دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #4  
قديم 20 ذو الحجة 1429هـ/18-12-2008م, 01:40 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 14,351
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان


دُخولُ لامِ الابتداءِ على الخبرِ
182- وبعدَ ذاتِ الكسْرِ تَصْحَبُ الْخَبَرْ = لامُ ابتداءٍ نحوُ إنِّي لوَزَرْ
لامُ الابتداءِ هي لامٌ مفتوحةٌ يُؤْتَى بها لقَصْدِ التوكيدِ، سُمِّيَتْ بذلك لكَثرةِ دُخُولِها على المبتدأِ أو ما أَصْلُه الْمُبتدأُ؛ كقولِه تعالى: {لأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ}، وقولِه تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}، وتَدخُلُ هذه اللامُ بعدَ (إنَّ) المكسورةِ على أربعةِ أشياءَ:
1- الخبرِ، 2- معمولِ الخبرِ، 3- الاسمِ، 4- ضميرِ الفَصْلِ.
وسيَأتِي تفصيلُ ذلك إنْ شاءَ اللهُ.
ولا تَدخُلُ هذه اللامُ على باقي أَخَوَاتِ (إنَّ) وما وَرَدَ مِن دُخُولِها على بعضِها أو دخولِها في خبرِ المبتدأِ أو خبرِ (أَمْسَى) مِن أَخَوَاتِ (كانَ)، فهو محكومٌ عليه بالشذوذِ، فلا يُقاسُ عليه عندَهم.
قالَ الرُّمَّانِيُّ عن ذلك في كتابِه: (معاني الحروفِ): (هذا كُلُّه شاذٌّ، لا يُقاسُ عليه، ولا يُلْتَفَتُ إليه).
وهذا معنى قولِه: (وبعدَ ذاتِ الكسرِ.. إلخ)؛ أيْ: تَصْحَبُ لامُ الابتداءِ (الخبرَ) بعدَ صاحبةِ الكسْرِ، وهي (إنَّ) المكسورةُ، ثم ذَكَرَ المثالَ. ومعنى (لَوَزَرْ)؛ أيْ: حِصْنٌ ومَلْجَأٌ.
شُروطُ دُخولِ اللامِ على الْخَبَرِ


183- لا يَلِي ذي اللامِ ما قدْ نُفِيَا = ولا مِن الأفعالِ ما كَرَضِيَا


184- وقد يَلِيهَا معَ قَدْ كإِنَّ ذَا = لقدْ سَمَا على العِدَا مُسْتَحْوِذَا

يُشترَطُ في دُخولِ لامِ الابتداءِ على خبرِ (إنَّ) المكسورةِ ثلاثةُ شُروطٍ، ذَكَرَ منها شَرطينِ:
الأوَّلُ: أنْ يكونَ مُثْبَتًا، فإنْ كانَ مَنفِيًّا لم تَدْخُلْ عليه اللامُ.
نحوُ: إنَّ الْمُخْلِصَ لا يَرْضَى بالإهمالِ، قالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا}.
الثاني: أنْ يكونَ الخبرُ غيرَ جُملةٍ فِعْلِيَّةٍ، فِعْلُها ماضٍ مُتَصَرِّفٌ غيرُ مُقْتَرِنٍ بـ (قد)، فهذه ثلاثةُ أوصافٍ للفِعْلِ الذي لا تَدْخُلُ عليه اللامُ:
الأوَّلُ: ماضٍ. الثاني: مُتَصَرِّفٌ. الثالثُ: غيرُ مُقْتَرِنٍ بقَدْ، نحوُ: إنَّ العِتابَ نَفَعَ. فلا يَصِحُّ دخولُ اللامِ على الخبرِ؛ لِمَا تَقَدَّمَ.
قالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا}.
فإنْ كانَ الفعْلُ مُضارِعًا جازَ دُخولُ اللامِ عليه، نحوُ: إنَّ المالَ بالصَّدَقَةِ ليَزْكُو، قالَ تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ}.
وكذا إنْ كانَ الفعْلُ ماضِيًا غيرَ مُتَصَرِّفٍ، نحوُ: إنَّ الحاكمَ العادِلَ لنِعْمَ القائدُ. أو كانَ مُقْتَرِنًا بقدْ، نحوُ: إنَّ عمرَ لقد عَدَلَ.
وكذا تَدْخُلُ اللامُ إذا كانَ الخبرُ مُفْرَدًا، نحوُ: إنَّ الكَذِبَ لَمَمْقُوتٌ، قالَ تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ}، أو كانَ شِبْهَ جُملةٍ، نحوُ: إنَّ العِزَّ لفي طاعةِ اللهِ. قالَ تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ}. أو جُملةً اسْمِيَّةً، نحوُ: إنَّ الإسلامَ لَرَايَتُه عاليةٌ، قالَ تعالى: {وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ} على رأيِ مَن يُعْرِبُ (نحنُ) مُبتدأً وما بعدَه خَبَرٌ، والجملةُ خبرُ (إنَّ).
الشرْطُ الثالِثُ: أنْ يكونَ الخبرُ متَأَخِّرًا عن الاسمِ؛ كما في الأمثلةِ، فلا يَجُوزُ دُخولُها في مِثْلِ: إنَّ فيكَ إنصافًا، وإنَّ عندَكَ أدَبًا؛ وذلك لتقَدُّمِ الخبرِ، ولم يَذْكُرِ ابنُ مالكٍ هذا الشرْطَ.
وإلى ما مَضَى أشارَ بقولِه: (ولا يَلِي ذي اللامِ ما قدْ نُفِيَا.. إلخ)؛ أي: لا يَقَعُ بعدَ لامِ الابتداءِ الخبرُ الْمَنْفِيُّ، ولا الخبرُ إذا كان جُملةً فِعْلِيَّةً فِعْلُها ماضٍ؛ كـ (رَضِيَ)، وقد يَلِي الفعْلُ الماضي هذه اللامَ إذا اقْتَرَنَ بـ (قدْ)، مِثلُ: إنَّ هذا لقد سَمَا على العِدَا مُستحْوِذًا؛ أي: مُستولِيًا على ما يُريدُ.
دُخولُ اللامِ على المعمولِ والاسمِ وضميرِ الفعْلِ


185- وَتَصْحَبُ الواسِطَ مَعمولَ الْخَبَرْ = والفصْلَ واسْمًا حَلَّ قَبْلَه الْخَبَرْ

ذَكَرَ في هذا البيتِ الثلاثةَ الباقيةَ التي تَدْخُلُ عليها لامُ الابتداءِ، وهي: معمولُ الخبرِ، وضَميرُ الفَصْلِ، والاسمُ.
أمَّا معمولُ الخبرِ فتَدخُلُ عليه بأربعةِ شُروطٍ:
الأوَّلُ: أنْ يَتَوَسَّطَ بينَ اسمِ (إنَّ) وخَبَرِها، نحوُ: إنَّ الشدائدَ صانعةٌ أبطالاً، فنقولُ: إنَّ الشدائدَ لأبطالاً صانِعَةٌ. فلو تَأَخَّرَ المعمولُ لم تَدْخُلْ عليه.
الثاني: أنْ يكونَ الخبرُ ممَّا يَصِحُّ دُخولُ اللامِ عليه؛ كما في الْمِثالِ، فلا يَجُوزُ أنْ تَقولَ: إنَّ الشدائدَ لَأَبطالاً صَنَعَتْ؛ لأنه ماضٍ.
الثالثُ: ألاَّّ تكونَ اللامُ قد دَخَلَتْ على الخبرِ، فلا تقولُ: إنَّ الشدائدَ لَأبطالاً لصَانِعَةٌ. وقد سُمِعَ ذلك قليلاً؛ فقد حُكِيَ مِن كلامِ العرَبِ: (إني لبِحَمْدِ اللهِ لصالِحٌ).
الرابعُ: ألاَّ يكونَ حالاً ولا تَمييزًا؛ لعَدَمِ السماعِ.
وقد صَرَّحَ الناظمُ بالشرْطِ الأوَّلِ في قولِه: (وَتَصْحَبُ الواسِطَ مَعمولَ الْخَبَرْ)؛ أيْ: تَصْحَبُ لامُ الابتداءِ معمولَ الخبرِ المتوَسِّطَ بينَ اسمِ (إنَّ) وخبرِها.
وممَّا تَدْخُلُ عليه لامُ الابتداءِ (ضميرُ الفَصْلِ): وهو ضميرٌ يُذْكَرُ بينَ المبتدأِ والخبرِ، أو ما أصْلُه المبتدأُ والخبرُ، سُمِّيَ بذلك؛ لأنه يَفْصِلُ، أيْ: يُمَيِّزُ بينَ الخبرِ والصفةِ، فإذا قلتَ: عُمَرُ هو العادِلُ. تَعَيَّنَ أنْ يكونَ العادلُ خَبَرًا، ولو لم تَأْتِ بالضميرِ لاحْتَمَلَ أنْ يكونَ (العادلُ) صِفةً، وأنْ يكونَ خبرًا.
وتَدخُلُ عليه اللامُ في هذا البابِ بلا شَرْطٍ، لكِن إذا دَخَلَتِ اللامُ عليه لم تَدْخُلْ على الخبرِ، نحوُ: إنَّ الدنيا لهي الفَانِيَةُ، وإنَّ الآخِرَةَ لهي الباقيَةُ، قالَ تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.
وممَّا تَدْخُلُ عليه اللامُ اسمُ (إنَّ)، بشَرْطِ أنْ يَتَأَخَّرَ عن الخبرِ، نحوُ: إنَّ في حوادثِ الدهْرِ لعِبْرَةً، قالَ تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ}، وإذا دَخَلَتْ على الاسمِ المتأَخِّرِ لم تَدْخُلْ على الخبرِ.
وإلى هذا أشارَ بقولِه: (والفصْلَ واسْماً حَلَّ قَبْلَهُ الْخَبَرْ)؛ أيْ: تَصْحَبُ اللامُ ضميرَ الفَصْلِ واسْماً لإنَّ إذا تَقَدَّمَ عليه الخبرُ.

 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لام, دخول

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:39 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir