دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 رجب 1437هـ/1-05-2016م, 02:53 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي تلخيص الباب الأول من كتاب المرشد الوجيز.

تلخيص الباب الأول من كتاب:
المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز.


- خطبة المرشد الوجيز.
- الباب الأول: كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.

المكلفون بتلخيص هذا الجزء:
1: بتول أبو بكر.
2:
نورة الأمير.
3: أم البراء الخطيب.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 رجب 1437هـ/2-05-2016م, 06:43 PM
نورة الأمير نورة الأمير غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 749
افتراضي

عنوان الكتاب: المرشد الوجيز لعلوم تتعلّق بالكتاب العزيز
موضوعه: القرآن من حيث معرفة كيفية نزوله وجمعه وتلاوته ومعنى الأحرف السبعة التي نزل بها والمراد بالقراءات السبع وضوابطها وما انضم إليها ، والتعريف بحق تلاوته وآدابه.
أبواب الكتاب:
الباب الأول:في نزول القرآن وحفظه وكتابته.
الباب الثاني: في جمع القرآن ، وناسخه ومنسوخه .
الباب الثالث: في معنى نزول القرآن على سبعة أحرف.
الباب الرابع: في معنى القراءات السبع المشهورة الآن وكيف كانت.
الباب الخامس: في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية.
الباب السادس: في ما ينفع الإقبال عليه من علوم القرآن وما لا ينفع.

الباب الأول: في نزول القرآن وحفظه وكتابته:

متى نزل القرآن:
في ليلة القدر في شهر رمضان .
دليله : قوله تعالى:(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وقوله :(إنا أنزلناه في ليلة مباركة) وقوله :(إنا أنزلناه في ليلة القدر).
وحددت بعض الأحاديث اليوم بأنه الرابع والعشرين من رمضان لما أخرجه البيهقي في كتابي الأسماء والصفات وشعب الإيمان ، وذكره الثعلبي في تفسيره وغيره رواية قتادة عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله قال:(….وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان).

كيفية نزوله :
فيه أقوال:
الأول: أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر في رمضان ثم بعد ذلك نزل مفرقا في بقية الشهور.
دليله:
-ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره أن الشعبي قال بهذا القول.
والثاني: أنه أنزل في ليلة القدر جملة واحدة ثم نزل مفرقا في بقية الشهور.
دليله:
-أخرج البيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن عباس قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل :(شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) وقوله :(إنا أنزلناه في ليلة القدر) وقوله :(إنا أنزلناه في ليلة مباركة) ، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة .. يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس: أنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة ، ثم أنزل بعد ذلك منجما في الشهور والأيام .
-ما ذكره الإمام أبو عبيد القاسم في كتاب فضائل القرآن عن ابن عباس قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة وقرأ :(وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا). أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين وقال : حديث صحيح ولم يخرجاه.
-وأسند الحاكم في "المستدرك" من حديث ابن أبي شيبة، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا وكان بمواقع النجوم، وكان الله عز وجل ينزل على رسوله صلى الله عليه وسلم بعضه في إثر بعض، قال الله تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا}، صحيح على شرطهما.
وأسنده البيهقي في دلائله والواحدي في تفسيره.
- وأسند البيهقي في "كتاب الشعب" عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: نزل القرآن في ليلة القدر من السماء العليا إلى السماء الدنيا جملة واحدة، ثم فرق في السنين، قال: وتلا الآية: {فلا أقسم بمواقع النجوم}، قال: نزل متفرقا.
-وذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره قال: نزل القرآن في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة من عند الله تعالى من اللوح المحفوظ إلى السفرة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا، فنجمته السفرة على جبريل عليه السلام عشرين ليلة، ونجمه جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة، فكان ينزل على مواقع النجوم أرسالا في الشهور والأيام.
-وفي المستدرك وتفسير الثعلبي وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن" عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا.
والثالث: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
دليله:
-وقال مقاتل: أنزله الله من اللوح المحفوظ إلى السفرة، وهم الكتبة من الملائكة في السماء الدنيا، فكان ينزل ليلة القدر من الوحي على قدر ما ينزل به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم في السنة كلها إلى مثلها من العام القابل، حتى نزل القرآن كله في ليلة القدر، ونزل به جبريل على محمد -عليهما الصلاة والسلام- في عشرين سنة. ذكره أبو الحسن الواحدي المفسر.
- وفي "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة.
والرابع: أن المراد بإنزاله عرضه وإحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه، مع أنه قد لا ينفك من إحداث إنزال ما لم ينزل أو تغيير بعض ما نزل بنسخ أو إباحة تغيير بعض ألفاظه.
دليله:
-قال أبو عبيد: حدثنا ابن أبي عدي عن داود بن أبي هند قال: قلت للشعبي: قوله تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، أما نزل عليه القرآن في سائر السنة إلا في شهر رمضان؟ قال: بلى، ولكن جبريل كان يعارض محمدا عليهما السلام بما ينزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.
زاد الثعلبي في تفسيره: فيحكم الله ما يشاء ويثبت ما يشاء ويمحو ما يشاء وينسيه ما يشاء.
زاد غير الثعلبي: فلما كان في العام الذي قبض فيه عرضه عرضتين، فاستقر ما نسخ منه وبدل.

-سبب نزول القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا:
فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه ،وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا.

-متى نزل جملة إلى السماء الدنيا قبل نبوة محمد أم بعدها؟
الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء.

-قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر،
واختير لفظ الماضي لأمرين:
أحدهما تحققه وكونه أمرا لا بد منه.
والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم.

-ما السر في نزوله إلى الأرض منجما، وهلا أنزل جملة كسائر الكتب؟
قال تعالى: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}فسبب نزوله منجما منه ما ذكره الله في الآية ومنه ما ذكره العلماء نسرده كالتالي:
1-تقوية لقلب النبي، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه.
2- ليحفظه النبي في فؤاده فيكون فؤاده ثابتا به غير مضطرب، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه.
وإن قيل: كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة.
فالرد: ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه، فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في لحظة واحدة، وأن يلهمهم الإيمان به، ولكنه لم يفعل، ولا معترض عليه في حكم.
3- أن في القرآن جواب عن أمور سألوه عنها فهو سبب من أسباب تفريق النزول.
4- لأن بعضه ناسخ وبعضه منسوخ فهذا لا يتحقق إلا بنزوله منجما.

-كم بين نزول أول القرآن وآخره:
قيل عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.

-ضمان الله لرسوله بأن يحفظ القرآن ولا ينساه:
كان الله تعالى قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه، وضمن له عدم نسيانه بقوله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه}، أي علينا أن نجمعه في صدرك فتقرؤه فلا ينفلت عنك منه شيء، وقال تعالى: {سنقرئك فلا تنسى}، أي غير ناس له.
وفي الصحيحين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} أخذه {إن علينا جمعه وقرآنه}، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه}، قال: أنزلناه فاستمع له {ثم إن علينا بيانه} أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى).

-الزمن الذي كان الوحي فيه أكثر من غيره:
أكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. ذكره مسلم.
ويعني:عام وفاته أو حين وفاته، يريد أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، والله أعلم.

-أول ما نزل من القرآن:
أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن أول سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته، ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل.

-آخر ما نزل من القرآن:
آخر ما نزل من الآيات: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
قال أبو عبيد: حدثنا حجاج عن ابن جريج قال: قال ابن عباس: آخر آية أنزلت من القرآن: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله}، قال: زعموا أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكث بعدها تسع ليال، وبدئ به يوم السبت ومات يوم الاثنين.
يعني العاشر من يوم مرضه.
وقال: حدثنا عبد الله بن صالح وابن بكير عن الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: آخر القرآن عهدا بالعرش آية الربا وآية الدين.
يعني من آيات الأحكام، والله أعلم.

-أمر الرسول صحابته بكتابة القرآن وترتيبه للسور:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ((ضعوا هذه في سورة كذا)).
في جامع الترمذي وغيره، عن ابن عباس، عن عثمان -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))... هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )).
وخلف ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها {غير أولي الضرر}.

-عرض رسول الله القرآن على جبريل عليه السلام في رمضان:
كان عليه الصلاة والسلام يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام، وعرضه عليه عام وفاته مرتين، وكذلك كان يعرض جبريل على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل عام مرة، وعرض عليه عام وفاته مرتين.
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس بالخير، وأجود ما يكون في شهر رمضان؛ لأن جبريل عليه السلام كان يلقاه كل ليلة في شهر رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام كان أجود بالخير من الريح المرسلة
وفيه عن عائشة -رضي الله عنها-، عن فاطمة -رضي الله عنها-: أسر إلى النبي صلى الله عليه وسلم: (أن جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة، وأنه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلا حضر أجلي).
وفيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض)).

الباب الثاني: في جمع القرآن ، وناسخه ومنسوخه:

-جمع القرآن:
أسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع.
المراد بتأليفه: تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي -صلى الله عليه وسلم-.

-كيفية جمعه:
كان الصحابة يجمعونه على ما كانوا يسمعون من رسول الله ،قال أبو الحسن في "كتاب الوسيلة" عن شيخه الشاطبي بإسناده إلى ابن وهب قال: سمعت مالكا يقول: إنما ألف القرآن على ما كانوا يسمعون من قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم... وذكره أبو عمرو الداني في "كتاب المقنع”.

-تاريخ جمع القرآن:
1- جمعه على عهد النبي عليه الصلاة والسلام :
أسند البيهقي في "كتاب المدخل" و"الدلائل" عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: كنا حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نؤلف القرآن، إذ قال: ((طوبى للشام))، فقيل له: ولم؟ قال: ((إن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليهم)).
زاد في "الدلائل": نؤلف القرآن من الرقاع.
2- جمعه في عهد أبي بكر الصديق .
3- جمعه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه -وهو ترتيب السور-.

-جامعي القرآن من الصحابة:
قيل: أنها محصورة في أسماء هي:
عبدالله بن مسعود ، وسالم ، ومعاذ بن جبل ، وأبي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو زيد ، وأبو الدرداء ، وعثمان بن عفان ، وتميم الداري ، وسعد بن عبيد.
على خلاف بين العلماء عليهم ، فبعضهم قال بالبعض وبعضهم قال بالبعض الآخر.
- عن مسروق قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب)).
وفيه عن قتادة قال: (سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه)، وفي رواية: أحد عمومتي.
قال الحافظ البيهقي في "كتاب المدخل": الرواية الأولى أصح، ثم أسند عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد.

وقيل: أنهم كانوا أضعاف العدد المذكور:
أدلتهم:
1- العادة تحيل خلاف ذلك.
2-كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة وذلك أول خلافة أبي بكر.
3- ما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء.
4- قال عبدالله بن عمرو بن العاص : جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة ، فقال لي رسول الله :(اقرأه في شهر). وعبدالله ليس من المذكورين في العدد المحصور فدل على أنها ليست للحصر.

تأويل الأحاديث التي حصرت القراء:
1-قد يكون المراد أنه لم يجمع القرآن على جميع الأحرف والوجوه والقراءات التي نزل بها إلا أولئك النفر.
2-أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
3-أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
4- أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
5- أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
6- أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
7-ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.

كما أنه لم يكمل القرآن سوى أربعة، فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا.

قراء ذكرهم أبو عبيد القاسم في كتاب القراءات:
من المهاجرين: أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وطلحة وسعدا وابن مسعود وسالما مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبا هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب، قارئ مكة.
ومن الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبا الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: عائشة وحفصة وأم سلمة.

-النسخ في القرآن:
-ثلاثة أنواع:
- منه ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
مثل آية الرضاع:
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي: فالعشر مما نسخ رسمه وحكمه.
- ومنه ما نسخت تلاوته وحكمه.
مثل آية الرضاع:
في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.
قال الحافظ البيهقي والخمس مما نسخ رسمه بدليل أن الصحابة حين جمعوا القرآن لم يثبتوها رسما، وحكمها باق عندنا.
- ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته:
مثل آية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها: {أربعة أشهر وعشرا}.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 رجب 1437هـ/5-05-2016م, 10:27 PM
بتول ابوبكر بتول ابوبكر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 333
افتراضي

في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته

** الأدلة على أن ليلة القدر في رمضان وزمان نزول القران:
(قال الله تعالى:{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}
وقال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}
وقال جلت قدرته: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}،
فليلة القدر هي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان جمعا بين الآيات ,,وورد في السنة الصحيحة أن ليلة القدر في رمضان
** خطأ من قال أن ليلة القدر هي ليلة النصف من شعبان:
ودل على أن إنزال القرآن كان في شهر رمضان، رواية قتادة عن أبي المليح عن واثلة بن الأسقع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان)). هكذا أخرجه البيهقي
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن}، وقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، وقوله سبحانه: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
قلت: رسلاً أي رفقًا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق، فقوله على مواقع النجوم في موضع نصب على الحال، ورسلا أي ذا رسل يريد مفرقا .

** الأقوال في الإنزال الخاص المضاف إلى ليلة القدر:
1-أنه ابتدئ إنزاله فيها.
2- أنه أنزل فيها جملة واحدة.
3-أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة

** الأدلة على الأقوال :
1- عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك في عشرين سنة، وقرأ: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.أخرجه الحاكم أبو عبد الله في "كتاب المستدرك على الصحيحين" وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. عن داود وقال: فكان الله إذا أراد أن يوحي منه شيئا أوحاه، أو يحدث في الأرض منه شيئا أحدثه.
قال ابن جبير: نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها.
قال قتادة: كان بين أوله وآخره عشرون سنة، ولهذا قال: {لتقرأه على الناس على مكث}.

وفي "كتاب المنهاج" لأبي عبد الله الحليمي: كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة، قدر ما ينزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الليلة التي تليها، فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة.
قلت: فهذان قولان في كيفية إنزاله في ليلة القدر: أحدهما أنه نزل جملة واحدة، والثاني أنه نزل في عشرين ليلة من عشرين سنة.
وفي الكتاب "المستدرك" أيضا عن الأعمش، عن حسان بن حريث، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر فوضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل عليه السلام ينزله على النبي -صلى الله عليه وسلم- ويرتله ترتيلا. قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
- وخرجه أبو بكر بن أبي شيبة في "كتاب ثواب القرآن" عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال: رفع إلى جبريل في ليلة القدر جملة فرفع في بيت العزة ثم جعل ينزل تنزيلا
**وقد نقول قول رابع في المسألة:
وما رواه داود عن الشعبي،في معنى قوله تعالى: {أنزل فيه القرآن}، وكأنه نزل عرضه وإحكامه في رمضان من كل سنة منزلة إنزاله فيه، مع أنه قد لا ينفك من إحداث إنزال ما لم ينزل أو تغيير بعض ما نزل بنسخ أو إباحة تغيير بعض ألفاظه على ما سيأتي، وإن ضم إلى ذلك كونه ابتدأ نزوله في شهر رمضان ظهرت قوته.
وقد أوضحنا في "كتاب شرح حديث المبعث": أن أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، وذلك بحراء عند ابتداء نبوته، ويجوز أن يكون قوله: {أنزل فيه القرآن} إشارة إلى كل ذلك، وهو كونه أنزل جملة إلى السماء الدنيا وأول نزوله إلى الأرض وعرضه وإحكامه في شهر رمضان، فقويت ملابسة شهر رمضان للقرآن، إنزالا جملة وتفصيلا وعرضا وإحكاما، فلم يكن شيء من الأزمان تحقق له من الظرفية للقرآن ما تحقق لشهر رمضان، فلمجموع هذه المعاني قيل: {أنزل فيه القرآن}.

** السر في إنزاله جملة إلى السماء الدنيا:
فيه تفخيم لأمره وأمر من أنزل عليه، وذلك بإعلام سكان السماوات السبع أن هذا آخر الكتب، المنزل على خاتم الرسل لأشرف الأمم، قد قربناه إليهم لننزله عليهم، ولولا أن الحكمة الإلهية اقتضت وصوله إليهم منجما بحسب الوقائع لم نهبط به إلى الأرض جملة كسائر الكتب المنزلة قبله، ولكن الله تعالى باين بينه وبينها فجمع له الأمرين إنزاله جملة ثم إنزاله مفرقا
** في أي زمان نزل جملة إلى السماء الدنيا، أبعد ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم قبلها؟
الظاهر أنه قبلها، وكلاهما محتمل، فإن كان بعدها، فالأمر على ما ذكرناه من التفخيم له ولمن أنزل عليه، وإن كان قبلها، ففائدته أظهر وأكثر؛ لأن فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد المرحومة الموصوفة في الكتب السالفة، وإرسال نبيهم خاتم الأنبياء كما أعلم الله سبحانه وتعالى الملائكة قبل خلق آدم بأنه جاعل في الأرض خليفة، وكما أعلمهم أيضا قبل إكمال خلق آدم عليه السلام بأنه يخرج من ذريته محمد وهو سيد ولده،
**وفي ذلك تكريم بني آدم، وتعظيم شأنهم عند الملائكة، وتعريفهم عناية الله عز وجل بهم ورحمته لهم، ولهذا المعنى أمر سبعين ألفا من الملائكة لما أنزل سورة الأنعام أن تزفها، وزاد سبحانه في هذا المعنى بأن أمر جبريل عليه السلام بإملائه على السفرة الكرام البررة عليهم السلام وإنساخهم إياه وتلاوتهم له
**فقوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} من جملة القرآن الذي نزل جملة، أم لا؟ فإن لم يكن منه فما نزل جملة، وإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
قلت: له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر، وقضينا به، وقدرناه في الأزل، وأردناه، وشئناه، وما أشبه ذلك.
والثاني أن لفظه لفظ الماضي، ومعناه الاستقبال، وله نظائر في القرآن وغيره، أي ننزله جملة في ليلة مباركة، هي ليلة القدر

**واختير لفظ الماضي لأمرين:
أحدهما
تحققه وكونه أمرا لا بد منه.
والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم

** السر في إنزاله منجما:
قال الله في كتابه العزيز: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة}، يعنون كما أنزل على من كان قبله من الرسل، فأجابهم الله تعالى بقوله: {كذلك} أي أنزلناه كذلك مفرقا {لنثبت به فؤادك} أي لنقوي به قلبك، فإن الوحي إذا كان يتجدد في كل حادثة كان أقوى للقلب وأشد عناية بالمرسل إليه، ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به وبما معه من الرسالة الواردة من ذلك الجناب العزيز فيحدث له من السرور ما تقصر عنه العبارة، ولهذا كان أجود ما يكون في رمضان لكثرة نزول جبريل عليه السلام عليه فيه على ما سنذكره.
وقيل: معنى {لنثبت به فؤادك}، أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به غير مضطرب، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- أميا لا يكتب ولا يقرأ، ففرق عليه القرآن ليتيسر عليه حفظه، ولو نزل جملة لتعذر عليه حفظه في وقت واحد على ما أجرى الله تعالى به عوائد خلقه، والتوراة نزلت على موسى عليه السلام مكتوبة وكان كاتبا قارئا، وكذا كان غيره، والله أعلم.
** فإن قلت: كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة.
قلت: ما كل ممكن في القدرة بلازم وقوعه، فقد كان في قدرته تعالى أن يعلمه الكتابة والقراءة في لحظة واحدة، وأن يلهمهم الإيمان به، ولكنه لم يفعل، ولا معترض عليه في حكم. {ولو شاء الله لجمعهم على الهدى}، {ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد}.
وأيضا في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها، فهو سبب من أسباب تفريق النزول، ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.
فهذه وجوه ومعان حسنة في حكمة نزوله منجما، وكان بين نزول أول القرآن وآخره عشرون أو ثلاث وعشرون أو خمس وعشرون سنة، وهو مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد النبوة، فقيل: عشر، وقيل: ثلاث عشرة، وقيل: خمس عشرة، ولم يختلف في مدة إقامته بالمدينة أنها عشر، والله أعلم.

*** في أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم :
أول سورة: {اقرأ باسم ربك الذي خلق}، نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته
ثم نزل {يا أيها المدثر} ثم صار ينزل منه شيء فشيء بحسب الوقائع والنوازل مكيا، ومدنيا حضرا وسفرا، وآخر ما نزل من الآيات: {واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله} الآية، وقيل: {يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة} إلى آخرها، وقيل: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم} إلى آخر الآيتين، وقيل آيات الربا، وهو الموافق للقول الأول؛ لأن {واتقوا يوما} هي آخرهن، ونزل يوم عرفة في حجة الوداع: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية.
** أمر الرسول بكتابة ما ينزل من القران :
عن عثمان -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مما يأتي عليه الزمان وهو تنزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء منه دعا بعض من كان يكتب فيقول: ((ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))، وإذا نزلت عليه الآية يقول: ((ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا))... هذا حديث حسن، وقال الحاكم: هذا صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وفي البخاري عن البراء بن عازب قال: لما نزلت {لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله}، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف)) -أو الكتف والدواة- ثم قال: ((اكتب: {لا يستوي القاعدون ...} )
**في معرفة فصل السور:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه "بسم الله الرحمن الرحيم". وفي رواية: كان المسلمون لا يعلمون انقضاء السورة حتى تنزل {بسم الله الرحمن الرحيم}، فإذا نزلت علموا أن السورة قد انقضت
** معرضة جبريل عليه السلام القران مع النبي صلى الله عليه وسلم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ((كان يعرض على النبي -صلى الله عليه وسلم- القرآن كل عام مرة، فعرض عليه مرتين في العام الذي قبض فيه، وكان يعتكف كل عام عشرا، فاعتكف عشرين في العام الذي قبض)).
** فيمن جمع القران :
عن قتادة قال: (سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه)، وفي رواية: أحد عمومتي
**عن ابن سيرين قال: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة، لا يختلف فيهم: معاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد وأبو زيد، واختلفوا في رجلين من ثلاثة، قالوا: عثمان وأبو الدرداء، وقالوا: عثمان وتميم الداري، رضي الله عنهم.
وعن الشعبي قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة نفر من الأنصار: أبي بن كعب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وسعد بن عبيد وأبو زيد. ومجمع بن جارية قد أخذه إلا سورتين أو ثلاثا، قال: ولم يجمعه أحد من الخلفاء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم غير عثمان رضي الله عنهم.

وقد أشبع القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" الكلام في حملة القرآن في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأقام أدلة كثيرة على أنهم كانوا أضعاف هذه العدة المذكورة، وأن العادة تحيل خلاف ذلك، ويشهد لصحة ذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة على ما سيأتي ذكره، وذلك في أول خلافة أبي بكر رضي الله عنه، وما في الصحيح من قتل سبعين من الأنصار يوم بئر معونة كانوا يسمون القراء. وقد قال عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأه في شهر))، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور في هذه الآثار المتقدمة فيمن جمع القرآن، فدل على أنها ليست للحصر، وما كان من ألفاظها للحصر فله تأويل، وليس محمولا على ظاهره.
وقد ذكر القاضي وغيره له تأويلات سائغة:
منها أنه لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات التي نزل بها، وأخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنها كلها شاف كاف، إلا أولئك النفر فقط.
ومنها أنه لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته، إلا تلك الجماعة.
ومنها أنه لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا، غير تلك الجماعة، فإن أكثرهم أخذوا بعضه عنه، وبعضه عن غيره.
ومنها أنه لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى ذلك من أمره وانتصب لتلقينه، غير تلك الجماعة مع جواز أن يكون فيهم حفاظ لا يعرفهم الراوي إذا لم يظهر ذلك منهم.
ومنها أنه لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله، إلا هؤلاء، أي أنهم كتبوه وغيرهم حفظه وما كتبه، أو كتب بعضا.
ومنها أنه لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، سوى هؤلاء الأربعة؛ لأن من أكمله سواهم كان يتوقع نزول القرآن ما دام النبي -صلى الله عليه وسلم- حيا، فقد لا يستجيز النطق بأنه أكمله، واستجازه هؤلاء، ومرادهم أنهم أكملوا الحاصل منه.
ويحتمل أيضا أن يكون من سواهم لم ينطق بإكماله خوفا من المراءاة به، واحتياطا على النيات كما يفعل الصالحون في كثير من العبادة، وأظهر هؤلاء الأربعة ذلك؛ لأنهم أمنوا على أنفسهم، أو لرأي اقتضى ذلك عندهم.

** ما نسخ من القران:
1- منه ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
2- ومنه ما نسخت تلاوته وحكمه، وزانك كآيتي الرجم والرضاع.
ففي صحيح البخاري عن عمر رضي الله عنه قال: ((إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها)).
وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها: ((كان مما أنزل من القرآن: عشر رضعات معلومات يحرمن)). ثم نسخن بـ"خمس معلومات يحرمن"، فتوفي النبي صلى الله عليه وسلم وهن مما يقرأ من القرآن.

3- ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة حولا نسخت بالآية التي قبلها التي ذكر فيها: {أربعة أشهر وعشرا}.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن الزبير قال: قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه الآية التي في البقرة: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول غير إخراج}، لم تكتبها وقد نسختها الآية الأخرى؟ قال: يا ابن أخي، لا أغير شيئا عن مكانه.









رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 رجب 1437هـ/6-05-2016م, 02:33 AM
أم البراء الخطيب أم البراء الخطيب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 501
افتراضي


بعد حمد الله تعالى والثناء عليه شرع المؤلف رحمه الله في التعريف بالكتاب وما حواه من موضوعات وبين انه جعله على 6 ابواب

الباب الأول: في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته وذكر حفاظه في ذلك الأوان.
الباب الثاني: في جمع الصحابة رضي الله عنهم القرآن وإيضاح ما فعله أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
الباب الثالث: في معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: أنزل القرآن على سبعة أحرف، وشرح ذلك من كلام كل مصنف منصف.
الباب الرابع: في معنى القراءات السبع المشهورة الآن وتعريف الأمر في ذلك كيف كان.
الباب الخامس: في الفصل بين القراءة الصحيحة القوية والشاذة الضعيفة المروية.
الباب السادس: في الإقبال على ما ينفع من علوم القرآن والعمل بها، وترك التعمق في تلاوة ألفاظه والغلو بسببها.

وأنه سماه :
"المرشد الوجيز إلى علوم تتعلق بالكتاب العزيز".

المسائل :
الباب الأول:
في البيان عن كيفية نزول القرآن وتلاوته
وذكر حفاظه في ذلك الأوان:
وقت نزوله
ابطال القول ان الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان:
دليل إنزال القرآن في شهر رمضان حديث
شرح الفاظ الحدبث :
المقصود بالإنزال المضاف إلى ليلة القدر :
الاختلاف في تفسير فرقناه
الاقول في تفسير قوله تعالى ونزلناه تنزيلا
اشكال آية إنا أنزلناه في ليلة القدر من جملة القرآن الذي نزل جملة أم لا؟
الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا؟
بيان زمان نزول القران جملة قبل ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم بعدها
فائدة
اشكال كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة.
كم كان بين نزول أول القرآن وآخره
وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه وضمانه له عدم نسيانه
فائدة في تتابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته
فصل أول وآخر ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن
بداية تدوين القرآن وحفظه مكتوبا
عرض الني صلى الله عليه وسلم القران
من حفظ القران في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
نسح القران

تفصيل المسائل
وقت نزوله
في رمضان في ليلة القدر
بينت الأحاديث الصحيحة أن ليلة القدر في رمضان
ابطال القول ان الليلة المباركة هي ليلة النصف من شعبان:
لان الله تعالى قال شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن و وقال إنا أنزلناه في ليلة مباركة وقال: إنا أنزلناه في ليلة القدر
والقدر يعني التقدير وهو كما في قوله تعالى فيها يفرق كل امر حكيم فليلة القدر هي الليلة المباركة وهي في شهر رمضان


- أخرج الحافظ أبو بكر البيهقي في "كتاب الأسماء والصفات"، من حديث السري عن محمد بن أبي المجالد عن مقسم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سأله عطية بن الأسود فقال: إنه قد وقع في قلبي الشك في قول الله عز وجل: شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، وقوله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر، وقوله سبحانه: إنا أنزلناه في ليلة مباركة، وقد أنزل في شوال وذي القعدة وذي الحجة... يعني وغير ذلك من الأشهر.
فقال ابن عباس رضي الله عنهما: إنه أنزل في رمضان وفي ليلة القدر وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أنزل بعد ذلك على مواقع النجوم رسلاً في الشهور والأيام.
قلت: رسلاً أي رفقًا، وقوله على مواقع النجوم، أي على مثل مواقع النجوم، ومواقعها مساقطها، يريد أنزل مفرقا يتلو بعضه بعضا على تؤدة ورفق ورسلا أي ذا رسل يريد مفرقا رافقا.
دليل إنزال القرآن في شهر رمضان حديث : واثلة بن الأسقع أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام أول ليلة من شهر رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من شهر رمضان، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل الزبور لثماني عشرة خلت من شهر رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين خلت من شهر رمضان

شرح الفاظ الحدبث : - قال البيهقي في معنى قوله: أنزل القرآن لأربع وعشرين: إنما أراد -والله أعلم- نزول الملك بالقرآن من اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا.
وقال في معنى قوله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر: يريد -والله أعلم: إنا أسمعناه الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع، فيكون الملك منتقلا به من علو إلى سفل.

واضاف المؤلف رحه الله أن هذا التأويل يحتاجه أهل السنة المعتقدون قدم القرآن وأنه صفة قائمة بذات الله تعالى.

المقصود بالإنزال المضاف إلى ليلة القدر :
أحدها : أنه أنزل فيها جملة واحدة ثم نزل بعد ذلك منجما في عشرين سنة وهو قول ابن عباس رضي الله عنه أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى سماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك منجما
استدل بقوله تعالى : وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا وقوله فلا أقسم بمواقع النجوم

والثاني: أنه أنزل في عشرين ليلة من عشرين سنة قال أبو عبد الله الحليمي في كتاب المنهاج : كان ينزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في كل ليلة قدر ما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم إلى الليلة التي تليها فينزل جبريل عليه السلام ذلك نجوما بأمر الله تعالى فيما بين الليلتين من السنة إلى أن ينزل القرآن كله من اللوح المحفوظ في عشرين ليلة من عشرين سنة


والثالث : أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر . ذكر أبو الحسن الماوردي في تفسيره ونسبه للشعبي رحمه الله
الرابع : أن جبريل عليه السلام كان يعارض النبي -صلى الله عليه وسلم- بما أنزل عليه في سائر السنة في شهر رمضان.
روي عن الشعبي

الاختلاف في تفسير فرقناه
-كان بين أوله وآخره عشرون سنة ولهذا قال: لتقرأه على الناس على مكث قاله قتادة
وقيل: فرقناه أي جعلناه آية آية وسورة سورة
- وقيل: فصلناه أحكاما كقوله تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم أي يفصل قال ابن جبير: نزل القرآن كله من السماء العليا إلى السماء السفلى ثم فصل في السماء السفلى في السنين التي نزل فيها
وقال أبو نصر ابن القشيري في تفسيره فرقناه أي فصلناه
وقيل: "فرّقناه" بالتشديد أي أنزلناه مفرقا قال أبو عبيد: لا أدري كيف قرأه يزيد في حديثه، إلا أنه لا ينبغي أن يكون على هذا التفسير إلا "فرقناه" بالتشديد


على مكث أي على تؤدة وترسل
الاقول في تفسير قوله تعالى ونزلناه تنزيلا
-نجما بعد نجم
- جعلناه منازل ومراتب ينزل شيئا بعد شيء لعدم تنفير الناس

اشكال آية إنا أنزلناه في ليلة القدر من جملة القرآن الذي نزل جملة أم لا؟ فإن كان منه فما وجه صحة هذه العبارة؟
له وجهان:
أحدهما أن يكون معنى الكلام: إنا حكمنا بإنزاله في ليلة القدر وقضينا به
والثاني أن لفظه لفظ الماضي ومعناه الاستقبال وله نظائر في القرآن وغيره
اما سبب اختيار الماضي فلأمرين:
أحدهما لتحققه
والثاني أنه حال اتصاله بالمنزل عليه، يكون الماضي في معناه محققا؛ لأن نزوله منجما كان بعد نزوله جملة واحدة، وكل ذلك حسن واضح، والله أعلم. هذه لم افهمها

الحكمة من إنزاله جملة إلى السماء الدنيا؟
تفخيم أمره وأمر من أنزل عليه وذلك بإعلام الناس أن هذا آخر الكتب المنزلة

بيان زمان نزول القران جملة قبل ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أم بعدها
لايوجد ما يحدد فكلاهما محتمل ولكن المؤلف يميل الى أنه قبل ظهور نبوة محمد صلى الله عليه وسلم و فيه إعلام الملائكة بقرب ظهور أمة أحمد الموصوفة في الكتب السابقة
فائدة
الحديث الذي اورده المؤلف رحمه الله كنت نبيا وآدم بين الماء والطين ( موضوع ) انظر الضعيفة رقم 302


السر في نزوله إلى الأرض منجما، واماذا لم ينزل جملة كسائر الكتب؟
تولى الله سبحانه الجواب فقال : وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك أي أنزلناه كذلك مفرقا لنثبت به فؤادك ونقوي به قلبك فإن الوحي إذا كان يتجدد مع كل حادثة كان أقوى للقلب
ويستلزم ذلك كثرة نزول الملك عليه وتجديد العهد به
وقيل: لنثبت به فؤادك أي لتحفظه فيكون فؤادك ثابتا به بخلاف ما لو نزل جملة لصعب حفزه

اشكال كان في القدرة إذا أنزله جملة أن يسهل عليه حفظه دفعة واحدة
الجواب
- 1ما كل ممكن في القدرة يلزم وقوعه وإلا فالله تعالى قادر لو يشاء أن يلهم الناس جميعا الإيمان به ولكنه لم يفعل ولو شاء الله لجمعهم على الهدى
-2و في القرآن ما هو جواب عن أمور سألوه عنها
-3 ولأن بعضه منسوخ وبعضه ناسخ ولا يتأتى ذلك إلا فيما أنزل مفرقا.

كم كان بين نزول أول القرآن وآخره وهذا الخلاف مبني على الخلاف في مدة إقامة النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة بعد النبوة
- من قال عشر جعلها عشرون سنة
- ومن قال ثلاثة عشرة جعلها ثلاث وعشرون
- ومن قال خمس عشرة جعلها خمسة وعشرون سنة

وعد الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم حفظ القرآن وبيانه وضمانه له عدم نسيانه
الدليل قوله تعالى : لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه وقال تعالى: سنقرئك فلا تنسى

وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهم قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه جبريل بالوحي كان مما يحرك به لسانه وشفتيه، فيشتد عليه، فكان ذلك يعرف منه، فأنزل الله تعالى: لا تحرك به لسانك لتعجل به أخذه إن علينا جمعه وقرآنه، إن علينا أن نجمعه في صدرك وقرآنه فتقرؤه، فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، قال: أنزلناه فاستمع له ثم إن علينا بيانه أن نبينه بلسانك، فكان إذا أتاه جبريل عليه السلام أطرق، فإذا ذهب قرأه كما وعده الله تعالى

وفي رواية: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة، كان يحرك شفتيه، فأنزل الله عز وجل: لا تحرك به لسانك لتعجل به * إن علينا جمعه وقرآنه، قال: جمعه في صدرك ثم تقرؤه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه، قال: فاستمع وأنصت، ثم إن علينا أن تقرأه، قال: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتاه جبريل عليه السلام استمع، فإذا انطلق جبريل قرأه النبي -صلى الله عليه وسلم- كما أقرأه.

فائدة في تتابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته
عن أنس بن مالك أن: الله -تعالى- تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي ثم توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد. البخاري ومسلم

فصل أول ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن
أول ما نزل من القران اقرأ باسم ربك الذي خلق نزل ذلك عليه بحراء عند ابتداء نبوته
ثم نزل يا أيها المدثر

آخر ما نزل من الآيات: واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
وقيل: يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة
وقيل: لقد جاءكم رسول من أنفسكم
ونزل يوم عرفة في حجة الوداع : اليوم أكملت لكم دينكم

بداية تدوين القرآن وحفظه مكتوبا
كان النبي صلى الله عليه وسلم كلما نزل من القرآن شيء أمر بكتابته ويقول في مفرقات الآيات: ضعوا هذه في سورة كذا
عن البراء بن عازب قال: لما نزلت لا يستوي القاعدون من المؤمنين ... والمجاهدون في سبيل الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ادع لي زيدا، وليجئ باللوح والدواة والكتف -أو الكتف والدواة- ثم قال: اكتب: لا يستوي القاعدون ... .
وخلف ظهر النبي -صلى الله عليه وسلم- عمرو بن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله فما تأمرني، فإني رجل ضرير البصر؟ فنزلت مكانها غير أولي الضرر. البخاري

عرض الني صلى الله عليه وسلم القران
كان صلى الله عليه وسلم يعرضه على جبريل في شهر رمضان في كل عام مرة وعرضه قبل وفاته مرتين .

من حفظ القران في عهد النبي صلى الله عليه وسلم

عن مسروق قال: ذكر عبد الله بن عمرو عبد الله بن مسعود فقال: لا أزال أحبه، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: خذوا القرآن من أربعة؛ من عبد الله بن مسعود، وسالم، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب.
و عن قتادة :سألت أنس بن مالك: من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: أربعة، كلهم من الأنصار: أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد. وفي رواية: مات النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجمع القرآن غير أربعة: أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال: ونحن ورثناه
قال البيهقي الرواية الأولى أصح
قلت: وقد دلل القاضي أبو بكر محمد بن الطيب رحمه الله في "كتاب الانتصار" على أنهم كانوا أكثر مما ذكر
ويشهد لذلك كثرة القراء المقتولين يوم مسيلمة باليمامة
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص: جمعت القرآن فقرأته كله في ليلة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأه في شهر، الحديث.
وعبد الله بن عمرو غير مذكور

وقد ذكر القاضي أجزبة عن الاشكال :
منها أن المقصود لم يجمعه على جميع الوجوه والأحرف والقراءات
أو لم يجمع ما نسخ منه وأزيل رسمه بعد تلاوته مع ما ثبت رسمه وبقي فرض حفظه وتلاوته
- لم يجمع جميع القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأخذه من فيه تلقيا
- لم يجمعه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ممن ظهر به وأبدى
- لم يجمعه عنده شيئا بعد شيء كلما نزل حتى تكامل نزوله
-لم يذكر أحد عن نفسه أنه أكمله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم


قال المازري: وكيف يعرف النقلة أنه لم يكمله سوى أربعة، وكيف تتصور الإحاطة بهذا، وأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متفرقون في البلاد؟

وهذا لا يتصور، حتى يلقى الناقل كل رجل منهم فيخبره عن نفسه أنه لم يكمل القرآن. وهذا بعيد تصوره في العادة.
وإن لم يكمل القرآن سوى أربعة، فقد حفظ جميع أجزائه مئون لا يحصون، وما من شرط كونه متواترا أن يحفظ الكل الكل، بل الشيء الكثير إذا روى كل جزء منه خلق كثير علم ضرورة وحصل متواترا.
وقد ذكر الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام حفاظ القرآن من المهاجرين : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وسعد وابن مسعود وسالم مولى أبي حذيفة وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وعمرو بن العاص وأبو هريرة ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن السائب .
ومن الأنصار : أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وزيد بن ثابت ومجمع بن جارية وأنس بن مالك.
ومن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عائشة وحفصة وأم سلمة.


نسح القران

- 1 ما نسخت تلاوته وبقي حكمه.
-2 ما نسخت تلاوته وحكمه، مثل اية الرجم والرضاع.
عن عمر رضي الله عنه قال: إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق، وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل عليه آية الرجم فقرأتها وعقلتها ووعيتها. البخاري

3: ما نسخ حكمه وبقيت تلاوته كآية عدة الوفاة نسخت بـ: أربعة أشهر وعشرا.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 رمضان 1437هـ/17-06-2016م, 05:11 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم تلخيصات الباب الأول

أحسنتم بارك الله فيكم ونفع بكم.
ونوصيكم - بارك الله فيكم - بالاجتهاد في التلخيص بأسلوبكم الخاصّ وعدم نسخ ولصق كلام المؤّلف حتى إنكم تتكلمون بلسان المؤلف أحيانا بقولكم:
"قلت" و "عندنا" و"ذكرنا"!.
وكذلك نوصيكم باختصار ما يناسب المقام اختصاره مثل اختصار الأسانيد، والاكتفاء بالأدلّة الصحيحة، والاقتصار على أهمّها حال كثرتها.

كما نوصي بالعناية أكثر بصياغة عناوين المسائل، فنختار للمسألة عنوانا مختصرا معبّرا في الوقت ذاته عن المسألة دون غموض ولا إخلال، لا أن نطيل في العناوين جدا كما حصل في بعض المواضع لأجل التعبير بلفظ المؤلف.

1:
أم البراء الخطيب 100/100
2:
نورة الأمير 95/100
3: بتول أبو بكر 85/100

تنبيه:
اعتماد هذه الدرجة متوقّف على إتمام قراءة جميع أبواب الكتاب وقراءة تلخيص واحد على الأقل من أفضل التلخيصات لكل باب، وتسجيل إتمام القراءة في الموضوع المخصّص لذلك هنا.


بارك الله فيكم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الباب, تلخيص

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:32 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir