للجمع وهو الضم فيكون المعنى لقد ظَلمَكَ بسؤالِه ضَمَّ نَعجَتِك إلى نِعاجِه .

فائدة ترجيح القول بالتضمين
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ وفي هذا اختصار للكلام وعدم التكرار لبيان المقصود ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
أمثلة على ذلك :
- قال السلف في تفسير قوله تعالى: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: أراد هاماً بظلم، وهذا لأجل عدم التكرير لأن مبنى اللغة على الاختصار فبدل أن يكرر الفعلين يقول: أراد الظلم وهم بالظلم، قصد المعنى شامل أراد الظلم هاماً به .

- في قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء} هنا عداها بـ (إلى) فمعنى ذلك أنه أراد الاستواء الذي هو بمعنى العلو أولاً ثم أراد فيه مع الاستواء الذي هو العلو فعل آخر يناسبه التعدية بـ (إلى) الذي هو القصد والعمد فيكون المعنى أنه – جل وعلا– علا على السماء قاصداً عامداً .

كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن
التعرف على الفعل المحذوف والمضمن في الفعل الظاهر في الآية يتم من خلال:
- تأمل معنى الفعل الذي يناسب التعدية بـحرف الجر المذكور
- كثرة النظر إلى كلام المفسرين في قاعدة التضمين
- معرفة حروف المعانـي.

خلاصة الدرس
- التضمينُ هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ في الآية .
- أن النحاة اختلفوا في أحرف الجر ومعاني الحروف على قولين " التعاقب و التضمين " .
- أن
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ .
- أن اختلاف المفسرين في تفسيرهم للآيات تبعًا لقاعدة التضمين هو من اختلاف التنوع الحاصل عند السلف .

رد مع اقتباس
  #41  
قديم 10 جمادى الآخرة 1436هـ/30-03-2015م, 02:56 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
تلخيص درس " الحذف والتضمين"
عناصر الدرس :
موضوع الدرس
مفهوم قاعدة التضمين
مذاهب النحاة في أحرف الجر وأحرف المعاني
الأول : مذهب الكوفيين
مثاله :
الثاني : مذهب البصريين
مثاله

فائدة ترجيح القول بالتضمين
أمثلة على ذلك :
كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن
خلاصة الدرس

تلخيص الدرس :

موضوع الدرس
شرح قاعدة الحذف والتضمين

مفهوم قاعدة التضمين
التضمينُ هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ في الآية .

مذاهب النحاة في أحرف الجر وأحرف المعاني الكلام عن مذاهبهم في حال مخصوصة فنقول:
مذاهب النحاة في تعدية الفعل بحرف جر لا يتعدّى به في الجادّة، والأفضل أن تقدم هذه المسألة في أول الملخص.
الأول : مذهب الكوفيين
وهم يرون أن الأحرف قد ينوب بعضها عن بعض وهو ما يسمونه التعاقب
بينَ الحروفِ بأن يَرِدَ حرفٌ في مكانِ حرفٍ آخَرَ , ويأخُذَ معناه.
مثال :
قال بعضهم في تفسير: {لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه} يقول (إلى) هنا بمعنى (مع).
الثاني : مذهب البصريين
يقولون: أن تعدية الفعل بحرف جر لا يتعدي به في الجادة معناه أن يثبت معنى الفعل الأصلي ومعه يثبت معنى فعل مضمن فيه في داخله يناسب حرف الجر المذكور وهذا ما يسمي بالتضمين وهو القول الصحيح .
مثال :
قولُه تعالى: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بسُؤالِ نَعْجَتِكَ إلى نِعَاجِهِ} حرف الجر هنا يناسبه معنى آخر للجمع وهو الضم فيكون المعنى لقد ظَلمَكَ بسؤالِه ضَمَّ نَعجَتِك إلى نِعاجِه .

فائدة (سبب) ترجيح القول بالتضمين
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ وفي هذا اختصار للكلام وعدم التكرار لبيان المقصود ، وإلا فإنَّ تعاقُبَ الحروفِ لمجرَّدِ التفنُّنِ في الكلامِ ليس له معنًى.
ومن أهم فوائد القول بالتضمين سدّ باب التأويل الذي يفتحه التعاقب، ومثاله تفسير المؤولين لقوله تعالى: {ثم استوى إلى السماء}
أمثلة على ذلك :
- قال السلف في تفسير قوله تعالى: { ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} قال: أراد هاماً بظلم، وهذا لأجل عدم التكرير لأن مبنى اللغة على الاختصار فبدل أن يكرر الفعلين يقول: أراد الظلم وهم بالظلم، قصد المعنى شامل أراد الظلم هاماً به .

- في قوله تعالى {ثم استوى إلى السماء} هنا عداها بـ (إلى) فمعنى ذلك أنه أراد الاستواء الذي هو بمعنى العلو أولاً ثم أراد فيه مع الاستواء الذي هو العلو فعل آخر يناسبه التعدية بـ (إلى) الذي هو القصد والعمد فيكون المعنى أنه – جل وعلا– علا على السماء قاصداً عامداً .

كيفية التعرف على الفعل المحذوف والمضمن
التعرف على الفعل المحذوف والمضمن في الفعل الظاهر في الآية يتم من خلال:
- تأمل معنى الفعل الذي يناسب التعدية بـحرف الجر المذكور
- كثرة النظر إلى كلام المفسرين في قاعدة التضمين
- معرفة حروف المعانـي.

خلاصة الدرس
- التضمينُ هو اختيارُ فِعلٍ أو شِبهِ فعلٍ يتناسَبُ مع الفعلِ المذكورِ وحرْفِ الجرِّ المذكورِ في الآية .
- أن النحاة اختلفوا في أحرف الجر ومعاني الحروف على قولين " التعاقب و التضمين " .
- أن
التَّضمِينُ أبْلَغَ في اللغةِ من تعاقُبِ الحروفِ؛ لأنه يتضمَّنُ معنًى زائدًا على المعنى الأصلِيِّ للكلمَةِ .
- أن اختلاف المفسرين في تفسيرهم للآيات تبعًا لقاعدة التضمين هو من اختلاف التنوع الحاصل عند السلف .



أحسنت، أحسن الله إليك وبارك فيك.
فاتك عنصر مهم، وهو وإن لم يُذكر مباشرة في الدرس إلا أنه يجب الإشارة إليه وهو:
- علاقة التضمين باختلاف التنوع
وقد أشرت إليه إشارة سريعة في خلاصة الدرس.

فنفصل القول فيه ونقول: إن اختلاف الأقوال الواردة عن المفسرين بسبب التضمين نتيجة اختلاف اجتهادات المفسرين في استنباط المعاني المضمنّة في الأفعال، وهي اختلافات من قبيل اختلاف التنوع يمكن أن تحمل الآية عليها جميعا.
وعنصر آخر: لماذا كان التضمين من أنفع قواعد التفسير؟

يعتبر التضمين من أنفع القواعد في التفسير، فإن كان في التضمين دلالة على جزالة وفصاحة اللغة وغزارة معانيها مع قلة الألفاظ، فكلام الله أعظم كلام وبتطبيق هذه القاعدة تظهر معاني عظيمة لا تُحصى مضمّنة في ألفاظ القرآن.

هذا نموذج الإجابة الخاص بقائمة عناصر الدرس:
الحذف والتضمين
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
.. - تعدية الفعل بنفسه وبالحرف.
مذاهب النحويين في تعدية الفعل بحرف لا يُعدّى به في الجادّة.
.. المذهب الأول: التعاقب
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

. المذهب الثاني: التضمين
... - شرطه
... - معناه
... - أصحابه
... - مثاله

المذهب الراجح

● علاقة التضمين باختلاف التنوع
لماذا كانت قاعدة التضمين من أنفع قواعد التفسير؟
● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 26
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 93 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 12 جمادى الآخرة 1436هـ/1-04-2015م, 02:35 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

المراسيل في التفسير

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث
الحديث المرسل
المقصود بالحديث المرسل
ضوابط قبول المراسيل في التفسير
صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل


طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ
أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ

تلخيص الدرس:
موضوع الدرس
المراسيل في التفسير

● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث :
غالب أسانيد التفسير لا تكون بقوة أسانيد الحديث فتجد الأسانيد ضعيفة في التفسير ، لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.

الحديث المرسل

المقصود بالحديث المرسل
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه .

ضوابط قبول المراسيل في التفسير :
- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
- تعدد الروايات عن حدث واحد واستحالة التواطؤو على الكذب فيه .
- استحالة أخذهم من شخص واحد فإن استحال ذلك فلا شك بصدق الحدث الذي كررته الروايات وإن اختلفت صحة التفاصيل .

صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل :
معلوم أن الصحابة والتابعين لا يتعمدون الكذب ، أما الخطأ فقد يجوز على أحدهم أن يخطئ والخطأ والنسيان عرضة لابن آدم لكن هذا الخطأ والنسيان في تفاصيل القصص الطوال لا ينفي وقوعها
مثال : ما ذكر في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم فهذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا معلوم يقينا وإنما اختلف في تفاصيل القصة كمقدار الثمن وغير ذلك .

طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ

قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ وغيرُه عن السَّلفِ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.
فإذا نظرتَ إلى هذا الاختلافِ في المرادِ بالبيتِ المعمورِ فإنَّك تَجِدُ أنَّ سببَ الخلافِ هو هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟
نوع الخلاف
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
كيفية الترجيح

هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه. وهذا قولُ الجمهورِ و الحديث يثبت أوصاف للبيت وهي أنه في السماءِ السابعةِ، وأن إبراهيمَ عليه السلام مُسنِدًا ظهرَه إليه، وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه
أما الأوصافُ التي اختلف عليها السَّلفُ :

أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فترجح الأقوال كالآتي

- كونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
-كونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
- ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.


أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ
- قولُه تعالى {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}.
الخلافُ في معنى " العتيق " يرجعُ إلى قولَيْنِ أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ، والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
سببُ الخلافِ
يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.

وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ ، والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا .

-
قولُه تعالى{وأمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ}
فأما الطاغيةُ ففيها ثلاثةُ أقوالٍ "
الفِعلةُ الطاغيةُ التي هي كُفرُهم وطغيانُهم ، الصَّيْحةُ الطاغيةُ التي أُهلِكوا بها فطغَتْ على كلِّ صيحةٍ ، الرجُلُ الطاغيةُ الذي هو عاقِرُ الناقةِ "
سبب الخلاف :
أن لفظُ (الطاغية) في الآيةِ وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فيحتملُ أن يكونَ هذا المحذوفُ هو أحَدَ المعاني الثلاثةِ المذكورةِ، وهو ما يسمي بالتواطؤو .

ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
ويمكنُ أن يقالَ أيضًا: إنَّ السياقَ يدلُّ على أن المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ .

ويختلف ترجيح المفسرون في ذلك وهو من اختلاف التنوع لأنَّ لفظَ الآيةِ يحتمِلُها جميعًا .

رد مع اقتباس
  #43  
قديم 14 جمادى الآخرة 1436هـ/3-04-2015م, 06:18 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
المراسيل في التفسير

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث
الحديث المرسل
المقصود بالحديث المرسل
ضوابط قبول المراسيل في التفسير
صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل


طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ
أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ

تلخيص الدرس:
موضوع الدرس
المراسيل في التفسير

● تمهيد:

أسانيد التفسير تختلف عن الحديث :
غالب أسانيد التفسير لا تكون بقوة أسانيد الحديث فتجد الأسانيد ضعيفة في التفسير ، لأن أسانيد التفسير مبناها على المسامحة وأن بعضها يعضد بعضاً وهذا هو الصحيح الذي عليه عمل الفقهاء وعمل الأئمة الذين احتاجوا إلى الروايات المرسلة في الأحكام والاستنباط.

الحديث المرسل

المقصود بالحديث المرسل
الحديث المرسل هو ما رفعه التابعي أو الصحابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمعه منه .

ضوابط قبول المراسيل في التفسير :
- ألا يكون صاحبه تعمد الكذب فيه.
- أن يكون صاحبه لم يخطئ فيه.
- تعدد الروايات عن حدث واحد واستحالة التواطؤو على الكذب فيه .
- استحالة أخذهم من شخص واحد فإن استحال ذلك فلا شك بصدق الحدث الذي كررته الروايات وإن اختلفت صحة التفاصيل .
الضابط الأول والضابط الثاني هي الضوابط المعتبرة في الحكم على صحة النقل، وما ذكر بعدهما
فهما وسيلة تحقيقهما (راجعي نموذج المسائل)

صدق الخبر لا يتعارض مع اختلاف التفاصيل :
معلوم أن الصحابة والتابعين لا يتعمدون الكذب ، أما الخطأ فقد يجوز على أحدهم أن يخطئ والخطأ والنسيان عرضة لابن آدم لكن هذا الخطأ والنسيان في تفاصيل القصص الطوال لا ينفي وقوعها
مثال : ما ذكر في قصة بيع جابر جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وهذه الرواية بعضها مطولة وبعضها مختصرة عند أهل العلم فهذه الحادثة معلومة يقيناً أن جابراً باع جمله على النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم بثمن وأن النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم لما ذهب إلى المدينة رد عليه الجمل والثمن وهذا معلوم يقينا وإنما اختلف في تفاصيل القصة كمقدار الثمن وغير ذلك .

طريقةِ التعامُلِ مع مرويَّاتِ السَّلفِ في التفسيرِ

قولُه تعالى: {وَالْبَيتِ المَعْمُورِ}.
ذَكرَ ابنُ جريرٍ الطَّبَريُّ وغيرُه عن السَّلفِ عدَّةَ أقوالٍ في معنى البيتِ المعمورِ، فقد وَردَ عن عليٍّ رَضِيَ اللَّهُ عنه أنه قال: إنه بيتٌ في السماءِ بِحِذاءِ الكعبةِ تَعمُرُه الملائكةُ، يَدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه، ويقالُ له: الضُّراحُ.
وورَدَ عن ابنِ عباسٍ من طريقِ العوفيِّ قال: بيتٌ بحذاءِ العَرشِ. وورد عن مجاهدٍ من طريقِ ابنِ أبي نَجِيحٍ أنه بيتٌ في السماءِ يُقالُ له: الضُّراحُ.
وعن عكرمةَ قال: بيتٌ في السماءِ بحيالِ الكعبةِ.
وعن الضحَّاكِ من طريقِ عُبيدٍ، قال: يزعُمون أنه يَروحُ إليه سبعونَ ألفَ ملَكٍ من قَبيلِ إبليسَ, يقالُ لهم: الحِنُّ.
ورَوى قتادةُ وابنُ زيدٍ عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ مُرسلًا أنه بيتٌ في السماءِ, وأنه يَدخُلُه في اليومِ سبعون ألفَ ملَكٍ لا يعودون إليه. وذَكرَ ابنُ حجَرٍ أنه وَردَ عن الحسَنِ ومحمدِ بنِ عبَّادِ بنِ جعفرٍ أنَّ البيتَ المعمورَ يُرادُ به الكعبةُ.
فإذا نظرتَ إلى هذا الاختلافِ في المرادِ بالبيتِ المعمورِ فإنَّك تَجِدُ أنَّ سببَ الخلافِ هو هل المرادُ بالبيتِ المعمورِ البيتُ الذي في السماءِ أو البيتُ الذي في الأرضِ الذي هو الكعبةُ؟
نوع الخلاف
التواطؤُ، وهو من قبيلِ الوصفِ الذي حُذِفَ موصوفُه، فوَصْفُ (المعمورِ) صالحٌ للكعبةِ وللبيتِ الذي في السماءِ.
كيفية الترجيح

هذا البيتُ الذي في السماءِ لا شكَّ أنه من عِلمِ الغيبِ، وما دام الأمرُ كذلك فإنه يَحتاجُ إلى أثَرٍ صحيحٍ، وقد ورد في ذلك حديثُ الرسولِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ الذي ذَكرَ فيه أنه رأى إبراهيمَ عليه السلامُ مُسنِدًا ظَهرَه إلى البيتِ المعمورِ، فذكرَ أنه بيتٌ يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه. وهذا قولُ الجمهورِ و الحديث يثبت أوصاف للبيت وهي أنه في السماءِ السابعةِ، وأن إبراهيمَ عليه السلام مُسنِدًا ظهرَه إليه، وأنه يدخُلُه سبعون ألفَ ملَكٍ, ثم لا يعودون إليه
أما الأوصافُ التي اختلف عليها السَّلفُ :

أنه بحِذاءِ الكعبةِ؛ وهذا مرويٌّ عن عليٍّ وعكرمةَ.
وإنه بحِذاءِ العَرشِ؛ وهذا مرويٌّ عن ابنِ عبَّاسٍ.
وأنَّ اسمَهُ الضُّراحُ؛ وهو مرويٌّ عن عليٍّ ومجاهِدٍ.
وأنَّ الذين يَدخلُونه يقالُ لهم: الحِنُّ. وهم من قَبِيلِ إبليسَ، وهذا انفرد به الضحَّاكُ.
فترجح الأقوال كالآتي

- كونُ هذا البيتِ الذي في السماءِ بحذاءِ الكعبةِ وردَ عن اثنينِ لا يمكنُ أن يتواطآ على الكذِبِ، وهما عليٌّ وعكرمةُ، واحتمالُ أن يكونَ عكرمةُ أخَذَه من عليٍّ فيه ضعفٌ، فينبغي قبولُ هذه الروايةِ؛ لأنها مرويَّةٌ عن صحابيٍّ، وعضَّدَها مُرْسَلٌ .
-كونُه اسمُه الضراحُ أيضًا مرويٌّ عن اثنينِ هما عليٌّ ومجاهِدٌ، ولم يَرِدْ أنَّ مجاهدًا رواه عن عليٍّ، فيكونُ أيضًا من بابِ تعدُّدِ الرواياتِ.
وبناءً عليه فلو قلتَ: إنَّ هذا البيتَ بحذاءِ الكعبةِ , وإنه يدخُلُه سبعونَ ألفَ ملَكٍ , وإنه يسمَّى الضراحَ يكونُ مقبولًا لتعدُّدِ الرواياتِ به عن الصحابةِ والتابِعينَ, وبناءً على قبولِ قولِ الصحابيِّ في الأمورِ الغيبيةِ.
- ولكن كونُ الذين يدخُلُونه من قبيلِ الحِنِّ، هذا لا يُقبلُ؛ لأنه تفرَّد به الضحَّاكُ. فيُتوقَّفُ فيه.
والمقصودُ أن يُنظَرَ ما اتَّفقَتْ فيه الرواياتُ فيُقبلَ، وما الذي افترقتْ فيه فيُتوقَّفَ فيه حتى يَرِدَ دليلٌ آخـرُ.


أمثلةٌ على الاختلافِ في التفسيرِ
- قولُه تعالى {وَلْيَطَّوَّفُوا بِالبَيْتِ العَتِيقِ}.
الخلافُ في معنى " العتيق " يرجعُ إلى قولَيْنِ أحدُهما أنه مُشتَقٌّ من العِتقِ ضدِّ العبوديةِ، والثاني أنه مشتَقٌّ من العَتَاقةِ وهي القِدَمُ.
سببُ الخلافِ
يرجعُ إلى اللغةِ، وهو أنَّ لَفظَ (العِتقِ) لفظٌ مُشترَكٌ يحتملُ هذا المعنى ويَحتملُ ذلك المعنى الآخَرَ، وهذا يُسمَّى بالاشتراكِ اللغويِّ.

وهذا الخلافُ يَدخلُ في اختلافِ التنوُّعِ؛ لأنَّ القولَيْنِ ليس بينَهما تعارُضٌ، فالبيتُ مُعتَقٌ من الجبابرةِ وغيرِهم, وهو في نفسِ الوقتِ قديمٌ ، والآيةُ تحتملُ التفسيرَيْنِ معًا .

-
قولُه تعالى{وأمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بالطَّاغِيَةِ}
فأما الطاغيةُ ففيها ثلاثةُ أقوالٍ "
الفِعلةُ الطاغيةُ التي هي كُفرُهم وطغيانُهم ، الصَّيْحةُ الطاغيةُ التي أُهلِكوا بها فطغَتْ على كلِّ صيحةٍ ، الرجُلُ الطاغيةُ الذي هو عاقِرُ الناقةِ "
سبب الخلاف :
أن لفظُ (الطاغية) في الآيةِ وصفٌ حُذِفَ موصوفُه، فيحتملُ أن يكونَ هذا المحذوفُ هو أحَدَ المعاني الثلاثةِ المذكورةِ، وهو ما يسمي بالتواطؤو .

ويمكنُ أن تُرَجَّحَ أحدُ هذه الأقوالِ بدليلٍ خارجيٍّ, وهو قولُه تعالى في آيةٍ أُخْرَى: {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا}. أي: بسببِ طُغيانِها، فتُجْعَلَ هذه الآيةُ تفسِّرُ الأخرى، فيكونُ القولُ الأولُ – وهو قولُ ابنِ عباسٍ ومجاهدٍ ومقاتِلٍ وأبي عبيدةَ وابنِ قتيبةَ– هو الراجِحَ، لوجودِ نظيرٍ له في القرآنِ في موضِعٍ آخَرَ.
ويمكنُ أن يقالَ أيضًا: إنَّ السياقَ يدلُّ على أن المرادَ بالطاغيةِ العذابُ؛ لأنه لما وَصفَ عذابَ عادٍ بالريحِ وَصفَ عذابَ ثمودَ بالطاغيةِ .

ويختلف ترجيح المفسرون في ذلك وهو من اختلاف التنوع لأنَّ لفظَ الآيةِ يحتمِلُها جميعًا .
من المهم ربط الأمثلة السابقة بموضوع الدرس وهو التعامل مع المراسيل، وعرضها بطريقة أيسر من ذلك بدل النسخ الحرفي
أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك
وهذه قائمة بمسائل الدرس نرجو أن تجدي فيها بعض الفائدة:
المراسيل في التفسير
عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- أكثر الأخبار المنقولة في التفسير ليست مرفوعة وإنما أغلبها موقوفا.
- ما كان من هذه الأخبار مرفوعا يكون مرسلا على الغالب
- مجيء الحديث والأسانيد على هذا النحو ليس موجبا لردّه.
- التعامل مع أسانيد التفسير ليس كالتعامل مع الأسانيد في الحديث
- يقبل النقل إذا صدق فيه صاحبه.


شروط الحكم على صدق النقل
..1- انتفاء الكذب العمد
..2- انتفاء الخطأ

أولا: التحقق من انتفاء الكذب في النقل
..1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
- غالب من يروي أسانيد التفسير لا يتعمّدون الكذب خاصة من الصحابة والتابعين وكثير من تابعي التابعين، لكن قد يعرض لهم الخطأ والنسيان.

ثانيا: التحقق من انتفاء الخطأ في النقل
- اتفاق الروايات في أصل الخبر يجزم بصدقه، أما تفاصيلها التي قد يختلف فيها فتحتاج إلى ترجيح بطرق أخرى مستقلة.
- مثال: قصة جمل جابر رضي الله عنه

● تعريف المرسل
● ضابط الحكم على صحة المرسل.
. .1- تعدد طرقه
. .2- خلوه من المواطأة والاتفاق
3- تلقّي العلماء له بالقبول

أمثلة للتعامل مع مرويات السلف في التفسير
هذه الطريقة تطبّق على المراسيل وعلى غيرها بل يستفاد منها في التاريخ والأدب وغير ذلك.
خلاصة الدرس.
تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 16
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 96 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #44  
قديم 16 جمادى الآخرة 1436هـ/5-04-2015م, 04:20 AM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
التفاسير التى اعتنت بنقول السلف

● التفسير بالرأي
- معناه
- أنواعه
- حكمه

- الضابط لحكمه
● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
- أسبابه
- أصناف جهات الخلاف

- منشأ الخطأ في الاستدلال

تلخيص الدرس
موضوع الدرس
بيان الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
قل الخلاف كثيرًا وندر الخطأ في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين، وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق .

التفاسير التى اعتنت بنقول السلف
تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه.

● التفسير بالرأي
- معناه
في الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط .
- أنواعه
التفسير بالرأي الصحيح
التفسير بالرأي الخاطىء
التفسير بالرأي المذموم

- حكمه
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.
الضابط لحكمه
الضابط في التفسير بالرأي: أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه عن اجتهاد فله أجر اجتهاده ولكنه لا يقر على خطأه .

● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
حَدَثَ بَعْدَ تَفْسِيرِِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ أي بعد القرون الثلاثة الأولى .
- أسبابه
مخالِفة منهجِ الاستدلالِ عندَ السلف

- أصناف جهات الخلاف

1- قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها ،فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم.
مثال :
الرافضة يفسرون قول الله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، وهذا من التفسير بالرأي المذموم .

2-
قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
مثال : لفظ الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات
أما المعنى المعهود في القرآن أن الزينة بشىء خارج الذات كقوله تعالى
{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} فالزينة هنا خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به
وكذلك قوله تعالى {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء ،
فمعنى الزينة في قوله تعالى
{ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يعنى ما تزينت به المرأة خارج عن ذاتها كالقُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك لأن هذا هو المعنى المعهود بالزينة في القرآن .
وتفسير الزينة هنا بالوجه من التفسير بالرأي الخاطىء المخالف للمعهود في القرآن .


- منشأ الخطأ في الاستدلال
1- خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ
مثال : تفسير المعتزلة وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} مدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكن هذه الفرق الضالة يَنفون رُّؤْيةَ الله تعالى ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى " النظَرِ بالعَيْنِ " إلى معنًى آخَرَ وهو " النظَرِ بمعنى الانتظارِ " مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ ، فهم بذلك أخطأوا في الدليل والمدلول معًا .

2- خطؤهم في الدليل لا في المدلول
مثال : تفسير المتصوفة ل
قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} بقولِهم: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ ذلك لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.

رد مع اقتباس
  #45  
قديم 19 جمادى الآخرة 1436هـ/8-04-2015م, 10:17 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
التفاسير التى اعتنت بنقول السلف

● التفسير بالرأي
- معناه
- أنواعه
- حكمه

- الضابط لحكمه
● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
- أسبابه
- أصناف جهات الخلاف

- منشأ الخطأ في الاستدلال

تلخيص الدرس
موضوع الدرس
بيان الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

● تمهيد:
فضل السلف في تفسير القرآن
قل الخلاف كثيرًا وندر الخطأ في التفاسير المنقولة عن الصحابة، وعن التابعين، وعن تبع التابعين، وذلك لأنهم فسروا القرآن راعوا فيه المتكلم به وهو الله – جل جلاله –، وراعوا به المخاطب به؛ وهو النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم وراعوا فيه المخاطبين به أيضاً وهم العرب قريش ومن حولهم في أول الأمر، أو العرب بعمومهم وأيضاً راعوا فيه اللفظ وراعوا فيه السياق، ولهذا تجد أن تفاسيرهم قد تبتعد في بعض الألفاظ عن المشهور في اللغة لكنها توافق السياق .

التفاسير التى اعتنت بنقول السلف
تفسير عبد الرزاق، ووكيع، وعبد بن حميد، وعبد الرحمن بن إبراهيم دحيم، ومثل تفسير الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه، وبقي بن مخلد، وأبي بكر بن المنذر، وسفيان بن عيينة وسنيد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبي سعيد الأشج، وأبي عبد الله بن ماجه.

● التفسير بالرأي
- معناه
في الأصل التفسير بالرأي معناه التفسير بالاجتهاد والاستنباط .
- أنواعه
التفسير بالرأي الصحيح
التفسير بالرأي الخاطىء
التفسير بالرأي المذموم

- حكمه
من السلف من منعه ومنهم من أجازه واجتهد في التفسير وهؤلاء هم أكثر الصحابة، وإذا جاز الاجتهاد وتفسير القرآن بالرأي فإنما يعنى بذلك أن يفسر القرآن بالاجتهاد الصحيح وبالرأي الصحيح يعني بالاستنباط الصحيح.
وأما الرأي المذموم فهو استنباط أو تفسير مردود وذلك لعدم توفر شـروط التفسير بالرأي فيه.
الضابط لحكمه
الضابط في التفسير بالرأي: أنه إذا اتبع هواه في التفسير صار ذلك من التفسير بالرأي المذموم المردود الذي جاء الوعيد على من قال به.
وأما التفسير بالرأي الذي يخطئ فيه صاحبه عن اجتهاد فله أجر اجتهاده ولكنه لا يقر على خطأه .
جميع ما سبق يتعلق بالتمهيد

● الخلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال
- وقت ظهوره
حَدَثَ بَعْدَ تَفْسِيرِِ الصَّحابةِ والتَّابعينَ وتابعيهم بإحسانٍ أي بعد القرون الثلاثة الأولى .
- أسبابه
مخالِفة منهجِ الاستدلالِ عندَ السلف

- أصناف جهات الخلاف
1- قوم اعتقدوا معاني، ثم أرادوا حمل ألفاظ القرآن عليها ،فإذا مَرَّتْ آيةٌ لا تُوافِقُ معتقدَهم يصرِفون الآيةَ عن ظاهرِها، ويُحرِّفُونها لتوافِقَ معتقدَهم، أو يَنفونُ دلالَتَها على المعنى الصحيحِ المخالِفِ لمعتقَدِهم.
مثال :
الرافضة يفسرون قول الله تعالى: {والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً} يفسرون الشجرة الملعونة بأنها معاوية – رضِي اللهُ عَنْه – وذريته، وهذا من التفسير بالرأي المذموم .

2-
قومٌ جَعلوا القرآنَ مجرَّدَ كلامٍ عربيٍّ، ففسَّروه على هذا النحوِ من غير نظر إلى المتكلم بالقرآن والمنـزل عليه.
مثال : لفظ الزينة في القرآن أخص من الزينة في لغة العرب، لغة العرب فيها أن الزينة كل ما يتزين به وقد يكون من الذات وقد لا يكون من الذات
أما المعنى المعهود في القرآن أن الزينة بشىء خارج الذات كقوله تعالى
{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} فالزينة هنا خارجة عن ذات ابن آدم فهي شيء مجلوب ليتزين به
وكذلك قوله تعالى {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} فالكواكب هي خارجة عن ذات السماء ،
فمعنى الزينة في قوله تعالى
{ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} يعنى ما تزينت به المرأة خارج عن ذاتها كالقُرط مثلاً والكحل واللباس ونحو ذلك لأن هذا هو المعنى المعهود بالزينة في القرآن .
وتفسير الزينة هنا بالوجه من التفسير بالرأي الخاطىء المخالف للمعهود في القرآن .


- منشأ الخطأ في الاستدلال نوع الخطأ وليس منشؤه
1- خطؤُهم في الدليلِ والمدلولِ
مثال : تفسير المعتزلة وتَبِعَهم على ذلك الرافضةُ والزَّيْديَّةُ قولُه تعالى: {وُجوهٌ يومَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} مدلولُ هذه الآيةِ أنَّ اللَّهَ تعالى يُـرى يومَ القيامةِ، لكن هذه الفرق الضالة يَنفون رُّؤْيةَ الله تعالى ويُحرِّفُون معنى الآيةِ {إلى رَبِّهَا ناظِرَةٌ} من معنى " النظَرِ بالعَيْنِ " إلى معنًى آخَرَ وهو " النظَرِ بمعنى الانتظارِ " مع أنَّ مادَّةَ (نَظَر) إذا عُدِّيَتْ بـ (إلى) لا تكونُ بمعنى الانتظارِ في اللغةِ العربيةِ، وإنما تكونُ بمعنى النظَرِ بالعَينِ ، فهم بذلك أخطأوا في الدليل والمدلول معًا .

2- خطؤهم في الدليل لا في المدلول
مثال : تفسير المتصوفة ل
قولُه تعالى: {إنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ} بقولِهم: هذا مَثلٌ ضربَه اللَّهُ للدُّنيا، ثم قسَّمَ الناسَ إلى ثلاثةِ أقسامٍ: فالهالِكُون في الدنيا هم الذين شَرِبُوا من النَّهَرِ، والذين خَلَطُوا عملًا صالحًا وآخَرَ سيِّئًا هم الذين غَرَفُوا غُرْفةً بأيديهم، والمتَّقُون الأبرارُ هم الذين لم يَشرَبُوا منه.
فهذا الكلامُ في حدِّ ذاتِه صحيحٌ، لكنَّ الخطأَ في الدليلِ ذلك لأنَّ الآيةَ لا تدلُّ على هذا.

بارك الله فيك وأحسن إليك

عندك تداخل في التقسيمات، فالخطأ الواقع من جهة العقيدة على صنفين،
- من يسلب لفظ القرآن معناه وما أريد به : (إلى ربها ناظرة)
- من يحمل لفظ القرآن ما لم يرد به ولم يدل عليه: { لن تراني}
وكل صنف نمثل له كما وضح لك ويشرح بالتفصيل، ثم نحكم على نوع الخطأ فيه مما يتعلق بالدليل والمدلول، فالخطأ في الدليل والمدلول تابع للكلام عن هذه الأصناف وأمثلتها وليس مسألة مستقلة كما سيظهر لك من قائمة العناصر.
ومن التمثيل على الصنف الثاني وهو الخطأ الذي منشؤه الاعتماد على الاحتمال اللغوي للفظ، عدم مراعاة حال المخاطبين بالقرآن ومن نزل عليهم ككلامهم عن الأهلّة.

هذه قائمة بمسائل الدرس أرجو أن تفيدك:


الاختلاف الواقع في التفسير من جهة الاستدلال

عناصر الدرس:
موضوع الدرس
● تمهيد:
- حكم التفسير بالرأي.
- فضل تفاسير الصحابة والتابعين


● جهات الخطأ في الاستدلال
.. أ:
جهة الاعتقاد
..ب: جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني

أولا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاعتقاد
- أصحابه
- أنواعه:
.. 1- النوع الأول
.. مثاله
. .2- النوع الثاني:
.. مثاله

- نوع الخطأ بناء على صحة أو خطأ المعاني المرادة.
- حكم هذا النوع من التفسير


ثانيا: الخطأ الواقع في التفسير من جهة الاحتمال اللغوي للفظ القرآني
- أصحابه
- مثاله
- حكم هذا النوع من التفسير


● خلاصة الدرس.

تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 25
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 17
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 13
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 15

= 85 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #46  
قديم 13 رجب 1436هـ/1-05-2015م, 10:25 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

آخر ما نزل من القرآن


عناصر الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة

آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن
الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
إشكال وجوابه


تلخيص الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر

- قالأبو العميس عن عبد المجيد بن سهيل عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبةقال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله والفتح}قال: صدقت. رواه مسلم . ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام
وكذا أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ . ذكر السيوطي في الدر المنثور
وكذا أخرجه النسائي عن ابن عباس . ذكر ابن كثير في تفسير القرآن العظيم
- روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت:{إذا جاء نصر اللّه والفتح }وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، ورواه الإمام أحمد والنّسائيّ . ذكر ابن كثير في تفسيره


القول الثاني: سورة براءة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن . قال الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا مروان بن معاوية عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا . قال الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيعٌ، عن البراء، قال،(آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة . قال ابن أبي شيبة في المصنف وكذا قال ابن أيوب البجلي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الإسلام وابن كثير في تفسيره .
- وفي الحديث المشهور في جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان للقرآن : عنابن عبّاس قال ( ...وكانت الأنفال منأوّل ما نزلبالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن ) وكذارواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم فيمستدركه ذكره ابن كثير في تفسيره.


القول الثالث: سورة المائدة
- حدّثنا سعيد عن أبي ميسرة،قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة . سنن سعيد بن منصور
- قال ابن وهب عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) . ذكر ابن كثير في تفسيره
- أخرجأحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذروالحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي:(يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) ذكر السيوطي في الدرر المنثور



آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} . قال محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة
- حدثنا خالد بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} . ذكر الهروي في فضائل القرآن
- حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}, قال:زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه . ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيع عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. ذكر ابن شيبة في المصنف


القول الثاني: آية الكلالة
- حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه،يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة}[النساء: 176]وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ). صحيح البخاري وكذا ذكر الهروي في فضائل القرآن ،وابن شيبة في مصنفه، وابن أيوب في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره .


القول الثالث: آية الربا
- حدثنا قبيصة عن ابن عباس قال: آخرما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا , وإنا لنأمربالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس . ذكر ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- أخبرنا مسدد عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة». ابن أيوب في فضائل القرآن


القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .بن سلام الهروي في فضائل القرآن


القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقدجاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفرحيمفإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرشالعظيم}.ذكر الوليد بن محمد الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..}إلى آخرها . ذكر ابن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة ، كذا قال محمد ابن أيوب في فضائل القرآن


أواخر مخصوصة


- آخر ما نزل بمكة :
- قيل سورة النبأ آخر ما نزل من المكي الأول وهو ما نزل قبل الهجرة . ذكر ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء
- وقال عطاء سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة . ذكر الزركشي في البرهان


- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بنكعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن ،فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلاهو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ابن أيوب في فضائل القرآن



أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن :
1- هذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
2- أو قد يرجع هذا الاختلاف إلى أن كل واحد منهم قد أخبر بما عنده من العلم وأن يكون ما قاله آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل الوحي بشىء آخر وهو لم يعلم ذلك . البيهقي في دلائل النبوة والذهبي في تاريخ الإسلام وقاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
3- أو يكون أراد به أن ما ذكر من ضمن أواخر الآيات التي نزلت . البيهقي في دلائل النبوة
4- ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
5- أنّ يكون كل منهم قد قصد آخرية مخصوصة .



الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
ما ذكر من السور :
- فأما سورة براءة فأولها نزل عقب فتح مكة فالغالب أن القائل بأنها آخر سورة نزلت أراد به بعضها وهي آيات : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم { والظاهر أنه أريد بها آخرية مخصوصة بأنها آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبي بكر والله أعلم .
-وأما سورة المائدة فغالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وآية { اليوم أكملت لكم دينكم } معلوم أنها نزلت في حجة الوداع في السنة العاشرة .
- وأما سورة النصر فهي آخر ما نزل من السور وليس الآيات ويدل عليه رواية مسلم عن ابن عباس كما أنها آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. ذكر الزرقاني في مناهل العرفان


ما ذكر من الآيات :
الراجح أن آخر ما نزل من الآيات هو قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وذلك لعدة أسباب منها :
1- ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
2- التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
3- أن غيرها من الآيات المذكورة غالبًا ما يقصد منه آخر ما نزل في الأحكام والتشريعات .


إشكال وجوابه
قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة، والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين و أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته . الزرقاني في مناهل العرفان

رد مع اقتباس
  #47  
قديم 15 رجب 1436هـ/3-05-2015م, 01:00 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
آخر ما نزل من القرآن


عناصر الموضوع:


آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر
...- القول الثاني: سورة التوبة
...- القول الثالث: سورة المائدة

آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
...- القول الثاني: آية الكلالة
...- القول الثالث: آية الربا
...- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
...- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن
الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
إشكال وجوابه


تلخيص الموضوع:

توجد مسألة: آخر سورة نزلت جميعا
أي كاملة، لذلك فهي مختلفة عن المسألة التالية
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم
...- القول الأول: سورة النصر

- قالأبو العميس عن عبد المجيد بن سهيل ((عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبةقال: قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة من القرآن نزلت جميعا؟ قلت: نعم{إذا جاء نصر الله والفتح}قال: صدقت. رواه مسلم . ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام
وكذا أخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عباسٍ . ذكر السيوطي في الدر المنثور
وكذا أخرجه النسائي عن ابن عباس . ذكر ابن كثير في تفسير القرآن العظيم
- روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت:{إذا جاء نصر اللّه والفتح }وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه، ورواه الإمام أحمد والنّسائيّ . ذكر ابن كثير في تفسيره


القول الثاني: سورة براءة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال: (سورة التوبة وهي آخر ما نزل من القرآن . قال الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا مروان بن معاوية عن ابن عباس، عن عثمان، قال: كانت براءة من آخر القرآن نزولا . قال الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيعٌ، عن البراء، قال،(آخر سورةٍ نزلت كاملةً براءة . قال ابن أبي شيبة في المصنف وكذا قال ابن أيوب البجلي في فضائل القرآن والذهبي في تاريخ الإسلام وابن كثير في تفسيره .
- وفي الحديث المشهور في جمع أمير المؤمنين عثمان بن عفان للقرآن : عنابن عبّاس قال ( ...وكانت الأنفال منأوّل ما نزلبالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن ) وكذارواه أحمد، وأبو داود، والنّسائيّ، وابن حبّان في صحيحه، والحاكم فيمستدركه ذكره ابن كثير في تفسيره.


القول الثالث: سورة المائدة
- حدّثنا سعيد عن أبي ميسرة،قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة)) يقتصر على موضع الشاهد، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة . سنن سعيد بن منصور
- قال ابن وهب عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة) . ذكر ابن كثير في تفسيره
- أخرجأحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذروالحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي:(يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت)) يقتصر على موضع الشاهد فقط فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه) ذكر السيوطي في الدرر المنثور



آخر آيات نزلت من القرآن الكريم
القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله}
- حدثنا همام عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} . قال (رواه محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة
- حدثنا خالد بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح قال: آخر أية أنزلت من القرآن:{واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} . ذكر الهروي في فضائل القرآن
- حدثنا حجاج، عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}, قال:زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين، صلوات الله عليه وسلامه . ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- حدّثنا وكيع عن السّدّيّ، قال: آخر آيةٍ نزلت: {واتّقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثمّ توفّى كلّ نفسٍ ما كسبت وهم لا يظلمون}. ذكر ابن شيبة في المصنف


القول الثاني: آية الكلالة
- حدّثنا أبو الوليد، حدّثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء رضي اللّه عنه،يقول: آخر آيةٍ نزلت:{يستفتونك قل: اللّه يفتيكم في الكلالة}[النساء: 176]وآخر سورةٍ نزلت براءةٌ ). صحيح البخاري وكذا ذكر الهروي في فضائل القرآن ،وابن شيبة في مصنفه، وابن أيوب في فضائل القرآن وابن كثير في تفسيره .


القول الثالث: آية الربا
- حدثنا قبيصة عن ابن عباس قال: آخرما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا)) , وإنا لنأمربالشيء لا ندري لعل به بأسا، وننهى عن الشيء لا ندري لعل ليس به بأس . ذكر ابن سلام الهروي في فضائل القرآن
- أخبرنا مسدد عن عمر، رضي الله عنه قال: «آخر ما أنزل من القرآن آية الربا، وأن نبي الله صلى الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها فدعوا الربا والريبة». ابن أيوب في فضائل القرآن


القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- حدثنا عبد الله بن صالح عن ابن شهاب قال:آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين .بن سلام الهروي في فضائل القرآن


القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة
- حدثنا محمد بن مسلم الزهري قال:(وآخر ما نزلت هذه الآية قوله تعالى: {لقدجاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوفرحيمفإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرشالعظيم}.ذكر الوليد بن محمد الموقري في الناسخ والمنسوخ للزهري
- حدثنا همام عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة{لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..}إلى آخرها . ذكر ابن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة ، كذا قال محمد ابن أيوب في فضائل القرآن


أواخر مخصوصة


- آخر ما نزل بمكة :
- قيل سورة النبأ آخر ما نزل من المكي الأول وهو ما نزل قبل الهجرة . ذكر ابن سلامة في الناسخ والمنسوخ والسخاوي في جمال القراء
- وقال عطاء سورة المطففين هي آخر ما نزل بمكة . ذكر الزركشي في البرهان


- آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بنكعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة{ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن)) ،فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلاهو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} ابن أيوب في فضائل القرآن



أقوال العلماء في أسباب الخلاف في آخر ما نزل من القرآن :
1- هذه الأقوال ليس في شيء منها ما رفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويجوز أن يكون قاله قائله بضرب من الاجتهاد وتغليب الظن . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
2- أو قد يرجع هذا الاختلاف إلى أن كل واحد منهم قد أخبر بما عنده من العلم وأن يكون ما قاله آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزل الوحي بشىء آخر وهو لم يعلم ذلك . البيهقي في دلائل النبوة والذهبي في تاريخ الإسلام وقاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
3- أو يكون أراد به أن ما ذكر من ضمن أواخر الآيات التي نزلت . البيهقي في دلائل النبوة
4- ويحتمل أيضا أن تنزل الآية التي هي آخر آية تلاها الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع آيات نزلت معها فيؤمر برسم ما نزل معها وتلاوتها عليهم بعد رسم ما نزل آخرا وتلاوته فيظن سامع ذلك أنه آخر ما نزل في الترتيب . قاله القاضي أبو بكر في الانتصار ذكره الزركشي في البرهان
5- أنّ يكون كل منهم قد قصد آخرية مخصوصة .مثل ماذا؟



الراجح في آخر ما نزل من القرآن :
ما ذكر من السور :
- فأما سورة براءة فأولها نزل عقب فتح مكة فالغالب أن القائل بأنها آخر سورة نزلت أراد به بعضها وهي آيات : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم { والظاهر أنه أريد بها آخرية مخصوصة بأنها آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبي بكر والله أعلم .
-وأما سورة المائدة فغالبها نزل في غزوة تبوك وهي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وآية { اليوم أكملت لكم دينكم } معلوم أنها نزلت في حجة الوداع في السنة العاشرة .
- وأما سورة النصر فهي آخر ما نزل من السور وليس الآيات ويدل عليه رواية مسلم عن ابن عباس كما أنها آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم. ويؤيده ما روي من أنه قال حين نزلت: ((نعيت إلي نفسي)) وكذلك فهم بعض كبار الصحابة. ذكر الزرقاني في مناهل العرفان
كل ما ذكر إنما هو في آخرية مخصوصة، وليس آخرية مطلقة، وهو ما ذهب إليه العلماء في تفسير آخريتها الواردة عن الصحابة، وهناك أمثلة أخرى لأواخر مخصوصة أيضا.

ما ذكر من الآيات :
الراجح أن آخر ما نزل من الآيات هو قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وذلك لعدة أسباب منها :
1- ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
2- التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله.
3- أن غيرها من الآيات المذكورة غالبًا ما يقصد منه آخر ما نزل في الأحكام والتشريعات .
من صاحب الترجيح؟
ثم إنه رجح بعد نقده لعشر روايات في بيان آخر ما نزل حتى وصل إلى هذا القول، وكانت هذه المسألة التي تحتاج منك لتفصيل.

إشكال وجوابه
قالوا: لماذا لا تكون آية المائدة آخر ما نزل من القرآن؟ وهي قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً} . مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة، والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
والجواب: أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين و أن آية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}كانت آخر الآيات نزولا على الإطلاق لأن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال فقط. وتلك قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.
والأقرب أن يكون معنى إكمال الدين فيها يومئذ هو إنجاحه وإقراره وإظهاره على الدين كله ولو كره الكافرون. ولا ريب أن الإسلام في حجة الوداع كان قد ظهرت شوكته وعلت كلمته . الزرقاني في مناهل العرفان
أحسنت، بارك الله فيك
المسألة التي تحتاج إلى مراجعة هي مسألة مسالك العلماء في التوفيق بين المرويات الواردة في بيان آخر ما نزل.
لأن هناك خلاف كما رأيت فما تفسيره؟
فمنهم من جمع بينها وقال كل أخبر بما عنده من العلم أو بآخر ما سمع وظن أنه لم ينزل بعده وحي
وبعضهم قصد أنها من أواخر ما نزل وليس الآخر مطلقا
ومنهم من قصد آخرية مخصوصة
ومن أهل العلم من رجح بين هذه الروايات كلها واختار آخر ما نزل مطلقا كما فعل الزرقاني
ويمكنك مطالعة ذلك في نموذج الإجابة التالي


آخر ما نزل من القرآن



عناصر الموضوع:
آخر سورة نزلت جميعاً
آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم

● آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
مسالك العلماء في التوفيق بين الآثار المروية في آخر ما نزل في القرآن
● أواخر مخصوصة
إشكال وجوابه


خلاصة أقوال أهل العلم في آخر ما نزل من القرآن



آخر سورة نزلت جميعاً
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت)
. رواه مسلم واللفظ له، ورواه ابن أبي شيبة، والنسائي (ذكره ابن كثير)، وابن مردويه (ذكره السيوطي)

آخر سورة نزلت من القرآن الكريم مطلقاً
- القول الأول: سورة النصر، وتسمّى سورة الفتح
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال: قال لي ابن عباسٍ: تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟
قلت: نعم، {إذا جاء نصر الله والفتح}
قال: صدقت)
.
رواه مسلم واللفظ له، ورواه ابن أبي شيبة، والنسائي (ذكره ابن كثير)، وابن مردويه (ذكره السيوطي)

- القول الثاني: سورة براءة

- عن ابن عباس، عن عثمان، قال: (كانت براءة من آخر القرآن نزولا). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- عن أبي إسحاق، قال: سمعت البراء يقول: (آخر سورةٍ نزلت براءة). متفق عليه، ورواه أبو عبيد القاسم بن سلام في فضائل القرآن، وابن أبي شيبة في مصنفه، ومحمد بن أيوب الضريس في فضائل القرآن، وأورده ابن كثير في تفسيره عن الترمذي.

- القول الثالث: سورة المائدة

- عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح).
رواه الترمذي وقال: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.

وقد روى الحاكم في مستدركه، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
ذكره ابن كثير في تفسيره.
- عن جبير بن نفير قال: (حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنها آخر سورة نزلت). أخرجه أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وَابن المنذر والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه"
رواه السيوطي في الدر المنثور.



آخر ما نزل من آيات القرآن الكريم
- القول الأول: قوله تعالى: {واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله} البقرة.
- عن ابن جريج، قال: قال ابن عباس: (آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله }) رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
- عن الكلبي عن أبي صالح وسعيد بن جبير أنهما قالا إن آخر آية نزلت من القرآن {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} ). رواه محمد بن كثير العبدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة.
- عن مالك بن مغول، عن عطاء بن أبي رباح قال: (آخر أية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- القول الثاني: آية الكلالة
عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال:آخر آية أنزلت: { يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة } ). رواه البخاري، ورواه أبو عبيد في فضائل القرآن وابن أبي شيبه في مصنفه وابن الضريس في فضائله.
- القول الثالث: آية الربا
- عن الشعبي، عن ابن عباس قال: (آخر ما أنزل الله عز وجل على نبيه صلى الله عليه وسلم آية الربا). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.
- عن سعيد بن المسيب، عن عمر، رضي الله عنه قال: (آخر ما أنزل من القرآن آية الربا). رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

- القول الرابع: آية الربا وآية الدَّين
- عن عقيل، عن ابن شهاب قال: (آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين). رواه أبو عبيد في فضائل القرآن.

- القول الخامس: آخر آيتين من سورة التوبة

- عن قتادة أن أبي بن كعب قال: إن آخر عهد القرآن في السماء هاتان الآيتان خاتمة براءة {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم..} إلى آخرها).
رواه محمد بن كثيرٍ العَبْدي في الناسخ والمنسوخ لقتادة، وابن الضريس في فضائل القرآن واللفظ له.
- عن الربيع، عن أبي العالية: «أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن.
فقال أبيّ بن كعب: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم . فإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم}
قال: فهذا آخر ما أنزل من القرآن).
رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

آخر ما كتب في المصحف الذي جمعه أبو بكر الصديق رضي الله عنه
- عن الربيع، عن أبي العالية أنهم جمعوا القرآن في مصحف في خلافة أبي بكر، فكان رجال يكتبون، ويملّ عليهم أبي بن كعب حتى انتهوا إلى هذه الآية في سورة براءة: {ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بأنهم قوم لا يفقهون}، فظنوا أن هذا آخر ما أنزل من القرآن). رواه ابن الضريس في فضائل القرآن.

مسالك العلماء في التوفيق بين الآثار المروية في آخر ما نزل في القرآن
- المسلك الأول: الجمع بين الروايات.
واختلفوا في هذا الجمع على أوجه:
الوجه الأول: ا
عتبار أن ما روي من باب الاجتهاد وغلبة الظن، ويكون الاختلاف راجعا إلى أن كل واحد من الصحابة أخبر بما عنده من العلم، فيكون آخر ما سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم وظن أنه لم ينزل بعده وحي.
ذكره البيهقي والذهبي والباقلاني.
الوجه الثاني:
أن يكون كل واحد أخبر عن بعض ما نزل باعتبار أنه آخر، كما في الروايات الواردة في آخرية آية الربا، وآية {واتقوا يوما}، وآية الدين؛ لأن الظاهر أنها نزلت دفعة واحدة كترتيبها في المصحف ولأنها في قصة واحدة. ذكره السيوطي
الوجه الثالث: اعتبار أن يكونوا أرادوا أن ما ذكر من أواخر الآيات التي نزلت، ولا يُقصد بها أنها الآخرية المطلقة.

-
وذلك كما في الصحيحين من طريق البراء بن عازب أن آخر آية نزلت: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} وآخر سورة نزلت براءة.
- أمّا السّورة فالمراد بعضها أو معظمها وإلّا ففيها آياتٌ كثيرةٌ نزلت قبل سنة الوفاة النّبويّة.
ذكره ابن حجر.
الوجه الرابع: اعتبار
أنه يُراد بكل قول آخرية مخصوصة، فيكون:
- آية الربا وآية الدين آخر ما نزل من آيات الأحكام.
- قوله تعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى) آخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.
لحديث أم سلمة قال: (يا رسول الله. أرى الله يذكر الرجال ولا يذكر النساء) فنزلت: (ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض) ونزلت: (إن المسلمين والمسلمات) ونزلت هذه الآية فهي آخر الثلاثة نزولا وآخر ما نزل بعدما كان ينزل في الرجال خاصة.

- آخر الآيات نزولا: {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة}، يعني في آخر سورة نزلت (أي التوبة) .
- قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلى محرما..} آخر ما نزل في محاجة المشركين ومخاصمتهم وهم بمكة.

- قوله تعالى:
{وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ} آخر ما نزل في شأن قتل المؤمن عمدا.
- قوله تعالى: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ} آخر ما نزل في الفرائض.
- سورة براءة آخر ما نزل في شأن تشريع القتال والجهاد.
- سورة المائدة آخر سورة نزلت في الحلال والحرام فلم تنسخ فيها أحكام.

- قوله: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم) إلى آخر السورة آخر ما نزل من سورة براءة لا آخر مطلق.
ويؤيده ما قيل في هاتين الآيتين أنهما مكيتان بخلاف سائر السورة.
- قوله تعالى: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا..) آخر ما نزل مثبتا محكما ولم ينسخها شيء.
- آخر ما نزل مشعرا بوفاة النبي صلى الله عليه وسلم سورة (إذا جاء نصر الله والفتح) ويؤيده ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه قال حين نزلت: (نعيت إلى نفسي) وكذلك فهم كبار الصحابة. ويحتمل أيضا أنها آخر ما نزل من السور فقط لحديث ابن عباس: (آخر سورة نزلت من القرآن جميعا: (إذا جاء نصر الله والفتح)
).
ذكر ذلك السيوطي في الإتقان، والزرقاني في المناهل.

- المسلك الثاني: مسلك الترجيح بين الروايات
الأقوال الواردة في آخر ما نزل مطلقا:

الأول: أن آخر ما نزل قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ}. أخرجه النسائي من طريق عكرمة عن ابن عباس
وكذلك أخرج ابن أبي حاتم قال: آخر ما نزل من القرآن كله {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ} الآية. وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزولها تسع ليال ثم مات لليلتين خلتا من ربيع الأول.
الثاني: أن آخر ما نزل هو قول الله تعالى في سورة البقرة أيضا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}. أخرجه البخاري عن ابن عباس والبيهقي عن ابن عمر.
الثالث: أن آخر ما نزل آية الدين في سورة البقرة أيضا وهي قوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ} إلى قوله سبحانه: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} وهي أطول آية في القرآن.
واختار الزرقاني أن آخر هذه الثلاثة نزولا هو قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} .
وذلك لأمرين:
-أحدهما: ما تحمله هذه الآية في طياتها من الإشارة إلى ختام الوحي والدين, بسبب ما تحث عليه من الاستعداد ليوم المعاد وما تنوه به من الرجوع إلى الله واستيفاء الجزاء العادل من غير غبن ولا ظلم وذلك كله أنسب بالختام من آيات الأحكام المذكورة في سياقها.
-ثانيهما: التنصيص في رواية ابن أبي حاتم السابقة على أن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعد نزولها تسع ليال فقط ولم تظفر الآيات الأخرى بنص مثله. ذكره الزرقاني
.
- ورجح ابن حجر أن آخر سورة نزلت كاملة هي سورة النصر.
، لحديث ابن عباسٍ: (تعلم آخر سورةٍ نزلت من القرآن نزلت جميعًا؟...).

- المسلك الثالث: نقد المرويات في هذا الباب كلها
- قال الباقلاني: (ليس في هذه الروايات ما رُفع إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليس العلم بذلك من فرائض الدين حتى يلزم ما طعن به الطاعنون من عدم الضبط).
- قول الباقلاني متعقّب بأنّ ما صح عن الصحابة في نزول القرآن فله حكم الرفع؛ فإن اختلفت الروايات فيجمع بينها إن أمكن؛ فإن لم يمكن فالترجيح.


أواخر مخصوصة
- آخر ما نزل بمكة
- سورة النبأ

روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر غداة يوم إنزالها.
ذكر ذلك هبة الله المقريء في الناسخ والمنسوخ، والسخاوي في جمال القراء
- سورة المطففين
اختلفوا فيها، فقال ابن عباس: مدنية. وقال عطاء: هي آخر ما نزل بمكة.
ذكره الزركشي في البرهان


إشكال وجوابه
- اعتبار قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} آخر ما نزل.
سؤال: لماذا لا يعتبر قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} آخر ما نزل
مع أنها صريحة في أنها إعلام بإكمال الله لدينه في ذلك اليوم المشهود الذي نزلت فيه وهو يوم عرفة في حجة الوداع بالسنة العاشرة من الهجرة.
والظاهر أن إكمال دينه لا يكون إلا بإكمال نزول القرآن وإتمام جميع الفرائض والأحكام.
؟

الجواب: صرّح السدّي بأن هذه الآية آخر ما نزل، مع أنه قد ثبت أن هناك قرآنا نزل بعد هذه الآية حتى بأكثر من شهرين ومنه آيات الربا والدين وآية: {وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ}
وهذه قرينة تمنعنا أن نفهم إكمال نزول القرآن من إكمال الدين في آية المائدة المذكورة.

فيكون معنى إكمال الدين هو إفراد المؤمنين بالبلد الحرام وإجلاء المشركين عنه حتى حجه المسلمون لا يخالطهم المشركون، ويؤيده ما أخرجه من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس: (وحج المسلمون لا يشاركهم في البيت الحرام أحد من المشركين فكان ذلك من تمام النعمة {وأتممت عليكم نعمتي}) وهذه خلاصة ما ذكره ابن جرير والسيوطي والزرقاني.


تقييم التلخيص :
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 27
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 20
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 15
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 / 14
خامساً: العرض
(حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 15 / 14

= 90 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #48  
قديم 17 رجب 1436هـ/5-05-2015م, 09:12 PM
الشيماء وهبه الشيماء وهبه غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
المشاركات: 1,465
افتراضي

ثبوت النسخ والردّ على من أنكره

عناصر الموضوع:


بيان جواز النسخ
وثبوته :

..- الدليل على جواز النسخ عقلاً
.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة

- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة

بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم
- أقوال طوائف اليهود في النسخ
- اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ

تلخيص الموضوع
:


بيان جواز النسخ
وثبوته :


- الدليل على جواز النسخ عقلا


1-لأن للآمر أن يأمر بما شاء فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادةً في مدّةٍ معلومةٍ ثمّ يرفعها ويأمر بغيرها. الناسخ والمنسوخ لابن حزم ونواسخ القرآن لابن الجوزي

2-أن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بإذعان الانقياد لطاعة الأمر الناسخ والمنسوخ لابن حزم


3-أنه قد ثبت أنّ اللّه تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى، ومن الصّحّة إلى السّقم، ثمّ قد رتّب الحرّ والبرد، واللّيل والنّهار، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم فجائزٌ أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمانٍ دون زمانٍ، ويوضّح هذا أنّه قدجاز في العقل تكليف عبادةٍ متناهيةٍ كصوم يومٍ، وهذا تكليفٌ انقضى بانقضاء زمان. ابن الجوزي في نواسخ القرآن


.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة


قوله تعالى: {لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا}
فمعلومٌ أن شريعة كل رسولٍ نسخت شريعةً من كان قبله ،ومن أبين ما يدلّ على جواز النسخ للشرائع أنه قد ثبت أنّ من دين آدم عليه السّلام وطائفةٍ من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم، والعمل في يوم السّبت، ثمّ نسخ ذلك في شريعة موسى، وكذلكالشّحوم كانت مباحةً، ثمّ حرّمت في دين موسى، فإن ادّعوا أنّ هذا ليس بنسخٍ فقد خالفوا في اللّفظ دون المعنى . رواه ابن الجوزي في نواسخ القرآن والمكي بن أبي طالب في الإيضاح
...
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة
أجمع المسلمون على جواز النسخ والإجماع في الأمة دليل كافي على ثبوته لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت أن النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير في شريعة هذه الأمة عن سائر الشرائع الأخرى .


- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة


1- قال الله – جلَّ ذكره -: {يمحو الله ما يشاء ويثبت }
قال ابن عباسٍ وغيره: معناه: يمحو ما يشاء من أحكام كتابه فينسخه ببدلٍ أو بغير بدل،ويثبت مايشاء فلا يمحوه ولا ينسخه، ومثل هذا المعنى قال قتادة وابن جريج وغيرهم في هذه الآية. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


2- قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}.
فهذا نصٌ ظاهر في (جواز) زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى موضعها، وهذا النسخ من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


3- قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}.
فهذا نص ظاهر في جواز النّسخ للقرآن بالقرآن ، والمعنى على قراءةالجماعة: أن الله جل ذكره يخبر عن نفسه ويقول: ما نرفع من حكم آيةٍ ونبقي تلاوتها أو ننسكها يا محمد فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها هي أصلح لكم وأسهل في التعبّد، أو نأت بمثلها في العمل وأعظم في الأجر وفي هذه الآية قراءات بمعانٍ تقرب من هذه المعاني وقال ابن زيد: إنساؤها: محوها وتركها. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم


- أقوال طوائف اليهود في النسخ وكشف شبهاتهم


انقسم اليهود في ذلك ثلاثة أقسامٍ:
القسم الأوّل
شبهتهم :
قالوا: لا يجوز عقلا ولا شرعًا، وزعموا أنّ النسخ هو عين البداء. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
الرد على شبهتهم :
أن هناك فرق بين النسخ والبداء
-وهو أن النسخ تحويل العباد من شيءٍ قد كان حلالًا فيحرّم أو كان حرامًا فيحلّل أو كان مطلقًا فيحظر أو كان محظورًا فيطلق أو كان مباحًا فيمنع أوممنوعًا فيباح إرادة الصّلاح للعباد وقدعلم اللّه جلّ وعزّ العاقبة في ذلك وعلم وقت الأمر به أنّه سينسخه إلى ذلك الوقت فكان المطلق على الحقيقة غير المحظور أمثلة ذلك :
1- الصّلاة كانت إلى بيت المقدس إلى وقتٍ بعينه ثمّ حظرت فصيّرت إلى الكعبة
2- قوله جلّ وعزّ{إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}قدعلم اللّه جلّ وعزّ أنّه إلى وقتٍ بعينه ثمّ نسخه في ذلك الوقت
3- وكذا تحريم السّبت كان في وقتٍ بعينه على قومٍ ثمّ نسخ وأمر قومٌ آخرون بإباحة العمل فيه.

وكان الأوّل المنسوخ حكمةً وصوابًا ثمّ نسخ وأزيل بحكمةٍوصوابٍكماتزال الحياة بالموت وكما تنقل الأشياء فلذلك لم يقع النّسخ في الأخبار .


وأما البداء فهو ترك ماعُزم عليه كقولك: امض إلى فلانٍ اليوم ثمّ تقول: لا تمض إليه فيبدو لك عن القول الأوّل، وهذا يلحق البشر لنقصانهم كذا إن قلت: ازرع كذا في هذه السّنة ثمّ قلت: لا تفعل، فهذا البداء فهو ظهور رأيٍ محدث لم يظهر قبل وهذا شيءٌ يلحق البشر لجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له رأيٌ لم يكن يبدو له قبل ذلك. الناسخ والمنسوخ للنحاس ومثله ذكر مكي بن أبي طالب في الإيضاح وابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّاني

شبهتهم :
قالوا يجوز النسخ عقلا وممنوع شرعًا ذلك لأن شريعة موسى عليه السلام التوراة لا تنسخ من بعده ومن هؤلاء منقال: لا يجوز النّسخ إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو أنّه يجوز نسخ عبادةٍ أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد علي شبهتهم :
- فأما دعوى من ادّعى أنّ موسى عليه السّلام أخبر أنّ شريعته لا تنسخ فمحالٌ. ذلك ويقال إنّ ابن الرّاونديّ علمّهم أن يقولوا: إنّ موسى قال: (لا نبيّ بعدي) وهذا قول ابتدع بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويدل على ذلك أنّه لو صحّ قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السّلام فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته،لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السّلام أنّه قال: (لا نبيّ بعدي)
- وأما من قال لا يجوز النّسخ إلا على وجه العقوبة فليس بشيءٍ، لأنّه إذا أجاز النّسخ في الجملة جاز أن يكون للرّفق بالمكلّف، كما جاز للتّشديد عليه.ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّالث
:


شبهتهم :
قالوا يجوز شرعًا لا عقلا، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمّدٍ صلّى اللّه عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهم الم يأتيا بمعجزةٍ، وإنّما أتيا بما هو من جنس الشّعوذة.
ومنهم من قال: كانا نبيّين صادقين، غير أنّهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنّما بعثا إلى العرب والأميين . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد على شبهتهم :
- أمّا من قال: إن عيسى ومحمداً عليهما السّلام كانا نبيّين لكنّهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيلٌ من قائله، لأنّه إذا أقرّ بنبوّة نبيٍّ فقد أقرّ بصدقه،لأنّ النّبيّ لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السّلام يخاطب بني إسرائيل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((بعثت إلى النّاس كافّةً)) وكان يكاتب ملوك الأعاجم . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


- وأما من قال إن عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكونا نبيين لأنهما لم يأتيا بمعجزة فهم إن أنكروامعجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى عليه السلام ، ولقد ثبت أن كان نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم مصدّقًا لموسى عليه السّلام، وحكم عليهم بالرّجم عملا بما فيشريعة موسى صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فهلا احتجّوا عليه بذلك وأنكروه .


اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (و قولنا: ناسخ ومنسوخ أمر يختص بالتلاوة. وأما المتلو فلا يجوز ذلك فيه، وكذلك المجاز: أمر يختص بالتلاوة.
وكلام اللهعز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء،ثمبالإنزال كان مقروءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال. كماأن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا وإنما عبد بعد إيجادالعباد ولم يوجب ذلك له تغيرا سبحانه ). جمال القراء

رد مع اقتباس
  #49  
قديم 18 رجب 1436هـ/6-05-2015م, 07:54 PM
إدارة الاختبارات إدارة الاختبارات غير متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 4,427
افتراضي

نسخت لك هذا التلخيص

ثبوت النسخ والردّ على من أنكره هنا
حتى تصححه الأستاذة أمل
بارك الله فيكِ



رد مع اقتباس
  #50  
قديم 23 رجب 1436هـ/11-05-2015م, 03:27 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيماء وهبه مشاهدة المشاركة
ثبوت النسخ والردّ على من أنكره

عناصر الموضوع:


بيان جواز النسخ
وثبوته :

..- الدليل على جواز النسخ عقلاً
.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة

- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة

بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم
- أقوال طوائف اليهود في النسخ
- اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ

تلخيص الموضوع
:


بيان جواز النسخ
وثبوته :

أين الدليل على النسخ بنص القرآن أولا؟
- الدليل على جواز النسخ عقلا
1-لأن للآمر أن يأمر بما شاء فلا يمتنع أن يريد تكليف العباد عبادةً في مدّةٍ معلومةٍ ثمّ يرفعها ويأمر بغيرها. الناسخ والمنسوخ لابن حزم ونواسخ القرآن لابن الجوزي

2-أن النفس إذا مرنت على أمر ألفته فإذا نقلت عنه إلى غيره شق عليها لمكان الاعتياد المألوف فظهر منها بإذعان الانقياد لطاعة الأمر الناسخ والمنسوخ لابن حزم


3-أنه قد ثبت أنّ اللّه تعالى ينقل من الفقر إلى الغنى، ومن الصّحّة إلى السّقم، ثمّ قد رتّب الحرّ والبرد، واللّيل والنّهار، وهو أعلم بالمصالح وله الحكم فجائزٌ أن تكون المصلحة للعباد في فعل عبادة زمانٍ دون زمانٍ، ويوضّح هذا أنّه قدجاز في العقل تكليف عبادةٍ متناهيةٍ كصوم يومٍ، وهذا تكليفٌ انقضى بانقضاء زمان. ابن الجوزي في نواسخ القرآن


.- الدليل على جواز النسخ شرعاً في كل الأمم السابقة
قوله تعالى: {لكلٍ جعلنا منكم شرعةً ومنهاجًا}
فمعلومٌ أن شريعة كل رسولٍ نسخت شريعةً من كان قبله ،ومن أبين ما يدلّ على جواز النسخ للشرائع أنه قد ثبت أنّ من دين آدم عليه السّلام وطائفةٍ من أولاده، جواز نكاح الأخوات وذوات المحارم، والعمل في يوم السّبت، ثمّ نسخ ذلك في شريعة موسى، وكذلكالشّحوم كانت مباحةً، ثمّ حرّمت في دين موسى، فإن ادّعوا أنّ هذا ليس بنسخٍ فقد خالفوا في اللّفظ دون المعنى . رواه ابن الجوزي في نواسخ القرآن والمكي بن أبي طالب في الإيضاح
...
- الدليل على أن النسخ من خصائص هذه الأمة اجعلي عنوان المسألة هكذا أفضل: النسخ من خصائص الأمة، واجعلي الدليل في تفصيل الكلام.
أجمع إجماع المسلمون على جواز النسخ والإجماع في الأمة دليل كافي على ثبوته لأن الأمة لا تجتمع على ضلالة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم كما ثبت أن النسخ مما خص الله به هذه الأمة لحكم منها التيسير في شريعة هذه الأمة عن سائر الشرائع الأخرى .


- أدلة جواز النسخ على القرآن الكريم خاصة الأولى تقديم هذه المسألة
1- قال الله – جلَّ ذكره -: {يمحو الله ما يشاء ويثبت }
قال ابن عباسٍ وغيره: معناه: يمحو ما يشاء من أحكام كتابه فينسخه ببدلٍ أو بغير بدل،ويثبت مايشاء فلا يمحوه ولا ينسخه، ومثل هذا المعنى قال قتادة وابن جريج وغيرهم في هذه الآية. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


2- قوله تعالى: {وإذا بدّلنا آيةً مكان آيةٍ والله أعلم بما ينـزّل قالوا إنّما أنت مفترٍ}.
فهذا نصٌ ظاهر في (جواز) زوال حكم آيةٍ ووضع أخرى موضعها، وهذا النسخ من قولهم: نسخت الشمس الظل، إذا أزالته وحلت محله. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


3- قوله تعالى: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخيرٍ منها أو مثلها}.
فهذا نص ظاهر في جواز النّسخ للقرآن بالقرآن ، والمعنى على قراءةالجماعة: أن الله جل ذكره يخبر عن نفسه ويقول: ما نرفع من حكم آيةٍ ونبقي تلاوتها أو ننسكها يا محمد فلا تحفظ تلاوتها نأت بخير منها هي أصلح لكم وأسهل في التعبّد، أو نأت بمثلها في العمل وأعظم في الأجر وفي هذه الآية قراءات بمعانٍ تقرب من هذه المعاني وقال ابن زيد: إنساؤها: محوها وتركها. ذكره مكي بن أبي طالب في الإيضاح


بيان فرق منكري النسخ وكشف شبهاتهم
- أقوال طوائف اليهود في النسخ وكشف شبهاتهم


انقسم اليهود في ذلك ثلاثة أقسامٍ:
القسم الأوّل
شبهتهم :
قالوا: لا يجوز عقلا ولا شرعًا، وزعموا أنّ النسخ هو عين البداء. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن
الرد على شبهتهم :
أن هناك فرق بين النسخ والبداء
-وهو أن النسخ تحويل العباد من شيءٍ قد كان حلالًا فيحرّم أو كان حرامًا فيحلّل أو كان مطلقًا فيحظر أو كان محظورًا فيطلق أو كان مباحًا فيمنع أوممنوعًا فيباح إرادة الصّلاح للعباد وقدعلم اللّه جلّ وعزّ العاقبة في ذلك وعلم وقت الأمر به أنّه سينسخه إلى ذلك الوقت فكان المطلق على الحقيقة غير المحظور أمثلة ذلك :
1- الصّلاة كانت إلى بيت المقدس إلى وقتٍ بعينه ثمّ حظرت فصيّرت إلى الكعبة
2- قوله جلّ وعزّ{إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقةً}قدعلم اللّه جلّ وعزّ أنّه إلى وقتٍ بعينه ثمّ نسخه في ذلك الوقت
3- وكذا تحريم السّبت كان في وقتٍ بعينه على قومٍ ثمّ نسخ وأمر قومٌ آخرون بإباحة العمل فيه.

وكان الأوّل المنسوخ حكمةً وصوابًا ثمّ نسخ وأزيل بحكمةٍوصوابٍكماتزال الحياة بالموت وكما تنقل الأشياء فلذلك لم يقع النّسخ في الأخبار .


وأما البداء فهو ترك ماعُزم عليه كقولك: امض إلى فلانٍ اليوم ثمّ تقول: لا تمض إليه فيبدو لك عن القول الأوّل، وهذا يلحق البشر لنقصانهم كذا إن قلت: ازرع كذا في هذه السّنة ثمّ قلت: لا تفعل، فهذا البداء فهو ظهور رأيٍ محدث لم يظهر قبل وهذا شيءٌ يلحق البشر لجهلهم بعواقب الأمور وعلم الغيوب، والله يتعالى عن ذلك علوا كبيرًا؛ لأنه يعلم عواقب الأمور ولا يغيب عنه شيء من علم الغيوب، فمحالٌ أن يبدو له رأيٌ لم يكن يبدو له قبل ذلك. الناسخ والمنسوخ للنحاس ومثله ذكر مكي بن أبي طالب في الإيضاح وابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّاني

شبهتهم :
قالوا يجوز النسخ عقلا وممنوع شرعًا ذلك لأن شريعة موسى عليه السلام التوراة لا تنسخ من بعده ومن هؤلاء منقال: لا يجوز النّسخ إلا في موضعٍ واحدٍ، وهو أنّه يجوز نسخ عبادةٍ أمر اللّه بها بما هو أثقل على سبيل العقوبة لا غير. ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد علي شبهتهم :
- فأما دعوى من ادّعى أنّ موسى عليه السّلام أخبر أنّ شريعته لا تنسخ فمحالٌ(.) هذه النقطة موضعها خطأ ذلك ويقال إنّ ابن الرّاونديّ علمّهم أن يقولوا: إنّ موسى قال: (لا نبيّ بعدي) وهذا قول ابتدع بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ويدل على ذلك أنّه لو صحّ قولهم لما ظهرت المعجزات على يد عيسى عليه السّلام فإن أنكروا معجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى، فإن اعترفوا ببعض معجزاته،لزمهم تكذيب من نقل عن موسى عليه السّلام أنّه قال: (لا نبيّ بعدي)
- وأما من قال لا يجوز النّسخ إلا على وجه العقوبة فليس بشيءٍ، لأنّه إذا أجاز النّسخ في الجملة جاز أن يكون للرّفق بالمكلّف، كما جاز للتّشديد عليه.ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن

القسم الثّالث
:


شبهتهم :
قالوا يجوز شرعًا لا عقلا، واختلف هؤلاء في عيسى ومحمّدٍ صلّى اللّه عليهما، فمنهم من قال: لم يكونا نبيين لأنهم الم يأتيا بمعجزةٍ، وإنّما أتيا بما هو من جنس الشّعوذة.
ومنهم من قال: كانا نبيّين صادقين، غير أنّهما لم يبعثا بنسخ شريعة موسى ولا بعثا إلى بني إسرائيل إنّما بعثا إلى العرب والأميين . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


الرد على شبهتهم :
- أمّا من قال: إن عيسى ومحمداً عليهما السّلام كانا نبيّين لكنّهما لم يبعثا إلى بني إسرائيل فتغفيلٌ من قائله، لأنّه إذا أقرّ بنبوّة نبيٍّ فقد أقرّ بصدقه،لأنّ النّبيّ لا يكذب، وقد كان عيسى عليه السّلام يخاطب بني إسرائيل، ونبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: ((بعثت إلى النّاس كافّةً)) وكان يكاتب ملوك الأعاجم . ذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن


- وأما من قال إن عيسى ومحمد صلى الله عليه وسلم لم يكونا نبيين لأنهما لم يأتيا بمعجزة فهم إن أنكروامعجزة عيسى لزمهم ذلك في معجزة موسى عليه السلام ، ولقد ثبت أن كان نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم مصدّقًا لموسى عليه السّلام، وحكم عليهم بالرّجم عملا بما فيشريعة موسى صلّى اللّه عليه وسلّم؛ فهلا احتجّوا عليه بذلك وأنكروه .


اضطراب الأشاعرة في مسألة النسخ


قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (و قولنا: ناسخ ومنسوخ أمر يختص بالتلاوة. وأما المتلو فلا يجوز ذلك فيه، وكذلك المجاز: أمر يختص بالتلاوة.
وكلام الله عز وجل قديم، لم يزل موجودا، وكان قبل إيجاد الخلق غير مكتوب ولا مقروء،ثمبالإنزال كان مقروءا ومكتوبا ومسموعا، ولم ينتقل بذلك من حال إلى حال. كماأن الباري عز وجل قبل خلق العباد لم يكن معبودا وإنما عبد بعد إيجادالعباد ولم يوجب ذلك له تغيرا سبحانه ). جمال القراء

http://www.afaqattaiseer.net/vb/show...804#post200804
التقييم:
أولاً: الشمول (اشتمال التلخيص على مسائل الدرس) : 30 / 30
ثانياً: الترتيب (ترتيب المسائل ترتيبًا موضوعيًا) : 20 / 19
ثالثاً: التحرير العلمي (استيعاب الأقوال في المسألة وترتيبها وذكر أدلتها وعللها ومن قال بها) : 20 / 19
رابعاً: الصياغة (حسن صياغة المسائل وتجنب الأخطاء الإملائية واللغوية ومراعاة علامات الترقيم) : 15 /15
خامساً: العرض (حسن تنسيق التلخيص وتنظيمه وتلوينه) : 10 / 10
= 98 %
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الطالبة, صفحة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir